النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية و تهنئة الكفار بأعيادهم

  1. #1

    افتراضي حكم الاحتفال برأس السنة الميلادية و تهنئة الكفار بأعيادهم

    السؤال : ما حكم تهنئة الكفار بأعيادهم ؟ .

    الجواب :

    تهنئة الكفار بعيد الكريسمس أو غيره من أعيادهم الدينية حرام بالاتفاق ، كما نقل ذلك ابن القيم - يرحمه الله - في كتاب
    ( أحكام أهل الذمة ) حيث قال : " وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم ، فيقول: عيد مبارك عليك ، أو تهْنأ بهذا العيد ونحوه ، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله ، وأشد مقتاً من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس ، وارتكاب الفرج الحرام ونحوه ، وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ، ولا يدري قبح ما فعل ، فمن هنّأ عبداً بمعصية أو بدعة ، أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه ." انتهى كلامه - يرحمه الله - .
    وإنما كانت تهنئة الكفار بأعيادهم الدينية حراماً وبهذه المثابة التي ذكرها ابن القيم لأن فيها إقراراً لما هم عليه من شعائر الكفر، ورضى به لهم ، وإن كان هو لا يرضى بهذا الكفر لنفسه ، لكن يحرم على المسلم أن يرضى بشعائر الكفر أو يهنّئ بها غيره ، لأن الله تعالى لا يرضى بذلك كما قال الله تعالى : { إن تكفروا فإن الله غني عنكم ولا يرضى لعباده الكفر وإن تشكروا يرضه لكم } وقال تعالى : { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً } ، وتهنئتهم بذلك حرام سواء كانوا مشاركين للشخص في العمل أم لا .

    وإذا هنؤنا بأعيادهم فإننا لا نجيبهم على ذلك لأنها ليست بأعياد لنا ، ولأنها أعياد لا يرضاها الله تعالى ، لأنها إما مبتدعة في دينهم وإما مشروعة لكن نسخت بدين الإسلام الذي بعث الله به محمداً إلى جميع الخلق ، وقال فيه : { ومن يبتغ غير الإسلام ديناً فلن يقبل منه وهو في الآخرة من الخاسرين } . وإجابة المسلم دعوتهم بهذه المناسبة حرام ، لأن هذا أعظم من تهنئتهم بها لما في ذلك من مشاركتهم فيها .

    وكذلك يحرم على المسلمين التشبه بالكفار بإقامة الحفلات بهذه المناسبة ، أو تبادل الهدايا أو توزيع الحلوى ، أو أطباق الطعام ،أو تعطيل الأعمال ونحو ذلك لقول النبي صلى الله عليه وسلم : { من تشبّه بقوم فهو منهم } . قال شيخ الإسلام ابن تيميه في كتابه : ( اقتضاء الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم ) : " مشابهتهم في بعض أعيادهم توجب سرور قلوبهم بما هم عليه من الباطل ، وربما أطمعهم ذلك في انتهاز الفرص واستذلال الضعفاء " . انتهي كلامه يرحمه الله .

    ومن فعل شيئاً من ذلك فهو آثم سواء فعله مجاملة أو توددا أو حياء أو لغير ذلك من الأسباب لأنه من المداهنة في دين الله، ومن أسباب تقوية نفوس الكفار وفخرهم بدينهم .

    والله المسئول أن يعز المسلمين بدينهم ، ويرزقهم الثبات عليه ، وينصرهم على أعدائهم ، إنه قوي عزيز . ( مجموع فتاوى ورسائل الشيخ ابن عثيمين 3/369 ) .

  2. #2

  3. #3

    افتراضي

    جزاكي الله خيرًا يا أخت عاتكة على هذا النقل الطيب .
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  4. افتراضي

    الحمد لله و الصلاة و السلام على رسول الله
    سألت الشيخ الفاضل عبد الرحمن بن طلاع المخلف عن هذه المسائل فاجابني واذن لي بنشر الاجوبة فجزاه الله خيرا


    س1
    أحد الاخوة من الغرب يسال ويقول انه يشتغل في محل لبيع القرطاسية و الموسم اليوم موسم اعياد الميلاد فالقوم يبيعون بعض الامور المتعلقة به و لكنه نأى بنفسه عن ذلك و لكن في احد هذه الايام جاءه المدير الكافر على عجل و طلب منه و ضع لاصقة سعر على ورق هدايا اعياد الميلاد المكتوب على بعضها ميلاد مجيد و بعضعا فقط نجوم وهو شعار عيدهم و تركه على عجل فطلب لزميل منه بوذي فعل ذلك ثم انه راى قد دل على ذلك فكان كالمباشر له وهو يسال عن حكم ذلك وهل وقع بالكفر والردة و العياذ بالله؟وقد طلب منه المدير فعل ذلك في اليوم التالي فقال نعم لاول وهلة مع تبيت النية على عدم فعل ذلك ثم انه قال لمديره افعل ذلك رجاء فلن افعل ذلك في وجه.

    فأجاب الشيخ عبد الرحمن حفظه الله:
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    لا يكفر هذا الأخ لأن مجرد احتفال عيد الميلاد ليس بكفر مخرج من الملة و إنما هو من البدع التي أحدثها النصارى في دينهم كما هي بدعة مولد النبي صلى الله عليه و سلم و الإحتفال بهجرته و غيرها من الإحتفالات البدعية فمن أعان على هذه البدع أثم .
    فالأصل أنه لا يجوز إعانتهم على هذه البدعة و لكن لو اضطر المسلم لذلك جاز له لقوله تعالى {إِنَّمَا حَرَّمَ عَلَيْكُمُ الْمَيْتَةَ وَالدَّمَ وَلَحْمَ الْخِنزِيرِ وَمَا أُهِلَّ بِهِ لِغَيْرِ اللّهِ فَمَنِ اضْطُرَّ غَيْرَ بَاغٍ وَلاَ عَادٍ فَلا إِثْمَ عَلَيْهِ إِنَّ اللّهَ غَفُورٌ رَّحِيمٌ }البقرة173 .
    فإعانتهم على هذه البدعة من جنس الموالاة غير المخرجة من الملة فإذا كان من تشبه بمجرد احتفالاتهم لا يكفر و إن كان يخشى عليه الوقوع في الموالاة المخرجة من الملة بسبب موافقتهم هذه البدعة فكيف يكفر من أعانهم في هذه الإحتفالات و يجوز في الموالاة غير المخرجة من الملة أن يتقي المسلم الكفار كما في قوله تعالى {لاَّ يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاء مِن دُوْنِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَن يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللّهِ فِي شَيْءٍ إِلاَّ أَن تَتَّقُواْ مِنْهُمْ تُقَاةً وَيُحَذِّرُكُمُ اللّهُ نَفْسَهُ وَإِلَى اللّهِ الْمَصِيرُ }آل عمران28 .
    قال ابن كثير رحمه الله في هذه الآية ( وقوله تعالى: {إلا أن تتقوا منهم تقاة}، أي إلا من خاف في بعض البلدان والأوقات من شرهم، فله أن يتقيهم بظاهره لا بباطنه ونيته، كما قال البخاري عن أبي الدرداء إنه قال: " إنَّا لنكشر في وجوه أقوام وقلوبنا تلعنهم". وقال الثوري، قال ابن عباس: ليس التقية بالعمل إنما التقية باللسان، ويؤيده قول اللّه تعالى: {من كفر باللّه من بعد إيمانه إلا من أكره وقلبه مطمئن بالإيمان} الآية. )
    و الله أعلم .



    ثم أني كتبت لشيخنا أبي مريم عبد الرحمن المخلف:
    شيخي الكريم بارك الله في علمكم و عملكم.
    1-هلا ذكرتم لي ضابطا يحكم مسالة تهنئة الكفار باعيادهم، فان الشيخ علي الخضير يقول قي الوجازة شرح الاصول الثلاثة:
    8"- تهنئتهم بأفراحهم ، والمقصود بالأفراح الدنيوية، أما أفراحهم الدينية فهذه من الكفر لأنها تدل على رضائك بدينهم ."
    هل المقصود في كلامه اعيلدهم الدينية المحتويه على الكفر الصراح؟
    شيخي الكريم ،وعذراعلى الاطالة، عيسى عليه السلام عند القوم رب يعبد، فهل بدعة الاحتفال بمولده تقاس على مولد نبينا صلى الله عليه و سلم؟

    فأجابني حفظه الله:
    قال ابن القيم رحمه الله ( فصل في تهنئتهم
    بزوجة أو ولد أو قدوم غائب أو عافية أو سلامة من مكروه ونحو ذلك وقد اختلفت الرواية في ذلك عن أحمد فأباحها مرة ومنعها أخرى والكلام فيها كالكلام في التعزية والعيادة ولا فرق بينهما ولكن ليحذر الوقوع فيما يقع فيه الجهال من الألفاظ التي تدل على رضاه بدينه كما يقول أحدهم متعك الله بدينك أو نيحك فيه أو يقول له أعزك الله أو أكرمك إلا أن يقول أكرمك الله بالإسلام وأعزك به ونحو ذلك فهذا في التهنئة بالأمور المشتركة .
    وأما التهنئة بشعائر الكفر المختصة به فحرام بالاتفاق مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول عيد مبارك عليك أو تهنأ بهذا العيد ونحوه فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثما عند الله وأشد مقتا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه .
    وكثير ممن لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل فمن هنأ عبدا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه وقد كان أهل الورع من اهل العلم يتجنبون تهنئة الظلمة بالولايات وتهنئة الجهال بمنصب القضاء والتدريس والإفتاء تجنبا لمقت الله وسقوطهم من عينه وإن بلي الرجل بذلك فتعاطاه دفعا لشر يتوقعه منهم فمشى إليهم ولم يقل إلا خيرا ودعا لهم بالتوفيق والتسديد فلا بأس بذلك وبالله التوفيق . ) أ . هـ
    كلام الشيخ علي الخضير فك الله أسره من حيث الحكم الكلي العام صحيح لأن كل بدعة دينية هي تشريع من دون الله و كل تشريع من دون الله كفر و لا شك .
    و لكن تتفاوت مراتب هذه التشريعات بحيث منها ما يكون ظاهرا بحيث يكفر فاعله و لا يعذر بجهله و منها ما يكون خفيا بحيث لا يمكن تكفير الفاعل حتى تقوم عليه الحجة و تزول الشبهه .
    و كذلك الظاهر من التشريعات منها ما يدخله الجهل فيعذر من كان ناشئا في بادية بعيدة أو حديث عهد بإسلام أو من يكون مقيما في دار الكفر و خفيت عليه مثل هذه الأحكام و منها ما لا يدخله جهل أو تأويل .
    فالأفراح الدينية تتفاوت فمنها ما هو كفر صراح لا يعذر فيه مكلف إلا من أكره فمثل هذا لو هنئهم أحد كفر و منها ما يكون من قبيل البدع غير المخرجة من الدين لوجود العذر فمن هنئهم بها متأولا أو جاهلا لا يكفر .
    أما التشبه بهم فهو على تفصيل منه ما يصل إلى الكفر على التفصيل الذي ذكرناه في التهنئه و منه ما يكون دون ذلك قال شيخ الإسلام بن تيمية رحمه الله ( وأيضا مما هو صريح في الدلالة ما روى أبو داود في سننه حدثنا عثمان بن أبي شيبة حدثنا أبو النضر يعني هاشم بن القاسم حدثنا عبد الرحمن بن ثابت حدثنا حسان بن عطية عن أبي منيب الجرشي عن ابن عمر رضي الله عنهما قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من تشبه بقوم فهو منهم وهذا إسناد جيد فإن ابن أبي شيبة وأبا النضر وحسان بن عطية ثقات مشاهير أجلاء من رجال الصحيحين وهم أجل من أن يحتاجوا إلى أن يقال هم من رجال الصحيحين وأما عبد الرحمن بن ثابت بن ثوبان فقال يحيى بن معين وأبو زرعة وأحمد بن عبد الله العجلي ليس به بأس وقال عبد الرحمن بن إبراهيم دحيم هو ثقة وقال أبو حاتم هو مستقيم الحديث
    وأما أبو منيب الجرشي فقال فيه أحمد بن عبد الله العجلي هو ثقة وما علمت أحدا يذكره بسوء وقد سمع منه حسان بن عطية وقد احتج الإمام أحمد وغيره بهذا الحديث
    وهذا الحديث أقل أحواله أنه يقتضي تحريم التشبه بهم وإن كان ظاهره يقتضي كفر المتشبه بهم كما في قوله ومن يتولهم منكم فإنه منهم
    وهو نظير ما سنذكره عن عبد الله بن عمرو أنه قال من بنى بأرض المشركين وصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت حشر معهم يوم القيامة
    فقد يحمل هذا على التشبه المطلق فإنه يوجب الكفر ويقتضي تحريم أبعاض ذلك وقد يحمل على أنه صار منهم في القدر المشترك الذي شابههم فيه فإن كان كفرا أو معصية أو شعارا للكفر أو للمعصية كان حكمه كذلك ) .
    و هذه جمل لها تفصيل يطول ذكره ليس هذا مكانه و لعل الله تعالى أن ييسر لنا ذكره في موضع آخر .
    و أما قياس مولد النبي صلي الله عليه و سلم بمولد عيسى عليه السلام فقياس صحيح لأن مدار القياس هنا على الإحداث في دين الله لا دافع هذا الإحداث بل لو تدبرنا جيدا لوصلنا إلى الأن الدافع واحد و هو الغلو و هذا ما حذر من النبي صلى الله عليه و سلم كما في الحديث الصحيح عن ابن عباس عن عمر ( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا تطروني كما تطري النصارى عيسى بن مريم ولكن قولوا عبد الله ورسوله ) و غيرها من الأحاديث

  5. #5

    افتراضي

    يا اهلا اخى أبو مارية وجزاك الله خيرا على استجابتك لدعوتى
    زعم المنجم والطبيب كلاهما *** لا تبعث الأموات قلت : إليكما
    إن صح قولكما فلست بخاسر *** أو صح قولي فالخسارة عليكما

  6. افتراضي

    بارك الله فيكم أخي الكريم و شكرا على دعوتكم لهذا المنتدى الماتع النافع باذن الله و الله الموفق و يهدي من يشاء الى صراط مستقيم.

  7. افتراضي

    جزي الله الأخت عاتكة خير الجزاء علي الموضوع الهام .

    مرحبًا أخي الحبيب أبو مارية

  8. افتراضي

    حياكم الله دكتور حسام وقد سعددت بوجودك هنا و قد قرات شيئا من مقالاتك هنا فبارك الله فيك ونصرك .
    اللهم فك أسر الشيخ المجاهد حامد العلي و اخوانه من العلماء المجاهدين الذين صدعوا بكلمة الحق عندما خرس الكثير
    موقع الشيخ حامد العلي
    http://h-alali.info/npage/index.php
    منبر التوحيد و الجهاد
    http://www.tawhed.ws/
    حمل موقع الشيخ علي الخضير فك الله اسره و أسر اخوته
    http://www.islammessage.com/books/ali_alkhudair/22.rar
    فلم وثائقي:براءة المجاهدين من تقصد سفك دماء المسلمين
    http://islammessage.com/vb//index.ph...=0&#entry41729

  9. افتراضي

    للرفع و التذكير بعد مضي عام على نشر هذا الموضوع...سبحان الله تجري الايام بسرعة يا شباب!
    اللهم فك أسر الشيخ المجاهد حامد العلي و اخوانه من العلماء المجاهدين الذين صدعوا بكلمة الحق عندما خرس الكثير
    موقع الشيخ حامد العلي
    http://h-alali.info/npage/index.php
    منبر التوحيد و الجهاد
    http://www.tawhed.ws/
    حمل موقع الشيخ علي الخضير فك الله اسره و أسر اخوته
    http://www.islammessage.com/books/ali_alkhudair/22.rar
    فلم وثائقي:براءة المجاهدين من تقصد سفك دماء المسلمين
    http://islammessage.com/vb//index.ph...=0&#entry41729

  10. افتراضي

    عنوان السؤال : هل يجوز الاحتفال بعيد راس السنة والكرسمس؟!

    المفتي: الشيخ حامد العلي حفظه الله وثبته على دينه وزاده صلابة في قول الحق



    السؤال : فضيلة الشيخ هل يجوز الإحتفال بعيد راس السنة الميلادية وكذلك الكرسمس ، وهل يجوز التهئنة به ؟!


    الجواب :
    الحمد لله الذي أنزل الشريعة بالحق ، وفرق بينها وبين الباطل ، والصلاة والسلام على نبينا صلى الله عليه وسلم القائل " من تشبه بقوم فهو منهم " وبعد :



    فإنه من أهم أصول الشريعة الإسلامية ، الأمر بإظهار التميـّز عن المشركين في مظاهر دينهم ، وإبراز الإعتزاز بالإنتماء إلى دين التوحيد الحق الذي هو الإسلام ، ميراث جميع الرسل الكرام ، لاسيما في الأعياد الدينية ، التي هي شعائر التمييز العامة ، ومن أعظم ما يضاد هذا الأصل ، أن يشارك المسلم المشركين من اليهود أو النصارى أو غيرهم ، في أعيادهم الدينية ، وهو محرم تحريما قطعيا.



    وفيما يلي تلخيص لما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمة رحمه الله من أدلة على تحريم مشاركة النصارى في أعيادهم :

    * نهى الله عز وجل عن موالاة الكفار وعن مشابهتهم ، كما في قوله تعالى : "َ يأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ "



    وقال تعالى :" يا أيها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنْ الْحَقِّ " ، وقال تعالى : "إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا " ، وقال تعالى :" وَلاتَتَّبِعْ سَبِيلَ الْمُفْسِدِينَ "

    * ومن ولايتهم حضور أعيادهم الدينية .

    * وحذر رسول الله صلى الله عليه وسلم من مشابهتهم فقال: ( مَنْ تَشَبَّهَ بِقَوْمٍ فَهُوَ مِنْهُمْ ) -رواه الإمام أحمد وأبو داود- .

    * وقال صلى الله عليه وسلم : (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ ) رواه البخاري ومسلم وأحمد .

    *وقال صلى الله عليه وسلم : (لا تَقُومُ السَّاعَةُ حَتَّى تَأْخُذَ أُمَّتِي بِأَخْذِ الْقُرُونِ قَبْلَهَا شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ فَقِيلَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَفَارِسَ وَالرُّومِ فَقَالَ وَمَنِ النَّاسُ إِلَّا أُولَئِكَ) رواه البخاري وأحمد.

    *وقال صلى الله عليه وسلم : (خَالِفُوا الْمُشْرِكِينَ وَفِّرُوا اللِّحَى وَأَحْفُوا الشَّوَارِبَ) رواه البخاري ومسلم ؛ وقال صلى الله عليه وسلم : ( إِنَّ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى لا يَصْبُغُونَ فَخَالِفُوهُمْ ) - رواه البخاري ومسلم-.

    *ويدل على تحريم شهود أعيادهم قول تعالى :" وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا" .

    وقد نقل طائفة من المفسرين كما في الدر المنثور عن بعض التابعين مثل مجاهد والضحاك وعكرمة أن المقصود من ذلك أعياد المشركين .

    *وقال عبد الملك بن حبيب من أصحاب مالك في كلام له: فلا يعاونون على شيء من عيدهم لأن ذلك من تعظيم شركهم وعونهم على كفرهم.

    وينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك وهو قول مالك وغيره.

    *وروى الشيخ الأصبهاني بإسناده عن ابن سلام عن عمرو بن مرة قال:" وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّورَ" لا يماكثون أهل الشرك على شركهم ولا يخالطونهم.

    *وقد سئل أبو القاسم عن الركوب في السفن التي تركب فيها النصارى إلى أعيادهم ، فكره ذلك مخافة نزول السخط عليهم بشركهم الذي اجتمعوا عليه وقد قال تعالى : "يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ " فيوافقهم ويعينهم "فَإِنَّهُ مِنْهُمْ "

    *وعَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ قَالَ : ( كَانَ لأَهْلِ الْجَاهِلِيَّةِ يَوْمَانِ فِي كُلِّ سَنَةٍ يَلْعَبُونَ فِيهِمَا فَلَمَّا قَدِمَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ الْمَدِينَةَ قَالَ كَانَ لَكُمْ يَوْمَانِ تَلْعَبُونَ فِيهِمَا وَقَدْ أَبْدَلَكُمُ اللَّهُ بِهِمَا خَيْرًا مِنْهُمَا يَوْمَ الْفِطْرِ وَيَوْمَ الاَضْحَى ) رواه أبو داود في سننه والنسائي في سننه والإمام أحمد في مسنده .

    *وقد ذكر شيخ الاسلام أن المحذور في أعياد أهل الكتابين التي نقرهم عليها أشد من المحذور في أعياد الجاهلية التي لا نقرهم عليها، فإن الأمة قد حُذِّرت من مشابهة اليهود النصارى وأُخْبِر النبي صلى الله عليه وسلم أنه سيفعل قوم منهم هذا المحذور، بخلاف دين الجاهلية فإنه لا يعود إلا في آخر الدهر موت المؤمنين جميعا .

    *وعَنْ ثَابِتٍ بْنُ الضَّحَّاكِ قَالَ : ( نَذَرَ رَجُلٌ عَلَى عَهْدِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَنْ يَنْحَرَ إِبِلا بِبُوَانَةَ فَأَتَى النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ إِنِّي نَذَرْتُ أَنْ أَنْحَرَ إِبِلا بِبُوَانَةَ فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ هَلْ كَانَ فِيهَا وَثَنٌ مِنْ أَوْثَانِ الْجَاهِلِيَّةِ يُعْبَدُ قَالُوا لَا قَالَ هَلْ كَانَ فِيهَا عِيدٌ مِنْ أَعْيَادِهِمْ قَالُوا لَا قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَوْفِ بِنَذْرِكَ فَإِنَّهُ لَا وَفَاءَ لِنَذْرٍ فِي مَعْصِيَةِ اللَّهِ وَلَا فِيمَا لَا يَمْلِكُ ابْنُ آدَمَ ) رواه أبو داود في سننه.

    فالذبح لله في المكان الذي يذبح فيه المشركون لغير الله أي في محل أعيادهم معصية لله تعالى، وإذا كان الوفاء بالنذر واجب فإن المانع للوفاء بالنذر يكون أشد .
    وبذلك يكون النذر معصية إذا وجد في المكان بعض الموانع ، وما كان من نذر المعصية فلا يجوز الوفاء به بإجماع العلماء .

    *وإذا كان الإسلام يحرم تخصيص بقعة عيدهم بطاعة فيها ، فكيف يكون حكــم نفس عيدهم؟! .

    *وفي الصحيحين عن عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ : ( دَخَلَ أَبُو بَكْرٍ وَعِنْدِي جَارِيَتَانِ مِنْ جَوَارِي الاَنْصَارِ تُغَنِّيَانِ بِمَا تَقَاوَلَتِ الاَنْصَارُ يَوْمَ بُعَاثَ قَالَتْ وَلَيْسَتَا بِمُغَنِّيَتَيْنِ فَقَالَ أَبُو بَكْرٍ أَمَزَامِيرُ الشَّيْطَانِ فِي بَيْتِ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَذَلِكَ فِي يَوْمِ عِيدٍ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَا أَبَا بَكْرٍ إِنَّ لِكُلِّ قَوْمٍ عِيدًا وَهَذَا عِيدُنَا).

    *فكل قوم يختصون بأيامهم وبأعيادهم ولذلك قال تعالى :" لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهَاجًا "

    وقوله صلى الله عليه وسلم هذا عيدنا يدل على الاختصاص أي لا عيد لنا إلا ما خصصه رسول الله صلى الله عليه وسلم (أي عيد الفطر وعيد الإضحى ).

    *وقال شيخ الإسلام رحمه الله إن تعليل الإباحة للجواري في يوم العيد فيه دلالة على أن اللعب في هذا اليوم خاص بنا ولا يتعدى إلى أعياد الكفار، فلا يرخص اللعب في أعيادهم .

    *وفي الصحيحين عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهُ : ( أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يَقُولُ نَحْنُ الاخِرُونَ السَّابِقُونَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ بَيْدَ أَنَّهُمْ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِنَا ثُمَّ هَذَا يَوْمُهُمِ الَّذِي فُرِضَ عَلَيْهِمْ فَاخْتَلَفُوا فِيهِ فَهَدَانَا اللَّهُ فَالنَّاسُ لَنَا فِيهِ تَبَعٌ الْيَهُودُ غَدًا وَالنَّصَارَى بَعْدَ غَدٍ ) البخاري ومسلم والنسائي والإمام أحمد .

    فهذا اختصاص وتفضيل من الله تعالى لنا بعيد أسبوعي (يوم الجمعة) نخالفهم فيه وفضلنا به عليهم وهدانا إليه وأضلهم وكذا حكم العيد السنوي ، يجب علينا أن خالفهم فيه أضا

    *وروى البيهقي بإسناد صحيح في باب كراهية الدخول على المشركين يوم عيدهم في كنائسهم والتشبه بهم يوم نيروزهم ومهرجانهم عن عطاء بن دينار عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال : " ولا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخط يتنزل عليهم ".

    *جاء رجل إلى علي بن أبي طالب رضي الله عنه وقال : "يا أمير المؤمنين هذه هدية"، فقال : "ما هذه الهدية ؟" قال : " هذا يوم النيروز"، . فقال علي : " فاصنعوا كل يوم فيروزا "، (بالفاء) غير الاسم ولم يرض أن يشابهم حتى في الاسم ، وقال " فاصنعوا كل يوم فيروزا "، وأراد بذلك أي حتى تنتفي المشابهة والمشاركة في عيدهم ، لا كما يظنه الجهال أنه إقرار منه حاشاه رضي الله عنه أرضـــــاه .

    *وقد أجمع العلماءعلى تحريم التشبه بالكفار وحضور أعيادهم والله أعلم
    اللهم فك أسر الشيخ المجاهد حامد العلي و اخوانه من العلماء المجاهدين الذين صدعوا بكلمة الحق عندما خرس الكثير
    موقع الشيخ حامد العلي
    http://h-alali.info/npage/index.php
    منبر التوحيد و الجهاد
    http://www.tawhed.ws/
    حمل موقع الشيخ علي الخضير فك الله اسره و أسر اخوته
    http://www.islammessage.com/books/ali_alkhudair/22.rar
    فلم وثائقي:براءة المجاهدين من تقصد سفك دماء المسلمين
    http://islammessage.com/vb//index.ph...=0&#entry41729

  11. #11

    افتراضي

    السلام عليكم

    و عندي السؤل: هل يجوز إقامة الحفل يوم عيد الأضحى لتوزيع الهدايا على الأطفال؟

  12. افتراضي

    هذه البدع دخلت بلادنا عن طريق اهل الكتاب والمفتونين بهم ((وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ )) .. وزادت تلك البدع والمهازل بالاوان الاخيرة وخاصة بمصر .. اصبح للكريسماس وشجرة الميلاد وراس السنة طقوس وحفلات برعاية اعلام الدولة وحمايتها له .. بل ويتفرغ الامن والسلطات للاعداد لتلك المناسبة وتوفير الحماية لها ..
    وصدق رسول الله فى قوله قال صلى الله عليه وسلم : (لَتَتَّبِعُنَّ سَنَنَ مَنْ قَبْلَكُمْ شِبْرًا بِشِبْرٍ وَذِرَاعًا بِذِرَاعٍ حَتَّى لَوْ سَلَكُوا جُحْرَ ضَبٍّ لَسَلَكْتُمُوهُ قُلْنَا يَا رَسُولَ اللَّهِ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى قَالَ فَمَنْ ) رواه البخاري ومسلم وأحمد .
    وبارك الله فيكى اخت عاتكة .. وبارك الله فيك ابو مارية القرشى لتذكيرنا بالاحاديث وخاصة هذا الحديث .. وجزاكم الله خيرا

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jan 2007
    الدولة
    المغرب ـ> مراكش
    المشاركات
    343
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو مارية القرشي مشاهدة المشاركة
    للرفع و التذكير بعد مضي عام على نشر هذا الموضوع...سبحان الله تجري الايام بسرعة يا شباب!
    up _up

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. الاحتفال برأس السنة الميلادية
    بواسطة ابن عبد البر الصغير في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 33
    آخر مشاركة: 01-01-2013, 11:06 PM
  2. ما حكم الاحتفال بأعياد الكفار ؟
    بواسطة الأسمر في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 3
    آخر مشاركة: 12-24-2005, 06:37 PM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء