النتائج 1 إلى 12 من 12

الموضوع: بحث بخصوص حديث سجود الشمس

  1. افتراضي بحث بخصوص حديث سجود الشمس

    السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    سأقدم لك بحثًا هو اجتهادي في تفسير حديث سجود الشمس فلا ادعي ان تفسيري هو الحق المطلق والذي غيره باطل
    فتفضلوا بالتعليقات والآراء فيما سأورد بإذن الله، وإن كان بخطأي فنبهوني
    البحث :
    روى البخاري عن أبي ذر رضي اللّه عنه قال ‏:‏ كنت مع النبي صلى اللّه عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس، فقال صلى الله عليه وسلم : (يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس؟) قلت: اللّه ورسوله أعلم، قال صلى اللّه عليه وسلم : (فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش)، فذلك قوله تعالى : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ۚ ذَٰلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ).
    وروى البخاري أيضاً عن أبي ذر رضي اللّه عنه، قال : سألت رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم عن قوله تبارك وتعالى: (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا) قال صلى اللّه عليه وسلم: (مستقرها تحت العرش)،
    وعنه قال: كنت مع رسول اللّه صلى اللّه عليه وسلم في المسجد حين غربت الشمس، فقال صلى اللّه عليه وسلم : (يا أبا ذر أتدري أين تذهب الشمس)؟ قلت: اللّه ورسوله أعلم، قال صلى اللّه عليه وسلم: (فإنها تذهب حتى تسجد بين يدي ربها عزَّ وجلَّ، فتستأذن في الرجوع فيؤذن لها، وكأنها قد قيل لها ارجعي من حيث جئت فترجع إلى مطلعها وذلك مستقرها - ثم قرأ - (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا) "أخرجه الإمام أحمد عن أبي ذر رضي اللّه عنه".
    وفي صحيح مسلم عن أبي ذر قال : سألت رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوله عز وجل : (وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا) قال : (مستقرها تحت العرش).
    وفيه عن أبي ذر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال يوما : (أتدرون أين تذهب هذه الشمس)؟ قالوا الله ورسوله أعلم، قال : (إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها) فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (أتدرون متى ذلكم ذاك حين (لا يَنفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا) ( [الأنعام : 158]).
    - شرح الحديث الشريف
    عندما غربت الشمس (كنت مع النبي صلى اللّه عليه وسلم في المسجد عند غروب الشمس)، قال الرسول صلى الله عليه وسلم، أتعرف أين غربت الشمس (يا أبا ذر أتدري أين تغرب الشمس؟)، فرد أبا ذر أن الله ورسوله أعلم وهذا من أدبه مع الرسول والله عز وجل فيما لا يعرف - رضي الله عنه -، فأخبره الرسول أنها تذهب فتسجد تحت العرش، وفي رواية أطول شرح الرسول صلى الله عليه وسلم المعنى، فقال صلى الله عليه وسلم (إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش)، أي أن مستقر الشمس المذكور في الآية تحت العرش، لكن ما هو العرش وأين هو؟
    العرش هو قبة تعلو جميع المخلوقات إلي ما دون الثرى، أي أينما تكن، فأنت تحت العرش، فالشمس لا تحتاج إلي الذهاب إلي العرش التي هي تحته أصلًا، إذن ما الجري الذي وصفت به الشمس في قوله صلى الله عليه وسلم (إن هذه تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش)، يتضح هذا عندما نسترجع أول الحديث وهو أن الرسول كان يتكلم عن الشمس وهي تغرب، ومن المعلوم أن الشمس تكون في قبة الفلك (أعلى السماء) في الظهيرة، وتنزل حتى تكون تغرب، إذن ما تكلم عنه الرسول هو وصف الرائي من الأرض، وهذا مثل قولهِ تعالى : (حَتَّى إِذَا بَلَغَ مَغْرِبَ الشَّمْسِ وَجَدَهَا تَغْرُبُ فِي عَيْنٍ حَمِئَةٍ)، أي رآها ذو القرنين وكأنها تغرب في عين حمئة، أي ساخنة أو من الطين، وهذا شأن كل من يرى الشمس تغرب على الساحل وهي لغةُ التواري، فنعود ونقول أن ما تكلم به صلى الله عليه وسلم، هو وصف الرائي فإن الشمس تجري في السماء بالشروق والغروب كما نراها من على الأرض وليس كما نراها في الفضاء، فيكون المعنى أن عندما تغرُب الشمس تكون بمستقرها (تحت العرش) وكما شرحنا لا ينبغي أن تذهب إليه فهو يعلوها وهي تحته دائمًا، أي تظل مستمرة بفلكها لا يحدث لها شيء، فعندها تسجد الشمس وتستأذن في الطلوع من المشرق، وسجود الشمس ليس كسجود الآدميين فما هو إلا الاشتراك بالفعل كسجود الجبال بظلها، فهو ليس كسجودنا، فعلى سبيل المثال جري الآدميين ليس كجري الاسماك فليس للأسماك أرجل، لذا فلا يستلزم للشمس الحركة بالسجود، وقد يكون سجودها هو بالإشراق وامداد الأرض بالحياة والنماء، لذا فهي تتعاقب بالطلوع على الارض بإذن ربها، ودليل ذلك قوله صلى الله عليه وسلم، (ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها)، أي لا يستعجب أو يرى بها الناس شيء فلا تذهب ولا تعود، ولم يذكر الحديث أنها تغيب بسجودها فهي يمكن أن تسجد تحت العرش ولا تغيب عن بعض أجزاء الأرض، بتعاقبها على الأرض، وذلك حتى تطلع عن مغربها، وقد يكون حينها بانحراف مسارها، وذلك قوله صلى الله عليه وسلم (فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها) .
    - الخلاصة
    تطلع الشمس من المشرق، فتجري بفلكها فتكون بالقمة وقت الظهيرة حتى تكون غاربة فعندها تسجد تحت العرش ولا يستلزم هذا أي حركة من الشمس، فالعرش يعلوها، وسجودها ليس كسجود الآدميين وهو غيب لا نعرفه، فقد يكون سجودها هو بالإشراق وامداد الأرض بالحياة والنماء، فعندها تستأذن الطلوع من المشرق، ولم يذكر الحديث أنها تغيب، فهي يمكن أن تسجد تحت العرش ولا تغيب عن بعض أجزاء الأرض، بتعاقبها على الأرض، وذلك حتى تطلع عن مغربها، وقد يكون حينها بانحراف مسارها، وذلك قوله صلى الله عليه وسلم (فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها) .
    وهذا والله الموفِق والمستعان، وإن كان من خيرٍ فمن الله وإن كان من زلل أو سهو فمن الشيطان..

  2. افتراضي

    البحث نسخة pdf :
    http://www.gulfup.com/?AYw6R5

  3. #3

    افتراضي

    بداية ....أنا لا أفهم في هذا الموضوع لكي أعطي رأيي ولكني وجدت هذا الموضوع للأستاذ عبد الله الشهري فأردت أن أطلعك عليه
    نص الموضوع
    مقدمة هامة
    سأل سائل فقال: قد أشكل علي معنى حديث الرسول صلى الله عليه وسلم عن سجود الشمس تحت عرش الرحمن. كيف تسجد ؟ ومالنا لا نرى ذلك ؟ ثم إن الحديث الشريف يذكر أنها تصنع ذلك بعد غروبها مع أنها تغرب عن أهل كل بلد فإذا كان الأمر كذلك فإنها تسجد في كل وقت لأنها غاربة في كل وقت عن بلد من البلاد. فما العمل؟ أفيدونا رحمكم الله وزادكم الله علماً.

    الحمد لله رب العالمين وأصلي وأسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ، اللهم لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم ، لا حول ولا قوة إلا بالله و ما توفيقي إلا بالله وما أصابني من خذلان فمن نفسي والشيطان ، فاغفر لي اللهم خطئي وعمدي وجدي وهزلي وكل ذلك عندي:


    الحديث الذي ذكر فيه سجود الشمس حديث صحيح وأصله في الصحيحين من حديث أبي ذر الغفاري رضي الله تعالى عنه :

    أخرجه البخاري رحمه الله في بدء الخلق ‏عن ‏أبي ذر رضي الله عنه قال: قال النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏لأبي ذر ‏ ‏حين غربت الشمس ‏ ‏أتدري أين تذهب ؟ قلت الله ورسوله أعلم ؟ قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقديرالعزيز العليم .

    وأخرجه أيضاً في باب تفسير القرآن عن أبي ذر رضي الله عنه بلفظ :" كنت مع النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏في المسجد عند غروب الشمس فقال: ‏ ‏يا ‏ ‏أبا ذر ‏ ‏أتدري أين تغرب الشمس ؟ قلت الله ورسوله أعلم ؟ قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فذلك قوله تعالى: ‏ والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم .

    وأخرجه الإمام مسلم رحمه الله عن أبي ذر رضي الله عنه: أن النبي ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏قال يوما ‏ ‏أتدرون أين تذهب هذه الشمس ؟ قالوا الله ورسوله أعلم ؟ قال إن هذه ‏ ‏تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة فلا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم ‏ ‏تجري حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة ولا تزال كذلك حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت فترجع فتصبح طالعة من مطلعها ثم ‏ ‏تجري لا يستنكر الناس منها شيئا حتى تنتهي إلى مستقرها ذاك تحت العرش فيقال لها ارتفعي أصبحي طالعة من مغربك فتصبح طالعة من مغربها فقال رسول الله ‏ ‏صلى الله عليه وسلم ‏ ‏أتدرون متى ‏ ‏ذاكم ذاك حين ‏ يوم لا ينفع نفس إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا.

    وكذا أخرجه الترمذي في جامعه وأحمد في مسنده بألفاظ متقاربة .

    واعلم أن الغرض من هذا البحث ليس إثبات صحة الحديث فهو صحيح بلا ريب ، وإنما الغرض نفي الامتناع ، أي امتناع حصول سجود الشمس واستئذانها مع كون الناس لا يستنكرون من أمر سيرها وجريها شيئا. أما من يرمي جاهداً إلى إثبات الامتناع فيلزمه – قبل أن يمشي خطوة واحدة - الإحاطة بحقائق ثلاث أمور عليها يدور معنى الحديث فإذا أحاط بحقائقها وتيقن من ذلك حق اليقين فليأتنا بالدليل القاطع على ما حصلّه من علم (وما أظنه قادر على ذلك) وهذه الحقائق هي :

    1- حقيقة العرش.
    2- حقيقة حركة الشمس.
    3- حقيقة سجود الشمس.

    أولاً: حقيقة العرش: فالذي يمكن قوله هنا هو أن نقص الإحاطة بحقائق هذه الثلاث مؤثر ولا بد في مقدار الفهم و طريقة الإدراك ، فما بالك إذا كان المرء يجهل أكثر حقيقتها وعلى رأس هذه الأشياء حقيقة العرش الذي لا يعلم حقيقة كيفيته و هيئته و حجمه وصفته إلا الله وحده. وليس لنا أن نتكلف للعرش من الأوصاف ما لم يجيء بها القرآن والسنة. فنؤمن بأنه عظيم القدر حجماً و وزناً. أما عظم حجمه فقد جاء في الحديث (ما السموات السبع في الكرسي إلا كحلقة ملقاة بأرض فلاة ، و فضل العرش على الكرسي كفضل تلك الفلاة على تلك الحلقة) السلسلة الصحيحة رقم:109 ، وأما عظم وزنه فقد جاء عند مسلم من حديث جويرية بنت الحارث (أن النبي صلى الله عليه وسلم دخل عليها وكانت تسبح بالحصى من صلاة الصبح إلى وقت الضحى فقال: لقد قلت بهدك أربع كلمات لو وزنت بما قلتيه لوزنتهن: سبحان الله عدد خلقه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله زنة عرشه سبحان الله رضى نفسه). قال شيخ الاسلام ابن تيمية رحمه الله في الرسالة العرشية (فهذا يبين أن زنة العرش أثقل الأوزان).

    وللعرش قوائم ففي الصحيحين عن أبي سعيد قال (جاء رجل من اليهود إلى النبي صلى الله عليه وسلم قد لطم وجهه ؛ فقال : يا محمد رجل من أصحابك لطم وجهي . فقال النبي صلى الله عليه وسلم ادعوه فدعوه فقال : لم لطمت وجهه ؟ فقال : يا رسول الله إني مررت بالسوق وهو يقول : والذي اصطفى موسى على البشر فقلت : يا خبيث وعلى محمد ؟ فأخذتني غضبة فلطمته . فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تخيروا بين الأنبياء فإن الناس يصعقون يوم القيامة فأكون أول من يفيق فإذا أنا بموسى آخذا بقائمة من قوائم العرش فلا أدري أفاق قبلي أم جوزي بصعقته).

    قال شيخ الاسلام ابن تيمية (فهذا فيه بيان أن للعرش قوائم) . أما إذا شغبنا بطلب الإيغال في معرفة حقيقة حجم العرش وحقيقة قوائمه وسائر أحواله وصفاته فهذا مما لا علم لنا به ، و هو الحد الفاصل الذي يستوي عنده العالم والجاهل ع فيبقى الكل عاجزاً حسيراً عن تصور ماهيته ومعرفة أصل حقيقته ، والخوض في حقيقة ذلك تكلف منهي عنه ففي حديث أبي هريرة رضي الله عنه أنه صلى الله عليه وسلم قال (فإنما أهلك من كان قبلكم كثرة مسائلهم و اختلافهم على أنبيائهم)

    ثانياً: حقيقة حركة الشمس: وكذا حقيقة حركة الشمس. فالحديث صريح في أن الشمس هي التي تتحرك وأنها غير ثابتة ولا يقولن مسلم: لكن الحق الذي لا مرية فيه أن الشمس ثابتة لأن هذا غير ثابت بطريق القطع الحسي كما سنرى ولا يوجد إجماع كامل من كل العلماء على ذلك بل يوجد فريق كبير من العلماء المعاصرين على خلاف هذا الرأي كما سيتبين لاحقاً. وأنبه هنا على أني لست بصدد بعث استنهاض النقاش حول ثبوت دوران الشمس من عدمها أو دوران الأرض من عدمها وإنما القصد الأهم عندي هو التأكيد على أن هذه النظريات ليست محل اتفاق كلي أبدي سرمدي وأن حقيقة حركة الشمس أمر لم يحسم حسماً تاماً كما سيظهر إن شاء الله. أعود فأقول لم يطبق على أمر ثبات الشمس كل علماء الفلك والفيزياء ولم يتفقوا عن بكرة أبيهم على ضد ذلك وإن اتفق أكثر الناس لشهرة المعلومة لا لثبوتها لديهم من طريق حسي يقيني. لم يقل أحد من العلماء المعتبرين أن القول بثبات الشمس يستند إلى شاهدٍ قطعي من الواقع الملموس. غاية ما هنالك أن هذا النموذج الذي يسمونه النموذج الشمسي (heliocentric) والذي وضعه كوبرنيكس استحسنه وفضله العلماء لأنه أنسب من جهة الحساب في تفسير دوران الكواكب وحركة الأجرام. وقد نص كثير من كبار علمائهم مثل "فرد هويلي" و "بول ديفس" و "برتراند رسل" على احتمالية هذه المسألة وخضوعها لمبدأ النسبية أكثر من كونها نظرية أضحت حتماً مقضياً. وصرح آخرون مالفيسلوف الأمريكي والتر ستيس بأنه لو قال أحد أن الشمس هي التي تدور لا يمكن لأحدٍ أياً كان أن يبرهن (بطريق الحس) على خطأه إلا إذا استطاع أن ينظر للكون كله من الخارج ويرى ذلك وهذا مستحيل في الوقت الراهن. ولذلك يؤكد الفيزيائي المعاصر بول ديفس على أنه لن نتمكن أبدًا من التأكد من صحة هذا التصور مهما بدا دقيقًا وعليه (فليس لنا أن نستبعد كليٌّا أن صورة أكثر دقة قد تُكتشف في المستقبل).

    ومن هنا دافع مؤيدوا كوبرنيكس نفسه عنه أمام الكنيسة – التي عارضته - وقالوا (بأن النموذج الذي قدمه كان مجرد تحسين رياضي مفيد لتحديد أماكن الكواكب في المجموعة الشمسية، وليس تمثيلاً حقيقيٌّا لواقع العالم).

    وقد ظهر الآن فريق من العلماء يعرفون ب (Neo-geocentric scientists) أي "علماء النموذج الأرضي المتأخرين/ المعاصرين" و يؤيدون في نموذجهم بأدلتهم الجديدة النموذج الأرضي القائل بثبات الأرض ودوران الشمس. ولذلك لم يجرؤ عالم معتبر على زعم ثبوت النموذج الشمسي بطريق الحس وإن كان لديهم قرائن ليست بأفضل من استحسانهم الرياضي للنموذج. ومع كونه رياضيا فإنهم لم يجعلوا الحساب فيصلاً يقينياً لأن جمهورهم متفقون على أنه لا يلزم من صحة النتيجة الرياضية مطابقتها للحقيقة الفيزيائية الخارجية من كل وجه ، وقد اشتغل الفيزيائي ستيفن هوكنغ ردحاً من الزمن بتفسير ما أسماه الثقوب السوداء بالاعتماد على الرياضيات والمعادلات حتى اغتر هو وكثير من العلماء – فضلاً عن عوام الناس - وكادوا يقطعون بوجود هذه الثقوب لولا أن هذا العالم أعلن قبل عدة أشهر أنه لم يتوصل إلى نتيجة مرضية وأنه لا يوجد ما يمكن الاعتماد عليه للقطع بوجود هذه الظاهرة سوى التخمينات الرياضية. ولنضرب على ذلك مثلاً من فيزياء الكم أو الفيزياء الكمومية والتي اعتبرها العالم الألماني البرت أينشتاين ضرباً من الخرافة لما انطوت عليه من أمور يظن السامع لها أنها تخالف صريح المعقول ، ومع ذلك فالعلماء الملاحدة يؤمنون بأعاجيبها وغراباتها ويستميتون في الدفاع عنها ، أفلا نؤمن نحن بقدرة العزيز الحكيم الخبير العليم الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى ؟

    النظرية التي أوردها مثالاً هنا تتعلق بالتجربة المشهورة التي اقترحها شرودنجر وأسموها فيما بعد بتجربة قطة شرودنجر. وهذه التجربة مثال مشهور على الانفصام بين الصحة الرياضية والواقع الفيزيائي لظاهرة ما ولذلك قال عنها العالم البريطاني ستيفن هوكنج :"كلما سمعت عن قطة شرودنجر مددت يدي نحو المسدس !!" أي يريد أن يقتل نفسه لأن المعادلة تبدو صحيحة رياضياً ولكنها مستحيلة في الواقع فكيف يحصل هذا التناقض المحير؟

    وتجربة شرودنجر هذه مبنية على مبدأ الاحتمالات الرياضية وذلك بافتراض وجود قطة داخل حاوية مغلقة بها علبة غاز سام وهناك خطاف يتدلى منه مطرقة معلقة فوق هذه العلبة فلو افترضنا أن نسبة احتمال تحرك هذا الخطاف هي النصف 50% بحيث يرخي المطرقة لضرب علبة السم ومن ثم موت القطة لبقي هناك نسبة أخرى كذلك هي 50% تضمن سلامة القطة من موتها بهذا الغاز السام وبالتالي يكون الاستنتاج الرياضي الصحيح هو وجود الاحتمالين معاً لأنه لا يوجد سبب منطقي لإهمال أحدهما وبالتالي فالقطة حية وميتة في نفس اللحظة !! ولكن الشيء المبهر من حيث الواقع الفيزيائي هو أنه لا يمكن أن يكون هناك إلا احتمالا واحدا من احتمالين : إما حية أو ميتة !! فأي التفسيرين أصوب: الرياضي (العقلي) أم الفيزيائي (الحسي)؟

    ومما يجدر التنبيه عليه هو أن اختلاف زمان ومكان الملاحظين مؤثر في الحكم على الأعيان المتحركة التي تشغل زماناً ومكاناً مختلفين كذلك. وهو ما يسمى "بالإطار المرجعي" للأشياء أو (frame of reference). ومن الأمثلة البسيطة التي يضربها أصحاب النظرية النسبية للتمثيل عليها هو وجود ملاحظين يشاهدان قطاراً واحداً هذا في الجهة الأولى من سكة القطار والمشاهد الآخر في الجهة المقابلة من سكة القطار. فالأول يقول القطار متجه إلى اليسار أما الآخر فيجزم باتجاه القطار إلى اليمين ، فأثّر اختلاف مكان الملاحظين في الحكم على الجهة. ومثال أجود منه هو ما لو كان على القطار المتحرك راكب وأطلق رصاصة في اتجاه سير القطار مع وجود من يلاحظه من خارج القطار من فوق جبل أو شاهق – أي في إطار مرجعي مختلف. فالراكب الذي أطلق الرصاصة يجزم بأن سرعة الرصاصة ثابتة وأما الملاحظ الذي يشاهد الحدث من خارج القطار فيجزم بأن سرعة الرصاصة تجاوزت سرعتها الطبيعية بسبب إضافة سرعتها إلى سرعة القطار الذي يسير في ذات الاتجاه ، فتصير السرعة سرعة مركبة. ومنشأ الخلاف هنا هو أن أحدهما متحد مع الحدث في إطاره المرجعي والآخر منفصل عن الحدث في إطار مرجعي مباين ، ولذلك فالثاني يشاهد مالا يشاهده الأول.

    وهكذا الأمر بالنسبة لحركة الشمس. فالعلماء المؤيدين للنموذج الأرضي يشترطون التواجد في إطار مرجعي منفصل عن المجموعة الشمسية بأسرها للوقوف على حقيقة حركتها ومن ثم الحكم عليها حساً بالإثبات أو النفي. وهذا الأمر غير متأت وتبقى الحقيقة الكونية مجهولة. أما الحقيقة الشرعية فظواهر النصوص دالة على حركة الشمس ولكنها لا تنفي حركة الأرض. والآيات والأحاديث دالة على ذلك أوضح دلالة ، ولا يمنع أن يكون كل من الشمس والأرض يدوران حول بعضهما بحيث تتكامل سرعة دورانهما حول بعضهما في سرعة مركبة يظنها المشاهد على الأرض سرعة كوكب الأرض ، وهو رأي لبعض علماء الفلك. يقول الفيلسوف والتر ستيس إنه: (ليس من الأصوب أن تقول إن الشمس تظل ساكنة، وإن الأرض تدور من حولها من أن تقول العكس. إلا أن كوبرنكس قد برهن على أنه من الأبسط رياضيٌّا أن نقول إن الشمس هي المركز، ومن ثم فلو أراد إنسان في يومنا الراهن أن "يشذّ" ويتفوه بأنه لا يزال يؤمن بأن الشمس تدور حول أرض ساكنة فلن يكون هناك من يستطيع أن يثبت أنه على خطأ).


    والذي اضطرني لوضع هذه المقدمة أمر واحد: ألا وهو أننا لا نزال نجهل الكثير عن ما نعتقد في أذهاننا أننا قد بلغنا النهاية والغاية في إدراك حقيقته ، مع أن هذه الأشياء هي المقدمات التي يترتب على كمال إدراكها صحة النتيجة العقلية الحاكمة على تلك القضية ، ولكن كثير من الناس لفرط استجابتهم لبادي الرأي من أنفسهم يحكمون بالنتيجة قبل استصلاح المقدمات و اكتمالها ، وقد قال الله تعالى (وكان الإنسان عجولا).

    ثالثاً: حقيقة سجود الشمس: فباعتمادنا على الحساب وحده نحن نجهل حقيقة الواقع "الحسي" لحركة الشمس فصار عندنا الآن جهلين بحقيقة شيئين: جهل بحقيقة العرش الذي يحصل السجود تحته وجهل بحقيقة حركة الشمس الفاعلة للسجود. وبناءً على هاتين المقدمتين يقال: يكفي في سجود الشمس واستئذانها القول بأن عدم العلم ليس بدليل على العدم وهي قاعدة مشهورة وأكثر عمل الجهال على خلافها ، فعدم الوقوف على حقيقة سجودها واستئذانها لا يلزم منه نفي إمكان السجود والاستئذان ، ولذلك يقال لمن ارتاب : إذا أوضحت لنا حقيقة سجود الشمس والقمر والنجوم والشجر في قوله تعالى : (الم تر أن الله يسجد له من في السماوات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب) نقول إذا استطعت أن توضح لنا حقيقة ذلك فانتقل إلى إيضاح حقيقة الأخص وهو سجود الشمس تحت العرش ذلك أن تفسير الأعم في الأغلب أيسر من تفسير الأخص لما يكتنف الأخص من التقييدات والتحرزات التي لا يتفطن لها كثير من أرباب العلوم فضلاً عن عوام الناس. فالجاهل يراها من المستحيلات الممتنعات ، والأعلم منه يراها من المحارات الممكنات ، والناس بين هؤلاء وهؤلاء درجات. والحق أن الله قد اختص كل مخلوق بسجود يناسب هيئته وخِلقته لا يشترك فيه مع غيره إلا بموجب الاشتراك اللفظي لا الاشتراك الفعلي الحقيقي المطابق للفعل والهيئة ، وقد أخبرنا الله تعالى أن الشجر يسجد مع كونه أمام ناظرنا صباحاً ومساءً بل يقطف ثمره ويجلس في ظله ومع ذلك لا نقول الشجر لا يسجد. مع أن هذا أدعى للاستنكار لقرب الشجر منا وملامستنا له و رؤيتنا له على الدوام وأكلنا من ثمره. فدل هذا على جهل بني آدم بحقيقة سجود هذه المخلوقات و حقيقة تسبيحها لله عز وجل ، قال تعالى (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم) فحسم الخلاف وقطع الريب والجدال بنفي قدرتنا على إدراك حقيقة التسبيح ، فيصبح السؤال عن ذلك من أشد التكلف. فإذا استقرت هذه المسألة في الأذهان انقطع المستشكل عن بحث ما وراء ذلك والخوض فيه إذ كيف يُتوصل إلى نتيجة صحيحة دون القطع بفهم حقيقة مقدمات تلك النتيجة وهو الأمر المنتفي هنا. ومن المعلوم أن صحة النتيجة هو ملزوم صحة المقدمات و صحة المقدمات هو ملزوم صحة إدراك وفهم المقدمات. فاتهام الرأي البشري المحدود المتقلب يأتي قبل اتهام الحقائق الخارجية التي لا تتغير ولا تتبدل (فلن تجد لسنة الله تبديلا ولن تجد لسنة الله تحويلا).

    ما المراد بالغروب المذكور في الحديث ؟
    الذي يظهر أن معنى "الغروب" قد التبس على قوم فظنوا أن المراد بقوله صلى الله عليه وسلم (أتدري أين تغرب) هو التواري التام عن نظر جميع أهل الأرض وأن هذا من لوازم السجود المذكور ولفظ الحديث لا يومئ إلى هذا ولا يدل عليه فضلاً عن أن يكون من لوازم لفظ الغروب. والحق أن المراد بالغروب الذهاب لا الغياب التام كما فسرته لفظة الرواية الأخرى وهو قوله صلى الله عليه وسلم (أتدري أين تذهب) وهذا معنى صحيح من حيث اللغة وهو مستعمل عند العرب ، قال ابن منظور "غرب القوم غرباً (أي) ذهبوا" ، كما أن باقي الحديث في روايات فيه "إنها تذهب..." وفائدة لفظة الذهاب أنها تتضمن معنى الحركة فما من ذاهب إلا وهو متحرك. صحيح أن الشمس "تغرب" عن نظر قوم ولكن هذا بالنسبة إليهم ولذلك يجب التفريق بين حقيقة "الغروب" ومجرد "رأي العين" ، كما في قوله تعالى (حتى إذا بلغ مغرب الشمس وجدها تغرب في عين حمئة) وهذا صحيح برأي البصر ولذلك نسب المرئي إلى من يراه فقال "وجدها". قال الإمام القرطبي – رحمه الله : (( قال القفال قال بعض العلماء : ليس المراد أنه انتهى إلى الشمس مغربا ومشرقا وصل إلى جرمها ومسها ; لأنها تدور مع السماء حول الأرض من غير أن تلتصق بالأرض , وهي أعظم من أن تدخل في عين من عيون الأرض , بل هي أكبر من الأرض أضعافا مضاعفة , بل المراد أنه انتهى إلى آخر العمارة من جهة المغرب ومن جهة المشرق , فوجدها في رأي العين تغرب في عين حمئة , كما أنا نشاهدها في الأرض الملساء كأنها تدخل في الأرض ; ولهذا قال : " وجدها تطلع على قوم لم نجعل لهم من دونها سترا " ولم يرد أنها تطلع عليهم بأن تماسهم وتلاصقهم , بل أراد أنهم أول من تطلع عليهم . وقال القتبي : ويجوز أن تكون هذه العين من البحر , ويجوز أن تكون الشمس تغيب وراءها أو معها أو عندها , فيقام حرف الصفة مقام صاحبه والله أعلم)) أ.هـ.
    وقال الحافظ ابن كثير – رحمه الله : ((وقوله : " وجدها تغرب في عين حمئة " أي رأى الشمس في منظره تغرب في البحر المحيط وهذا شأن كل من انتهى إلى ساحله يراها كأنها تغرب فيه وهي لا تفارق الفلك الرابع الذي هي مثبتة فيه لا تفارقه)) أ.هـ.

    قلت : ومثله قول الناس "غابت الشمس في الأفق" مع أنها لا تغيب في الأفق حقيقة وإنما تتوارى عنا من وراء الأفق لا فيه لأن الشمس أكبر من الأرض بمئات المرات فكيف تغيب في أفق الأرض الصغير جداً ؟ كما أنها خارج محيط الأرض بل تبعد عنها آلاف الكيلومترات فكيف تغيب في الأفق ؟ ومع ذلك نقول غابت في الأفق من باب التجوز لا على وجه الحقيقة.

    فالخلاصة أن المراد بلفظ "الغروب" في الحديث الذهاب والسير والجريان كما هو مفسر في الرواية الأخرى وكما هو مستعمل في لغة العرب وكما جاء في قوله تعالى (والشمس تجري لمستقر لها) ، فالغروب في حقيقته ليس إلا جريان الشمس وليس للشمس مغرب حقيقي ثابت ، قال الإمام ابن عاشور – رحمه الله : ((والمراد بـ { مَغْرِبَ الشَّمْسِ } مكان مغرب الشمس من حيث يلوح الغروب من جهات المعمور من طريق غزوته أو مملكته. وذلك حيث يلوح أنه لا أرض وراءه بحيث يبدو الأفق من جهة مستبحرة، إذ ليس للشمس مغرب حقيقي إلا فيما يلوح للتخيل)). أ.هـ.

    و قد بين ذلك عليه الصلاة والسلام فقال :" فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش" كما عند البخاري وغيره. ولم يقل عليه الصلاة والسلام أنها "تغرب تحت العرش" أو يقل "حتى تغرب تحت العرش" ، وهذا وهم توهمه بعض الناس الذين أشكل عليهم معنى هذا الحديث وهو مردود لأن ألفاظ الحديث ترده. فقوله:"تذهب" دلالة على الجريان لا دلالة على مكان الغروب لأن الشمس لا تغرب في موقع حسي معين وإنما تغرب في جهة معينة وهي ما اصطلح عليه الناس باسم الغرب والغروب في اللغة التواري والذهاب كما ذكره ابن منظور وغيره يقال غرب الشيء أي توارى وذهب وتقول العرب أغرب فلان أي أبعد وذهب بعيداً عن المقصود.


    إذا تقرر هذا اتضح معنى آخر وهو أن الشمس لا تسجد تحت العرش عند كل غروب تغربه عن أنظار كل بلد ، فإن هذا هو اللبس الذي ينشأ عند من فهم أن الشمس تسجد عند كل غروب يراه أهل كل قطر ، ولو كان الأمر كذلك لكانت ساجدة على الدوام ولاستنكر أهل الأرض ذلك ، ولذلك جاءت فائدة الاحتراز من هذا الاحتمال في رواية مسلم (ثم‏ ‏تجري لا يستنكر الناس منها شيئا) . والشمس إنما تسجد مرة واحدة وذلك عند محاذاتها لباطن عرش الرحمن، كما أشار إلى ذلك ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية. ويؤيد هذا قول الحافظ ابن حجر في الفتح (قلت (الحافظ) : وظاهر الحديث أن المراد بالاستقرار وقوعه في كل يوم وليلة عند سجودها ومقابل الاستقرار المسير الدائم المعبر عنه بالجري . والله أعلم ).

    قلت: وقول الحافظ (كل يوم وليلة) أي كل أربع وعشرين ساعة وهي فترة دوران الشمس حول الأرض دورة كاملة (أو على قول من يؤول الأدلة ويرى ثبات الشمس: فترة دوران الأرض حول نفسها دورة كاملة).


    ولذلك قال الإمام الخطابي – كما نقله الحافظ في الفتح - رحمه الله (يحتمل أن يكون المراد باستقرارها تحت العرش أنها تستقر تحته استقرارا لا نحيط به نحن...وليس في سجودها كل ليلة تحت العرش ما يعيق عن دورانها في سيرها).

    وعند محاذاتها لباطن العرش فإنها تكون عندئذٍ مقابل سمت أو حد من الأرض يحدث عند مواجهته السجود المذكور. ولكن هذا السمت أو الحد أو المنتهى - كما قال الإمام ابن عاشور- لا قِبَل للناس بمعرفة مكانه. قال رحمه الله في "التحرير والتنوير" في تفسير قوله تعالى "والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم": ((وقد جعل الموضع الذي ينتهي إليه سيرها هو المعبر عنه بتحت العرش وهو سمت معيّن لا قبل للناس بمعرفته، وهو منتهى مسافة سيرها اليومي، وعنده ينقطع سيرها في إبان انقطاعه وذلك حين تطلع من مغربها، أي حين ينقطع سير الأرض حول شعاعها لأن حركة الأجرام التابعة لنظامها تنقطع تبعاً لانقطاع حركتها هي وذلك نهاية بقاء هذا العالم الدنيوي)) ا.هـ.

    وقال الحافظ – رحمه الله - في الفتح في شأن المحاذاة التحتية (وأما قوله " تحت العرش " فقيل هو حين محاذاتها . ولا يخالف هذا قوله : ( وجدها تغرب في عين حمئة ) فإن المراد بها نهاية مدرك البصر إليها حال الغروب)

    وقال الطيبي رحمه الله - كما نقله صاحب تحفة الأحوذي - بشأن حقيقة الاستقرار (وأما قوله مستقرها تحت العرش فلا يُنكَر أن يكون لها استقرار تحت العرش من حيث لا ندركه ولا نشاهده , وإنما أخبر عن غيب فلا نكذبه ولا نكيفه . لأن علمنا لا يحيط به(.


    وهذا السمت أو الحد أو المنتهى المعبر عنه في الحديث بحرف "حتى" للدلالة على الغاية والحد فهو كالسمت (ولا أقول هو السمت الذي في الحديث) الذي نصبه الجغرافيون على الخارطة الأرضية ويسمونه خط الطول الممتد من أقصى شمال الأرض إلى أقصى جنوبها فإذا حاذت الشمس هذا السمت الذي هو منتهى سيرها اليومي مع محاذاتها في ذات الوقت لمركز باطن العرش فإنها تسجد سجودا على الكيفية التي لا يلزم منها أن توافق صفة سجود الآدميين وعلى هيئة لا تستلزم استنكار الناس من أمرها شيئا كما جاء في الحديث (ثم ‏ ‏تجري لا يستنكر الناس منها شيئا).

    فائدة من كتاب "الأنوار الكاشفة":

    وجدت للعلامة عبدالرحمن المعلمي رحمه الله في كتابه الثمين "الأنوار الكاشفة" توجيهاً مفيداً لمعنى الحديث ، وحديث سجود الشمس قد طعن فيه أبو ريّة في كتابه المسمى ب "أضواء على السنة" ، وكان مما سطره المعلمي ضمن ردّه هذه الفائدة الحديثية ، قال رحمه الله (وهناك رواية البخاري عن الفرباني عن الثوري عن الأعمش بنحو رواية أبي معاوية إلا أنه قال (( تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن.. )) ونحوه بزيادة في رواية لمسلم من وجه آخر عن إبراهيم التيمي وقال (( حتى تنتهي إلى مستقرها تحت العرش فتخر ساجدة.. . )) ، فقد يقال لعل أصل الثابت عن أبي ذر الحديثان الأولان، ولكن إ براهيم التيمي ظنّ اتفاق معناها فجمع بينهما في الرواية الثالثة، وقد يقال: بل هو حديث واحد اختصره وكيع على وجه وأبو معاوية على آخر، والله أعلم)

    إلى أن قال في آخر كلامه (أقول: فلم يلزم مما في الرواية الثالثة من الزيادة غيبوبة الشمس عن الأرض كلها، ولا استقرارها عن الحركة كل يوم بذاك الموضع الذي كتب عليها أن تستقر فيه متى شاء ربها سبحانه).أ.هـ.

    وأما من جهة الدلالة اللغوية و الشرعية للحديث فإن السجود في اللغة يأتي بمعنى الخضوع كما ذكره ابن منظور وغيره. وحمّله – بتشديد الميم - بعض المفسرين المذكور في قوله تعالى في آية الحج:" ألم تر أن الله يسجد له من في السموات ومن في الأرض والشمس والقمر والنجوم والجبال والشجر والدواب وكثير من الناس وكثير حق عليه العذاب ومن يهن الله فماله من مكرم إن الله يفعل ما يشاء " قال ابن كثير رحمه الله :" يخبر تعالى أنه المستحق للعبادة وحده لا شريك له فإنه يسجد لعظمته كل شيء طوعا وكرها وسجود كل شيء مما يختص به" ا.هـ. وعليه فسجود الشمس مما يختص بها ولا يلزم أن يكون سجودها كسجود الآدميين كما أن سجودها متحقق بخضوعها لخالقها وانقيادها لأمره وهذا هو السجود العام لكل شيء خلقه الله.

    ولكن لو قال قائل:"هل تنتفي صفة السجود عن الشمس إذا كانت لا تسجد إلا تحت العرش فلا تكون خاضعة إلا عند سجودها تحت العرش وفي غير ذلك من الأحايين لا تكون؟

    والجواب أن الشمس لها سجدتان: سجود عام مستديم وهو سجودها المذكور في آية الحج السابقة و آية النحل (ولله يسجد ما في السموات وما في الأرض من دابة والملائكة وهم لا يستكبرون ) مع سائر المخلوقات ، وسجود خاص يتحقق عند محاذاتها لباطن العرش فتكون ساجدة تحته وهو المذكور في الحديث وفي كلا الحالتين لا يلزم من سجودها أن يشابه سجود الآدميين لمجرد الاشتراك في لفظ الفعل الدال عليه. ومن أمثلة ذلك أن مشي الحيوان ليس كمشي الآدمي وسباحة السمك والحوت ليست كسباحة الإنسان وهكذا ، مع أنهم يشتركون في مسمى الفعل وهما المشي والسباحة.

    ومع أن الشمس و المخلوقات بأجمعها تحت العرش في كل وقت إلا أنه لا يلزم أن تكون المخلوقات بأجمعها مقابلة لمركز باطن العرش لأن العرش كالقبة على السماوات والمخلوقات ، والشمس في سجودها المخصوص إنما تحاذي مركز باطن العرش فتكون تحته بهذا الاعتبار كما ذكره ابن كثير في البداية والنهاية بشأن المحاذاة التحتية للعرش ، وكما قرره ابن تيمية رحمه الله في فتاواه وسائر أئمة أهل السنة من حيث أن العرش كالقبة وهو معلوم من حديث الأعرابي الذي أقبل يستشفع بالرسول صلى الله عليه وسلم وقصته مشهورة ثابتة.

    والخلاصة أن سجود الشمس على المعنى الذي ذكرناه غير ممتنع أبدا ولا يخالف الحديث صريح العقل إنما قد يخالف ما اعتاد عليه العقل ومألوفه وهذا ليس معياراً تقاس به الممكنات الكونية فضلاً عن الممكنات الشرعية لأن الله على كل شيء قدير ولأن المألوفات نسبية باعتبار منشأ الناس واختلاف عقولهم وعلومهم. والسامع مثلاً لما تخرج به فيزياء الكم من العجائب والأسرار كمبدأ اللاحتمية لهايزنبرج وتجربة شرودنجر ونظرية العوالم المتناظرة وغيرها من الظواهر المحيرة للعقول – وإن كان هذا ليس موضع تفنيدها - يوقن بأن لله حكم بالغة يطلع من يشاء عليها ويستأثر بما يشاء عنده، قال تعالى:"ويخلق ما لا تعلمون" ، وقال تعالى:"والله يعلم وأنتم لا تعلمون" ، وقال:"وما أوتيتم من العلم إلا قليلاً" . والإنسان الأصل فيه الضعف والجهل ، قال تعالى:"وخلق الإنسان ضعيفا" وقال في آية الأحزاب:"إنه كان ظلوما جهولا" ولذلك فابن آدم يسعى على الدوام لدفع ذلك عن نفسه بطلب ضديهما وهما القوة والعلم ، فإن انكشف له بموجب ذلك شيء فهذا بتوفيق الله وما استغلق و خفي ودق فلله الأمر من قبل ومن بعد. وكما قدمنا فإن سجود الشمس لا يستلزم توقفها ووقوفاً يحصل بسببه استنكار الناس و هو اللبس الذي أزاله صلى الله عليه وسلم بقوله:" فتصبح طالعة من مطلعها ثم ‏ ‏تجري لا يستنكر الناس منها شيئا" وحرف "الفاء" في قوله "فتصبح" للتعقيب الذي بدوره يفيد معنى السرعة ومن لوازم السرعة تقلص الوقت وضآلته فيكون سجودها حاصل في وقت قصير للغاية ولو في جزء من الثانية يضمحل في فرق الثمان دقائق الذي تستغرقه رحلة الضوء من الشمس إلى الأرض ، والثمان دقائق عبارة عن 480 ثانية فهل يمتنع حصول سجود من الشمس في هذه الفترة ؟ بل إن سجودنا في جميع الصلوات الخمس لا يبلغ مجموع فترته 180 ثانية في غالب الأحوال مع أنه يصح أن يحصل فعل السجود بإيقاع سجدة واحدة ويسمى فاعلها ساجداً ولو لم يسجد إلا بتسبيحة واحدة صح أن يسمى سجوداً عند الحنابلة ، بل حتى ولو لم يطمئن في سجوده ذلك لصح أن يسمى سجودا وفاقاً للحنفية.

    ولو قال قائل:"نقبل منك صحة السجود دون أن يلزم منه وقوف الشمس ولكن الشمس لابد أن تقف لأن هذا لازم الخرور والاستئذان وإن لم يكن لازم السجود؟" والجواب عليه:

    حتى لو لزم من الخرور والاستئذان توقف الشمس فإنه لا يلزم من ذلك وقوفها وقوفاً يلاحظه الناس كما قدّمنا ولذلك قال صلى الله عليه وسلم:" ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا ". كما أن في الحديث نكتة ربما خفيت على البعض وهي أن مقدار وقوفها لم ينص عليه الحديث ولذلك فلا يمنع أن يكون وقوفها للخرور والاستئذان حاصل في ثوانٍ أو أجزاء من الثانية وهذه الثوان تضمحل في فرق الثمان دقائق الذي يفصل بيننا وبين الشمس فلا يمكن ملاحظة فترة السجود حينئذٍ ، هذا للشخص الملاحظ ، فكيف بالبشرية المشغولة بضيعات الدنيا ، النائمة في النهار المستيقظة في الليل !. وهذا ممكن و صحيح شرعاً وعقلاً وطبعاً. فنجد أن الذي يسجد بتسبيحة واحدة قد صح منه السجود وأجزأه كما لو سجد آخر وأتى بأكثر من ألف تسبيحة ، والشاهد أن السجود وما يترتب عليه من خرور ويتبعه من استئذان لا يلزم من ذلك كله أن نبتدع له مقداراً معيناً من الوقت أو هيئة مجعولة اعتماداً على المستقر في معهودنا الذهني لأن الحديث أبهم وأطلق المقدار الزمني لهذه الأفعال ولذلك فلا يمنع حدوثها في وقت قصير للغاية كما ذكرنا. وعلى الذين يتوقعون من سجود الشمس تطويلاً ملحوظاً أن يأتوا بالدليل المقيد لإطلاق الحديث ، مع أن الدليل يعوزهم ولا دليل عندهم سوى الظن المجرد من القرائن الصحيحة وهو الظن المذموم الذي ذمه الله في القرآن (إن يتبعون إلا الظن وما تهوى الأنفس).

    هذه مسألة ، أما المسألة الثانية فهي أنه لا يلزم من خرور الشمس وكذا الارتفاع كما في الحديث عند مسلم:"حتى يقال لها ارتفعي ارجعي من حيث جئت" ، أقول لا يلزم من خرور الشمس أن تنزل نزولاً أو ترتفع ارتفاعاً يحصل بسببه استنكار الناس ، لأن الرسول عليه الصلاة والسلام نفى هذا اللازم المتوهم بنفي ملزومه فقال ( ثم تجري لا يستنكر الناس منها شيئا) فلما نفى المُسبَب – بضم الميم وفتح الباء المعجمة الأولى – الذي هو استنكار الناس استلزم ذلك نفي ما يسببه وهو ظهور ما يسبب الاستنكار من أمر سجود الشمس.

    إذاً فالحديث أطلق كما هو ظاهر ولم يذكر مقدار مسافة الخرور ولم يعين مقدار مسافة الارتفاع بل لم يتعرض لوصف كيفية الخرور كما أنه لم يعين مقدار زمن سجودها. ولنضرب على ذلك مثالاً: أليس يصح السجود بالإيماء البسيط الذي لا يكاد يرى من المريض الذي لا يستطيع الحراك؟ فهذا الذي يوميء بالسجود إيماء حتى ولو كان يسيراً جداً يصح سجوده ويقع منه ويسمى سجوداً مع أنه مخالف للأصل الذي هو مستفاد من قوله صلى الله عليه وسلم (أمرت أن أسجد على سبعة أعظم : على الجبهة ، و اليدين ، و الركبتين ، و أطراف القدمين ، و لا نكفت الثياب ، و لا الشعر) ، فكيف إذا علمنا أن سجود الشمس بطبعه مختلف ويرد على صفته وهيئته من الممكنات والاحتمالات ما لا يرد ولا ينطبق على سجود الآدمي وما يباين ويغاير به سجود غيرها من المخلوقات ، وقد قال الله تعالى عن مخلوقاته (ألم تر أن الله يسبح له من في السماوات والأرض والطير صافات كل قد علم صلاته وتسبيحه والله عليم بما يفعلون) والشاهد منه قوله تعالى (كلٌ قد علم صلاته وتسبيحه) تنبيهاً على اختلاف طرق مخلوقاته في العبادة وذلك أنه لما أضاف صلاةً وتسبيحاً لكل واحد من مخلوقاته وجعلها نكرات مضافة دل ذلك على اختصاص كل نوع منهم بصلاة وتسبيح يمتاز به عما سواه من المخلوقات ، قال ابن كثير رحمه الله (أي كل قد أرشده إلى طريقته ومسلكه في عبادة الله عز وجل ). والآية تتضمن الشمس وقد أرشدها الله إلى طريقها ومسلكها في عبادتها إياه عز وجل ، فالشمس أعلم بأمر عبادتها كما أن ابن آدم أعلم بأمر عبادته ، قال الطبري رحمه الله (قد علم كل مصل ومسبح منهم صلاة نفسه وتسبيحه الذي كلفه وألزمه) ، ولذلك ختم الآية بعلم الله لكل ذلك وفيه إشارة إلى أن الله تعالى هو العالم بحقائق هذه الأمور دون غيره فقال (والله عليم بما يفعلون). قال الإمام الشنقيطي رحمه الله (والظاهر أن الطير تُسبِّح وتصلي صلاة وتسبيحاً يعملهما الله، ونحن لا نعلمهما كما قال تعالى:
    (وإن من شيء إلا يسبح بحمده ولكن لا تفقهون تسبيحهم )
    [الإسراء: 44]. ومن الآيات الدالة على أن غير العُقلاء الله ونحن لا نعلمه. قوله تعالى في الحجارة ( وإن منها لما يهبط من خشية الله ) فأثبت خشية للحجارة، والخشية تكون بإدراك. وقوله تعالى ( لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعاً متصدعاً من خشية الله) وقوله تعالى:
    (إنا عرضنا الأمانة على السماوات والأرض والجبال فأبين أن يحملنها وأشفقن منها)
    [الأحزاب: 72] الآية. والإباء والإشفاق إنما يكونان بإدراك، والآيات والأحاديث واردة بذلك، وهو الحق. وظاهر الآية أن للطير صلاة وتسبيحاً، ولا مانع من الحمل على الظاهر) أ.هـ.

    فائدة منهجيـة معرفيـة بقلم العلامة عبدالرحمن المعلمي اليماني ، قال - رحمه الله - في "الأنوار الكاشفة" :

    (واعلم أن الناس تختلف مداركهم وأفهاميهم وآراؤهم ولا سيما في ما يتعلق بالأمور الدينية والغيبية لقصور علم الناس في جانب علم الله تعالى وحكمته، ولهذا كان في القرآن آيات كثيرة يستشكلها كثير من الناس وقد ألفت في ذلك كتب وكذلك استشكل كثير من الناس كثيراً من الأحاديث الثابتةعن النبي صلى الله عليه وسلم، منها ما هو رواية كبار الصحابة أو عدد منهم كما مر، وبهذا يتبين أن استشكال النص لا يغني بطلانه. ووجود النصوص التي يستشكل ظاهرها لم يقع في الكتاب والسنة عفواً وإنما هو أمر مقصود شرعاً ليبلو الله تعالى ما في النفوس ويمتحن ما في الصدور. وييسر للعلماء أبو أبا من الجهاد يرفعهم الله به درجات).
    إلى هنا ينتهي البحث و أسأل العلي القدير أن يتقبله وينفع به . فما كان من صواب فمن الله وحده فله الحمد كله وما كان من خطأ فمن نفسي والشيطان ومن شرهما استعيذ


  4. #4

    افتراضي

    لكي لا تضيع الكثير من الوقت تجاهل قراءة المقدمة واقرأ فقط "ما المراد بالغروب في الحديث المقصود"

  5. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور قواسمية مشاهدة المشاركة
    لكي لا تضيع الكثير من الوقت تجاهل قراءة المقدمة واقرأ فقط "ما المراد بالغروب في الحديث المقصود"
    جزاك الله خيرًا دكتورنا الغالي
    وقد قرأت البحث واتضح لي أنه لا يلزم مع كل غروب أن تسجود الشمس وإنما فقط عند محاذاتها للعرش
    والشمس إنما تسجد مرة واحدة وذلك عند محاذاتها لباطن عرش الرحمن، كما أشار إلى ذلك ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية. ويؤيد هذا قول الحافظ ابن حجر في الفتح (قلت (الحافظ) : وظاهر الحديث أن المراد بالاستقرار وقوعه في كل يوم وليلة عند سجودها ومقابل الاستقرار المسير الدائم المعبر عنه بالجري . والله أعلم ).
    وبصراحة بدأت أميل لفهم كاتب البحث فشكرا لك دكتور قواسمية
    وبإذن الله سأنتظر ردود الإخوة
    جزاك الله خيرا.

  6. افتراضي

    السلام عليكم،
    الأخ الفاضل صاحب الموضوع،لقد بحثت طويلا فى هذه المسألة وتوصلت لنتيجة أن الحديث يتكلم عن ضوء الشمس وليس جرم الشمس،
    يمكنك مطالعة هذا بعد إذنك
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...E4%D3%C8%ED%C9

  7. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عُبَيّدُ الّلهِ مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم،
    الأخ الفاضل صاحب الموضوع،لقد بحثت طويلا فى هذه المسألة وتوصلت لنتيجة أن الحديث يتكلم عن ضوء الشمس وليس جرم الشمس،
    يمكنك مطالعة هذا بعد إذنك
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...E4%D3%C8%ED%C9
    قرأت بحثك أخي الكريم، وهو بحث جميل، فالرسول هو من تكلم في الحديث فكان يصف حركات الشمس من خلال رؤيته من مكانه، صلى الله عليه وسلم، واتفق معك في التفرقة بين الشمس وشعاعها الذي يصلنا، وادعوك لقراءة المقطع الاخير ببحثي (الخلاصة)، وجزاك الله خيرًا.
    وانتظر آراء بقية الإخوة بالبحث وتصحيح ما إن خطئِت فيه

  8. افتراضي

    جماعة قرأت مجموعة تفاسير اليوم بالمكتبة، في شرح صحيح البخاري وبحثت عن رقم الحديث 3027، واكتسبت فهما آخر سأوّرِدهُ مفصلا بردي القادم..
    جزاكم الله خيرًا..

  9. افتراضي

    3027 - [حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر : حين غربت الشمس أتدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى : (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم).]
    أولا : عندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، (أتدري أين تذهب)، فقد كان يتكلم عن الشمس والتي كانت تغرب حينها (حين غربت الشمس)، ومن المعلوم تحرك الشمس بالنسبة للموجود على الارض ناظرًا لها، لذا فلا يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم، حركة الشمس في الفضاء أو ذهابها هناك، بل يتحدث عن حركتها في السماء حين غروبها وقتها.
    ثانيًا : قوله صلى الله عليه وسلم (حتى تسجد تحت العرش)، فعلينا تفصيل السجود ففيه أكثر من قول، ففي فتح الباري في شرح صحيح البخاري قال (ويحتمل أن يكون المراد بالسجود سجود من هو موكل بها من الملائكة)، فهذا الرأي محتمل، والرأي الثاني كذلك فتح الباري في شرح صحيح البخار هو (تسجد بصورة الحال فيكون عبارة عن الزيادة في الانقياد والخضوع في ذلك الحين.)، وأميل لذلك الرأي ويوافق الرأي الثالث الذي يقول سجودها لا ندركه وليس كسجود الآدميين، والأصل السجود يمعنى الخضوع، وهو من الغيب المطلق لا نعرفه.
    ثالثًا : قوله صلى الله عليه وسلم (ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها)، فالحديث ههنا عن الساعة، وهو أن لا يؤذن للشمس فتطلع من مغربها.، وهذا يتم إن وقفت الأرض عن الدوران ثم عكست دورانها حول محورها.
    رابعًا : قوله (يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها)، وفي رواية أبي معاوية عن الأعمش قال (وكأنها قد قيل لها أطلعى من حيث غربت فتطلع من مغربها)، أي أنه وصف تمثيلي، فكلمة (وكأنها) تفيد التمثيل المجازى .. لا التوصيف الحقيقى .. لأن الرسول كان يخاطب الناس على قدر عقولهم وبالقدر الذى يستعبون به كلامه .. تماماً كما جاء فى الأثر عن على إبن أبى طالب: (حدّثوا الناس بما يعقلون .. أتحبون أن يُكذَّب اللهُ ورسولُه .. ؟!) .. وكما روى عن إبن مسعود رضى الله عنه أيضا: (ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم .. إلا كان لبعضهم فتنة) .. وورد أيضاً: (أمرنا معاشر الأنبياء أن نكلم الناس على قدر عقولهم) .. وبالجمع بين الروايتين: (وكأنها قد قيل لها أطلعى من حيث غربت .. فتطلع من مغربها) ..
    خامسًا : مستقر الشمس الذكور هو تحت العرش، فيقول الإمام البيهقى فى تفسير الآية: (أن أهل التفسير وأصحاب المعاني قالوا فيه قولين .. قال بعضهم : معناه أن الشمس تجرى لمستقر لها .. أي: (لأجل أجل لها .. وقدر قدر لها .. يعنى إنقطاع مدة بقاء العالم) .. وأما قوله (مستقرها تحت العرش) .. (فلا ينكر أن يكون لها إستقرار ما تحت العرش من حيث لا ندركه ولا نشاهده .. وإنما أخبر عن غيب فلا نكذب به ولا نكيفه .. لأن علمنا لا يحيط به) أهـ .. [الأسماء والصفات للبيهقى] ..

  10. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hasanmajdy مشاهدة المشاركة
    3027 - [حدثنا محمد بن يوسف حدثنا سفيان عن الأعمش عن إبراهيم التيمي عن أبيه عن أبي ذر رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم لأبي ذر : حين غربت الشمس أتدري أين تذهب قلت الله ورسوله أعلم قال فإنها تذهب حتى تسجد تحت العرش فتستأذن فيؤذن لها ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها فذلك قوله تعالى : (والشمس تجري لمستقر لها ذلك تقدير العزيز العليم).]
    أولا : عندما قال الرسول صلى الله عليه وسلم، (أتدري أين تذهب)، فقد كان يتكلم عن الشمس والتي كانت تغرب حينها (حين غربت الشمس)، ومن المعلوم تحرك الشمس بالنسبة للموجود على الارض ناظرًا لها، لذا فلا يقصد الرسول صلى الله عليه وسلم، حركة الشمس في الفضاء أو ذهابها هناك، بل يتحدث عن حركتها في السماء حين غروبها وقتها.
    ثانيًا : قوله صلى الله عليه وسلم (حتى تسجد تحت العرش)، فعلينا تفصيل السجود ففيه أكثر من قول، ففي فتح الباري في شرح صحيح البخاري قال (ويحتمل أن يكون المراد بالسجود سجود من هو موكل بها من الملائكة)، فهذا الرأي محتمل، والرأي الثاني كذلك فتح الباري في شرح صحيح البخار هو (تسجد بصورة الحال فيكون عبارة عن الزيادة في الانقياد والخضوع في ذلك الحين.)، وأميل لذلك الرأي ويوافق الرأي الثالث الذي يقول سجودها لا ندركه وليس كسجود الآدميين، والأصل السجود يمعنى الخضوع، وهو من الغيب المطلق لا نعرفه.
    ثالثًا : قوله صلى الله عليه وسلم (ويوشك أن تسجد فلا يقبل منها وتستأذن فلا يؤذن لها يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها)، فالحديث ههنا عن الساعة، وهو أن لا يؤذن للشمس فتطلع من مغربها.، وهذا يتم إن وقفت الأرض عن الدوران ثم عكست دورانها حول محورها.
    رابعًا : قوله (يقال لها ارجعي من حيث جئت فتطلع من مغربها)، وفي رواية أبي معاوية عن الأعمش قال (وكأنها قد قيل لها أطلعى من حيث غربت فتطلع من مغربها)، أي أنه وصف تمثيلي، فكلمة (وكأنها) تفيد التمثيل المجازى .. لا التوصيف الحقيقى .. لأن الرسول كان يخاطب الناس على قدر عقولهم وبالقدر الذى يستعبون به كلامه .. تماماً كما جاء فى الأثر عن على إبن أبى طالب: (حدّثوا الناس بما يعقلون .. أتحبون أن يُكذَّب اللهُ ورسولُه .. ؟!) .. وكما روى عن إبن مسعود رضى الله عنه أيضا: (ما أنت بمحدث قوماً حديثاً لا تبلغه عقولهم .. إلا كان لبعضهم فتنة) .. وورد أيضاً: (أمرنا معاشر الأنبياء أن نكلم الناس على قدر عقولهم) .. وبالجمع بين الروايتين: (وكأنها قد قيل لها أطلعى من حيث غربت .. فتطلع من مغربها) ..
    خامسًا : مستقر الشمس الذكور هو تحت العرش، فيقول الإمام البيهقى فى تفسير الآية: (أن أهل التفسير وأصحاب المعاني قالوا فيه قولين .. قال بعضهم : معناه أن الشمس تجرى لمستقر لها .. أي: (لأجل أجل لها .. وقدر قدر لها .. يعنى إنقطاع مدة بقاء العالم) .. وأما قوله (مستقرها تحت العرش) .. (فلا ينكر أن يكون لها إستقرار ما تحت العرش من حيث لا ندركه ولا نشاهده .. وإنما أخبر عن غيب فلا نكذب به ولا نكيفه .. لأن علمنا لا يحيط به) أهـ .. [الأسماء والصفات للبيهقى] ..
    أخى الكريم لا يجوز فى مذهب أهل السنة تأويل الكيفيات الغيبية ولكن نمرها كما جاءت،وطرق حديث الشمس تثبت سجودها وفى القرأن الكريم أن النجم والشجر يسجدان(يريد بالنجم كل ما نجم)فكل هذ نمرره كما جاء ولا نكيف فنقول على الله عزوجل بلا علم
    أما الشمس فإن الحديث يثبت جريها وحركتها وهو حق وصدق ولكن الذى أجتهدت أنا فيه أن لطلوع والغروب هو لبعض الشمس وليس كلها فهو لأشعتها القادمة للأرض وهذه تتحرك فعلا من الشمس للأرض
    فالشمس فى المفهوم العلمى ليست مجرد جرم بل هى طبقات كثيفة عميقة وحركة الشمس فى الحديث فيما أرى هى حركة المجموعة الشمسية كلها والله أعلم

  11. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عُبَيّدُ الّلهِ مشاهدة المشاركة
    أخى الكريم لا يجوز فى مذهب أهل السنة تأويل الكيفيات الغيبية ولكن نمرها كما جاءت،وطرق حديث الشمس تثبت سجودها وفى القرأن الكريم أن النجم والشجر يسجدان(يريد بالنجم كل ما نجم)فكل هذ نمرره كما جاء ولا نكيف فنقول على الله عزوجل بلا علم
    أما الشمس فإن الحديث يثبت جريها وحركتها وهو حق وصدق ولكن الذى أجتهدت أنا فيه أن لطلوع والغروب هو لبعض الشمس وليس كلها فهو لأشعتها القادمة للأرض وهذه تتحرك فعلا من الشمس للأرض
    فالشمس فى المفهوم العلمى ليست مجرد جرم بل هى طبقات كثيفة عميقة وحركة الشمس فى الحديث فيما أرى هى حركة المجموعة الشمسية كلها والله أعلم
    صراحة أوافقك الرأي ، اعتقد أن بالحديث غيب مطلق، ولا يمكننا تأويله بغير علم كي لا نكون نتأول على الله، سأتوقف هنا فاني اعتقدت بصحة ما قلت والله أعلم.
    جزاك الله خيرًا..

  12. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة hasanmajdy مشاهدة المشاركة
    صراحة أوافقك الرأي ، اعتقد أن بالحديث غيب مطلق، ولا يمكننا تأويله بغير علم كي لا نكون نتأول على الله، سأتوقف هنا فاني اعتقدت بصحة ما قلت والله أعلم.
    جزاك الله خيرًا..
    طلوع الشمس وغروبها لا يستلزم حركتها هى فلم يقل الحديث إن الشمس تتحرك لتطلع ولا تتحرك لتغرب ولكن الشمس تطلع فعلا بإرسال أشعتها وحرارتها فهى تطلع ببعضها وليس بكلها وهذه هى الشبهة والإلتباس الأول على الناس أنهم تصوروا طلوع الشمس فى القرأن والسنة طلوع الجرم الفضائى وهذا ما يرفضه العلم ويرفضه القرأن والسنة أيضا
    الشبهة الثانية هى تكييف السجود والسبب أن هؤلاء لم يدركوا أن هناك مصطلح شرعى خاص ومصطلح لغوى عام
    فالسجود كمصطلح شرعى خاص بالبشر معلوم الكيفية
    والسجود كمصطلع لغوى ربطه القرأن الكريم بكل الكائنات مختلف بإختلاف الكائن وغيبى الكيفية
    فالقضية يسيرة إن شاء الله تعالى على من يسره الله عليه وبارك الله تعالى فيك

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء