النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: بوابة الغرائز (بين الإسلام واليهودية والمسيحية والإلحاد )

  1. #1

    افتراضي بوابة الغرائز (بين الإسلام واليهودية والمسيحية والإلحاد )

    مقدمه

    خرجت إلى هذه الدنيا فوجدت كل من حولي يتحدث عن العقل ( كن عاقلا ً . لاعقل له . آلا يوجد لديك عقل . أفلا يعقلون ) من أفراد عائلتي إلى أساتذتي إلى أصدقائي إلى العلماء في شاشات التلفزة إلى رجال الدين إلى كتاب الله فتسائلت ماهو هذا العقل والذي يتحدث عنه الأمي ومحاضر الجامعة ؟ ويتحدث عنه جميع البشر على مختلف معتقداتهم وجنسهم وجنسياتهم ؟وما الذي يميزه ليتحدث عنه الجميع ؟
    بحثت في كتب علم الاجتماع وعلم النفس عن جواب لهذا التساؤل فلم أجد جوابا ً شافيا ً. توجهت إلى علم الفلسفة فلم أجد إلا المزيد من الغموض . بحثت في كتب الدين وبعد مشقة وضعت قدمي على بداية الطريق المؤدي إلى معرفة ماهو العقل وخرجت بهذه النتيجة التي أتمنى أن ينفع الله بها.





    الحيوان العاقل
    نجد أن الإنسان في تركيبته النفسية والبدنية يكاد لايختلف عن الحيوان في شيء أبدا ً حتى أن الإنسان يتبع مملكة الحيوان في التصنيف العلمي حيث أن خلية الإنسان هي نفسها خليّة الحيوان .
    إذا ً مالفرق بين الإنسان والحيوان ؟
    لو طرحنا هذا السؤال على أي شخص أميا ً كان أو عالما ً سنجد أنه يجيب بلمح البصر قائلا ً الفرق بأن الإنسان يملك عقلا ً لايملكه الحيوان وقد يرفق مع هذه الإجابة ابتسامة سخرية واستهزاء بهذا السؤال التافه .
    فلنجرّب ونسأل هذا الشخص الواثق سؤال منطقي جدا ً ماهو العقل ؟
    صدقونّي ستزول تلك الابتسامة الساخرة بسرعة إجابته السابقة وستبدأ مفرداته وأفكاره بلعب دور قرد شمبانزي يقفز من غصن إلى غصن فنجده تارة يعرفّه بالذكاء وتارة بالإدراك وتارة بالتحليل و . و . وغالبا ً ماينتهي هذا التخبّط بعبارة : ماهذا السؤال التافه ؟! .
    عذرا ً أيها العالم الجليل على إضاعة وقتك بهذه التفاهات. فأنا اعتبره سؤال منطقي جدا ً ويجب أن أنتقل بالقراء إلى تجربة نحاول من خلالها التوصل إلى معرفة إجابته .

    ماهو هذا العقل الذي يتميّز به الإنسان عن باقي الحيوانات ؟!

    لمعرفة الإجابة على هذا السؤال يجب علينا أولاً من باب الإنصاف أن نضع كلا ً من الإنسان والحيوان في تجربة واحدة لنتعرف من خلالها على ردة فعل كل منهما وسيكون التباين في ردة أفعالهما هو الأساس الذي ننطلق من خلاله إلى تعريف ماهية العقل فإلى التجربة :
    أولاً :
    سنضع قفص في غرفة موصدة الأبواب وعلى بعد خمسة أمتار من القفص يتدلى عذق موز ونضع سلم يصل إلى هذا الموز ولكن هذا السلم للأسف موصول بقابس تيار كهربائي ضغط عالي يتسبب بالأذى لأي كائن حي يلامسه .
    ثانيا ً :
    نأتي برجلين يحبون الموز ونضعهم في القفص ومن ثم نطلق الأول ونترك الآخر يشاهد . سيتسلّق الرجل الأول السلّم ليحصل على الموز فيحصل على صعقة ويقع مغشيا ً عليه فنخرجه من التجربة لأنه لم يعد يهمنا فقد انتهى دوره .
    الآن نطلق الرجل الثاني الذي شاهد صاحبه عندما صعق لنعرف ردّة فعله تجاه ماحدث .وهل مازال يرغب بالموز !؟
    نجد أن هذا الرجل أمام ثلاث ردّات فعل :
    1 – يؤمن بأن ملامسة صديقه للسلم هي سبب صعقه فيمتنع عن التسلق ولنعطي ردة الفعل هذه نسبة 97 %
    2- يؤمن بأن ملامسة صديقة للسلم هي سبب صعقه ولكنّه يتسلقه (كالذي يؤمن بأن السرعة قاتلة ويتجاوز السرعة المحددة بالطريق) ولنعطي ردة الفعل هذه 2%
    3- يستبعد فكرة أن ملامسة السلم هي سبب الصعق الكهربائي ويفترض أن صاحبه مصاب بالصرع مثلا ًويقرر المجازفة بالتجربة ولنعطي ردة الفعل هذه 1 %
    إذا ً هذا الإنسان يملك خيارين
    الخيار الأول : تسلق السلم بنسبة 3 %
    الخيار الثاني : عدم تسلقه بنسبة 97 %
    ولا يهمنا ما يختار من هذين الخيارين بقدر مايهمنا انه يملك فرصة الاختيار
    حسنا ً فلنساعد هذا الرجل على حمل صديقه ونعطيه كرتون من الموز ونخرجه من التجربة فقد عرفنا ردّة فعله ولم نعد بحاجة إليه.
    ثالثا ً
    نضع قردين في هذا القفص ونطلق احدهما ونجعل الآخر يشاهد .
    بلا أدنى شك أنه سيتسلق هذا السلم للحصول على الموز وسيصعقه التيار الكهربائي فنخرجه من التجربة .
    الآن حان دور إطلاق القرد الثاني الذي شاهد صاحبه يصعق لنعرف ردةّ فعله تجاه ماحدث وهل مازال يرغب في الموز؟
    نجد أن هذا القرد يذهب مباشرة للحصول على الموز ويتسلّق السلّم وكأنه لم يشاهد صاحبه يصعق.وبعد أن يصعقه التيار فقط يمتنع عن تسلّق السلم .
    نسبة تسلق هذا القرد للسلم هي 100 %
    إذا ً الحيوان أمامه خيار واحد وهو الاستجابة لغريزته فقط

    انتهت التجربة






    سنأتي الآن إلى المقارنة بين ردة فعل الإنسان وردة فعل الحيوان لنصل إلى معرفة الفرق بينهما وبالتالي تعريف العقل بشكل علمي دقيق .
    أ – الغريزة
    الإنسان والقرد متماثلان في وجود الغريزة والتي تتمثل في تجربتنا السابقة بـ (الحصول على الطعام )
    ب – الذكاء (التفكير والتحليل و الإستنتاج )
    الإنسان والقرد متماثلان في القدرة على التفكير والتحليل والتي تتمثل في تجربتنا السابقة بـ (تسلّق السلم للحصول على الطعام)
    ج – المعرفة (إكتساب المعلومة )
    الإنسان والقرد متماثلان في إكتساب المعلومة عن طريق النظر والتي تتمثل في تجربتنا بـ ( مشاهدة أصدقائهم يصعقون بسبب ملامسة السلم الكهربائي)



    بعد أن دونّا نقاط التماثل بين الحيوان والإنسان من خلال النقاط السابقة نجد أن التباين يحدث في نقطتين فقط :

    أ – الاعتقاد (الإيمان)
    نجد أن الإنسان قد يؤمن بأن ملامسة صديقه للسلم هي سبب صعقه بدون تجربه
    بينما الحيوان لايمكن أن يؤمن بذلك إلا بعد أن يجرب ّ بنفسه .

    ب – كبت الغريزة
    نجد أن الإنسان يملك الخيار في كبت الغريزة
    1 – يكبت الغريزة
    2 – لايكبت الغريزة
    بينما الحيوان لايستطيع كبت الغريزة فهو يستجيب لغرائزه بشكل تلقائي .

    من خلال هذه التجربة نصل بشكل علمي مؤصل إلى إستنتاج نظريّة علميّة جديدة لتعريف العقل كفيلة بمحو الكثير من علامات الاستفهام في الكثير من العلوم وهي كالتالي :



    التعريف العلمي الدقيق للعقل :
    وظيفة إضافية في الدماغ البشري تمكنه من التحكم بالغريزة الحاضرة بناء على معلومة مكتسبه بدون تجربه سابقه.

    ماهو دليل وجوده ؟

    كبت الغريزة الحاضرة بدون تجربة سابقة
    --------------
    من خلال النظرية السابقة نجد أن العقل يعتمد وجوده على ثلاثة ركائز أساسيّة وسقوط أي ركيزة من هذه الركائز يسقط العقل تماماً ويذهب بنا إلى عالم الحيوان وهي كالتالي :

    1- الاعتقاد

    2- كبت الغريزة

    3- عدم ارتكاز الركيزتين السابقتين على تجربه سابقة



    الفصل الثاني /

    ركائز العقل الثلاث

    بعد أن وصلنا إلى حقيقة أن للعقل ثلاث ركائز تعالوا بنا لنتعرف أكثر على هذه الركائز .
    لو عدنا إلى التجربة لوجدنا الإنسان لديه ثلاث ردات للفعل قبل أن يجرب التسلق طبعا ً (الركيزة الثالثة للعقل ) كالتالي :
    أ‌- الرجل ذو نسبة 97 % استقبل معلومة عن طريق النظر و(آمن بها) محققا ً أول ركيزة وبناء عليها (كبت غريزته) محققا ً الركيزة الثانية مما قاده إلى مخالفة الحيوان (القرد) في ردة فعله
    ب‌- الرجل ذو نسبة 2 % استقبل معلومة عن طريق النظر وآمن بها وبالتالي حقق أول ركيزة (الاعتقاد)
    ولكنه اخل بالركيزة الثانية (كبت الغريزة ) فوافق الحيوان ( القرد ) في ردة فعله
    ت‌- الرجل ذو نسبة 1 % استقبل معلومة عن طريق النظر ولم يؤمن بها وبالتالي سقطت (ركيزة الاعتقاد) وبناء ً على سقوطها وافق الحيوان في ردة فعله





    تحليل أسباب سقوط العقل من الإنسان وسلوكه مسلك الحيوان في التجربة السابقة :

    نجد في التجربة السابقة أن الرجل ذو نسبة الـ 97% هو الذي تكاملت فيه ركائز العقل الذي ميزّه عن الحيوان .فما بال الرجال ذو نسبة الـ 3 % الباقين ؟

    أولا ً / من اسقط ركيزة كبت الغريزة وقام بتسلق السلم رغم ايمانة بالصعق :
    نجد أن صاحب ردة الفعل هذه استقبل المعلومة عن طريق النظر كما استقبلها الرجل العاقل ولكنّه آثر إطلاق العنان لمشاعره (حب الموز ) وجازف بالتسلق (لامبالاة) بإختياره طبعا (مكابرة)
    إذاً معادلة ردة الفعل هذه تعتمد على ثلاثة محاور :
    المشاعر + اللامبالاة + المكابرة
    وجميع محاور هذه المعادلة تجعله مسؤلاً مسؤولية تامة عن
    إسقاط عقلة


    ثانيا ً / من اسقط ركيزة الإعتقاد وجازف بالتسلق.
    نجد أن صاحب ردة الفعل هذه استقبل المعلومة عن طريق النظر كما استقبلها الرجل العاقل ولكن المشاعر (حب الموز) قادته إلى الهروب من هذه المعلومة وتكذيبها وبالتالي إيجاد معلومة وهمية توافق مشاعره(قد يكون سبب صعقه تيارات كهربائه داخل رأسه بسبب الصرع !)وبالتالي أقنع نفسه بإعتقاد صحة هذا الوهم بإختياره طبعا ً (مكابرة) وقرر المجازفة.(لامبالاة).
    إذا ً معادلة ردة الفعل التي هدمت ركيزة الإيمان هي نفسها المعادلة التي هدمت ركيزة كبت الغريزة :
    المشاعر + اللامبالاة + المكابرة
    وجميع محاور سبب ردة الفعل هذه تجعله مسؤلا ً مسؤولية تامة عن إسقاط عقله .
    ما هي فائدة وجود العقل لدى الإنسان ؟ !
    جدار حماية يمنعه من الانقراض ويجنبه الضرر
    فبدون العقل لاأنقرضت البشريّة منذ أمد بسبب مرض الإيدز على سبيل المثال .
    الفصل الثالث /
    المعلومة المكتسبة
    بعد أن توصلنا في الفصل السابق بطريقة علميّة دقيقه وبحته لمعرفة العقل وطريقة عمله لنصفه بأنه بوابّة الغرائز التي من خلالها يتم تمرير الغريزة أو منعها بطريقه تضمن بقاء الإنسان وعدم تعرضه للضرر

    نعود إلى التجربة من جديد لنجد أن عمل العقل لدى الإنسان يعتمد على وجود المعلومة المكتسبة والتي تتمثل في تجربتنا السابقة بـ (خطورة السلم ) والتي تم ّ اكتسابها عن طريق (النظر ).
    فما هي المعلومة العالمية المثلى والصحيحة التي تضبط غرائز البشر لتحقق الحكمة من وجود العقل والتي هي حفظه من الضرر و الإنقراض وماهي طريقة اكتسابها ؟
    لو انتخبنا وجمعنا مائة إنسان حكيم على مستوى العالم وظيفتهم كالتالي :
    1- وضع دستور موحد للبشريّة (معلومة ) تكفل للإنسان أن يعمل عقله على أتم وجه وبالتالي تتحقق الحكمة من وجوده والتي هي المحافظة على بقائه وتجنيبه الضرر .
    2- وضع نظام عقوبة لكل مخالف لهذا الدستور من أبناء البشر لضمان تفعيل الدستور

    3- يجب أن يرتكز هذا الدستور على أمور جيدّة مثل (العدل , الصرامة , الرحمة ,...,...) ليناسب الجميع,

    سنجد أنهم سيقومون بوضع ضوابط كثيرة نختار منها :
    1- منع القتل (لحفظ الأرواح)
    والمخالف تكون عقوبته هي القتل (نظام صارم )

    2- عدم ممارسة الجنس إلا بضوابط معينّة (لعدم تفشي الأمراض) ولنقل أن هذه الضوابط (الزواج )
    والمخالف تصدر بحقه عقوبة مناسبة

    3- منع المخدرات والمسكرات (لإن المخدر يعطّل جميع ركائز العقل وقد يتسبب من يتناوله بتجاوز النظامين السابقين )
    والمخالف تصدر بحقه عقوبة مناسبة

    نكتفي بهذه البنود الثلاث الرئيسية من الدستور ونذهب إلى البنود الفرعية

    الحقوق والواجبات :

    1- يجب على الأب أن يلتزم بتربية أبناءه والتكفل بمصاريفهم
    2- يجب على الزوجين عدم الخيانة

    3- يجب على الأبناء رد الجميل والبر بوالديهم (دستور عادل )

    نكتفي بهذا القدر من البنود الفرعيّة

    نأتي الآن إلى طريقة إخضاع البشريّة لهذا الدستور على مراحل :
    الأولى : اعتماده وتبليغه إلى كل إنسان عاقل بلغة الحوار
    الثانية : فرضه بالقوة على من يرفضه من (المدمنين ) مثلا ً أو المهووسين جنسيا ً أو .. أو .. وذلك لتحقيق الحكمة من وجود العقل وهي منع الإنسان من الإنقراض والضرر.
    لا أعتقد أن هناك إنسان ذو رأي سيمتنع عن الموافقة على دستور البقاء هذا . فلنذهب الآن لدراسة الأنظمة التّي حافظت على بقاء البشريّة إلى الآن بدون إجتماع هؤلاء الحكماء المائة .

    المعلومة المكتسبة
    لو نظرنا إلى جميع الأنظمة القديمة التي استطاعت حفظ فصيلة الإنسان من الإنقراض لوجدناها أنظمة سماويّة من الله تستقبل عن طريق الرسل ويقومون بنشرها ولنأخذ أمثله على ذلك :

    1 - الإسلام :
    لدينا نحن المسلمون النظام الذي يعمل وفقه العقل هو (الشريعة السماوية ) فـ بوابة غرائز المسلم (عقله )تجيز وتمنع الغريزة وفق النظام الإلهي الذي أوجدها لهذه المهمة فنجد أن شريعة المسلم تمنعه من الزنا و شرب الخمر والسرقة والأكل الحرام والكذب والظلم و...و..
    وهذا النظام هو الوحيد القادر على تشغيل بوابة الغرائز (العقل )على أتم وجه. فهو لم يترك غريزة إلا ووضع لها نضاما ً خاصا ً يتم تمريرها أو منعها بناء ً عليه .
    وبالتالي يحقق الحكمة من وجود العقل وهي إتباع النظام الإلهي الكفيل بتنظيم الحياة البشرية اجمع . فلو أن البشرية فعلّت هذا النظام الإلهي في طريقة عمل بوابة غرائزها (عقلها)لم نجد إنسان مقتول لأن النظام الذي تعتمده بوابة الغرائز يمنع القتل .. ولم نجد سرقه لنفس السبب .. ولم نجد خيانة زوجيه لنفس السبب .. ولم نجد لقطاء .. ولم نجد فقراء.. ولا مجرمين ولا مراكز شرطه ولا محاكم ولا .. بالمختصر تعيش البشرية بنظام دقيق يحقق الأمن والأمان لكل إنسان ويحافظ على الجنس البشري من الإنقراض .
    وبالتالي فبقدر مخالفة بوابة غرائزنا لهذا النظام يكون قدر المشاكل التي نواجهها .. وبقدرها تكون العقوبة للمخالف فنجد أن دستور المائة حكيم الذي تطرقنا إليه سابقا ً ليس الا جزء ً بسيطا ً من هذا الدستور الإلهي .
    ومما يثير العجب في هذا الدستور أنّ بنوده دقيقة جدا ً وشامله لدرجة أنها تضمنّت بند يهتّم بتدريب (بوابة الغرائز ) نفسها والتي هي العقل . قد تتساءلون الآن ماهذا البند العجيب ؟! وسأجيبكم بقلب يملأه التعظيم والتقديس لمن أنشأ هذا الدستور إيمانا ً بعلمه الواسع وحكمته الغير متناهية

    إنه بند الصوم في الشريعة الإسلامية .
    مالحكمه من جعل بوابّة غرائزنا كمسلمين تمنع غريزة الأكل والشرب والجنس لمدة شهر في السنة ؟
    والجواب هو : تدريب بوابة الغرائز للعمل بأقصى طاقتها لأن غريزة حب الطعام والشراب وغريزة الجنس من أقوى الغرائز الحيوانية وبتدريب بوابّة الغرائز على كبت هذه الثلاث لمدة شهر كفيل برفع أداء عمل هذه البوابة ولضرب مثال على ذلك :
    طبيب جراح يعمل كإداري في وزارة الصحة .. نجده يخصص يوم في الأسبوع لعمل العمليات الجراحية . وذلك لرفع كفائتة وعدم نسيان المهنة .

    فليسأل كل ذو رأي نفسه هل من الممكن أن يضع الحكماء المائة الذين تحدثنا عن وضعهم لدستور البقاء سابقا ً مثل هذا البند ؟! سبحان اللّه عما يشركون .

    هذا بند واحد فقط من بنود كثيرة مثل(تحريم زواج الابن بأمه أو الأب ببنته وعمته و.. و.. قبل اكتشاف العلم أن الزواج من حاملين الجينات نفسها ينتج في العرق البشري جيل يحمل الأمراض وبالتالي ينقرض هذا العرق بطريقة غير مباشره ) لو تأملناها من خلال هذه النظريّة لسجدنا للّه خاشعين وعرفنا أنه لايمكن لبشر مهما بلغو من الحكمة أن يضعوها لأنه لا يضعها الا من صنع العقل وعرف وظيفته والحكمة من وجوده لكن لا أحب أن أطيل عليكم ولا أريد أن يتشعّب الحديث فلننتقل إلى دستور آخر حافظ على بقاء البشريّة قديما ً .

    2 – المسيحيّة أو اليهوديّة
    نجد أن هذا الدستور في بدايته تقريبا ً هو دستور الإسلام ولكنّ البشر مع مرور الوقت أرادت أن تفك القيود عن بعض غرائزها وتطلقها كالحيوانات الأخرى فألغت الكثير من بنوده التّي تخل بالحكمة من وجود العقل وبالتالي أصبح هذا الدستور لا يؤدي عمله بالشكل المطلوب لتحقيق الحكمة من وجود العقل فأستبدله اللّه بدستور الإسلام فأنظر إلى وصف الله لهم : (يحرفون الكلم عن موضعه ) (فلا يؤمنون إلا قليلا ً ) سورة النساء. إذاً هم يؤمنون بدستورهم المحرّف وهذا الدستور المحّرف يعتبر قليلا ً من الدستور الإلهي الصحيح وهو الإسلام

    ملاحظه / تتبعت بند الصوم في الدساتير الإلهية السابقة (التوراة والإنجيل) فوجدت انه كان موجودا ً وألغي كالكثير من البنود الأخرى .

    ولو حاولنا دراسة سبب تحريف هذا الدستور لوجدناه نفس السبب الذي ذكر في الفصل الأول من تجربة هذا الكتاب :
    عاطفة + لامبالاة + مكابرة

    نكتفي بهذه الدساتير القديمة (المعلومات المكتسبة ) التي حافظت على بقاء الإنسان ومازالت ولننتقل إلى أنظمة جديدة (مضحكة فعلا ً )

    عندما يجهل الإنسان وجود الحكمة من العقل نجده غالبا ً ما يبحث عن دستور يحد من عمل بوابّة الغرائز (العقل ) ليسمح بإطلاق المزيد من الغرائز ويحررها مراعيا ً بذلك هوى نفسه مثلما فعل من حرّف التوراة والإنجيل سابقا ً ولكن المضحك المبكي أو كما قيل (شرّ البليّة مايضحك ) الإنسان الذي يحاول نسف الدستور الإلهي الذي تعتمده بوابّة الغرائز كاملا ً واستبداله بدستور جديد يراعي فيه هوى نفسه فقط كما يفعل الملحدين الآن والحكومات الملحدة وهذا الصنف من البشريّة وصفه الله لنا بقولة عز من قائل : ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) سورة الجاثية
    ونظرة أصحاب هذا الدستور قاصرة جدا ً بحيث يدعون إلى أن يكون الإنسان حيوان غريزي بحت بشرط أن يكون مسالماً ويحاولون أن يكسونه بأجمل الأسماء كـ (الديمقراطية ,الحريّة , ...) وأنا أريد أن اسألهم سؤالين فقط :
    الأول /
    لو أن البشريّة (أجمعت) على دستوركم هذا وعملت به قبل اكتشاف فيروس الإيدز بعام واحد فقط .. كم تكون نسبة حاملين الفيروس اليوم ؟ هذا إن تبقى أحد من البشر
    الثاني /
    هل سيتضمّن دستوركم بند يهتّم بعمل بوابّة الغرائز (العقل ) كالصوم مثلا ً كما نصّ الله في دستور الإسلام ؟
    ومن المفارقات المضحكة أن أصحاب هذا الدستور من اشّد المطالبين بالعقل مع أنهم لا يعلمون ماهو وماهي حكمة وجوده وكأن الله أراد أن يستهزئ بهم فأنظر إلى وصف الله لهم ( الله يستهزئ بهم ويمدهم في طغينهم يعمهون ) سورة البقرة
    اكتفي بذكر هذا الدستور لأنه كفيل بتوضيح المطلوب ولا أريد أن أتجاوزه إلى عبادة الأبقار و النار و .. و .. لكي لا يفقد كتابي هذا جديتّه ويصنّف ضمن كتب النكت والطرائف فلننتقل أعزائي القراء إلى التعرف على الأمور المترتبّة على وجود العقل في الإنسان


    ماهي الأمور المترتبّة على وجود العقل في الإنسان ؟

    توصلنا في الفصل الأول ومن خلال تجربة الموز والصعق إلى أن الإنسان يملك خيارين والحيوان لا يملك الا خيار استجابته لغريزته .
    إذا ً من العدل أن يتحمل الإنسان نتيجة أفعاله ويعاقب عليها ومن العدل أيضا ً أن لا يعاقب الحيوان لأنه لا يملك الخيار.

    كيف يعاقب الإنسان ؟!

    اجتمع ثلاثة رجال فقراء واقترح احدهم بأن يقوموا بعملية سطو على مصرف . وافقه احدهم والأخر رفض فقام اثنين منهم بالسطو على المصرف وخلال العملية اعتقل الأول وسجن بينما فرّ الآخر ولم تطله يد القانون فعاش ثرياً .
    لو أخذنا الرجل الذي أصبح ثريا ًولم تطله يد القانون كمعيار لوجدنا أن هناك نوعين من الظلم كالتالي :
    1- ظلم الرجل الذي قبض عليه بينما غيره فعل نفس الفعل الذي قام به وعاش ثريا ً لم يقبض عليه ولم يسجن .
    2- ظلم الرجل الذي اعمل عقله ولم يسطو على المصرف فعاش فقيرا ً وغيره ثريا ً حّر .

    أين العدل في هذا وما الفائدة من استخدام العقل للفرد ؟
    المؤمن بالله يعلم الإجابة و أن اللص الفار سيعاقبه الله يوم القيامة ولكن أريد أن أجيب بأسلوب آخر .

    عندما ننظر إلى قوانين الكون من حولنا نجدها دقيقة جدا ً وعادله فلكل فعل في هذا الكون ردّة فعل فمثلا ً كل من يولد يموت فهل من المنطق بناء ً على هذه القوانين الدقيقة والعادلة والثابتة أن يفلت هذا اللص ؟
    التساؤل هنا يقودنا إلى أنه من غير المنطقي أن تختل هذه القوانين الدقيقة والتي تفرض على الشمس أن تعود لنفس موقعها كل تسعة عشر عاما ً لعيني هذا اللص وبالتالي نتوصل إلى أن هذا اللص سيعاقب ولكن متى وأين ؟!
    لابدّ أن يشكر من التزم بعقله وامتنع عن السرقة
    لابّد أن يرفع الظلم عن اللص المقبوض عليه
    لابد أن يأخذ اللص الفار جزاءه
    لكن متى وأين ؟!
    يجيبنا الله تعالى في سورة غافر : (اليوم تجزى كل نفس بما كسبت . لا ظلم اليوم . إن الله سريع الحساب )
    إذا ً من قوانين هذا الكون أن الإنسان لديه الخيار بوجود العقل بعكس الحيوان وبالتالي يجب أن يعاقب إن لم يفعّل عقله كما عوقب من همّش عقله في تجربة الموز بالصعق .



    الخاتمة
    لا يعدو تأليف هذا الكتاب عن كونه إلقاء حجر في بركة راكدة ولنأمل أن يكون مبدأ لتصحيح الكثير من المفاهيم الدينيّة والطبيّة والنفسيّة الخاطئة من خلال البحوث العلميّة التأصيلية .




    4 - 4 – 1434 هـ

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2014
    الدولة
    جزيرة العرب
    المشاركات
    104
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي، ولو أني أرى العقل أكثر من (بوابةٍ للغرائز) و لعلك أردت التبسيط والايجاز بذلك.

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2010
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    280
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أهلا يا أبا خلف، و شكرا على الموضوع العظيم الشأن موضوع العقل.
    سأحاول إثراء موضوعك بتعقليقات بعضها معك و بعضها الآخر موجه لك.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو خلف مشاهدة المشاركة
    مقدمه

    خرجت إلى هذه الدنيا فوجدت كل من حولي يتحدث عن العقل ( كن عاقلا ً . لاعقل له . آلا يوجد لديك عقل . أفلا يعقلون ) من أفراد عائلتي إلى أساتذتي إلى أصدقائي إلى العلماء في شاشات التلفزة إلى رجال الدين إلى كتاب الله فتسائلت ماهو هذا العقل والذي يتحدث عنه الأمي ومحاضر الجامعة ؟ ويتحدث عنه جميع البشر على مختلف معتقداتهم وجنسهم وجنسياتهم ؟وما الذي يميزه ليتحدث عنه الجميع ؟
    بحثت في كتب علم الاجتماع وعلم النفس عن جواب لهذا التساؤل فلم أجد جوابا ً شافيا ً. توجهت إلى علم الفلسفة فلم أجد إلا المزيد من الغموض . بحثت في كتب الدين وبعد مشقة وضعت قدمي على بداية الطريق المؤدي إلى معرفة ماهو العقل وخرجت بهذه النتيجة التي أتمنى أن ينفع الله بها.
    و كثير هي الألفاظ التي نستعملها و لا نعي معانيها بل و نخطئ في معانيها. أما بالنسبة لي فقد بحثت و تساءلت و قدمت و أخرت حتى حطت بي الرحال آخر المطاف عند أمر ترتاح له النفس و تقبله، و قد اقتربت يا أبا خلف.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو خلف مشاهدة المشاركة
    نجد أن الإنسان في تركيبته النفسية والبدنية يكاد لايختلف عن الحيوان
    في شيء أبدا ً
    في تركيبته البدنية فنعم، أما في النفسية فالخلاف عظيم جدا بين الإنسان و الحيوان.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو خلف مشاهدة المشاركة
    إذا ً مالفرق بين الإنسان والحيوان ؟
    سؤال و إن بدى سخيفا فهو عميق و يبين بحق حقيقة الإنسان.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو خلف مشاهدة المشاركة
    فلنجرّب ونسأل هذا الشخص الواثق سؤال منطقي جدا ً ماهو العقل ؟
    قليل من سيجيبك بجواب شاف.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو خلف مشاهدة المشاركة
    فنجده تارة يعرفّه بالذكاء وتارة بالإدراك وتارة بالتحليل و . و .
    فتجد الغبي العاقل و تجد الذكي الغير عاقل.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو خلف مشاهدة المشاركة
    إذا ً هذا الإنسان يملك خيارين
    و هكذا يظهر العقل مع الاختيار فهما قرينان لا يفترقان.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو خلف مشاهدة المشاركة
    التعريف العلمي الدقيق للعقل :
    وظيفة إضافية في الدماغ البشري تمكنه من التحكم بالغريزة الحاضرة بناء على معلومة مكتسبه بدون تجربه سابقه.
    أحسنت في اعتبارك العقل وظيفة لا كما يعتبره الكثير أمرا قائما بذاته. لهذا نجد العقل في القرآن فعلا لا إسما.
    هي وظيفة في القلب لا الدماغ، بل هي وظيفة القلب. "لهم قلوب لا يعقلون بها"
    لا نقصر الأمر على الغرائز فقط بل الأمر يعم، إنه التحكم في الهوى عموما.
    فالنفس بمثابة الفرس الشرود و العقل بمثابة اللجام له، يترك لها العنان و يلجمها أحيانا إذا رأى في ذلك هلكتها.
    أحسنت في تبيان ضرورة المعلومة لأن قوام العقل هو العلم فمن لا علم له لا عقل له، و لكن الأمر لا يعتمد فقط على المعلومة المكتسبة من دون تجربة بل يعم المكتسب من علوم الآخرين و تجاربهم و التجارب الخاصة.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو خلف مشاهدة المشاركة
    تحليل أسباب سقوط العقل من الإنسان وسلوكه مسلك الحيوان في التجربة السابقة :
    أ تعلم أن هذه النقطة سر الأسرار؟

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو خلف مشاهدة المشاركة
    فما بال الرجال ذو نسبة الـ 3 % الباقين ؟
    نعم ما بالهم؟ لو أدرك المرأ هذه النقطة انحلت عنه سائر العقد و الإشكالات.
    و هذه النسبة التي طرحتها أخ أبا خلف هي في العقل الدنيوي و ربما كانت أقل بكثير إن لم تنعدم، أما فيما يخص اليوم الآخر فالنسبة تنقلب تماما حتى يكون العقلاء أقل الناس بنسبة 0،1% و هم الذين يدخلون الجنة أما الباقي ففي السعير " لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير"
    قال من مضى: لا تعجب لمن هلك كيف هلك و لكن اعجب لمن نجى كيف نجى.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو خلف مشاهدة المشاركة
    نجد أن صاحب ردة الفعل هذه استقبل المعلومة عن طريق النظر كما استقبلها الرجل العاقل ولكنّه آثر إطلاق العنان لمشاعره (حب الموز ) وجازف بالتسلق (لامبالاة) بإختياره طبعا (مكابرة)
    السؤال العجيب و الذي يرفع الستار عن معنى العقل أكثر و هو لماذا آثر إطلاق العنان لمشاعره (حب الموز ) وجازف بالتسلق (لامبالاة) بإختياره طبعا (مكابرة)
    إن هذا سر العقل و سر القدر.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو خلف مشاهدة المشاركة
    لو نظرنا إلى جميع الأنظمة القديمة التي استطاعت حفظ فصيلة الإنسان من الإنقراض لوجدناها أنظمة سماويّة من الله تستقبل عن طريق الرسل ويقومون بنشرها
    أحسنت، حفظه من الانقراض و حفظه من الكفر بربه.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو خلف مشاهدة المشاركة
    ( أفرأيت من اتخذ إلهه هواه) سورة الجاثية
    كبح الهوى و ليس الغرائز فقط.


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة ابو خلف مشاهدة المشاركة
    لا يعدو تأليف هذا الكتاب عن كونه إلقاء حجر في بركة راكدة ولنأمل أن يكون مبدأ لتصحيح الكثير من المفاهيم الدينيّة والطبيّة والنفسيّة الخاطئة من خلال البحوث العلميّة التأصيلية .
    شكرا.

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

المواضيع المتشابهه

  1. بعيدا عن الإسلام والمسيحية واليهودية والبوذية والزرادشتية وكل دين
    بواسطة زيد الجزائري الجزائر في المنتدى قسم الحوار عن المذاهب الفكرية
    مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 01-09-2014, 08:22 PM
  2. الإسلام والإلحاد يكتسحان إنكلترا والمسيحية في خطر
    بواسطة lightline في المنتدى قسم الحوار العام
    مشاركات: 1
    آخر مشاركة: 12-18-2012, 11:15 PM
  3. مشاركات: 0
    آخر مشاركة: 07-04-2011, 03:22 AM

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء