تساؤلات بخصوص النبوة والرسالة.

[Northern Bird]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

كنت قبل قليل أفكر حول الفرق بين النبوة والرسالة

نحن نعلم أن كل رسول نبي وليس كل نبي رسول ، وأن الرسول يوحى إليه برسالة جديدة وتشريع جديد للناس .. أما النبي يوحى إليه أن يتبع رسالة من كان قبله وأن يأمر الناس باتباعها

لكن السؤال ... لماذا "كل رسول نبي" ... طالما أنه رسول وأتى بوحي جديد ... يصبح نبيا ليتبع رسالة من؟؟

باعتقادي أنه مثلا محمد صلى الله عليه وسلم ، رسول بخصوص الرسالة التي هي الوحي القرآني .... ونبي بخصوص التطبيق لها وهي السنة

أي أن بوحي القرآن فمحمد رسول ، وبوحي السنة فمحمد نبي

أتمنى وصلت الفكرة وأتمنى أقرأ آرائكم

[Maro]

كلمة (نبى) مشتقة من النبأ والنبوءة
قال تعالى: {عم يتساءلون * عن النبأ العظيم * الذى هم فيه مختلفون}
{نبئ عبادي أنى أنا الغفور الرحيم * وأن عذابى هو العذاب الأليم}
فالنبى أو المُنذِر هو الرجل الذى ينبىء الناس وينذرهم بأن الله حق والملائكة حق وكتبه حق ورسله حق، وأن الآخرة حق والجنة حق والنار حق.
ويشترك فى هذه المهمة كل من الرسول والنبى.

أما الرسول فمن (الرسالة)
{إنا أرسلناك بالحق بشيرا ونذيرا ولا تُسأل عن أصحاب الجحيم}
أى من يحمل رسالة إلى من يقصدهم
وهذه المهمة يختص بها الرسول.

[Northern Bird]

شكرا لك أخي مارو على الإفادة

هل من دليل أن النبي هو من يأتي وفق شريعة سابقة وأن الرسول يأتي بشريعة جديدة ؟
وهل هارون نبي أم رسول ؟ وهل نزل عليه كتاب وفقا للآية : (بقية مما ترك آل موسى وآل هارون) ؟

[قاصد الحق]

السلام عليكم

الموضوع فيه خلاف كما هو معلوم من العلماء من فرق بين الرسول والنبي ومنهم من لم يفرق بينهما .

نقل القرطبي في تفسيره عن الفراء قال : الرسول الذي أرسل إلى الخلق بإرسال جبريل عليه السلام إليه عيانا، والنبي الذي تكون نبوته إلهاما أو مناما، فكل رسول نبى وليس كل نبى رسولا. قال المهدوي: وهذا هو الصحيح، أن كل رسول نبى وليس كل نبى رسولا. وكذا ذكر القاضي عياض في كتاب الشفا قال: والصحيح والذي عليه الجم الغفير أن كل رسول نبى وليس كل نبى رسولا

وهذا ما اميل اليه واراه صوابا وهو التفريق بينهما لقوله تعالى ( وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ وَلَا نَبِيٍّ إِلَّا إِذَا تَمَنَّى أَلْقَى الشَّيْطَانُ فِي أُمْنِيَّتِهِ فَيَنْسَخُ اللَّهُ مَا يُلْقِي الشَّيْطَانُ ثُمَّ يُحْكِمُ اللَّهُ آيَاتِهِ وَاللَّهُ عَلِيمٌ حَكِيمٌ ) وان كل رسول نبي وليس كل نبي رسولا.
ويأتي النبي برسالة كما ياتي الرسول برسالة ايضا وليس الفرق في الرسالة لكن الفرق بين النبي والرسول هي طريقة ارساله من الله تعالى , فالنبي يكلفه الله تعالى عن طريق الوحي اليه فقط دون ان يكلمه او يرسل اليه رسولا كجبريل عليه السلام , والرسول هو من كلف بكلام من الله مباشرة او بارسال رسول اليه كما هو حاصل مع نبينا محمد عليه الصلاة والسلام وموسى وسواهما من الانبياء والمرسلين سلام الله عليهم , وهذا يظهر ويستنبط من قوله تعالى : ( وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَنْ يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْيًا أَوْ مِنْ وَرَاءِ حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ ) فكان التكليم والرسول للرسول وكان الوحي أو كما يقال الالهام اذا صح القول للنبيّ .

واما هارون فكان نبيا لقوله تعالى : ( وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا ) , واما الاية (بقية مما ترك آل موسى وآل هارون) فليس فيها ما يدل على كتاب خاص بهارون عليه السلام وللعلماء اقوال في تلك البقية لم تذكر فيها رسالة او شيء من ذلك القبيل , والله اعلم .

[Maro]

شكر الله لك يا أخانا الطيب...

هل من دليل أن النبي هو من يأتي وفق شريعة سابقة وأن الرسول يأتي بشريعة جديدة ؟

إجماع العلماء على أن النبى هو من أوحى إليه بشريعة الله ولم يؤمر بالتبليغ...
أى أن التشريع الذى لديه لم يأت بجديد على التشريع السابق له.

وهل هارون نبي أم رسول ؟ وهل نزل عليه كتاب وفقا للآية : (بقية مما ترك آل موسى وآل هارون) ؟

"هارون" عليه السلام هو نبى ورسول الله، وقد أُرسل مع أخيه "موسى" عليه السلام إلى فرعون وقالا له كما علمهما الله فى القرآن:
{فأتياه فقولا إنا رسولا ربك فأرسل معنا بنى إسرائيل ولا تعذبهم قد جئناك بآية من ربك والسلام على من اتبع الهدى}

هذا والله أعلم، ومعذرة على التأخر أخى الحبيب.

[Northern Bird]

واما هارون فكان نبيا لقوله تعالى : ( وَوَهَبْنَا لَهُ مِنْ رَحْمَتِنَا أَخَاهُ هَارُونَ نَبِيًّا ) , واما الاية (بقية مما ترك آل موسى وآل هارون) فليس فيها ما يدل على كتاب خاص بهارون عليه السلام وللعلماء اقوال في تلك البقية لم تذكر فيها رسالة او شيء من ذلك القبيل , والله اعلم .

قرأت بعض الأقوال تذكر بأن التابوت فيه بعض الأشياء الخاصة بهما وفيه فتات من الألواح ... ولكن لا أدري على ماذا اعتمدوا في هذا القول.

(وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ) الأنبياء (48)

الآية السابقة سبب سؤالي ما إن كان هارون رسولا وأنزل عليه كتاب

فأعتقد أنه من خلال الآية السابقة ... التوراة ليست كتابا أنزل على موسى وحده ، بل على شكل صحف أنزلت على موسى وأخيه هارون عليهما السلام ... والله أعلم

أشكركما أخواي الكريمين قاصد الحق ومارو

[قاصد الحق]

هناك كلام قيم لابن حزم في مسالة النبوة والرسالة اراه وجيها وذلك بانها - أي النبوة - هي الوحي من الله تعالى بأن يعلم الموحى إليه بأمر ما يعلمه لم يكن يعلمه قبل.
والرسالة هي النبوة وزيادة, وهي بعثته إلى خلق ما بأمر ما , وهذا ما لا خلاف فيه .
ودليل ذلك من كتاب الله تعالى هو الخضر عليه السلام فقد قال الله عز وجل حاكيا عن الخضر {وما فعلته عن أمري} فصحت نبوته .
وأما الرسالة هي النبوة وزيادة والزيادة الرسالة .
فتكون بذلك النبوة اسبق ثم الرسالة فاما ان يكون نبيا واما ان يجتمع فيه كلا الامرين .

واما قوله تعالى : ( وَلَقَدْ آَتَيْنَا مُوسَى وَهَارُونَ الْفُرْقَانَ وَضِيَاءً وَذِكْرًا لِلْمُتَّقِينَ ) فاصل النبوة والارسال لموسى عليه السلام واصل الكتاب له ( وَإِذْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَالْفُرْقَانَ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ ) ... ( وَلَقَدْ آتَيْنَا مُوسَى الْكِتَابَ وَقَفَّيْنَا مِنْ بَعْدِهِ بِالرُّسُلِ ) ..( قُلْ مَنْ أَنْزَلَ الْكِتَابَ الَّذِي جَاءَ بِهِ مُوسَى نُورًا وَهُدًى لِلنَّاسِ ) .. ( اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى (24) قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي ) ثم اشرك الله تعالى معه في نبوته ورسالته اخاه هارون ( وَاجْعَلْ لِي وَزِيرًا مِنْ أَهْلِي (29) هَارُونَ أَخِي (30) اشْدُدْ بِهِ أَزْرِي (31) وَأَشْرِكْهُ فِي أَمْرِي ) ... ( فَقُولَا لَهُ قَوْلًا لَيِّنًا لَعَلَّهُ يَتَذَكَّرُ أَوْ يَخْشَى (44) قَالَا رَبَّنَا إِنَّنَا نَخَافُ أَنْ يَفْرُطَ عَلَيْنَا أَوْ أَنْ يَطْغَى (45) قَالَ لَا تَخَافَا إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى (46) فَأْتِيَاهُ فَقُولَا إِنَّا رَسُولَا رَبِّكَ فَأَرْسِلْ مَعَنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ وَلَا تُعَذِّبْهُمْ قَدْ جِئْنَاكَ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكَ وَالسَّلَامُ عَلَى مَنِ اتَّبَعَ الْهُدَى ) . وكذلك : ( ثُمَّ أَرْسَلْنَا مُوسَى وَأَخَاهُ هَارُونَ بِآيَاتِنَا وَسُلْطَانٍ مُبِينٍ ) وكذلك ( وَأَخِي هَارُونُ هُوَ أَفْصَحُ مِنِّي لِسَانًا فَأَرْسِلْهُ مَعِيَ رِدْءًا يُصَدِّقُنِي إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُكَذِّبُونِ )

بهذا يكون هارون عليه السلام نبيا ورسولا مع اخيه موسى في كتاب واحد انزل على موسى عليه السلام وشاركه في تبليغه هارون عليه السلام .
ومن الادلة على ذلك ايضا أن الله تعالى لم يذكر صحفا لهارون عليه السلام وخص بذلك موسى فقط في قوله تعالى : ( أَمْ لَمْ يُنَبَّأْ بِمَا فِي صُحُفِ مُوسَى ) ... ( صُحُفِ إِبْرَاهِيمَ وَمُوسَى )

ارجو اني افدت والله اعلم .