بسم الله والحمد الله؛
المعضلة الحقيقية التي نحن بصددها، هي كون الإلحاد عقيدة مكتملة المعالم، عليها كهنة ومرتزقة ومتسولين وأتباع!
يقول الكاهن الملحد لا نلتزم إلا بالدليل العلمي المادي التجريبي الإمبريقي=طيب استنتاج الإنتخاب الطبيعي في النظرية الداروينية هو مِن طرق تأويلية فلسفية مُركبة!
والداروينية كلها تقوم على الإستنباط العقلي-بغض النظر عن صحته- لا الدليل التجريبي، فلم يشهد العالم كله حالة macro-evolution واحدة، ومع ذلك الداروينية من مُسلمات الإيمان الإلحادي!

يقول الكاهن الملحد توجد أكوان متعددة، حتى يهرب من أدلة المعايرة الدقيقة للكون= طيب الأكوان المتعددة لم تثبت رصدياً، بل يستحيل إثباتها لأنها تكسر حاجز أُفق الجسيم particle horizon وهذا أمر ممنوع فيزيائياً، ومن العجيب أن الرياضيات التجريدية تمنع وجود أكثر من كون واحد طبقاُ لل orthagonality theorm، ومع ذلك الأكوان المتعددة تدخل قاموس الإلحاد الجديد بقوة رغم أنف العلم!

يقول الكاهن الملحد توجد أديان كثيرة فالأفضل الحكم على الجميع بالسجن= طيب هذا حال القاضي الفاشل الذي وجد الحق يتنازعه أُناس كثيرون فحكم على الجميع بالسجن، بل وزعم هذا القاضي أن حُكمه الجائر هذا هو الحق الذي يبحث عنه هؤلاء!

يقول الكاهن المُلحد الإسلام ليس أكثر من دين بين الأديان= طيب لا يوجد غير الإسلام والكفر، فلا يوجد على وجه الأرض سوى ثلاث ديانات سماوية والباقي أرضي باعتراف أصحابه، واليهودية لا يدخلها إلا يهودي فهي ديانة قومية انتهى أمرها، والمسيحية أدخلت التثليث والأقانيم والآلهة البشرية في قلب عقيدتها ، وآمنت بمباديء الوثنية من موت للآلهة عارية على الصلبان إلى انتزاع آلهة من آلهة أُخرى - انتزاع الروح القدس من الآب- إلى أكل لحم الآلهة وشرب دمائهم- عقيدة الأفخارستيا-، وبذلك انتقلت المسيحية من السماوية إلى الوضعية الوثنية على يد مجامع صناعة الآلهة في عهد قسطنطين، ولم يبق إلا الإسلام الديانة التوحيدية النقية، فالإسلام ليس ديانة كالديانات وإنما هو أصل الديانات وتصحيح للخلل الذي أصاب الديانات وبالأخص اليهودية والمسيحية في نسختيهما العهد القديم والجديد، {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه } ﴿١٣﴾ سورة الشورى.

يقول الكاهن الملحد هل لا يدخل الجنة إلا المسلمين والباقي في النار ومنهم علماء كبار= طيب كثيرون من أهل الأرض الآن لم تقم عليهم الحُجة، والمحكمة الأُخروية الكبرى لم تقم بعد وهي محكمة عظمى مُدتها خمسين ألف سنة أي أطول من عمر البشرية كله، وفي هذه المحكمة سيدلي كلٌ بحججة فأما الكافر الذي وصلته رسالة الإسلام حجته داحضة عند الله بنص القرآن، أما الذي لم تصله الرسالة فستكون الآخرة بالنسبة له هي تكملة لرحلته الدنيوية وسيُكلف، وربما يكون بعض هؤلاء العلماء الذين تتباكون عليهم في درجة عالية من الجنة لا نصلها نحن، فلا تقلق يا صاح إلا على نفسك ولا تهتم إلا بحالك، فالله لن يظلم عباده فكن مطمئناً، {ذلك بما قدمت أيديكم وأن الله ليس بظلام للعبيد} ﴿١٨٢﴾ سورة آل عمران.

فيا صاحبي الملحد لا تجعل كفر غيرك سبباً لكفرك، فهذا ليس مبرراً عقلانياً ولا منطقياً ولن يغني عنك شيئاً عند الله يوم القيامة!
اللهم اهدنا واهد بنا.