السلام عليكم
في احدى المناقشات مع اصحاب الفكر الالحادي طرح احدهم ( ما يدعوه) اشكالا حول كلام الفخر الرازي رحمه الله تعالى عن دلائل وجود الله تعالى وهي دليل الحدوث فنقل عنه قائلا :
قال الرازي في المطالب العالية صفحة 74 ان جمهور العقلاء مطبقين على انهم احسوا بحدوث حادث طلبوا له سببا
ثم قال : ان هذا العلم حاصل في نفوس الاطفال الذين لم يبلغوا الى كمال العقل ذلك بان الطفل اذا كان له مكان يختص هو به بالتصرف فيه , فاذا وجد فيه طعاما لم يضعه فيه او غاب عنه شيء وضعه فيه فانه يصيح ويقول من الذي اخذه ومن الذي وضعه ..
ثم يضرب مثلا بالحيوان وان القطة عندما تسمع صوت الافعى فانها تفر هربا لان شعورها بصوت الافعى يقتضي شعورها بالافعى .
وبذلك يستشهد الرازي (يقول الملحد معقبا ) على ان الحدوث لابد له من محدث وان هذا العلم من البديهيات .
وهنا ترد بعض التساؤلات حول تلك المقدمة والنتيجة :
فلو قمنا بتطبيق تلك القاعدة على الانسان والوجود فسوف نرى ان الوجود ليس حادثا بالنسبة للانسان فالانسان لم يكن موجودا في فراغ ثم وجد الارض احدث فاستقر عليها ثم بعد ان استقر عليها وجد السماء احدثت فاستظل بها , ثم نبتت الاشجار من حيث لم تكن وسالت الانهار من عدم , انما هو العكس كما يقرره الدين والابحاث والعلوم فالارض بما فيها هي من شهدث حدوث الانسان عليها فعلينا تطبيق تلك القاعدة على غير عاقل اي على الارض وليس على الانسان وهذا البرهان موجه الى الارض وليس الى الانسان وهذا محال طبعا انما هو للمحاججة فقط .
فاذا علمنا ذلك تبين بطلان الاحتجاج بتلك القاعدة لعدم موافقتها للحقائق .
فالانسان وجد نفسه ضمن موجودات اقدم منه ولم يشهد حدوثها فأنى له التعجب والتساؤل عمن احدثها .
ولو اننا اقررنا بتلك القاعدة وقد علمنا بمخالفتها للواقع فهذا سيضطرنا للحكم على كل موجود سابق بأنه حادث , وهذا ينطبق على الله ( سبحانه وتعالى ) ايضا .
بانتظار تعليق الاخوة الكرام .
Bookmarks