صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 25 من 25

الموضوع: منهجية نقاش الملحدين - دروس مختصرة

  1. #16

    افتراضي


    17...
    >>
    مما يلجأ إليه اللاديني أيضا : هي استخدام الشبهات حول الإسلام ..
    وهو هنا يمتاز عن الملحد بأن من حقه طرح شبهاته مباشرة : بعكس الملحد مثلا والذي يجب الحوار معه حول وجود خالق من عدمه أولا ..
    وإذا جئنا لموضوع الشبهات حول الإسلام :
    فنحن نتحدث عن مئات وربما آلاف الشبهات - مجموع ما تتفتق عنه عقول أعداء الدين والكفار ولا زالوا عبر مئات السنين - والحل :
    يكون في :
    1-
    عدم التنقل بين الشبهات إلا بعد تقرير صفات الخالق أولا ..
    2-
    هناك شبهات يمكن الرد عليها - وتتوافر ردودها والحمد لله على الشبكة - وهناك شبهات تتعلق بالغيب .. وهذه الشبهات التي تتعلق بالغيب يكفينا فيها أنها (ممكنة عقلا) كما تحدثنا من قبل وليست (مستحيلة عقلا) .. وأن تصديقنا لها هو تابع لتصديقنا بصحة الرسالة وصدق الرسول محمد صلى الله عليه وسلم ..
    3-
    المحاور الجيد هو الذي يستطيع تقليص وقت وجهد الحوار إلى أكبر درجة ممكنة .. مثلا : يستطيع بكياسة أن يدير دفة الحوار بدلا من الرد على الشبهات : إلى الحوار عن إعجاز القرآن وعدم استطاعة أحد الإتيان بمثله !!.. وكذلك إلى استعراض أقوال واعترافات وشهادات المنصفين من غير المسلمين بعظمة الإسلام والقرآن والنبي محمد وأن ما أتى به من سيرة وإنجازات وتوفيق (دنيا + دين) هو فوق قدرات البشر .. فمثل هذا التحويل لدفة الحوار سيساعد كثيرا في حل أغلب الشبهات المطروحة من تلقاء ذاتها ..
    4-
    إذا وقع الأمر وكان لا بد من الرد على الشبهات : فلتطلب من محاورك أن يرتبها من الأعلى أهمية إلى أدناها .. فهذا هو الترتيب المنطقي والذي يتيح للقاريء الوقوف على حقيقة زيف كل الشبهات في أسرع وقت < وذلك لأنه عندما يراك تجيب على الأعلى أهمية : فيقر في نفسه أنك على الإجابة عن أدناها ستكون أقدر بإذن الله >
    5-
    إذا لم تكن تعرف إجابة شبهة معينة : فابحث عنها ولا تفتي من رأسك فتخطيء في دين الله وتقول على الله ورسوله ودينه بغير علم !!.. بل ولا مانع حتى من أن تقول لمحاورك وغيره من المتابعين : " لا أعرف وسأبحث وأعود إليك " !!.. وذلك ليس عيبا لأنه لم يولد أحدنا عالما من بطن أمه !!!.. كما أن الشبهات حول الإسلام متنوعة تنوعا كبيرا بين شبهات لغوية وعلمية وتاريخية إلخ ! ومن السفه الظن بان هناك إنسان يلم بكل تلك العلوم بجدارة !!!.. وإنما يمكن الإلمام ببعض أو أكثر أصولها فقط بغير تفاصيل .. وإنما يأتي البحث عن التفاصيل وقت الحاجة : فتؤهلك معرفتك الواسعة من التعرف على أفضل الإجابات وأصوبها ..

    >>
    وجدير بالذكر هنا أن عددا غير قليل من اللادينيين يكونون في الأصل : إما ملاحدة .. وإما لا أدريين ..
    ولكنهم يختفون في اللادينية لعدة أغراض ..
    فالملحد مثلا تأكله رغبته الشديدة في إلقاء قمامات الشبهات التي يحفظها كالببغاء وينسخها من مواقع الجرب والجذام : أمام المسلم .. ولكنه يعلم أن المسلم الواعي لن يقبل منه إلا نقاش في وجود الخالق أولا !!.. فيلجأ الملحد لتمثيل دور اللاديني عندها !!!..
    أو لعجز الملحد في إثبات إنعدام خالق - أي أنه ملحد ضعيف - فهو يحفظ ماء وجهه بادعاء أنه لاديني ..
    وكذلك الإنسان المتشكك التائه المتلون : تجده أحيانا أيضا يحتمي باللادينية لكي يهرب من إلزامات لا أدريته ..
    وكل هذه الحالات تظهر أثناء الحوار مع اللاديني عن طريق خطأ جوهري يفضح به نفسه بنفسه في وسط الكلام !

    يعني مثلا تجد لاديني في وسط حديثه عن الكون : يدافع عن الصدفة والعشوائية وكأنها هي التي أوجدت كل شيء !
    وهذه سقطة تبين لك بوضوح أنه ملحد متستر !!!!..

    وكذلك اللأدري عندما يبدأ في إظهار (التيه) و(الشك) في مسألة الدين ليمرر ويروج أن الإيمان شيء صعب إلخ إلخ
    وهنا يمكنك كشف باطله بسؤال واحد فقط يعيده إلى نقطة البدء التي سيحددها لنفسه من جديد وهو :

    هل أنت (متشكك) و(تائه) و(لا شيء مطلق عندك) في مسألة الدين فقط والخالق إلخ ؟
    أم في كل شيء في حياتك ؟؟؟...

    فإذا اختار الأولى : فقل له أنت (انتقائي) في العمل بالبدهيات العقلية في حياتك : ثم إيقافها فقط عندما يتعلق الأمر بالدين والخالق !!!.. وهذا من علامات عدم الجدية أو رصانة عقلك !!!.. وذلك لأن البدهيات العقلية لا تتبدل ولا تتغير لأنها ثوابت وجودية يقررها العقل (والذهن) !

    وإذا اختار الثانية : وهي أنه تائه متشكك في كل حياته : ولا يوجد عنده أي شيء مطلق : فعندها قل له أن الحوار معه بهذه الصورة كعدمه !!!.. وذلك لانعدام أداة الحكم على الأشياء - طالما كان كل شيء عنده نسبي كما يدعي - !!.. إلى آخر الرد على هذه الحالة والذي ذكرناه من قبل ..

    يتبع ...

  2. #17

    افتراضي


    18...
    >>
    نلاحظ أن اللاديني - المشحون عاطفيا ضد الإسلام - هو أكثر الفئات استعدادا عن عمد أو جهل لتصديق أي شيء يطعن في الإسلام والمسلمين ..
    بدءا من الأكاذيب التي يصيغها الملاحدة والنصارى من تأليفهم - كالأخبار المفبركة لتشويه الإسلام والمسلمين - وانتهاء بالمرويات الضعيفة والموضوعة - أي التي لا يصح سندها - من كتب السيرة والتاريخ والأحاديث والمغازي إلخ ..

    وهذا الفعل منه : هو طبيعي عند كل من تم شحنه عاطفيا ليكره شيئا ما : وغابت من عنده أخلاقيات (العدل) و(الإنصاف) و(التحري) و(الحيادية) لأي سبب ..
    يعني تخيلوا مثلا واحد لاديني مخبول يقول :
    أن كل الذين يذهبون إلى الكعبة هم مأجورين !!.. وأن السعوديين الوهابيين يدفعون لهم مال مقابل ذلك !!..
    فرغم تفاهة هذه الفرية وسذاجتها وسهولة التحقق من كذبها من أكثر من طريقة مباشرة وغير مباشرة :
    إلا أن المشحون عاطفيا ضد الإسلام ومناسكه إلخ : سيصدق مثلها - بل وأتفه منها كذلك - !
    ومن هنا أقول :
    تتعدد طرق أعداء الدين في صياغة الشبهات ضد الإسلام .. ولكن يظل أغلبها - عن جهل أو عن عمد - :
    هو الاعتماد على نصوص ومرويات أصلا ضعيفة أو موضوعة أو ليس لها أصل أو منكرة أو باطلة !!!..
    وعليه : أرجو الانتباه للآتي :
    1-
    ديننا حق .. ولا يمكن أن يكون في الحق أخطاء .. وهذه المقدمة يجب أن يؤمن بها كل مسلم عن يقين .. إذن : لا مجال للتشكيك في النصوص القرآنية .. ولا كذلك في الأحاديث الصحيحة - سواء كنا نعلم الرد على الشبهات فيهم أو لا نعلم : فغيرنا يعلم لو سألنا - وطالما أجمع علماء الحديث على صحة مثل هذه الأحاديث أو استوفت شروط الصحة الخمسة وهي :
    عدالة الرواة + ضبطهم لما يحفظونه + اتصال سندهم وعدم انقطاعه + خلو الحديث من العلة + خلوه من الشذوذ ..
    وهذا رابط ميسر للتعريف بعلم الحديث وأهم المعلومات فيه :
    http://abohobelah.blogspot.com/2012/...g-post_17.html

    2-
    فليعلم كل مسلم أن كتب : التاريخ (مثل تاريخ الطبري وتاريخ بغداد وتاريخ الشام) وكتب السير والمغازي (مثل سيرة ابن هشام مثلا) والتفاسير (مثل تفسير الطبري وابن كثير وغيرهما) : قد تعمد كاتبوها نقل وكتابة ما تجمع لديهم من أقوال أو أحداث أو تفسير آيات عن النبي أو الصحابة أو التابعين .. وكان ذلك في تلك العصور هو من المشقة العظيمة بمكان .. ولهذا : فلم يكن هدفهم أن يجمعوا مع ذلك : التدقيق والتمحيص ودراسة كل سند للحكم عليه !!.. وإنما كانوا يجمعون ليوفروا لمن يقرأ من غيرهم أو من بعدهم : كل الأقاويل والمرويات التي كانت تحت يديهم في زمانهم ..
    وكانت بالفعل في كتبهم الكثير من الأسانيد المقطوعة أو فيها الضعفاء والمدلسين مما نعرفه من علم الحديث وضوابطه ..

    يقول شيخ المفسرين ابن جرير الطبري رحمه الله في مقدمة كتابه الشهير (تاريخ الطبري 1 /8) :
    "فما يكن في كتابي هذا من خبر ذكرناه عن بعض الماضين : مما يستنكره قارئه أو يستشنعه سامعه من أجل أنه لم يعرف له وجها من الصحة ولا معنى في الحقيقة : فليعلم أنه لم يؤت في ذلك من قبلنا :
    وإنما أوتي من قبل بعض ناقليه إلينا .. وإنما أدينا ذلك على نحو ما أدي إلينا " !!!..

    3-
    والشاهد من كل ذلك : أن الاعتراف بأنه في كتب التاريخ والسير والمغازي والتفسير : ما لا يصح من الروايات - مما أدخله الزنادقة واليهود والشيعة الروافض وغيرهم - : هو شيء لا نخفيه ولا ننفيه بعكس ما قد يتخيل البعض .. بل بعض علماء الحديث أنفسهم وفي كتب الحديث : كانوا يتعمدون ذكر الأحاديث الشاذة والغريبة بأسانيدها ليحذرون منها غيرهم وليقف العالم منهم على ضعف السند أو علته فيحذر منه إذا وجده في سند حديث آخر وهكذا ...

    4-
    ومن أفضل الطرق للرد على شبهات المرويات - التي ينتقيها الملاحدة وغيرهم من كتب المسلمين - هي البحث في جوجل عن الرد عليها إن لم تكن تعرفه ..
    حيث تكتب جزءا تعريفيا بالشبهة : ثم تكتب بعدها مثلا : (ملتقى أهل الحديث) أو (الإسلام ويب) أو (الإسلام سؤال وجواب) إلخ ..
    حيث أن كل الشبهات غالبا ما تكون مكررة وقد تم الإجابة عليها من قبل وبيان الرد الأمثل .. سواء ببيان ضعف السند .. أو بشرح معاني الحديث لمن لا يعرف ..

    < يعني تخيلوا مثلا واحد جهول وقع على حديث صحيح للنبي يطلب فيه من أمنا عائشة رضي الله عنها أن تناوله الخمرة (بضم الخاء) من المسجد ! فينتفض قائلا : ها هو نبيكم يشرب الخمرة (بفتح الخاء) بل ويضعها في المسجد كذلك !!!.. وقد يتأثر بهذا الجهل المدقع بعض العوام والبسطاء المسلمين للأسف - وهم الفئة المفضلة للملاحدة والنصارى وغيرهم للضحك عليهم - ولم يعلم الجهوول أن الخمرة (بضم الخاء) هي حصيرة للصلاة عليها أو السجود عليها !!!.. >

    5...
    أيضا من الأساليب الخبيثة لهؤلاء اللادينيين هو (استقطاع) المرويات الضعيفة والموضوعة من الكتب التي ما ذكرتها إلا للرد أصلا عليها : ثم يسوقها اللاديني لك على أن الكتاب المذكور ذكرها فيه - يريد أن يوهمك بتصحيحه لها ! - مثال :
    هناك كتاب شهير في الدفاع عن السنة والأحاديث لأحد العلماء الأفاضل رحمه الله وهو كتاب (تأويل مختلف الحديث) لابن قتيبة ..
    وفي ذلك الكتاب كان من ضمن ما فعله ابن قتيبة أنه كان يذكر روايات أحد الشيعة الروافض الذين ذكروا أحاديثا مكذوبة وموضوعة لتشويه الصحابة .. ألا وهوالمسمى بـ (النظام) الشيعي عليه من الله ما يستحق .. فكان ابن قتيبة رحمه الله يذكر رواياته أولا للطعن في كل صحابي : ثم يبين كذبها وانقطاع سندها إلخ ..
    فيأتي اللادينبي الخبيث ليقول لك : كان أبو هريرة كاذبا ويؤلف الأحاديث إلخ إلخ .. والدليل : مرويات تجدها في كتاب ابن قتيبة نفسه صفحة كذا وكذا !!!..
    وبالطبع المسلم العامي والبسيط - وحتى العادي - :
    لم يمسك كتاب ابن قتيبة مرة في حياته !!.. فينخدع بثقة اللاديني وكذبه وتدعيمه لكلامه بذكر الصفحات !!..
    وربما ذهب المسلم ليبحث عن تلك الصفحات في النت : فسيجد بالفعل فيها روايات تطعن في أبي هريرة !!!..
    ولكن مهلا :
    هل هكذا هو تعاملنا مع هؤلاء الكذبة الكفرة الخونة لأمانة العقل والعلم ؟؟؟..
    أم أن الواجب السؤال والتثبت والنظر فيما قبل الكلام وما بعده وإلا :
    لكنا مثل الذي يصدق قول الذي استقطع من القرآن قول الله تعالى : " فويل للمصلين " سورة الماعون !

    يتبع ...
    التعديل الأخير تم 03-13-2014 الساعة 06:08 PM

  3. #18

    افتراضي


    19...
    >>
    يلجأ اللاديني كذلك في شبهاته عن الأحاديث وسيرة النبي : إلى استغلال مغالطة العصرانية Presentism .. وهي أن يجعلك تحاكم ما كان عاديا في الماضي أو في ظروف معينة : بما ليس عاديا اليوم ويندر وجود ظروفه - أو لم يعد متواجدا بالكلية - .. وأشهر الأمثلة على ذلك هي : تعدد زوجات النبي - وبأكثر من 4 - .. وزواجه من أمنا عائشة في سن 6 سنوات ودخوله بها في سن 9 سنوات .. ومسألة العبيد والرق في الإسلام ..

    فأما تعدد زيجات النبي - وبأكثر من 4 - : فالتعدد في حد ذاته ليس عيبا ولا حراما .. وكان منتشرا في الماضي وإلى اليوم في بعض المذاهب والمناطق بغير نكير إلا من تقيدات العلمانية البغيضة التي تحجر على التعدد إذا كان حلالا باسم الدين بشروطه من العدل والمقدرة على الإعاشة : وتفتح الباب على مصراعيه للبغاء والزنا والدعارة ولو في اليوم الواحد بـ 5 أو 6 نسوة !!.. فما المانع ؟!!..
    وأما عدد تقيد النبي بـ 4 نسوة كما نص الشرع : فمن المعلوم في الإسلام أن هناك خصوصيات تشريعية لشخص النبي صلى الله عليه وسلم لحكم كثيرة .. منها مثلا أن القيام في حقه كان واجبا : وأنه كان يصل الصوم ليومين أو ثلاثة بغير إفطار - وقد نهى المسلمين عن اتباعه في ذلك - وأنه يجوز له زواج الهبة ولا يجوز لغيره لأنه ليس أرعى لحق المسلمة منه صلى الله عليه وسلم فانتفت الحاجة لولي وغير ذلك مما يحفظ حقوقها عند الزواج .. إلخ
    أيضا زواج النبي لم يكن مقتصرا على حاجة الرجال إلى النساء .. ولم يكن شهوانية مريضة وهو الذي عاش من سن 25 سنة إلى سن 50 سنة مع زوجة واحدة فقط ورفض مع ذلك كل عروض قريش من غنى ومُلك وجاه إلخ !

    وأما زواجه من أمنا عائشة رضي الله عنها في سن 6 سنوات ودخوله بها في سن 9 سنوات .. فقد كان معروفا عند غيره من الأمم في سائر الأرض - بل وعند اليهود والنصارى أنفسهم - أن الآباء كان يمكن أن يعقدوا زواج بناتهن في أي سن مبكرة إذا غلبت مصلحة راجحة على ذلك الزواج - مثل الارتباط بشخص عظيم أو توطيد علاقة بين أسرتين كبيرتين أو متحاربتين يُرجى تصالحهما إلخ - ولو كان ذلك العقد للزواج في سن عام واحد للبنت ! على أن يؤجل الدخول بها إلى أول بلوغها سن الحيض .. والذي كان يختلف اختلافات بيئية حسب المكان : واختلافات فردية - وكما هو إلى اليوم - !!!.. وعلى ذلك فلم يرتكب النبي محمد صلى الله عليه وسلم منكرا !!.. ولو ارتكب ما يُستقبح لكان الكفار هم أول من يعيرونه به ويستغلونه في التنقيص منه في زمانه !!.. ولكن كل ذلك لم يحدث !!.. وأما أن يأتي إنسان اليوم فينظر إلى فتاة ذات جسد صغير أو هزيل في سن 9 سنوات ليقيس عليها بلوغ أمنا عائشة في سن 9 سنوات ودخول النبي بها : فهذا محض جهل وهو محض المغالطة المنطقية التي ذكرناها - وهي مغالطة العصرانية - !!.. إذ لا يصح القياس والحكم إلا برؤية الطرفين ومقارنتهما : وهيهات أن يفعل الحاقدون ذلك وهم لا يملكون وصفا جسديا لأمنا عائشة رضي الله عنها بل : عشرات الأحاديث التي روتها تبين لنا كيف كان تفكيرها ناضجا وكيف كان النساء في ذلك الزمان - حيث لا مدارس تشغلهن ولا عمل عن الزواج - ينشأن على تعلم فنون الزوجية وأعمال البيت منذ الصغر - وقد ذكرت أمنا عائشة في ذلك أن معلمتها كانت أمنا سودة والتي تزوجها النبي بالمناسبة قبل أمنا عائشة وبعد موت أمنا خديجة وكان سنها 63 سنة !! فهل هذه شهوة أيضا ؟! - والشاهد : أن التاريخ والتوثيقات - وإلى وقت قريب لقرن واحد فقط مضى - كان الناس يزوجون بناتهم في سن مبكرة وصل في بعض أوروبا إلى 7 سنوات لسن الدخول !!.. وفي أمريكا إلى 9 و10 و12 سنة وفي أماكن أخرى ولدى أميرات شهيرات كذلك !
    أرجو الاطلاع على هذا الفيديو :
    http://www.youtube.com/watch?v=WcbguOBaVck

    وأما بالنسبة لمسألة الرق والعبودية : فالله تعالى يشرع لكل زمان ومكان وظروف .. ولم توجد أمة رفعت من شأن العبيد والإماء وحفظت حقوقهم وكرامتهم والحث على عتق رقابهم والمساعدة على ذلك مثل أمة الإسلام ! حيث قصرت الرق والعبودية على القتال فقط .. وحرمت كل ما دون ذلك من الأسباب التي تجعل من الأحرار عبيدا قسرا وظلما - مثل السطو على الأبرياء الأحرار ثم بيعهم أو بيع الفقير لأبنائه وبناته كعبيد وإماء إلخ - .. والإسلام رفع من معاملة العبيد بأن أمر أصحابهم بأن يطعمونهم مما يطعمون ويلبسونهم مما يلبسون وإذا كلفوهم بأمر يشق عليهم : أن يساعدونهم فيه !!!.. وألا يضربونهم استقواء عليهم !!.. وأن يزوجونهم إذا رأوا فيهم خيرا وقدرة على العمل والتكسب !!.. وأنه يجوز للعبد أو الأمة أن يستكتب سيده أو مولاه على قدر معين من المال أو العطاء يؤده إليه مقابل عتق رقبته .. وأمر المسلمين بمساعدته في ذلك بل وجعله مصرفا من مصارف الزكاة الثمانية !!.. بجانب جعل عتق الرقبة من أعظم الأعمال في الإسلام !!.. وجعلها في أكثر من كفارة من الكفارات للذنوب والأخطاء !!.. وأما وضع المرأة في الرقيق : فهي تعمل في بيت سيدها أو سيدتها : تماما كما كانت ستعمل في بيتها !!.. وأما إذا أراد سيدها أن يتسرى بها : فيحرم عليه وعليها أن يشاركه فيها غيره - فهي ليست كلأ مستباحا - : وأنها إذا ولدت منه : فإن ولدها يكون سببا في عتق رقبتها فيما بعد ..! ولا يجامعها سيدها إلا بعد استبراء رحمها بحيضة .. ولا يجامعها إذا كانت حاملا من غيره من قبله ..! ويجوز له أن يوافق على زواجها من عبد مثلها أو حر !!.. بل وخيرها الإسلام إذا كان زوجها عبدا وهي نالت حريتها : أن تختار بين البقاء في عصمة زوجها العبد أو تفترق عنه إن كان سيؤذيها ذلك !!!.. ولم يسجل لنا التاريخ ولا السيرة موقفا واحدا قرأنا فيه أن سيدا أجبر مملوكته أو أمته على الجماع !!!.. فإن كان لدى أحد ما مثل هذه الواقعة فليأتنا بها وحتى لا نترك للكافرين الخيال المريض في تشويه الإسلام بغير دليل !!!..
    وهكذا جفف الإسلام منابع الرق والعبودية إذا وقعا في أي زمان ومكان .. ولم يفتح الباب مباشرة لإطلاق رقاب العبيد والإماء مرة واحدة حتى لا يعم الفساد والجريمة في المجتمعات عندما يصبح العشرات أو المئات بين يوم وليلة بلا عمل وبلا مأوى !!.. فيسرق ويقتل ويسطو الرجال !!.. وتزني النساء وتعمل بالبغاء !!!..

    فإذا فهمنا كل ذلك واستوعبناه - أي مغالطة العصرانية - : لزالت الكثير من شبهات الأحاديث التي قد لا يستسيغها البعض اليوم .. ولم يضع نفسه مكان الحدث في زمنه ووقته ..

    مثلا في الماضي كان غير مسموح للمؤمن بالله أن يتظاهر بالكفر - في حين خفف الله ذلك عنا وسمح به لنا عند مخافة القتل - .. والدليل على ذلك قصة فتى أصحاب الأخدود وقصة أصحاب الأخدود أنفسهم الذين تم إحراقهم أحياء فلم يرجعوا عن دينهم .. ومثل فتية الكهف عندما قالوا أن الله سيعذبهم إذا ارتدوا إلى الكفر ولو ظاهرا مع قومهم .. والشاهد :
    أنه في مقابل ذلك :
    كانت تكثر فيهم المعجزات الحسية - أي في الأمم السابقة - .. وكان يأتيهم ملك الموت في صورة رجل .. ومن هنا كان حديث موسى عليه السلام عندما ضرب ملك الموت لأنه لم يستأذن عليه ..
    وكذلك حديث اغتسال بني إسرائيل عرايا كما كانت عادتهم .. وكان موسى عليه السلام حييا يحب الستر فكان يحتجب منهم .... إلى آخر حديث ثوبه والحجر ..

    فكل هذه الأحاديث - وغيرها - إذا تم وضعها في زمانها وظروفها وخصوصياتها واختلاف شرع من كان قبلنا عنا في بعض المسائل " لكل جعلنا منكم شرعة ومنهاجا " : زالت الإشكالات حولها تلقائيا وتكشفت التهويلات والمبالغات المتعمدة من أعداء الدين للتشنيع عليها بإذن الله ..

    يتبع ...
    التعديل الأخير تم 03-14-2014 الساعة 11:25 PM

  4. #19

    افتراضي

    20...
    >>
    ومما يجدر التنبه إليه وتوقيف اللاديني عند حده فيه إذا أراد أن يستغله في حواره كنقطة قوة : هو أن يحاكم الإسلام - كدين - : بجريرة باقي الأديان الأخرى وما فيها من أباطيل وشرائع فاسدة وتحريفات ...

    >>
    ومن الحجج التي يلجأ إليها اللاديني كذلك هي إبراز الأديان كمسبب أصلي لكل حروب العالم قديما وحديثا !!!.. وذلك في مقابل المذهب الإنساني (أو الهيومانتي) !!.. وهو مذهب زرعه المميعون قديما بين المسلمين تحت عباءة أقبح مذاهب الصوفية وأكفرها بالله وهو مذهب وحدة الوجود وما تبعه من فكرة الحلول والاتحاد .. حيث يدعي فيه أصحابه أن الكل على حق - حتى عابد الصنم وعابد الكواكب وعابد البشر : لأن المخلوقات عندهم هي نفسها الخالق ! لأنه لا مجود على الحقيقة في زعمهم إلا الخالق : فيكون بذلك هو كل شيء : حجر وشجر وكوكب ونجم وصنم والإنسان والحيوان إلخ إلخ إلخ

    فعلى هذا المذهب الباطل في الكفر وتحريف الدين : ساووا بين المسلم الموحد : وبين النصراني المثلث والمشرك والوثني وعابد النار المجوسي واليهودي إلخ !!..
    وبالطبع حقيقة هذا المذهب ومآله هي : انسياح الفوارق بين الإسلام وغيره : مما يقتل في قلوب أتباعه أي عمل حراكي أو جهادي في سبيل الله والدين !!.. ويكون المسالمة والموادعة هي عنوان التعامل مع الكل : حتى ولو كان ذلك الكل هم أعداء الإسلام الذين لن يتوانوا عن قطع رقبتك إذا ما تمنكوا منك ! ولن يلتفتوا ساعتها لهذه المسالمة منك والموادعة البلهاء التي ضحكوا بها عليك !

    ولذلك نجد اليونسكو نفسه - وكذراع ثقافي فعال من أذرع عصابة الأمم المتحدة لتخريب العالم الإسلامي - يهتم أيما اهتمام بنشر النشاط الصوفي في الدول الإسلامية السنية - لأنهم يعرفون أن أغلبه والطرق التي يهتمون بها تحث على تجنب كل نشاطات الحياة الدينية وتقتصر على عبادات ظاهرية فقط وأذكار - حتى أن عامليهم في مصر - بل وسفير أمريكا نفسه - كان يهتم بحضور مولد كمولد البدوي نفسه في مصر !!.. وأما على مستوى العالم : فنرى السعي الحثيث من اليونسكو لإحياء ذكرى وتعاليم وكتابات وأشعار ضال من ضلال هذه المذاهب الصوفية الكفرية الهدامة مثل ابن عربي أو جلال الدين الرومي رغم موتهم منذ قرون طويلة مضت !!!..

    والآن .. لماذا كانت هذه المقدمة ؟؟؟..
    الجواب : لكي نعرف أصول المذهب الإنساني (أو الهيومانتي أو الأناركي) الذي يدعو اللادينيون إليه في صورة المسالمة والموادعة العالمية !!.. وأنه هو (قمة التحضر والتمدن) المنشود في ترك الدين سبب كل البلايا والرزايا والحروب !!!.. والرد على ذلك يكون من جهتين ..
    1- أن الخير والشر موجودان طالما وجدت حرية الإرادة والاختيار في الإنسان .. والشر لن يزول إذا سالمه الخير ووادعه !!.. بل ذلك من السذاجة والمثالية المبالغ فيها بمكان !!.. وإنما الشر يوقفه الحزم والقوة والعدل والعقاب .. فبعض الأنفس الشريرة نعم قد تتأثر بحسن المعاملة أو العفو أو الرحمة والمغفرة ولكن : لا يوجد أبدا تعميم لتلك الحالات في البشرية من قبل ولا من بعد !!.. والتاريخ خير شاهد على عدم ظهور هذه الحالات المثالية التي يدعو إليها أصحاب المذهب الإنساني الوهمي الذي يضحكون به على الشعوب لإفسادها واستعمارها ثقافيا وعسكريا !
    ولكن على النقيض : يحتوي التاريخ على أمثلة حقيقية من دول تم وقف الشر فيها بالعدل والحزم والقوة والعقاب ..

    2- الإحصائيات الحقيقية - وهي دوما في غير صالح اللاديني والملحد وكل مخالف - : والتي تؤكد على أن أشر الحروب والأوضاع والجرائم العنصرية في العالم : لم تقع إلا في غياب الدين الصحيح وتعاليمه !!.. ولم يقودها إلا ملاحدة ولادينيون !!.. وكانت ضحاياها بالملايين وعشرات الملايين من الأبرياء وليس من المقاتلين فقط !!!..
    http://abohobelah.blogspot.com/2014/...g-post_21.html

    وذلك بعكس الأديان التي نجد فيها غالبا مراقبة لتشريعات وحدود في القتال - وخاصة في الإسلام عن غيره من اليهودية والنصرانية المحرفتين - حيث يُحرم الإسلام قتل من لا يقاتل سواء من الرهبان ورجال الدين في صوامعهم وبيعهم ومعابدهم أو النساء والأطفال إلخ ..
    بل وحتى أن الإحصائيات الرسمية كذلك تنص على أن الإرهاب المنسوب للمسلمين هو من باب التهويل والمبالغات الفجة المقصودة إعلاميا لتسويغ الحرب على الإسلام في كل مكان تحت اسم الحرب على الإرهاب !!.. وتلك الإحصائيات تجدونها في مواضيع متخصصة في الرد على الملاحدة واللادينيين :
    http://abohobelah.blogspot.com/2014/03/94-httpwww.html

    وانتهاء بأكذوبة تفجيرات 11 سبتمبر وإلصاقها بالمسلمين كما تقرأون تفاصيل ذلك في الرابط التالي :
    http://abohobelah.blogspot.com/searc...A8%D8%B1%D9%89

    وخلاصة هذه النقطة :
    أن اللادينيين يلجأون لاستغلال طيبة البعض ورقة قلوبهم التي تكره القتال - وكل البشر الأسوياء يكرهون القتال ! يقول تعالى : " كتب عليكم القتال وهو كرهٌ لكم ! وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم " وذلك لأن القتال يصير ضرورة لإظهار الحق والدفاع عنه أمام غشم الباطل - وذلك الاستغلال من اللادينيين لتلك الطيبة ورقة المشاعر لتحاول تمرير هذه المباديء (الاستسلامية) مع ملحقاتها الإفسادية الأخلاقية تحت دعوى (الحريات الشخصية بلا قيود منعا للتصادم والاختلاف !) تحت اسم المذهب الإنساني (أو الهيومانتي) أو (الأناركي) إلخ : كبديل (اسمي فقط) عن : (العلمانية) الفجة و(اللادينية) و(الإلحاد) : وهي الأسماء التي بدأت تتساقط في المجتمعات اليوم وتتيقظ الشعوب على زيفها ومدى قبحها !!..
    وهم يصورون في ذلك أنه إذا لم يدافع المسلم عن دينه ولم يظن أنه وحده الذي يحتكر الحق فسوف تنتهي الشرور من الأرض !!.. وأنه لو ترك كل إنسان غيره يفعل ما يريد - مهما كان شاذا وقبيحا ومجنونا ويزعمون أنه لن يؤذي أحدا به - : فإن البشرية سترتاح !

    وهؤلاء يكفي أن تسألهم سؤالا واحدا وهو : أعطونا دولة واحدة اليوم - من دول التفسخ في العالم - تعيش في سلام وفي تلك الحالة المثالية الوهمية التي تروجون لها من بعد تخليها عن الدين أو الانتماء الديني وتفعيله في حياتها ؟!!!..

    ولن يجدون من وسط إحصائيات بلايا دول الكفر والعلمانية واللادينية ما يردون به عليك !

    يتبع ...
    التعديل الأخير تم 03-14-2014 الساعة 10:43 AM

  5. #20

    افتراضي


    21...
    >>
    ومما يلجأ إليه اللاديني أيضا عندما ينتقل للحديث عن الإسلام :
    هو ادعاء أنه دين بغير دليل .. وأنه (بشري) التأليف والمنشأ : وقد ألفه النبي محمد أو نقله عن آخرين (جن / إنس / أو غير ذلك !) ..
    والجواب على ذلك يكون بعرض والتركيز على النقاط التالية :

    1- أن مدعي النبوة والرسالة التي تتصل برب العالمين : لن يخرج عن ثلاث حالات .. إما أنه أصدق الصادقين .. أو أنه أكذب الكاذبين (لأنه يكذب على الله نفسه) .. أو أنه يهيأ له نتيجة مرض عقلي أو مس جن ..!
    وأما بالنظر إلى سيرته كما رواها معاصروه وانتقلت إلينا بأصح الأسانيد : ووافقهم على ذلك المنصفون من المستشرقين والمؤرخين : فنعلم تمام العلم انتفاء الحالتين الثانية والثالثة عنه !!.. حيث لم يعهد الناس فيه كذبا قط !!.. لا قبل أن يدعي الرسالة ولا بعدها !!!.. وكذلك لم يعهدوا عليه اضطراب عقلي قط وتهيؤات من جنون أو مس جن !!!.. ولذلك كانت إشاعات كفار قريش عنه بالكذب أو الجنون أو المس : سرعان ما تزول من أذن السامع بمجرد أن يررى النبي أو يسمع منه أو يعاشره وكما نقلت لنا كتب السيرة والحديث !!!.. وعليه :
    فلا يتبق للعاقل المخلص في طلب الحق - وكما وضح شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره رحمهم الله - إلا أن يؤمن بأن النبي محمد كان أصدق الصادقين في ادعائه صلته بالله عز وجل رب العالمين وخالقهم ! وخصوصا وهو أنجح بشر عرفته البشرية على الصعيدين الديني والدنيوي باعتراف خبرائهم أنفسهم - مثل كتاب 100 أعظم شخصية في التاريخ لمايكل هارت - وغيره ..

    2- أنه لما كان يجب لكل مدعي من علامة صدق .. ولذلك كان الله تعالى يرسل مع كل رسول بمعجزة من جنس ما برع فيه قومه فيتحداهم به .. فقد جعل ربنا عز وجل معجزة النبي محمد هي جنس رسالته نفسها !!.. ألا وهي القرآن الكريم نفسه كلام الله الذي أوحاه إليه بلسان عربي مبين لا هو بالشعر ولا هو بالنثر ولا مما عهده البشر !!..
    وبذلك شاء الله تعالى أن تكون معجزة النبي وتحديه مستمرة في الوجود في كل وقت حتى من بعد موته .. وذلك لأن رسالته خاتمة لكل البشر : ولا رسالة بعدها .. وذلك بخلاف رسل الله تعالى السابقين والذين كانت رسالاتهم في أممهم وأقوامهم .. ولذلك كانت معجزاتهم محدودة في زمانهم ومكانهم ولا تتكرر ولا نؤمن بها إلا لذكر الله تعالى لها .. ومن هنا :
    فالتحدي لا زال قائما في وجه أي منكر لرسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم :
    أن يأتنا بقرآن كامل مثله !!.. أو بعشر سور من مثله !!.. أو حتى بسورة واحدة من مثله !!..
    ولنجهز أنفسنا لسفاهات وجهالات وتفاهات النصارى والملاحدة واللادينيين ومحاولتهم البلهاء للطعن في القرآن أو تقليد آياته والتي لن تخرج عن التالي :
    >>
    إما الإتيان ببعض أبيات الشعر الحاوية لتعبيرات قرآنية والزعم بأنها أقدم من القرآن وذلك بنسبتها إلى شعراء سبقوا القرآن أو عاصروه كامرؤ القيس أو غيره ! وأبسط رد على هؤلاء هو أنه لو صح ذلك : لكان أكبر حجة لكفار قريش - وهم أعلم بأشعار العرب - للطعن في القرآن !!.. ولكنهم لم يفعلوا !!.. أيضا : كل متخصصي الشعر العربي ينفون مثل هذه الأشعار المنحولة على امرؤ القيس أو غيره وليست موجودة في أي دواوين من شعرهم أو مخطوطات قديمة للتراث الجاهلي !
    >>
    وإما بتأليف كلام أهبل المباني وعبيط المعاني يشبهونه بالقرآن : فيكتبونه وكأن أحدهم يؤلف كلمات أغنية ساقطة مما ولد عليه !
    وإما اقتباس آيات من القرآن بنفس كلماتها أو تعبيراتها لتوليف آيات سورة منها !
    وكل ذلك سيجد الناظر فيه عن علم : العديد من الأخطاء النحوية واللغوية والضعف البياني فضلا عن التقليد المفضوح في حالة استخدام نفس عبارات القرآن بغير تغيير !!..
    فقط يحتاج الأمر لمن يفهم قليلا في اللغة العربية وفنون الآدب والصرف والنحو ..
    >>
    وإما سيتحجج اللاديني بأنه : وما أدرانا أنه لم يكتب أحد العرب القدامى وقت النبي أو بعده بسنوات قرآنا مثل القرآن : ولكن أخفاه المسلمون وقتلوا الرجل إلخ إلخ إلخ ؟
    والجواب : أن هذه الحجة البليدة يلجأ إليها اللاديني ليلقي الكرة في ملعب العرب الأوائل وقت رسالة القرآن لأنهم كانوا الأقدر على الإتيان بمثله عن عرب وناس اليوم .. والرد يكون بأنه لم يذكر لنا أي كتاب تاريخ ولا سيرة أيا من ذلك !!.. وعلى فرض أن الدولة الإسلامية حرمت نشر مثل هذه الأخبار لأنها تهدم الإسلام : فلماذا لم يلجأ هذا الفذ الذي أتى بمثل القرآن إلى دولة مجاورة مثل الدولة الرومانية أو الفارسية أو غيرهما ليعلن عن هدمه لمعجزة القرآن ويسجلها مؤرخوهم ؟؟!!.. وخصوصا وأنهم - ومنذ ظهور الإسلام - وهم لهم أعين ومتابعة للدولة الإسلامية ومجتمع المسلمين عن قرب - وكما جاء في ثنايا قصة الثلاثة الذين خلفوا في المدينة وقاطعهم المسلمون بأوامر النبي إلى أن تاب الله تعالى عليهم في سورة التوبة - إلخ ؟ بل :
    ولماذا نحصر اللغة العربية أصلا في عرب المشركين الذين انتشر الإسلام بينهم ؟ ألم يكن هناك عرب نصارى ويهود ومنهم شعراء مشاهير ؟!!.. لماذا لم يهدموا القرآن ويثبتوا للعالم بشريته وينتهي الأمر ؟!!..
    وكل ذلك لم - ولن - يحدث كما أخبر القرآن بكل ثقة !
    >>
    أيضا سيتحجج اللاديني بحجج واهية مثل أن لغة القرآن - اللغة العربية - لا يعرفها كل البشر ؟ وهنا نقول له : عجز أهل العربية أنفسهم عن الإتيان بمثل القرآن : يكفي كل ذي عقل لبيان الحجة ! تماما مثل ألا تعرف أنت في برمجيات الحاسوب : ثم تجد أهل الخبرة ببرمجيات الحاسوب يثنون على برنامجا ما .. فهنا : أنت يكفيك - كعاقل - مثل هذا الإجماع منهم على أن تشهد لهذا البرنامج بالفعل بالتميز والمدح !!.. وأما لزيادة الحجة فنقول أيضا :
    أن الكثير من غير المسلمين من تعلموا اللغة العربية وصاروا أساتذة فيها وأتقنوها والسؤال : لماذا فشلوا هم كذلك في الإتيان بمثل القرآن - وخاصة من تعلموا اللغة العربية من حاقدي المستشرقين والمنصرين وغيرهم ؟ -
    بل :
    وهذه تعدادات وإحصائيات عدد المسلمين في العالم اليوم - أي بعد نزول القرآن بأكثر مـن 1400 سنة : تظهر لنا أن أكثر المسلمين في العالم : هم من غير العرب أصلا !!!.. ومنهم من يحفظ القرآن رغم أنه لا يتحدث العربية !!.. وهذا من إعجازات القرآن أن يحفظه الكل حتى الأطفال الصغار ظهرا عن قلب وفي مثل حجمه !
    >>
    ما جاء في القرآن من إعجاز في مبانيه اللغوية وجمالاته الصوتية - حتى أن الآية الواحدة أو السورة الواحدة بنفس الكلمات : إلا أنه يمكن أن يقرأها 1000 شخص بغناء جميل الصوت يختلف بعضهم فيه عن بعض ولكل واحد منهم طريقته وأحاسيسه ! -
    >>
    ما حواه القرآن من عشرات الإعجازات الغيبية والعلمية التي ثبتت وتثبت صحتها إلى اليوم ولن تتوقف !!.. وهي العلامات والآيات الدالة على كون القرآن بالفعل من لدن خالق كل شيء والذي لا يحده زمان ولا مكان القائل :
    " سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " !
    " ولتعلمن نبأه بعد حين " ...
    وذلك متحقق في كل ما ينطق به النبي من الوحي : قرآنا وسنة ...
    >>
    وهنا نقطة هامة وهي :
    أنه من المستحيل أن يقف كارهو الإسلام والحق مكتوفين أمام كل هذه الإعجازات إلا :
    أن يثيروا التشغيبات والأكاذيب على تلك الإعجازات للتشكيك فيها - لأنها لو صحت فستكشف كفرهم جميعا - !!.. وهنا : تسمع منهم العجب العجاب !!.. حيث يصورونه تارة ملما بكل لغات العالم القديم التي ترجم عنها الكثير مما جاء في كتبها !!!.. وتارة يصورونه ملما بكل علوم عصره في الفلك والتشريح والبحار والسفر إلخ !!!.. وتارة ثالثة بأنه كان يتفحص سقط الأجنة في الإجهاض لعشرات النساء - وحتى يخرج بالإعجاز العلمي المفحم في وصف مراحل الجنين ! - وتارة رابعة وخامسة وسادسة من التهاويل التي تحتاج فرق عمل كاملة - وليس شخصا واحد - ويستحيل عدم الشعور بها - لو صحت - في وسط بيته ومجتمعه وبلدته !
    >>
    وعليه :
    فالعاقل لا تتوقع منه أن يكتفي بمعرفة إعجاز واحد فقط من إعجازات ما نطق به النبي .. وذلك لأنه قد يكون صدفة !!.. ولكن : هل يحكم العاقل بتكرار صدفة نادرة أصلا - بفرض وقوعها - : في عشرات المرات بغير خطأ واحد أبدا ؟!!!..
    لماذا يصدق النبي دوما في كل إخباراته بالغيب الماضي والحاضر والمستقبل ؟ وفي كل إعجازاته العلمية في الفلك وعلوم الفضاء والنجوم والبحار والأشجار والحيوان والنبات والحشرات والإنسان والتشريح وعلوم الأرض والمناخ والمعادن والبحار والأنهار إلخ ؟ بل وفي تشريعاته وحدوده وعباداته وأخلاقياته التي يثبت غير المسلمين أنفسهم صحتها كل يوم ؟ لماذا في المشتركات بينه وبين الرسالات السابقة : نجده يشترك في الصواب منها فقط !!.. ولا ينقل عنها ما يتضح خطأه فيما بعد بالمكتشفات والمخطوطات الحديثة !!.. لانه لو كان ينقل بالفعل كما يزعمون : لكان نقل الصواب والخطأ منهم معا !!!.. ولكن كل ذلك لم يحدث !
    >>
    وبسبب كل هذه الإعجازات بدأ يظهر أحيانا بعض الأفكار البلهاء التي تقول أنه ربما كان النبي باتصال مع الجن أو كائنات فضائية أو حتى العفريت الأزرق - المهم يكون مش ربنا - : وهو الذي أوحى له بكل هذه الإعجازات !! أقول :
    لو صح ذلك الكلام المتهافت : فلماذا لم يتكرر مع أي شخص آخر غير رسول الله محمد ؟
    ولماذا لم يفضح بعض الجن البعض الآخر الذي ساعده ؟
    وهل الجن أصلا يتخطون غيب الزمان ويعلمون كل العلوم حتى التشريعية ؟!!!..

    3- موضوع البشارات بالدين الخاتم وصفاته وصفات المؤمنين به بل وصفات عباداتهم : فضلا عن البشارات الدقيقة بالنبي الخاتم نفسه : اسمه وجسمه وحياته وسيرته ! ونصر الله تعالى له ! وكل ذلك في أشهر كتب الأمم القديمة من يهودية ونصرانية وهندوسية وبوذية وزرادشتية !

    4- شهادات المنصفين من المستشرقين والمفكرين والعلماء والمختصين من غير المسلمين لصالح عظمة الإسلام .. والنبي محمد .. والقرآن .. والسنة .. وفضح الأكاذيب المثارة حوله باعترافاتهم أنفسهم !!!..

    5- الإسلام هو الدين الوحيد الذي يتلاءم مع فطرة الإنسان بالفعل !!.. والوحيد الذي يخاطبه بلغة استعلاء لا يملكها بشر !!.. والوحيد الذي يعد التوحيد فيه هو الأقرب لعقل الإنسان وبداهته إذا خلص من المؤثرات الخارجية على عقله !!.. ولذلك هو أكثر الأديان انتشارا في العالم وسرعة في ذلك ومن كل طوائف البشر ولغاتهم وبلدانهم وألوانهم وأديانهم السابقة ومن كل طبقاتهم من المواطنين البسطاء مرورا بالمدرسين والدكاترة والبروفيسورات المختصين في كل مجال من أطباء إلى مهندسين إلى كتاب إلى سياسيين إلى شباب إلى كهول إلى حتى مطربين ولاعبين وفنانين !!!.. وهذا كله لن نجده إلا في الإسلام ..

    وإليكم هذه الروابط المفيدة :
    ملخص لأكثر من 70 من أشهر الإعجازات الغيبية والعلمية في الإسلام :
    http://abohobelah.blogspot.com/2014/02/blog-post.html

    عدد من بشارات النبي في كتب اليهود والنصارى والبوذيين والهندوس والزرادشت :
    http://abohobelah.blogspot.com/2012/...post_1622.html

    عدد كبير ومنظم ومتنوع ومقسم لأقوال المنصفين عن النبي محمد والإسلام والقرآن والسنة :
    http://abohobelah.blogspot.com/2012/...post_2578.html
    التعديل الأخير تم 03-16-2014 الساعة 12:02 AM

  6. #21

    افتراضي

    22...
    ومع آخر وقفاتنا مع أشهر حجج اللادينيين : وقبل أن ننتقل بإذن الله تعالى في النقطة التالية لنبدأ مع أشهر حجج الملاحدة أقول :

    >>
    ليس كل اللادينيين - وأعني الربوبيين منهم - يُعظمون صفات الخالق عز وجل !!.. بل عدد منهم يدخلون اللادينية بإرث إلحادي سابق ناقم على فكرة الإله أصلا !!.. ولا يرى أهلية الخالق لأن يكون معبودا !!.. وذلك بعكس القرآن القائل : " ألا له الخلق : والأمر " !!.. حيث المنطقي لمن آمن بخالق حكيم عليم قدير : أن يؤمن بأنه وحده له الحق في الأمر والتشريع !!.. ولكن ذلك العدد من اللادينيين لا يرون ذلك .. ويتعللون فيه بحجج واهية من قبيل : وجود أخطاء في المخلوقات أو أعضائها !!.. أو وجود الشر في العالم !!..

    >>
    فأما حجة وجود أخطاء في المخلوقات أو أعضائها - أو حتى في تسيير الكون نفسه والزلازل والبراكين والانفجارات الكونية إلخ إلخ - : فالعقل السليم يقول :
    أنك لكي تنتقد شيئا ما بصورة صحيحة :
    فيجب عليك أولا أن تحيط به علما من جميع جوانبه !!.. وإلا : لكان نقدك في غير محله وكان نقدا سطحيا ضعيفا وغير صحيح !!!..
    فالإنسان العامي وغير المتخصص في البناء ولا المعمار ولا لديه خبرتيهما : عندما ينظر إلى أرضية سطح أحد البيوت مثلا فيجدها مائلة ميلا خفيفا وليست أفقية تماما كاستواء أفقية أرضيات باقي الأدوار السفلية !!.. فهو يحكم على ذلك بعدم حكمة صانعها وعدم خبرته وقلة علمه أو قدرته !!.. ولكن .. وما أن يأتي فصل الشتاء وينزل المطر : فيرى وقد ظهرت حكمة ميل أرضية سطح البيت لتصريف مياه المطر تجاه نقاط محددة !
    إذن .. على من يريد أن ينتقد شيئا من مخلوقات الله تعالى ومن كونه : يجب أن يثبت لنا أولا إحاطة علمه بكل جزئيات ما يريد انتقاده !
    فها هي الزلازل والبراكين لها أهمية في ضبط الكرة الأرضية ومكوناتها وسطحها وحرارتها وغازاتها في الغلاف الجوي - بخلاف أنها جند من جنود الله في الابتلاء أو العذاب - ..!
    وها هي أيضا خرافة الأعضاء الضامرة في الإنسان - والتي بدأها التطوري Robert Wiedersheim فى عام 1893م فى كتابه علم التشريح التطوري وذكر فيها قرابة الــ 86 عضوا بغير فائدة في جسد الإنسان - قد تبخرت كلها اليوم مع توالي الاكتشافات الطبية والتشريحية وعلم الأعضاء الحديثة !

    >>
    وأما حجة وجود الشر في العالم واتخاذها ذريعة لعدم وصف الخالق بالحكمة أو وصفه بالشر أو الضعف أقول :
    الواجب على اللاديني العاقل المحايد إذا أراد أن يفكر في هذا الاتجاه : هو أن يضع كل الاحتمالات ليختار أكثرها منطقية .. فنجد أمامنا مثلا احتمال أن الخالق ضعيف ولا يستطيع منع الشر ! أو احتمال أنه شرير ويريد وقوع الشر أصلا ! أو احتمال أنه خلق العالم ثم تركه ولذلك لا يعلم بوقوع الشر أو الخير ! أو أنه يعلم بوقوع الشر ولكنه يتركه لإظهار شر الأشرار وخير الأخيار وامتحاننا بذلك ! والآن .. ما هو أقرب الاحتمالات للعقل والمنطق ؟
    أما القول بأنه ضعيف لا يستطيع منع الشر : فغير صحيح لأنه خالق كل شيء وبيده إيقاف أي شر بإيقاف أسبابه (يعني مثلا يقبض روح الجبابرة والمجرمين) .. كما أن من خلق كل هذا الكون العظيم القدرة لا نتخيل معه الضعف ! وأما القول بأنه شرير : فغير صحيح أيضا لأنه لو كان كذلك لما كنا نحن استشعرنا الخير ونحن من مخلوقاته وما كنا عرفنا أفضلية الخير عن الشر ! وأما القول بأنه خلق العالم ثم تركه : فغير صحيح كذلك لأن العلم يثبت لنا يوما عن يوم افتقار كل مخلوق من المجرة إلى الذرة إلى عناية وقيومية الخالق لاستمراره وبقائه ولسباحته في بذل طاقته ضد قانون فقد الطاقة وسعيها إلى الاستقرار أو الأنتروبي العالية ! فكل تفاعل ذرات وكل انقسام خلية وكل تكون مجري يسير عكس المسار المفترض مما يدل على تدخل الخالق عز وجل ومشيئته إلى أجل مسمى وهو نهاية العالم ثم البعث ! وعلى هذا : لا يبقى في تفسير وجود الشر وعلاقته بالخالق إلا التفسير الأخير ! وهو أنه يقدر على وقفه إذا أراد : ولكنه يتركه لهدف الامتحان والابتلاء ! ولذلك نقول أن الله تعالى خالق كل شيء بما في ذلك الشر : لأنه يسمح بظهور الشر وأسبابه : ولكن لا ننسب إرادة الشر إلى الله ..

    >>
    وأما آخر حجة نختم بها هنا من حجج اللادينيين : فهي سعيهم المعتاد في استخراج متشابهات بين الأديان عموما : وبين الأديان والإسلام خصوصا !!.. ومحاولتهم إظهار ذلك على أنه دليل على بشرية كل الأديان ونقلها من بعضها البعض : ونقل النبي محمد ممن سبقوه !!.. بل : ومحاولتهم التشكيك كذلك فيما بعد النبي محمد من تجميع القرآن والأحاديث إلخ .. والرد : أن رسالات الله تعالى واحدة في أصلها وهي الإسلام لله تعالى والعقيدة والتوحيد .. ولكنها تختلف في بعض الشرائع حسب المكان والزمان وحال كل قوم .. وهذا التشابه المشترك يحوي كذلك تشابه القصص مثل قصة آدم ونوح وإبراهيم عليهم السلام إلخ .. وذلك شيء طبيعي ومنطقي جدا ..! ولكن الغريب : أن نجد الإسلام دوما لا يذكر في تلك القصص المشتركة إلا الصحيح منها فقط : ويتجنب الحشو والتحريف الذي امتلأت به كتابات الحضارات القديمة وكتبها : ثم تثبت لنا الأيام - في عصرنا الحديث - ومع توالي اكتشاف المخطوطات ومقانتها بصدق الإسلام دونا عن الباقين ! وأنه هو المهيمن والحق بين كل كتب السابقين ! فما وافقهم فيه كان صوابا بالفعل .. وما خالفهم فيه كان الصواب معه كذلك !
    وأما محاولة التشكيك في القرآن والسنة وتدوينهما : فهذه يُرد عليهم فيها بالعلم الشرعي وعلم الحديث الذي مدحه القاصي والداني والمتخصصين من غير المسلمين أنفسهم ! وبقاء أقدم النسخ المكتوبة من القرآن وكتب الحديث وروايتهم الشفاهية إلى اليوم بغير تحريف لعشرات القرون ! وهو ما لم يحدث مع أي أمة من الأمم من قبل ولا مع أي كتاب ولا حتى تراث ديني أو غير ديني !

    يتبع ...



  7. #22

    افتراضي

    أنوه فقط للإخوة الكرام عن غيابي لمدة أسبوع ...
    ونستكمل بعده بإذن الله تعالى باقي النقاط واستعراض حجج الملحدين ..
    والله الموفق ..

  8. #23

    افتراضي


    23...
    لعل أشهر حجة من حجج الملحدين - وأسخفها في نفس الوقت - هي ادعائهم أنهم لا يؤمنون إلا بما يرونه بأعينهم أو يلمسونه بأيديهم !!..
    يريدون بذلك نفي وجود الله عز وجل لأنه خارج دائرة حواس الإنسان !

    والرد :
    أن البدهيات العقلية في حياة الإنسان السوي لا تتجزأ !!..
    يعني لا ينفع أن نستخدم عقولنا للإيمان بأشياء لم نرها بمجرد أن رأينا آثارها : ثم تقف عقولنا عن استخدام نفس الطريقة البديهية عندما يتعلق الأمر بالدين !

    هنا يكون ذلك عنوان (أيدلوجيا) مسيطرة على عقل الملحد ولا دخل لها بالعلم ولا المنطق ولا العقل من قريب أو بعيد !!.. ولذلك نسميه إلحاد نفسي .. وعلامته أنه يرفض الخالق عز وجل ومهما جئته من أدلة دامغة بل :
    وحتى لو جئته بأدلة من نفس ما يطلبه بنفسه وهي الأدلة الحسية المادية على صحة الدين !!

    يقول عز وجل :
    " ولو نزلنا عليك كتابا في قرطاس فلمسوه بأيديهم لقال الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين " سورة الأنعام ..
    ويقول تعالى :
    " إن الذين حقت عليهم كلمة ربك لا يؤمنون ولو جاءتهم كل آية حتى يروا العذاب الأليم " سورة يونس ..

    وهنا نسأل كل ملحد يتمسك بهذه الحجة الخائبة والبليدة :
    هل لا يؤمن البشر حقا إلا بما يدركونه بحواسهم ؟
    أم أن الإدراك العقلي من استنباط واستدلال وقياس هو أعلى من ذلك وأقوى ؟

    كلنا نرى سقوط الأجسام إلى أسفل .. وهي الظاهرة التي منها تحدث العلماء والمفكرون عن قوة (الجاذبية الأرضية) والسؤال :
    هل لمس أحد هذه الجاذبية ؟ هل رآها ؟ هل شم رائحتها ؟ هل سمع لها صوتا ؟ هل تذوق لها طعما ؟

    الإجابة بكل تأكيد : لا !!.. بل ولا يعرف أحد كنهها إلى اليوم غير الحديث عنها من مجرد آثارها التي نراها في كل لحظة في حياتنا !!..
    وكذلك علماء الفيزياء أنفسهم .. قد أثبتوها في قوانينهم وأعطوها الثوابت والرموز والمعادلات من غير خطأ واحد : من غير أن يعرفوا عنها شيئا إلا من آثارها !
    إذن :
    كيف يأتي غر ساذج ويقول أن البشر - أو العقلاء - لا يؤمنون - أو لا يجب أن يؤمنوا - إلا بما تدركه حواسهم فقط ؟!! وهل على ذلك كان بيتر هيجز - مكتشف بوزون هيجز - مغفلا أو أحمقا عندما تحدث عن وجود ذلك البوزون من آثاره الفيزيائية منذ عام 1964 وهو الذي لم تؤكده الجهات العلمية - مثل مختبر سيرن - إلا في عام 2012 ؟!!!!!!!!!!!!.. وهل كل علماء الفيزياء مجانين عندما تحثوا عن الذرة والألكترون والنواة وهم لم يروها ولم يروهم على الحقيقة وما بداخلهم بعد ولا يعرفون كنههم إلا بآثارهم ؟!!!..

    وإليكم مثالا آخرا عن كون الإدراك العقلي أعلى من الإدراك الحسي بما يمكن للعقل أن يعرفه من علم ...
    كلنا يعرف السراب ..
    وهي ظاهرة تحدث في الصحراء نتيجة الارتفاع الشديد في درجة الحرارة .. وللدرجة التي يبدو فيها الهواء الساخن على سطح الرمال - وعلى سطح الأسفلت كذلك - في صورة منعكسة كأنه ماء أو بحيرة أو بركة !!..
    والسؤال :
    هنا العين (وهي حاسة من الحواس) : رأت مشهدا وهو وجود الماء ..
    ولكن الإدراك العقلي بما يعرفه من ظاهرة السراب قد حلل المشهد ونفى وجود المائء !!

    والنتيجة : أن الإدراك العقلي أعلى بكثير من مجرد الإدراك الحسي المادي !!!

    والخلاصة :
    البشر - أو العقلاء خصوصا - يستدلون على الأشياء بعدة استدلالات ..

    أعلاها توثيقا :
    الاستدلالات الرياضية .. وهي فرع من البدهيات العقلية مثل 1+1=2 .. و3<5

    ثم يليها :
    الاستدلالات العقلية المنطقية .. وهي المعتمدة على قاعدة كبيرة من البديهيات التي لا ينكرها إلا مجنون !!.. مثل أن لكل حادث سبب أو مُسبب أو علة .. ولكل مصنوع دقيق مركب وله غاية وهدف : صانع أو خالق .. وأنه يستحيل تسلسل الأسباب أو المُسببات أو العلل إلى ما لا نهاية !!.. وهكذا .. وكلها - لو تلاحظون - هي الأسس التي يقوم أي عالم في أي تجربة بالاعتماد عليها في طرح أفكاره والتعامل مع قراءاتها للخروج بنتائجها !!..

    ثم يليها :
    الاستدلالات التجريبية .. وهي تعتمد على النوعين السابقين في تتبع ظاهرة معينة للوقوف على محكماتها وقوانينها ومعادلاتها واستنباط كل ذلك أو قياسه .. ومن هنا نعرف - وبخلاف ما يشيعه الملحدون - أن العلم التجريبي يعتمد بشكل أساسي على البدهيات الرياضية والعقلية وإلا لم يكن له أي معنى ولا فائدة من الرصد الذي لن يشرف عليه أو يحكم عليه عقل سليم !!..

    ثم في النهاية تأتي :
    الاستدلالات الحسية المادية البحتة !!.. وهي أضعف درجات الاستدلال إذا اقتصرت على الحواس بغير استخدام قواعد العقل والبدهيات المعروفة !!.. ولذلك نرى الطفل حين ولادته يعتمد عليها أكثر - أي على حواسه - مقارنة بالعدد القليل من البدهيات العقلية التي لديه بالفطرة - وربما وهو جنين في بطن أمه - مثل لكل فعل فاعل ولكل حادث سبب أو مُسبب أو علة !!!..

    وبذلك تسقط حجة الملحد الأولى !!!..
    ونعرف أن الله تعالى لم يطلب منا أكثر من الإيمان بوجوده بالنظر في مخلوقاته وآياته المنظورة في الكون وفي أنفسنا ومن حولنا !!!..

    ولكن الملحدون يأبون ذلك وخصوصا : وأن الغاية ليست معرفة وجود الله فقط - وإلا لكان إبليس مؤمنا - وإنما :
    طاعته وعبادته اعترافا منا بقصور المخلوق وفقره وحاجته إلى الخالق ..
    وثقة منا بأنه عز وجل لن يامر إلا بخير .. وإلا بما فيه عمارة الأرض وصالح الناس !

    يتبع حين يتيسر إن شاء الله ..

  9. #24

    افتراضي

    24...
    لقد قلت في بداية النقطة السابقة :

    (( لعل أشهر حجة من حجج الملحدين - وأسخفها في نفس الوقت - هي ادعائهم أنهم لا يؤمنون إلا بما يرونه بأعينهم أو يلمسونه بأيديهم !!..
    يريدون بذلك نفي وجود الله عز وجل لأنه خارج دائرة حواس الإنسان ! ))

    ثم بدأت في تفنيد هذه الرؤية القاصرة للعلم والإدراك الإنساني ..

    ولكن في النقطة التي سنتحدث فيها الآن : سنقوم بقلب المائدة على رؤوس الملحدين : وسوف ترون بأنفسكم كيف سيتحول أكثرهم غرورا وانتفاخا وعجرفة وادعاء قوة الإلحاد (أو الإلحاد القوي الذي يملك أدلة على عدم وجود إله) :

    سترون معي كيف سينقلب بقدرة قادر إلى (لا أدري) لحفظ ماء الوجه فقط : أو ((ربوبي)) على أقصى تقدير !!..

    والطريقة التي سنتبعها لقلب المائدة على رؤوسهم هنا هي طريقة : مجاراة الباطل في نفس منهجه الذي يُبطل نفسه بنفسه !!!..

    وذلك :
    لأنه - وقد لا ينتبه الكثيرون للأسف لهذا - : الإلحاد هو أيضا يقوم على ((إيمان)) بغيب وميتافيزيقا لم تعاينها حواسه !! - أي نفس ما يعيب عليه المؤمنين والمسلمين تماما -

    فهو من جهة :
    لم يرى الانفجار الكبير أصلا !!!..
    وإنما يستدل على وقوعه من خلال تسلسل آثاره الفلكية والموجية الإشعاعية في فضاء الكون من حوله !!!.. < هذا بالنسبة لخلق الكون >

    ومن الجهة الأخرى :
    لم يرى ظهور حياة عضوية من مواد غير عضوية ولم يرى تطور أي كائن من كائن حي آخر أبدا !!!!.. بل :
    ولم يرى حتى ظهور عضو جديد لكائن : لم يكن يحمل ذلك العضو من قبل !! < هذا بالنسبة لخلق الحياة والكائنات الحية >

    يعني باختصار :
    كل ما يستند إليه الملحد ((القوي)) أصلا : لا دليل عليه البتة !!!..
    وكل ما يعيبه على المؤمنين بأنهم يؤمنون بالخالق رغم أنهم لم يروه وإنما استدلوا عليه بآثاره :

    هو نفسه يؤمن بغيب خاص به مثل المؤمن تماما !!!..
    < والغيب هو كل ما غاب عن حواس الإنسان >

    فإن وصف المؤمنين بأوصافه الجاهزة عنده في اسطوانته :
    أنتم كذا وكذا وكذا ومتخلفون علميا وضد العلم التجريبي والعلم المادي و و و :
    فقل له أن كل علماء العالم كذلك أيضا : بما فيهم العلماء الملاحدة أنفسهم : بدءا من دوكينز وانتهاء بهوكينج !!!..

    وفي نهاية هذه النقطة أقول :
    ورغم أنه ظهر لنا استناد الملحد إلى غيب أيضا : فإنه شتان بين الغيب الذي يؤمن به المسلم أو المؤمن : وهو الذي تسانده كل الممكنات العقلية وليس فيها مستحيل عقلي واحد !!!..

    وبين غيب الملحد الذي يقوم كله على مستحيلات عقلية : بل وفيزيائية أيضا !!!.. مثل قولهم أن العدم (وهو اللاشيء) يخرج منه جسيمات ومادة (ويستغلون جهل الناس بفيزياء الكم ومعنى الفراغ الكمي واستحالة خلو أي فراغ من الطاقة) !!!..
    ومثل قولهم بإمكانية تسلسل المسببات إلى ما لا نهاية !!!..
    أو قولهم أن الصدفة والعشوائية (التي هي طريقة فعل أصلا وليست فاعل) : تخلق لنا الكون وما فيه !!!..
    أو أن الصدفة والعشوائية تخلق لنا نظاما وقوانينا !!!..
    أو قولهم بأن فاقد الشيء يعطيه !! (وذلك نراه في زعمهم خروج الشيء من العدم والذي هو لا شيء !!) ومثل قولهم بأن المادة والتي لا حرية اختيار لها : أنتجت لنا كائنات وحياة لها حرية اختيار !!!.. فصح في فكرهم البليد الساقط أن : فاقد الشيء يعطيه !!!.. تماما مثل قولك أن امرأة ليس لديها رحم : ثم هي حملت وأنجبت !!!

    والله المستعان
    يتبع حين يتيسر إن شاء الله باستعراض باقي أشهر حجج الملاحدة والرد عليها ..

  10. #25

    افتراضي

    موضوع قمة الروعة

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. دروس مختصرة في علم العَروض ... "للمبتدئين"
    بواسطة الجندى في المنتدى قسم اللغة والشعر والأدب
    مشاركات: 39
    آخر مشاركة: 05-28-2014, 02:26 PM
  2. مناظرة مختصرة بين بصير وأعمى
    بواسطة أبو القـاسم في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 6
    آخر مشاركة: 11-05-2012, 11:02 PM
  3. تنبيه: مسألة مختصرة فى القراءات و تواترها
    بواسطة ابن السنة في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 10-08-2011, 01:55 AM
  4. دروس ومناظرات صوتية عن الملحدين
    بواسطة الأندلسى في المنتدى المكتبة
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 09-06-2004, 03:41 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء