النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: برهان الكمال أو الدليل الأنطولوجي

  1. افتراضي برهان الكمال أو الدليل الأنطولوجي

    بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه من اتبع هداه ثم أما بعد
    فهذا جزء من رواية أكتبها منذ فترة ولم تكتمل بعد وخصصت هذا الجزء للتكلم عن الدليل الأنطولوجي لديكارت معتمداً فيه على توفيق الله في حسن الاقتباس من كتاب " لن تلحد " http://arablib.com/harf?view=book&li...xebiZBMmZWa1lX
    لعل الله أن ينفعنا به

    (وفي ليلة من ليالي البحث المضنية صادف أحمد مقالاً صغيراً جداً يدعى جرة قلم في الأدلة على وجود الله يتحدث فيه عن الأدلة العقلية على وجود الله فانشرح قلبه واهتم بها وسجلهم كلهم عنده وبدأ في البحث عن كل دليل على حدة يبحث عنه إما في كتاب أو مقال على النت أو يسأل أحد إخوانه وأصدقائه وكان يجد توفيقاً من الله في تيسير كافة الأدلة إلا دليلاً واحداً يسمى الدليل الأنطولوجي أو الوجودي ولم يعرف عنه إلا أنه دليل جيد وفي بعض صياغاته ضعف وبحث في الكتب التي عنده فلم يجد ومشط المقالات فلم يجد وسأل أصدقاء كثر فلم يجد حتى وصل إلى زميله أستاذ الفلسفة الذي أعطاه موعداً يشرح له فيه باختصار هذا الدليل الجذاب
    وكان موعدهم بعد غروب يوم العطلة في النادي الإجتماعي بالمدينة وكان من حظهم السعيد أنه كان مزدحماً حين إذاً بعقول تفكر . جاء الأستاذان في الميعاد وسلما على بعضهما ثم سأل أستاذ الفلسفة أستاذ الهندسة ماذا تعرف عن ديكارت؟
    - أعرف ما يعرفه الجميع أنه قال أنا أفكر إذاً أنا موجود وأنه أسس لمنهج الشك
    - هل الشك أكمل أم اليقين ؟
    - اليقين كعملية عقلية أكمل وأعلى منزلة بالتأكيد مثلاً حين أتكلم عن الله وأنا أشك في ذاته أو صفاته سيكون كلامي ناقص عليلاً جداً أما من تكلم عن الله بعدما عرف أسماء الله ومعانيها وصفاته وما فيها واطمئن قلبه بوجوده سيكون أفضل بكثير
    - قطعاً لا الشك أفضل بكثير –قاطعهما شاب من الزحام- فأنا حينما أشك في أحد سأكون أكثر حذراً معه ولن يستطيع أن يخدعني وسأكون دوماً مستعداً له اعذروني على المقاطعة والتدخل
    - مرحباً بك صديقي –رد الأستاذان ثم قال أستاذ الفلسفة- ولكن أنت تتكلم عن الشك في حياتنا اليومية بمعنى أنه الاحتياط واجب وعدم ترك نفسك لغيرك فريسة وهذا لما فيه من الخير لصاحبه إلا أنه يحمل بعض النقص في صفات صاحبه لأنه سيشعر ببعض الخوف
    - وأيضاً سيدل على نقص علمه وحكمته –قال أحمد-فإن الأكثر علماً وحكمة وفراسة فينا سيكون الأكثر اطمئناناً وثقة في تعامله مع الناس وحينما لاحظ موافقة الشاب على كلامهما واستغراقه في التفكير في مقالهم عاد إلى أستاذ الفلسفة قائلاً " وبما أنا ديكارت كان يشك إذاً فقد كان هذا ضعفاً ونقصاً منه "
    - هذا صحيح وأثبت تفكيره أيضاً أنه متناه وناقص لأنه كل يوم يتعلم المزيد ويزداد وهذا يدل على قلة ونقص أو ضعف في تركيبه
    - فتدخل أحد عمال النظافة حولهما وقال " معذرة ولكن ألا يجب أن نسأل كيف لكائن ناقص متناه مثل ديكارت يفكر في الكامل الامتناه وهو يعيش في كون ناقص متناه أساساً أنا أقصد أن فاقد الشيء لا يعطيه
    - قال أحمد أنا سعيد أنك سألت هذا السؤال وأخاف أن أجيبك عليه من جانب فتقول أنها إجابة دينية بحتة لذا فلنسأل الدكتور
    - الواقع يقول أن فكرة الكامل الامتناه موجودة في عقله وفي عقولنا جميعاً ونحن نسعى للكمال في كل شيء لأننا وبالقياس مع ما في فينا من نقص نجد أنه لابد أن يكون هناك كامل من جميع الوجوه فإذا قلت لك نزلت مجموعة سيارات متنوعة في أشكال إطاراتها وعددها فماذا تتوقع سيكون أشكالهم ؟
    - الأولى فيها إطار واحد والثانية تمشي بدونه والثالثة متعددة الإطارات والرابعة كلها إطار مثل الدبابات مثلاً والثالثة فيها تفصيل كثير
    - قال أحسنت أنت إذاً حينما فكرت في شيء فكرت في ضده أو عكسه في نفس الوقت لتجمع صورة كافية عنه وهذا ما فعله ديكارت حينما رأى نقصاً فيه يكمله كمال عند غيره وكمال عنده يكمل النقص عند غيره قال إذاً أين الكامل من كل الوجوه وأين الناقص من كل الوجوه وهذا الناقص يعتمد في عمله وبقائه على الكامل
    - مثل أن المرء حين يشك فهو يعتمد على معلومات لا يعرفها وهذا يدل على نقصه ويجعلنا نفكر في شيء لا يحتاج لأي أحد ولا لأي شيء يكون قيوماً قائماً بذاته سبحانه وتعالى
    - فقالت عجوز ولكن ماذا إن كان هذا الكامل مجرد تصور حيث أننا لا نراه ولا نسمع صوته ماذا إن كان فقط في مخيلتنا ؟
    - قال أحمد ولكن هذا الكامل يستدل عليه بوضوح بخلقه وفعله وبالوحي الذي أنزله
    - ثم رد أستاذ الفلسفة في ابتهاج سيكون حينها ناقصاً ليس كاملاً لأن من صفات الكمال الوجود حيث أن العدم موصوف بكل نقص
    - قال أحمد " ثم إنه إن كان غير موجود فمن الذي جعل فكرة وجوده في عقولنا فأنا ناقص متناه فكيف أفكر في أكمل بدون مساعدته وخلقه لهذه الفكرة أولاً لذا فكيف يتأتى الأكبر مما هو أقل
    - قال أستاذ الفلسفة " وبهذا وصلنا لنهاية البرهان أن وجود الكامل غير المتناه الأول الآخر المحيط بكل شيء القادر على كل شيء حقيقة يقينية " ثم نظر إلى شاب خلف أحمد وقال له هات ما عندك
    فقام وجلس بجوارهما ثم قال
    - " أشكر فيك أنك لاحظت أني أريد المشاركة ولكني لم أحب أن أقاطعكما وانتظرت النهاية لأن عندي بعض الأسئلة "
    - قالا له تفضل
    - لقد قلت أن الإنسان توصل لفكرة الكامل الامتناه بالقياس بنفسه أي أنه يحتاج لمقياس كامل أو كمال ثابت وهذا الذي أعلمه أنه ناقص وهذا يعني أن هذا الإله مجرد تصور صنعته أنا لاحتياجي إليه
    - أولسنا في حاجة إليه ؟ سأل أستاذ الفلسفة ونحن حين نفكر في كامل لابد أن يكون موجوداً حقاً ليحمل صفات الكمال هذه ويتصف بها
    - قال الشاب هذا في التصور فإني إن تصورت نفسي في باريس الآن لا يعني بالضرورة أنني حقاً فيها
    - ولكن ليس هذا كل شيء قال أحمد معترضاً فإن فكرة الكامل لم تأتي لعقلي لمجرد أنني أفكر بالمنطق الصوري الذي يقتضي التفكير في الشيء وضده وفقط وإلا لتوصل كل الملحدون اليوم لهذه الفكرة ولكنهم كلما رأو نقصاً في الخلق زاد نفيهم للخالق ولكن الفكرة أن فكرة الكامل الامتناه هناك من أودعها في عقلي (من الذي وضع قوانين الطبيعة كما قال سير أنتوني فلو ) حيث أن الشيء لا يخلق نفسه بديهة عقلية كما قال ربنا (أم هم الخالقون) ولكن فكرة الكمال جاءت من الفطرة التي تؤمن بوجود الله الخالق الكامل وصدقها العقل والله يمن على من يشاء بأن تكون فطرته سليمة غير عكرة كما في من ألحد هذه الأيام وأهمل فطرته وعقله أما في مثالك هذا فإن مجرد تصورك لنفسك ولباريس يعني أنك موجود وأن باريس أيضاً موجودة حيث لا يمكن تصور العدم وأيضاً وجود باريس ليس واجباً عقلياً لابد من تصوره إنما هو ممكن الوجود لذا فهي ممكنة العدم أما الله حين يتوصل العقل إليه بدليل العلة الكافية وغيره يجد أنه واجب الوجود أي أن تصوره محتوم لأنك إن تصورت عدم وجوده يحدث تناقض عقلي
    - قال أستاذ الفلسفة " والعقل لما أدرك نقصه وترقى في الكمال تيقن أنه يستمد هذا الكمال من كمال مطلق وأيضاً إن الكمال غير المطلق أو المحدود الذي عرفه ديكارت يحتم ويستلزم وجود كمال مطلق فيكون الكمال إذاً واجباً "
    - " كلام معقول " ثم سكت الشاب قليلاً وقال " ولكن هذه الأفكار لا يصل لها الجميع ولا يدركها الجميع على حقيقتها "
    - ربما لأنه ليس الدليل الأقوى رد أحمد " حيث أنه هناك العديد من الأدلة التي تفوقه وهي متاحة لدى الجميع
    - مثل ماذا ؟
    - مثل دليل العلة قال أستاذ الفلسفة وأضاف " فعلة الحدوث تبنى على مقدمتين واستنتاج بما أن لكل حادث سبب وأنا لا نتصور مطراً بغير سحاب وأن الكون حدث وليس أزلياً بل له ابتداء وانتهاء إذاً فلابد من سبب خصص الكون بما له من صفات فرجح الوجود على العدم وخصص الصفات والمقدار من حجم وشكل وكيفية فهو العليم القادر الجبار "
    - بل هناك ما هو أقوى قال أحمد " دليل الفطرة " ابحث عنه
    - ألا يمكنك أن تخبرني إياه الآن ؟
    - الآن موعد الصلاة فلنحدد موعداً آخر لنتكلم فيه
    )
    " قَالَ رَجُلَانِ مِنَ الَّذِينَ يَخَافُونَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمَا ادْخُلُوا عَلَيْهِمُ الْبَابَ فَإِذَا دَخَلْتُمُوهُ فَإِنَّكُمْ غَالِبُونَ ۚ وَعَلَى اللَّهِ فَتَوَكَّلُوا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ "
    سورة المائدة آية 23

  2. افتراضي

    جزاك الله خيرا اخي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    May 2014
    الدولة
    بلاد الله
    المشاركات
    52
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    حوار جميل جدا بارك الله فيك أستاذ أحمد ولكن لي تعليق هام عن مسألة تصور بداية حتمية للكون فبداية الكون تعني في الوقت نفسه أن هذه البداية كانت نهاية لما قبلها .. وما أريد أن أقوله هو أني لا أرى أي إشكال في كون هذا الكون أزلي المنشأ بل المعضلة هو أن يكون لهذا الكون بداية واحده وأنا اتحدث عن الكون كمفهوم وجودي وعالم الماده أحد تجلياته بالطبع.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. قاعدة مختصرة في الكمال و النقص و دليل الكمال على الله وصفاته
    بواسطة عياض في المنتدى قسم الحوار عن الإسلام
    مشاركات: 22
    آخر مشاركة: 05-06-2016, 09:09 PM
  2. برهان الكمال على وجود الله و صدق الاسلام
    بواسطة ابن سلامة في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-30-2014, 03:06 PM
  3. برهان الشمس
    بواسطة علي الشيخ الشنقيطي في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 2
    آخر مشاركة: 03-17-2014, 03:15 PM
  4. yaso3_lais_elah2: الدليل لا يتعارض مع الدليل !!
    بواسطة يحيى في المنتدى خنفشاريات
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 04-23-2010, 12:31 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء