النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: الحقيقة البراجماتية ... ونظرتها للدين .

  1. افتراضي الحقيقة البراجماتية ... ونظرتها للدين .

    الحقيقة البراجماتية ... ونظرتها للدين .

    الفلسفة البراجماتية هى درب من دروب الفلسفة الواقعية وترتكز تلك الفلسفة فى تناولها للحقائق على ركيزتين اساسيتين اولهما ماهية الحقيقة وثانيهما طرق الاستدلال على الحقيقة , فالبراجماتيون ينظرون للحقيقة على انها كل ما هو نافع للحياة البشرية فالامر اذا تصورنا انه سيعود على البشر بالنفع الفوري كان حقا واذا تصورنا انه لن يعود باى نفع كان امرا غير حقيقيا وفاسدا وباطلا !!
    فالبراجماتية لا تعتبر ان الامر حقيقيا لذاته ولكنها تحكم عليه بالصحة او بالبطلان بنتائجه المادية الفورية ,
    واما عن طرق الاستدلال البراجماتية فهى فقط اتباع الامر حتى الوصول الى نتائجه فاذا تصورنا انه امر مفيد افادة فورية كان ذلك من الحقيقة بمكان واذا كان العكس كان باطلا فاسدا بلا معنى !
    والذي دفعنا لكى نتحدث عن تلك الفلسفة بالذات وتناولها للحقيقة ان كثيرا من الناس اليوم – وخصوصا فى الدول المتقدمة – اعتنقوها مذهبا لكل امور الحياة وذلك لطغيان الجانب العملى والعلمى فى الحياة البشرية فالبراجماتية ظهرت جليا نتيجة للثورة العلمية التى حدثت فى العصر الحديث ولكن اتباعها – كاتباع اى فلسفة – ارادوا ان يطبقوها فى كل شئون حياتهم ووقعوا فى ذلك اللبس الشديد وهو وضع الامر فى غير موضعه فالبراجماتية فى ذاتها هى طريقة تعتبر معقولة بالنسبة لتطبيقها فى المجال العلمى المادى وذلك لان طرق الاستدلال عند البراجماتين ترتكز على التجربة والرصد المادى للامر من حيث كونه مفيدا او غير مفيد حتى نعتبر هذا الامر بعد ذلك باطلا او حقيقيا ولكن اذا اردنا ان نطبق تلك الفلسفة فى المسائل الميتافيزيقية كان الامر كارثى للغاية فاذا اردنا ان نطبق تلك الفلسفة على مسئلة وجود الخالق فلن نجد سبيل او طريق لاثبات وجوده من خلال تلك الطرق المادية ذلك لان الخالق غير مادى فانه من الحمق استخدام طرق الاستدلال التى لا تستدل الا على كل ما هو مادي نفعى فى الاستدلال على من هو غير مادى !
    وقد اراد وليم جيمس – من كبار المؤسسين للبراجماتية – ان يخرج من هذا الحرج وهو توجيه الاتهام بان البراجماتية منهج الحادي بحت وابتكر تصنيف جديد للمنفعة حيث صنفها الي منفعة فورية مادية مباشرة ومنفعة غير مباشرة واستخدم التصنيف الاول المباشر فى الاستدلال على الامور الفيزيقية واستخدم الثانى الغير مباشر فى الاستدلال على صحة الامور الميتافيزيقية فكون الانسان يؤمن بوجود خالق ورب للكون فان ذلك سيعود بالمنفعة غير المباشرة عليه بحيث انه سيشعر بالراحة النفسية والطمانينة الداخلية وذلك فى مقابل الالحاد الذي سيؤدي بالانسان حتما الى الغم والانتحار وعلى هذا الاساس فان جيمس نفسه - حتى بالبراجماتية - يقر بصحة المعتقدات الدينية وببطلان المعتقدات المادية الالحادية .
    ولكن استخدام البراجماتية فى الاستدلال على صحة الاديان والعقائد الميتافيزيقية عن طريق النفع غير المباشر على هيئة شعور بالراحة النفسية سيوقعنا فى كارثة كبيرة وهى اذا افترضنا ان معتنقى عقيدتين مختلفتين يشعرون بالراحة والامان بعد اداء صلاوتهم فاى العقيدتين حق وايها باطل ؟!!
    وهنا نري مدي بطلان الاستدلال بالطرق البراجماتية النفعية على الحقيقة ومدي حمق الذين وقعوا فى هذا اللبس الشديد وهو وضع الشيء فى غير موضعه.
    والخلاصة ان البراجماتية هى فلسفة واقعية مميزة وقد اعتبرها البعض فلسفة التقدم وذلك فقط اذا استخدمناها فى موضعها التى لا تتجاوزه فهى نشات على اسس المادة والمنفعة ولذلك فهى لا تصلح الا للامور المادية النفعية الفورية اما ما هو غير مادي فمن الحمق ان نستدل على صحة وجوده بالطرق الاستدلالية التى لا تستدل الا على كل ما هو مادي نفعى .
    فالبرجماتية ما هى الا فلسفة الماديين النفعيين الذين لا يتخطى نظرهم اطراف اقدامهم ولا تمتد يد فكرهم الا لانتزاع الفائدة الفورية الآنية والاحمق هو من يحمل تلك الفلسفة المحدودة القاصرة اكثر مما تحتمل ..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2014
    الدولة
    جزيرة العرب
    المشاركات
    104
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    لعلي أضيف هنا بأن الفلسفة البراغماتية -أو ما يسميها البعض النفعيِّة- هي باختصار مذهب ينظر الى الفكر كأداة و وسيلة للتوقع و التحليل و أتخاذ القرارات؛ بدلاً من كونه أداة لوصف وعكس الحقائق.
    و من ذلك يأتي ما ذكره أخونا الكريم محمود عمر، فمثلاً: ينظر إلى أي دين من خلال أثره العملي أو فائدته الملموسة فقط. فالدعاء والصلاة لها أثر في نفسية المؤمن فتدخل بذلك ضمن الحقائق، أي أنها كالأرقام؛ حقيقة ذو تأثير و استخدام عملي بدون وجودٍ فيزيائيٍ لها. فالإله حقيقة ذو تأثير في حياة البشر و لكن ذلك لا يعني إمكانية وجودة. (مذهب غبي)
    و كذا الأخلاق و القيم، فهي فرضياتٌ ذات أثر حسن في الحياة، و تساعد على اتخاذ القرارات و التفريق بين الخير و الشر؛ ولكن هذة الفلسفة تقنن ذلك من خلال وجود مبرراتٍ ملموسة فقط بعيداً عن الميتافيزيقا. وهنا تأتي نتيجة تعريفهم للمنفعة بوجود أثر أو مبررات ملموسة فقط بعيداً عن الدين، باختصار: "الغاية تبرر الوسيلة".

  3. افتراضي

    اضافة مهمة اخى اسلام
    ولعل نقطة العوار الاساسية فى كل مذهب سواء كان شكى او براجماتى تجريبى او نسبى يكون فى محاولة تعميم ذلك المذهب على كل الامور الفيزيقية منها والميتافيزيقية وتحميله اكثر مما يحتمل فاصحاب المذهب الشكى مثلا شكوا فى كل شيء وفى كل حقيقة فلم يتبقى امامهم اى حقيقة حتى انهم شكوا فى اصل مذهبهم وهو ان كل شيء مشكوك فيه فردوا مذهبهم من داخله وكذلك التجريبيون ارادوا ان يستدلوا على الغير مادى بالطرق التجريبية المادية وهذا قمة الحمق وهذا هو مربط الفرس ... تعميم المخصوص للجزء على الكل هو عين العوار

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء