سؤال بخصوص أبراج السماء

[Northern Bird]

هناك إجابة في العلم الحديث أن من العناصر الطبيعية ما كان ينزل من السماء ويرتطم بالأرض !

ولنتأمل هذه الآيات من سورة الحجر مرة أخرى خصوصا ما وضعت تحته خط :
(وَلَقَدْ جَعَلْنَا فِي السَّمَاءِ بُرُوجًا وَزَيَّنَّاهَا لِلنَّاظِرِينَ ، وَحَفِظْنَاهَا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ رَجِيمٍ ، إِلَّا مَنِ اسْتَرَقَ السَّمْعَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ مُبِينٌ ، وَالْأَرْضَ مَدَدْنَاهَا وَأَلْقَيْنَا فِيهَا رَوَاسِيَ وَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ شَيْءٍ مَوْزُونٍ ، وَجَعَلْنَا لَكُمْ فِيهَا مَعَايِشَ وَمَنْ لَسْتُمْ لَهُ بِرَازِقِينَ ، وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزِّلُهُ إِلَّا بِقَدَرٍ مَعْلُومٍ ، وَأَرْسَلْنَا الرِّيَاحَ لَوَاقِحَ فَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَسْقَيْنَاكُمُوهُ وَمَا أَنْتُمْ لَهُ بِخَازِنِينَ)

[Northern Bird]

ملاحظة : قد يكون ما بالآيات رد لمن يعتقد أن الأبراج هي من رزقت الإنسان ، فلنتأمل الحديث الصحيح التالي :
(ألَم تَسمَعوا ماذا قالَ ربُّكمُ اللَّيلةَ ؟ قالَ : ما أنعَمتُ علَى عِبادي مِن نِعمةٍ إلَّا أصبحَ طائفةٌ مِنهم بِها كافرينَ يقولونَ مُطِرْنا بنَوءِ كذا وَكذا فأمَّا مَن آمنَ بي وحَمِدَني علَى سُقيايَ فذاكَ الَّذي آمنَ بي وَكفرَ بالكَوكبِ ومَن قالَ : مُطِرنا بنَوءِ كذا وَكذا فذاكَ الَّذي كفرَ بي وآمنَ بالكوكبِ)

فالله هو الرزاق ذو القوة المتين

[ابن عبد البر الصغير]

هذا من علم التنجيم المحرم الخوض فيه، وجواب سؤالك أنه لا علاقة بالبروج وبين خصائص المواليد فيها .. بل ذلك كله من الشرك والسحر والكهانة، وكما هو معلوم فالملائكة موجودة في السماء، وكانت الشياطين تذهب لتلك الأبراج المخصوصة لاستراق السمع كما ذكر، حين يتحادث الملائكة في أمور الغيب التي أخبرهم بها الباري تعالى .. وفلسفة الصين والهندوس كلها قائمة على الكهانة .

ويبنغي أن تعلم بأن كتاب الله تعالى كله له خاصية فك السحر، ويوجد رقاة يبطلون السحر بالفاتحة فقط دون غيرها .. واعلم أخي أن الطريقة التي تتبعها هي عين ما يتبعه المنجمون والسحرة في ربط التنجيم بالآيات والسور وبالعناصر الطبيعية وشمس المتالف للبوني عامر بمثل ذلك ، ويدعي أن لكل سورة وآية حراساً من الجن، وفرقوا الأدوار وعكسوا الآيات على هذا المنوال، وزعموا أن في القرآن أسرارا سحريّة تكون ضمن الآيات وعليه امتهنوا كتاب الله وما قدروه حق قدره .

وفي هذا حذر الإمام قتادة المفسر وقال : " إنما جعل الله سبحانه هذه النجوم لثلاث خصال ، جعلها زينة للسماء ، وجعلها يهتدى بها ، وجعلها رجوما للشياطين . فمن تعاطى فيها غير ذلك فقد قال برأيه وأخطأ حظه وأضاع نصيبه وتكلف ما لا علم له به ، وإن ناسا جهلة بأمر الله قد أحدثوا من هذه النجوم كهانة ، من أعرس بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا ، ومن سافر بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا ، ومن ولد بنجم كذا وكذا كان كذا وكذا . "

وعلّق الحافظ الحكي وقال : " ولعمري ما من نجم إلا يولد به الأحمر والأسود والطويل والقصير والحسن والدميم .. " ( معارج القبول بشرح سلم الوصل )

فادر هذا وانتبه رعاك الله وأصلحك .

[Northern Bird]

مرحبا أخي ابن عبدالبر ، شكرا لك على المشاركة القيمة ولكن حقيقة فهي أخافتني ، فهل أنا أفعل ما يفعله السحرة وشمس "المتالف"

في البداية كان سؤالي عن هل هناك علاقة بين الأبراج وبين العناصر الطبيعة .. ولم يكن أبدا عن خصائص المواليد لعلمي أنها باطلة وأنهم يكتبون خصائصا تنطبق على كل شخص
ولقد قلتُ في بداية موضوعي أخي الكريم ، وهي في نهاية إحدى المشاركات وليست الأساسية التي برأس الموضوع:

بالنسبة لفلسفة الأبراج بالحضارات الأخرى .. يقولون أن كل مولود يأخذ صفات من العنصر الذي وُلد في وقته ، فمن وُلد في وقت برج الثور يأخذ صفات عنصر التراب فتجده هادئ ومسالم ويحب الزراعة ، ومن يولد في وقت برج الأسد يأخذ صفات عنصر النار فتجده سريع الغضب وعدواني ... والله أعلم عن مدى صدق فلسفتهم هذه.

ولقد عدت وأكدت على سبب طرحي للموضوع وذلك لكي لا يعتقد أحد أنني أدس السم بالعسل فقلت :

أتمنى ألا يظن أحد أنني أروج لعلوم الأبراج والحظ وغيرها مما يضر ولا ينفع
هي فقط ملاحظات ويبدو أنه هناك علاقة بين الأبراج والعناصر ، سأدرجها يوما إن توصلت لحقيقتها بإذن الله.

فأغلب الناس يرون أنفسهم مسالمين ، وأغلب الناس يحبون الطبيعة والخضرة ، وأغلب الناس يغضبون ويصبحون عدوانيين إذا استلزم الأمر
ففلسفة أن هناك علاقة بين الأبراج النجمية وبين الرزق وخصائص المواليد هي فلسفة من يقدس الكواكب ويرى أنها تمثل الآلهة وأن لها تأثيرا في مجريات الحياة البشرية.
ومما يدل على تقديسهم هو الإفصاح عن أمنية حين رؤية شهاب ما .

فبعد تذكري لهذا الحديث :
(ألَم تَسمَعوا ماذا قالَ ربُّكمُ اللَّيلةَ ؟ قالَ : ما أنعَمتُ علَى عِبادي مِن نِعمةٍ إلَّا أصبحَ طائفةٌ مِنهم بِها كافرينَ يقولونَ مُطِرْنا بنَوءِ كذا وَكذا فأمَّا مَن آمنَ بي وحَمِدَني علَى سُقيايَ فذاكَ الَّذي آمنَ بي وَكفرَ بالكَوكبِ ومَن قالَ : مُطِرنا بنَوءِ كذا وَكذا فذاكَ الَّذي كفرَ بي وآمنَ بالكوكبِ)

علمت أن المقصد من ذكر العناصر بعد الأبراج وذكر كلمة (أنزلنا) و (ألقينا) و (أرسلنا)
هو دليل على أن الأبراج ليس لها أي علاقة في الإرسال والإلقاء والتنزيل لتلك العناصر ، فكلمة ألقينا لا تعود للأبراج بل لمن خلق الأبراج وخلق كل شيء
فهي رد ، بل رد قوي على من يربط الأبراج بالعناصر

فأنا توصلت بالنهاية أن لا علاقة بينهما
بل ذكر تدمير الناس بالعناصر في سورة البروج هو دلالة أن الله هو مسير تلك العناصر ومن يستخدمها .

فالنجوم رجوم للشياطين ومصابيح زينة للسماء وعلامات لمعرفة الاتجاهات ، أما غير ذلك فالله أعلم به

سؤال لمن يعرف بنظرية التطور / هل صحيح أن التطوريون يعتقدون بأن النجوم تُنزل موادا كيميائية للأرض وأن الخلايا هي Star-dust ؟ فهم بهذا كأنهم يقولون أن خالقهم هو نجم ما!