الكثير من المخالفين وبالذت المتشكّكين يتبجّحون بمسحة من العقيدة الجبرية و يقوّلون اهل السُنّة في عقيدتهم ما لم يَقولوه , هذه الشبهة تم ردّها مِرار و انا لا ازيد على كلام اساتذتي شيئا لكن اعيد تقديم جزئيّة منها بصيغة صُغتها بوجه اخر :
x : ما ذنبي و قد جُبرت على ما افعل و كُتب علي قسرا جميع اعمالي و اقوالي منذ خُلقت و هذا بنص العديد من الايات و الاحاديث ؟
مسلم : يعني انت كفرت بالخالق لأنك تظن بأنه خلق و قدّر افعالك فأنكرت وجوده ؟
x : لا يهم , أنكرتُهُ بطلاقة ام أنكرتُ الاله الذي هذه صفاته لكن تستطيع القول ان إنكار الخالق هي بسبب تناقض صفاته , الم تقرأ ((و الله خلقكم و ما تعملون )) , فقلتُ : كيف لخالق أن يخلق الخلق و يَحسم مصيرهم قبل خلقهم اصلا ثم يحاسبهم بما قدّر عليهم ؟! هذا امر مُخلّ بعدالة الاله .
مسلم : الامر ليس كما تظنّه بل هو سوء فهم منك و سترى , الان قل لي : اذا تَرَكنا التخيير و التسيير جانبا فهل ستُجيبني على هذه الاسألة ؟
x : تفضّل بكل تأكيد .
مسلم : قبل ان تَرِدْ هذه الشبهة الى قلبك هل كنتَ تؤمن بالخالق العادل الذي له صفات الكمال كالحكمة و العلم و الخبرة و غيرها ؟
x : نعم, سابقا و الان كلها مشوشة في داخلي .
مسلم : طبعا مشوشة فصفات كمال الخالق اشبه ما تكون بسلسة عَقْد متصلة اذا اخللتَ بأحدها أتيت على الصفات الاخرى , و الان سأضرب لك هذا المثل فقط للتقريب( وهو حوار افتراضي للتقريب الصورة لا غير) , لو افترضنا بأن هناك خالقَين اثنين خَلقا شخصين اثنين و اُعطي لهما تمام الاختيارية و خَلقا معهما تفاحتين اثنتين احدها حمراء و الاخرى صفراء , هل أفتهمت المعطيات السابقة ؟
x : نعم نعم واضح جدا !
مسلم : و الآن طُلب من احد الشخصين أن يختار احد التفاحتين و قبل ان يتقدم الشخص للإختيار خاطب الخالق أ الخالقَ ب و قال له : هل تعلم اي التفاحتين سيختار فأنا أعلم ؟ فقال الخالق ب : !! الاحمر ... لا لا لا الاخضر لا ادري !! الله يعلم !!!!!
x : ههههه.
مسلم : اصمتْ ! , بما أنك تقول بكمال الخالق إن وجِد فأيّ الخالقَين أكمَل و أعلَم و أحكَم الخالق أ ام الخالق ب ؟؟؟
الجواب لك
يا زميلي الخلل في فهمك لكلمة (قدّر) فهي تعني معرفة الله تعالى لأختيارك لا غير و هذا التقدير( معرفة الاختيار ) هو بناء على قدرة اختيارية مُنحت لك (فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر) فزعمك بأن الخالق لا يجب عليه ان يعلم اختياراتك و نواياك و اراداتك يعتبر قدحا واضحا و خدشا شارخا في كمال صفات الخالق فكيف تريد خالقا كاملا لا يعلم الغيب و لا يعلم مآلات الامور و مصائر الاحداث و نهاياتها ...إن هذا لعمري في القياس بديع.
Bookmarks