الإنسان و الشر و الحكمة الإلهية ! (هذا الموضوع ليس للحوار مع أي ملحد أو غير)
الإنسان خُلق ليكافح الشر، خُلق ليبتلى بالخير و الشر .. و قد أعطاه الله القدرة على ذلك مهما بلغت ظروفه قساوة.
الإنسان ليس إله ليختار ما يجب أن يُخلق و ما يصلح أن يُخلق و ما يجب أن يوافق الحكمة المطلقة التي تناسب علم الله غير المحدود و قدرته اللامتناهية.
الإنسان يجب فقط أن يعمل بمقتضى ما هداه الله إليه و أول ذلك أن لا يعترض على ما لا يعلم حكمته و أن لا يقفو ما ليس له به علم و هو يبصر في نفسه و في الكون مظاهر قدرة الله و عظمته سبحانه.
الإنسان عليه أن يلتزم بعبوديته لله كعبد مخلوق لله خلقه من نطفة و لم يكن من قبل شيئا .. فإذا كان الصبي لا يفهم من أفعال الكبار و تصرفاتهم أمورا كثيرة فكيف بأفعال رب السموات و الأرض الذي يحيط بعلم كل شيء و لا يحيطون به علما.
الإنسان يجب أن يسلم لربه و أن لا يتكبر و أن ينظر إلى ما قضاه الله له بعين الرضا و القبول كما فعل الأنبياء الذين اختارهم الله سبحانه و فضلهم كانوا لا يعترضون على ما يصيبهم بإذن الله و لا يقولون لو فعل الله كذا و لو لم يفعل كذا.
الإنسان حذره الله تعالى من سيئات نفسه و حذره من زوال النعم و حصول النقم إذا أذنب و لم يقر بذنبه و لم يستغفر و لم يتب. و قد رأينا من أنفسنا و رأى الصالحون عواقب الذنوب في أنفسهم و في الظالمين.
الزلازل و الحيوانات المفترسة و الحشرات المؤذية و الأمراض و الإعاقات التي تخرج عن أصل الجمال في الوجود ما هي في الأخير إلا جند من جنود الله يسلطها الله على من يشاء مثل أي مصيبة في الأرض، و قد علمنا الله أن ذلك كله في كتاب، و أنه لو شاء الله ما خلقه :
( ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير ( 22 ) لكي لا تأسوا على ما فاتكم ولا تفرحوا بما آتاكم والله لا يحب كل مختال فخور ( 23 ) سورة الحديد
Bookmarks