السلام عليكم،،
يعترض الملاحدة فيقولون: كيف ينتج التنوع في ألوان البشر من شخصين اثنين فقط؟
الجواب: البينة على من ادعى، فليس مطلوبًا منا أن نجيب على لا شيء، وهذا الاعتراض يبقى محض ادعاء إذا لم يُدعم بالدليل.
لم يذكر القرآن لونًا خاصًا لآدم عليه السلام أو زوجه، وهذا يزيد صعوبة المهمة على أعزائنا الملاحدة، فهل هذا الاعتراض المتكرر يقوم على أساس علمي معرفي أم أنه مجرد تعجب من إمكانية التنوع اللوني فقط؟!
شخصيًا لا أظن أن المسألة تتعلق بالعلم، ذلك أن العوامل المسؤولة عن تلوين البشر غير معروفة بالكامل، وما نعرفه الآن هو أنها مجموعة كبيرة ومتشابكة من العوامل تتضافر بشكل معقد على أكثر من مرحلة، وليست كمورثات لون البازيلاء التي اكتشفها مندل!
وهذا ما أستغربه من الملاحدة، فهم يقدمون هذا الاعتراض والعلم نفسه لم يبت في قضية لون البشر بشكل نهائي، فكيف يستقيم هذا يا ترى؟!
لا مانع من استعراض القليل مما يقوله العلم عن لون البشر..
يتم تحديد لون الجلد من خلال عوامل عدة أهمها:
(1) نوع المادة الملونة، فهناك نوعان: الحقيقي والباهت eumelanin + pheomelanin.
(2) عدد الخلايا الملونة melanocytes.
(3) الحبيبات الملونة من حيث: حجمها، عددها، تركيز اللون فيها.
(4) توزيع الحبيبات الملونة في الخلايا القاعدية في الجلد.
كما نلاحظ فإن تلوين البشر يتم على عدة مستويات وليس مستوى الحبيبات الملونة فقط، بل إن العاملين الثالث والرابع هما الأهم بين الكل، وهما المسؤولان عن معظم الاختلافات اللونية بين البشر، فقد وُجد أنه لو أخذنا نفس المنطقية الجلدية من أشخاص يختلفون في لون بشرتهم، فإن عدد الخلايا الملونة يكون متساويًا، بل زرعت خلايا ملونة لأشخاص من العرق الأبيض في خلايا جلدية لأشخاص سود تم تفريغها من خلاياهم الملونة الأصلية، فبقي الجلد أسودًا !
ولا يخفى على أحدنا ملاحظة أن لون الجلد في أجسامنا يختلف من منطقة لأخرى رغم تماثل المادة الوراثية.
صورة توضح التدرج المرحلي في العوامل المسؤولة عن لون الجلد:
عند العودة للمورثات المسؤولة عن التلوين، نفاجأ بأن عددها ضخم جدًا، قدرها Bennett DC, Lamoreux ML بحوالي 127موقع وراثي loci تتضافر جميعها في تلويننا، وتختلف "قوة" هذه المورثات فيم بينها، نذكر مثلاً أن ثلث الاختلاف بين العرقين الأوروبي والأفريقي سييها مورث واحد فقط هو SLC24A5 الذي يتواجد في نسختين تختلفان في حمض نووي واحد فقط.
ماذا نستنتج مما سبق؟
نستنتج أن وفرة عدد المورثات المسؤولة عن تلوين البشر يمكنها أن تنتج جميع الأطياف البشرية التي نعرفها بلا أية مشكلة، خصوصًا إذا افترضنا كون آدم وزوجه متباينا المادة الوراثة.
وعلى سبيل التأكيد، أورد لكم مثالاً حيًا حدث مؤخرًا يبرهن على صحة كلامي، وهو ولادة توأمين شديدي التباعد الشكلي من أبوين لهما خليط وراثي لألوان البشر:
الرابط
بعد هذا السرد، قد يقول قائل: لكن لا يمكنك نفي دور الطفرة في إنتاج التباينات الوراثية المسؤولة عن التلوين، ولا يمكن نفي أهمية الانتقاء الطبيعي في توزيع أعراق البشر على الأصقاع الجغرافية الحالية وملاءمتها مع طبيعة جلدهم..
وهنا أجيبه بأننا لا ننفي صحة التطور الدقيق ولا الانتقاء الطبيعي المستند إلى الملاءمة والتكيف.
العجيب أن المعترضين على قضية الخلق من التطورين يؤمنون بأننا البشر تغيرنا من اللون الأبيض إلى الأسود ثم إلى جميع الألوان الحالية ولا يعترضون على إمكانية ذلك !
Bookmarks