ورد فى تفسير الآية الكريمة قوله (مستقرها تحت العرش).
وقد روى هذا الحديث بألفاظ مختلفة لذا لزم الترجيح.
والرواية الراجحة هى: (أنَّ النَّبى صلَّى اللَّهُ عليهِ وسلَّمَ قالَ يومًا أتدرونَ أينَ تذهبُ هذهِ الشَّمسُ ؟ قالوا اللَّهُ ورسولُهُ أعلمُ، قال: فإنها تَذهَبُ حتى تَسجُدَ تحتَ العرشِ، فذلك قولُه تعالى: {وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ}).
ومعلوم أن الكرسى واسع للسماوات والأرض وأن فضل العرش على الكرسى كفضل الكرسى على السماوات.
والشمس لا تغرب تحت العرش بل تسجد تحت العرش.
وجميع الكائنات تسجد لله سبحانه وتعالى.
والأرض كروية فلا تغيب عنها الشمس.
والدليل لذلك قوله (رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ).
وهذا لا يكون إلا إذا كانت الأرض نفسها كروية.
أما سجود الشمس فهو خضوعها للـأمر الإلهى فهى مسخرة بأمر الله عز وجل.
والشمس تجرى فى الفضاء كما أشار الأستاذ عز الدين كزابر ولها مسار لا تحيد عنه إلا بفعل الكواكب وهو مستقرها.
ولا يلزم من طلب القرار السكون عن الحركة كما فى قوله تعالى (وَلَكُمْ فِي الْأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَىٰ حِينٍ).
فالشمس تجرى طالبة للقرار فى مسارها الأصلى بعد أن تنحرف عنه بفعل تأثيرات الكواكب.
ولذلك قال (تجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا).
وهناك وجه آخر فى تفسير الآية وهو مروى عن النبى صلى الله عليه وآله وسلم وهو قوله (بين يدى الساعة).
ويشهد له تفسير قتادة أيضاً (لوقتها ولأجل لا تعدوه) وهو منتهى سيرها عند خراب العالم.
Bookmarks