21...
>>
ومما يلجأ إليه اللاديني أيضا عندما ينتقل للحديث عن الإسلام :
هو ادعاء أنه دين بغير دليل .. وأنه (بشري) التأليف والمنشأ : وقد ألفه النبي محمد أو نقله عن آخرين (جن / إنس / أو غير ذلك !) ..
والجواب على ذلك يكون بعرض والتركيز على النقاط التالية :
1- أن مدعي النبوة والرسالة التي تتصل برب العالمين : لن يخرج عن ثلاث حالات .. إما أنه أصدق الصادقين .. أو أنه أكذب الكاذبين (لأنه يكذب على الله نفسه) .. أو أنه يهيأ له نتيجة مرض عقلي أو مس جن ..!
وأما بالنظر إلى سيرته كما رواها معاصروه وانتقلت إلينا بأصح الأسانيد : ووافقهم على ذلك المنصفون من المستشرقين والمؤرخين : فنعلم تمام العلم انتفاء الحالتين الثانية والثالثة عنه !!.. حيث لم يعهد الناس فيه كذبا قط !!.. لا قبل أن يدعي الرسالة ولا بعدها !!!.. وكذلك لم يعهدوا عليه اضطراب عقلي قط وتهيؤات من جنون أو مس جن !!!.. ولذلك كانت إشاعات كفار قريش عنه بالكذب أو الجنون أو المس : سرعان ما تزول من أذن السامع بمجرد أن يررى النبي أو يسمع منه أو يعاشره وكما نقلت لنا كتب السيرة والحديث !!!.. وعليه :
فلا يتبق للعاقل المخلص في طلب الحق - وكما وضح شيخ الإسلام ابن تيمية وغيره رحمهم الله - إلا أن يؤمن بأن النبي محمد كان أصدق الصادقين في ادعائه صلته بالله عز وجل رب العالمين وخالقهم ! وخصوصا وهو أنجح بشر عرفته البشرية على الصعيدين الديني والدنيوي باعتراف خبرائهم أنفسهم - مثل كتاب 100 أعظم شخصية في التاريخ لمايكل هارت - وغيره ..
2- أنه لما كان يجب لكل مدعي من علامة صدق .. ولذلك كان الله تعالى يرسل مع كل رسول بمعجزة من جنس ما برع فيه قومه فيتحداهم به .. فقد جعل ربنا عز وجل معجزة النبي محمد هي جنس رسالته نفسها !!.. ألا وهي القرآن الكريم نفسه كلام الله الذي أوحاه إليه بلسان عربي مبين لا هو بالشعر ولا هو بالنثر ولا مما عهده البشر !!..
وبذلك شاء الله تعالى أن تكون معجزة النبي وتحديه مستمرة في الوجود في كل وقت حتى من بعد موته .. وذلك لأن رسالته خاتمة لكل البشر : ولا رسالة بعدها .. وذلك بخلاف رسل الله تعالى السابقين والذين كانت رسالاتهم في أممهم وأقوامهم .. ولذلك كانت معجزاتهم محدودة في زمانهم ومكانهم ولا تتكرر ولا نؤمن بها إلا لذكر الله تعالى لها .. ومن هنا :
فالتحدي لا زال قائما في وجه أي منكر لرسالة النبي محمد صلى الله عليه وسلم :
أن يأتنا بقرآن كامل مثله !!.. أو بعشر سور من مثله !!.. أو حتى بسورة واحدة من مثله !!..
ولنجهز أنفسنا لسفاهات وجهالات وتفاهات النصارى والملاحدة واللادينيين ومحاولتهم البلهاء للطعن في القرآن أو تقليد آياته والتي لن تخرج عن التالي :
>>
إما الإتيان ببعض أبيات الشعر الحاوية لتعبيرات قرآنية والزعم بأنها أقدم من القرآن وذلك بنسبتها إلى شعراء سبقوا القرآن أو عاصروه كامرؤ القيس أو غيره ! وأبسط رد على هؤلاء هو أنه لو صح ذلك : لكان أكبر حجة لكفار قريش - وهم أعلم بأشعار العرب - للطعن في القرآن !!.. ولكنهم لم يفعلوا !!.. أيضا : كل متخصصي الشعر العربي ينفون مثل هذه الأشعار المنحولة على امرؤ القيس أو غيره وليست موجودة في أي دواوين من شعرهم أو مخطوطات قديمة للتراث الجاهلي !
>>
وإما بتأليف كلام أهبل المباني وعبيط المعاني يشبهونه بالقرآن : فيكتبونه وكأن أحدهم يؤلف كلمات أغنية ساقطة مما ولد عليه !
وإما اقتباس آيات من القرآن بنفس كلماتها أو تعبيراتها لتوليف آيات سورة منها !
وكل ذلك سيجد الناظر فيه عن علم : العديد من الأخطاء النحوية واللغوية والضعف البياني فضلا عن التقليد المفضوح في حالة استخدام نفس عبارات القرآن بغير تغيير !!..
