بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله
أيهما افضل العقل أم النقل؟؟
ولكى اجاوب عن هذا السوال احتاج ان اذكر مباحث معينة:
1-فضل العقل:
قال ابن القيم فى فضل العقل:به عرف الله سبحانه وتعالى وأسماءه وصفات كماله ونعوت جلاله،وبه آمن المومنون بكتبه ورسله وبه عرفت آيات ربوبيته ووأدلة وحدانيته ......... وهو الذى تلمح العواقب فراقبها وعمل بمقتضى مصالحها وقاوم الهوى فرد جيشه مهزوما.. .انتهى كلامه (ولكنى اختصرت كلامه اختصارا شديدا)
وسئل الامام عبد الله بن المبارك : ما أفضل ما أعطى الرجل بعد الإسلام؟قال غزيرة عقل ، قيل فان لم يكن ؟قال :أدب حسن؟ قيل فإن لم يكن ؟ قال اخ صالح يستشره .. قيل :فإن لم يكن . قال:صمت طويل قيل :فان لم يكن ؟ قال :موت عاجل..
وذكر اقوال العلماء فى فضل العقل كثيرا جدا وهو شى معلوم لا يخفى على أحد...
2-كيف تعرف ان عقللك مستقيم؟؟
الجواب: انه حسب نوع المعرفة التى تشغل فكرى وتهتم بالكلام فيها.
فإن العاقل مثلا فى علم الهندسة من يتكلم بقواعد واصول علماء الهندسة.. وإن اراد وضع نظرية معينة فلابد ان يشرح وجهة نظره.. .وكذالك فى الطب ، فلو تخيلنا رجل خرج علينا وقال انا عالم فى الطب .ثم قال :إن القلب فى الشق اليمين لا اليسار.!!!!! سيقول الناس هذا مجنون... .اذا فى أى علم من العوم المادية يقاس عقلك حسب ابتكارك واختراعك او حسب فهمك الصحيح للنظريات الموضوعة..
والامر شبه قريب فى مجال العلم الشرعى الذى انا اقصده من كلامى هذا.
فالعاقل فى ميزان الشريعة هو الذى يفكر فى النص باصول وقواعد مستنبطة من القران والسنة .ولكن الامر يختلف بين العلوم المادية وعلوم الشريعة فى انه فى العلوم المادية من الممكن ان ياتى عالم لينقض نظرية عالم اخر... اما فى مجال الشريعة فان الشارع لا يجوز عليه الخطا ولا النسيان.. فالقران كلام الرحمن والحديث من كلام من عصمه الرحمن .
وليعلم كل واحد انه لا تعارض ابدا بين عقل صريح سليم مع نقل صحيح.
فلو تعارض عقلك مع نقل من الكتاب والسنة فاتهم عقلك ....واعلم ان من العلماء من فهمه بوجه صحيح فارجع اليه فسوف يحل لك ما استشكل عليك ويرفع عنك هذا التعارض وتتضح لك الامور.
اذا ايها الاخوة العقل والنقل لا يمكن ان يتعارضا ،فلذالك لا نحتاج الى تفضيل بينهما.والف ابن تيمة كتاب من ثمانية مجلدات واسماه "درء التعارض بين عقل صريح ونقل صحيح"
وهذا رد على من ينكرون كثير من السنة لانها لا توافق عقله مع انها فى اعلى درجة من الصحة ،والعيب فى عقله هو لا فى النص.
فلو تخيلنا رجل عرضت عليه مائة ، حديث ففهم منها تسعون ولم يفهم عشرة، فردها لانه لم يفهمها ،وعرضت هذه الاحاديث على رجل اخر ففهم سبعون ولم يفهم ثلاثون،، فردالثلاثون حديث لانه لم يفهمها ،،
وهكذا تضيع سنة النبى ويضيع جهود العلماء الذين افنوا اعمارهم لوضح اصول لقبول الاحاديث واختبار الرواة،، ويصبح الاصل فى قبول الاحاديث هو ما وافق عقلك فخذه وما لا يوافق فدعك منه!! حسبى الله ونعم الوكيل وانا لله وانا اليه راجعون.
ولو رجعوا الى شرح العلماء لوجدوا أن هذه الاحاديث توافق العقل المستقيم ،وهى لم تعارض عقولهم،،بل عارضت هواهم
وصدق الله اذ يقول" {فَإِن لَّمْ يَسْتَجِيبُوا لَكَ فَاعْلَمْ أَنَّمَا يَتَّبِعُونَ أَهْوَاءهُمْ وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِّنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ }القصص50
من لم يستجيب الى كلام الرسول فهو انما يتبع الهوى..
Bookmarks