صفحة 1 من 5 123 ... الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 68

الموضوع: حديث: أو ما علمت ما شارطت عليه ربي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    المشاركات
    287
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي حديث: أو ما علمت ما شارطت عليه ربي

    هذا الموضوع تم نقله وهو للزميل: أحمد محمد حامد :




    أرجو من الاخوة الا يتسرعوا في الرد وان يتناولوا الموضوع كاملا , ثم يبدوا ملاحظاتهم ... وجزاكم الله كل خير ...


    هنا نتناول عهدا – على حدّ زعم الرواية - بين الرسول صلى الله عليه وسلم وربّه والذي احد صيغه تقول: "اللهم فأيما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة."



    أٍولا: صحيح البخاري

    1- حدثنا أحمد بن صالح حدثنا ابن وهب قال أخبرني يونس عن ابن شهاب قال أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: اللهم فأيّما مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة (البخاري – كتاب الدعوات)

    هذا هو الحديث الوحيد الذي ورد في صحيح البخاري.

    ثانيا: صحيــــــح مسلم

    أمّا في صحيح مسلم فقد ورد عدة احاديث جمعها الامام مسلم تحت عنوان:
    (باب من لعنه النبي صلى الله عليه وسلم أو سبّه أو دعا عليه وليس هو أهلا لذلك كان له زكاة وأجرا ورحمة)

    • الحديث الاول: حدثنا زهير بن حرب حدثنا جرير عن الأعمش عن أبي الضحى عن مسروق عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح و حدثناه علي بن حجر السعدي وإسحق بن إبراهيم وعلي بن خشرم جميعا عن عيسى بن يونس كلاهما عن الاعمش بهذا الإسناد نحو حديث جرير و قال في حديث عيسى فخلوا به فسبهما ولعنهما وأخرجهما
    • الحديث الثاني: حدثنا محمد بن عبد الله بن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إنما أنا بشر فأيما رجل من المسلمين سببته أو لعنته أو جلدته فاجعلها له زكاة ورحمة و حدثنا ابن نمير حدثنا أبي حدثنا الأعمش عن أبي سفيان عن جابر عن النبي صلى الله عليه وسلم مثله إلا أن فيه زكاة وأجرا حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح و حدثنا إسحق بن إبراهيم أخبرنا عيسى بن يونس كلاهما عن الأعمش بإسناد عبد الله بن نمير مثل حديثه غير أن في حديث عيسى جعل وأجرا في حديث أبي هريرة وجعل ورحمة في حديث جابر
    • الحديث الثالث: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا المغيرة يعني ابن عبد الرحمن الحزامي عن أبي الزناد عن الأعرج عن أبي هريرة أن النبي صلى الله عليه وسلم قال اللهم إني أتخذ عندك عهدا لن تخلفنيه فإنما أنا بشر فأي المؤمنين آذيته شتمته لعنته جلدته فاجعلها له صلاة وزكاة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة حدثناه ابن أبي عمر حدثنا سفيان حدثنا أبو الزناد بهذا الإسناد نحوه إلا أنه قال أو جلده قال أبو الزناد وهي لغة أبي هريرة وإنما هي جلدته حدثني سليمان بن معبد حدثنا سليمان بن حرب حدثنا حماد بن زيد عن أيوب عن عبد الرحمن الأعرج عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم بنحوه
    • الحديث الرابع: حدثنا قتيبة بن سعيد حدثنا ليث عن سعيد بن أبي سعيد عن سالم مولى النصريين قال سمعت أبا هريرة يقولا سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إنما محمد بشر يغضب كما يغضب البشر وإني قد اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فأيما مؤمن آذيته أو سببته أو جلدته فاجعلها له كفارة وقربة تقربه بها إليك يوم القيامة
    • الحديث الخامس: حدثني حرملة بن يحيى أخبرنا ابن وهب أخبرني يونس عن ابن شهاب أخبرني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم فأيما عبد مؤمن سببته فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة
    • الحديث السادس : حدثني زهير بن حرب وعبد بن حميد قال زهير حدثنا يعقوب بن إبراهيم حدثنا ابن أخي ابن شهاب عن عمه حدثني سعيد بن المسيب عن أبي هريرة أنه قال سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول اللهم إني اتخذت عندك عهدا لن تخلفنيه فأيما مؤمن سببته أو جلدته فاجعل ذلك كفارة له يوم القيامة
    • الحديث السابع: حدثني هارون بن عبد الله وحجاج بن الشاعر قالا حدثنا حجاج بن محمد قال قال ابن جريج أخبرني أبو الزبير أنه سمع جابر بن عبد الله يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول إنما أنا بشر وإني اشترطت على ربي عز وجل أي عبد من المسلمين سببته أو شتمته أن يكون ذلك له زكاة وأجرا حدثنيه ابن أبي خلف حدثنا روح ح و حدثناه عبد بن حميد حدثنا أبو عاصم جميعا عن ابن جريج بهذا الإسناد مثله
    • الحديث الثامن: حدثني زهير بن حرب وأبو معن الرقاشي واللفظ لزهير قالا حدثنا عمر بن يونس حدثنا عكرمة بن عمار حدثنا إسحق بن أبي طلحة حدثني أنس بن مالك قال كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال آنت هيه لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي فقالت أم سليم ما لك يا بنية قالت الجارية دعا علي نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكبر سني فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت قرني فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك يا أم سليم فقالت يا نبي الله أدعوت على يتيمتي قال وما ذاك يا أم سليم قالت زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة و قال أبو معن يتيمة بالتصغير في المواضع الثلاثة من الحديث
    • الحديث التاسع: حدثنا محمد بن المثنى العنزي ح و حدثنا ابن بشار واللفظ لابن المثنى قالا حدثنا أمية بن خالد حدثنا شعبة عن أبي حمزة القصاب عن ابن عباس قال كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فتواريت خلف باب قال فجاء فحطأني حطأة وقال اذهب وادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل قال ثم قال لي اذهب فادع لي معاوية قال فجئت فقلت هو يأكل فقال لا أشبع الله بطنه قال ابن المثنى قلت لأمية ما حطأني قال قفدني قفدة حدثني إسحق بن منصور أخبرنا النضر بن شميل حدثنا شعبة أخبرنا أبو حمزة سمعت ابن عباس يقولا كنت ألعب مع الصبيان فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فاختبأت منه فذكر بمثله

    التحليـــــــل

    وممّا تناولته هذه الاحاديث من امور ظاهرة واخرى منصوص عليها في فتح الباري و شرح النووي:

    1- ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسبّ المسلمين ويلعنهم في بعض الروايات (صحيح مسلم – الحديث الاول) وان الرسول صلى الله عليه وسلم علّل ذلك بأنه من البشر يرضى كما يرضى البشر ويغضب كما يغضب البشر (صحيح مسلم – الحديث الاول والثاني والثالث والرابع والسابع والثامن)

    واثار هذا عدة تساؤلات وردت بعضها مع الردّ عليها في كتب الشروح:

    أولا: كيف يدعو صلى الله عليه وسلم بدعوة على من ليس لها بأهل؟ ورد هذا التساؤل في فتح الباري وأجاب عليه ابن حجرفنقل عن المازري ان الرسول يحكم بالظاهر, اما امر الباطن فموكول الى الله, فممكن ان يحكم الرسول على شخص بحسب الظاهر فيلحق بهذا الشخص دعاء الرسول او لعنته او شتمه او سبه في حين انه في حقيقة الامر لا يستحق هذا الشخص أيّا من ذلك عند الله تعالى: " قال المازري : إن قيل كيف يدعو صلى الله عليه وسلم بدعوة على من ليس لها بأهل ؟ قيل : المراد بقوله " ليس لها بأهل " عندك في باطن أمره لا على ما يظهر مما يقتضيه حاله وجنايته حين دعائي عليه , فكأنه يقول : من كان باطن أمره عندك أنه ممن ترضي عنه فاجعل دعوتي عليه التي اقتضاها ما ظهر لي من مقتضى حاله حينئذ طهورا وزكاة , قال : وهذا معنى صحيح لا إحالة فيه , لأنه صلى الله عليه وسلم كان متعبدا بالظواهر , وحساب الناس في البواطن على الله انتهى . وهذا مبني على قول من قال : إنه كان يجتهد في الأحكام ويحكم بما أدى إليه اجتهاده , وأما من قال : كان لا يحكم إلا بالوحي فلا يأتي منه هذا الجواب ." أ.هـ.

    ولنا على هذا الكلام عدة ملاحظات:

    • ممّا لا خلاف فيه هو ان سنّته صلى الله عليه وسلم شارحة ومبيّنة للقرآن الكريم, فنسأل: هل هناك من عقوبة يكون جزاؤها اللعن او الشتم او السب؟ اذا استعرضنا القرآن الكريم نجد ان اللعن جاء في اربع محاور: اولا: دخل كجزء من اليمين او الشهادة (على خلاف بين الفقهاء) في قضية اللعان بين الزوجين. ثانيا: دخل مرة اخرى في صيغة المباهلة. ثالثا: وردت في حق من قذف المؤمنات بصيغة المجهول. رابعا: وهو المحور الاكبر حيث نجد ان اللعن موجّه في باقي الايات من قبل رب العالمين الى الكفّار والمشركين والمنافقين. فهل هناك من حالات اخرى تستوجب اللعن في حق المسلمين او المؤمنين اعتمد عليها المازري في قوله؟
    • ثم انه ورد في صحيح مسلم – الحديث الثامن - انّ الرسول دعا على اليتيمة دونما مناسبة, ودون ان يكون هناك من داع لأن يطبّق الرسول عقوبة شرعية، وقد علّل الرسول دعاءه عليها بالعهد او الشرط على الله.
    • ان ما ذهب اليه المازري من ان الرسول معنيّ بالحكم على الظواهر دون البواطن الامر الذي يجعل الرسول يقع في الخطأ يناقض تعريف السواد الاعظم من المحدثين والفقهاء الذين يرون ان الرسول صلى الله عليه وسلم موحى اليه في جميع الامور.
    • جاء في صحيح ابن حبان: " عن ابن عباس ثم ان رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعن الريح فإنها مأمورة وليس أحد يلعن شيئا ليس له باهل الا رجعت عليه اللعنة". والسؤال الواضح هنا: كيف نوفّق بين ما جاء في هذا الحديث من ان اللعنة ترجع الى صاحبها ان لم يكون الملعون أهلا لها من جهة وبين ما جاء من ان لعنة الرسول تتحول الى زكاة وقربى وصلاة لمن لا يستحق اللعنة؟ لن نتفاجأ طبعا اذا خرج علينا احدهم بتوفيق يقول فيه : ما صدر من الرسول من لعنة على من ليس لها بأهل فانها تتحول الى صلاة وزكاة وقربى وامّا ما صدر من غيره من المسلمين فانه يرجع الى المستحق للعنة: امّا اللاعن او الملعون!!!

    وحقيقة الامر انه هناك اولويات في التوفيق: فقبل التوفيق بين حديثين هناك اولوية التوفيق مع السنة النبوية والمحاور الاساسية في القرآن الكريم, وان البعض عندما يتحدثون عن التوفيق بين الاحاديث يغيب عن ذهنهم الاولوية الاساسية وهي ان يكون القرآن الكريم محورا في هذا التوفيق. فنقيس التوفيق بين كل من الحديثين والقرآن فان كانا على قدم مساواة من المفاهيم الاساسية القرآنية انتقلنا بعدها الى التوفيق بين الحديثين. اما ان كان هناك أيّ من هذين الحديثين ما يوافق القرآن الكريم والاخر يناقضه فاننا نتحول عن التوفيق بين الحديثين الى الغاء الحديث المناقض للقرآن الكريم والسنة النبوية. فهل ينسجم كلا الحديثين مع السنة النبوية والمفاهيم القرآنية؟

    لنعرض اولا الصورة التي يعكسها النص القرآني عن شخص الرسول صلى الله عليه وسلم: فالقرآن الكريم يجعل الرسول محورا مهما في قضية الاخلاق بحيث لا يستطيع احد من البشر ان ينال رتبته, قال تعالى في سورة القلم: {وانك لعلى خلق عظيم}؛ ثم ان القرآن الكريم ايضا يجعل الشخصية النبوية اسوة لغيرها من الناس والمسلمين والمؤمنين :{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} (الاحزاب/21)

    واذا ما قارنّا الاحاديث المذكورة في صحيح مسلم بهذين المحورين نجد ان هناك تباينا عظيما بحيث يستحيل الجمع: فالاحاديث تصف الرسول بأنه يسبّ ويشتم ويلعن ويدعو على اليتيم احيانا, وبهذا يتزعزع مفهوم الاية {وانك لعلى خلق عظيم} في الاذهان، حيث سنجد هناك استثناءات لها, ومن المرفوض طبعا ان نقول بأن هذه الاية عامة قد يداخلها خصوص حيث ان صفة الخلق العظيم قد تنزع عن الرسول في بعض الاحيان. اما بالنسبة للمحور الثاني وهو الاسوة ا لحسنة فان الرسول صلى الله عليه وسلم - وبناء على هذه الاحاديث - لا يكون اسوة حسنة بالمعنى الكامل والشامل على الصعيد الاخلاقي بل هناك استثناءات يجب علينا ان نلحظها ولا نتشبه بالرسول وافعاله فيها، وهذا الكلام بالطبع مرفوض جملة وتفصيلا. اننا نستطيع ان نفهم خصوصية الرسول صلى الله عليه وسلم في قضايا عديدة كتعدّد زوجاته مثلا, ولكن هذه القضايا الخاصة لا تمسّ ولا بأي حال من الاحوال المحاور الرئيسية في شخصه من توحيد وعدل ورحمة وخلق و.....

    هذا بالنسبة للقرآن الكريم, اما بالنسبة للسنة النبوية الشريف فسنكتفي بمحورين ايضا:
    الاول: ان السنة النبوية هي شارحة للقرآن الكريم ومبيّنة له: وبهذا المعنى لا تستقيم الاحاديث المذكورة في صحيح مسلم بشكل عام مع السنة النبوية في هذا الاطار, اما ما ورد في صحيح ابن حبان فانه ينسجم انسجاما واضحا.
    الثاني: لقد جاءت احاديث كثيرة تنهى عن اللعن والسب والشتم وان كثرة هذه الاحاديث وما تضمنته من تحذير ووعيد تبعد ان يكون الرسول صلى الله عليه وسلم وهو الاسوة لأمته ان يكون قد قام بأي منها.

    وبالعودة على الحديث الذي جاء في صحيح ابن حبان والمذكور اعلاه, فاننا نجد ان هذا الحديث لا يناقض محوري الخلق العظيم والاسوة الحسنة التي وصف الله بهما رسوله الكريم. وبناء عليه فاننا نذهب الى القول بأن محاولة التوفيق هنا محاولة بائسة لأنها تأتي على حساب السنة النبوية والمحاور الرئيسية في شخص الرسول الكريم كما عرضها القرآن الكريم.
    (نلفت النظر الى انه ورد في صحيح البخاري حديثا مشابها للذي ورد في صحيح ابن حبان يقول: "لا يرمي رجل رجلا بالفسوق ولا يرميه بالكفر الا ارتدت عليه ان لم يكن صاحبه كذلك)

    ثانيا: ما معنى قوله: "وأغضب كما يغضب البشر"؟
    حيث ان الاشكال هنا هو هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم يغضب على غير مقتضى الشرع كما يوحي الحديث؟

    هنا يضع المارزي الذي ينقل عنه ابن حجر احتمالين:

    الاول: ان الرسول خيّر بين الدعوة على الجاني ولعنه وسبه او تركه والزجر له بما سوى ذلك فيكون في كلا الحالين موافقا للشرع حيث ان هناك تخيير.

    الثاني: ان يكون الغضب قد حمل الرسول على زيادة يسيرة في العقوبة، فيكون هذا الدعاء تعليما لأمته الخوف من تعدي حدود الله.
    جاء في فتح الباري: " ثم قال المازري : فإن قيل فما معنى قوله وأغضب كما يغضب البشر ؟ فإن هذا يشير إلى أن تلك الدعوة وقعت بحكم سورة الغضب , لا أنها على مقتضى الشرع , فيعود السؤال , فالجواب أنه يحتمل أنه أراد أن دعوته عليه أو سبه أو جلده كان مما خير بين فعله له عقوبة للجاني أو تركه والزجر له بما سوى ذلك , فيكون الغضب لله تعالى بعثه على لعنه أو جلده , ولا يكون ذلك خارجا عن شرعه... قال : ويحتمل أن يكون ذلك خرج مخرج الإشفاق وتعليم أمته الخوف من تعدى حدود الله , فكأنه أظهر الإشفاق من أن يكون الغضب يحمله على زيادة في عقوبة الجاني لولا الغضب ما وقعت , أو إشفاقا من أن يكون الغضب يحمله على زيادة يسيرة في عقوبة الجاني لولا الغضب ما زادت , ويكون من الصغائر على قول من يجوزها , أو يكون الزجر يحصل بدونها" أ.هـ.

    ولنا على هذا الكلام عدة ملاحظات ايضا:
    • قال المازري: "...يحتمل اراد ان دعوته عليه او سبه او جلده كان مما خيّر بين فعله له عقوبة للجاني أو تركه..." ونعود للسؤال هنا: هل هناك من عقوبة شرعية يكون السبّ احد اركانها؟؟؟؟
    • ان القول بأن الرسول قد خيّر في ذلك هو قول ينقصه دليل: فهل هناك من خبر يؤيّد ذلك؟
    • هل يصح ان يكون هذا تعليما للأمة؟ هل الرسول هو قدوة لغيره من المسلمين في هذا الامر؟ هل نستطيع ان نكفّر عن سبّنا وشتمنا لللآخرين بالدعاء؟



    ثالثا: ويختم المارزي تبريراته باحتمال اخير وهو ان ماورد من اللعن والسب ورد من الرسول صلى الله عليه
    وسلم بغير قصد، والى ذلك ذهب القاضي عياض الذي علّل بأن دعاءه صلى الله عليه وسلم امّا انه جاء
    على عادة العرب في وصل كلامها كقولهم تربت يمينك, واما ان يكون غضبه صلى الله عليه وسلم قد حمله
    على تعجيل العقوبة وترك الصفح. ويبدو ان هذا التعليل الاخير قد لاقى استحسان ابن حجر.
    جاء في فتح الباري: ". ويحتمل أن يكون اللعن والسب يقع منه من غير قصد إليه فلا يكون في ذلك كاللعنة الواقعة رغبة إلى الله وطلبا للاستجابة . وأشار عياض إلى ترجيح هذا الاحتمال الأخير فقال : يحتمل أن يكون ما ذكره من سب ودعاء غير مقصود ولا منوي , ولكن جرى على عادة العرب في دعم كلامها وصلة خطابها عند الحرج والتأكيد للعتب لا على نية وقوع ذلك , كقولهم عقري حلقي وتربت يمينك , فأشفق من موافقة أمثالها القدر , فعاهد ربه ورغب إليه أن يجعل ذلك القول رحمة وقربة انتهى . وهذا الاحتمال حسن إلا أنه يرد عليه قوله " جلدته " فإن هذا الجواب لا يتمشى فيه , إذ لا يقع الجلد عن غير قصد , وقد ساق الجميع مساقا واحدا إلا إن حمل على الجلدة الواحدة فيتجه . ثم أبدى القاضي احتمالا آخر فقال : كان لا يقول ولا يفعل صلى الله عليه وسلم في حال غضبه إلا الحق , لكن غضبه لله قد يحمله على تعجيل معاقبة مخالفه وترك الإغضاء والصفح , ويؤيده حديث عائشة " ما انتقم لنفسه قط إلا أن تنتهك حرمات الله " وهو في الصحيح . قلت : فعلى هذا فمعنى قوله " ليس لها بأهل " أي من جهة تعين التعجيل"

    وتعقيبا على ذلك نقول:

    • اذا كان ما وقع من الرسول من الدعاء او اللعن او السب هو مما جرت به عادة العرب من وصل كلامها بلا نية, فعندها يكون الرسول صلى الله عليه وسلم - والعياذ بالله - اما جاهلا بلغة قومه واما مقصّرا بتقرير واستعمال هذا النوع من الصيغ التي تنافي دعوة الاسلام. وهذا التعليل يردّه سياق الاحاديث نفسها حيث ان الاحاديث تعلّل بأن ما فعله الرسول صلى الله عليه وسلم هو من باب الغضب ومن باب بشريّته. ثم انه ان كانت هذه الصيغ تنافي دعوة الاسلام ويذنب من قال بها فلم لم ينبه الرسول صلى الله عليه وسلم على ذلك؟ او على الاقل نتساءل لم استعملها هو نفسه؟؟؟؟ وقد جاء في القرآن الكريم تنبيه على استخدام المفردات احيانا فقد جاء في كتاب اعلام الموقعين عن رب العالمين: قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تقولوا رَاعِنا وقولوا أنظرنا} نهاهم سبحانه أن يقولوا هذه الكلمة ـ مع قصدهم بها الخير ـ لئلا يكون قولهم ذريعة إلى التشبة باليهود في أقوالهم وخطابهم؛ فإنهم كانوا يخاطبون بها النبيَّ صلى الله عليه وسلم ويقصدون بها السبَّ، يقصدون فاعلاً من الرعونة، فنهى المسلمون عن قولها؛ سداً لذريعة المشابهة، ولئلا يكون ذلك ذريعة إلى أن يقولها اليهود للنبي صلى الله عليه وسلم تشبهاً بالمسلمين يقصدون بها غير ما يقصده المسلمون. (ج3 ص109)
    • اما عن الاحتمال الاخير والذي لاقى استحسانا من ابن حجر فواضح ان ابن حجر كان يحاول التملّص من اي تفسير للحديث يتنافى مع القاعدة الاساسية عن اكثر المحدّثين وهو ان كل ما ورد عن رسول الله من فعل او قول او تقرير انما هو وحي من الله ولهم في ذلك قوله تعالى: {وما ينطق عن الهوى}. على كلّ حال, حتى هذا التعليل الاخير لا يستقيم مع سنته النبوية الشريفة ولا مع محور الرحمة الذي وصف الله به نبيه الكريم عليه السلام, قال تعالى: {وما ارسلناك الا رحمة للعالمين} ولا مع الوصف الذي وصفه اياه في سورة التوبة: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريض عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم} (التوبة 128)

    ان القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتسرّع في اقامة الحدود (مع التحفّظ على هذه الحدود المزعومة في هذه الاحاديث) لا نجد له سندا في سنته صلى الله عليه وسلم بل على العكس فاننا نجد في السنة ما يخالف هذا الرأي من تؤدة الرسول في اقامة الحدود وتحرّي الشبهات:
    .
    - فقد جاء في صحيح البخاري: أن أبا هريرة قال أتى رجل من أسلم رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو في المسجد فناداه فقال يا رسول الله إن الأخر قد زنى يعني نفسه فأعرض عنه فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قبله فقال يا رسول الله إن الأخر قد زنى فأعرض عنه فتنحى لشق وجهه الذي أعرض قبله فقال له ذلك فأعرض عنه فتنحى له الرابعة فلما شهد على نفسه أربع شهادات دعاه فقال هل بك جنون قال لا فقال النبي صلى الله عليه وسلم اذهبوا به فارجموه وكان قد أحصن أ.هـ.
    - وجاء في صحيح البخاري: عن ابن عباس رضي الله عنهما قال لما أتى ماعز بن مالك النبي صلى الله عليه وسلم قال له لعلك قبلت أو غمزت أو نظرت قال لا يا رسول الله قال أنكتها لا يكني قال فعند ذلك أمر برجمه أ. هـ
    - وجاء في صحيح مسلم ما نصّه: حدثنا عبد الله بن بريدة عن أبيه أن ماعز بن مالك الأسلمي أتى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال يا رسول الله إني قد ظلمت نفسي وزنيت وإني أريد أن تطهرني فرده فلما كان من الغد أتاه فقال يا رسول الله إني قد زنيت فرده الثانية فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى قومه فقال أتعلمون بعقله بأسا تنكرون منه شيئا فقالوا ما نعلمه إلا وفي العقل من صالحينا فيما نرى فأتاه الثالثة فأرسل إليهم أيضا فسأل عنه فأخبروه أنه لا بأس به ولا بعقله فلما كان الرابعة حفر له حفرة ثم أمر به فرجم قال فجاءت الغامدية فقالت يا رسول الله إني قد زنيت فطهرني وإنه ردها فلما كان الغد قالت يا رسول الله لم تردني لعلك أن تردني كما رددت ماعزا فوالله إني لحبلى قال إما لا فاذهبي حتى تلدي فلما ولدت أتته بالصبي في خرقة قالت هذا قد ولدته قال اذهبي فأرضعيه حتى تفطميه فلما فطمته أتته بالصبي في يده كسرة خبز فقالت هذا يا نبي الله قد فطمته وقد أكل الطعام فدفع الصبي إلى رجل من المسلمين ثم أمر بها فحفر لها إلى صدرها وأمر الناس فرجموها فيقبل خالد بن الوليد بحجر فرمى رأسها فتنضح الدم على وجه خالد فسبها فسمع نبي الله صلى الله عليه وسلم سبه إياها فقال مهلا يا خالد فوالذي نفسي بيده لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لغفر له ثم أمر بها فصلى عليها ودفنت أ.هـ.


    فهذان الحديثان يثبتان ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يتأني أيّما تأن في اقامة الحدود ولا يتسرّع في ذلك. يضاف الى ذلك ان ربّ العزّة وصف رسوله الكريم فقال: {بالمؤمنين رؤوف رحيم}.

    رابعا: ان الرسول صلى الله عليه وسلم علّل هذا العهد والاشتراط على الله بأنه بشر يغضب كما يغضب البشر
    ويرضى كما يرضى البشر. فهل تصح هذه الحجة المذكورة؟ ان الرسول في هذه الاحاديث – المذكورة في صحيح مسلم – ينطلق من بشريته في تعليل لعنه وسبّه وشتمه والدعاء على الآخرين! وهنا نسأل: ايّ واحد من البشر لا يغضب كما يغضب البشر؟ ثم نسأل: ما هي ميزة الرسول كأسوة حسنة ان كان سيتصرف مثلما يتصرف البشر في لحظات ضعفهم؟ ثم لماذا يعيب الرسول صلى الله عليه وسلم على غيره من البشر ان يسبّ ويلعن بل ويتهمه بالتفحّش ان كان الرسول نفسه لا يستطيع ان يملك لسانه او غضبه؟ ثم كيف يوصي الرسول غيره ان يكظم غيظه وغضبه - كما جاء في صحبح البخاري ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال: لا تغضب – في حين ان الرسول نفسه لا يملك ان يكون أسوة حسنة في لجم غضبه؟ قال تعالى: {وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض أعدت للمتقين (133) الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين (134)} (آل عمران) فان كانت سنته شارحة ومبينة للقرآن الكريم فكيف يتفق التعليل المذكور في الحديث مع هذه الايات؟ بل ان التعليل المذكور يذهب الى ان كظم الغيظ الذي ذكرته الآية هو من الصعوبة بمكان ان يلتزم به الرسول فكيف بالناس؟؟ وكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتردّد في اتهام الساب او اللاعن بالجاهلية والتفحش ولو فعل ذلك مرة واحدة, فأشدّ العجب انه ذكر عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما يقرب عشرة احاديث يلعن فيها ويسبّ ويشتم ويدعو على اليتيم:
    • جاء في صحيح مسلم ما نصّه: عن عائشة قالت أتى النبي صلى الله عليه وسلم أناس من اليهود فقالوا السام عليك يا أبا القاسم قال وعليكم قالت عائشة قلت بل عليكم السام والذام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة لا تكوني فاحشة فقالت ما سمعت ما قالوا فقال أوليس قد رددت عليهم الذي قالوا قلت وعليكم حدثناه إسحق بن إبراهيم أخبرنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش بهذا الإسناد غير أنه قال ففطنت بهم عائشة فسبتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه يا عائشة فإن الله لا يحب الفحش والتفحش وزاد فأنزل الله عز وجل وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله إلى آخر الآية
    • الرسول صلى الله عليه وسلم يصف ابا ذر بأنه امروء فيه جاهلية لفعله اقل من ذلك, جاء في صحيح مسلم: عن المعرور بن سويد قال مررنا بأبي ذر بالربذة وعليه برد وعلى غلامه مثله فقلنا يا أبا ذر لو جمعت بينهما كانت حلة فقال إنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية قلت يا رسول الله من سب الرجال سبوا أباه وأمه قال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم...
    • الرسول صلى الله عليه وسلم ينهى خالدا رضي الله عنه عن سبّ اصحابه غير ان الرسول في الحديث اعلاه هو الذي يسبّهم: عن أبي سعيد قال كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه
    • ثم ان الحجة التي احتج بها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث امام ربه "انما انا بشر" الا تنطبق على عائشة وابي ذر وخالد بن الوليد رضي الله عنهم اجمعين؟؟؟!!!!


    خامسا: قال تعالى: {... ولو انهم اذ ظلموا انفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا
    رحيما} الآية تحمّل الرسول مسؤولية الاستغفار لمن ظلم نفسه, واذا ما قارنا هذه الآية بالحديث الاول المذكور هنا في صحيح مسلم نجد ان الرسول يتحول من مصدر للاستغفار المعين للمسلمين على التخلص من ذنوبهم والمذكّر لهم بحدود الله {فذّكر} الى مصدر للعن والسبّ والدعاء.

    سادسا: ثم ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان عطوفا على المنافقين وكان لا ينفك يستغفر لهم الله وهم الذين في
    الدرك الاسفل من النار فما بال هذا الحديث يتوعد من عصى او أثم ان يلعن ويسب من قبل الرسول المبعوث رحمة للعالمين وقد قال تعالى : {استغفر لهم او لا تستغفر لهم ان تستغفر لهم سبعين مرة فلن يغفر الله لهم ذلك بأنهم كفروا بالله ورسوله والله لا يهدي القوم الفاسقين } القرآن الكريم يوضّح اشفاق الرسول على المنافقين الذين كفروا بالله ورسوله ثم تراه واقفا يستغفر لهم فنتساءل عن الذنب الذي قد يقع فيه المسلم او المؤمن الذي هو اشد من الكفر بالله ورسوله والذي يستدعي من الرسول صلى الله عليه وسلم الدعاء فيه واللعن والسب. فرغم ما كان يلقى الرسول من أذى من المشركين والكفار كان يدعو لهم بالهداية, والايات القرآنية والروايات التي تتحدث عن هذا الموضوع كثيرة جدا, فان كان هذا حاله مع المشركين, أفيجوز عليه صلى الله عليه وسلم ان يكون اقسى على المسلمين والمؤمنين وقد قال تعالى عنه: {بالمؤمنين رؤوف رحيم}

    سابعا: قال تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين * فان عصوك فقل اني بريء مما تعملون * وتوكل
    على العزيز الرحيم} الآية توضّح للرسول صلى الله عليه وسلم المسلك الذي يجب ان يتبعه في حال عصيان المسلمين له. فهل يجوز للرسول ان يتجاوز هذا النص الى اللعن والسب والشتم والدعاء؟

    ثامنـا: الرسول يمثّل القمة العليا في الاخلاق على الصعيد الانساني, ولا يمكن لاي انسان ان يتجاوز هذه المرتبة
    التي منحه اياها رب العزة: قال تعالى: {وانك لعلى خلق عظيم}. جاء في تفسير الرازي: " وفيه دقيقة أخرى وهي قوله: {لعلى خلق عظيم} وكلمة على للاستعلاء، فدل اللفظ على أنه مستعمل على هذه الأخلاق ومستول عليها، وأنه بالنسبة إلى هذه الأخلاق الجميلة كالمولى بالنسبة إلى العبد وكالأمير بالنسبة إلى المأمور." (تفسير الرازي ج30 ص599)
    وهذا القول وان كان يعتبر من البداهة بمكان في اذهان المسلمين الا انه على صعيد التعامل مع المرويات هو عرضة للتأويل والتحوير والاستثناء الامر الذي يميّع المفهوم الواضح الذي جاءت به هذه الاية لحساب المروي. فقد جاء في الصحاح ان النبي صلى الله عليه وسلم كان احيانا يلعن المسلمين. فقام المحدّثون باثبات هذه المرويات ثم لجأوا الى التبرير والتأويل والتخصيص وما الى ذلك. وفي الجانب الاخر نرى انه روي عن بعض الصحابة والتابعين انهم ما لعنوا احدا قط. جاء في الطبقات الكبرى: عن عبيد الله بن هوذة القزيعي قال حدثني رجل من بلهجيم عن جرموز الهجيمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عم تنهاني فقال أنهاك ألا تكون لعانا فما لعن شيئا حتى مات. (ج7 ص79) وجاء في شعب الايمان : وقال سالم وما سمعت ابن عمر لعن شيئا قط (ج4 ص295) وجاء في الطبقات الكبرى : عن المستمر بن الريان قال رأيت أبا الجوزاء الربعي يصفر لحيته قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا يحيى بن عمرو بن مالك النكري قال سمعت أبي يحدث أن أبا الجوزاء لم يلعن شيئا قط ولم يأكل شيئا لعن قط قال حتى إن كان ليرشو الخادم في الشهر الدرهم والدرهمين حتى لا تلعن الطعام إذا أصابها حر التنور(ج7ص223). اذا, على الصعيد النظري, لن يجروء احد ان يشكّك في القول ان الرسول صلى الله عليه وسلم هو قدوة البشرية على الصعيد الاخلاقي, اما على صعيد الروايات فان سنجد هذا القول معرّض لمفارقات خطيرة حيث ينقل عن الصحابة والتابعين حذرا اكبر في لعنهم للناس بينما سنجد ان الرسول كان اقلّ حذرا.





    تاسعا: جاء في صحيح مسلم بشرح النووي وهو يعلّق على ما جاء من الرسول صلى الله عليه وسلم من اللعن
    وغيره: "وانما كان يقع هذا منه في النادر والشاذ من الازمان" أ.هـ. غير ان نظرة متفصحة لما ورد في كتب الصحاح والسنن تبيّن لنا ان هناك مواضع عديدة, وهي ليست بالنادرة, صّورت الرسول عليه الصلاة والسلام بأنه كان يلعن ويسب بل واحيانا يقرّ على السب, وفي بعض الروايات يأمر بالسب :

    1- عن معاذ بن جبل أخبره قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم عام غزوة تبوك فكان يجمع الصلاة فصلى الظهر والعصر جميعا والمغرب والعشاء جميعا حتى إذا كان يوما أخر الصلاة ثم خرج فصلى الظهر والعصر جميعا ثم دخل ثم خرج بعد ذلك فصلى المغرب والعشاء جميعا ثم قال إنكم ستأتون غدا إن شاء الله عين تبوك وإنكم لن تأتوها حتى يضحي النهار فمن جاءها منكم فلا يمس من مائها شيئا حتى آتي فجئناها وقد سبقنا إليها رجلان والعين مثل الشراك تبض بشيء من ماء قال فسألهما رسول الله صلى الله عليه وسلم هل مسستما من مائها شيئا قالا نعم فسبهما النبي صلى الله عليه وسلم وقال لهما ما شاء الله أن يقول قال ثم غرفوا بأيديهم من العين قليلا قليلا حتى اجتمع في شيء قال وغسل رسول الله صلى الله عليه وسلم فيه يديه ووجهه ثم أعاده فيها فجرت العين بماء منهمر أو قال غزير شك أبو علي أيهما قال حتى استقى الناس ثم قال يوشك يا معاذ إن طالت بك حياة أن ترى ما هاهنا قد ملئ جنانا (مسلم)
    2- عن عائشة رضي الله عنها أن نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم كن حزبين فحزب فيه عائشة وحفصة وصفية وسودة والحزب الآخر أم سلمة وسائر نساء رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان المسلمون قد علموا حب رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة فإذا كانت عند أحدهم هدية يريد أن يهديها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم أخرها حتى إذا كان رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة بعث صاحب الهدية بها إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم في بيت عائشة فكلم حزب أم سلمة فقلن لها كلمي رسول الله صلى الله عليه وسلم يكلم الناس فيقول من أراد أن يهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم هدية فليهده إليه حيث كان من بيوت نسائه فكلمته أم سلمة بما قلن فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها فكلميه قالت فكلمته حين دار إليها أيضا فلم يقل لها شيئا فسألنها فقالت ما قال لي شيئا فقلن لها كلميه حتى يكلمك فدار إليها فكلمته فقال لها لا تؤذيني في عائشة فإن الوحي لم يأتني وأنا في ثوب امرأة إلا عائشة قالت فقالت أتوب إلى الله من أذاك يا رسول الله ثم إنهن دعون فاطمة بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأرسلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم تقول إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت أبي بكر فكلمته فقال يا بنية ألا تحبين ما أحب قالت بلى فرجعت إليهن فأخبرتهن فقلن ارجعي إليه فأبت أن ترجع فأرسلن زينب بنت جحش فأتته فأغلظت وقالت إن نساءك ينشدنك الله العدل في بنت ابن أبي قحافة فرفعت صوتها حتى تناولت عائشة وهي قاعدة فسبتها حتى إن رسول الله صلى الله عليه وسلم لينظر إلى عائشة هل تكلم قال فتكلمت عائشة ترد على زينب حتى أسكتتها قالت فنظر النبي صلى الله عليه وسلم إلى عائشة وقال إنها بنت أبي بكر قال البخاري الكلام الأخير قصة فاطمة يذكر عن هشام بن عروة عن رجل عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن وقال أبو مروان عن هشام عن عروة كان الناس يتحرون بهداياهم يوم عائشة وعن هشام عن رجل من قريش ورجل من الموالي عن الزهري عن محمد بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قالت عائشة كنت عند النبي صلى الله عليه وسلم فاستأذنت فاطمة (البخاري – الرسول يقرّ على السبّ من احد امهات المؤمنين!؟؟؟؟)
    3- عن عائشة قالت اجتمعن أزواج النبي صلى الله عليه وسلم فأرسلن فاطمة إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقلن لها قولي له إن نساءك ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت فدخلت على النبي صلى الله عليه وسلم وهو مع عائشة في مرطها فقالت له إن نساءك أرسلنني إليك وهن ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم أتحبيني قالت نعم قال فأحبيها فرجعت إليهن فأخبرتهن ما قال لها فقلن إنك لم تصنعي شيئا فارجعي إليه فقالت والله لا أرجع إليه فيها أبدا قال الزهري وكانت ابنة رسول الله صلى الله عليه وسلم حقا فأرسلن زينب بنت جحش قالت عائشة هي التي كانت تساميني من أزواج النبي صلى الله عليه وسلم قالت إن أزواجك أرسلنني إليك وهن ينشدنك العدل في ابنة أبي قحافة قالت ثم أقبلت علي تشتمني فجعلت أراقب النبي صلى الله عليه وسلم وأنظر إلى طرفه هل يأذن لي في أن أنتصر منها فلم يتكلم قالت فشتمتني حتى ظننت أنه لا يكره أن أنتصر منها فاستقبلتها فلم ألبث أن أفحمتها قالت فقال لها النبي صلى الله عليه وسلم إنها ابنة أبي بكر قالت عائشة ولم أر امرأة خيرا منها وأكثر صدقة وأوصل للرحم وأبذل لنفسها في كل شيء يتقرب به إلى الله عز وجل من زينب ما عدا سورة من غرب حد كان فيها توشك منها الفيئة (مسند احمد)
    4- عن ابن عون قال كنت أسأل عن الانتصار ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل فحدثني علي بن زيد بن جدعان عن أم محمد امرأة أبيه قال ابن عون وزعموا أنها كانت تدخل على أم المؤمنين قالت قالت أم المؤمنين دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا زينب بنت جحش فجعل يصنع شيئا بيده فقلت بيده حتى فطنته لها فأمسك وأقبلت زينب تقحم لعائشة رضي الله عنها فنهاها فأبت أن تنتهي فقال لعائشة سبيها فسبتها فغلبتها(؟؟؟؟!!!!!) فانطلقت زينب إلى علي رضي الله عنه فقالت إن عائشة رضي الله عنها وقعت بكم وفعلت فجاءت فاطمة فقال لها إنها حبة أبيك ورب الكعبة فانصرفت فقالت لهم أني قلت له كذا وكذا فقال لي كذا وكذا قال وجاء علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه في ذلك (سنن ابي داود) (الرسول يأمر بالسب)
    5- عن عائشة قالت دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم رجلان فكلماه بشيء لا أدري ما هو فأغضباه فلعنهما وسبهما فلما خرجا قلت يا رسول الله من أصاب من الخير شيئا ما أصابه هذان قال وما ذاك قالت قلت لعنتهما وسببتهما قال أو ما علمت ما شارطت عليه ربي قلت اللهم إنما أنا بشر فأي المسلمين لعنته أو سببته فاجعله له زكاة وأجرا حدثناه أبو بكر بن أبي شيبة وأبو كريب قالا حدثنا أبو معاوية ح و حدثناه علي بن حجر السعدي وإسحق بن إبراهيم وعلي بن خشرم جميعا عن عيسى بن يونس كلاهما عن الأعمش بهذا الإسناد نحو حديث جرير و قال في حديث عيسى فخلوا به فسبهما ولعنهما وأخرجهما (مسلم)
    6- حدثنا عارم حدثنا معتمر بن سليمان عن أبيه حدثنا السميط عن أبي السوار حدثه أبو السوار عن خاله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأناس يتبعونه فأتبعته معهم قال ففجئني القوم يسعون قال وأبقى القوم قال فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني ضربة إما بعسيب أو قضيب أو سواك وشيء كان معه قال فوالله ما أوجعني قال فبت بليلة قال أو قلت ما ضربني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لشيء علمه الله في قال وحدثتني نفسي أن آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبحت قال فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنك راع لا تكسرن قرون رعيتك قال فلما صلينا الغداة أو قال صبحنا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إن أناسا يتبعوني وإني لا يعجبني أن يتبعوني(؟؟؟؟!!!!) اللهم فمن ضربت أو سببت فاجعلها له كفارة وأجرا أو قال مغفرة ورحمة أو كما قال (مسند احمد)
    7- عن ابن عباس قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم يدخل عليكم رجل ينظر بعين شيطان أو بعيني شيطان قال فدخل رجل أزرق فقال يا محمد علام سببتني أو شتمتني أو نحو هذا قال وجعل يحلف قال فنزلت هذه الآية في المجادلة ويحلفون على الكذب وهم يعلمون والآية الأخرى (مسند احمد)
    8- عن عروة بن الزبير ان عائشة قالت ثم ان أمداد العرب كثروا على رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى غموه وقام إليه المهاجرون يفرجون عنه حتى قام على عتبة عائشة فرهقوه فاسلم رداءه في أيديهم ووثب على العتبة فدخل وقال اللهم العنهم فقالت عائشة يا رسول الله هلك القوم فقال كلا والله يا بنت أبي بكر لقد اشترطت على ربي عز وجل شرطا لا خلف له فقلت إنما انا بشر أضيق كما يضيق به البشر فأي المؤمنين بدرت إليه مني بادرة فاجعلها له كفارة (مسند احمد)
    9- اخرج احمد, عن انس بن مالك ان رسول الله دفع الى حفصة بنت عمر رجلا فقال لها: احتفظي به. فغفلت حفصة عنه, ومضى الرجل, فدخل رسول الله فقال: يا حفصة ما فعل الرجل؟ قالت غفلت يا رسول الله فخرج, فقال رسول الله: "قطع الله يدك" فرفعت يدها هكذا، فدخل رسول الله, فقال: "ما لك يا حفصة؟" قالت: يا رسول الله قلت قبل كذا وكذا. فقال:"ضعي يدك فاني سألت الله عز وجل أيما انسان من امتي دعوت الله عليه ان يجعلها له مغفرة" واخرج نحوه عن عائشة رضي الله عنها. (البيان والتعريف ج1 ص72)
    10- حدثنا يحيى عن ابن أبى ذئب قال حدثني محمد بن عمرو بن عطاء عن ذكوان مولى عائشة عن عائشة قالت دخل علي النبي صلى الله عليه وسلم بأسير فلهوت عنه فذهب فجاء النبي صلى الله عليه وسلم فقال ما فعل الأسير قالت لهوت عنه مع النسوة فخرج فقال ما لك قطع الله يدك أو يديك فخرج فآذن به الناس فطلبوه فجاءوا به فدخل علي وأنا أقلب يدي فقال ما لك أجننت قلت دعوت علي فأنا أقلب يدي أنظر أيهما يقطعان فحمد الله وأثنى عليه ورفع يديه مدا وقال اللهم إني بشر أغضب كما يغضب البشر فأيما مؤمن أو مؤمنة دعوت عليه فاجعله له زكاة وطهورا (مسند احمد)
    11- حدثنا يحيى عن ابن عجلان قال حدثنا سعيد بن أبي سعيد عن أبي هريرة أن رجلا شتم أبا بكر والنبي صلى الله عليه وسلم جالس فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يعجب ويتبسم فلما أكثر رد عليه بعض قوله فغضب النبي صلى الله عليه وسلم وقام فلحقه أبو بكر فقال يا رسول الله كان يشتمني وأنت جالس فلما رددت عليه بعض قوله غضبت وقمت قال إنه كان معك ملك يرد عنك فلما رددت عليه بعض قوله وقع الشيطان فلم أكن لأقعد مع الشيطان ثم قال يا أبا بكر ثلاث كلهن حق ما من عبد ظلم بمظلمة فيغضي عنها لله عز وجل إلا أعز الله بها نصره وما فتح رجل باب عطية يريد بها صلة إلا زاده الله بها كثرة وما فتح رجل باب مسألة يريد بها كثرة إلا زاده الله عز وجل بها قلة (مسند احمد وجاء في مجمع الزوائد ج8 ص190 ما نصه: رواه احمد والطبراني في الاوسط بنحوه ورجال احمد رجال الصحيح) (الرسول يقرّ الساب على ما يفعل ويقوم دون ان يتوجّه اليه بكلمة)
    12- عن أبي الدرداء عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه مر بامرأة مجح على باب فسطاط فقال النبي صلى الله عليه وسلم لعله يريد أن يلم بها فقالوا نعم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لقد هممت أن ألعنه لعنا يدخل معه قبره كيف يورثه وهو لا يحل له كيف يستخدمه وهو لا يحل له (مسند احمد)




    ورغم الملاحظات الكثيرة التي تعجّ بها الاحاديث اعلاه (من اقرار الرسول بالسب الى صدور اللعن منه الى امر الرسول بالسب الى عدم رضى الرسول عمّن يتبعه الى دفع أسير الى احد زوجاته مرة عائشة!!! واخرى حفصة واخرى سودة كما ورد في كتاب طبقات المحدثين بأصبهان ج3 ص274 – على حدّ زعم الروايات... الخ) الا ان ما يثير الاهتمام هنا هو : هل نستطيع ان نرسم صورة واضحة للرسول عليه الصلاة والسلام اذا اضفنا هذه الروايات الى سنته الكريمة؟؟؟!!!!!!!!!!!!!!!






    2- ان الرسول في هذا العهد شارط على ربه واشترط عليه (صحيح مسلم – الحديث الاول والسابع والثامن)
    لم يورد ايّ من كتب الشروح تعليقا على هذه الالفاظ: (اني اشترطت على ربي), (شرطي على ربي اني اشترطت على ربي), و (او ما علمت ما شارطت ربي عليه)

    وهذه الالفاظ والصيغ تثير عدة تساؤلات:

    • هل يصحّ لأي انسان كان ان يشترط على الله؟ ألا يخلّ هذا بأدب النبوّة وأدب العقيدة؟
    • ماذا كان المقابل لهذا الشرط من قبل الرسول؟ هل كان المقابل ان يقبل الرسول بالنبوة؟ واذا كان الامر كذلك, فمتى حصل هذا الاشتراط؟ هل كان عند بداية الدعوة في مكة التي كان يدعو فيها بالهداية للمشركين ويقول له القرآن الكريم {فلا تذهب نفسك عليهم حسرات} ويقول له ايضا في ثلاث آيات {ولا تحزن عليهم}؟ ام ان هذا الاشتراط وقع في المدينة حيث لم يستطع الرسول ان يتحمّل من المسلمين والمؤمنين ما تحمّله من كفّار قريش؟
    • هل نستطيع ان نخرج من هذه الاحاديث بحكم فقهي مفاده: ان الرسل تستطيع ان تشرط لأنفسها على الله حتى تقبل تبليغ رسالته او مقابل اي شيء آخر؟
    • جاء في صحيح مسلم: "من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فليس له وان شرط مائة مرة شرط الله أحق وأوثق". وجاء في صحيح البخاري: " ما بال رجال يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط شرطا ليس في كتاب الله فهو باطل شرط الله أحق وأوثق". فهل يتوافق الشرط الذي شرطه الرسول مع كتاب الله؟ لا ريب ان الحلّ - حسب منهجية التوفيق بين الاحاديث المعتمدة من قبل المحدّثين – بسيط جدا مفاده ان الرسول يستطيع ان يشرط ما يشاء حيث انه يوحى اليه! ولكن لننظر الى هذه الاحاديث من زاوية اخرى: فان هذه الاحاديث تمثّل استثناءات منقطعة النظير:
    - فعلى الصعيد الاخلاقي فيما يخصّ الرسول تمثّل هذه الاحاديث استثناء
    - وعلى صعيد ان يكون الرسول اسوة حسنة تمثّل هذه الاحاديث استثناء ايضا
    - وعلى صعيد ان يشترط الانسان شرطا ليس في كتاب تمثل هذه الاحاديث استثناء أيضا
    - وعلى صعيد ان يكون الرسول رحمة للناس, تمثّل هذه الاحاديث استثناء أيضا
    - وعلى صعيد ان يكون الرسول مبينا وشارحا لكتاب الله, تمثّل هذه الاحاديث استثناء أيضا
    - وعلى صعيد الاحسان لليتيم, تمثّل هذه الاحاديث استثناء أيضا حيث لا يمكن ان نتخذ الرسول مثالا للتعامل مع اليتيم حيث ان قد دعا على يتيمة في الحديث الثامن – صحيح مسلم.



    3- ورد ايضا في الحديث الثامن في صحيح البخاري ان الرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا على يتيمة ام سليم, فأجاب الرسول صلى الله عليه وسلم بذكر الشرط الذي شرطه على ربه.

    وحول هذا الحديث بالذات هناك عدة ملاحظات:
    • ما يثير العجب في هذا الحديث هو: لم دعا الرسول صلى الله عليه وسلم على اليتيمة؟ وان كان الرسول قد طلب من ربه ان يتجاوز عن لعناته ودعائه وسبّه بسبب غضبه, فالحديث هنا لا يظهر ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان غاضبا. اننا لا نرى في هذا الحديث ايّ مبرّر لأن يفعل الرسول ما فعل, بل ان الحديث يسوق الذهن الى الاعتقاد بان الرسول – والعياذ بالله – قد استغل هذا العهد المزعوم (الذي بينه وبين الله) فدعا على يتيمة ام سليم بدون مناسبة. وهذا ليس الحديث الوحيد الذي يدعو الى التفكير بهذه الطريقة, فقد ورد في مسند الامام احمد:

    "عن أبي السوار حدثه أبو السوار عن خاله قال رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم وأناس يتبعونه فأتبعته معهم قال ففجئني القوم يسعون قال وأبقى القوم قال فأتى علي رسول الله صلى الله عليه وسلم فضربني ضربة إما بعسيب أو قضيب أو سواك وشيء كان معه قال فوالله ما أوجعني قال فبت بليلة قال أو قلت ما ضربني رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لشيء علمه الله في قال وحدثتني نفسي أن آتي رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا أصبحت قال فنزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم فقال إنك راع لا تكسرن قرون رعيتك قال فلما صلينا الغداة أو قال صبحنا قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم اللهم إن أناسا يتبعوني وإني لا يعجبني أن يتبعوني اللهم فمن ضربت أو سببت فاجعلها له كفارة وأجرا أو قال مغفرة ورحمة أو كما قال" (وجاء في مجمع الزوائد: رواه احمد ورجاله رجال الصحيح ج9 ص407)

    • أمر رسول الله صلى الله عليه وسلم نبيّه فقال: {وأما اليتيم فلا تقهر}, فهل نسخ فعل الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الاية؟! وان كانت افعال الرسول واقواله وتقريراته شارحة ومبيّنة للقرآن, فأين نضع هذا الحديث من الاية الكريمة؟!
    • ورد هذا الحديث في صحيح مسلم وصحيح ابن حبان بنفس السند, وورد فيه عكرمة بن عمار الذي ضعفه البخاري فقال: "وقال البخاري لم يكن له كتاب فاضطرب حديثه" (ميزان الاعتدال في نقد الرجال ج5 ص113) وقال احمد بن حنبل عنه: "ضعيف الحديث" (المصدر السابق) وقال ابن معين: "كان اميا حافظا" (المصدر السابق) وقال ابو حاتم: "صدوق ربما يهم" (المصدر السابق), وورد اسم عكرمة بن عمار مع اسماء المدلسين في عدة كتب منها (التبيين لأسماء المدلسين ج1 ص152) و(جامع التحصيل ج1 ص108) و (طبقات المدلسين ج1 ص42) و "قال البيهقي : اختلط في آخر عمره وساء حفظه فروى ما لم يتابع عليه" (الكواكب النيرات ج1 ص65). ولا نرمي مما اوردناه ان ننقد السند, او ان ندخل الى قبر الامام مسلم لنناقشه في عدالة هذا الراوي؛ ما نريد ان نقوله ان هذا الحديث فيه ما فيه من الشبهات والتشويه بسيرة المصطفى عليه الصلاة والسلام, فكيف اذا اضفنا الى ذلك ان من انفرد بروايته لم يلق قبولا عند الامة وخصوصا عند احد كبار المحدثين وصاحب احد اوثق الصحاح وهو البخاري؟ اننا نريد فقط ان نضيف هذه الشبهات حول احد رواة هذا الحديث الى ما اسلفنا حتى نزيد الامر وضوحا من ان هذا الضعف الجليّ في المتن واكبه شبهات ايضا على صعيد السند: فنكون بذلك امام احدى خيارين: اما القبول بهذه الاحاديث على حساب سيرة الرسول عليه السلام وسنته وما وصفه القرآن الكريم به من خلق عظيم ورحمة ورأفة, واما ان نرفضها ونرضى بما وصف الله به نبيّه ولا ننسب الى النبي ما قد يكون افتراء وظلما وتعدّ عليه نحاسب عليه يوم القيامة.

    ثم ان القول بأن الرسول صلى الله عليه وسلم قد دعا على يتيمة هو اتهام للرسول صلى الله عليه وسلم, فهل يعقل ان ينقل هذا الاتهام للرسول عن طريق آحاد – بغض النظر عمّا دافع به الرسول صلى الله عليه وسلم عن نفسه؟ ان التهمة في الاحوال العادية تتطلب شاهدين او بالحدّ الادنى شاهد ويمين: أفلا يستحق الرسول صلى الله عليه وسلم ان نبحث له عن شاهد آخر – اي سند آخر- يثبت عليه هذه التهمة الرعناء؟ او على الاقل ان يثبت بطريق صحيح آخر ان أنس بن مالك واسحاق بن عبد الله بن ابي طلحة وعكرمة بن عمار قد اقسموا اليمين جميعا ان الرسول صلى الله عليه وسلم فعل ذلك؟ وهذا الامر ينسحب على كل حديث آخر يتوجه الى الرسول صلى الله عليه وسلم برواية تتهم فيها اخلاقه والعياذ بالله.

    جاء في صحيح مسلم بشرح النووي: "..... وأما قوله صلى الله عليه وسلم لها : (لا كبر سنك ) فلم يرد به حقيقة الدعاء , بل هو جار على ما قدمناه في ألفاظ هذا الباب" . أ. هـ. ونتساءل ان كان الرسول صلى الله عليه وسلم لم يرد حقيقة الدعاء فلم يبرّر لأم سليم ما كان منه, ولماذا أم سليم تتعجب من دعائه صلى الله عليه وسلم؟! هل كان الرسول صلى الله عليه وسلم وام سليم جاهلين باللغة العربية وتعابيرها حتى نبرّر لهما ما لم يبررا هم لأنفسهم به؟
    • "وجاء عن زيد بن حارثة لما أخذ أسيراً وأهدته خديجة رضي الله عنها لخدمته صلى الله عليه وسلم وجاء أهله بالفداء يفادونه من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لهم: «ادعوه وأخبروه فإن اختاركم فهو لكم بدون فداء، فقال زيد: والله لا أختار على صحبتك أحداً أبداً، فقال له أهله: ويحك أتختار الرق على الحرية؟ فقال: نعم، والله لقد صحبته فلم يقل لي لشيء فعلته لم فعلته قط. ولا لشيء لم أفعله لمَ لمْ تفعله قط» ورجع قومه وبقي هو عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخذ بيده وأعلن تبنيه على ما كان معهوداً قبل البعثة."( اضواء البيان في تفسير القرآن ج5 ص428) فهل نصدّق هذه الحادثة المشهورة عن زيد بن حارثة ام نركن الى قصة كهذه التي جاءت في صحيح مسلم والتي تشنّع معاملة الرسول لليتيم؟؟؟ زيد بن حارثة لبث عند رسول الله عليه الصلاة والسلام سنين عديدة فلم يتوجّه اليه الرسول بكلمة او تأنيب, فهل ضاق صدر رسول الله بهذه اليتيمة التي لا حول لها ولا قوة والتي لم يشاهدها منذ فترة بدليل قوله لها: "هيه لقد كبرت"؟؟!!!!!
    • لقد كان رسول الله عليه الصلاة والسلام مشهودا له في الجاهلية بكريم اخلاقه وكان يلقّب بالصادق الامين وكانت الرسالة لم تنزل عليه بعد, فهل ضاقت اخلاقه وسعة صدره بعد ان نزلت عليه الرسالة؟؟!! قالت خديجة رضي الله عنها تصفه بعيد نزول الرسالة عليه: "والله ما يخزيك الله أبدا إنك لتصل الرحم وتحمل الكل وتكسب المعدوم وتقري الضيف وتعين على نوائب الحق". (صحيح البخاري)

    كل الذي مرّ يقود بنا الى وضع علامات استفهام قوية عن صحة الاحاديث السابقة الذكر, حيث ان من شأن اثباتها ان تجعل اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم موضع تساؤل وتعجّب !!!!

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    عمان - الاردن
    المشاركات
    1,461
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الزميل أحمد بارك الله فيك أخي . ولكن كل تحليلك وعرضك للموضوع هو بطريقة معكوسة .
    فانت وضعت ما يجب وما لا يجب ثم درست الروايات .
    نعم أخي الرسول بشر ولكن طرقة عرض الموضوع من طرف لآخر قد تغير الموضوع كاملا .
    /// فانت وضعت ما يجب ان يكون عليه الرسول ثم طبقت ذلك على الحديث .
    //// لم تستخدم اسلوب نقد الرواية . وانما كان سبب ردك له ان النص لا يتلائم مع ما تعرف . وليس شرطا ان تكون معرفتك صجيجة .

    والان سأقوم بالرد على النقاط التي تراها موضع اشكال :




    التحليـــــــل

    وممّا تناولته هذه الاحاديث من امور ظاهرة واخرى منصوص عليها في فتح الباري و شرح النووي:

    1- ان الرسول صلى الله عليه وسلم كان يسبّ المسلمين ويلعنهم في بعض الروايات (صحيح مسلم – الحديث الاول) وان الرسول صلى الله عليه وسلم علّل ذلك بأنه من البشر يرضى كما يرضى البشر ويغضب كما يغضب البشر (صحيح مسلم – الحديث الاول والثاني والثالث والرابع والسابع والثامن)
    بداية هذا عرض غير صحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم فقولك كان يسب المسلمين ويلعنهم توحي الى المستمع ان هذه عادته صلى الله عليه وسلم. وهذا غير صحيح وانما هي كما قال النبي انه بشر . والبشر يختلفوا في الحلم والغضب والنبي صلى الله عليه وسلم كان يغضب لحرمات الله عز وجل اذا انتهكت . وقد وردت العديد من الروايات انه غضب غضبا شديا ولكنه لم يسب .

    أولا: كيف يدعو صلى الله عليه وسلم بدعوة على من ليس لها بأهل؟
    هل تخبرنا من الروايات من اين استنتجت ذلك ؟
    على أي حال النبي اشترط على الله عز وجل على اناس مخصوصين الا وهم المسلمين . اما كونك بنيت التحليل على تبويب مسلم فذا الامر لا يؤثر في الرواية . أظن الامر واضح في هذه النقطة . اذا معنى قول مسلم رحمه الله في الباب على اي مسلم لان المسلم ليس أهلا للسب . الفرق بين هذا الكلام والذي تقوله انت كبير وهو :
    من ليس اهلا للسب : اي لا يستحق السب لاي سبب كان .
    اما انت فطريقة عرضك ان فعله لا يستحق السب . وشتاب بين وبين .

    • ممّا لا خلاف فيه هو ان سنّته صلى الله عليه وسلم شارحة ومبيّنة للقرآن الكريم, فنسأل: هل هناك من عقوبة يكون جزاؤها اللعن او الشتم او السب؟ اذا استعرضنا القرآن الكريم نجد ان اللعن جاء في اربع محاور: اولا: دخل كجزء من اليمين او الشهادة (على خلاف بين الفقهاء) في قضية اللعان بين الزوجين. ثانيا: دخل مرة اخرى في صيغة المباهلة. ثالثا: وردت في حق من قذف المؤمنات بصيغة المجهول. رابعا: وهو المحور الاكبر حيث نجد ان اللعن موجّه في باقي الايات من قبل رب العالمين الى الكفّار والمشركين والمنافقين. فهل هناك من حالات اخرى تستوجب اللعن في حق المسلمين او المؤمنين اعتمد عليها المازري في قوله؟
    نعم لقد لعن الله عز وجل في كتابه أصنافا من الناس :
    من يكتم شيء من امر الله عن الناس :"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ" ستجد الكثير من هؤلاء حول ولاة الامور .
    الكذب على الله عز وجل :"وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا أُولَئِكَ يُعْرَضُونَ عَلَى رَبِّهِمْ وَيَقُولُ الْأَشْهَادُ هَؤُلَاءِ الَّذِينَ كَذَبُوا عَلَى رَبِّهِمْ أَلَا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ"
    وعندما سؤل أحد السلف عن يزيد قال الا لعنة الله على الظالمين .



    ثم انه ورد في صحيح مسلم – الحديث الثامن - انّ الرسول دعا على اليتيمة دونما مناسبة, ودون ان يكون هناك من داع لأن يطبّق الرسول عقوبة شرعية، وقد علّل الرسول دعاءه عليها بالعهد او الشرط على الله.
    ها توضح لي من الرواية كيف عرفت انه دعا عليها من غير سبب؟
    وقد علّل الرسول دعاءه عليها بالعهد او الشرط على الله.
    لا الشرط هنا أخبرها به كي يرتاح قلبها .
    لعلك لم تفرق بين دعوة النبي ودعوة غيره .
    • ان ما ذهب اليه المازري من ان الرسول معنيّ بالحكم على الظواهر دون البواطن الامر الذي يجعل الرسول يقع في الخطأ يناقض تعريف السواد الاعظم من المحدثين والفقهاء الذين يرون ان الرسول صلى الله عليه وسلم موحى اليه في جميع الامور.
    لم يقل أحد من الفقهاء ولا المحدثين ذلك بهذه الصيغة . وان تذكرت غزوة العسرة علمت غير ذلك .


    • جاء في صحيح ابن حبان: " عن ابن عباس ثم ان رجلا لعن الريح عند النبي صلى الله عليه وسلم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تلعن الريح فإنها مأمورة وليس أحد يلعن شيئا ليس له باهل الا رجعت عليه اللعنة". والسؤال الواضح هنا: كيف نوفّق بين ما جاء في هذا الحديث من ان اللعنة ترجع الى صاحبها ان لم يكون الملعون أهلا لها من جهة وبين ما جاء من ان لعنة الرسول تتحول الى زكاة وقربى وصلاة لمن لا يستحق اللعنة؟ لن نتفاجأ طبعا اذا خرج علينا احدهم بتوفيق يقول فيه : ما صدر من الرسول من لعنة على من ليس لها بأهل فانها تتحول الى صلاة وزكاة وقربى وامّا ما صدر من غيره من المسلمين فانه يرجع الى المستحق للعنة: امّا اللاعن او الملعون!!!
    نعم فالرسول يعلم الناس الخير والرياح مسيرة بأمر الله فلا يجوز سبها وكذا الزمان . . اما سب المسلم أخاه با ليس أهله فهو كان يقول له يا كافر او يا يهمودي . او يقول له يا فاسق وذاك ليس من الفساق وهكذا . وهذا بالطبع كله تحت باب الوعيد كما تعلم .
    وقد سبق ان بينت لك الفرق بين من هو أهلا للمسبة . وبين دعوة النبي . لاحظ ان عائشة رضي الله عنها قالت انها تراهم لاتعس الناس لا لشيء الا ان الرسول هو الذي دعا عليهم وكذا اليتيمة ان الرسول قال لها لا أكبر الله سنك وهي تعلم انه نبي وتؤمن به ظنت انها لن تكبر لان النبي هو الذي دعا عليها . ولذلك جائت المرأة مسرعة الى النبي تسأله .

    وحقيقة الامر انه هناك اولويات في التوفيق: فقبل التوفيق بين حديثين هناك اولوية التوفيق مع السنة النبوية والمحاور الاساسية في القرآن الكريم, وان البعض عندما يتحدثون عن التوفيق بين الاحاديث يغيب عن ذهنهم الاولوية الاساسية وهي ان يكون القرآن الكريم محورا في هذا التوفيق. فنقيس التوفيق بين كل من الحديثين والقرآن فان كانا على قدم مساواة من المفاهيم الاساسية القرآنية انتقلنا بعدها الى التوفيق بين الحديثين. اما ان كان هناك أيّ من هذين الحديثين ما يوافق القرآن الكريم والاخر يناقضه فاننا نتحول عن التوفيق بين الحديثين الى الغاء الحديث المناقض للقرآن الكريم والسنة النبوية. فهل ينسجم كلا الحديثين مع السنة النبوية والمفاهيم القرآنية؟

    هذا ما تظنه ولكن بالطبع لا يجوز ان يخالف الحديث القران وهذا أمر مفروغ منه عندنا لا أعرف من اين اتيت بهذه المقولة قد يكون الحديث يخالف فهمك للآية فهل هذا يعني انه يخالف الآية .
    ارجع الى كلام الخطيب البغدادي في التعارض والجمع من كتاب الكفاية . ستجد كيف ان كلامك يدل انك لم تعرف منهج المحدثين .



    لنعرض اولا الصورة التي يعكسها النص القرآني عن شخص الرسول صلى الله عليه وسلم: فالقرآن الكريم يجعل الرسول محورا مهما في قضية الاخلاق بحيث لا يستطيع احد من البشر ان ينال رتبته, قال تعالى في سورة القلم: {وانك لعلى خلق عظيم}؛ ثم ان القرآن الكريم ايضا يجعل الشخصية النبوية اسوة لغيرها من الناس والمسلمين والمؤمنين :{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} (الاحزاب/21)

    واذا ما قارنّا الاحاديث المذكورة في صحيح مسلم بهذين المحورين نجد ان هناك تباينا عظيما بحيث يستحيل الجمع: فالاحاديث تصف الرسول بأنه يسبّ ويشتم ويلعن ويدعو على اليتيم احيانا, وبهذا يتزعزع مفهوم الاية {وانك لعلى خلق عظيم} في الاذهان، حيث سنجد هناك استثناءات لها, ومن المرفوض طبعا ان نقول بأن هذه الاية عامة قد يداخلها خصوص حيث ان صفة الخلق العظيم قد تنزع عن الرسول في بعض الاحيان. اما بالنسبة للمحور الثاني وهو الاسوة ا لحسنة فان الرسول صلى الله عليه وسلم - وبناء على هذه الاحاديث - لا يكون اسوة حسنة بالمعنى الكامل والشامل على الصعيد الاخلاقي بل هناك استثناءات يجب علينا ان نلحظها ولا نتشبه بالرسول وافعاله فيها، وهذا الكلام بالطبع مرفوض جملة وتفصيلا. اننا نستطيع ان نفهم خصوصية الرسول صلى الله عليه وسلم في قضايا عديدة كتعدّد زوجاته مثلا, ولكن هذه القضايا الخاصة لا تمسّ ولا بأي حال من الاحوال المحاور الرئيسية في شخصه من توحيد وعدل ورحمة وخلق و.....
    "عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12)"
    "عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43)"
    "مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) "

    " وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8)وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9)"

    أخي الحبيب . المشكلة اذا من فهمك للموضوع لا من الموضوع . فكون النبي على خلق عظيم لا يعني انه ليس بشرا
    اكتفي بهذا القدر.
    والحمد لله رب العالمين
    اذا أبقت الدنيا على المرء دينه /////فما فاته منها فليس بضائر

  3. افتراضي

    الاخ العزيز مجدي ... حفظك الله تعالى

    في الحقيقة لقد تعجبت جدا من مداخلتك السابقة .. وقد رأيت انك قد كتبتها على عجل واخاف ان تكون قد قرأتها بنفس العجلة ...

    قلت انني بدأت الموضوع بطريقة معكوسة:

    واسمح لي ان ابدأ مناقشة ما طرحت بطريقة معكوسة ايضا, وان ابدأ بما انهيت به كلامك:

    اقتباس

    ------------
    قتباس:
    لنعرض اولا الصورة التي يعكسها النص القرآني عن شخص الرسول صلى الله عليه وسلم: فالقرآن الكريم يجعل الرسول محورا مهما في قضية الاخلاق بحيث لا يستطيع احد من البشر ان ينال رتبته, قال تعالى في سورة القلم: {وانك لعلى خلق عظيم}؛ ثم ان القرآن الكريم ايضا يجعل الشخصية النبوية اسوة لغيرها من الناس والمسلمين والمؤمنين :{لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا} (الاحزاب/21)

    واذا ما قارنّا الاحاديث المذكورة في صحيح مسلم بهذين المحورين نجد ان هناك تباينا عظيما بحيث يستحيل الجمع: فالاحاديث تصف الرسول بأنه يسبّ ويشتم ويلعن ويدعو على اليتيم احيانا, وبهذا يتزعزع مفهوم الاية {وانك لعلى خلق عظيم} في الاذهان، حيث سنجد هناك استثناءات لها, ومن المرفوض طبعا ان نقول بأن هذه الاية عامة قد يداخلها خصوص حيث ان صفة الخلق العظيم قد تنزع عن الرسول في بعض الاحيان. اما بالنسبة للمحور الثاني وهو الاسوة ا لحسنة فان الرسول صلى الله عليه وسلم - وبناء على هذه الاحاديث - لا يكون اسوة حسنة بالمعنى الكامل والشامل على الصعيد الاخلاقي بل هناك استثناءات يجب علينا ان نلحظها ولا نتشبه بالرسول وافعاله فيها، وهذا الكلام بالطبع مرفوض جملة وتفصيلا. اننا نستطيع ان نفهم خصوصية الرسول صلى الله عليه وسلم في قضايا عديدة كتعدّد زوجاته مثلا, ولكن هذه القضايا الخاصة لا تمسّ ولا بأي حال من الاحوال المحاور الرئيسية في شخصه من توحيد وعدل ورحمة وخلق و.....


    "عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4) أَمَّا مَنِ اسْتَغْنَى (5) فَأَنْتَ لَهُ تَصَدَّى (6) وَمَا عَلَيْكَ أَلَّا يَزَّكَّى (7) وَأَمَّا مَنْ جَاءَكَ يَسْعَى (8) وَهُوَ يَخْشَى (9) فَأَنْتَ عَنْهُ تَلَهَّى (10) كَلَّا إِنَّهَا تَذْكِرَةٌ (11) فَمَنْ شَاءَ ذَكَرَهُ (12)"
    "عَفَا اللَّهُ عَنْكَ لِمَ أَذِنْتَ لَهُمْ حَتَّى يَتَبَيَّنَ لَكَ الَّذِينَ صَدَقُوا وَتَعْلَمَ الْكَاذِبِينَ (43)"
    "مَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَكُونَ لَهُ أَسْرَى حَتَّى يُثْخِنَ فِي الْأَرْضِ تُرِيدُونَ عَرَضَ الدُّنْيَا وَاللَّهُ يُرِيدُ الْآَخِرَةَ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (67) لَوْلَا كِتَابٌ مِنَ اللَّهِ سَبَقَ لَمَسَّكُمْ فِيمَا أَخَذْتُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ (68) "

    " وَقَالُوا لَوْلَا أُنْزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنْزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنْظَرُونَ (8)وَلَوْ جَعَلْنَاهُ مَلَكًا لَجَعَلْنَاهُ رَجُلًا وَلَلَبَسْنَا عَلَيْهِمْ مَا يَلْبِسُونَ (9)"

    أخي الحبيب . المشكلة اذا من فهمك للموضوع لا من الموضوع . فكون النبي على خلق عظيم لا يعني انه ليس بشرا
    --------------

    لا ادري ما الذي تحاول ان تثبته هنا ايها الاخ العزيز:

    هل تحاول ان تقول ان اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم كان عرضة لانتقاد وتوجيه من القرآن الكريم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    (ملاحظة: اشدّد على كلمة """""اخلاق"""""" الرسول دون شيء اخر)
    ان عدم تقديرك للجوهرة هو اهانة لعقلك وليس انقاصا لقدرها [الحوار = اخلاق]

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Mar 2006
    المشاركات
    1,636
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله
    صراحة لقد تعجبت لأسلوب الطرح ومما زاد في اندهاشي أن صاحب المقال تعمد الاقتطاع من تفاسير الأحاديث فهل انت الذي كتبت المقال ام انه مقال منقول؟؟
    عموما لا أريد ان أتسرع في الرد ولكن بعد يوم الخميس المقبل سوف اكون متفرغا للكتابة في منتدى التوحيد باذن الله ، وأجيبك على كل حرف من مقالك ان شاء الله
    فصبرا جميلا
    مع التحيات
    التعديل الأخير تم 06-11-2006 الساعة 03:21 AM
    {بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ}

    وكيف يعرف فرق ما بين حق الذمام وثواب الكفاية من لا يعرف طبقات الحق في مراتبه، ولا يفصل بين طبقات الباطل في منازله‏. [ الجاحظ ]

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    عمان - الاردن
    المشاركات
    1,461
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد محمد حامد
    الاخ العزيز مجدي ... حفظك الله تعالى

    في الحقيقة لقد تعجبت جدا من مداخلتك السابقة .. وقد رأيت انك قد كتبتها على عجل واخاف ان تكون قد قرأتها بنفس العجلة ...

    قلت انني بدأت الموضوع بطريقة معكوسة:

    واسمح لي ان ابدأ مناقشة ما طرحت بطريقة معكوسة ايضا, وان ابدأ بما انهيت به كلامك:

    اقتباس
    ..................
    .................................................. .............
    --------------

    لا ادري ما الذي تحاول ان تثبته هنا ايها الاخ العزيز:

    هل تحاول ان تقول ان اخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم كان عرضة لانتقاد وتوجيه من القرآن الكريم؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟

    (ملاحظة: اشدّد على كلمة """""اخلاق"""""" الرسول دون شيء اخر)
    لا انا لم أقل ذلك ولكن يوجد فرق بين الخلق وبين التصرف البشري .
    فالرسول على خلق عظيم على خلق القران . وهذه اشارة للمسلمين ان يقتدوا به ولكن يا أخي يجب ان تميز بين ما يقدح بالاخلاق وما لا يقدح . ..
    ويجب ان تعلم ان الرسول بشر اصطفاه الله عز وجل وهو مثلنا يأكل مما نأكل ويشرب مما نشرب عاش ومات تزوج ..
    أُذي في سبيل الله ..

    نعم هو بشر رسولا أدى رسالة ربه كما أمر.
    اذا أبقت الدنيا على المرء دينه /////فما فاته منها فليس بضائر

  6. افتراضي

    اقتباس
    -----------
    لا انا لم أقل ذلك ولكن يوجد فرق بين الخلق وبين التصرف البشري .
    فالرسول على خلق عظيم على خلق القران . وهذه اشارة للمسلمين ان يقتدوا به ولكن يا أخي يجب ان تميز بين ما يقدح بالاخلاق وما لا يقدح . ..
    ويجب ان تعلم ان الرسول بشر اصطفاه الله عز وجل وهو مثلنا يأكل مما نأكل ويشرب مما نشرب عاش ومات تزوج ..
    أُذي في سبيل الله ..
    -------------
    ارجو ان لا تتهرب من الاجابة يا اخ مجدي ... وفي حقيقة الامر لم تجب على السؤال: لقد وجّه القرآن الكريم تنبيهات الى الرسول الكريم بشأن تصرّفاته (الى هنا انا موافق معك) غير ان السؤال: هل تضمنت تلك التوجيهات تنبيهات حول اخلاق الرسول؟؟؟ اذا كان لا فما معنى استشهادك في مداخلتك السابقة بآيات فيها تنبيه للرسول الكريم, ومن المعلوم اني هنا اناقش موضوع اخلاق الرسول والموضوع المطروح هو موضوع مرتبط بالاخلاق بشكل اساسي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

    ثم اذا كنت تريد ان تثبت ان الرسول قد قام بما ذكرته الاحاديث المنتقدة, فهناك اسئلة كثيرة حول ذلك لم تجب عليها:
    1- كيف يتفق ان الرسول ينهى غيره عن اللعن وينعته بالجاهلية بينما هو نفسه يفعل ذلك؟ (ارجو العودة الى البحث)
    2- يقول تعالى: {يا ايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} وقال: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (44) سورة البقرة .. كيف توفّق بين هاتين الايتين وما جاء في الاحاديث من نهي عن اللعن ثم قيام الرسول صلى الله عليه وسلم بمخالفة ما امر به؟؟؟!!!!!
    ان عدم تقديرك للجوهرة هو اهانة لعقلك وليس انقاصا لقدرها [الحوار = اخلاق]

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    عمان - الاردن
    المشاركات
    1,461
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد محمد حامد
    ارجو ان لا تتهرب من الاجابة يا اخ مجدي ... وفي حقيقة الامر لم تجب على السؤال: لقد وجّه القرآن الكريم تنبيهات الى الرسول الكريم بشأن تصرّفاته (الى هنا انا موافق معك) غير ان السؤال: هل تضمنت تلك التوجيهات تنبيهات حول اخلاق الرسول؟؟؟ اذا كان لا فما معنى استشهادك في مداخلتك السابقة بآيات فيها تنبيه للرسول الكريم, ومن المعلوم اني هنا اناقش موضوع اخلاق الرسول والموضوع المطروح هو موضوع مرتبط بالاخلاق بشكل اساسي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!

    ثم اذا كنت تريد ان تثبت ان الرسول قد قام بما ذكرته الاحاديث المنتقدة, فهناك اسئلة كثيرة حول ذلك لم تجب عليها:
    1- كيف يتفق ان الرسول ينهى غيره عن اللعن وينعته بالجاهلية بينما هو نفسه يفعل ذلك؟ (ارجو العودة الى البحث)
    2- يقول تعالى: {يا ايها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون} وقال: {أَتَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبِرِّ وَتَنسَوْنَ أَنفُسَكُمْ وَأَنتُمْ تَتْلُونَ الْكِتَابَ أَفَلاَ تَعْقِلُونَ} (44) سورة البقرة .. كيف توفّق بين هاتين الايتين وما جاء في الاحاديث من نهي عن اللعن ثم قيام الرسول صلى الله عليه وسلم بمخالفة ما امر به؟؟؟!!!!!
    اذا راجعت جيدا تجد الجواب واضح :

    أخلاق الرسول صلى الله عليه وسلم هي أخلاق وصفها الله بانها عظيمة , ولكن سبق وان أشرت لك عن نفس الموضوع . هل برأيك ان الرسول عبس في وجه أحد الناس ؟ "عَبَسَ وَتَوَلَّى (1) أَنْ جَاءَهُ الْأَعْمَى (2) وَمَا يُدْرِيكَ لَعَلَّهُ يَزَّكَّى (3) أَوْ يَذَّكَّرُ فَتَنْفَعَهُ الذِّكْرَى (4)" والعبس هو قبض الوجه تكرها لأمر .
    بالطبع النبي بشر وهو على خلق عظيم . وما أعرض النبي عن الأعمى الا لأنه كان يرى من قريش تقبلا فظن انهم سيؤمنوا به فلذلك أعرض عن الأعمى هذا تصرف في القياس البشري صحيح . اما كون النبي يغضب لبعض التصرفات فهذا امر طبيعي .قال الالباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة :
    و قد يبادر بعض ذوي الأهواء أو العواطف الهوجاء ، إلى إنكار مثل هذا الحديث بزعم تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم و تنزيهه عن النطق به ! و لا مجال إلى مثل هذا الإنكار فإن الحديث صحيح ، بل هو عندنا متواتر ، فقد رواه مسلم من حديث عائشة و أم سلمة كما ذكرنا ، و من حديث أبي هريرة و جابر رضي الله عنهما ،و ورد من حديث سلمان و أنس و سمرة و أبي الطفيل و أبي سعيد و غيرهم .انظر " كنز العمال " ( 2 / 124 ) .و تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم تعظيما مشروعا ، إنما يكون بالإيمان بكل ما جاء عنه صلى الله عليه وسلم صحيحا ثابتا ، و بذلك يجتمع الإيمان به صلى الله عليه وسلم عبدا و رسولا ، دون إفراط و لا تفريط ، فهو صلى الله عليه وسلم بشر ،بشهادة الكتاب و السنة ، و لكنه سيد البشر و أفضلهم إطلاقا بنص الأحاديث الصحيحة . و كما يدل عليه تاريخ حياته صلى الله عليه وسلم و سيرته ، و ما حباه الله تعالى به من الأخلاق الكريمة ، و الخصال الحميدة ، التي لم تكتمل في بشر اكتمالها فيه صلى الله عليه وسلم ، و صدق الله العظيم ، إذ خاطبه بقوله الكريم : ( و إنك لعلى خلق عظيم ) .
    والشواهد من القران على ذلك من القران بمثل ما أخبر الله عن نبيه موسى عليه السلام : "وَلَمَّا رَجَعَ مُوسَى إِلَى قَوْمِهِ غَضْبَانَ أَسِفًا قَالَ بِئْسَمَا خَلَفْتُمُونِي مِنْ بَعْدِي أَعَجِلْتُمْ أَمْرَ رَبِّكُمْ وَأَلْقَى الْأَلْوَاحَ وَأَخَذَ بِرَأْسِ أَخِيهِ يَجُرُّهُ إِلَيْهِ قَالَ ابْنَ أُمَّ إِنَّ الْقَوْمَ اسْتَضْعَفُونِي وَكَادُوا يَقْتُلُونَنِي فَلَا تُشْمِتْ بِيَ الْأَعْدَاءَ وَلَا تَجْعَلْنِي مَعَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ (150) "
    وكذا أخبر اللع عن داوود وعيسى ابن مريم عليهم السلام عن بني اسرائيل :"لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79)"
    وذكرت لك عن الذين يكتمون ما أنزل الله من البينات والهدى ان عليهم لعنة الله والملائكة والناس اجمعين .

    ومن المعلوم اني هنا اناقش موضوع اخلاق الرسول والموضوع المطروح هو موضوع مرتبط بالاخلاق بشكل اساسي!!!!!!!!!!!!!!!!!!!!
    أخلاق النبي هي كما كان لا كما تريد انت ان تجعله ليس من البشر وقد بين القران ذلك وذكرت لك انه لو كان ملكا للبس عليه ما يلبسه بنوا آدم .


    1- كيف يتفق ان الرسول ينهى غيره عن اللعن وينعته بالجاهلية بينما هو نفسه يفعل ذلك؟ (ارجو العودة الى البحث)
    يوجد فارق كبير بين من يلعن الريح او الزمن او يلعن انسان بما لا يستحق وما ذكرته انت .
    العهد هو قربة فالذي سبه النبي من المسلمين انما كانت هذه المسبة زكاة وطهرا له
    واليك هذا الحديث الصحيح من سنن ابو داوود:"حدثنا أحمد بن يونس حدثنا زائدة بن قدامة الثقفي حدثنا عمر بن قيس الماصر عن عمرو بن أبي قرة قال كان حذيفة بالمدائن فكان يذكر أشياء قالها رسول الله صلى الله عليه وسلم لأناس من أصحابه في الغضب فينطلق ناس ممن سمع ذلك من حذيفة فيأتون سلمان فيذكرون له قول حذيفة فيقول سلمان حذيفة أعلم بما يقول فيرجعون إلى حذيفة فيقولون له قد ذكرنا قولك لسلمان فما صدقك ولا كذبك فأتى حذيفة سلمان وهو في مبقلة فقال يا سلمان ما يمنعك أن تصدقني بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سلمان إن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يغضب فيقول في الغضب لناس من أصحابه ويرضى فيقول في الرضا لناس من أصحابه أما تنتهي حتى تورث رجالا حب رجال ورجالا بغض رجال وحتى توقع اختلافا وفرقة ولقد علمت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم خطب فقال أيما رجل من أمتي سببته سبة أو لعنته لعنة في غضبي فإنما أنا من ولد آدم أغضب كما يغضبون وإنما بعثني رحمة للعالمين فاجعلها عليهم صلاة يوم القيامة والله لتنتهين أو لأكتبن إلى عمر ."

    فلا تغلوا بالنبي غير الحق فانا لا نعلم عنه شيء الا ما ذكره ربنا في كتابه وما صح عنه
    اذا أبقت الدنيا على المرء دينه /////فما فاته منها فليس بضائر

  8. افتراضي

    1-
    اقتباس (1)
    ------------
    فلا تغلوا بالنبي غير الحق فانا لا نعلم عنه شيء الا ما ذكره ربنا في كتابه وما صح عنه
    -------------

    وفي نفس الوقت يجب ان نحذر ان نفتري عليه او ننسب اليه ما لا يصح, ولم ينسب له القرآن الكريم الا اعلى وارقى الاخلاق

    2- عبس وتولى جاءت في معرض رغبة الرسول في ايمان كبار القوم, "اما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك الا يزكى واما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى" فواضح ان السياق فيه عتب على ما يختلج في صدر الرسول من امنيات لايمان كبار القرشيين ... ثم في اسوأ الاحوال, وحتى ان اعتبرت ان في ذلك نقد لاخلاق الرسول, فشتان بين العبوس وبين لعن المسلمين

    3- الاستشهاد بما فعله موسى انما هو استشهاد على بشرية الرسل وطبيعتهم, ولم يقل احد ان الرسل ليسوا بشرا او ان طباعهم مغايرة لطباع البشر, انما القضية هنا هي مناقشة قضية بعينها وليس بشرية الرسل .. الرسل بطبعها قد يصدر عنها ما يصدر عن البشر, فاذا كان البشر قد يقومون بخطيئة الزنا, فهل يعدّ هذا عجة لمن يأتي برواية تقول بأن الرسول قد زنى والعياذ بالله؟ انني لا اختلف معك في بشرية الرسل ولكن المقام هنا هو تضارب نصوص وليس قدسية رسول...

    4- اقتباس:
    ---------
    أخلاق النبي هي كما كان لا كما تريد انت ان تجعله ليس من البشر
    -------------

    بل هي اخلاق الرسول التي تجعله على الاقل مساويا لغيره من الصالحين الذين سبق ذكرهم في البحث والذين قضوا حياتهم دون ان يلعنوا شيئا امتثالا لأمر الرسول .. فهل تستكثر على الرسول ان ينتهي بنهي نهى عنه؟؟؟؟ هذا هو السؤال

    5- الروايات تقول بأن الرسول لعن بعض المسلمين بل وأقر السب من احد زوجاته بل وامر احد زوجاته به ... فأين تضع هذا كله؟؟؟؟ تريد ان تضعه بالعهد .. اذا كان الرسول قد اخذ عهدا من ربه, فهل فعلت زوجاته الشيء نفسه؟؟ فعلام اذا اقرّ بما كان يدور من سباب في حضرته بل ويأمر به؟؟؟

    6- تريد ان تجعل الرسول بشرا من اول ردّك الى قبل آخر جملة فيه .. حيث تنهي حديثك ان الرسول له الحق في ان يسب ويلعن لأنه اخذ عهدا عند الله بذلك, فهو قد يصدر عنه السب واللعن لأنه بشر لكنه ألن يحاسب عن ذلك لأنه بشر ايضا؟؟ ام ان قضية بشريته هي قضية مزاجية نركن اليها حين نريد ونخرجها من الحوار حين نريد؟؟
    قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (161) سورة آل عمران

    7- ثم السؤال الكبير الذي لم تجب عليه:
    اقتباس:
    رابعا: ان الرسول صلى الله عليه وسلم علّل هذا العهد والاشتراط على الله بأنه بشر يغضب كما يغضب البشر
    ويرضى كما يرضى البشر. فهل تصح هذه الحجة المذكورة؟ ان الرسول في هذه الاحاديث – المذكورة في صحيح مسلم – ينطلق من بشريته في تعليل لعنه وسبّه وشتمه والدعاء على الآخرين! وهنا نسأل: ايّ واحد من البشر لا يغضب كما يغضب البشر؟ ثم نسأل: ما هي ميزة الرسول كأسوة حسنة ان كان سيتصرف مثلما يتصرف البشر في لحظات ضعفهم؟ ثم لماذا يعيب الرسول صلى الله عليه وسلم على غيره من البشر ان يسبّ ويلعن بل ويتهمه بالتفحّش ان كان الرسول نفسه لا يستطيع ان يملك لسانه او غضبه؟ ثم كيف يوصي الرسول غيره ان يكظم غيظه وغضبه - كما جاء في صحبح البخاري ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال: لا تغضب – في حين ان الرسول نفسه لا يملك ان يكون أسوة حسنة في لجم غضبه؟ قال تعالى: {وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض أعدت للمتقين (133) الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين (134)} (آل عمران) فان كانت سنته شارحة ومبينة للقرآن الكريم فكيف يتفق التعليل المذكور في الحديث مع هذه الايات؟ بل ان التعليل المذكور يذهب الى ان كظم الغيظ الذي ذكرته الآية هو من الصعوبة بمكان ان يلتزم به الرسول فكيف بالناس؟؟ وكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتردّد في اتهام الساب او اللاعن بالجاهلية والتفحش ولو فعل ذلك مرة واحدة, فأشدّ العجب انه ذكر عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما يقرب عشرة احاديث يلعن فيها ويسبّ ويشتم ويدعو على اليتيم:
    • جاء في صحيح مسلم ما نصّه: عن عائشة قالت أتى النبي صلى الله عليه وسلم أناس من اليهود فقالوا السام عليك يا أبا القاسم قال وعليكم قالت عائشة قلت بل عليكم السام والذام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة لا تكوني فاحشة فقالت ما سمعت ما قالوا فقال أوليس قد رددت عليهم الذي قالوا قلت وعليكم حدثناه إسحق بن إبراهيم أخبرنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش بهذا الإسناد غير أنه قال ففطنت بهم عائشة فسبتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه يا عائشة فإن الله لا يحب الفحش والتفحش وزاد فأنزل الله عز وجل وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله إلى آخر الآية
    • الرسول صلى الله عليه وسلم يصف ابا ذر بأنه امروء فيه جاهلية لفعله اقل من ذلك, جاء في صحيح مسلم: عن المعرور بن سويد قال مررنا بأبي ذر بالربذة وعليه برد وعلى غلامه مثله فقلنا يا أبا ذر لو جمعت بينهما كانت حلة فقال إنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية قلت يا رسول الله من سب الرجال سبوا أباه وأمه قال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم...
    • الرسول صلى الله عليه وسلم ينهى خالدا رضي الله عنه عن سبّ اصحابه غير ان الرسول في الحديث اعلاه هو الذي يسبّهم: عن أبي سعيد قال كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه
    • ثم ان الحجة التي احتج بها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث امام ربه "انما انا بشر" الا تنطبق على عائشة وابي ذر وخالد بن الوليد رضي الله عنهم اجمعين؟؟؟!!!!
    ---------------

    لا ادري لم قفزت فوق هذه الفقرة!!!!!!!!!!!!

    الرسول بشر, لكن لنتق الله فيه ولا نؤذه بعد موته ولا نقول عليه الا الحق .. فوالله اني لاخجل ان اقف يوم القيامة بين يدي رسول الله يوم القيامة وان اقول له لقد رويت عنك روايات تقول انك لعنت بعض المسلمين وأسأت الى يتيمة وأقررت السب من نسائك, امهات المؤمنين, بل وأمرتهنّ بالسبّ ...

    السلام عليك يا ابا القاسم يا حبيبي يا رسول الله ....
    ان عدم تقديرك للجوهرة هو اهانة لعقلك وليس انقاصا لقدرها [الحوار = اخلاق]

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    عمان - الاردن
    المشاركات
    1,461
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد محمد حامد
    1-
    اقتباس (1)
    ------------
    فلا تغلوا بالنبي غير الحق فانا لا نعلم عنه شيء الا ما ذكره ربنا في كتابه وما صح عنه
    -------------

    وفي نفس الوقت يجب ان نحذر ان نفتري عليه او ننسب اليه ما لا يصح, ولم ينسب له القرآن الكريم الا اعلى وارقى الاخلاق

    2- عبس وتولى جاءت في معرض رغبة الرسول في ايمان كبار القوم, "اما من استغنى فأنت له تصدى وما عليك الا يزكى واما من جاءك يسعى وهو يخشى فأنت عنه تلهى" فواضح ان السياق فيه عتب على ما يختلج في صدر الرسول من امنيات لايمان كبار القرشيين ... ثم في اسوأ الاحوال, وحتى ان اعتبرت ان في ذلك نقد لاخلاق الرسول, فشتان بين العبوس وبين لعن المسلمين

    3- الاستشهاد بما فعله موسى انما هو استشهاد على بشرية الرسل وطبيعتهم, ولم يقل احد ان الرسل ليسوا بشرا او ان طباعهم مغايرة لطباع البشر, انما القضية هنا هي مناقشة قضية بعينها وليس بشرية الرسل .. الرسل بطبعها قد يصدر عنها ما يصدر عن البشر, فاذا كان البشر قد يقومون بخطيئة الزنا, فهل يعدّ هذا عجة لمن يأتي برواية تقول بأن الرسول قد زنى والعياذ بالله؟ انني لا اختلف معك في بشرية الرسل ولكن المقام هنا هو تضارب نصوص وليس قدسية رسول...

    4- اقتباس:
    ---------
    أخلاق النبي هي كما كان لا كما تريد انت ان تجعله ليس من البشر
    -------------

    بل هي اخلاق الرسول التي تجعله على الاقل مساويا لغيره من الصالحين الذين سبق ذكرهم في البحث والذين قضوا حياتهم دون ان يلعنوا شيئا امتثالا لأمر الرسول .. فهل تستكثر على الرسول ان ينتهي بنهي نهى عنه؟؟؟؟ هذا هو السؤال

    5- الروايات تقول بأن الرسول لعن بعض المسلمين بل وأقر السب من احد زوجاته بل وامر احد زوجاته به ... فأين تضع هذا كله؟؟؟؟ تريد ان تضعه بالعهد .. اذا كان الرسول قد اخذ عهدا من ربه, فهل فعلت زوجاته الشيء نفسه؟؟ فعلام اذا اقرّ بما كان يدور من سباب في حضرته بل ويأمر به؟؟؟

    6- تريد ان تجعل الرسول بشرا من اول ردّك الى قبل آخر جملة فيه .. حيث تنهي حديثك ان الرسول له الحق في ان يسب ويلعن لأنه اخذ عهدا عند الله بذلك, فهو قد يصدر عنه السب واللعن لأنه بشر لكنه ألن يحاسب عن ذلك لأنه بشر ايضا؟؟ ام ان قضية بشريته هي قضية مزاجية نركن اليها حين نريد ونخرجها من الحوار حين نريد؟؟
    قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (161) سورة آل عمران

    7- ثم السؤال الكبير الذي لم تجب عليه:
    اقتباس:
    رابعا: ان الرسول صلى الله عليه وسلم علّل هذا العهد والاشتراط على الله بأنه بشر يغضب كما يغضب البشر
    ويرضى كما يرضى البشر. فهل تصح هذه الحجة المذكورة؟ ان الرسول في هذه الاحاديث – المذكورة في صحيح مسلم – ينطلق من بشريته في تعليل لعنه وسبّه وشتمه والدعاء على الآخرين! وهنا نسأل: ايّ واحد من البشر لا يغضب كما يغضب البشر؟ ثم نسأل: ما هي ميزة الرسول كأسوة حسنة ان كان سيتصرف مثلما يتصرف البشر في لحظات ضعفهم؟ ثم لماذا يعيب الرسول صلى الله عليه وسلم على غيره من البشر ان يسبّ ويلعن بل ويتهمه بالتفحّش ان كان الرسول نفسه لا يستطيع ان يملك لسانه او غضبه؟ ثم كيف يوصي الرسول غيره ان يكظم غيظه وغضبه - كما جاء في صحبح البخاري ان رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني قال: لا تغضب – في حين ان الرسول نفسه لا يملك ان يكون أسوة حسنة في لجم غضبه؟ قال تعالى: {وسارعوا الى مغفرة من ربكم وجنة عرضها السماوات والارض أعدت للمتقين (133) الذين ينفقون في السراء والضراء والكاظمين الغيظ والعافين عن الناس والله يحب المحسنين (134)} (آل عمران) فان كانت سنته شارحة ومبينة للقرآن الكريم فكيف يتفق التعليل المذكور في الحديث مع هذه الايات؟ بل ان التعليل المذكور يذهب الى ان كظم الغيظ الذي ذكرته الآية هو من الصعوبة بمكان ان يلتزم به الرسول فكيف بالناس؟؟ وكان الرسول صلى الله عليه وسلم لا يتردّد في اتهام الساب او اللاعن بالجاهلية والتفحش ولو فعل ذلك مرة واحدة, فأشدّ العجب انه ذكر عن الرسول الكريم صلى الله عليه وسلم ما يقرب عشرة احاديث يلعن فيها ويسبّ ويشتم ويدعو على اليتيم:
    • جاء في صحيح مسلم ما نصّه: عن عائشة قالت أتى النبي صلى الله عليه وسلم أناس من اليهود فقالوا السام عليك يا أبا القاسم قال وعليكم قالت عائشة قلت بل عليكم السام والذام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم يا عائشة لا تكوني فاحشة فقالت ما سمعت ما قالوا فقال أوليس قد رددت عليهم الذي قالوا قلت وعليكم حدثناه إسحق بن إبراهيم أخبرنا يعلى بن عبيد حدثنا الأعمش بهذا الإسناد غير أنه قال ففطنت بهم عائشة فسبتهم فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم مه يا عائشة فإن الله لا يحب الفحش والتفحش وزاد فأنزل الله عز وجل وإذا جاءوك حيوك بما لم يحيك به الله إلى آخر الآية
    • الرسول صلى الله عليه وسلم يصف ابا ذر بأنه امروء فيه جاهلية لفعله اقل من ذلك, جاء في صحيح مسلم: عن المعرور بن سويد قال مررنا بأبي ذر بالربذة وعليه برد وعلى غلامه مثله فقلنا يا أبا ذر لو جمعت بينهما كانت حلة فقال إنه كان بيني وبين رجل من إخواني كلام وكانت أمه أعجمية فعيرته بأمه فشكاني إلى النبي صلى الله عليه وسلم فلقيت النبي صلى الله عليه وسلم فقال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية قلت يا رسول الله من سب الرجال سبوا أباه وأمه قال يا أبا ذر إنك امرؤ فيك جاهلية هم إخوانكم جعلهم الله تحت أيديكم فأطعموهم مما تأكلون وألبسوهم مما تلبسون ولا تكلفوهم ما يغلبهم فإن كلفتموهم فأعينوهم...
    • الرسول صلى الله عليه وسلم ينهى خالدا رضي الله عنه عن سبّ اصحابه غير ان الرسول في الحديث اعلاه هو الذي يسبّهم: عن أبي سعيد قال كان بين خالد بن الوليد وبين عبد الرحمن بن عوف شيء فسبه خالد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تسبوا أحدا من أصحابي فإن أحدكم لو أنفق مثل أحد ذهبا ما أدرك مد أحدهم ولا نصيفه
    • ثم ان الحجة التي احتج بها الرسول صلى الله عليه وسلم في الحديث امام ربه "انما انا بشر" الا تنطبق على عائشة وابي ذر وخالد بن الوليد رضي الله عنهم اجمعين؟؟؟!!!!
    ---------------

    لا ادري لم قفزت فوق هذه الفقرة!!!!!!!!!!!!

    الرسول بشر, لكن لنتق الله فيه ولا نؤذه بعد موته ولا نقول عليه الا الحق .. فوالله اني لاخجل ان اقف يوم القيامة بين يدي رسول الله يوم القيامة وان اقول له لقد رويت عنك روايات تقول انك لعنت بعض المسلمين وأسأت الى يتيمة وأقررت السب من نسائك, امهات المؤمنين, بل وأمرتهنّ بالسبّ ...

    السلام عليك يا ابا القاسم يا حبيبي يا رسول الله ....
    بداية انا لم اقدح بشيء من أخلاق النبي فلا تزعم ذلك علي وانما اقول ان النبي صلى الله عليه وسلم بشرا مثلنا يأكل ويشرب ويغضب
    من أعتبر ذلك غيرك ؟
    "وحتى ان اعتبرت ان في ذلك نقد لاخلاق الرسول"
    لا انا لم اقل انه نقد لأخلاق النبي !! انت زعمت ذلك . او تظن ذلك والنص من القرآن ولم يفهمه أحد انه نقد لأخلاق النبي !!!
    3- الاستشهاد بما فعله موسى انما هو استشهاد على بشرية الرسل وطبيعتهم, ولم يقل احد ان الرسل ليسوا بشرا او ان طباعهم مغايرة لطباع البشر, انما القضية هنا هي مناقشة قضية بعينها وليس بشرية الرسل .. الرسل بطبعها قد يصدر عنها ما يصدر عن البشر, فاذا كان البشر قد يقومون بخطيئة الزنا, فهل يعدّ هذا عجة لمن يأتي برواية تقول بأن الرسول قد زنى والعياذ بالله؟ انني لا اختلف معك في بشرية الرسل ولكن المقام هنا هو تضارب نصوص وليس قدسية رسول...
    يا أخي من قال ان الرسل عليهم صلوات الله وسلامه زنت واي رواية صحيحة تقول ذلك ؟؟ انا أعطيتك امثلة من القران الكريم ان الانبياء عليهم السلام قد يلعنوا اناس . انت لم تفرق بين اللعن والسب وبين الزنا والكذب والسرقة فرق كبير يا أخي . ارجوا ان لا تحول النقاش على ما لم يختلف عليه أحد .


    انني لا اختلف معك في بشرية الرسل ولكن المقام هنا هو تضارب نصوص وليس قدسية رسول...
    بالنسبة لي لا أرى فيها تناقض ولا ارى فيها انتقاص لأمر الرسول صلى الله عليه وسلم . انما يكون تضارب النصوص ان كان نص يدل على ان الانبياء معصومون من كل زلل او لمم .


    بل هي اخلاق الرسول التي تجعله على الاقل مساويا لغيره من الصالحين الذين سبق ذكرهم في البحث والذين قضوا حياتهم دون ان يلعنوا شيئا امتثالا لأمر الرسول .. فهل تستكثر على الرسول ان ينتهي بنهي نهى عنه؟؟؟؟ هذا هو السؤال
    وهل الروايات تخبرك ان هذه عادة الرسول ؟؟؟ ومن هم هؤلاء الذين فاقوا الانبياء بانهم لم يلعنوا او يسبوا طوال حياتهم . وكيف عرفت ذلك ؟.
    حياة النبي كلها تواضع ولكن كما تعلم ان النبي ليس كغيره وقد اوردت اليك رواية تبين كيف فهم الصحابة الحال وبينت لك نقل الألباني للتواتر فينبغي عليك اذا سمعت بالتواتر ان تبحث انعقاده فان منكر التواتر يخشى عليه فان صح عنده التواتر يجب عليه ان يتبع ما تواتر .
    وهل لعن النبي الزمان او الرياح ؟ ام انه لعن انسان بلا سبب ؟ .
    - الروايات تقول بأن الرسول لعن بعض المسلمين بل وأقر السب من احد زوجاته بل وامر احد زوجاته به ... فأين تضع هذا كله؟؟؟؟ تريد ان تضعه بالعهد .. اذا كان الرسول قد اخذ عهدا من ربه, فهل فعلت زوجاته الشيء نفسه؟؟ فعلام اذا اقرّ بما كان يدور من سباب في حضرته بل ويأمر به؟؟؟
    هل تبين اين امر النبي أحدى زوجاته باللعن !؟؟
    لي وقفة معك ان كنت تريد" ملعونات العنوهن " ام انك تقصد لعن اليهود ؟!!!
    - تريد ان تجعل الرسول بشرا من اول ردّك الى قبل آخر جملة فيه .. حيث تنهي حديثك ان الرسول له الحق في ان يسب ويلعن لأنه اخذ عهدا عند الله بذلك, فهو قد يصدر عنه السب واللعن لأنه بشر لكنه ألن يحاسب عن ذلك لأنه بشر ايضا؟؟ ام ان قضية بشريته هي قضية مزاجية نركن اليها حين نريد ونخرجها من الحوار حين نريد؟؟
    قال تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّ وَمَن يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَّا كَسَبَتْ وَهُمْ لاَ يُظْلَمُونَ} (161) سورة آل عمران
    لا اريد بل هو كما هو وكما أخبر الله عنه بشر يوحى اليه . اما قولك اني اقول ان للرسول الحق ان يلعن كما شاء . فانت تقولني ما لم أقل !!!! هل قلت لك ان الرسول لعان ؟!!! ام اني اخبرتك انه كلما غضب لعن ؟!!! ارجوا منك ان تركز قليلا .
    أما الآية فالومك على الاستشهاد بها لانها ليست موضع استشهاد في الموطن الذي نتناقش به . فالغلول هو الخيانة والحقد الكامن في الصدر وهل نحن تكلم عن الخيانة ام عن ان النبي كان حاقدا على أحد من المسلمين؟؟!!!
    ولكاذا استشهدت بها؟؟


    رابعا: ان الرسول صلى الله عليه وسلم علّل هذا العهد والاشتراط على الله بأنه بشر يغضب كما يغضب البشر
    ويرضى كما يرضى البشر. فهل تصح هذه الحجة المذكورة؟
    هذه حجة ؟؟ ليست حجة انت تفهم النص كما تريد . الفرق بين النبي وغيره فهمته اليتيمة عندما قال لها النبي لا كبر سنك . :"عن أنس بن مالك قال كانت عند أم سليم يتيمة وهي أم أنس فرأى رسول الله صلى الله عليه وسلم اليتيمة فقال آنت هيه لقد كبرت لا كبر سنك فرجعت اليتيمة إلى أم سليم تبكي فقالت أم سليم ما لك يا بنية قالت الجارية دعا علي نبي الله صلى الله عليه وسلم أن لا يكبر سني فالآن لا يكبر سني أبدا أو قالت قرني فخرجت أم سليم مستعجلة تلوث خمارها حتى لقيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لها رسول الله صلى الله عليه وسلم ما لك يا أم سليم فقالت يا نبي الله أدعوت على يتيمتي قال وما ذاك يا أم سليم قالت زعمت أنك دعوت أن لا يكبر سنها ولا يكبر قرنها قال فضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قال يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة"
    لان دعوة النبيعليه الصلاة والسلام ليست كدعوة الناس . ففهمت اليتيمة انه يستجاب له لانه صلى الله عليه وسلم نبي.
    ولهذا اشترط النبي على الله ان يجعل ذلك طهرا لهم . واذا كان ذلك طهرا لهم فان ذلك له معنى عظيم الا وهو انه لا يستدل بدعوة النبي على أحد من الصحابة بشيء الا موطن السبب .
    فشرط الني ليس ليلعن متى شاء بل ليرحم الله امته ولا ينالهم منه عند ربهم الا كل خير .
    لا ادري لم قفزت فوق هذه الفقرة!!!!!!!!!!!!
    انا لم أقفز .. لقد قلت لك في أول مداخلة :
    اكتفي بهذا القدر.
    وانت حتى الآن لم ترد الا كما قلت :
    الاخ العزيز مجدي ... حفظك الله تعالى

    في الحقيقة لقد تعجبت جدا من مداخلتك السابقة .. وقد رأيت انك قد كتبتها على عجل واخاف ان تكون قد قرأتها بنفس العجلة ...

    قلت انني بدأت الموضوع بطريقة معكوسة:

    واسمح لي ان ابدأ مناقشة ما طرحت بطريقة معكوسة ايضا, وان ابدأ بما انهيت به كلامك:
    اذا كان تعلقك على جزئيات من الكلام وبشكل دائم ولا ترد على النقاط التي أسألك عنها فكيف سأكمل معك حتى النهاية ؟
    وضعت لك مثال علة داوود وعيسى ابن مريم عليهم السلام . ولكنك لم تجب عنه .
    وكذا عن موسى عليه السلام وتغاضيت عنه . فاذا كنت تتغاضى عن كل حجة من القران فبأي حجة سأحتج عليك ؟
    اذا أبقت الدنيا على المرء دينه /////فما فاته منها فليس بضائر

  10. افتراضي

    اقتباس 1
    ---------
    انا أعطيتك امثلة من القران الكريم ان الانبياء عليهم السلام قد يلعنوا اناس
    ---------

    الانبياء لا تلعن الناس انما الكفار من الناس والاية تقول: {لعن الذين "كفروا" من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ..}
    والاحاديث التي نحن بصددها تضمّن لعنا للمسلمين وليس للكفار او حتى للناس ...

    اقتباس 2
    ----------
    ومن هم هؤلاء الذين فاقوا الانبياء بانهم لم يلعنوا او يسبوا طوال حياتهم . وكيف عرفت ذلك ؟.
    ----------
    كنت قد ذكرت لك ما قيل عن هؤلاء في كتب التاريخ: "جاء في الطبقات الكبرى: عن عبيد الله بن هوذة القزيعي قال حدثني رجل من بلهجيم عن جرموز الهجيمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عم تنهاني فقال أنهاك ألا تكون لعانا فما لعن شيئا حتى مات. (ج7 ص79) وجاء في شعب الايمان : وقال سالم وما سمعت ابن عمر لعن شيئا قط (ج4 ص295) وجاء في الطبقات الكبرى : عن المستمر بن الريان قال رأيت أبا الجوزاء الربعي يصفر لحيته قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا يحيى بن عمرو بن مالك النكري قال سمعت أبي يحدث أن أبا الجوزاء لم يلعن شيئا قط ولم يأكل شيئا لعن قط قال حتى إن كان ليرشو الخادم في الشهر الدرهم والدرهمين حتى لا تلعن الطعام إذا أصابها حر التنور(ج7ص223)."

    اقتباس 3
    ----------
    هل تبين اين امر النبي أحدى زوجاته باللعن !؟؟
    ---------
    لم اقل ان الرسول قد امر احدى زوجاته باللعن .. ارجو ان تكون دقيقا في النقل .. انا قلت: "وأقر السب من احد زوجاته بل وامر احد زوجاته به .." فالهاء في "به" تعود على السب وليس على شيء آخر ..
    اما عن النص الذي تسأل عنه فهو في البحث اعلاه وهذا نصه: "عن ابن عون قال كنت أسأل عن الانتصار ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل فحدثني علي بن زيد بن جدعان عن أم محمد امرأة أبيه قال ابن عون وزعموا أنها كانت تدخل على أم المؤمنين قالت قالت أم المؤمنين دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا زينب بنت جحش فجعل يصنع شيئا بيده فقلت بيده حتى فطنته لها فأمسك وأقبلت زينب تقحم لعائشة رضي الله عنها فنهاها فأبت أن تنتهي فقال لعائشة سبيها فسبتها فغلبتها(؟؟؟؟!!!!!) فانطلقت زينب إلى علي رضي الله عنه فقالت إن عائشة رضي الله عنها وقعت بكم وفعلت فجاءت فاطمة فقال لها إنها حبة أبيك ورب الكعبة فانصرفت فقالت لهم أني قلت له كذا وكذا فقال لي كذا وكذا قال وجاء علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه في ذلك (سنن ابي داود) " (ارجو ان تعود للبحث لقراءة هذا القسم كاملا حتى لا يأتي الردّ مجتزءا)

    اقتباس 4
    ---------
    أما الآية فالومك على الاستشهاد بها لانها ليست موضع استشهاد في الموطن الذي نتناقش به . فالغلول هو الخيانة والحقد الكامن في الصدر وهل نحن تكلم عن الخيانة ام عن ان النبي كان حاقدا على أحد من المسلمين؟؟!!!
    ولكاذا استشهدت بها؟؟
    ------------
    كان السؤال اخي العزيز: هل الرسول غير مؤاخذ بما يصدر عنه من لعن للمسلمين؟
    واوردت الاية استشهادا ان الرسول مكلّف ومحاسب

    5- اما بالنسبة لليتيمة فهناك عدة اسئلة لم اجد الاجابة عليها:
    1- اليتيمة فهمت الاساءة من دعاء الرسول, والدليل انها بكت
    2- ام سليم فهمت الاساءة حسب نقل اليتيمة والدليل انها سألت الرسول: أدعوت على يتيمتي
    3- الرسول يجيب:يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة"
    وهنا نسأل: ما الذي ارضى الرسول او اغضبه حتى يدعو عليها؟
    ان عدم تقديرك للجوهرة هو اهانة لعقلك وليس انقاصا لقدرها [الحوار = اخلاق]

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    عمان - الاردن
    المشاركات
    1,461
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد محمد حامد
    اقتباس 1
    ---------
    انا أعطيتك امثلة من القران الكريم ان الانبياء عليهم السلام قد يلعنوا اناس
    ---------

    الانبياء لا تلعن الناس انما الكفار من الناس والاية تقول: {لعن الذين "كفروا" من بني اسرائيل على لسان داود وعيسى ابن مريم ..}
    والاحاديث التي نحن بصددها تضمّن لعنا للمسلمين وليس للكفار او حتى للناس ...
    أخي الحبيب كان يكفيك ان تقرء باقي الايات :


    "لُعِنَ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلَى لِسَانِ دَاوُودَ وَعِيسَى ابْنِ مَرْيَمَ ذَلِكَ بِمَا عَصَوْا وَكَانُوا يَعْتَدُونَ (78) كَانُوا لَا يَتَنَاهَوْنَ عَنْ مُنْكَرٍ فَعَلُوهُ لَبِئْسَ مَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (79) تَرَى كَثِيرًا مِنْهُمْ يَتَوَلَّوْنَ الَّذِينَ كَفَرُوا لَبِئْسَ مَا قَدَّمَتْ لَهُمْ أَنْفُسُهُمْ أَنْ سَخِطَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ وَفِي الْعَذَابِ هُمْ خَالِدُونَ (80) وَلَوْ كَانُوا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالنَّبِيِّ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مَا اتَّخَذُوهُمْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنَّ كَثِيرًا مِنْهُمْ فَاسِقُونَ (81) "
    والآية الاخرى :"قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ مِنْ ذَلِكَ مَثُوبَةً عِنْدَ اللَّهِ مَنْ لَعَنَهُ اللَّهُ وَغَضِبَ عَلَيْهِ وَجَعَلَ مِنْهُمُ الْقِرَدَةَ وَالْخَنَازِيرَ وَعَبَدَ الطَّاغُوتَ أُولَئِكَ شَرٌّ مَكَانًا وَأَضَلُّ عَنْ سَوَاءِ السَّبِيلِ (60)" ومن المعروف انهم لعنو بزمن انبيائهم .
    والآية الأخرى واضحة :"إِنَّ الَّذِينَ يَكْتُمُونَ مَا أَنْزَلْنَا مِنَ الْبَيِّنَاتِ وَالْهُدَى مِنْ بَعْدِ مَا بَيَّنَّاهُ لِلنَّاسِ فِي الْكِتَابِ أُولَئِكَ يَلْعَنُهُمُ اللَّهُ وَيَلْعَنُهُمُ اللَّاعِنُونَ " وقال في الذين في قلوبهم مرض والمرجفون في المدينة والمنافقين :"لَئِنْ لَمْ يَنْتَهِ الْمُنَافِقُونَ وَالَّذِينَ فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ وَالْمُرْجِفُونَ فِي الْمَدِينَةِ لَنُغْرِيَنَّكَ بِهِمْ ثُمَّ لَا يُجَاوِرُونَكَ فِيهَا إِلَّا قَلِيلًا (60) مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وَقُتِّلُوا تَقْتِيلًا (61) سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِنْ قَبْلُ وَلَنْ تَجِدَ لِسُنَّةِ اللَّهِ تَبْدِيلًا (62) "





    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد محمد حامد

    اقتباس 2
    ----------
    ومن هم هؤلاء الذين فاقوا الانبياء بانهم لم يلعنوا او يسبوا طوال حياتهم . وكيف عرفت ذلك ؟.
    ----------
    كنت قد ذكرت لك ما قيل عن هؤلاء في كتب التاريخ: "جاء في الطبقات الكبرى: عن عبيد الله بن هوذة القزيعي قال حدثني رجل من بلهجيم عن جرموز الهجيمي أنه أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال عم تنهاني فقال أنهاك ألا تكون لعانا فما لعن شيئا حتى مات. (ج7 ص79) وجاء في شعب الايمان : وقال سالم وما سمعت ابن عمر لعن شيئا قط (ج4 ص295) وجاء في الطبقات الكبرى : عن المستمر بن الريان قال رأيت أبا الجوزاء الربعي يصفر لحيته قال أخبرنا مسلم بن إبراهيم قال حدثنا يحيى بن عمرو بن مالك النكري قال سمعت أبي يحدث أن أبا الجوزاء لم يلعن شيئا قط ولم يأكل شيئا لعن قط قال حتى إن كان ليرشو الخادم في الشهر الدرهم والدرهمين حتى لا تلعن الطعام إذا أصابها حر التنور(ج7ص223)."
    لنفترض انهم لم يلعنوا أحد فهل هذا يعني ان أخلاقهم فاقت الانبياء . بالطبع لا . لان الأخلاق ليست فقط اللعن . واللعن احيانا يكون قربة عند الله كلعن من لعنه الله فانا اتفقرب الى الله بلعن ابوا لهب وابوجهل . وبالدعاء على اخوان القردة والخنازير وأولاد عمومتهم .


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد محمد حامد

    اقتباس 3
    ----------
    هل تبين اين امر النبي أحدى زوجاته باللعن !؟؟
    ---------
    لم اقل ان الرسول قد امر احدى زوجاته باللعن .. ارجو ان تكون دقيقا في النقل .. انا قلت: "وأقر السب من احد زوجاته بل وامر احد زوجاته به .." فالهاء في "به" تعود على السب وليس على شيء آخر ..
    اما عن النص الذي تسأل عنه فهو في البحث اعلاه وهذا نصه: "عن ابن عون قال كنت أسأل عن الانتصار ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل فحدثني علي بن زيد بن جدعان عن أم محمد امرأة أبيه قال ابن عون وزعموا أنها كانت تدخل على أم المؤمنين قالت قالت أم المؤمنين دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا زينب بنت جحش فجعل يصنع شيئا بيده فقلت بيده حتى فطنته لها فأمسك وأقبلت زينب تقحم لعائشة رضي الله عنها فنهاها فأبت أن تنتهي فقال لعائشة سبيها فسبتها فغلبتها(؟؟؟؟!!!!!) فانطلقت زينب إلى علي رضي الله عنه فقالت إن عائشة رضي الله عنها وقعت بكم وفعلت فجاءت فاطمة فقال لها إنها حبة أبيك ورب الكعبة فانصرفت فقالت لهم أني قلت له كذا وكذا فقال لي كذا وكذا قال وجاء علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه في ذلك (سنن ابي داود) " (ارجو ان تعود للبحث لقراءة هذا القسم كاملا حتى لا يأتي الردّ مجتزءا)
    (
    سنن أبي داود )
    4898 حدثنا عبيد الله بن معاذ حدثنا أبي ح و حدثنا عبيد الله بن عمر بن ميسرة حدثنا معاذ بن معاذ المعنى واحد قال حدثنا ابن عون قال كنت أسأل عن الانتصار ( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل ) فحدثني علي بن زيد بن جدعان عن أم محمد امرأة أبيه قال ابن عون وزعموا أنها كانت تدخل على أم المؤمنين قالت قالت أم المؤمنين دخل علي رسول الله صلى الله عليه وسلم وعندنا زينب بنت جحش فجعل يصنع شيئا بيده فقلت بيده حتى فطنته لها فأمسك وأقبلت زينب تقحم لعائشة رضي الله عنها فنهاها فأبت أن تنتهي فقال لعائشة سبيها فسبتها فغلبتها فانطلقت زينب إلى علي رضي الله عنه فقالت إن عائشة رضي الله عنها وقعت بكم وفعلت فجاءت فاطمة فقال لها إنها حبة أبيك ورب الكعبة فانصرفت فقالت لهم أني قلت له كذا وكذا فقال لي كذا وكذا قال وجاء علي رضي الله عنه إلى النبي صلى الله عليه وسلم فكلمه في ذلك .

    تحقيق الألباني :
    ضعيف الإسناد
    وكان رحمه الله يقول : ذلك الميت لا يستحق هذا العزاء .
    اللعن ورد في حديث اليهود الذين دعوا على الرسول بالموت .

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة احمد محمد حامد

    اقتباس 4
    ---------
    أما الآية فالومك على الاستشهاد بها لانها ليست موضع استشهاد في الموطن الذي نتناقش به . فالغلول هو الخيانة والحقد الكامن في الصدر وهل نحن تكلم عن الخيانة ام عن ان النبي كان حاقدا على أحد من المسلمين؟؟!!!
    ولكاذا استشهدت بها؟؟
    ------------
    كان السؤال اخي العزيز: هل الرسول غير مؤاخذ بما يصدر عنه من لعن للمسلمين؟
    واوردت الاية استشهادا ان الرسول مكلّف ومحاسب

    5- اما بالنسبة لليتيمة فهناك عدة اسئلة لم اجد الاجابة عليها:
    1- اليتيمة فهمت الاساءة من دعاء الرسول, والدليل انها بكت
    2- ام سليم فهمت الاساءة حسب نقل اليتيمة والدليل انها سألت الرسول: أدعوت على يتيمتي
    3- الرسول يجيب:يا أم سليم أما تعلمين أن شرطي على ربي أني اشترطت على ربي فقلت إنما أنا بشر أرضى كما يرضى البشر وأغضب كما يغضب البشر فأيما أحد دعوت عليه من أمتي بدعوة ليس لها بأهل أن يجعلها له طهورا وزكاة وقربة يقربه بها منه يوم القيامة"
    وهنا نسأل: ما الذي ارضى الرسول او اغضبه حتى يدعو عليها؟
    لقد أخبرتك بوضوح وبينت لك كيف ان اليتيمة فهمت ان دعاء الرسول عليها سيبقيها صغرة او لا يكبر قرنها . راجع المداخلة الأخيرة .
    ختاما اود ان اعرف ما هو المقياس الذي يجعلك تقبل الحديث . بالطبع أقصد القواعد التي تتبعها . واين أجد هذه القواعد .
    اذا أبقت الدنيا على المرء دينه /////فما فاته منها فليس بضائر

  12. افتراضي

    الاخ مجدي ...

    يبدو ان الردّ وعدمه قد تساوى, ولم اعد املك ما اقوله الاّ ان أسأل من يريد جوابا عن اي سؤال سألته الاّ ان يرجع الى البحث في مقدمة هذا النقاش ...

    وان كنت تسأل عن القواعد فأعتقد ان في البحث افاضة في الجواب عن هذا السؤال ...

    اذا كانت الانبياء تلعن الناس كما اردت بفهمك للآيات فاعتقد انه يجب ان نعيد النظر في الايمان بهذه الرسالة الخاتمة والايمان بأنبيائها .. (اعتقد جازما ان جوابك سيكون انك لم تقل ذلك .. )

    وسألت عمّن لم يلعن طوال حياته, فأجبتك فجاء جوابك ان عدم اللعن ليس المعيار الوحيد ..

    وطلبت منك حين سألت اين تجد حديثا يأمر فيه الرسول ازواجه بلعن بعضهن, فصحّحت لك, وطلبت منك ما نصّه ((ارجو ان تعود للبحث لقراءة هذا القسم كاملا حتى لا يأتي الردّ مجتزءا)) فجاء جوابك فقط على ا لحديث الذي ذكرت وتجاهلت الاحاديث الاخرى وبعضها قد ورد في البخاري ..

    وسألتك ما الذي ارضى الرسول او اغضيه حتى يدعو عليها؟ فأجبت ان اليتيمة اساءت فهم دعاء الرسول ولم تفطن انه دعا لها وليس عليها !!!!! والجواب لا شأن له بالسؤال مع ما في الجواب من عجب ...

    واختم قائلا: ان كان البعض يحرص على ان لا يمسّ صحيح مسلم بسوء, فان همّي هو الرسول وليس صحيح مسلم ...

    الرسول الذي اؤمن به لم يلعن احدا من المسلمين
    والرسول الذي اؤمن به لم يقرّ السبّ من زوجاته ولا امر به احداهن
    والرسول الذي أؤمن به لا ينه عن خلق ويأت مثله
    والرسول الذي اؤمن به يبيّن القرآن من خلال سلوكه وليس اقواله فحسب
    والرسول الذي اؤمن به لم يؤذ مشاعر يتيمة ولا حتى بكلمة خرجت منه تفلّتا ..
    والرسول الذي اؤمن به سكت عن حقه حتى جاء نداء السماء يطالب المسلمين به: { إِنَّ ذَلِكُمْ كَانَ يُؤْذِي النَّبِيَّ فَيَسْتَحْيِي مِنكُمْ } (53) سورة الأحزاب
    والرسول الذي اؤمن به هو بشر, لكنه سيد البشر في خلقه الكريم, وقد اخبرت عنه عائشة, ام المؤمنين فقالت: كان خلقه القرآن , وكان قرآنا يمشي على الارض .. واخبر عنه رب العزة: {وانك لعلى خلق عظيم} { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ حَدِيثًا} (87) سورة النساء { وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللّهِ قِيلاً} (122) سورة النساء
    ان عدم تقديرك للجوهرة هو اهانة لعقلك وليس انقاصا لقدرها [الحوار = اخلاق]

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    عمان - الاردن
    المشاركات
    1,461
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بداية استغرب من اسلوبك يا أخي : بالنسبة للحديث الذي اوردته انت فقد بينت لك ضعفه . والاحاديث التي في البخاري اشرت لك عنها في ردودي السابقة . وانت تزعم ان بالبخاري النبي يأمر ازواجه باللعن !!! يا رجل أخبرني اين أجده ؟
    . وقد شرحت لك الحديث أكثر من مرة الا ان فهمك كان مخالفا لما قلته لك وهذا استغربه قد اكون لم استطع ان اوصل لك المعلومة .
    الرسول بشر قد يتكلم بالغضب ما لا يتكلمه بالرضى ولعلك تعلم ان الناس يستخدموا عبارات كثيرة هي دعاء ولكنهم لا يقصدوه . فالرسول لم أقل انه قصد الدعاء لها ولكن قلت لك ان العهد أخذه الرسول على ربه ليكون النبي رحمة لامته اجمعين ولا يكون بعضهم شقيا لانه دعا عليه . وقد اشرت اليك الى ان اليتيمة فهمت معنى دعاء النبي على انها لن تكبر . والرسول اجاب ام سليم بالعهد . وكان ذلك كافيا .
    اذا كانت الانبياء تلعن الناس كما اردت بفهمك للآيات فاعتقد انه يجب ان نعيد النظر في الايمان بهذه الرسالة الخاتمة والايمان بأنبيائها .. (اعتقد جازما ان جوابك سيكون انك لم تقل ذلك .. )
    هذا ليس فهمي بل هو ايمان بصدق ما أخبر به القران .
    المشكلة يجب ان تفهمها على النحو التالي ان الرسول بشر . وليس ان الرسول لعان !!! يا أخي الامر اوسع مما تظن . بل قد اوردت لك كلام الاالباني عن توتره . والذي اريد منك ان تخبرنا به كيف تعلم ان هذا الحديث نطق به الرسول ام لا .
    فانت تقول ان هناك سنة وحي ولكن بصراحة لا نعرف ما هي السنة عندك ؟
    أخي الكريم من قال بمثل مقولتك من قبل ؟ هل تخبرني ؟
    اما الرسول فلا تزاود علينا بحبه.
    فانا جميعا نحبه . ولكن يا أخي الرسول هو كما كان لا كما تريد ان تجعله .

    لنتوقف عند عبارتك :"وان كنت تسأل عن القواعد فأعتقد ان في البحث افاضة في الجواب عن هذا السؤال ..."
    اذا ماذا تريد ؟
    انت تقول ان البخاري ومسلم :تقصد كتب الحديث بالطبع فيها أخبار نحن نعتبرها صحيحة وحضرتك علمت انها غير صحيحة ؟
    مثلا الدارقطني تكلم على احاديث في الصحيحين . ولكنه تكلم بعلم وبين علل قوله بغض النظر عن قبول كلامه او رفضه .
    انت قلت لا . لاجل فهم خاص فيك .
    فأي دين سيكون ان ازال كل انسان ما لم يوافق هواه .
    اريد الافاضة التي تتكلم عنها . اريد ان أعرف كيف تقبل الحديث .
    الله يقول " على بصيرة انا ومن اتبعن " فلا ارى لبحثنا الا البصيرة .
    وارجوا ان تعيد قراءة الموضوع من أوله .
    اذا أبقت الدنيا على المرء دينه /////فما فاته منها فليس بضائر

  14. افتراضي

    اقتباس:
    ---------
    فانا جميعا نحبه . ولكن يا أخي الرسول هو كما كان لا كما تريد ان تجعله .
    -----------

    قال الرسول الكريم في صحيح البخاري: "سباب المسلم فسوق" هذا الحديث لا يشمل النبي فللنبي ان يسبّ وقت غضبه (ورد في مسلم: فأغضباه فلعنهما وسبهما)

    قيل: يا رسول الله ادع على المشركين, قال: اني لم ابعث لعانا وانما بعثت رحمة للعالمين (صحيح مسلم) طبعا للرسول ان يلعن المسلمين وقت غضبه لأن ترجمة "اللهم العن فلانا" اذا وردت عن الرسول الكريم: اللهم ارحم فلانا فالرسول لم يرد ان يلعنهم او ان يرحمهم ... لا اعلم المهم واحدة منهما ...

    قال صلى الله عليه وسلم: "لا يكون اللعانون شفعاء ولا شهداء يوم القيامة" (مسلم) طبعا الرسول مستثنى وهنا المقصود الذي يكثر اللعن وليس الذي يلعن مرة او اثنتين او ثلاثة ..

    عن انس قال: "لم يكن رسول الله فاحشا ولا لعانا ولا سبابا" (البخاري) طبعا هذا على عمومه وقد يداخله استثناء, والرواية هنا لا تذكر فيما اذا كان لعّانا في حق المسلمين او المشركين ...

    وقال تعالى: {وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا} (58) سورة الأحزاب
    طبعا اذا صدر عن الرسول دعاء فهم منه المؤمنون او المؤمنات الاذى فيجب ان يحملوه على انه دعاء لهم لا عليهم, اما اذا صدر من المؤمنين او المؤمنات اذى تجاه بعضهم فالويل لهم ...

    وقال تعالى: {واذا ما غضبوا هم يغفرون} الشورى 38 طبعا الرسول ليس قدوة لنا في هذا الامر لان الرسول الكريم أعانه الله تعالى لم يكن يملك نفسه عند الغضب ...

    هذا ما تعتقده خطأ في فهمي ... بارك الله فيك

    ورغم كل ذلك فالرسول هو على خلق عظيم .... لا اعلم كيف افهمها !!!!! اقسم بالله انها صعبة
    ان عدم تقديرك للجوهرة هو اهانة لعقلك وليس انقاصا لقدرها [الحوار = اخلاق]

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Oct 2004
    الدولة
    عمان - الاردن
    المشاركات
    1,461
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الرسول ليس لعان وهذا امر سبق ان اشرت اليه بل كان على أحسن خلق .
    ليس هذا بحثنا فليس اللعان الذي يلعن وانما من يكون اللعن صفة ملازمة له . فالله ارحم الرحمين لعن الكافرين في كتابه وتعبدنا بلعنتهم .
    المشكلة كما أخبرتك سابقا في فهمك للأحاديث وليس في الأحاديث . اذ ان المعاني تبحث عند التعارض الظاهري في باب الجمع والترجيح . وهذا امر معروف قديما وحديثا . ثم انك هداك الله لم ترشدني الى القاعدة التي جعلتك تنقض الاحاديث التي بلغت التواتر في الباب . وهذا الكلام نقلته لك عن الالباني . .
    ارجوا ان تبين لي كيف ترجح او ما هي آلية قبولك للأخبار من ردها .
    اذا أبقت الدنيا على المرء دينه /////فما فاته منها فليس بضائر

صفحة 1 من 5 123 ... الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. سؤال في اللغة من يجيب عليه يستحق الاشادة
    بواسطة shahid في المنتدى قسم اللغة والشعر والأدب
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 09-17-2012, 04:26 PM
  2. شرح حديث جبريل عليه السلام
    بواسطة شذى الكتب في المنتدى المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-30-2011, 01:50 PM
  3. مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 08-18-2011, 11:20 AM
  4. ما علمت ما شارطت عليه ربي
    بواسطة محمد المالكى في المنتدى قسم السنة وعلومها
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 10-16-2009, 06:00 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء