مناظرة مع ملحد حول وجود الله ..
هذه مناظرة خفيفة جرت على الفيسبوك منذ 28 فبراير الماضي :
https://www.facebook.com/groups/1738...6201238573977/
وأرى أنه يمكن أن تفيد البعض -
وخصوصًا الإخوة التائهين الزائرين الـجُدد للمنتدى - والله المستعان ..
--------------------------
ساهر ساهر :
النقاش سيدور حول حقيقة وجود الله من عدمه وسابتدئ بالقول أن إدعاء وجود الله ليس عليه أي دليل ويبقى مرفوض حتى يثبت بالدليل القاطع لأن كل ما يقدم من غير دليل ينفى بغير دليل أيضا
أريد الدليل المقنع على وجود الله ؟؟
--------------
Abo Hob :
حسنا زميلي ....
لا أوافقك على أول ما بدأت به كلامك ...
ولكي أبين لك ذلك أقول :
ما هي الأداة (أو المرجعية) بيني وبينك في هذا النقاش الذي سيدور ؟
فإن وافقتني أنها العقل .. وأنه سيكون أداة الحكم بيننا أسألك :
هل توافقني على أنه للعقل بديهيات لا يختلف عليها عاقلان وإلا لكان المخالف لها مجنونا ؟
مثل 1+ 1 = 2 مثلا أو أن الجزء أصغر من الكل ؟
أنتظر إجابتك ..
تفضل ..
------------------
ساهر ساهر :
من المنطق ان يقوم الشخص الذي يدعي وجود شيء أن يقدم الدليل.... والحجة على من ادعى وليس على المتلقي ، أنا لم ادعي شيئا لكي آتيك بدليل ، أنا جاهل ولا أدري حقيقة الوجود لذا انتم من يجب عليكم اثبات ما تتدعون
ساهر ساهر :
المرجعية هي العقل بكل مفاهيمه سواء كانت بديهية أو غير بديهية ( كمية أو منطقية )
-------------------
Abo Hob :
هل يمكن لك أن تعطيني معنى قولك (أو غير بديهية) كمية أو منطقية ؟
ماذا تعني بها - مع إعطاء مثال ...؟
---------------------
ساهر ساهر :
يمكن للعقل أن يعقل الغير بديهي مثل علم ميكانيكا الكم الذي لا يتبع المنطق العقلي البديهي طالما انها حقيقة وعليها تجارب وأدلة
--------------------
Abo Hob :
طيب سؤال يا ساهر :
لو كان فهمك لميكانيكا الكم (أو فيزياء الكم عموما) وعدم بديهيتها : هو أنها لا .. ولن (وهذا نفي في المستقبل أيضا) : لن تتبع قوانين .. السؤال :
هل كان سيعكف عليها العلماء لدراستها واستخدام كل إمكانياتهم لمحاولة الوصول لقواعدها هي أيضا - حتى ولو لم تكن معلومة لهم الآن - ؟
والسؤال بصورة أخرى أسهل :
لو كان الأمر خارج عن البديهيات في فيزياء الكم : هل ((من المنطق)) أن يوليه العلماء أي اهتمام ؟؟؟؟..
والآن ...
أنا سأجيبك بإجابة : ولن أعتبرها (مصادرة على حقك في إجابة سؤالي) : إلا إذا وافقتني عليها فساعتها تكون قد وافقتني على كل كلامي السابق من بديهيات عقلية ..
الإجابة تقول :
أن الماء الذي تتضارب فيه موجاته على غير نظام أحيانا (مثلما يسقط فيه أكثر من جسم في اتجاهات مختلفة فتتضارب موجاته بغير انتظام) : إلا أنه لم يفقد بعد بدهية (السببية) فيه ..!
فكل ما يحدث وحدث فيه له (سبب) وإلا :
لكان لا فرق بين العالم وبين المصدق للخرافات واللاسببية !
وأما إذا أردت تدليلا على هذا الكلام من علماء متخصصين في عالم الكم نفسه - بل ومن أوائل من أنشأوا أسسه - :
فهذا كتاب للعالم الفيزيائي الشهير ماكس بورن .. والحاصل على جائزة نوبل - وهو أحد مؤسسى نظرية الكم الحديثة مع نيلز بور وهيزينبيرج و صاحب تفسير دالة الموجة ومؤسس ميكانيكا المصفوفات - وعنوان الكتاب :
(NATURAL PHILOSOPHY OF CAUSE AND CHANCE)
وهذا رابطه :
http://archive.org/stream/naturalphi...59mbp_djvu.txt
يقول في أوله وتحت الجزء الخاص بـ (CAUSALITY AND DETERMINISM ) - والترجمة لأخي أبي ذر الغفاري وفقه الله -
1-أنه يفرق بين السببية وبين الحتمية
2-أنه يعتبر السببية علاقة أشمل من الزمان والمكان
3-أنه يفرق بين التوافقية والسببية فقد تتعاقب أشياء بشكل منتظم لكن لا تكون قانونا دائما
4-أنه يعتبر السببة هى القوانين الحاكمة أو العلاقات الدائمة بين الأشياءبصرف النظر عن الزمان والمكان
5-أنه يرى أن الحتمية (أي القدرة على التنبأ التام بالماضى والمستقبل) كانت تتعارض مع فكرة أن الله وحده اختص بعلم الغيب فالكم يؤيد الدين من هذا الوجه !!!..
والخلاصة زميلي ساهر :
أنه لو كان فهمك لـ (عدم البداهة) في عالم الكم : هو خروجه عن أسس العقل في الدراسة والاستنباط والسببية إلخ :
لم يكن اهتم العلماء لليوم بإنفاق المليارات عليه !
ولكن الأمر على غير ما تظن وإلا كان العلم جنون بلا طائل
فهل اقتنعت الآن بمقدمتي الأولى أن أساس حوارنا ونقاشنا يجب أن يبنى على البدهيات العقلية التي لا تتغير إلا لو أنكرنا حاكمية العقل ؟ وبهذا تفسد أداة الحكم في أي نقاش ويكون لا جدوى ساعتها من إكمال الحوار ؟
إن كان لديك اعتراض - أو إجابة أخرى غير التي قدمتها لك - فاذكره ..
وإن لم يكن فقل لي أكمل ...
وسأخبرك ساعتها لماذا اعترضت وخالفتك في أول مداخلة لك ..
---------------------
ساهر ساهر :
أكمل
---------------------
Abo Hob :
حسنا يا ساهر ...
أقول :
من علامات البديهية العقلية : أنك لا تجد اثنان يختلفان عليها ..
وسأعطيك مثالا :
وأنت أخبرني إن كان لديك اعتراض عليه أم لا ..
إذا قلت لك أن أي شيء مصنوع ومركب بحكمة وتوافق ودقة لتحقيق وظائف - أو وظيفة معينة - : يستحيل تصوره بغير صانع يعلم ويريد ما صنعه ...
وأن تلك البديهة لا تتغير إذا كان هناك أجزاء (مفهومة) في ذلك الشيء وأخرى (غير مفهومة) : لأن المثبت مقدم على المنفي .. وثبوت الصانع هنا فيما فهمناه يقينا : مقدم على نفي الصانع :
تماما كما أنك يمكن أن تفهم بعض الأجزاء في الطائرة مثلا : وهناك أجزاء أخرى لن تفهمها ..
فهل لديك اعتراض على ذلك ؟
هل تعلم أحدا من البشر العقلاء يمكن أن يقول لك أن ساعة اليد أو السيارة أو الغسالة أو الثلاجة أو حتى المقعد البسيط المركب من أجزاء وأقدام متساوية ومتراكبة بدقة مع جلسته أو الطائرة أو السيارة أو الكمبيوتر إلخ :
هل تعلم أحدا يمكن أن يقول أنهم ظهروا من غير صانع أو تجمعوا صدفة وعشوائية لغاياتهم المعروفة في أعمالهم الظاهرة لنا ؟..
أنتظر ردك مع التدليل عليه إن كان بالنفي ..
وخذ وقتك جيدا في التفكير ..
وقد أتغيب قليلا أو أنقطع إلى الغد ..
وذلك لتأخر الوقت عندي زميلي ..
بالتوفيق ...
--------------------
ساهر ساهر :
نعم لدي إعتراض
الوجود ما يحويه من صناعات بشرية يختلف عن وجود الوجود نفسه ولا يجب المقارنة بما أنتجه الوعي الإنساني وبين ما أنتجه الوجود العشوائي وكل على حدى يخضع لقوانينه الخاصة .
مفهوم السببية لا يخرج الإيمان بالله عن دائرة الظن والإستنتاج فنحن نظن بأن للوجود خالق وهذا الخالق هو الله ليتم تسويق هذا الظن من خلال منطق السببية بأن لكل سبب له مسبب ولكل مصنوع من صانع لنجد العبارة الشهيرة من أدبيات العرب القديمة بأن " البعرة تدل على البعير .. والأثر يدل على المسير .. فسماء ذات أبراج .. وأرض ذات فجاج .. ألا تدل على العليم الخبير". السببية التى تبدو لنا كأداة عقلية منطقية للتعاطي والإستدلال يتم التعسف معها وفق الفكر الدينى فلا يتم التعاطى معها كمنهجية منطقية دوما فما يلبث ان يتم إلغائها والإنصراف عنها برفض الفكر الإيماني السؤال عن سببية الإله ليقال بأن الإله ليس له سبب لوجوده ، فهل يحق لنا بالمثل القول بأن المادة ليس لها سبب ؟(نعم يحق) بل سيكون إدعائنا أكثر قبولا ومنطقية فإذا كان الإله الأكثر تعقيدا وتركيبا من المادة بلا سبب فحرى ان تكون المادة البسيطة بلا سبب بمعنى أنك ستسأل عن سبب الطائرة والسيارة والكمبيوتر ولن يثيرك السؤال عن سبب قطعة حجر فى أسفل جبل أو عن مسبب الله وهذا غير منطقي
"يتبع"
ساهر ساهر :
انت تستدل على وجود خالق من خلال إرجاع كل مصنوع لصانع ولكن أين الخالق من هذه المعادلة ؟؟؟؟؟
إذا قلنا بأن الكمبيوتر او الطائرة صنع الانسان أو البعرة جاءت من البعير أي أن البعرة هى مسبب من البعير كسبب فإننا نقول هذا القول بناء على مشاهدة وخبرة فقد شاهدنا أن البعرة تسقط من البعير عدة مرات ،كذلك عندما نقول أن الأثر من المسير فلأننا رأينا أثر على الطين أو الرمل من جراء مسير ، لذا عندما نرى البعرة لحالها أو الأثر لحاله بعد ذلك بدون رؤية مشهد البعير أو المسير فهنا سنستدعى خبراتنا ومشاهداتنا السابقة ونقول بأن هذه البعرة هى من بعير وهذا الأثر الذى على الأرض هو من مسير إنسان أو حيوان .
المشاهدات المتعددة كونت لنا خبرة جعلتنا نضع السببية فى إطارها فنحن شاهدنا بعرة تسقط من بعير وأثر جاء من مسير بل تراكمت خبرات كثيفة تصل لتحديد نوعية الحيوان الذى أنتج البعرة أو الروث فهل هو من بعير أم نعجة أم أرنب وهكذا من تراكم المشاهدات يمكن أن ندرك أن الأثر الذى جاء من المسير هو نتيجة مسير فيل أو إنسان أو دجاجة .
"يتبع"
ساهر ساهر :
أنت قلت( أن من علامات البديهيات العقلية انك لن تجد إثنان يختلفان عليها )،وبما أن وجود الخالق يختلف عليه الكثيرون بما فيهم علماء وفلاسفة كبار وليس فقط إثنان فهو يصبح ليس من علامات البداهة العقلية وسيوضع تلقائيا في دائرة الشك والنفي طالما أنه ليس من البداهة العقلية ، لذا ان موضوع المقارنة بين صانع الطائرة وبين لغز الوجود ليس بمحله وهو خاطئ أساسا .
من سببية السيارة من الانسان والأثر من المسير يقفز المؤمن ويقول (" فسماء ذات أبراج .. وأرض ذات فجاج .. ألا تدل على العليم الخبير" )أي أن الله هو خالق وصانع الحياة ، ولكن هذا القول متعسف وغير منطقى وقفز بدون مبرر ، فنحن لم نشهد صناعة سموات ذوات أبراج وأرض ذات فجاج سابقا على يد إله لندرك أن ما نراه من سموات حالية وحياة متجددة هى من إنتاج إله .. أي أننا لم تتكون لدينا خبرة بأن الآلهة تخلق وتصنع حياة سواء بالتشكيل من الطين أو من مواد أولية لتجعلنا نقول بأن الله خلق الحياة كما إعتمدنا البعرة من البعير والأثر من المسير على خلفية مشاهدة هذه الصور لتكون ذخيرة من الخبرات والمعرفة فلا نستطيع أن ننسب الجبل الذى نشاهده أنه من صنع الله فلم نشاهد سابقا إله يصنع الجبال وكذا لم نشهد حدث الخلق فليست لنا أي مشاهدات أو خبرات حتى نقول بأن الله سبب الخلق .
"يتبع"
ساهر ساهر :
لا يصح ان نضع السببية بدون وجود أرشيف فى الدماغ من الخبرات يمنح السبب للمسبب ،أي أننا لا نستطيع أن نحدد بدقة وبثقة المسبب بدون أن يوجد لدينا أرشيف من المشاهدات والخبرات على فعله لذا تكون المقارنة بين الطائرة والسيارة والكمبيوتر تدل على انسان وبين سماء ذات أبراج وأرض ذات فجاج تدل على العليم الخبير مقارنة غير صحيحة منطقيا فى إثبات أن الله هو الخالق أو ان هناك خالق وفي سياق منطق السببية .
"إنتهى"
Bookmarks