الترجمة
وأكثر من ذلك، فإن جُملة هوكنج " أن العلماء صاروا حُمّال مشعل الإكتشاف "، يُشَم منها رائحة العلموية - الرؤية التي تقرر أن العلم هو السبيل الوحيد للحقيقة.
فهذه الرؤية معْلم من معالم ذلك الحراك في الفكر العلماني والذي يسمى بـ " الإلحاد الجديد "، على الرغم من أنه جديد فقط في أفكاره الإستفزازية "العدوانية"، أكثر من محتواه العقلي.
لأي عالِم، ليس من الحكمة وخاصة في بداية كتاب صُمم ليكون مقنعاً أن تَستخف بالفلسفة بإحدى يديك، وأن تتبنى أفكارا فلسفية متناقضة في ذاتها باليد الأخرى.
يقول "سير بيتر ميداوار" قديماً والحائز على جائزة نوبل مبيّناً هذا الخطر في كتابة الممتاز " نصيحة لعالم صغير "، والذي من المفترض أن تكون قرائته إلزامية لكل العلماء، يقول فيه:" لا توجد طريقة أسرع من أن يجلب العالِم لنفسه ولتخصصه السمعة السيئة، بأن يدّعي - تحديدا عندما لا يوجد داعي للإدّعاء - أن العلم يعلم، أو قريباً سيعلم، كل الأسئلة المهمة التي تُسأل، وأما تلك الأسئلة التي ليست لها إجابات علمية، هي بطريقة أو بأخرى ليست أسئلة " أسئلة زائفة "، يسألها فقط الغبي، ويجيب عليها العالِم الغِرّ"
يتبع ...
Bookmarks