النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: صناعة الوسواس !

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي صناعة الوسواس !

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن اهتدى بهداه

    أما بعد :

    فهذا المقال لن يسير على الطريقة التقليدية وإنما سيكون على طريقة حوار أخوي من أخ محب لأخوته ، سأطلعك من خلاله على ما أعرفه عن أمر الوسواس والشبهات وكيف يتشكل وماهية العلاج وصدقني ستقرأ أموراً لا أظنك كنت تتنبه لها أو تعرفها

    باديء ذي بديء عليك أن تعلم أنك أنت من تصنع الوسواس وأنت من تجعل للشبهة قدراً

    فإن قلت : كيف هذا ؟

    قلت لك : الشبهة والوسواس إنما تكون قوية بحسب المحل الذي تحل فيه فهي كمثل الجرثومة أو الفيروس كلما كان الجسد الذي يحل فيه ضعيفاً كلما كان تأثيره أقوى ونتائجه أفتك

    ونحن في هذا العصر يعيش كثير من الشباب مبتعدين عن العلم الشرعي والقرآن وتعصف بهم أمواج الإعلام المضلل فنتجت ظواهر كثيرة كظاهرة عبادة الشيطان وظاهرة الشذوذ الجنسي وظاهرة التحرش وظاهرة العقوق وظاهرة المخدرات وغيرها وفي خضم هذا كله تأتي ظاهرة _ أشك في أنها ظاهرة _ كظاهرة الإلحاد

    فالقلب الخاوي من نور الذكر ومن نور القرآن ، يكون فريسة سهلة للشبهات

    حتى أن الأمراض النفسية في هذا الوقت كثيرة كالاكتئاب والاضطراب النفسي والوسواس القهري على حال لم يكن موجوداً في الأزمنة السابقة

    والسبب في هذه الظواهر كلها فيما أرى جهل مع فراغ مع ضعف دين أو انعدامه تماماً

    وهذا أمرٌ مشاهد في الواقع فهذا هو العامل الأول في صناعة الوسواس وهو الوسط القابل

    وهنا نموذج متكرر كثيراً عن إنسان مسلم بالجملة كان يعيش حياته في الشهوات ثم ما إن يبدأ بالتقرب إلى الله والصلاة إلا وتلتهمه الوساوس وخصوصاً أثناء الصلاة

    فما السر في هذا الأمر ؟

    قال ابن تيمية في كتاب الإيمان الكبير :" وَالْمُؤْمِنُ يُبْتَلَى بِوَسَاوِسِ الشَّيْطَانِ وَبِوَسَاوِسِ الْكُفْرِ الَّتِي يَضِيقُ بِهَا صَدْرُهُ . كَمَا { قَالَتْ الصَّحَابَةُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إنَّ أَحَدَنَا لَيَجِدُ فِي نَفْسِهِ مَا لَئِنْ يَخِرُّ مِنْ السَّمَاءِ إلَى الْأَرْضِ أَحَبُّ إلَيْهِ مِنْ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ . فَقَالَ : ذَاكَ صَرِيحُ الْإِيمَانِ } وَفِي رِوَايَةٍ : { مَا يَتَعَاظَمُ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ قَالَ : الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي رَدَّ كَيْدَهُ إلَى الْوَسْوَسَةِ } أَيْ حُصُولِ هَذَا الْوَسْوَاسِ مَعَ هَذِهِ الْكَرَاهَةِ الْعَظِيمَةِ لَهُ وَدَفْعِهِ عَنْ الْقَلْبِ هُوَ مِنْ صَرِيحِ الْإِيمَانِ ؛ كَالْمُجَاهِدِ الَّذِي جَاءَهُ الْعَدُوُّ فَدَافَعَهُ حَتَّى غَلَبَهُ ؛ فَهَذَا أَعْظَمُ الْجِهَادِ وَ " الصَّرِيحُ " الْخَالِصُ كَاللَّبَنِ الصَّرِيحِ . وَإِنَّمَا صَارَ صَرِيحًا لَمَّا كَرِهُوا تِلْكَ الْوَسَاوِسَ الشَّيْطَانِيَّةَ وَدَفَعُوهَا فَخَلَصَ الْإِيمَانُ فَصَارَ صَرِيحًا . وَلَا بُدَّ لِعَامَّةِ الْخَلْقِ مِنْ هَذِهِ الْوَسَاوِسِ ؛ فَمِنْ النَّاسِ مَنْ يُجِيبُهَا فَيَصِيرُ كَافِرًا أَوْ مُنَافِقًا ؛ وَمِنْهُمْ مَنْ قَدْ غَمَرَ قَلْبَهُ الشَّهَوَاتُ وَالذُّنُوبُ فَلَا يُحِسُّ بِهَا إلَّا إذَا طَلَبَ الدِّينَ فَإِمَّا أَنْ يَصِيرَ مُؤْمِنًا وَإِمَّا أَنْ يَصِيرَ مُنَافِقًا ؛ وَلِهَذَا يَعْرِضُ لِلنَّاسِ مِنْ الْوَسَاوِسِ فِي الصَّلَاةِ مَا لَا يَعْرِضُ لَهُمْ إذَا لَمْ يُصَلُّوا لِأَنَّ الشَّيْطَانَ يَكْثُرُ تَعَرُّضُهُ لِلْعَبْدِ إذَا أَرَادَ الْإِنَابَةَ إلَى رَبِّهِ وَالتَّقَرُّبَ إلَيْهِ وَالِاتِّصَالَ بِهِ ؛ فَلِهَذَا يَعْرِضُ لِلْمُصَلِّينَ مَا لَا يَعْرِضُ لِغَيْرِهِمْ وَيَعْرِضُ لِخَاصَّةِ أَهْلِ الْعِلْمِ وَالدِّينِ أَكْثَرَ مِمَّا يَعْرِضُ لِلْعَامَّةِ وَلِهَذَا يُوجَدُ عِنْدَ طُلَّابِ الْعِلْمِ وَالْعِبَادَةِ مِنْ الْوَسَاوِسِ وَالشُّبُهَاتِ مَا لَيْسَ عِنْدَ غَيْرِهِمْ لِأَنَّهُ لَمْ يَسْلُكْ شَرْعَ اللَّهِ وَمِنْهَاجَهُ ؛ بَلْ هُوَ مُقْبِلٌ عَلَى هَوَاهُ فِي غَفْلَةٍ عَنْ ذِكْرِ رَبِّهِ "

    فملخص هذا الكلام أن هذ النوع من الوساوس إنما كان الشيطان لا يذكره للمرء لما كان سعيداً بحاله وهو غارق في الشهوات فلما أقبل على الله ولم يزل الشيطان له درجة من التمكن من هذا الإنسان بسبب ماضيه فإنه يتسلط عليه بهذه الوساوس ، والمطلوب هنا أن يستمر ويتقوى بالله عز وجل وساعتئذ يذهب هذا كله

    وبعض الناس يكون من أثر بعض المعاصي أو الأمور التي كان يتعاطاها قد أصيب بوسواس قهري أو مرض نحوه

    وأما العامل الثاني فهو عامل الصدمة النفسية ، وهو حين يعيش المرء في بيئة تعظم الله عز وجل وتعظم الرسول ثم فجأة يطلع على كلام قبيح في حقهما عن طريق بعض المواقع الإلحادية أو التنصيرية

    فهنا يصير بمنزلة طفل شاهد جريمة قتل

    فإن قيل : وكيف تؤثر الصدمة إيجاباً في تقبل الوسواس

    يقال : أننا حين نتحدث عن الإلحاد أو الطعن في الدين فنحن نتحدث عن شياطين إنس توسوس لهم شياطين الجن بزخرف القول وللشياطين علم بنفوس بعض الآدميين فإن الإنسان تحت تأثير الصدمة القوية يفقد طريقة التفكير السوي ويصير يهزه من الكلام ما لا يهزه في العادة وما لو كان هادئاً لأمكنه الإجابة عليه بكل طمأنينة نفس ، ولذا يحرصون على إثارة غضب المسلمين عن طريق السخرية والاستفزاز التي تحتل النصيب الأوفر من كلامهم ليفقدوا المتلقي كثيراً من وعيه الذي يعينه على نقد الكلام والإجابة عليه بإجابة مقنعة

    وقد نبه رب العالمين على هذا المسلك في القرآن فقال سبحانه : ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ)

    ونبه على الجواب الأمثل لمثل هذه المسالك غير العلمية فقال سبحانه مخبراً عن جواب نوح لقومه : ( إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ)

    ردود أفعال الناس تتفاوت أمام هذا الأمر البشع ومنهم من يظن أنه صار يشك لأنه يجد في صدره ضيقاً لم قرأ وليس الأمر كذلك ولكنه غاضب لأنه لا يستطيع رد الشبهة أو شفاء غيضه من هذا المستفز

    وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) )

    فالإقبال على العبادة والتسبيح والاستغفار من أفضل العلاج لما يجده المرء بعد تلك الصدمة ثم بعد ذلك يعالج الشبهة بمخاطبة أهل التخصص أو في كثير من الأحيان بحث يسير في الشابكة أو حتى قليل تأمل يجعلك تجيب وفي كثير من الأحيان لا توجد شبهة أصلاً سوى أن ذوق ذلك الشخص لا يقبل بعض الحقائق الشرعية من منطلق هوى

    وحداثة السن وضعف الخبرة ينشأ عنه التأثر بالخدع النفسية التي يستخدمها بعض شياطين الإنس كوصفهم كلامهم ب( العقلانية ) أو ( المنطقية ) وكأنه لا يوجد أحد عاقل غيرهم مع أن أكثر العقلاء على غير ما هم عليه ، ثم إيهام الشاب بأن نداء الفطرة هو مجرد عاطفة وأن ما يجده من الضيق بالكفر محض عاطفة بمعنى أنه ينبغي أن يتحول إلى آلة تنبض بالنقمة والكراهية للدين لكي تصير عقلانياً !!

    وهذه حيلة نفسية يخدعون بها الناشئة ، فيضحي بسعادته وراحة باله من أجل ألا يكون ( متافيزيقياً ) ثم تجده يحاول تبرير هذا القرار المتسرع بكل شيء حتى يتحول الأمر من مجرد عدم اقتناع إلى كراهية وحقد على كل ما يمت للدين بصلة

    والعقلانية حقاً ألا يعطى العقل أكبر من حجمه وكونه لا يفهم بعض الأمور ليس معناها أنها مستحيلة وإنما قد يكون سبب عدم الفهم ترسخ قناعة خاطئة في نفس الإنسان يحاكم إليها الأمور ، أو نقمة نفسية تجعله لا يقبل الأمر

    والله عز وجل ليس طالباً في مدرسة ينبغي له أن يقدم للإنسان اعتذرات أو تبريرات لكل ما يفعل بالإله القدير الحكيم يفعل ما يشاء ويكون لذلك حكمة يظهرها تارة ويخفيها أخرى وهنا يكمن الامتحان ، مع كونه يظهر من شواهد الحكمة ما يفيد النفوس المطمئنة اليقين

    ولأضرب بعض الأمثلة التي اختصت بعصرنا ، فعليك سبيل المثال تتريب الإناء إذا ولغ فيه الكلب لم يكن الأوائل يعرفون الحكمة منه وكثير منهم وصفه بأنه تعبدي في عصرنا هذا اكتشفت الفائدة الطبية لذلك ، وكذلك غمس الذبابة في الشراب إذا سقطت فيه

    وأذكر أنني عندما كنت في الكلية كنت أدرس مادة التشريح ( أناتومي ) والدكتور أخبرنا بعدد مفاصل الجسم على خلاف ما في الحديث النبوي الثابت ولم أفطن لهذا فحدثت أحد الأخوة بهذا فانتهرني وقال الحديث فيه أن مفاصل الجسم 360 مفصلاً ، فقلت ( ولكن العلم ) فانتهرني وقال ( نؤمن بالحديث ) فوافقته ورأيت أنني لن أخسر شيئاً إذا آمنت بالحديث وأن العلم كائن متغير ففي كل يوم تظهر أمور لم تكن قد اكتشفت ، وبعد عدة سنوات قدر الله عز وجل أن أشتري كتاباً في الاحتجاج بالأحاديث في الأمور الطبية ووجدت فيه بحثاً مفصلاً يثبت صحة ما في الحديث سيراً على الطريقة الحديثة في العلم ، ثم رأيت أبحاث كثيرة في ذلك حتى رأيت بعض أهل الإلحاد يدعي أن النبي صلى الله عليه وسلم اقتبس هذا من الصينيين باختصار كان الدكتور المتخصص الذي كان عميداً لكليتي جاهلاً بالمعلومة الصحيحة ويسير خلف معلومة تقليدية خاطئة

    وتأمل ما كان يظنه كثير من الفيزيائيين من أن الكون لا يتمدد وبنوا عليه أزلية الكون وكانت هذه النظرية رافدة للإلحاد وقبل خمسين عاماً فقط ثبت بطلانها وثبت أن رهبان الكنائس كانوا أعلم ببداية الكون من كثير ممن سموا أنفسهم علماء

    وتأمل ما كان يقال في الزائدة الدودية وأنها عضو ضامر ، ثم ثبوت منافعها بعد ذلك

    هذه أمثلة تبين لك أن معرفة الإنسان محدودة وأنه لا ينبغي أن يحكم بمعرفة محدودة على أمر ثبت ببراهين عديدة أنه من عند الله عز وجل ، ونقض الدين إنما يكون بنقض كل أدلة صحته دليلاً دليلاً ثم طرح البديل الذي لا اعتراض عليه

    والذي يرى النفس التشككية التي يتعامل بها الملحد مع الشرع ثم التسليم الذي يتعامل به مع نظرية التطور يدرك أن الأمر محض هوى

    وعوداً على موضوعنا إذن الوسواس له بؤرة ينشأ عنها ومنها تتولد الشبهات فإذا جاءك موسوس يسأل فإجابتك على سؤاله هو بمنزلة قطع غصن في شجرة فاسدة الأصل إن لم تضرب الأصل فلن تنتهي المشكلة جذرياً

    وهذا الأصل قد يكون جهلاً بالشرع أو استسلاماً لأطروحات مشبوهة تم تغذيته بها في وسائل الإعلام أو غيرها ، أو يكون كبراً ( وهذا لا ينفع معه كبير شيء ) أو يكون طلباً للشهرة أو رغبة في الانتقام

    إذا فهمت هذا تفهم سلوك عمر مع صبيغ فإن أسئلة ذلك الرجل لم تكن على جهة التعلم ، وإلا ففي ذلك العصر ينتشر تعلم التفسير والسؤال عن الآيات ، ولكن هذا الرجل كان يطلب الشهرة ويحب الظهور عن طريق امتحان الناس بالأسئلة الغريبة فلم يكن يذهب لأهل العلم ابتداءً وإنما كان يخاطب أفراد الناس ممن لا علم لهم بهذه الأمور

    فلما جاء إلى عمر لم يجبه لأنه يعلم بأنه سينتقل إلى سؤال آخر وآخر والمقصود هو السؤال لمجرد السؤال وليقال ( قد أعجز الناس بأسئلته ) فقام عمر بضرب أصل الشجرة الفاسدة فقال ذلك الرجل ( ذهب ما برأسي ) فاعترف ضمناً أنه كان في نفسه شيء خلاف ما يظهر

    وبالأمس كان لي مجلس مع رجل مشتغل بالرقية وعلم النفس وكان يشكو من كون الرقاة وعلماء النفس كل منهم يدخل في مجال الآخر

    فقلت له : أن علماء النفس يؤخذ عليهم أنهم لا يقطعون الأصل الفاسد في كثير من الأحيان ، فإن ضعف الإيمان هو سبب رئيسي بتسلط الشيطان الخارجي الذي ينشأ عنه ( مرض نفسي ) أو تسلطه بشكل أعمق والذي ينشأ عنه المس وسألته هل توافقني من منطلق خبرتك

    فقال لي :نعم ولا شك أن الإيمان يعالج عامة المشاكل النفسية

    فقلت له : كثير من الرقاة على مخالفات عندهم يرشدون من حيث يشعرون ومن حيث لا يشعرون إلى ضرب الأساس الفاسد لشجرة الشر فيرشدون المرء إلى الأذكار وقراءة القرآن والصلاة وعدم الخوف من الجن وبهذه الطريقة تضرب أصل شجرة الشر التي ينشأ عنها الأمراض النفسية وهو وجود البيئة القابلة لذلك

    وهنا أمر هام أيضاً وهو أن الشبهة قد يكون لها أثر على القلب كأثر الجرح على الجسد والإنسان إذا جرح جسده يطلب مرهماً ولكن إذا وقع في قلبك شبهة فلا تذهب تقرأ أخرى وأخرى قبل أن تجد جواباً لهذه الشبهة ، ثم إن أهم من المرهم أن تقوى مناعة الجسد ليلتئم الجرح بسرعة ، لهذا أرى من المناسب عند علاج الشبهات إحالة صاحب الشبهة إلى كتب علمية تعالج المواضيع التي يسأل عنها بتوسع

    وفي علم النفس تشتيت الانتباه يكون بهذه الطريقة فإذا أردت لشخص ألا ينظر إلى السيارة الحمراء فلا تقل ( لا تنظر للسيارة الحمراء ) ولكن قل له ( لا تنظر للسيارة البيضاء ) فستذهب عينه عن السيارة الحمراء! ، وهكذا إذا وفرت للشخص بيئة نظيفة يزداد فيها معرفياً ويجد الأجوبة على الأسئلة فإنه سينشغل عن كثير من الخواطر والإيرادات

    قال ابن القيم في مفتاح دار السعادة :" وَقَوله ينقدح الشَّك فِي قلبه بِأول عَارض من شُبْهَة هَذَا لضعف علمه وَقلة بصيرته إِذا وَردت على قلبه ادنى شُبْهَة قدحت فِيهِ الشَّك والريب بِخِلَاف الراسخ فِي الْعلم لَو وَردت عَلَيْهِ من الشّبَه بِعَدَد امواج الْبَحْر مَا ازالت يقينه وَلَا قدحت فِيهِ شكا لانه قد رسخ فِي الْعلم فَلَا تستفزه الشُّبُهَات بل إِذا وَردت عَلَيْهِ ردهَا حرس الْعلم وجيشه مغلولة مغلوبة والشبهة وَارِد يرد على الْقلب يحول بَينه وَبَين انكشاف الْحق لَهُ فَمَتَى بَاشر الْقلب حَقِيقَة الْعلم لم تُؤثر تِلْكَ الشُّبْهَة فِيهِ بل يقوى علمه ويقينه بردهَا وَمَعْرِفَة بُطْلَانهَا وَمَتى لم يُبَاشر حَقِيقَة الْعلم بِالْحَقِّ قلبه قدحت فِيهِ الشَّك بِأول وهلة فان تداركها والا تَتَابَعَت على قلبه امثالها حَتَّى يصير شاكا مُرْتَابا وَالْقلب يتوارده جيشان من الْبَاطِل جَيش شهوات الغي وجيش شُبُهَات الْبَاطِل فأيما قلب صغا اليها وركن اليها تشربها وامتلأ بهَا فينضح لِسَانه وجوارحه بموجبها فَإِن اشرب شُبُهَات الْبَاطِل تَفَجَّرَتْ على لِسَانه الشكوك والشبهات والايرادات فيظن الْجَاهِل ان ذَلِك لسعة علمه وَإِنَّمَا ذَلِك من عدم علمه ويقينه وَقَالَ لي شيخ الاسلام رضى الله عَنهُ وَقد جعلت اورد عَلَيْهِ غيرادا بعد إِيرَاد لات جعل قَلْبك للايرادات والشبهات مثل السفنجة فيتشربها فَلَا ينضح الا بهَا وَلَكِن اجْعَلْهُ كالزجاجة المصمتة تمر الشُّبُهَات بظاهرها وَلَا تَسْتَقِر فِيهَا فيراها بصفائه ويدفعها بصلابته وَإِلَّا فاذا اشربت قَلْبك كل شُبْهَة تمر عَلَيْهَا صَار مقرا للشبهات اَوْ كَمَا قَالَ فَمَا اعْلَم اني انتفعت بِوَصِيَّة فِي دفع الشُّبُهَات كانتفاعي بذلك"

    بل كثير من الإيرادات هي أسخف من أن يتكلم بها العاقل ولكن بعض الناس لخوائه يتكلم بها

    كإنكار بعضهم لعذاب القبر بحجة أنه يستلزم تعذيب المرء مرتين

    وهو لا يدري أنه في حق المسلم كفارة ولا يعذب بالنار على ذنب عذب عليه في القبر كما نص عليه ابن تيمية قياساً على الحدود

    وأما الكافر فهو أصلاً يعيش حياة ضنكاً بعيداً عن الله عز وجل وهذا من أعظم العذاب مهما كان سعيداً فإنه تمر به حالات من الضيق يقتله بعده عن الله عز وجل فيها ، ثم إنه حتى لو كان منعماً فقد فاته أعظم النعيم الإنس بالله عز وجل

    وقد قال الله تعالى : ( أَمْ حَسِبَ الَّذِينَ اجْتَرَحُوا السَّيِّئَاتِ أَنْ نَجْعَلَهُمْ كَالَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَوَاءً مَحْيَاهُمْ وَمَمَاتُهُمْ سَاءَ مَا يَحْكُمُونَ )

    وهذه الآية وكأنها رد على هؤلاء الذين يريدون أن يكون المؤمن والكافر في قبره شيئاً واحداً سواء محياهم ومماتهم وكثير من المشركين عذبوا في الدنيا على كفرهم كما حصل لأقوام المشركين

    ولا زلت أذكر ذلك اليوم الذي كلمني فيه شاب عن موضوع حد الردة فقلت له ( نفس الإنسان ملك من )؟

    فقال : ( ملك الله عز وجل )

    فقلت : ( وهو قادر على أن يقبضها متى شاء وله الحق المطلق في أن يضع قوانين يحدد فيها ما يجوز أن تزهق فيه روح الإنسان أو لا ) ، وقلت له أيضاً ( وهو مسلم ) قصة الذين عبدوا العجل في القرآن فأمرهم الله عز وجل بقتل أنفسهم ما الفرق بين هذا وبين حد الردة ؟!

    فقال لي : ( افرض مسلم ما اقتنع بالإسلام وترك هذا الدين )

    فقلت له : ( هذا مستحيل دون خبيئة سوء فالحق ظاهر جداً والعقوبة ليست على الكفر وإنما على إظهار وتكون بعد استتابة والمسلم الذي يعيش بين المسلمين سنين والقرآن بين يديه وكتب المسلمين بين يديه ويترك الدين للجهل من إنقاذه من جهله استتابته وفعله هذا جناية )

    فقال لي : ( افرض أنه معتوه يا أخي )

    فقلت : ( إذن هو مرفوع عنه القلم ولا يحاسب على شيء ( رفع القلم عن ثلاث )

    فقال لي : ( لم أقتنع )

    فقلت له : ليست وظيفتي أن أقنعك فرعون لم يقتنع وعاد وثمود وأصحاب الرس لم يقتنعوا

    فذهب بعدها يقول لصاحبي ( لم يجبني على أسئلتي ) !، واكتشفت بعد ذلك أنه مصاب بالاكتئاب ولا يستطيع النوم ولذا هو يقوم الليل لكي ينام مع كونه لا يتعاهد الفرائض !

    والشاهد أن هذا الشخص لمرض في نفسه لم تكن عنده رغبة بالاقتناع لدرجة أنه تجاهل كل الأجوبة ولم يحفظ منها شيئاً مع عجزه عن الجواب عليها ، وكذلك من يذهب يسأل غير المتخصصين وغير العارفين بل بعضهم رأساً يريد أن يناظر مع أن الجاهل الواجب أن يسأل والتواضع طيب

    وليعلم أن بؤرة الشبهات إذا تمكنت من المرء فإنها تجعله يفكر بطريقة عدائية أحادية الجهة

    فالبشر منذ فجر التاريخ شاهدوا الأمراض والحروب ولم يفكر أحد منهم أن هذا قد يكون سبباً لإنكار وجود الله عز وجل بل كان عامة البشر شعورهم بالحاجة إلى قوة عليا هو ما يدعم غريزة التدين فيهم

    وهذا دين الإسلام عمره أربعة عشر قرناً ، وله عداء مع كل الأديان على وجه الأرض ولم يتكلم أحد منهم عن موضوع المرأة في الإسلام ومحاولة تشويه الأمر لعلمهم بقيم عامة اتفق عليها البشر قبل أن تأتيت هذه السنين الخداعة كما وصفها النبي صلى الله عليه وسلم

    فالعصر الذي كثر فيه الكلام عن حقوق الإنسان هو اكثر العصور دموية في تاريخ البشرية

    والعصر الذي كثر فيه الكلام عن حقوق المرأة هو أكثر العصور امتهاناً للمرأة ويأتيك من يتجاهل آلاف حالات العنف والاغتصاب ضد المرأة ويتجاهل تجارة الرقيق الأبيض كما يقال ، ويتجاهل آلاف السيدات اللواتي اضطررن لإعالة أطفال الخطيئة لوحدهن ثم يضع صورة رائدة فضاء أمريكية إلى جانب امرأة منتقبة ، فهل اكتفيتم من إفساد حتى تريدوا إفساد الفضاء ، وكم امرأة دمرت أنوثتها واستغل تحت خداع ( المساواة ) ولا ( مساواة ) قبل أن تصل هذه إلى ما وصلت إليه ، وهلا وضعت صور المصابات بمرض الإيدز واللواتي يقفن يبعن أجسادهن ومدمنات المخدرات في البلدان التي تعظم وصور تقارير الاغتصاب إلى جانب صورة المرأة المنتقبة ، وكيف كانت أمي وأمك وجداتي وجداتك وكيف كنا ننظر إليهن وأي دعمن وأي قيمة كن يشكلن في حياتنا ( أنا أتكلم عن نفسي وأما أنت فالظاهر يوحي إلي بأمور لا أستطيع كتابتها )

    ولا علاقة عندهم بين العفة والحجابة ولكن هناك علاقة بين الحجاب وكونها غير متعلمة !!

    وأكثر عصر يتكلم فيه الناس عن التشدد الديني مع كثرة الفتاوى المتفلتة وإباحة أمور كثيرة أجمعت الأمة على تحريمه ، وتم شن حرب عظيمة على فقه سد الذرائع والعجيب أنهم يستخدمون هذا الفقه في حرب ما يسمونه ( إرهاباً ) و (تطرفاً ) ، وظهر شيء اسمه ( فقه التيسير )


    ونحن هنا نتكلم هنا عن مرض نفسي وهو الوسوسة وهنا أمراض قلبية أخرى كمرض الشبهات والهوى

    وليعلم عند الكلام على أسباب حصول الإلحاد أو الشذوذ أو أي سلوك سيء لنعلم أن هناك أسباباً خفية لا يعلمها إلا الله عز وجل هي في غير محل رصدنا معاشر البشر

    قال الله تعالى : ( فِي قُلُوبِهِمْ مَرَضٌ فَزَادَهُمُ اللَّهُ مَرَضًا وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيمٌ بِمَا كَانُوا يَكْذِبُونَ)

    وقال تعالى : ( وَلَوْ عَلِمَ اللَّهُ فِيهِمْ خَيْرًا لَأَسْمَعَهُمْ وَلَوْ أَسْمَعَهُمْ لَتَوَلَّوْا وَهُمْ مُعْرِضُونَ )

    فبعض الناس كان ملحداً ولما رأى سوء أخلاق الملحدين ورأى أنها لا تقارن بأخلاق المتدينين انفتح قلبه للحق وصار يرى الحجج وأسلم ، فالسبب الأولي القديم الذي تسبب في إلحاده وجعله لا يرى الحجج هو أمر في قلبه لما زال لتقدير قدره الله له رأى الحجج

    ثم إن هناك أسباباً يغلط بعض الباحثين في جعلها أسباباً رئيسية وإنما هي عوامل مساعدة اجتمعت مع خبيئة سوء

    فالعنف الأسري مثلاً كان سبباً في تدين بعض الناس لأنه رغب أن يصير نموذجاً مخالفاً لوالده ، ومنهم من ذهب به الأمر للإجرام ومنهم من حوله إلى مريض نفسي ومنهم من جعله ملحداً فليست هذا سبباً وحيداً في هذه الأمور وإنما هو عامل مساعد اجتمع مع عوامل أخرى

    وبعض الشباب العائد يحاول تبرير ذلك القرار المتسرع الذي اتخذه فيقول بعضهم ( أصحاب الكروش هم سبب إلحادي سابقا) يشير للمتدينين

    ثم يقول أنه اكتشف بأنهم لم يكونوا يمثلون الدين !

    وهل وجدت واحداً منهم يقول أنه يمثل الدين ! ، ولا تكاد تجد متديناً يخطيء إلا وأول من ينكر عليه متدين آخر وتلك الصفة التي ذكرها في أجسادهم غير متحققة في كثير منهم فكلامه يفتقد للموضوعية في كل أجزائه ، ولكنه محاولة تبرير لقرار متسرع ولست رباً حتى تبرر لي قرارك أنا سعيد بتوبتك إن كانت سليمة وربك يفرح بك أكثر مني ولا يسألك عن كفرك بعد إسلامك فالإسلام يجب ما قبله فأحب إخوانك وقد علم الله عز وجل عباده المؤمنين أن يقولوا ( ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالإيمان )

    قال مسلم في صحيحه 257- [209-132] حَدَّثَنِي زُهَيْرُ بْنُ حَرْبٍ ، حَدَّثَنَا جَرِيرٌ ، عَنْ سُهَيْلٍ ، عَنْ أَبِيهِ ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ ، قَالَ : جَاءَ نَاسٌ مِنْ أَصْحَابِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَسَأَلُوهُ : إِنَّا نَجِدُ فِي أَنْفُسِنَا مَا يَتَعَاظَمُ أَحَدُنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ ، قَالَ : وَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ ؟ قَالُوا : نَعَمْ ، قَالَ : ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ.

    وقال أحمد في مسنده 9498 - حَدَّثَنَا إِسْمَاعِيلُ، عَنْ سَعِيدٍ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ زُرَارَةَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ تَجَاوَزَ لِأُمَّتِي عَمَّا حَدَّثَتْ بِهِ أَنْفُسَهَا، مَا لَمْ تَتَكَلَّمْ بِهِ»

    فليفهم كثير من الشباب أن الوسوسة بصوت عال ليس قراراً حكيماً وإنما من استشكل شيئاً فما أيسر مخاطبة بعض المتخصصين بالسؤال الاستفساري لا الاستفزازي وكثير من الأمور لا ينبغي أن يؤبه كالكلام في كيفية صفات الله عز وجل فهذا باب خارج حدود تصورات البشر وإنما يكون التسليم للنصوص ومعرفة وجود الله عز وجل أمر يعرف بالعقل والفطرة غير أن كثيراً من تفاصيل الأسماء والصفات وما يحب الله عز وجل وما يكره فلا يكون إلا عن طريق النبوة ولو كانت تلك التفاصيل تدرك بالعقل المجرد لما كان هناك فائدة للرسالة والرسل

    هذا وصل اللهم على محمد وعلى آله وصحبه وسلم

  2. #2

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي الكريم
    {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ
    وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
    وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا
    وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }الأنعام59

  3. #3

    افتراضي

    موضوع غاية الروعة...بارك الله فيك كثيرا
    وأعجبني قولك عن عهر الالحاد أشك في كونه ظاهرة
    لأنه في علم الاجتماع لا تسمى ظاهرة الا ما تجاوز 15 بالمئة

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وأما العامل الثاني فهو عامل الصدمة النفسية ، وهو حين يعيش المرء في بيئة تعظم الله عز وجل وتعظم الرسول ثم فجأة يطلع على كلام قبيح في حقهما عن طريق بعض المواقع الإلحادية أو التنصيرية

    فهنا يصير بمنزلة طفل شاهد جريمة قتل

    فإن قيل : وكيف تؤثر الصدمة إيجاباً في تقبل الوسواس

    يقال : أننا حين نتحدث عن الإلحاد أو الطعن في الدين فنحن نتحدث عن شياطين إنس توسوس لهم شياطين الجن بزخرف القول وللشياطين علم بنفوس بعض الآدميين فإن الإنسان تحت تأثير الصدمة القوية يفقد طريقة التفكير السوي ويصير يهزه من الكلام ما لا يهزه في العادة وما لو كان هادئاً لأمكنه الإجابة عليه بكل طمأنينة نفس ، ولذا يحرصون على إثارة غضب المسلمين عن طريق السخرية والاستفزاز التي تحتل النصيب الأوفر من كلامهم ليفقدوا المتلقي كثيراً من وعيه الذي يعينه على نقد الكلام والإجابة عليه بإجابة مقنعة

    وقد نبه رب العالمين على هذا المسلك في القرآن فقال سبحانه : ( فَاصْبِرْ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ وَلَا يَسْتَخِفَّنَّكَ الَّذِينَ لَا يُوقِنُونَ)

    ونبه على الجواب الأمثل لمثل هذه المسالك غير العلمية فقال سبحانه مخبراً عن جواب نوح لقومه : ( إِنْ تَسْخَرُوا مِنَّا فَإِنَّا نَسْخَرُ مِنْكُمْ كَمَا تَسْخَرُونَ)

    ردود أفعال الناس تتفاوت أمام هذا الأمر البشع ومنهم من يظن أنه صار يشك لأنه يجد في صدره ضيقاً لم قرأ وليس الأمر كذلك ولكنه غاضب لأنه لا يستطيع رد الشبهة أو شفاء غيضه من هذا المستفز

    وقد قال الله لنبيه صلى الله عليه وسلم ( فَاصْدَعْ بِمَا تُؤْمَرُ وَأَعْرِضْ عَنِ الْمُشْرِكِينَ (94) إِنَّا كَفَيْنَاكَ الْمُسْتَهْزِئِينَ (95) الَّذِينَ يَجْعَلُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آَخَرَ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (96) وَلَقَدْ نَعْلَمُ أَنَّكَ يَضِيقُ صَدْرُكَ بِمَا يَقُولُونَ (97) فَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ وَكُنْ مِنَ السَّاجِدِينَ (98) وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ (99) )

    فالإقبال على العبادة والتسبيح والاستغفار من أفضل العلاج لما يجده المرء بعد تلك الصدمة ثم بعد ذلك يعالج الشبهة بمخاطبة أهل التخصص أو في كثير من الأحيان بحث يسير في الشابكة أو حتى قليل تأمل يجعلك تجيب وفي كثير من الأحيان لا توجد شبهة أصلاً سوى أن ذوق ذلك الشخص لا يقبل بعض الحقائق الشرعية من منطلق هوى

    وحداثة السن وضعف الخبرة ينشأ عنه التأثر بالخدع النفسية التي يستخدمها بعض شياطين الإنس كوصفهم كلامهم ب( العقلانية ) أو ( المنطقية ) وكأنه لا يوجد أحد عاقل غيرهم مع أن أكثر العقلاء على غير ما هم عليه ، ثم إيهام الشاب بأن نداء الفطرة هو مجرد عاطفة وأن ما يجده من الضيق بالكفر محض عاطفة بمعنى أنه ينبغي أن يتحول إلى آلة تنبض بالنقمة والكراهية للدين لكي تصير عقلانياً !!
    وصفت حالي السابقة بدقة و الله يا أخي !

  5. #5

    افتراضي

    جزاكم الله خيرًا .. المقال جيد جدًا ، ويطرح مسألة دقيقة من الضروري أن نلتفت إليها ..
    إن عرفتَ أنك مُخلط ، مُخبط ، مهملٌ لحدود الله ، فأرحنا منك ؛ فبعد قليل ينكشف البهرج ، وَيَنْكَبُّ الزغلُ ، ولا يحيقُ المكرُ السيء إلا بأهلِهِ .
    [ الذهبي ، تذكرة الحفاظ 1 / 4 ].
    قال من قد سلف : ( لا ترد على أحد جواباً حتى تفهم كلامه ، فإن ذلك يصرفك عن جواب كلامه إلى غيره ، و يؤكد الجهل عليك ، و لكن افهم عنه ، فإذا فهمته فأجبه ولا تعجل بالجواب قبل الاستفهام ، ولا تستح أن تستفهم إذا لم تفهم فإن الجواب قبل الفهم حُمُق ) . [ جامع بيان العلم و فضله 1/148 ].

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    وبعض الشباب العائد يحاول تبرير ذلك القرار المتسرع الذي اتخذه فيقول بعضهم ( أصحاب الكروش هم سبب إلحادي سابقا) يشير للمتدينين

    ثم يقول أنه اكتشف بأنهم لم يكونوا يمثلون الدين !
    هذه و الله تثير غيظي . و لا أراها إلا عذراُ أقبح من ذنب لتبرير الكفر أو لتنزيه قائله عن زيغه و ضلاله .

  7. افتراضي

    انا لا ادرى هل يلوم الاخ : مسلم اسود

    الانسان اذا شك ؟؟ --- هذا شئ غريزى فى الانسان هناك من يقاومه بالشك اليقينى الذى هو شك ويتبعه ايمان بدون استدلال او فهم

    وهناك من يشك ويهتدى لطريق الصواب عن فهم وعلم .

    ثانيا : لفت نظرى انك تتحدث عن عوام المسلمين عندما يصادمون ملحدا ويشككهم فى دينهم فيرتبكو لمجرد انهم لا يملكون علوما شرعيه تمكنهم من الرد او ليس عندهم رد فيبدأ الشك والارتباك عندهم !!!

    فهل افهم من ذلك انه : سيتم توزيع كتيب على عوام المسلمين فيه جميع شبهات الملاحده التى هى كثيره جدا - لكى لا يرتبكو عند الرد او يصابو بالشك ؟؟؟ من باب الوقايه خير من العلاج ؟؟؟!!

    اقتباسا منك : أن الشبهة قد يكون لها أثر على القلب كأثر الجرح على الجسد والإنسان إذا جرح جسده يطلب مرهماً ولكن إذا وقع في قلبك شبهة فلا تذهب تقرأ أخرى وأخرى قبل أن تجد جواباً لهذه الشبهة ، ثم إن أهم من المرهم أن تقوى مناعة الجسد ليلتئم الجرح بسرعة ، لهذا أرى من المناسب عند علاج الشبهات إحالة صاحب الشبهة إلى كتب علمية تعالج المواضيع التي يسأل عنها بتوسع انتهى الاقتباس
    -[ مِنْ لَمْ يُشَكْ لَمْ يُنْظَرْ ، وَمِنْ لَمْ يُنْظَرْ لَمْ يُبْصَرْ ، وَمِنْ لَمْ يُبْصَرْ ، بَقَّي فِي الْعَمى وَالضّلالِ ]-
    : الحر هو من يدافع عن الفكره مهما كان صاحبها !
    : العبد هو من يدافع عن صاحب الفكره مهما كان !


معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء