الله خلق الأسباب الكونية ومن خلالها سيعلم مسبقا أين ستتجه إرادة ذلك الإنسان!
هل الله من خلال هذه الأسباب الكونية يعلم فقط أم يعلم ويوجه؟
السؤال الذي لا تريد أن تجيب عنه: هل هذه الأسباب الكونية التي خلقها الله توجه إرادة الإنسان أم لا؟
الله خلق الأسباب الكونية ومن خلالها سيعلم مسبقا أين ستتجه إرادة ذلك الإنسان!
هل الله من خلال هذه الأسباب الكونية يعلم فقط أم يعلم ويوجه؟
السؤال الذي لا تريد أن تجيب عنه: هل هذه الأسباب الكونية التي خلقها الله توجه إرادة الإنسان أم لا؟
إن سؤالك يا رزين هل يستطيع الإنسان أن تكون له مشيئة أخرى هو كسؤالك هل يستطيع الإنسان أن يخرج عن قدر الله. وهذا من المحال.
لما اختار أمير المؤمنين عمر رضي الله عنه أن لا يدخل أرض الشام لوجود الطاعون بها قال له أمير المجاهدين في الشام أبو عبيدة عامر بن الجراح أتفر من قدر الله يا أمير المؤمنين قال له عمر لو قالها غيرك يا أبا عبيدة، و هل أفر من قدر الله إلا لقدر الله.
إذن فالإنسان لا يمكن أن يكون له سوى مشيئة واحدة ولا يمكن أن يخرج عن قدر الله. قلها وأرحني.
كيف لا أريد الإجابة عنه و قد كتبت كل ما قرأته سابقا، فأقول هي توجه إرادة الإنسان.
و لكن لا تقل يا رزين أن توجُّه إرادة الإنسان وفق تلك الأسباب الكونية هو جبر و تسيير و إكراه، لأنه إن قلنا إرادة فقد نفينا الجبر و التسيير و الإكراه.
ستقول يا رزين: إنك يا أبا أحمد تتهرب عن الإجابة و لا تصرح.
فأقول يا رزين إن الإيمان بالقدر ركن من أركان الإيمان و له سر عظيم و أسأل الله أن يفتح عليك فتؤمن به.
لا أقول بأن الإنسان مجبر على أفعاله التي يختارها فهذا تكذيب للدين و الواقع، و لا أقول هو خارج عن قدر الله فأخالف الدين و الواقع أيضا فقدر الله ماثل أمامنا لمن كان قلب أو ألقى السمع و هو شهيد.
لقد أذن المؤذن لصلاة الصبح يا رزين و أسأل الله أن يجعلنا ممن اختارهم لجنته و نصرة دينه.
و إلى لقاء قريب.
و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته أخ محيي الدين، لقد مضى وقت منذ آخر حوار بيننا فأهلا بك ومرحبا.
لم ألحظ مداخلتك في ثنايا هذا الحوار فمعذرة. وكذلك لم ألحظ تعقيب رزين عليها.
أفهم ما تقوله تماما، و لكن كما قال رزين ففي آخر المطاف ستكون تلك الأسباب مؤثرة في الإرادة عن طريق العقل كما قلت أنت ونعود من جديد إلى حيث كنا. و شكرا على التوجيه.
لا يقتصر إيماننا بالقدر على مجرد العلم كما يظن الكثيرون، فيسعون لإثبات القدر بمثال المعلم الذي لا يكاد يخطئ في معرفة الناجح من الراسب حتى قبل الامتحان أو بمثال متابعة صديقين لشريط مسجل قد تابعه أحدهما فيسرد لصاحبه الأحداث قبل أن تقع و لله المثل الأعلى، نعم لا يقتصر الإيمان بالقدر على مجرد العلم بل العلم و الكتابة و المشيئة و الخلق.
فالأسباب و إرادة الإنسان و كل شيء لا يخرج عن خلق الله جل و علا و مشيئته فضلا عن علمه و كتابته.
بل لها معنى سوى ذلك، أسألك يا رزين أ يقدر أي أحد أن تكون له إرادة ما خارج هذه الأسباب التي عاشها منذ ميلاده إلى تلك اللحظة؟ طبعا لا فكل اختيارات الإنسان و تصرفاته لا تخرج عما عاشه في هذه الحياة.
و سؤال آخر أتميز بين ما هو اختياري من الأفعال كالتصفيق باليدين و بين ما هو اضطراري كارتعاش اليدين؟ طبعا كل عاقل يميز بينهما.
فالأفعال الاضطرارية هي الجبرية إذ لا اختيار فيها، أما الاختيارية فهي ليست بجبرية.
و إن رأيت وقوع الأفعال الاختيارية تحت الأسباب الكونية يجعل منها جبرية فشأنك و مخالفة المعقول البين، أما نحن فلا نسميها جبرا بحال هي قدر لا جبر.
الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)
Bookmarks