عندما تواجه !!
فأنت حينها تفتقر إلى ظهير ونصير ومعين ، فكيف إذا كانت مواجهتك على حافة الهاوية ؟ بين الإيمان والإلحاد ، وبرد اليقين والشك المطلق ؟
لقد أُمرنا بعدم المبادرة مالم تستدع الضرورة والحاجة والمصلحة الدعوية كما قال رسولنا صلى الله عليه وسلم (أيها الناسُ ، لا تتمنوا لقاءَ العدُوِّ، وسلوا اللهَ العافيةَ ) رواه البخاري ، فكيف بمن لم يأخذ ب{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ } والقوة ها هنا الثوابت والدعائم التي لابد منها وهي العلم المتخصص والمطالعة المستجدة والبحث المستمر والتعلم ممن رسخ ، والعبادة خاصة في السر وعند الفتن ، والدعاء خاصة إذا أقفل عليك الفهم ، والتأمل في آثار صفات الرحمن كيف تتجلى في مفعولاته ، والنظر في الكتابين المسطور والمنظور ، ثم غسل القلب دائماً بالذكر والرقائق واستطعام حلاوة الإيمان في مشهد مرارة الإلحاد ، وتذكير النفس بالعافية والسلامة مما يرى ويسمع من مصير هذا الملحد ونهاية ذاك الجاحد ، والإستعبار ممن انقلبت أحوالهم من بني جلدتنا فغدوا مسوخاً يستحلون ما لا يخطر حتى في الكوابيس والخيالات المريضة .
نعم فهناك بون شاسع بين من يخوض مشهد الدعوة وهو يسير على طريق واسع مستقيم (الصراط المستقيم) ، وبين من يواجه وهو على حافة الجدار تشفق عليه من السقوط في أي لحظة ! وهو مثخن بجراحات الإعتراضات وملاحقة الشبهات .
قال الإمام القرطبي : "وإن من علامات عدم التوفيق البقاء في الطريق من غير وصول إلى المقصود على التحقيق" (المفهم 711/6) .
تمهل أخي واستعد تمام الإستعداد الإيماني والعلمي قبل أن تخوض الغمار ، وخذ بشعار (اللهم سلّم سلّم) وحافظ على رأس مالك الإيماني أولاً ثم استثمر على قدر سعتك العلمية والزمانية ، ولا تغامر بكل طاقتك لتنقذ غيرك وأنت تفتقد لياقتك الروحية والإيمانية فالإيمان يزيد وينقص فقس معدلك الإيماني كل لحظة واستعن دائماً بالله عز وجل قبل .....أن تواجه !!
Bookmarks