فقط يحتاج الأمر لمن يفهم قليلا في اللغة العربية وفنون الآدب والصرف والنحو ..
>>
وإما سيتحجج اللاديني بأنه : وما أدرانا أنه لم يكتب أحد العرب القدامى وقت النبي أو بعده بسنوات قرآنا مثل القرآن : ولكن أخفاه المسلمون وقتلوا الرجل إلخ إلخ إلخ ؟
والجواب : أن هذه الحجة البليدة يلجأ إليها اللاديني ليلقي الكرة في ملعب العرب الأوائل وقت رسالة القرآن لأنهم كانوا الأقدر على الإتيان بمثله عن عرب وناس اليوم .. والرد يكون بأنه لم يذكر لنا أي كتاب تاريخ ولا سيرة أيا من ذلك !!.. وعلى فرض أن الدولة الإسلامية حرمت نشر مثل هذه الأخبار لأنها تهدم الإسلام : فلماذا لم يلجأ هذا الفذ الذي أتى بمثل القرآن إلى دولة مجاورة مثل الدولة الرومانية أو الفارسية أو غيرهما ليعلن عن هدمه لمعجزة القرآن ويسجلها مؤرخوهم ؟؟!!.. وخصوصا وأنهم - ومنذ ظهور الإسلام - وهم لهم أعين ومتابعة للدولة الإسلامية ومجتمع المسلمين عن قرب - وكما جاء في ثنايا قصة الثلاثة الذين خلفوا في المدينة وقاطعهم المسلمون بأوامر النبي إلى أن تاب الله تعالى عليهم في سورة التوبة - إلخ ؟ بل :
ولماذا نحصر اللغة العربية أصلا في عرب المشركين الذين انتشر الإسلام بينهم ؟ ألم يكن هناك عرب نصارى ويهود ومنهم شعراء مشاهير ؟!!.. لماذا لم يهدموا القرآن ويثبتوا للعالم بشريته وينتهي الأمر ؟!!..
وكل ذلك لم - ولن - يحدث كما أخبر القرآن بكل ثقة !
>>
أيضا سيتحجج اللاديني بحجج واهية مثل أن لغة القرآن - اللغة العربية - لا يعرفها كل البشر ؟ وهنا نقول له : عجز أهل العربية أنفسهم عن الإتيان بمثل القرآن : يكفي كل ذي عقل لبيان الحجة ! تماما مثل ألا تعرف أنت في برمجيات الحاسوب : ثم تجد أهل الخبرة ببرمجيات الحاسوب يثنون على برنامجا ما .. فهنا : أنت يكفيك - كعاقل - مثل هذا الإجماع منهم على أن تشهد لهذا البرنامج بالفعل بالتميز والمدح !!.. وأما لزيادة الحجة فنقول أيضا :
أن الكثير من غير المسلمين من تعلموا اللغة العربية وصاروا أساتذة فيها وأتقنوها والسؤال : لماذا فشلوا هم كذلك في الإتيان بمثل القرآن - وخاصة من تعلموا اللغة العربية من حاقدي المستشرقين والمنصرين وغيرهم ؟ -
بل :
وهذه تعدادات وإحصائيات عدد المسلمين في العالم اليوم - أي بعد نزول القرآن بأكثر مـن 1400 سنة : تظهر لنا أن أكثر المسلمين في العالم : هم من غير العرب أصلا !!!.. ومنهم من يحفظ القرآن رغم أنه لا يتحدث العربية !!.. وهذا من إعجازات القرآن أن يحفظه الكل حتى الأطفال الصغار ظهرا عن قلب وفي مثل حجمه !
>>
ما جاء في القرآن من إعجاز في مبانيه اللغوية وجمالاته الصوتية - حتى أن الآية الواحدة أو السورة الواحدة بنفس الكلمات : إلا أنه يمكن أن يقرأها 1000 شخص بغناء جميل الصوت يختلف بعضهم فيه عن بعض ولكل واحد منهم طريقته وأحاسيسه ! -
>>
ما حواه القرآن من عشرات الإعجازات الغيبية والعلمية التي ثبتت وتثبت صحتها إلى اليوم ولن تتوقف !!.. وهي العلامات والآيات الدالة على كون القرآن بالفعل من لدن خالق كل شيء والذي لا يحده زمان ولا مكان القائل :
" سنريهم آياتنا في الآفاق وفي أنفسهم حتى يتبين لهم أنه الحق " !
" ولتعلمن نبأه بعد حين " ...
وذلك متحقق في كل ما ينطق به النبي من الوحي : قرآنا وسنة ...
>>
وهنا نقطة هامة وهي :
أنه من المستحيل أن يقف كارهو الإسلام والحق مكتوفين أمام كل هذه الإعجازات إلا :
أن يثيروا التشغيبات والأكاذيب على تلك الإعجازات للتشكيك فيها - لأنها لو صحت فستكشف كفرهم جميعا - !!.. وهنا : تسمع منهم العجب العجاب !!.. حيث يصورونه تارة ملما بكل لغات العالم القديم التي ترجم عنها الكثير مما جاء في كتبها !!!.. وتارة يصورونه ملما بكل علوم عصره في الفلك والتشريح والبحار والسفر إلخ !!!.. وتارة ثالثة بأنه كان يتفحص سقط الأجنة في الإجهاض لعشرات النساء - وحتى يخرج بالإعجاز العلمي المفحم في وصف مراحل الجنين ! - وتارة رابعة وخامسة وسادسة من التهاويل التي تحتاج فرق عمل كاملة - وليس شخصا واحد - ويستحيل عدم الشعور بها - لو صحت - في وسط بيته ومجتمعه وبلدته !
>>
وعليه :
فالعاقل لا تتوقع منه أن يكتفي بمعرفة إعجاز واحد فقط من إعجازات ما نطق به النبي .. وذلك لأنه قد يكون صدفة !!.. ولكن : هل يحكم العاقل بتكرار صدفة نادرة أصلا - بفرض وقوعها - : في عشرات المرات بغير خطأ واحد أبدا ؟!!!..
لماذا يصدق النبي دوما في كل إخباراته بالغيب الماضي والحاضر والمستقبل ؟ وفي كل إعجازاته العلمية في الفلك وعلوم الفضاء والنجوم والبحار والأشجار والحيوان والنبات والحشرات والإنسان والتشريح وعلوم الأرض والمناخ والمعادن والبحار والأنهار إلخ ؟ بل وفي تشريعاته وحدوده وعباداته وأخلاقياته التي يثبت غير المسلمين أنفسهم صحتها كل يوم ؟ لماذا في المشتركات بينه وبين الرسالات السابقة : نجده يشترك في الصواب منها فقط !!.. ولا ينقل عنها ما يتضح خطأه فيما بعد بالمكتشفات والمخطوطات الحديثة !!.. لانه لو كان ينقل بالفعل كما يزعمون : لكان نقل الصواب والخطأ منهم معا !!!.. ولكن كل ذلك لم يحدث !
>>
وبسبب كل هذه الإعجازات بدأ يظهر أحيانا بعض الأفكار البلهاء التي تقول أنه ربما كان النبي باتصال مع الجن أو كائنات فضائية أو حتى العفريت الأزرق - المهم يكون مش ربنا - : وهو الذي أوحى له بكل هذه الإعجازات !! أقول :
لو صح ذلك الكلام المتهافت : فلماذا لم يتكرر مع أي شخص آخر غير رسول الله محمد ؟
ولماذا لم يفضح بعض الجن البعض الآخر الذي ساعده ؟
وهل الجن أصلا يتخطون غيب الزمان ويعلمون كل العلوم حتى التشريعية ؟!!!..
3- موضوع البشارات بالدين الخاتم وصفاته وصفات المؤمنين به بل وصفات عباداتهم : فضلا عن البشارات الدقيقة بالنبي الخاتم نفسه : اسمه وجسمه وحياته وسيرته ! ونصر الله تعالى له ! وكل ذلك في أشهر كتب الأمم القديمة من يهودية ونصرانية وهندوسية وبوذية وزرادشتية !
4- شهادات المنصفين من المستشرقين والمفكرين والعلماء والمختصين من غير المسلمين لصالح عظمة الإسلام .. والنبي محمد .. والقرآن .. والسنة .. وفضح الأكاذيب المثارة حوله باعترافاتهم أنفسهم !!!..
5- الإسلام هو الدين الوحيد الذي يتلاءم مع فطرة الإنسان بالفعل !!.. والوحيد الذي يخاطبه بلغة استعلاء لا يملكها بشر !!.. والوحيد الذي يعد التوحيد فيه هو الأقرب لعقل الإنسان وبداهته إذا خلص من المؤثرات الخارجية على عقله !!.. ولذلك هو أكثر الأديان انتشارا في العالم وسرعة في ذلك ومن كل طوائف البشر ولغاتهم وبلدانهم وألوانهم وأديانهم السابقة ومن كل طبقاتهم من المواطنين البسطاء مرورا بالمدرسين والدكاترة والبروفيسورات المختصين في كل مجال من أطباء إلى مهندسين إلى كتاب إلى سياسيين إلى شباب إلى كهول إلى حتى مطربين ولاعبين وفنانين !!!.. وهذا كله لن نجده إلا في الإسلام ..
وإليكم هذه الروابط المفيدة :
ملخص لأكثر من 70 من أشهر الإعجازات الغيبية والعلمية في الإسلام :
http://abohobelah.blogspot.com/2014/02/blog-post.html
عدد من بشارات النبي في كتب اليهود والنصارى والبوذيين والهندوس والزرادشت :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/...post_1622.html
عدد كبير ومنظم ومتنوع ومقسم لأقوال المنصفين عن النبي محمد والإسلام والقرآن والسنة :
http://abohobelah.blogspot.com/2012/...post_2578.html
Bookmarks