مفعول الذئب
أطلقو على ماحدث فى يلستون نظرية بإسم
«مفعول الذئب» wolf effect.
لقد وجد العلماء أشجارا كبيرة وأشجارا صغيرة
ولا شيء بين هذه وتلك، لأنه ما من شيء من هذا النبات نما في الفترة ما بين الثلاثينات والتسعينات من القرن العشرين في ذلك الموقع. لقد كان هذا أول دليل محسوس على «مفعول الذئب» wolf effect.
يقول أحد العلماء
«أهمية الذئاب بالنسبة إلى يلوستون مثل أهمية الماء لمنطقة إيڤرگليدز Everglades.» فكلاهما يعد القوة الأساسية المسؤولة عن تشكيل shaping النظام البيئي !!!
وفي هذا تكمن قصة رائعة عن كيفية عمل
المنظومات البيئية ecosystems، وكيف أن إحداث
تغير واحد يبعث جميع أنواع المفاجآت.
لقد جلبت الذئاب معها
دروسا أخرى. إنها توضح بشكل مثير
التوازن الذي تصونه ضواري قمة السلسلة الغذائي
ة وتؤكد ما هو مفقود في معظم أنحاء البلاد التي تم فيها اجتثاث الضواري. إنها مثال للتأثيرات المجهولة وغير المقصودة لعمق تأثير فعلٍ ما في نظام بيئي ما. والأكثر من ذلك أهمية، أن ذئاب يلوستو
ن تضع في بؤرة الاهتمام أفكارا ضبابية حول كيفية عمل النظم البيئية بطريقة لم تحظ يوما بهذا القدر من دقة التوثيق. ومثلما يتردد صدى أفعال الذئاب في أرجاء يلوستون فإن هذا الصدى سيتردد في المستقبل مادام يساعد على زيادة فهمنا للنظم الطبيعية.
لقد أدرك علماء البيئة مفهوما جديدا لم يكن فى جدول مختبراتهم وأسموه مصطلح
(مشهد الخـوف)
يبدو المفهوم بسيطًا، لكنه يدمِّر وجهة النظر السائدة في علم البيئة: فقد كانو يعتقدون أن المفترِسات تؤثر فقط على فرائسها من خلال قتلها.
لقد علمو أن وجود المفترسات فى البيئة لا يؤثر على الفرائس
فقط من خلال القتل
مشهد الخوف الذى يدور بين المفترس والفريسة هو من أسباب بقاء البيئة العلاقة بين الذئاب وظباء الإلكة والقروش وحيوانات الأطوم، والعناكب والجناد
ب.لها دور كبير فى التأثير في مدى نجاح ضحاياها المحتملة في تناول غذائها وتكاثرها وتربية صغارها، كل هذا دون قتل أي منها. ولا ينتهي الأمر عند هذا الحد؛ فهذه التأثيرات تنتقل تدريجيًّا خلال نظم بيئية بأكملها، فتشكل بذلك شكل الحياة النباتية المحلِّيَّة بل وتؤثِّر في تدفُّق العناصر الغذائية عبر التربة. إن الآثار المحتمَلة ضخمة. فمن خلال مشهد الخوف تستطيع المفترِسات دون دراية إعادة تشكيل المشهد الطبيعي، فقط من خلال كونها مخيفة.
يقول لوندر"أحد علماء البيئة"
: «كان مثال حديقة يلوستون أول مثال يصدمنا حقًّا.» فقبل إدخال الذئاب مرة أخرى، توقَّع علماء البيئة على نحو صائب العددَ الذي ستصل إليه تجمُّعات ما لديهم من ذئاب وكم عدد ظباء الإلكة التي ستقتلها. إلا أنهم استخفُّوا كثيرًا بالتأثير على أعداد ظباء الإلكة. يقول سكوت كريل من جامعة ولاية مونتانا في بوزيمان، والذي أظهرت اكتشافاته في مكان آخر من حديقة يلوستون مدى خطأ هذه الفكرة:
«لقد افترضوا بالفعل أن الذئاب لن تؤثِّر على ظباء الإلكة إلا من خلال التهامها.»
ومن الغريب أن الذئاب وضعت حدا لنسبة التكاثر الزائدة لدى الظباء ولكن كيف!!
جاءت فى دراسات كريل بين عامي 2002 و2006 ؛عن كريب "أحد العلماء" لاحظ
انخفاضًا كبيرًا في أعداد الصغار،ولكنه علِم أن الذئاب
غير مسئولة بشكل مباشر لأنها نادرًا ما تقتل صغار ظباء الإلكة. وعند قياسه لمستويات البروجسترون — وهو هرمون يرتفع ارتفاعًا كبيرًا فيأثناء الحمل — في عينات براز من 1500 أنثى من ظباء الإلكة،
وجد أنها تقِل كثيرًا في الأماكن التي تعيش فيها الذئاب. فقد كان كثير من ظباء الإلكة في حالة مزرية بحيث لم تتوافر لها الطاقة الكافية للتكاثر (دورية بروسيدينجز أوف ذا ناشونال أكاديمي أوف ساينسز، المجلد 106، صفحة 12388).
حاليًّا استقر عدد ظباء الإلكة عند ما يربو قليلًا
على 6000، نزولًا
من 19000 في أيام ازدهارها التي خلت من الذئاب. وكان انخفاض عددها مكسبًا لحديقة يلوستون؛ ففي عام 2010 أشار ويليام ريبل من جامعة ولاية أوريجون في كورفاليس إلى أنه منذ عودة الذئاب استعادت الأشجار — من بينها الحور الرجراج، والصفصاف، والحور القطني — عافيتها. كذلك عاشت المزيد من الشجيرات،حيث قَلَّ احتمال قضم الظباء الخائفة لفروعها المنخفضة، كما تضاعف طول الأشجار الأكبر سنًّا أو حتى زاد ثلاثة أضعاف
(دورية بيولوجيكال كونسيرفيشن، المجلد 145، صفحة 205).
توفر الأشجار الطويلة مزيدًا من الأخشاب للقنادس، التي زاد عددها من مستعمرة واحدة فحسب في عام 1996 إلى اثنتي عشرة في عام 2009 (انظر الرسوم البيانية). ومن خلال بنائها سدودًا على الأنهار فإنها تعمل بدورها على توفير مواطنمثالية للطيور والبرمائيات والأسماك وأكثر من ذلك؛ لذا يُتوقع أن يغيِّر وجودها شكل حديقة يلوستون أكثر.
.ان هذه الأنواع من الآثار المتتابعة — ا
لتي تعرف باسم التعاقبات الغذائية — هي جزء مألوف من
علم البيئة، لكن مرة أخرى كانت تُفهم عادةً على أنها نتيجة مباشرة للضراوة. هل يمكن لمشهد الخوف أن يؤثر حقًّا على شبكات غذاء بأكملها من خلال تغيير سلوك الفريسة فحسب؟ يشير المتشكِّكون إلى أن عاملًا آخر — مثل تغير المناخ — ربما يفسر الشكل المتغيِّر لحديقة يلوستون.
إلا أن الأدلة على أن الخوف يمكنه تغيير شكل النظم البيئية في تزايد. على سبيل المثال،
في
شارك باي بغرب أستراليا
Shark Bay in Western Australia. ربما لم تكن مروج الأعشاب البحرية المورقة التي تنمو في المياه الضحلة لِتوجد
لولا وجود المفترِسات.
ففي غياب
قروش النمر تأكلها حيوانات
الأطوم بحثًا عن جذورها المغذِّية باستخدام شفتيها القويتين. إلا أنه بين شهري سبتمبر ومايو —
عندما تكون القروش موجودة — تتراجع حيوانات الأطوم إلى مياه أكثر عمقًا،
وعندما
تخاطر بالتقدم نحو حافة المرج لتتغذى فإنها تُبقي رءوسها مرفوعة وتتناول فقط الأوراق العليا
(دورية فرونتيرز إن إيكولوجي آند ذي إنفيرونمنت، المجلد 9، صفحة 335).
فمجرد وجود أسماك القرش لا يغيِّر فحسب توزيع الأطوم في الخليج، بل يمنعها أيضًا من تدمير جزء كبير من النظام البيئي للأعشاب البحرية.كانت مثل هذه الأمثلة من الطبيعة كافية لإقناع البعض بأهمية الخوف في علم البيئة، لكن لإقناع المتشككين كان لا بد من وجود تجارب. على وجه الخصوص، كان على العلماء ابتكار طرق ذكية من أجل تعريض الحيوانات لتهديد الحيوانات المفترسة، وفي الوقت نفسه استبعاد احتمالات القتل تمامًا. كانت ليانا زانيت من جامعة ويسترن أونتاريو بكندا تقوم بهذا بالضبط. فخلال دراسات مضنية، عملت في البداية على توثيق كل شيء هاجم صغار العصفور الدوري المغرد في موقع دراستها في جزر الخليج قبالة الساحل الغربي لكندا. ثم أدخلت إجراءات مضادة من أجل حماية الأعشاش: أسيجة كهربائية لإبعاد الراكون، وشبكات سلكية من أجل إبقاء الغربان بأنواعها والبوم في الخليج، وفي الوقت نفسه توفير ممرٍّ آمن لآباء العصافير الأصغر حجمًا. وبعد التأكد من أن الأفراخ لن تُقتل، غمرت زانيت نصف العصافير بأصوات توحي بالخطر، من خلال تشغيل تسجيلات للمفترِسات من مكبرات صوت قريبة.كانت النتائج — التي نشرت في عام 2011 — مذهلة. فالعصافير التي استمعت باستمرار لأصوات مفترسات كانت تفرخ سنويًّا عددًا من الصغار أقل بنحو 40 في المائة من التي استمعت إلى أصوات حيوانات غير مؤذية. فقد كانت تضع بيضًا أقل، وحتى ما كانت تضعه من بيض كان خفيف الوزن وكثيرًا ما كان لا يفقس، ويرجع ذلك جزئيًّا إلى احتضان الأمهات الفزعات له وقتًا أقل. وحتى الفراخ التي كانت تخرج من البيض فكان يزيد احتمال نُفوقها من الجوع؛ لأن والديها الخائفَيْن كانا يُحضران طعامًا قليلًا إلى العش
(مجلة ساينس، المجلد 6061، صفحة 1398).
زانيت "أحد العلماء :لقد كانت الدراسة الأولى التي أظهرت بوضوح أن الخوف قد يؤثر في عدد الأفراد.»في العام الماضي، أظهر كل من درور هاولينا وأوزوالد شميتز من جامعة ييل أن
آثار الخوف يمكن أن تنتقل إلى أبعد من ذلك.
فقد قاما بتربية جنادب في أقفاص كبيرة في الهواء الطلق وأطلقوا عناكب على نصف عددها. لم تكن العناكب تستطيع القتل لأن هاولينا قد لصق أفواهها ليغلقها، لكن الجنادب لم تكن تعلم هذا. في وجود العناكب ارتفع معدل الأيض لدى الجنادب التي تشعر بالضغط بنحو 40 في المائة، ممَّا زاد من حاجتها إلى الطاقة.
واكتشف الفريق أن الجنادب قد عوضت هذا من خلال تغيير نظامها الغذائي، فتناولت المزيد من نباتات القضبان الذهبية الغنية بالكربوهيدرات وكمية أقل من الأعشاب الغنية بالبروتين
. إن البروتين مهم للنمو والتكاثر ولكن مع احتمال الافتراس الذي يلوح في الأفق، قللت الجنادب من أهمية هذه الاحتياجات المستقبلية في مقابل حَلٍّ سريع للإمداد بالطاقة. غيرت قائمة الطعام المعدَّلة هذه التكوين الكيميائي لأجسامها؛ حيث زادت من نسبة الكربون إلى النيتروجين بنحو 4 في المائة، إنه فرق طفيف لكن مهم. فعند دفن الجنادب النافقة مع النباتات الميتة في أوانٍ من التربة، فإن هذه الحيوانات الخائفة الغنية بالكربون تُنتج سمادًا رديئًا (مجلة ساينس، المجلد 336، صفحة 1434).يقول كريل: «إنها دراسة مهمة بالفعل.» فدون أن تقوم العناكب بأي شيء كانت تغير الدورات الطبيعية للعناصر الغذائية في التربة. وإذا كان الأمر نفسه ينطبق على بيئات أخرى، فإن المفترِسات يمكنها تشكيل طريقة انتقال العناصر الغذائية عبر المشهد الطبيعي بأسره.رغم أن علماء البيئة أدركوا منذ وقت طويل أن الأنواع الموجودة في الطبقات المختلفة من شبكة الغذاء تؤثِّر في بعضها، فإن هذه الدراسات التي ترتكز على الخوف تُظهِر أن العلاقات أكثر تعقيدًا ممَّا توقعوا. في وجهة النظر التقليدية، يعتمد بقاء الفرائس على عدم التهامها من الحيوانات الموجودة في طبقات أعلى في السلسلة الغذائية، وعلى استهلاكها للموارد الموجودة أسفلها في السلسلة. إذا كان ظباء الإلكة أو العصافير الدورية تُنتِج صغارًا أقل، فإن التفسيرات التقليدية لهذا تفيد بأن المفترسات تلتهمها، أو أن الإمدادات الغذائية منخفضة. لكن مع إضافة الخوف إلى هذين العاملَيْن، تصبح الأمور أكثر تعقيدًا. فمجرد وجود المفترِسات في المنطقة يغيِّر من سلوك الفريسة، وتكون له آثار كبيرة على بقائها وتكاثرها. بالمثل، فإن التفسير المعتاد لسبب عدم إفراط آكلات العشب في تناول مخزونها من الطعام هو أن المفترسات تُبقي أعدادها تحت السيطرة. أما البديل الذي يقدمه مشهد الخوف، فهو أن وجود المفترسات يعمل ببساطة على إبعاد الفريسة عن أماكن معينة؛ مما يؤدي إلى ظهور ملاجئ في أماكن ازدهار النباتات. يقول لوندر: «لماذا العالم أخضر؟ إن السبب هو الخوف. إن لهذا الأمر القدرة على تغيير رؤيتنا العالمية لكيفية عمل البيئة.»إن مشهد الخوف ليس مجرد عدسة لرؤية العالم الطبيعي؛ فيمكن أيضًا أن يكون أداةً للحفاظ عليه. كبداية، يستطيع القائمون على الحفاظ على البيئة تصوُّر المشهد الطبيعي من خلال مراقبة ردود فعل الفرائس، واستخدامها من أجل استنتاج أماكن المفترسات، حتى أكثرها مراوغةً.
ربما يكون مشهد الخوف أمرًا نفسيًّا، لكن بالنسبة للفريسة يكون حقيقيًّا تمامًا مثل المشهد الطبيعي. يقول براون:
«كل خطوة يخطوها الحيوان تكون في بيئة متغيِّرة من المخاطر. توجد هذه الطبوغرافيا في ذهن الحيوان.» ينطوي هذا الإدراك على مضامين كبيرة بخصوص كيفية فهمنا للبيئة. في الواقع، يعتقد لوندر أن مستقبل الحفاظ على البيئة يتمثَّل في إدارة هذه المشاهد الميتافزيقية: الحفاظ على المستويات الصحيحة من المواطن الخطرة والآمنة من أجل الحفاظ على أعداد مستقِرَّة من كل من المفترسات والفرائس. ويقول: «ربما يكون هذا أحد أهم الأدوات الموجودة لدينا في علم البيئة المعني بحفظ الأنواع.»
لقد تَسبَّبَ الإنسان في ضغوط هائلة على النظم البيئية في العالم، سواء عن طريق الصيد الجائر وتحويل الأرض إلى مزارع ومدن، أو رفع درجة حرارة كوكب الأرض. ونتيجة لذلك، يتوقع علماء البيئة كثيرا من التقلبات في الشبكات الغذائية في السنوات القادمة. تَوقُّع هذه التغيرات المفاجئة ليس بالأمر الهين، بسبب تعقد الشبكات الغذائية.من هنا تأتي أهمية ما يقوم به <كاربنتر> مستفيدا من البحث البيئي لمدة ثلاثين عاما في بحيرة پيتر. طور <كاربنتر> وزملاؤه نماذج رياضياتية للشبكات البيئية سمحت لهم بالتقاط إشارات إنذار مبكر عن التغير القادم قبل خمسة عشر شهرا من انقلاب الشبكة الغذائية.
يقول <كاربنتر>: «يمكننا رؤية التغير قبل حدوثه بوقت طويل.»، يُخبرنا نظام الإنذار المبكر متى علينا تعديل الأنشطة البشرية التي تدفع النظام البيئي ناحية الانهيار أو من شأنها أن تسمح لنا
حتى بدفع النظم البيئية بعيدا عن حافة الهاوية. يقول العلماء: «الوقاية خير من العلاج هي المفتاح»لأنه ما أن تصل النظم البيئية إلى نقطة التحول، فإنه من الصعب عودتها مرة أخرى إلى الوضع الأصلي.
فهذا هـــو ما يحــدث عندما يختل الميزان وعندما يتدخل الإنسان بهمجيته للتلاعب بهذا النظام البيئى الذى أنزله رب الأكوان وخالقها ومدبرها ..
{فبأي آلاء ربكما تكذبان}
https://www.youtube.com/watch?featur...&v=6HBGjdehT-g
نظم بيئيه على شفا الهاوية
كيف يغير الخوف النظم البيئية
Yellowstone after Wolves
Lessons.from.the.wolf.pdf
.Lessons from the Wolf scientificamerican
Hunting Habits of Wolves Change Ecological Balance in Yellowstone
Lamar Valley
Wolves in Yellowstone
The human history of the Yellowstone
history &culture
Bookmarks