الناس كما قد علمتم يا أخي الحبيب أبو الحب : معادن .. كم من أشعث أغبر مدفوع بالأبواب لو أقسم على الله لأبره.
لم يقل الله : إن أكرمكم عند الله أعلمكم و لكن قال : أتقاكم
لم يقل الله : يؤتي العلم من يشاء .. و من يؤتى العلم كذا كذا .. و لكن قال من يؤت الحكمة
لم يقل النبي صلى الله عليه و سلم : من يرد الله به خيرا يعلمه الدين بل قال : يفقهه في الدين، و معلوم أن التقوى و الحكمة و الفقه معان هي أخص من مجرد التلقي بل هي غايته .. و قد يبارك الله في قليل علم فيعطي عليه من الخير و الدرجات ما لا يعطيه في كثيره.
أخرج الإمام أحمد في الزهد عن ابن مسعود رضي الله عنه قال ليس العلم بكثرة الرواية ولكن العلم الخشية.
و قال الإمام ابن القيم رحمه الله :
[فالأعمال لا تتفاضل بصورها وعددها وإنما تتفاضل بتفاضل ما في القلوب]
فتكون صورة العملين واحدة وبينهما من التفاضل كما بين السماء والأرض .
قال وتأمل حديث البطاقة التي توضع في كفة ويقابلها تسعة وتسعون سجلا
كل سجل منها مدى البصر فتثقل البطاقة وتطيش السجلات فلا يعذب .
ومعلوم أن كل موحد له هذه البطاقة وكثير منهم يدخل النار بذنوبه .
''فتح المجيد''
نسأل الله العافية .. وفقنا الله و إياكم لما يحبه و يرضاه.
Bookmarks