صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12
النتائج 16 إلى 27 من 27

الموضوع: تأملات في الأخلاق ...

  1. افتراضي

    رابعا: السعادة بعد العبادة في القيام بالواجب
    إذ أفكر في واجباتي أراني بعيدا عن تحقيقها . وإذ أفكر في حقوقي أجدني أطالب بها . فأنا أرغب في كل شيء أطالب به وأدعي بأنه حقي ، فتكثر مطالبي وتزداد حقوقي .وأما واجباتي فإني أهملها . لذا ، أدركت أن الحياة الإنسانية تقوم على فلسفة الواجب وليس على فلسفة الحق .
    هكذا ، أتساءل : ما الواجب ؟ ما واجبي في الوجود الأرضي ؟ وأجيب : واجبي هو أن أفهم الغاية من الوجود ، أن أتوافق مع أحكام وجداني وأحكام عقلي السليمة ، أن أفعل الخير واحترم غيري ، فالواجب حقل واسع لا ينتهي . وهكذا ، يبدو أن وجودي يفرض الواجب أكثر من الحق .
    تعد فلسفة الواجب أكثر صدقا من فلسفة الحق . هذا ، لأن الواجب يعني العطاء والتضحية ، بينما الحق يعني الأخذ فقط . وإذا شئنا قياس الواجب والحق بقياس العظمة لوجدنا أن العظيم هو من يعطي أكثر مما يأخذ ، وأن الناجح هو من يأخذ أكثر مما يعطي . فالواجب هو حق الله على الإنسان وليس هو حق الإنسان في شئ . وعندما يقوم الإنسان بواجبه ، يحصل الناس على حقوقهم دون أن يطالبوا بها .
    فأنا إذا أمام حق ، وحقي الوحيد هو أن أقوم بواجبي ، ويتم هذا الحق عندما أدخل هيكل وجداني فأرى هناك حقوقه علي . وعلى هذا الأساس أقوم بواجبي الإنساني لأنه مطلوب مني أن أطبق الحق . وأوضح سبيل أستطيع أن أحقق به هذا الحق هو القيام بواجبي .
    وهكذا تضعني فلسفة الواجب أمام مسؤولياتي الأخلاقية كإنسان . وتتبلور هذه المسؤولية بمقدار ما أحقق من واجب . فأنا مسؤول إلى حد كبير ؛ وكلما حققت واجبي حققت مسؤوليتي . إن واجبي يبلغ حد التضحية بالنفس . لذلك ، وجدت في التضحية أعلى مراتب الأخلاق ....
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  2. افتراضي

    قد اختار علماء الأخلاق المسلمون - بناءً على الرؤية المعرفية للإنسان عندهم - هذا الاتجاه القائل بأنّ حقيقة وجود الإنسان يتقدم بنفسه المجردة وأنّ الكمال والنقص الواقعيّ عند الإنسان يراد منه نفسه وروحه، وبعبارة ثانية فإنّ الكمال والنقص الحاصل للإنسان في هذه الدنيا بسبب أفعاله الاختيارية يبقى متعلقاً بروحه وأنّ الإنسان بعد موته سيحشر معها.
    الثاني: وهو ما خرج عند علماء الأخلاق في الغرب، حيث يعتبرون أنّ القيم الأخلاقيّّة ناظرة فقط إلى السلوك الإنساني، وأنّ علم الأخلاق ينظر فقط إلى بيان قيمة السلوك وضرورته، وأنّ الهدف الأصلي لعلم الأخلاق هو تصحيح هذا السلوك ولا يوجد أيّ هدف له ما وراء ذلك، يقول فولكيه: "إنّ علم الأخلاق عبارة عن مجموعة قوانين السلوك الّتي تمكّن الإنسان من خلال العمل بها من الوصول إلى هدفه" (راجع: عبد الرحمن بدوي، الأخلاق النظرية، ص‏10)، ويذكر جكس أيضاً أنّ: "علم الأخلاق عبارة عن تحقيق السلوك الإنساني بالشكل الّذي يجب أنْ يكون عليه" (جكس، فلسفة اخلاق (الحكمة العمليّة)..
    هذا ويذهب الاتجاه الأوّل إلى تسمية الأخلاق بالفضيلة فيقول أخلاق الفضيلة (Ethics of Virtue) وأما الاتجاه الثاني فيسميها بالوظيفة أو العمل ويطلق عليها أخلاق الوظيفة أو العمل (Ethicsof Duty)...
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  3. افتراضي

    بحث إيمانويل كانط عن الخاصية التي يتميز بها الكائن البشري لكي يستحق لقب الشخص أولا، ولكي تكون له قيمة تناسبه كشخص وتميزه عن باقي الكائنات وأشياء الطبيعة ثانيا. وقد وجد كانط في الخاصية الأخلاقية الأساس أو المعيار الذي يمكن أن نحدد من خلاله قيمة الشخص.
    في هذا السياق ميز كانط بين منظورين للإنسان؛ الأول حينما ننظر إلى الإنسان من زاوية الأشياء أو الزاوية الطبيعية، أي باعتباره كائنا بيولوجيا وحيوانا عاقلا، وهنا لا تكون لديه سوى قيمة بخسة ويكون قابلا للتقويم بسعر و يمكن التعامل معه كمجرد وسيلة، والثاني يتمثل في النظر للإنسان كشخص وكذات لعقل أخلاقي عملي؛ وهنا تكون للإنسان قيمة سامية تجعله يتجاوز كل سعر ويصبح غاية في ذاته ويمتلك كرامة تفرض على الآخرين احترامه والتعامل معه على قاعدة المساواة.
    وإذا كان الشخص يمتلك كرامة، فإن كانط يهمس له بأن يحافظ عليها عن طريق التزامه بالأوامر المطلقة الصادرة عن عقله الأخلاقي العملي، وبألا يتصرف بكيفية منحطة. وبطبيعة الحال فحرية الشخص لدى كانط تتمثل في انضباطه لهذه الأوامر العقلية الأخلاقية ذات الطابع الصوري الصارم، أما اتباع الميولات الغريزية بدون ضوابط من العقل الأخلاقي فهو الاستعباد بعينه.
    وأود أن أشير هنا إلى فكرتين أساسيتين عند كانط قد لا يتم الانتباه إليهما؛ الفكرة الأولى مفادها أن كانط يرى أننا إذا نظرنا إلى الإنسان ككائن بيولوجي له جسم وغرائز، فهو لا يتميز عن الحيوانات وأشياء الطبيعة الأخرى وأن قيمته بذلك تكون رخيصة وقابلة للبيع والشراء مثلها مثل الحيوانات و باقي منتوجات الأرض. غير أن كانط لا يكتفي بذلك، وهذا ما نود الإشارة إليه، بل يرى أن قيمة الإنسان تظل بخسة ويمكن اعتباره كوسيلة وتقويمه بسعر حتى ولو نظرنا إليه كحيوان عاقل.
    نعم فحتى ولو نظرنا إلى الإنسان كحيوان عاقل، فهو لا يمتلك بذلك إلا قيمة رخيصة قد تكون أقل من أشياء الطبيعة الأخرى بما فيها الحيوانات. فهل امتلاك الإنسان للعقل لا يكفي لكي يمنحه تميزا وقيمة عن باقي الأشياء والحيوانات ؟ وما المقصود بالعقل هنا عند كانط ؟ وما هي مميزاته ؟
    للإجابة عن هذه التساؤلات، لابد من التمييز في فلسفة كانط بين ما يسمى بالعقل النظري وما يسمى بالعقل العملي؛ الأول يتكون من ثلاث ملكات فطرية هي التي تؤهل الكائن لإنتاج المعرفة النظرية؛ وهي على التوالي الحساسية والفهم والعقل. فالحساسية تحتوي على صورتي الزمان والمكان كإطارين قبليين ضروريين لأي إدراك حسي، أما الفهم فيحتوي على مقولات قبلية تقوم بوظيفة تحويل المعطيات الحسية لإنتاج معرفة كلية وضرورية، في حين يحتوي العقل على مبادئ هي الله والنفس والعالم مسؤولة على إعادة تحويل معطيات الفهم ومنحها أعلى درجات من المعقولية.
    أما العقل العملي فالمقصود به هو العقل الأخلاقي الذي يشرع للسلوك البشري، وهو عقل ينطلق من مسلمات ضرورية لمنح الأفعال الأخلاقية معنى وغائية معقولة.
    وما نود أن نوضحه من خلال هذا التمييز بين عقل نظري وآخر عملي، هو أن العقل الأول بكل ما يحتوي عليه من أطر ومقولات ومبادئ قبلية غير كاف لكي يمنح للشخص القيمة التي تجعله يسمو على الحيوانات. وهذا يعني أن قيمة الشخص عند كانط تتحدد في العقل العملي الأخلاقي وليس في العقل النظري الخالص. لكن السؤال الذي يطرح نفسه هنا هو: لماذا لا يكفي العقل النظري لمنح الإنسان قيمة الشخص التي تجعله يسمو على الحيوانات وأشياء الطبيعة؟ ألا يكفي أن يستخدم الإنسان عقله النظري وينتج معارف وأفكارا لكي تصبح له قيمة الشخص؟ وما هو نوع هذه المعرفة التي ينتجها هذا العقل النظري ومع ذلك لا تجعل له قيمة تسمو على قيمة الحيوانات مثلا؟؟
    الواقع أن العقل النظري هو عقل معماري مزود بأطر ومقولات قبلية، هي عبارة عن مواهب طبيعية منحها الإنسان ولم تمنحها الكائنات الأخرى، وهي مواهب قد يستخدمها الإنسان في التخطيط لأفعاله وتدبير شؤون عيشه ورسم غايات لحياته، كما قد يستخدمها للتصرف بذكاء يفوق الحيوانات، وأيضا يستخدمها لإنتاج أفكار ومعارف...غير أن هذا التخطيط والتدبير والذكاء قد تنبثق عنه نتائج وأفكار لا تتطابق مع الإرادة الخيرة الممثلة للقانون الأخلاقي المطلق. هكذا قد يتصرف الإنسان بذكاء عقلي، غير أنه قد يكون ذكاء مسخرا لتحقيق أهداف دنيئة ولا أخلاقية، كما قد يكون ذكاؤه هذا قابلا للتقويم بسعر؛ كأن يمنح للفرد جوائز أو أرباح مادية كمقابل لاستخدام ذكائه في إنجاز بعض الأغراض أكثر مما يفعله ذكاء الآخرين، أو العبد الذكي الذي يزيد سعره عن العبد البليد أو قليل الذكاء.
    كما قد يخطط الإنسان بذكائه فيبتكر أنماطا في العيش (ملابس، مساكن، طرق،أدوات ...) تفوق ما هو موجود لدى الحيوانات، لكن ما لم تنطبع هذه الأنماط بخصائص الإرادة الأخلاقية الخيرة للإنسان فهي لا تمنحه القيمة الأخلاقية كشخص، تلك القيمة التي لا نجدها لدى الحيوانات.
    إن الاختلاف بين الإنسان والحيوانات من حيث الذكاء وملكة العقل، هو اختلاف طبيعي من جهة؛ أي أن الإنسان لا يسمو بموجبه عن مملكة الطبيعة ما دام أن العقل والذكاء هنا هما موهبتان فطريتان، كما أنه اختلاف في الدرجة فقط؛ مادام أن الحيوان أيضا له ذكاء ويدبر حياته على نحو من الأنحاء.
    إذن فما يمنح للإنسان قيمة الشخص في نظر كانط، هو عقله الأخلاقي العملي وليس ذكاؤه وعقله النظري. فالشخص هو بالتعريف ذات لعقل أخلاقي عملي، وهو تعريف يصبح بموجبه الإنسان متميزا من حيث القيمة عن الحيوانات وأشياء الطبيعة، وتصبح له كرامة لا تقدر بثمن. فالحيوانات مهما بلغ ذكاؤها من العلو لا يمكنها أن تكون ذواتا أخلاقية، فهي تعوزها الخاصية الأخلاقية التي بموجبها يمنح كانط للشخص قيمة.
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  4. افتراضي

    سألت أستاذي عن حقيقة الفرق بين العقل والوجدان فأجابني حفظه الله بقوله :
    بالنسبة للمنظور الفلسفي وكذا المنظور السيكولوجي ثمة تمييز بين الوجدان والعقل
    وأشهر من حرص على وضع فارق بينهما على نحو من المفاضلة هو الفيلسوف الفرنسي باسكال
    الذي قال بأن حقائق الإيمان وجدانية وليست عقلية
    والفارق بينهما باختصار
    هو أن العقل يبلغ الى المعرفة بالاستدلال
    والوجدان يبلغها بالحس والإلهام والشعور
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  5. #20
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    280
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بالنسبة للمنظور الفلسفي وكذا المنظور السيكولوجي ثمة تمييز بين الوجدان والعقل
    و لكن المشكل أن تتعارض هذه المصطلحات مع المنظور الشرعي

    وأشهر من حرص على وضع فارق بينهما على نحو من المفاضلة هو الفيلسوف الفرنسي باسكال
    الذي قال بأن حقائق الإيمان وجدانية وليست عقلية
    أرأيت كيف آل بنا الأمر؟ الحقائق الايمانية ليست بعقلية، عجبا.

    ان مفهوم العقل عندنا و عندهم ليس سواء
    هم يجعلون الأمر بين عاطفة و عقل، و العاطفة محلها القلب و العقل محله الدماغ
    و الأمر عندنا خلاف ذلك،
    حتى ما قاله كانط عن العقل النظري و العقل العملي يوقعنا في الالتباس، و سأبين ذلك لاحقا
    و أود حقيقة يا أخ محب أهل الحديث أن أشاركك في هذا الموضوع موضوع الأخلاق، و لكن الأمر يحتاج لوقت

    و شكرا.

  6. افتراضي

    أيها الفاضل من بعد إذنك وقتي لا يسمح أن أساق للرد على هذا النقد الفلسفي خاصة وكلامك الأخير تضمن تحميلي ما لم أقله في موضوعي السالف فلا ينبغي التعويل على ما نقلته في سؤالي لأستاذي كنتيجة للموضوع السابق ...
    و لكن المشكل أن تتعارض هذه المصطلحات مع المنظور الشرعي
    وهل يخالفك أحد في هذا ، نقلت لك الفرق بين العقل والوجدان في المنظور الفلسفي لأثبت لك وجود اختلاف بينهما في حين أنك تريد توصيل فكرة أن مفادهما واحد ، ولا يوجد لديك ما يدعم كلامك سوى أقوال أهل التفلسف فقولك إذا من النتاج النقدي لتلك الأقوال يقوله واحد ويهدمه آخر
    أرأيت كيف آل بنا الأمر؟ الحقائق الايمانية ليست بعقلية، عجبا.
    وهنا أنت أبعدت النجعة ، نقلت لك لأثبت فرقا وليس لأثبت لك تسليمي بالإضافات التي انبنت على هذا الفرق...
    فالوجدان إن تم اعتباره بالشعور الفطري ونداء الروح الداخلي أو لمة الملك كما جاء في الحديث فهذا ما يعنيه الكلام السالف ...
    أرجو فضلا أن ننتهي إلى هنا فقد نوهت سابقا على أنني لم أفتح لهذا الغرض فإن كان عندك تنبيه تراه حقاً فراسلني به على الخاص وأنا أصحح وأدقق وأحذف ....
    حفظك الله
    واللهِ لَوْ عَلِمُوا قَبِيحَ سَرِيرَتِي....لأَبَى السَّلاَمَ عَلَيَّ مَنْ يَلْقَانِي
    وَلأَعْرضُوا عَنِّي وَمَلُّوا صُحْبَتِي....وَلَبُؤْتُ بَعْدَ كَرَامَةٍ بِهَوَانِ
    لَكِنْ سَتَرْتَ مَعَايِبِي وَمَثَالِبِي....وَحَلِمْتَ عَنْ سَقَطِي وَعَنْ طُغْيَاني
    فَلَكَ الَمحَامِدُ وَالمَدَائِحُ كُلُّهَا....بِخَوَاطِرِي وَجَوَارِحِي وَلِسَانِي
    وَلَقَدْ مَنَنْتَ عَلَيَّ رَبِّ بِأَنْعُمٍ....مَا لِي بِشُكرِ أَقَلِّهِنَّ يَدَانِ

  7. #22
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي


    ليسمح لي الأخ الحبيب، فقط أردت التعليق على هذه من أخي الفاضل مستفيد،

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُستفيد مشاهدة المشاركة
    (( يقول أفلاطون في جمهوريته أنه حتى في عصابة من اللصوص لابد من توافر مبدأ ما من العدالة يسمح بتقسيم الاسلاب فيما بينهم قسمة عادلة ))

    هذا المثال ليس مثالا عن الأخلاق بمفهمومها الاصطلاحي المعتبر .. و نعني الأخلاق الفطرية الجبلية المتأصلة في النفس الإنسانية بهداية الله و علمه : ظاهرا هو خلق .. لكن حقيقة ليس للخلق ذاته .. فقط هو إجراء احترازي اضطراري نفعي قام به هؤلاء للإبقاء على المصلحة الخاصة ليس إلا .. و على هذا الأساس لا يمكن اعتبار المشرك أو المنافق أو المرائي متخلقا إذا صدر عنه معروف أو خلق لم يقصد به وجه الله تعالى أو ذات الخلق المتأصل في الفطرة. كتظاهر الكاذب بمقالة الصدق طمعا أو خوفا.


  8. #23

    افتراضي

    ولكن الاخلاق كما قلت أخي الحبيب بن سلامة فطرية جبلية متأصلة في النفس الإنسانية فكيف ننفي إمكانية صدور من المشرك أو من المنافق خُلُقا يكون متوافقا مع ما ركز في فطرته..
    لا أتحدث عن الجزاء الأخروي..وقياس على مثالك للتقريب ليس كل مشرك أو كافر يكتب مقالة صادقة يكون صدقه طمعا أو خوفا..وإنما قد يكون هذا الصدق متأتي من حب الإنسان للصدق وبغض الكذب مما هو مركوز في فطر الخلق..
    التعديل الأخير تم 04-30-2014 الساعة 05:19 PM
    التعقيد في الفلسفة عقيدة، يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم.
    ذلك أنه من خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  9. #24
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُستفيد مشاهدة المشاركة
    ولكن الاخلاق كما قلت أخي الحبيب بن سلامة فطرية جبلية متأصلة في النفس الإنسانية فكيف ننفي إمكانية صدور من المشرك أو من المنافق خُلُقا يكون متوافقا مع ما ركز في فطرته..
    لا أتحدث عن الجزاء الأخروي..وقياس على مثالك للتقريب ليس كل مشرك أو كافر يكتب مقالة صادقة يكون صدقه طمعا أو خوفا..وإنما قد يكون هذا الصدق متأتي من حب الإنسان للصدق وبغض الكذب مما هو مركوز في فطر الخلق..

    في الواقع لم أرد أن أخرق هذا الشريط أخي و أستاذي الكريم مستفيد على أخينا محب أهل الحديث بارك الله فيه، لذلك أطلب من الإشراف أن يقتطع مشاركاتنا الخارجة عن صلب الموضوع و عن ترتيبه إلى زاوية مستقلة مع الشكر.

    هناك أخي قاعدة و هناك ضرب مثال .. فأنا تكلمت عن المثال و لم أتكلم عن القاعدة .. فمثال اللصوص و حالهم أثناء قسمة ما سرقوه من أهله ظلما لا يجتمع بحال مع الخلق المتأصل في النفس من اقتراف للعدل عن اقتناع و رضى و رغبة نفسية خالصة لا يشوبها طمع أو خوف.

    أما عن إمكانية اتصاف المشرك أو المنافق أو الكافر بحظ من الأخلاق الفطرية المتأصلة فهذا لا ينكره أحد .. بل إن أصل الأخلاق هذا هو حجة عليهم عند الله تعالى لأنهم عرفوه من أنفسهم ثم أنكروه .. فغلب عليهم خبث أنفسهم و ربما مع استفحال هذا الخبث يتلاشى ما بقي لديهم من وازع الخير و الامتناع عن الشر. كما في حديث الصدق يهدي إلى البر.

    و الله أعلم


  10. #25

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن سلامة مشاهدة المشاركة
    فمثال اللصوص و حالهم أثناء قسمة ما سرقوه من أهله ظلما لا يجتمع بحال مع الخلق المتأصل في النفس من اقتراف للعدل عن اقتناع و رضى و رغبة نفسية خالصة لا يشوبها طمع أو خوف.
    قد يجتمع..بناء على هذا:
    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابن سلامة مشاهدة المشاركة

    أما عن إمكانية اتصاف المشرك أو المنافق أو الكافر بحظ من الأخلاق الفطرية المتأصلة فهذا لا ينكره أحد ..
    التعقيد في الفلسفة عقيدة، يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم.
    ذلك أنه من خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  11. #26
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    إذن فهو ضرب من الجنون .. و أخبار الحمقى و المغفلين ههههه

  12. #27
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    280
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    عفوًا أخي

صفحة 2 من 2 الأولىالأولى 12

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. تأملات فى المعجزة
    بواسطة القلم الحر في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 69
    آخر مشاركة: 03-08-2013, 06:45 PM
  2. تأملات في آية عظيمة
    بواسطة أمَة الرحمن في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 09-18-2012, 02:50 PM
  3. تأملات
    بواسطة سرهد في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 01-03-2011, 11:18 AM
  4. تأملات في القران
    بواسطة النجم الاحمر في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 14
    آخر مشاركة: 10-28-2007, 02:26 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء