النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: خاطرة : عقدة التنفير ...

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي خاطرة : عقدة التنفير ...

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    فأحسب أن هذا المقال سيعبر عما في صدر الكثير من الأخوة ، وهو صوت الحق حيث صار الصمت ذئباً أحمر ينهش في كبود الصادقين

    هو يتحدث عن نظرة ظالمة مستوردة لفئة غير قليلة من المجتمع ، ذنبها أنها آمنت بالله ورسوله وأحبت للناس السعادة الأبدية

    الشاب المتدين يا سادة ، شاب قرر أن يلقي بركام الشهوات في أقرب قمامة وأن يطهر قلبه وأخلاقه من كل ما يعلم أنه يغضب الله عز وجل ، هذا هدفه وليس من شرطه أن يصيب الأمر بحذافيره ولكن حسبه أنه يحاول ويصيب ما استطاع أن يصيب فقد خفف عنه ربه وقال ( لا يكلف الله نفساً إلا وسعها ) وقال نبيه ( ما أمرتكم به فأتوا منه ما استطعتم )

    وإنه والحال هذه يجد لهذا الأمر لذة عاجلة وسمو في روحه ، مع ما تؤمل نفسه من اللذة الآجلة ، يرغب أن يشركه الناس جميعاً في هذا فيحصل منه ما يسمى ب( الدعوة )

    ومع علمه أن جنة الخلد لا تنال بالجري وراء الشهوات ، والاستسلام لها جار للهلاك يحرص على تحذير الناس من المعاصي والشرك والبدع

    ويصحب هذا أحياناً حماس الشباب فتقع ممارسات غير محمودة يهذبها العلم لاحقاً وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم لبعض الصحابة ( إن منكم لمنفرين )

    ولكن الإشكال أن ذكر ( التنفير ) والمطالبة بعدم تنفير الناس صار فزاعة تستخدم بشكل مستمر لفرض خطاب تمييعي لا طعم له ولا لون ، فحقيقة الدعوة للدين أنك تدعو الناس للنجاة من النار والفوز بالجنة والأنس بحب الرحمن في الدنيا والآخرة ، ومثل هذا من الطبيعي أن يقترن بالدعوة له الحماس

    وليعلم أن كثيراً من الشباب إنما اتجه للتدين لاحقاً ويكون قد حمل معه من حياته الأولى حمالات عدة من أخلاقه القديمة ، فمنهم من هو لين في طبعه ومنهم من هو شديد في طبعه

    ومع الأسف بعد التدين كل واحد من الطرفين يلجأ إلى اختزال النصوص التي تؤيد مسلكه الذي يفضله ويميل إليه طبعاً والإعراض عما يعارضها

    والحق أن الشدة في وقتها محمودة واللين في وقته محمود ، نعم الأصل في دعوة العصاة والمذنبين اللين إلا المجاهرين

    فهناك فرق بين أن ترى شخصاً يسترق النظر إلى النساء ، وبين أن ترى شخصاً يتحرش بهن وبين أن ترى شخصاً يزني

    وفرق بين أن ترى شخصاً يفلت لسانه بغيبة إنسان، وبين أن ترى شخصاً يفتري الكذب على الآخر

    بعض الذنوب والبلايا الإنكار الضعيف عليها يقويها ، وحتى في النقاشات العلمية هناك فرق بين شخص تأول بعض نصوص أهل العلم أو استشكل وبين شخص يبتر أو يسب ويشتم ويفتري

    ووضع جميع هؤلاء في قالب واحد هو الظلم بعينه إذ أن التسوية بين المتفرقات هو عين الظلم

    وهذا أبو بكر الصديق كان ليناً من ألين الصحابة ولكن لما اقتضى الأمر كان شديداً قوياً

    وقد قال عمر بن الخطاب :" مَا يَصْلُحُ لِهَذَا الْأَمْرِ إِلَّا الْقَوِيُّ فِي غَيْرِ عُنْفٍ، اللَّيِّنُ فِي غَيْرِ ضَعْفٍ، الْجَوَادُ فِي غَيْرِ سَرَفٍ، الْمُمْسِكُ فِي غَيْرِ بُخْلٍ"

    والذي أريد قوله أن الصورة التي يرسمها الإعلام للمتدين المتشدد لا حقيقة لها في غالب أحوالهم

    وأنه حتى في حال حصول الشدة غير المحمودة فإن ذلك يكون له دوافع منها الصدمة من شدة مناقضة حال المجتمع لما ينبغي أن يكون عليه الإسلام ، ومنها الحماس المفرط وضعف العلم الشرعي أو صغر السن أو طبع في الشخص نفسه ورثه عن عائلته أو اكتسبه في شبابه


    ومثل هؤلاء لا ينبغي الإغلاظ عليهم أكثر من الفاسق نفسه فكثير منهم شباب بحاجة إلى الدعوة فكثير من الناس بحجة ( لا تنفروا من الدين ) نفر الدعاة من الدعوة وصار يغلظ على الشاب الذي أراد الخير أكثر من إغلاظه على الفاسق مهما كان مجاهراً

    وتحت ( عقدة التنفير من الدين ) يصنف كل بلاء في الدنيا وكفر وإلحاد وكأن لا يوجد في الدنيا هوى ولا شيطان بل كل الناس يحبون الحق ويريدونه وإنما ينفرهم المتدينون ! ، وهذا الذي يحاكم ديناً كاملاً بسبب ممارسات أفراده لا يقبل أن تحاكم قبيلته أو دولته بهذه الطريقة ، وخصوصاً وأن من المتدينين الآخرين من يدين تصرف هذا الشخص

    وهذا خالد بن الوليد مع وفور عقله وقوة حنكته السياسية صدر منه ما جعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول ( اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد ) ، ولكنه بعد معرفته بخطئه ورجوعه كانت له مكانته ولم يجز محاسبة أهل الدين بزلته

    نعم هناك من ينفر ولكن تم توسيع دائرة مفهوم التنفير ليبرالياً حتى صارت تشمل ممارسات طبيعية جداً في الإسلام وحتى صارت تشمل كثيراً من صور الدعوة ، وصاروا يتحدثون عن أن الدعاة يملأون رؤوس الأطفال بقصص عذاب القبر وجهنم

    وهذا في الواقع لا حقيقة له فإن خير طريقة للوعظ طريقة القرآن وفيها الجمع بين الترغيب والترهيب وعذاب القبر مقترن بنعيم القبر

    وكردة فعل من بعض الدعاة صار طرحه تمييعي تماماً وصار بعضهم لا تفارق الابتسامة وجهه مهما كان الموضوع الذي يتكلم فيها لا يناسب الابتسام ، وحتى ظهر في الدعاة من امتهن الدعابة والتهريج

    وهذا كله ردة فعل من (عقدة التنفير )

    وقال بعض السلف ان الفقيه من لم يقنط الناس من رحمة الله ولم يؤمنهم مكر الله ولم يدع القرآن رغبة عنه إلى ماسواه

    والواقع أن هروب بعض الناس من عقدة التنفير أوقعهم في النقيض من ذلك وهو التأمين من مكر الله عز وجل ومن عقوبته

    والموضوع ذو شجون ولعلي أكمله لاحقاً فهو محض خاطرة أو نفثة مصدور والآن أصابني النعاس وأحتاج إلى النوم وجزاكم الله خيراً

  2. #2

    افتراضي

    موضوع هام جاء في وقته المناسب
    يجب تخصيص المزيد من المواضيع حول قضية النظرة التي ينقلها الاعلام عن الشخص المتدين

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    http://www.binbaz.org.sa/mat/20123

    أخونا يسأل عن قول الحق تبارك وتعالى: أَفَأَمِنُوا مَكْرَ اللَّهِ فَلا يَأْمَنُ مَكْرَ اللَّهِ إِلَّا الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ[الأعراف:99]؟

    على ظاهرها أَفَأَمِنُواْ مَكْرَ اللّهِ فَلاَ يَأْمَنُ مَكْرَ اللّهِ إِلاَّ الْقَوْمُ الْخَاسِرُونَ المقصود من هذا التحذير من مكر الله- سبحانه وتعالى-, ومكر الله كونه يملي لهم, ويستدرجهم بالنعم والخيرات وهم مقيمون على معاصيه وعلى خلاف أمره, فهم جديرون بأن يأخذوا على غرة, ويعاقبون على غرة بسبب غفلتهم عن الله, وإقامتهم على معاصيه, وأمنهم من عقابه وغضبه, فالمعنى احذروا ذلك المعنى احذروا هذا الأمن وابتعدوا عنه, فالأمن من مكر الله خطر عظيم, والقنوط من رحمة الله خطرٌ عظيم، فالواجب أن لا يقنط ولا يأمن، من يكون المؤمن في سيره إلى الله بين الخوف والرجاء، فلا يقنط وييئس، ولا يأمن مكر الله وعقوبته، ويخرج البطالة والمعاصي، ولكن يجب أن يكون بين ذلك، يسير إلى الله في هذه الدار ويعمل في هذه الدار بين الخوف والرجاء، فيذكر عظمته وشدة عقابه لمن خالف أمره فيخافه، ويخشاه سبحانه وتعالى، ويذكر عظيم رحمته وحلمه وعظيم جوده وكرمه فيرجوا إحسانه سبحانه وتعالى، ويرجوا كرمه وجوده، فهو بين هذا وهذا، بين الخوف والرجاء حتى يلقى ربه سبحانه، أما الآمن الغافل المعرض الذي لا يخش الله، ولا يخش عقابه، بل هو ساهٍ لاهٍ في معاصيه وغفلاته فهذا على خطر أن يؤخذ على غرة، فيخسر الدنيا والآخرة نعوذ بالله. يعني على خطر يؤخذ على معاصيه وعلى غير توبة، فيخسر الدنيا والآخرة، ويبوء بالنار والعذاب الأليم نعوذ بالله من ذلك، نسأل الله السلامة. سماحة الشيخ في ختام...

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء