النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: نهاية الفلسفة الكون خرج للوجود بكلمة سر واحدة كن فيكون

  1. #1

    افتراضي نهاية الفلسفة الكون خرج للوجود بكلمة سر واحدة كن فيكون

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين


    بعد أن فرض المنهج الوضعي المنكر لله على العلم في العالم الغربي واعلان تحرر الانسان في الغرب من الكنيسة كانت نفطة الانطلاق في ذلك العهد تنظر للخلية على أنها لطخة بسيطة تحت المجهر وللكون على شكل فراع كبير تسبح فيه الأجرام على شكل حبات رمل متناثرة
    وكانت ركيزة الفلاسفة الوضعيين والمادييين هي فكرة الكون الازلي الساكن وغير المحدود وأزلية المادة لذلك لم يرى الوضعيون والماديون ضرورة لتفسير الكون والحياة فالكون موجود هنا منذ الازل وكل ما يحدث فيه هي تفاعلات بين عناصره والمادة الحية نتجت بالتفاعل الكيميائي بين المواد الميتة
    وجاءت نظرية الانفجار العظيم لتفجر أسس الفلسفة المادية فبرهنت على خلق الكون والمادة وبالتالي خلق الحياة أيضا
    والآن بعد قرنين من تفجر الفلسفة الوضعية والمادية أمام بداية الكون والمادة وخلق الحياة وبعد كامل الاكتشافات العلمية التي ميزت القرنين الأخيرين لم تعد الخلية لطخة بسيطة تحت المجهر وما عادت نظرتنا للكون عبارة عن حبيبات رمل متناثرة
    ان المثقف الذي يتابع تطور العلوم عن كثب ولم يصل الى نتيجة واحدة وهي أن السموات والأرض وخلق الانسان لم ينطلق بكلمة سر واحدة وواحدة فقط
    فهو ليس بمثقف وليس بفيلسوف
    ان كوننا رياضي بامتياز لا مجال للقول فيه بالعشوائية الا في الخيال المريض
    كلمة سر واحدة خرجت كالطلقة النارية ليكون الكون والانسان
    يقول العلماء أن الثوابت الكونية والتي جعلت من عالمنا عالما صالحا للحياة هي بمثابة وقوف الكون كله على طرف هذا المسمار .. إن توافق الثوابت الكونية بنسب مدهشة دفع العلماء الفيزيائيين الماديين إلى تسمية هذا التوافق بإسم الكون المُعد بعناية fine-tuned universe

    يقول ريتشارد داوكنز في حواره مع ستيفن واينبرج على موقعه الرسمي
    إذا اكتشفت هذا الكون المدهش المعد فعليا بعناية .. أعتقد ليس أمامك إلا تفسيرين إثنين .. إما خالق عظيم أو أكوان متعددة
    If you discovered a really impressive fine-tuning ... I think you'd really be left with only two explanations: a benevolent designer or a multiverse.
    VOICES OF SCIENCE ..Richard-Dawkins-Steven-Weinberg-Lawrence-Krauss-PZ-Myers-David-Buss

    الثوابت الكونية أُعدت بعناية إلى درجة يستحيل معها القول إلا بالإعداد المسبق والعناية الخاصة فمثلا :
    النسبة بين الإلكترون والبروتون هي 1: 10 أس37
    النسبة بين القوة الكهرومغناطيسية والجاذبية هي 1: 10 أس 40
    نسبة تمدد الكون هي 1: 10 أس55
    كتلة كثافة الكون هي 1: 10 أس59
    الثابت الكوني 1: 10 أس 122
    هذه الأرقام تحدد القيم الفيزيائية للثوابت الكونية التي لو حدث أي تغير بسيط للغاية فيها لما نشأ الكون

    يقول ليونارد سوسكايند الفيزيائي الأشهر أستاذ الفيزياء النظرية بجامعة ستافورد والمؤسس لنظرية الأوتار الفائقة يقول :
    إن المشكلة الحقيقية في إعداد الكون بعناية أن هذه المعطيات التي تقف على حافة السكين كلها مستقلة عن بعضها البعض وفي الوقت نفسه تتلاقى لتسمح فقط بإحداث الحياة وتغير أى مُعطى من هذه المعطيات التي نشأت مستقلة لم يكن يسمح لها بالتلاقي فضلا عن إمكانية إيجاد حياة أو حتى منظومة كونية .
    1- أدنى حد ممكن من الأنتروبيا في لحظة البيج بانج
    2- تضخم الكون تم إعداده بعناية شديدة لحل مشكلة الكتلة الحرجة
    3- النسبة بين القوى الكهربية غلى قوة الجاذبية
    4- قوة القوى النووية القوية
    5- الكتلة النسبية لكل من الالكترون والبروتون والنيوترون
    6- النسبة بين المادة المعتمة وعموم الكون
    7- ثابت التموج Q
    8- الثابت الكوني
    9- أبعاد الفضاء
    10- وجود ميكانيكا الكم
    11- وجود مبدأ الإستبعاد لباولي – والذي يمنع الذرة من الإنكماش على نفسها فور تكونها – .
    12- الكيمياء المنضبطة
    http://www.edge.org/3rd_culture/smol..._susskind.html

    هذا إلى جانب أوزان البروتونات والالكترونات التي لو تغيرت قليلا جداً لاختلفت البنية الذرية وانعدمت الكيمياء وانعدم الوجود .
    هذا إلى جانب القوى الأربعة الرئيسية - الجاذبية والكهرومغناطيسية والقوى النووية الضعيفة والقوى النووية القوية - التي لو اختلت قليلا جدا لما تشكلت النجوم وهذه القوى تختلف اختلافا جذريا فيما بينها فمثلا الفرق بين القوى النووية القوية وقوى الجاذبية هو كالفرق بين وزن الشمس ووزن حبة رمل في الصحراء .
    ولذا يقول العلماء لو قامت الارض بجذب إنسان واحد بنفس مقدار القوى النووية القوية - أي لو تحولت قوة الجاذبية إلى قوة نووية قوية - لصار وزن هذا الإنسان يعادل 1000 مليار نجم فقوة الجاذبية ضعيفة للغاية ولا يوجد مبرر فيزيائي لضعفها كما يقول ليونارد سوسكايند لكن لابد أن تكون بهذا الضعف الشديد فهي بالفعل مُعدة بعناية Fine-tunned فلماذا هي بهذا الضعف الشديد ولماذا القوة النووية القوية بهذه القوة الرهيبة التي لو كانت أضعف قليلا بأقل من مليار مليار جزء من قوتها لانهارت الذرة وتشتت إلى أشلاء وانهار الكون .

    لكن هذه الدرجة من الإعداد للكون بعناية من المدهش استيعابها .. وللذين لا يعرفون لغة الرياضيات فإن 10 أس37 هي قيمة تماثل وضع دولار أمريكي وسط حزمة من الدولارات تمتد ملايين الأمتار واختيار أي دولار آخر من بين هذه التريليونات تريليونات تريليونات الدولارات يعني خطأ العملية تماما أي اختيار لدولار يخالف هذا الدولار يعني خطأ العملية تماما - أي اختيار آخر للثوابت الكونية غير هذا الثابت الكوني المحدد بعناية مدهشة وفائقة للغاية يعني انهيار الكون قبل أن يبدأ - .

    أيضا التموجات في الكون في لحظة الانفجار الكوني هي تحدد بنسبة 1:100000 لو نقص التموج بأقل مقدار لظل الكون على صورته الغازية ولم تتشكل الكواكب ولو زادت النسبة بأقل مقدار لأصبح الكون مجرد ثقب اسود كبير .

    أيضا عندما تلتحم ذرتان من الهيدروجين فإن 0.7 % من كتلة الهيدروجين تتحول إلى طاقة لو كانت هذه الكتلة هي 0.6% بدلا من 0.7% فإن البروتون لن يلتحم بالنيوترون ولظل الكون مجرد هيدروجين فحسب ولما تكونت باقي العناصر . ولو كانت الكتلة المتحولة إلى طاقة هي 0.8% بدلا من 0.7% لأصبح الإلتحام سريعا للغاية وينتهى الهيدروجين فورا من الكون وتستحيل الحياة ويستحيل أن ينشأ نظام شمسي فالرقم يلزم أن يكون بين 0.6% و 0.8% .
    المصدر: Martin Rees, Just Six Numbers

    لي سيمولين Lee Smolin وهو من كبار علماء الفيزياء النظرية في العالم يقول في كتابه حياة الكون The Life of the Cosmos
    في الحقيقة وجود منظومتنا النجمية هذه تقبع تحت عدة توازنات دقيقة للغاية بين عدة قوى مختلفة في الطبيعة
    In fact the existence of stars rests on several delicate balances between the different forces in nature. These require that the parameters that govern how strongly these forces act be tuned just so. In many cases a small turn of the dial in one direction or another results in a world, not only without stars, but with much less structure than our universe."
    مثلا قوة الجاذبية لو كان أقوى قليلا مما هو عليه الآن لما استغرقت حياة الشمس أكثر من عشرة آلاف سنة
    مثلا كتلة كل من الإلكترون والبروتون والنيوترون طبقا للنموذج القياسي في الفيزياء Standard model of physics كتلة كل من هذه الجسيمات الثلاثة تشكلت في استقلالية تامة ومع ذلك تختلف الكتل بينهم اختلافا جذريا بما يسمح بتشكل أنوية الذرات وبدون ذلك لانهار الكون على نفسه فور تكونه . . فمثلا كتلة الإلكترون تمثل 0.2% من كتلة النيوترون وهذه هي الكتلة القياسية لتكون الذرة .

    يقول ماكس تيجمارك Max Tegmark عالم الكونيات الأمريكي :
    إذا كانت القوة الكهرومغناطيسية أضعف مما هي عليه ب4% فقط لانفجرت الشمس فور تكونها وستصبح نفس النتيجة إذا زادت القوة الكهرومغناطيسية عما هي عليه إن ثوابت الطبيعة تبدو مُعدة بعناية عند مستوى ما .
    إذا كانت القوة النووية الضعيفة أقل مما هي عليه الآن لن يتكون الهيدروجين وبالتالي سيظل الكون مجرد غبار كوني وإذا كانت أقوى قليلا فإن جسيمات النيوترينو neutrinos ستعجز عن أن تغادر المستعرات العملاقة - السوبرنوفا - وبالتالي لن تنتقل العناصر اللازمة للحياة خارج المستعرات العملاقة .
    وإذا كان البروتون 0.2% أثقل مما هو عليه الآن فإنه سيتحلل فورا إلى نيوترون وسيعجز أن يُمسك بإلكترونات وستنهار الذرة قبل أن تتكون وينهار الكون بأجمعه فور تكونه
    وإذا كانت نسبة الكتلة بين البروتون والإلكترون أقل قليلا مما هي عليه لما استقرت الشمس وإذا كانت أكبر قليلا مما هي عليه لما تشكل جزيء مثل DNA
    http://en.wikipedia.org/wiki/Max_Tegmark

    ولذا يقول عالم الفيزياء الفلكية مارتن رييز Martin Rees في كتابه فقط ستة أرقام Just Six Number وهو كتاب يتحدث عن فقط ستة ثوابت كونية يقول مستهزءا بموقف الذين مازالوا في شك : أنا صراحة معجب بالإستعارة التي قدمها الفيلسوف الكندي جون ليزلي John Leslie الذي افترض أنك تواجه رميا بالرصاص والرماه خمسون والجميع يستهدفونك ومع ذلك الجميع يخطئونك ولو لم يخطئوك ولو كانت الحياة صدفة فحسب لما ظللت الآن واقفا تتعجب ولكن المدهش أنك الآن حي وتطلب المزيد من الأدلة على حسن حظك .

    وعندما قام الفيزيائي Victor Stenger بإدخال تعديلات طفيفة للغاية على بعض الثوابت الكونية ثم عمل محاكاة على برنامج كمبيوتر فإنه فشل تماما واعترف أنها ثوابت على أقصى حد من الإعداد بعناية بل والمدهش أن هذه الثوابت توجد مجتمعة فلو نقص أحدها بالأحرى لما كان هناك كون هذا فضلا عن أرقامها المنضبطة تماما إنه أمر معقد للغاية .

    الثابت الكوني
    الثابت الكوني يشكل عامل مضاد للجاذبية لو اختلفت قيمته بأقل من جزء من صفر يليه 123 صفر ثم 1 من الواحد لانهار الكون بأكمله بعد تشكله بلحظات أو لتوسع بسرعة هائلة تمنع تشكل الجزيئات الأساسية.

    طبقا للمعلومات التي أتاحها السوبر نوفا A1 والتي حصل بمقتضاها العلماء الباحثين على جائزة نوبل للفيزياء عام 2011 تبين وجود سرعة في توسع الكون لا تتيحها المعادلات الفيزيائية ولا كتلة المادة المتاحة في الكون ولذا فقد اتضح أن قيمة الثابت الكوني تحدد بالضبط التوسع المطلوب

    يقول ليونارد سوسكايند الفيزيائي الشهير في كتابه The Cosmic Landscape : الثابت الكوني 10أس 122 يستحيل أن ينشأ بداهة عن صدفة .
    يقول ستيفن هاوكنج في كتابه موجز تاريخ الزمن ص125 : الحقيقة الواضحة بخصوص الثوابت الكونية تؤكد على أنها صُممت بعناية تتيح الحياة وبمنتهى الضبط المدهش

    ولمن لا يعرف معنى كلمة 123 صفر .. هذه الكلمة تعني أننا بحاجة إلى هارد ديسك بحجم 15 مليار سنة ضوئية أي أكبر من حجم الكون كله لنخرج منه بهذا الإحتمال وطبعا هذا هو قمة الجنون الرياضي لأن المستحيل الرياضي لا يتجاوز 50 صفر فضلا عن 123 صفر -

    122 صفر ثم واحد افتراض هذا الثابت الكوني بهذا الرقم المدهش الذي ظل العلماء يفترضون أنه صفر زمنا طويلا إلى أن بينت الدراسات في 1998 أنه ليس صفرا ويستحيل أن يكون صفر وإنما هو قريب جدا جدا جدا جدا من الصفر لكن لابد أن يكون أكبر من الصفر بمقدار ضئيل للغاية بحيث يصبح رقم عشري وأمامه 122 صفر ثم واحد .

    لماذا هذا الرقم بهذه الدهشة وهو الذي يتيح اتساع الكون لا انكماشه على نفسه بعد فترة من تكونه ؟ لقد فشل الفيزيائيين في معرفة لماذا هذا الرقم بهذا القرب من المدهش من الصفر ومع ذلك لم يصبح صفرا ولذا يعتبر الكثير من الفيزيائيين هذه المشكلة أنها أعمق مشكلة غير محلولة في الفيزياء ويطلقون عليها معضلة الثابت الكوني Cosmological constant problem

    وإذا افترضنا أن هذا الثابت الكوني كان أقل من ذلك بقليل لانهار الكون وانكمش على نفسه بعد أقل من مليارات الأجزاء من الثانية أي لم يتكون .
    وإذا افترضنا أن الثابت الكوني أكبر قليلا من هذا الرقم لانتفخ كل شيء في الكون فور تكونه ولتناثرت المادة ولما تماسك شيء ولانهار الكون .إنه هذا الثابت الكوني بالفعل واحد من أروع الأدلة على الإعداد بعناية في الفيزياء
    This is one of the most precise fine-tunings in all of physics

    يقول ليونارد سوسكايند في كتابه The Cosmic Landscape, p. 88: إن الثابت الكوني من الرهبة بمكان بحيث أنه يصير بهذا المقدار الذي لا يسمح بتدمير النجوم والكواكب والذرات لكن ما هذه القوة الغامضة والعجيبة التي استطاعت ان تحسب هذا الموقف المعقد للغاية
    إن قوانين الفيزياء متوازنة على حافة سكين حاد للغاية وإذا كان الأمر كذلك فإنه يطرح أسئلة كبيرة


    نهاية الفلسفة كن فيكون أو خرافة تعدد الأكوان
    ماذا لو داخلنا كل تلك الأرقام والاحتمالات لانظباط الكون مع احتمالات تشكل الخلية بطريقة عشوائية ومع كل الاحتماليات التي تميز كوكبنا من بعده عن الشمس الى ميله المحدد عن محوره الى درجة الحرارة فيه الى معدل هطول المطر الصحيح الى الضغط الجوي المناسب للانسان الى كمية البكتيريات المناسبة لتحلل التربة ......الخ
    اذا استطاع انسان يوما ما أن يحسب ذلك الاحتمال الكبير فقد وجد كلمة سر الكون ولن يستطيع أن يحسبه انسان أبدا لانه سينسى عنصرا ما من احتمالية وجودنا من عدمه
    هل سيشك انسان عاقل بعد هذا بأن للكون كلمة سر واحدة انطلقت من عليم يريد خلق انسان من طين ويجعل نسله في سلالة من ماء مهين وحاول الملاحيد التهرب مرة أخرى من حتمية الاعتراف بالخالق للخيال السينيمائي فخرجوا وهم يتعثرون استحياء بهذا الاقتراح الكون المتعدد وهو عبارة عن داروينية كونية على غرار الداروينية البيولوجية

  2. #2

    افتراضي

    بارك الله فيك دكتورنا العزيز
    مقال في الصميم
    هل يجرؤ أي من أعزائنا ملحدي المنتدى أن يعلق حتى على الموضوع؟
    مجرد تعليق

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jun 2011
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    1,759
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بارك الله فيك يادكتورنا الغالى



    [ وَلَقَدْ أَضَلَّ مِنْكُمْ جِبِلا كَثِيرًا أَفَلَمْ تَكُونُوا تَعْقِلُونَ ]

    http://antishobhat.blogspot.com.eg/
    http://abohobelah.blogspot.com.eg/
    http://2defendislam.blogspot.com/

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء