وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
ليعلم أولاً أنه لا أمد لطلب العلم والإنسان يبقى يطلب العلم من المهد إلى اللحد ، والإيمان لا حد أقصى لزيادته بل يزيد أبداً
وهذا نبي الله موسى على جلالة قدره يذهب ويتعلم عند الخضر
الكتب المصنفة في العقيدة منها ما هو شامل ومنها ما هو متخصص ، ومنها ما طابعه تقريري استدلالي ومنها ما طابعه المناقشة
ولأن كل زمان تظهر فيه من البدع ما لم يظهر في الأزمنة السابقة تختلف الكتب في طريقة التصنيف ولكنها يكون مضمونها واحداً
ولنبدأ الآن مع كتب العقيدة المختصرة والتي تشمل معظم مواضيع العقيدة المتركزة في أصول الإيمان الستة وتفاصيلها وما فارق به أهل السنة عامة أهل الأهواء
فمن ذلك أصول السنة للإمام أحمد وأصول السنة للحميدي وعقيدة حرب الكرماني وشرح السنة للبربهاري وعقيدة الرازيين واعتقاد قتيبة بن سعيد والإبانة الصغرى لابن بطة وعلى هذا النسق العقيدة الواسطية لابن تيمية ولمعة الاعتقاد لابن قدامة ، على أن الواسطية فيها استدلالات كثيرة
وتتميز هذه العقائد بأنها تلخص عقيدة الإسلام عقيدة أهل السنة والجماعة في أوراق يسيرة يستطيع النظر فيها والقراءة كل من يحسن القراءة ولا يشترط أن يكون نهماً في القراءة وتجعل عنده أسس يبني عليها عند حصول الإشكال عنده فيما بعد
وهذه العقائد تضع لك خلاصات نصوص الكتاب والسنة وإجماعات علماء الإسلام
وهذه الكتب المختصرة ينفر عنها بعض الناس بدعوى أنها غير عصرية ، وأن التحديات العصرية مختلفة اليوم وأنه ظهرت أفكار جديدة يجب مناقشتها
وهذا الاعتراض منتقض بأن أفكار الجهمية والمعتزلة والخوارج والرافضة لا زالت في الأمة وهي تجذب أكثر مما تجذب بعض المباديء الهدامة ، فالإباضية والزيدية والإمامية كلهم يقولون بقول الجهمية الأولى في مسألة الرؤية وخلق القرآن ، وهذا هو حقيقة مقالة متأخري الأشاعرة والماتردية
ثم إن هذه المتون تبين المنهجية العامة التي ينجو بها المسلم من الفتن ، وما ظهرت الضلالات العصرية الكبرى إلا في مجتمعات فشت فيها البدعة والخرافة أولاً ( هذا في الغالب )
وهناك كتب تقريرية واسعة هي بمنزلة الشرح لتلك الكتب كالسنة لعبد الله بن أحمد والسنة للخلال والشريعة للآجري والإبانة الكبرى لابن بطة والحجة في بيان المحجة ( على مآخذ عليه ) والسنة للالكائي
وهذه الكتب ينفر بعض الناس منها بحجة أن فيها أحاديث ضعيفة واسرائيليات ومنامات وأقوال لأناس ليسوا معصومين
وهذا يجاب عليه بأن العلماء إذا أوردوا الصحيح المقبول فإنهم يستأنسون بمثل هذه الأمور التي لم يتحقق بطلانها وقد قال النبي ( حدثوا عن بني إسرائيل ولا حرج ) واستأنس برؤيا بعذ الصحابة في أمر ليلة القدر وهذا من باب الاستئناس لا الاعتماد الكلي
وأما أقوال غير المعصومين فإنما يستدل بها باعتبار اجتماعها وأنها صارت إجماعاً وقد دلت النصوص أن الأمة لا تجمع على ضلالة
وهناك كتب متخصصة بالرد على بعض الفرق كالرد على الجهمية للدارمي والرد على المريسي له أيضاً ، وككتاب التوحيد لابن مندة والرد على الجهمية له وكتاب الإيمان لأبي عبيد القاسم بن سلام والإيمان لابن أبي شيبة والقدر للفريابي وخلق أفعال العباد للبخاري
وهذه الكتب ينفر عنها بعض الناس بحجة أنها فيها شدة
والواقع أن هذه ميزة فيها فمناقشة المسائل العقدية تنبغي أن تكون بنوع من القوة والظهور وما يظهر عزة الحق ، وهؤلاء أناس يحاكمون السلف لقيم عصرية ظهرت قبل سنين معدودة على أن المردود عليهم هم أيضاً شديدون ، وهؤلاء ما اشتدوا إلا غضباً لله عز وجل لا لأنفسهم
وأما بالنسبة لابن تيمية وابن القيم فخذي هذا التقسيم الموضوعي
فيما يتعلق بمسألة وجود الله عز وجل فليعلم أن عامة الناس متفقون على إثبات وجوده إلا شرذمة قليلون ولكن اختلفوا في طريقة الإثبات اختلافاً انعكس على تصورهم عن الذات الإلهية ومناقشة ذلك وبيانه
يأتي في نقض المنطق ودرء التعارض من كتب ابن تيمية والصواعق المرسلة ومفتاح دار السعادة لابن القيم
وأما مسألة إثبات النبوة ففي النبوات وشرح الأصبهانية في الجزء الأخير منها والجواب الصحيح من كتب ابن تيمية ، وهداية الحيارى والصواعق المرسلة من كتب ابن القيم
وفي باب الحكمة والتعليل يوجد شفاء العليل لابن القيم ومفتاح دار السعادة
وفي باب التصوف ومحدثاته لا يعلى على الاستقامة لابن تيمية
وفي باب التشبه بالكفار وأثره على الأمة يوجد ( اقتضاء الصراط المستقيم )
وفي باب الصحابة يوجد ( منهاج السنة ) وفي مقدمته كلام عظيم جداً في باب القدر والإشكالات التي فيه
وفي باب الإيمان يوجد الإيمان الكبير لابن تيمية ، وفي باب المنهجية الفقهية الصحيحة يوجد القواعد النورانية لابن تيمية وإعلام الموقعين لابن القيم
وأما في باب توحيد الألوهية فالاستغاثة والرد عى الأخنائي والجواب الباهر وقاعدة جليلة واقتضاء الصراط كلها لابن تيمية ، وإغاثة اللهفان لتلميذه ابن القيم
وكثير من المعاصرين مع عظيم عنايتهم بكتب الرجلين لم يحيطوا بما عندهم من العلم لأنهم واسعون جداً ، وهناك العديد من الأبواب التي نجد فيها كلاماً للسلف وإن لم يدركوا الفرق التي جاءت بهذه المقالات فلو قرأت مقدمة الرسالة للشافعي لن يبقى عندك أدنى شبهة بضلال مذهب منكري السنة
وهناك كتاب نافع جداً اسمه ( تأويل مختلف الحديث ) لابن قتيبة رد فيه على طعونات أهل الرأي وأهل الاعتزال في أهل الحديث
وبالنسبة لك أرى من المناسب جداً النظر في طريق الهجرتين لابن القيم ومفتاح دار السعادة وشفاء العليل ، والجواب الصحيح لابن تيمية
وأما مدارج السالكين فهذا رحلة روح إلى جنة الدنيا
Bookmarks