السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أتشرف بتواجدي معكم وأحببت المنتدى من أول تصفح لي فيه لأنه يقبل النقاش في جميع وجهات النظر
ولكنني أأسف على بعض الأعضاء الذين يتهجمون على أي رأي مخالف بكلام حاد ، فالحفاظ على الخُلق أهم من الرد على المخالف
في البداية سأذكر لكم عمري حتى يتسنى لكم تصوري ... أبلغ من العمر 24 سنة
طيلة حياتي كنت أشعر بشيء خاطئ في المسلمين من حولي ، والمعاملة القاسية من بعض من ينسبون أنفسهم إلى الدين
كنت أتسائل دائما ... هل الدين أوصلهم إلى هذه الجلافة؟
حتى أن منتديات العلمانيين والمواقع الإلحادية كانت تجذبني في انتقادها لهم
ولكن لم تراودني فكرة الإلحاد قط والكفر بكل ما هو غير مرئي ... بسبب أمور عجيبة وابتلاءات حصلت لي مسبقا أثبتت لي وجود كل ذلك
لكن أصبحت أنظر للنبي نظرة مختلفة ، كنت أتخيله مثل أولئك الأشخاص القاسين والذين ينتظرون أي زلة منك حتى ينفجروا بوجهك
كانت تجذبني الديانة النصرانية جدا .. لما فيها من مسالمة ... ولأنني أتخيل النبي عيسى عليه السلام إنسانا مسالما حنونا عطوفا ، يرعى الغنم والأطفال حوله يتراكضون ويمرحون
فقط هذه النظرة العامة هي التي أعجبتني في النصرانية ولم أتعمق لمعرفتي بضلال الركيزة الأساسية وهي الصلب وافتداء البشرية بتطهيرها من خطيئة آدم
ثم انجذبت إلى دعاة العصر الجديد new age وهم أنكى من الماسونيين (عرفت ذلك لاحقا) ، هؤلاء الدعاة يدعون إلى دمج الأديان والسلام والتصوف ، والمساواة بين بوذا وكريشنا وعيسى ومحمد
فانجذبت لهذا الفكر وتعمقت فيه خصوصا أنه بدأ يعيد لي الصواب بنظرتي تجاه الرسول صلى الله عليه وسلم وذلك بمساواته مع رحمة وعطف عيسى عليه السلام
كنت دائم السماع للموسيقى الصوفية وكنت أقرأ القرآن فقط للعيش بروحانية وكنت أهيء الجو من حولي بزراعة نباتات بأحواض فخارية ولبس ملابس متقشفة
تغيرت نظرتي تجاه الإسلام وتجاه النبي وأصبحت شبه صوفي
ولكن عندما تعمقت في بعض الطرق الصوفية ، شككت بوجود أثر للشياطين فيها فكرهتها كرها عميقا لمعاناتي السابقة بسبب الشياطين
ثم بعد ذلك لاحظت أن هنالك تضارب بين بعض الأحاديث والقرآن ، مثل حد الردة وأن الرسول بعث بالسيف ، وأمر أن يقاتل الناس حتى يؤمنوا ، بينما القرآن يقول عكس ذلك
فرددت جميــــــع الأحاديث صحيحها وضعيفها ، وتوجهت لمن يدعون بالقرآنيين ، وأعجبت ببعض أفكارهم ولكن لم أرتح مطلقا لأنني شعرت بأنهم يخالفون لمجرد المخالفة
فعشت بحيرة، وقدر الله لي بأن أتعمق في قراءة الكتاب المقدس (العهد القديم والعهد الجديد) وصُدمت بالتشابه الكبير بين بعض الأشياء فيه وبين الكثير من الأحاديث والتي تنتهي بـ ((صحيح)) أو صححه فلان
وصُدمت أيضا بالتصوير الخاطئ للأنبياء والقصص التي يخجل الواحد أن يكمل قراءتها ويخشى أن تقع بيد أحد أهله .
فوصلت لنتيجة نهائية وهي ... ((اتباع القــــرآن و ما وافقه من الأحاديث)) ، غير ذلك سأتركه من كتب إسلامية وأحاديث مخالفة للقرآن حتى ولو قيل عنها صحيحة
والحمدلله شعرت بارتياح عميق لم أشعر به من قبل وأحسست بأني وصلت إلى الهدف
ثم بعد ذلك تعمقت في البحث عما يخص الأديان الوثنية والمعتقدات الباطنية ، وعرفت عن بعض المنظمات الشيطانية والتي اخترقت جميع الأديان بلا استثناء
فعرفت قيمة القرآن الكريم والذي رد على كل معتقد ولم يترك شيئا إلا وقد رد عليه الرد الشافي الكافي
وعرفت أن تلك المنظمات الشيطانية والتي يرأسها إبليس هي سبب تحريف التوراة والإنجيل ، وأنهم أرادوا تحريف القرآن لكن لم ولن يستطيعوا فلذلك توجهوا للأحاديث
وأوهموا الناس أن الآية : (وما ينطق عن الهوى * إن هو إلا وحي يوحى) لا يقصد بها ما هو واضح من سياق السورة وهو القرآن الكريم، بل يقصد بها صحيحي البخاري ومسلم
تلك الأبحاث التي قام بها هذان الرجلين مشكورين ولكن لا شك بأنها قابلة للتحريف والتزييف والتأليف ، مما خلق تضاربا بينها وبين القرآن الكريم الكتاب الوحيد المحفوظ والمصون من أيدي العابثين
وتيقنت أن الإسلام هو دين كل الرسل ولكن تحرف من خلال منظومة إبليسية محكمة وليس بشكل عشوائي.
ثم بعد ذلك أصبحت أناظر الملحدين والذين كنت أعلم عنهم الكثير بحكم قراءتي لمواقعهم سابقا ، ومعرفتي بتصويرهم الإسلام أنه دين قتل واستشهادهم بروايات مثل رواية "الغرانيق" ، فكنت أرد عليهم بمنطق القرآن وما وافقه من الأحاديث فقــــــــط، وكانوا ييأسون من تكملة المناظرة.
وكانوا ينكرون علي إنكار أحاديث صحيحة يعمل بها الكثير من المسلمين بينما هي مخالفة لصريح القرآن ، وكانوا يتهمونني بمخالفة المسلمين ومخالفة خير القرون ، ((عجيــــب ؟؟؟ تكفرون بالله وتنصحوني هذه النصائح؟؟؟))
فتيقنت أكثر وأكثر أن الكثير من الروايات والأحاديث وضعت سابقا لهدف بعيــــــــــــــــــد المدى ، وهو لكي يأتي من يطعن بالإسلام من خلالها ولتشويه صورة الرسول وجعله دمويا يحمل السيف ويقتل من يريد تركه.
ففي فترة مدتها 1400 سنة من الطبيعي جدا أن تُختلق قصص وتُضاف أحاديث وتُكتب كتب وتُزور فيها حقائق ويُدس السم بأشهى عسل
أرجو ألا يرد علي أحد من خلال نسخ ولصق لأقاويل السابقين وما صححه الألباني وغيره ، فأنا لا أقبل منهم شيئا ولا أعتبر كلامهم ذو أهمية مطلقا
فكفانا قوقعة فهمنا وتحجيره بما فهموه هم ، نحترم آرائهم ولكن لا نعلم عنهم إلا اسمهم
ستقولون هم أقرب منا لزمن الرسول؟؟ أبو لهب كان أقرب منهم!! ولم تنزل سورة تحكي عنه إلا لإخبارنا أن القرب من الرسول ليس مقياسا.
هل ستقولون أنهم مسلمين ولا يجب مقارنتهم بأبو لهب ؟ حسنا اقرأوا سورة المنافقين ... أنا لم أحدد شخصا بعينه بل أتكلم عموما وأوضح نظرتي أن تاريخ الأمة لم يخلوا من العملاء والمدسوسين والمنافقين.
أرجو ألا تصنفوني تصانيف تافهة مثل بني ليبرال وبني علمان فأنا ضد الليبرالية والعلمانية وضد أن يكون الدين للمعبد فقط ، وأنا ضد أن يُنسب الابن إلى غير أبيه
وأنا ضد تقديس العلم ، فالعلم البشري يخطئ ويصيب والقرآن حقيقة مطلقة.
وأرجو ألا تقولون لي أنني منكر للسنة ، فأنا لست منكرا ولكن مؤمنا بتحريفها واقتنعت باتباع ما وافق منها القرآن فقط
وأرجو ألا تفسقوني وتقولون أن لدي قابلية للإقتناع بالفكر الإلحادي وأنني أدلس وأخدع وألبس على القارئ كما قال عني أشخاصا من منتديات إسلامية أخرى تركتها وأنا يائس وأشعر بالأسف والأسى.
ولكن أعذرتهم بسبب معاناة المسلمين الحالية وخوفهم من المجهول وتكالب الأمم عليهم... وبسبب انخداعهم بالكثير ممن ينسبون أنفسهم للدين.
وكان أولئك الأشخاص في تلك المنتديات ينسخون لي أقوال بعض من يسموا "علماء" وكانت تلك الأقوال رد على من أنكر السنة (رغم أني لا أنكرها مطلقا بل أعاملها كما الكتاب المقدس) وكان فيها إسقاط لآيات تتحدث عن فرعون!!!!
وكان سبب قولهم لي ذلك أنني استنكرت نوعا ما كلمة "آمين" وكنت أطلب البحث عن أصولها ، وأيضا لأنني لا أرى أن القرآن ضد نظرية التطور بل يدعمها ويصحح الأخطاء والفجوات فيها ، وأقول مثل ما قال الدكتور مصطفى محمود رحمه الله : (أن آيات الخلق والكون في القرآن هي "حمالة أوجه " يفهمها كل شخص حسب مقدار علمه... فلا يجب احتكار الفهم على تفسير معين) ... القرآن أنزل للرسول ، والرسول بُعث للكل بلا استثناء ، والإسلام لا يمثله نفر من الناس يؤدون دور الله في التحليل والتحريم ، والذين يشوهون الدين بفتاويهم التي تعتمد على العادات والتقاليد وما ألفوا عليه آبائهم وما رضي به الغير.
وأكرر، الرجاء عدم نسخ ردود ومقاطع نصية .. لأنني لن أقرأها .. أرجو أن يكون الكلام مباشرا عند النقد
والسـلام عليكم ورحمة الله وبركاته
Bookmarks