وكالة أنباء أراكان ANA: ترجمة الوكالة
حذرت الأمم المتحدة في بيان لها مؤخرا من تدهور ظروف المعيشة ومن اقتراب موسم الأمطار التي بدأت تلوح بوادره في الأفق وزيادة خطر الأمراض المنقولة عن طريق المياه القذرة في مخيمات النازحين المترامية الأطراف في غرب ميانمار حيث يعيش عشرات الآلاف من الناس.
وقالت الأمم المتحدة في أحدث تقرير لها إن أعددا متزايدة من نقاط المياه والمراحيض في مخيمات ولاية أراكان لا تعمل والتي تحوي بشكل أساسي على الروهنجيا المسلمين عديمي الجنسية .
وقد ورد في التقرير: "تتفاقم المشاكل الصحية بسبب التدهور العام في الوضع المائي والصرف الصحي والنظافة الصحية في المخيمات، مما يزيد من مخاطر الأمراض المنقولة عن طريق المياه ".
وقالت الأمم المتحدة : إنها قلقة أيضا على أكثر من 23000 شخص لا يمكنهم الحصول على سلع أو المياه الصحية الآمنة ويعتمدون على مساعدة يومية من جماعات الإغاثة .
وقد استأنفت أنشطة وكالات المعونة في أراكان في أواخر إبريل نيسان بعد توقف لمدة أربعة أسابيع بعد هجمات عنيفة من قبل العصابات الغوغائية القومية في أكياب(سيتوي)، عاصمة الولاية.
بدأت أعمال العنف بعد انتشار الشائعات حول تدنيس علم البوذية ، كما اعترض القوميون لفترة طويلة على تلقي الروهنجيا المساعدات الإنسانية.
تسببت الهجمات في 26-27 مارس آذار بأضرار واسعة النطاق و بمغادرة أكثر من 300 من عمال الإغاثة بشكل مؤقت ليُقطع بذلك شريان حياة مهم للروهنجيا الذين يعتمد الكثير منهم على وكالات المساعدات لتلبية احتياجاتهم الأساسية.
أسفر الصراع الديني في ميانمار ، بما في ذلك حادثتان كبيرتان في أراكان ، عن مقتل 240 شخصا على الأقل وتشريد أكثر من 140000 منذ يونيو حزيران 2012م، معظمهم من الروهنجيا ، الذين تعتبرهم ميانمار مهاجرين غير شرعيين والذين حسب وكالات المعونة، عانوا من الاضطهاد المستمر .
وقد وضع استمرار العنف مصداقية حكومة ميانمار الشبه مدنية والتي تولت الحكم بعد نصف قرن من الحكم العسكري على المحك لكنها حازت على الثناء من القوى الغربية بعد الشروع في تنفيذ برنامج الإصلاح الطامح.
الوفاة بسبب عدم توفر الرعاية الصحية
قالت الأمم المتحدة إنه يمكن أن تعود جماعات المعونة مرة أخرى بحلول نهاية نيسان ولكن بنسبة "أقل من 50 في المئة " من الموظفين الذين غادروا أكياب (سيتوي)بعد هجمات مارس آذار، وذلك أساسا بسبب عدم قدرتهم على العثور على سكن ومكاتب مناسبة.
و قد طلب القوميون من ملاك الأراضي بعدم تأجير منازلهم لوكالات الإغاثة حيث يقول عمال الإغاثة إنهم يواجهون التهديدات و الترهيب.
وترفض السلطات المحلية أن تسمح بالعمل مرة أخرى لاثنين من أكبر الجمعيات الخيرية التي تقدم الرعاية الصحية في ولاية أراكان قبل الهجمات – وهي منظمة ( أطباء بلا حدود هولندا (MSF -H ) الحائزة على جائزة نوبل ومنظمة مالتسر الدولية .
وكانت الحكومة قد طردت منظمة أطباء بلا حدود في بداية مارس آذار بعد أن قالت المؤسسة إنها عالجت ضحايا قرب موقع مذبحة لعديمي الجنسية الروهنجيا المسلمين في شمال أراكان بينما تنفي حكومة ميانمار علنا أي قتل في أي مكان .
وبالمقابل اتهمت موظفة من مالتسر بتدنيس العلم البوذي ، مما دفعهم إلى تنفيذ هجمات مارس آذار ، ولكن تم تبرئتها في وقت لاحق من قبل لجنة عينتها الحكومة للتحقيق في أعمال الشغب .
وقالت الأمم المتحدة في وقف عمل وكالات المعونة :"إن استمرار تعليق العمل له تأثير كبير في القطاع الصحي على وجه الخصوص، بالإضافة إلى قطاعات أخرى مثل المياه و الصرف الصحي والنظافة " .
وأضافت :" تقوم الحكومة المركزية بالعمل على حفاظ الخدمات الحيوية المستمرة لكن تلك الخدمات أقل بكثير من الخدمات التي كانت تقدم قبل الهجمات. "
وذكر التقرير أن الطاقم الطبي من وكالات المعونة كانوا يلبون حوالي 18000 مراجعة في الشهر في مخيمات النزوح والقرى حتى شباط فبراير ، ولكن انخفض هذا العدد إلى حوالي 6000 في ابريل نيسان .
كما انخفضت التحويلات الطبية الطارئة للناس في المخيمات إلى مستشفى أكياب (سيتوي) العام أيضا ، من متوسط قدره 45 مريضا في الشهر في العام السابق إلى 11 فقط في إبريل نيسان.
وقالت الأمم المتحدة :" ذكر النازحون في المخيمات أن عددا من الأشخاص لقوا حتفهم نتيجة عدم حصولهم على المساعدة الطبية في حالات الطوارئ. " وأضافت :"مع القيود الشديدة المفروضة على الحركة للناس في المخيمات ، فإن الإحالات الطبية في الوقت المناسب التي تيسرها المنظمات غير الحكومية الدولية هي شريان الحياة الوحيد للكثيرين. "
Bookmarks