ادعوك لقراءة هذا المقطع بتأن... ففيه مفاجأة لغوية ستتفاجأ بها اول مرة وكل مرة تقرأها...
حجتان!... 2.... في اربع كلمات فقط!!!!...
تابع وسترى...
اذا دعي اليهود للايمان بما انزل الله... في عصر محمد صل الله عليه وسلم كان عندهم حجتان...
1 لا نؤمن به لاننا نؤمن بالتوراة... ولا يمكن الايمان بنقيضين... كيف نكون يهودا ومسلمين؟
2 لا نؤمن الا اذا انزل علينا... حتى لو كان من عند الله... المهم ان ينزل علينا لا على غيرنا كبني اسماعيل
القرآن اوجز لنا هاتين الحجتين فقط ب4 كلمات... قولهمنؤمن بما أنزل علينا)...
اي تحتمل معنى نؤمن بما انزل علينا فكيف نؤمن بما انزل عليك ايضا... وتحتمل معنى نؤمن بما انزل علينا بغض النظر ان كان مصدره الله ام لم يكن حسدا من عند انفسهم...
اسمع رد القرآن العجيب على هاتين الحجتين...
(وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءَهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِمَا مَعَهُمْ ۗ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنْبِيَاءَ اللَّهِ مِنْ قَبْلُ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِين)
اولا يصف حالهم بأنهم يكفرون بما وراءه...
ثم يأتي الرد العجيب...
الرد على الحجة الاولى:
(وهو الحق)... فالقرآن حق والتوراة حق (قبل التحريف)... فكلاهما يدعوان للاسلام ولاتباع محمد صلى الله عليه والسلام (البشارات).. اذا ليس جمعا للنقيضين
الرد على الحجة الثانية:
( قل فلم تقتلون...) اي لو كنتم بالفعل ستتبعون كتاب الله في حال انزل عليكم لا على غيركم فقد ارسلنا الى ابائكم الانبياء وهم من بني اسرائيل ومع ذلك قتلتموهم ...
وتعجب معي لهذه العبارة في الوسط (مصدقا لما معهم)... فإن شئت ان تضعها في الحجة الاولى اصبت وان شئت في الثانية اصبت... لكأنها صلة وصل بين الحجتين
الاولى (وهو الحق مصدقا لما معهم) ... اي كلاهما حق... وكلاهما يدعوان للايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم (البشارات)... كتب الله يصدق بعضها بعضا...
الثانية ( مصدقا لما معهم قل فلم تقتلون...)... اي لماذا هذا الحسد وكل كتب الله يصدق بعضها بعضا؟... فمحمد صلى الله عليه وسلم لا يدعوكم الى ترك ما جاء به موسى عليه السلام... ليس في دعوته انتزاع للسيادة حسد لاخوانه من الانبياء...
مثال للتوضيح: الايمان بعيسى عليه السلام لم يلغ الايمان بموسى عليه السلام عند النصارى... فعندهم ان المسيح عليه السلام لم يأت لينقض الناموس بل ليكمله...
والحق... على قلة عدد كلمات هذه الاية... فهي والله منهج دعوي لاهل الكتاب...
فيظنون من خلال بعض احتكاكي بهم ان الرسول عليه الصلاة والسلام جاء على انقاض اخوانه من الانبياء... لا والله انما جاء مكملا البناء... حتى ان احد من حاورته يوما سألني وهو يريد ان يستفز حيائي ويبين اننا إلغائيون... "هل تعتبر اننا كفار؟"... اعرضت عن الجواب بجواب اهم... قلت له بما معناه... ليستالمشكلة الا تؤمن بكتابي فحسب... المشكلة انك تكفر بكتابك انت... فهو يدعوك للايمان بمحمد صلى الله عليه وسلم ثم اعطيته احدى البشارات الواضحات...
سبحان الله! حجج رائعة في قالب لغوي اخاذ...
الاية كاملة: ( وَإِذَا قِيلَ لَهُمْ آمِنُواْ بِمَا أَنزَلَ اللَّهُ قَالُواْ نُؤْمِنُ بِمَا أُنزِلَ عَلَيْنَا وَيَكْفُرُونَ بِمَا وَرَاءهُ وَهُوَ الْحَقُّ مُصَدِّقًا لِّمَا مَعَهُمْ قُلْ فَلِمَ تَقْتُلُونَ أَنبِيَاء اللَّهِ مِن قَبْلُ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ)...
استفدت من الدكتور محمد الدراز
Bookmarks