النتائج 1 إلى 4 من 4

الموضوع: هل تبقى النطفة أربعين يوما في الرحم

  1. #1

    افتراضي هل تبقى النطفة أربعين يوما في الرحم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    والصلاة والسلام على أشرف الخلق والمرسلين

    أرسلت لي رسالة على الخاص تتضمن السؤال التالي
    ـ روى الإمام مسلم بسنده عن عبد الله ابن مسعود قال: حدثنا رسو ل الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال: (إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما،ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح. ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد). رواه مسلم
    ان نصرانيا في الانترنت يقول أن النطفة الأمشاج لا تبقى في الرحم أربعين يوما وأن هذا مخالف اذن للعلم.

    الجواب وبالله التوفيق
    نصوص السنة في تحديد أطوار الجنين الأولى

    1 ـ روى الإمام مسلم بسنده عن عبد الله ابن مسعود قال: حدثنا رسو ل الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق قال: (إن أحدكم ليجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما،ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك، ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك، ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح. ويؤمر بأربع كلمات: بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد). رواه مسلم

    2 ـ روى الإمام مسلم بسنده عن حذيفة بن أسيد أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة،بعث الله إليها ملكا، فصورها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظامها، ثم قال: يا رب أذكر أم أنثى؟ فيقضي ربك ما شاء ويكتب الملك). رواه مسلم
    الشرح


    الحديث النبوي - كما قرر اهل العلم سلفاً و خلفاً - قد يقع فيه سَقْطٌ او اضافة أو رواية بالمعنى يتبينها المسلمون و يقفوا على الصحيح منها من خلال مجموع الطرق لنفس الحديث

    حديث " إن احدكم يُجمع خلقه " له عدة طرق مُخرجة في الصحيحين من رواية ابن مسعود

    أما رواية ابن مسعود عند مسلم ( و التي من خلالها يتبين لننا السقط الذي حدث عند البخاري من رواية ابن مسعود ) هي :
    حدثنا أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا أبو معاوية ووكيع وحدثنا محمد بن عبد الله بن نمير الهمداني واللفظ له حدثنا أبي وأبو معاوية ووكيع قالوا حدثنا الأعمش عن زيد بن وهب عن عبد الله قال حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو الصادق المصدوق إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك ثم يرسل الملك فينفخ فيه الروح ويؤمر بأربع كلمات بكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أو سعيد فوالذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها وان أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع فيسبق عليه الكتاب فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها

    و بمقارنتها برواية الحديث عند البخاري بنفس السند عن نفس الصحابي :
    إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوما، ثم يكون علقة مثل ذلك، ثم يكون مضغة مثل ذلك، ثم يبعث الله أو يرسل الله إليه الملك، فيؤمر بأربع كلمات: يكتب رزقه وأجله وعمله وشقي أم سعيد. فو الذي لا إله غيره إن أحدكم ليعمل بعمل أهل الجنة حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب؛ فيعمل بعمل أهل النار فيدخلها. وإن أحدكم ليعمل بعمل أهل النار حتى ما يكون بينه وبينها إلا ذراع، فيسبق عليه الكتاب؛ فيعمل بعمل أهل الجنة فيدخلها

    يتبين لنا ان ثمة سقط في رواية البخاري عن ابن مسعود و هو لفظة " في ذلك " و التي تفيد ان التنقل من طور لطورٍ إنما هو داخلٌ في الأربعين يوما , و يشهد ذلك و يؤكده الأحاديث الصحيحة في صحيح مسلم من رواية صحابة آخرين و التي تفيد ان مبعث المَلَك - بعد انتهاء فترة المضغة - انما يكون بعد اربعين او ثنتان و اربعين او خمس و اربعين يوماً او ليلة

    ففي رواية مسلم من حديث اسيد بن حضير : " إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله إليها ملكاً فصوًّرها وخلق سمعها وبصرها وجلدها ولحمها وعظمها"

    و في رواية حذيفة الغفاري في صحيح مسلم :

    " يدخل الملك على النطفة بعد ما تستقر في الرحم بأربعين أو خمسة وأربعين ليلة فيقول يا رب أشقي أو سعيد فيكتبان فيقول أي رب أذكر أو أنثى فيكتبان ويكتب عمله وأثره وأجله ورزقه ثم تطوى الصحف فلا يزاد فيها ولا ينقص"



    و في رواية عند مسلم ايضاً :

    "إنَّ النطفة تقع في الرحم أربعين ليلة ثم يتسوَّر عليها الملَك -قال زهير( احد الرواة ) حسبته قال: الذي يخلقها فيقول يا ربّ؛ أذكَر أو أنثَى؟ فيجعله الله ذكَرًا أو أنثَى، ثم يقول يا ربّ؛ أسويّ أو غير سويّ؟ فيجعله الله سويًّا أو غير سويّ، ثم يقول يا ربّ ما رِزْقه ما أجله ما خلقه؟ ثم يجعله الله شقيًّا أو سعيدا "
    و هي الأحاديث التي بمجموعها توافق تماماً أن الأربعين يوما شاملة لمرحلة النطفة والعلقة والمضغة جميعا.
    فدخول الملك على الجنين -وفق جميع الأحاديث- يكون بعد أربعين يوما وليس بعد ثلاث أربعينات أي 120 يوما
    .

    شرح اضافي

    - يوضح القرآن الكريم أن العظام تكون بعد مرحلة المضغة مباشرة , وذلك في
    قوله تعالي : ” فخلقنا المضغة عظاما..” ( سورة المؤمنون , 23 : آية 14) , كما
    أن الحديث الذي رواه حذيفة بن أسيد , ” إذا مر بالنطفة ثنتان وأربعون ليلة بعث الله
    إليها ملكا فصورها , وخلق سمعها وبصرها , وجلدها , ولحمها و عظامها ,
    ( صحيح مسلم : كتاب القدر) , وعلي ذلك فالقول بأن العظام تتكون بعد 120 يوما
    مناقضا لحديث حذيفة والذي أقر تكون العظام بعد اليوم الثاني والأربعين …
    وسيجعل من الملك يأتي للجنين مرتين مرة بعد أربعين يوما ومرة بعد ثلاث أربعينات
    أي 120 يوما وهذاتناقض صارخ.


    2- الرواية المذكورة لحديث ابن مسعود في صحيح مسلم , وهي المذكورة أعلاه , هي
    الموجودة بنفس النص في صحيح البخاري ولكن بدون عبارة ” في ذلك” والتي
    أدرجها مسلم في موضعين من نص الحديث : ” … ثم يكون في ذلك علقة مثل ذلك
    ثم يكون في ذلك مضغة مثل ذلك… ” , و “في ذلك” أي في الأربعين يوما التي
    يجمع فيها خلقه في بطن أمه , وبناءا علي ذلك تتم في الأربعين يوما الأولي
    النطفة والعلقة والمضغة مع ملاحظة أن النطفة لم ترد في الرواية…


    3- يبدأ , حسب دراسات علم الأجنة , وضوح تميز العظام بعد الأسبوع السادس
    مباشرة وليس بعد الأسبوع السابع عشر (120 يوم تقريبا ) , وهذا يتطابق مع
    المعنى الواضح للحديث وذلك لأن عبارة ” مثل ذلك” لا يمكن أن تشير إلي
    التماثل في الأربعين يوما , وأيضا يمنع حديث حذيفة المذكور أعلاه تفسر
    “مثل ذلك” بأنها تشير إلي الأربعين يوما استنادا إلي القواعد الإسلامية التي
    تؤول المعنى المجمل في نص ما تبعا للمعنى المفصل في نص آخر ..


    4- استخدام أداة الإشارة ” مثل ذلك” لا يمكن أن يشير إلي “رحم الأم” , لأن
    تكراره يتعارض مع فصاحة النبي صلى الله عليه وسلم , حيث سيكون الحديث
    ” يجمع الخلق في رحم الأم أربعين يوما , ثم في ذلك الرحم يكون علقة مثل ذلك
    ثم يكون في ذلك الرحم مضغة مثل ذلك …” , وبما أنه لا يمكن استخدام أداة
    الإشارة ” في ذلك ” في العودة لأربعين يوما ولا رحم الأم فيتعين أن يعود
    أسم الإشارة ” مثل ذلك ” إلي جمع الخلق , وهذا ما استنتجه ابن الزملكاني
    وهو من قدماء علماء المسلمين , أنه في الأربعين المذكورة يحكم ويتقن خلقه
    وفي هذه الفترة يكون علقة تامة الخلق, متقنة محكمة الإحكام الممكن لها , الذي
    يليق بنعمه , وبالمثل يكون مضغة محكمة الخلق في حصتها أيضا من الأربعين
    مثلما أن صورة الإنسان محكمة بعد الأربعين يوما …


    وهكذا , يتضح أن معنى الحديث الذي رواه ابن مسعود هو حدوث مراحل النطفة
    والعلقة والمضغة تحدث في أول 40 يوما وبالتالي لا تنتهي المضغة عند
    120 يوما وبذلك لا يكون هناك أي تناقض بين الحديث و العلم المعاصر …

  2. افتراضي

    جازاك الله خيرا على مجهودك

    استمر بمواضيعك المتميزة

  3. #3

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة المتيقن بالله محمد مشاهدة المشاركة
    جازاك الله خيرا على مجهودك

    استمر بمواضيعك المتميزة

    وفيك بارك
    رمضان مبارك

  4. #4

    افتراضي

    ماشاء الله
    جزاك الله خيراً ونفع بك
    وتقبل الله منا ومنكم صالح الأعمال والصيام

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء