Abo Hob
22...
نبدأ على بركة الله فأقول :
بالنسبة للنقطة الأولى :
قد رددت عليها من قبل ووضحت أن القرآن والإسلام والنبي يحثون على العلم الديني ويأخذون به ...
وعلى ذلك نبدأ بالنقطة الثانية :
-------------------
الثانية :
استغلالها لذم العلماء للفلسفة والمنطق (من غير أن توضح مقصودهم) ..
أقول :
من كمال الشرع في الإسلام : أنه يتعمد معرفة مقصود الأسماء ولا يأخذها بإطلاقها .. يعني مثلا لو كان في بلد ما يصفون أبناء الرجل وبناته بكلمة (أولاد) فيقولون مثلا : أولاد فلان .. فهذا يختلف عن مكان آخر لا يقول الناس فيه وصف (أولاد) إلا للأبناء البنين فقط .. وعلى هذا :
فلو قال رجل في وصيته مثلا : أوصي لأولاد فلان بكذا وكذا :
فيتم معرفة مقصوده من كلمة (أولاد) هذه ..
طيب ..
عندما يصور لنا الملاحدة وأهل البدع أن الفلسفة والمنطق = التفكير والعقل .. ثم يعرضوا لنا أقوالا مقتطعة - بجهل أو عمد وسوء نية - لأكابر علماء الإسلام وهم يحذرون من تعلم الفلسفة أو المنطق :
فها هنا يتوقف العاقل والفاهم للإسلام ليسأل :
ماذا قصد العلماء هنا بالفلسفة والمنطق المذمومين ؟؟..
وذلك سؤال طبيعي لكل من شم رائحة الإسلام وعرف مدى حرصه على العلم والتعلم ورفع الجهل والحث على استخدام العقل والتفكير والتدبر وذم التقليد !
والجواب :
أن الفلسفة والمنطق المذمومين من أكابر علماء الإسلام : هما الفلسفة والمنطق الصادرين عن الكفر والإلحاد : والذين يخوضون بالعقل القاصر وقواعدهم المغلوطة التي تختلف من أحدهم إلى الآخر في الغيبيات وفي الإلهيات وفي ذات الله تعالى التي ليس كمثلها شيء :
فيتقولون على الله من وحي افتراض وخيال موهوم وعلى الرسل والأنبياء ويوجبون على الله ما ليس بواجب وينفون عنه ما ليس بمنفي !!.. وعلى رأسهم الفلسفة والمنطق اليوناني الوثني القديم وفي مقدمته أرسطو وغيره ..
وقد ذكرت لكم من قبل كيف كان مثال هذه الفلسفة والمنطق في إعطاء مقدمات لا صحة عليها : ثم يوجبون أشياء هي ليست بواجبة على الحقيقة !!!.. مثلما نظر أرسطو مثلا لقوة الرجل وضعف المرأة فقال أن أسنان الرجل ولابد : أكثر من أسنان المرأة !!!..
هكذا وبغير تثبت ولم يكلف نفسه حتى بعدها !!..
إذن .. مثل هذه الفلسفات والمنطق التي تعتمد على عقول قاصرة أو مريضة أحيانا أو حتى مخبولة - حيث وصل الحال ببعضهم لإنكار وجود نفسه والشك في ذلك ! - أقول :
كل هذه تعطينا انطباعات عما ذمه أكابر علماء الإسلام للفلسفة والمنطق في عصورهم : والتي انتقلت إلى بلاد الإسلام مع نشاط حركوة الترجمة عن اليونان في القرنين الثاني والثالث الهجري ..
وخصوصا عندما تخوض هذه الفلسفة والمنطق في الغيب والإلهيات التي لا مجال للتصور فيها وإنما التعقل فقط ! فخاضوا في ذات الله بغير علم ولا هدى : وتقولوا عليه الأقاويل وكيف يخلق وكيف كان و و و و إلخ : في حين أن كلهم كاذبون ومتخرصون : إذ لم يحضر أحدهم أي شيء من ذلك الذي لا يمكن معرفة أي شيء منه إلا بوحي مباشر من الله !
وبما أن الزميلة نقلت عن ابن تيمية كثيرا : فأحب أن أنقل لها عنه الكلام التالي : وكيف أن الإسلام بالفعل يحترم العقل والتفكير القويم ويجعله مقام التكليف وشرطه !!.. ولكنه ليس ذاك العقل المخلوط بضلالات الفلسفة والتمنطق !
يقول في الفتاوى 3/338 :
"العقل شرط في معرفة العلوم وكمال وصلاح الأعمال وبه يكمل العلم والعمل .. لكنه ليس مستقلاً بذلك .. فإن اتصل بــه نور الايمان والقرآن : كان كنــور العين اذا اتصل به نور الشمس والنار .. وإن انفرد بنفسه : لم يبصر الأمور التي يعجز وحــده عن دركها .. وإن عزل بالكلــية كانت الأقوال والأفعال مـع عدمه أموراً حيوانية بالأحوال الحاصلة مــع عدم العـقل ناقصة والأقوال المخالفة للعقل باطلة .. والرسل جاءت بما يعجز العقل عن دركه : لم تأت بما يعلم بالعقل امتناعه "
يشير رحمه الله بفرق التصور عن التعقل ..
وفرق المستحيل الفيزيائي عن المستحيل العقلي ..
ويقول أيضا في كتاب الاستقامة 2/175 :
"فليس فـي كتاب الله ولا سنّة رسوله صلى الله عليه وسلم مدح وحمد لعدم العقل والتمييز والعلم !!! بل قد مدح الله العلم والعقل والفقه في غير موضع : وذم عدم ذلك في مواضع "
يتبع ...
------
Abo Hob
23...
إذن .. ورغم أهمية الكثير من القواعد المنطقية في علم المنطق لاستنباط الأحكام وطرق التفكير والرد إلخ : إلا أنه قد ظل مذموما منذ دخوله إلى العالم الإسلامي مختلطا بالفلسفات الباطلة التي لم يهتم أكثر المشتغلين به للأسف وقتها بتنقيح الوارد منها من الشرق والغرب (المجوس واليونان وغيرهم) .. حيث انصب أكثر جهد هؤلاء لكتابة الشروحات على هذه التأليفات الفلسفية الوثنية : وهم يرون فيها الإكبار والتعظيم : حتى مع ما حوته من كفريات ظاهرة !!..
وعلى هذا فقد سقط في دوامتها - حتى ولو بحسن نية وهو يريد الرد على كفرة الفلاسفة - : عدد كبير من المتصوفة والمعتزلة والأشاعرة للأسف !!!.. وقد اشتهر ذلك قديما بينهم باسم (علم الكلام) .. وهو ما ذمه العلماء المتقدمون ورأوا أنه في أفضل أحواله لا يعدو كونه مضيعة للوقت لإثبات ما هو معروف أو نفي ما هو منفي أصلا !!!.. والتكلف في كل ذلك بصعوبات وتقعرات وتشدقات : الإنسان القويم السوي في غنى عنها جميعا !!..
أو كما وصفها ابن تيمية رحمه الله تعالى على من قال بوجوب تعلم الفلسفة والمنطق على طريقة المتكلمين :
" ومن المعلوم أن القول بوجوبه : قول غلاته وجُهال أصحابه !!.. ونفس الحذاق منهم لا يلتزمون قوانينه كل علومهم !!.. بل يعرضون عنها : إما لطولها .. وإما لعدم فائدتها .. وإما لفسادها .. وإما لعدم تميزها ومافيها من الاجمال والاشتباه !! فإن فيه مواضيع كثيرة هي لحم جمل غث : على رأس جبل وعر : لاسهل فيرتقى : ولا سمين فينتقى " !!..
حيث بدلا من أن يقف العقل عند حدوده مع الغيب الذي تنقطع دونه حواس الإنسان ولا يمكن تصوره بتلك الحواس التي لا تعرف إلا ما رأت وعاينت :
فقد تقحموا ذلك الغيب والتقول فيه على الله بغير علم !!!..
< ونحن نعلم أن شرط صدق الغيب أن يكون معقولا : أي تقبله العقل في الإمكان : لا أن يكون متصورا : لأن التصور محصور في إمكانات حواس الإنسان المحدودة >
وبدلا من أن يقفوا مع تقريرات القرآن والسنة في ذات الله تعالى وصفاته التي لا سبيل إليها إلا بالوحي : خاضوا في كل ذلك بآرائهم وعقولهم المتفاوتة القاصرة حتى ضلوا وأضلوا كثيرا مثل الفارابي وابن سينا وغيرهم : مما نسبوا إلى ذات الله تعالى من الصفات ما يفتح للملاحدة ألف باب لمحاججتهم في الله حسب تصورهم ! فأضروا أكثر مما نفعوا في باب الفلسفة والمنطق بهذه الصورة !!.. أو كما قال ابن تيمية رحمه الله في "الحموية" 20 :
"لا للاسلام نصروا !!! ولا للفلاسفة كسروا " !!..
وقال في علم الكلام الإمام الشافعي رحمه الله :
" لأن يبتلى العبد بكل ما نهى الله عنه سوى الشرك : خير له من علم الكلام " نقله عنه البيهقي في "آداب الشافعي" ..
ومثل قول الإمام أحمد رحمه الله :
" لا يفلح صاحب كلام أبدا !! علماء الكلام زنادقة " نقله ابن الجوزي في كتابه تلبيس إبليس ..
إذن - وكخلاصة لهذه النقطة - :
الإسلام لم يعادي الفلسفة والمنطق إلا الممتزجين بخرافات العقول وأباطيل التفكيرات !!.. وأما المنطق العقلي العادي : فالإسلام يشجعه ويأخذ به ويحث عليه من ضمن حثه على العلم والتعلم والتفكير والتدبر .. بل هذا شيخ الإسلام نفسه رحمه الله وبقدر ما ذم الفلسفة والمنطق بصورتهما الباطلة كما قلنا : إلا أنه يحث على الاستفادة من أصول المنطق العقلي السليمة في المحاورات والجدالات والمناظرات ..
حتى أنه يقول في "الصفدية" عاتبا على هؤلاء :
"إن أحدهم يحتج بكل ما يجده من الأدلة السمعية وإن كان ضعيف المتن والدلالة : ويدع ما هو أقوى وأبين من الأدلة العقلية !!! إما لعدم علمه بها .. وإما لنفوره عنها .. وإما لغير ذلك " ...
ولعله من أشهر من كتبوا لإثبات عدم تعارض النقل الصحيح مع العقل الصحيح : هو ابن تيمية رحمه الله - ووهو أشهر من رد على المتكلمة والمبتدعة على الإطلاق وأوقف عمره كله لذلك - وهذا في كتابه الشهير :
" درء تعارض العقل والنقل " ...
وهو من الفئة القليلة التي اطلعت على كتابات القوم الفلاسفة والمتمنطقة وأهل الكلام : فرد عليهم وبين نقاط ضعفهم وأصول ضلالاتهم ..
وهكذا - وبعد ما أوضحته من تبيان لكل قاريء - :
نستطيع أن نفهم دوافع كل رأي لعلماء الأمة الكبار عندما نقرأ أن هناك من :
1- قال بتحريم تعلم الفلسفة والمنطق (يعني في صورتهم الباطلة الكفرية)
2- قال بأنه يجوز على الكفاية لمن أراد أن يتصدى لهم ويفضح أباطيلهم ..
وأكتفي بهذا القدر الليلة ..
على أن نستكمل من الغد باقي النقاط الأثني عشرة بإذن الله تعالى ..
يتبع ...
------
Abo Hob
24...
النقطة الثالثة :
استغلالها لذم العلماء للكيمياء (أيضا من غير أن توضح مقصودهم) ..
أقول :
وهذه النقطة للزميلة فيها نفس التلاعب والخداع - هذا إذا كانت تفهم ما تفعل - والذي نقلته عن علماء الإسلام من قبل عندما أرادت التدليس عليهم بأنهم ضد علوم الفلك وحساباته واكتشافاته !!!..
وعلى هذا : فكما ذكرت هي بنفسها - من فرط ذكائها - ما فضح تدليسها وكذبها بأن علماء الإسلام لا يحرمون من الأشياء إلا ما هو ضار : وأما النافع فيجيزونه لأن هذا هو أصل القرآن والإسلام والسنة :
فنقلت بنفسها مثلا كلام ابن رجب :
"فعلم تأثير النجوم محرم، والعمل بمقتضاه كالتقرب إلى النجوم وتقريب القرابين لها كفر، وأما علم التسيير فإذا تعلم منه ما يحتاج إليه للاهتداء ومعرفته القبلة والطريق كان جائزاً عند الجمهور "
ونقلت بنفسها كلام ابن تيمية :
"إن النجوم نوعان، حساب وأحكام، فأما الحساب؛ فهو معرفة أقدار الأفلاك والكواكب، وصفاته ومقادير حركاتها وما يتبع ذلك، فهذا في الأصل علم صحيح لا ريب فيه كمعرفة الأرض وصنعتها ونحو ذلك "
وبذلك تبين لنا أن علماء الإسلام هم من أذكى وأزكى وأطهر العلماء في فكرهم الديني والدنيوي معا : ولا يحرمون الشيء أو يحذرون منه إلا إذا غلب باطله ورجحت كفة أضراره عن نفعه !!!..
ومن هنا كان تحذير العلماء قديما من بعض علوم السحر والشعوذة والسيمياء والخيمياء : والتي بدأت في التسلل كذلك إلى بلاد الإسلام ....
بل وفي حين ينقسم السحر إلى حقيقي - بفعل الجن والشياطين - وتخيلي : فإن هناك من الخدع الكيميائية أو خفة اليد والحركة ما يطلق عليه الناس أيضا وصف السحر : لعدم معرفتهم تفسيره ...
فكل ما دق وخفي أمره كان سحرا .. ومنه وقت السحر آخر الليل لأنه أظلمه ..
ولذلك نرى بعض خدع خفة اليد والحركة تعتمد في الأصل على معرفة كيميائية لا أكثر !!..
فمثلا عندما يقول لك أحدهم : سوف أشعل السيجارة أو الورقة بواسطة الماء لا النار !!.. ثم يفعل ذلك بالفعل أمام الجمهور : فاعلم أنه قد وضع على طرف السيجارة أو الورقة مادة تشتعل عند ملامستها للماء مثل مسحوق الصوديوم مثلا ! وكذلك قد يقول لك أحدهم وهو يمسك كوبا من البلاستيك غير الشفاف : أنه سوف يضع فيه بعض الماء أمامك : ثم يقلب فتحته لأسفل : ولن ينزل الماء منه !!.. فاعلم ساعتها أيضا أنه قد حشر مادة ماصة للماء بقوة مثل الاسفنج في قعر الكوب ... وهكذا ..
أو من يريك احتراق مادة الزئبق الأحمر الغريب ويقول لك أنه جان أو كائن خرافي أو حتى حجر من المريخ وكما في المقطع الفيديو التالي :
والسؤال الآن : هل كان العلماء بعيدون حقا عن الكيمياء ويحرمونها إلخ إلخ كما ادعت الزميلة كذبا وزورا ؟
الجواب : أن المتأمل في كل حضارات العالم - وليس العرب فقط - بل وإلى أصغر قبيلة متخلفة : يجدهم يستعملون العديد من مواد الطبيعة في مختلف حاجاتهم من زراعة وتصنيع مواد وحفظها وفي العلاج ونحوه !!..
فكيف على ضوء ذلك نصدق كلام الزميلة الأغرب من الخيال (ألم أقل لكم أنها ظنت أنها في نزهة ستضحك فيها على الأطفال كما تفعل في صفحتها التي لو رد المسلمون عليها لهلهلوها لها ونسفوها نسفا
فهذا رسول الله صلى الله عليه وسلم قد ذكر الكثير من المواد والعلاجات وحذر من بعضها أيضا .. ويمكن الرجوع في ذلك إلى كتاب (الطب النبوي) والمأخوذ من كتاب (زاد المعاد في هدي خير العباد) لابن القيم رحمه الله ..
وأما ابن تيمية نفسه الذي يغري كل سفيه من الملاحدة واللادينيين والنصارى لمهاجمة الإسلام عن طريقه : فها هو يكشف خدعة الصوفية الرفاعية الذين خدعوا العوام والبسطاء والأمراء في مصر بأنهم يدخلون بكرامات الصوفية النار : ثم يخرجون منها ولم يحترقوا !!..
حيث عرف شيخ الإسلام أنهم كانوا يدهنون أنفسهم بـ (دهن الضفادع .. وباطن قشر النارنج .. وحجر الطلق) قبل الدخول في النار : فتحداهم أمام الجميع أن يدخل معهم بنفسه إلى النار ولكن بشرط : أن يدهنوا أنفسهم معه بـ (الخل والماء الحار) !!.. ولمن أراد التفاصيل فعليه بفتاوى ابن تيمية ج 11ص 459 – 460 - 465 - 466 ..
فشيخ الإسلام مثلا رحمه الله : كان على اطلاع كبير بعلم الفلك ومدارات الأفلاك وكلام الأولين والسابقين له فيها عجما وعربا : وعلى اطلاع بحيل السحرة والكهنة والأولياء الكذبة من كل ملة ودين التي يخدعون بها العوام والبسطاء : وكل من قرأ رسالاته أو فتاويه يعرف ذلك بأقل جهد ..
ولكن الزميلة أبعد ما يكون عن ذلك طبعا
يتبع ....
-------
Abo Hob
25...
النقطة الرابعة :
استغلالها لضعف التأريخ لجابر بن حيان وتشكيك بعض العلماء في وجوده ..
أقول ..
يجب قبل توضيح تلك النقطة أولا : أن نستحضر - ويستحضر كل جاهل بالتاريخ - كيف كان يتم إثبات وجود شخص من عدمه : وخصوصا إذا كان له أقوال أو كتب أو أشعار ..
وأسأل : هل الناس زمان كان عندهم نظام تسجيل حديث في الكمبيوترات والحواسيب والملفات والدفاتر واسطوانات الليزر والإنترنت والشبكات وعم جوجل ؟؟
الإجابة - ورغم وجود أنظمة بدائية للإحصاء - : لا ..
وإنما كان يوجد كتبة تأريخ ..
فكان الكاتب منهم يتعهد ببلدة أو ناحية شهيرة مثلا : فيتولى تأريخ أو ترجمة حياة من فيها ومن كان بها ومن عاش بها .. والتعريف به وبمن قابل وعلى يد من تعلم أو على من ألقى دروسه إلخ .. ولاسيما مع من تهم روايته أو مكانته أو دوره في الدين أو السياسة ..
ولعل من أشهر من اعتنى بمثل تلك الكتابات (التأريخ أو السير أو التراجم) : هم المسلمون وخاصة بعد ظهور الحاجة لتدوين أحاديث النبي صلى الله عليه وسلم وسنته لحفظها من التحريف والكذب عليها من اليهود والفسقة والمنافقين وغيرهم من الزنادقة والمبتدعة ..
وبذلك ظهر (علم الحديث) كعلم قائم بذاته يدرس روايات الأقوال وسندها وصحته .. وله ضوابط كثيرة حتى نستطيع وصف المقولة بالصحيح أو الحسن أو الضعيف أو الموضوع أو المنكر إلخ ..
والسؤال :
هل كل كتب التأريخ والسير والتراجم هي كذلك ؟
أقول :
لا .. بل تتفاوت بين أقوال منسوبة إلى أناس بغير سند !!.. وبين أسانيد ضعيفة أو روايات واضحة الوضع أو مكذوبة .. مثل كتاب تاريخ الطبري أو تاريخ بغداد أو الشام إلخ .. ففيها صحيح وفيها ضعيف وموضوع وكذب ..
فإذا فهمنا ذلك : عرفنا لماذا كان علماء السلف صرحاء في القول بالتشكيك فيمن لم تصلهم عنه أخبار موثقة عن وجوده كشخص أو عن كتب له بعينها أو حتى أشعار له بعينها : وخاصة بين المشاهير الذين اشتهرت أسماؤهم بين الناس ..
إذ لاحظوا - من جديد - أننا نتحدث عن عصور كانت الكتب فيها تكتب يدويا في مخطوطات ثم يتم نسخها : وليس هناك حقوق طبع ولا نشر ولا تسجيل في هيئات الكتب ولا المخترعات ولا الإنترنت الذي في دقيقة واحدة بالبحث في جوجل أو غيره تستطيع الوصول لأسماء المشاهير !!!..
فإذا أضفنا إلى ذلك حالات الغش في الشخصيات أو أسماء الكتب او الأشعار لغرض الشهرة أو بيع بعض الأعمال على أسماء المشاهير : لعذرنا كل عالم التزم الصدق فيما ينفي أو يثبت !!.. بمعنى :
يأتي واحد شاعر مثلا يريد أن يبيع من شعره أو يشتهر : فينحل شعرا باسم شاعر آخر مشهور وينسبه له !!!.. أو اختراعا أو جهازا أو كتابا في العلم إلخ !!.. أو ينزل ببلدة ما ويقول للناس أنه فلان - أي ذلك الشاعر المشهور - !!.. وهكذا .... وكان من أشهر من يؤلف شعرا على الشعراء المشاهير وينسبه إليهم مثلا في القرون الهجرية الأولى : (حماد الراوية) و (خلف الأحمر) ولمن أراد التفصيل عنهما فليقرأ كتاب العقد الفريد لابن عبد ربه ص 821 في باب رواة الشعر ..
وحتى ابن تيمية نفسه رحمه الله : لم تكن تصله كل كتب وأعمال شخص ما بعينه مثل الصوفي الضال ابن عربي مثلا والذي ولد 560 هـ - وابن تيمية ولد في 661 هـ - !!.. فكان أن وصلت بعض كتب ابن عربي لابن تيمية : لم يكن فيها من ضلالاته الكفرية شيء : فأثنى عليه ابن تيمية ...
فلما وصلت إليه باقي كتبه وعرف خبره وحقيقة ضلالاته - وهو غير ابن العربي الفقيه المالكي رحمه الله - قال عنه ابن تيمية في مجموع الرسائل والمسائل [1/179] :
" وهؤلاء موهوا على السالكين التوحيد الذي أنزل الله - تعالى - به الكتب وبعث به الرسل والإتحاد الذي سموه توحيدا وحقيقته تعطيل الصانع وجحود الخالق وإنما كنت قديما ممن يحسن الظن بابن عربي ويعظمه ما رأيت في كتبه من الفوائد مثل كلامه في كثير من الفتوحات والكنة والمحكم والمربوط والدرة الفاخرة ومطالع النجوم ونحو ذلك ، ولم نكن بعد اطلعنا على حقيقة مقصوده ولم نطالع الفصوص ونحو ذلك وكنا مع إخواننا في الله نطلب الحق ونتبعه ونكشف حقيقة الطريق فلما تبين الأمر عرفنا مايجب علينا " ..
أقول :
فهذا دليل على تفاوت ما كان يصل إلى العالم الواحد من الكتب أو أخبار المشاهير !!.. فلماذا اللوم على التشكيك في جابر بن حيان الذي ولد في 101 هـ أو 117 هـ : وهو الذي كثرت حوله الأقاويل وانتساب البعض باسمه ونحل كتب باسمه ؟!!.. لماذا :
وحتى في أشهر كتب تراجم رواة الأحاديث أنفسهم نجد مثل هذه التضاربات الطفيفة في تحديد سنة الميلاد أو الوفاة بفروقات لا تقدح أبدا في وجود الواحد منهم من عدمه ؟!!.. ومن قرأ كتب التراجم يعرف ذلك بكل سهولة ؟!..
وأما عن كونه أول مسلم يهتم بالكيمياء : فخطأ !!.. وإنما تميزه كان في التعامل العملي مع الكيمياء وتقنين قواعد التجارب وما استحدثه فيها .. وأما اهتمام المسلمين بالكيمياء : فكان قبل ذلك .. وسأتعرض إليه في المداخلة القادمة ..
يتبع ..
---------
Abo Hob
26...
إن أول وأشهر من اهتم بنقل علوم الكيمياء وترجمتها إلى العربية وإلى الإسلام : هو خالد بن يزيد بن معاوية رضي الله عنه (13 هـ : 90 هـ) !!..
حيث لما مات أبوه يزيد : تنازل عنها أخوه الأكبر معاوية بن يزيد .. فتركها خالد واتجه للعلوم : فأخذها مروان بن الحكم ...
قال عنه ابن النديم في الفهرست ص338 :
" كان خالد بن يزيد بن معاوية يُسَمَّى حكيم آل مروان، وكان فاضلاً في نفسه، له همة ومحبة للعلوم، خَطَر بباله الصنعة (الكيمياء)، فأمر بإحضار جماعة من فلاسفة اليونانيين -ممن كان ينزل مدينة مصر وقد تفصَّح بالعربية- وأمرهم بنقل الكتب من اللسان اليوناني والقبطي إلى العربي، وهذا أول نقل كان في الإسلام من لغة إلى لغة "
أقول أنا أبو حب الله : وهذه من البركات المبكرة للروح العلمية التي بثها الإسلام والقرآن في أتباعه !!!.. وبعكس ما حاولت الزميلة تدليسه أو تشويه الإسلام والقرآن به تماما وإلا :
فما فرق العرب قبل الإسلام عن بعد الإسلام ؟!!!..
إذ لو صح كلام الزميلة : لكانوا مع فتوحاتهم مثل التتار مثلا !! يحرقون ويغتصبون ولا هم لهم إلا المال وقضاء شهواتهم من الأمم التي يمرون عليها !!.. فهل كان ذلك كذلك ؟!!..
ها هو خالد بن يزيد بن معاوية رضي الله عنه يهدم كل خرافات الزميلة وأكاذيبها من الأساس !!.. وفوق ذلك : فقد كان يجمع بين الدين والعبادة وحب العلم الدنيوي وطلبه !!.. يعني ضربة في مقتل لكل تدليسات الزميلة
قال عنه الذهبي في سير أعلام النبلاء 9 /412 :
" وكان من نبلاء الرجال .. ذا علم وفضل وصوم وسؤدد " !!..
وقال عنه ابن كثير في كتابه البداية والنهاية 9/ 74 :
" كان أعلم قريش بفنون العلم .. وله يدٌ طولى في الطب .. وكلامٌ كثير في الكيمياء .. وكان خالد فصيحًا بليغًا شاعرًا منطقيًّا "
وقال عنه أيضا في نفس الكتاب 9 /95 : ونقلا عن أبي زرعة الدمشقي :
" كان هو وأخوه معاوية من خيار القوم " !!..
ومعلوم أنه تزوج رملة بنت الزبير بن العوام رضي الله عنه , وروى عن صحابة مثل دحية الكلبي رضي الله عنهم أجمعين ..
وقال عنه ابن خلكان في كتابه وفيات الأعيان 2 /224 :
" كان من أعلم قريش بفنون العلم... وكان بصيرًا بهذين العلميْن: الطب والكيمياء، متقنا لهما... وله شعر جيد " !!! يعني : شعر في الكيمياء وقواعدها كما كانت عادة المسلمين في نظم المعلومات في هيئة أبيات شعر لتسهيل حفظها ..
وأما من حاولوا تشويه هذه الأوليات لخالد : أو التشكيك في وجوده أو نسبة بعض اعماله وأشعاره إليه : فقد بلبلوا بعض الناس بالفعل بأكاذيبهم .. ولكنها لم تنطلي ولم تصمد أبدا أمام تحقيق المحققين حتى من غير المسلمين أنفسهم ..!
فادعى بعضهم مثلا أن سبب اهتمام خالد بالكيمياء كان أن ماله ضاع : فأحب أن يعوضه بتعلم الكيمياء لكي يقوم بتحويل الأشياء إلى ذهب !!.. يقولون ذلك : رغم أن خالد كان من أوائل من فصل علم الكيمياء عن الخيمياء والسيمياء !!!.. بل : وكان يعطي الكثير من العطايا للعلماء ويقربهم ويكرمهم وينفق عليهم !!.. فكيف يفعل ذلك من فقد ماله كما يقولون ؟!!..
يقول الجاحظ في كتابه البيان والتبيين 1/ 328 :
" كان خالد بن يزيد بن معاوية خطيبًا شاعرًا، وفصيحًا جامعًا، وجيِّدَ الرَّأْي، كثيرَ الأدب، وكان أوَّل من أعطى التراجمة والفلاسفة، وقرّب أهل الحكمة، ورؤساء كل صناعة، وترجم كتب النجوم والطب والكيمياء والحروب والآداب والآلات والصناعات " !
وممن حاولوا التشكيك فيه وفي علمه المؤرخ ألدومييلي والمستشرق الألماني يوليوس روسكا ..
وممن رد عليهم ستابلتون والذي قال عن افتراءاتهم التي لا تستند إلى أي دليل :
" إن مثل هذه الآراء لا تستند إلى أدلة تاريخية صحيحة، ولا مَبْنِيَّة على العمق في التحقيق والتجرد في الحكم " !!
وممن رد عليهم كذلك الكيميائي هوليمارد قائلاً :
" وحتى في الظروف التي أشار إليها روسكا : فلا تزال كتب وأشعار لخالد في مكتبات الهند ومصر وأوربا لم تُمَحَّصْ بعدُ ولم تُحَقَّقْ " !!
وحتى عندما تصل مثل هذه الأكاذيب والتدليسات وتنطلي على عالم مسلم كابن خلدون رحمه الله : فنجد أن مستشرقا مثل جاك ريسلر يعترف في كتابه الحضارة العربية ص 172 قائلا :
" هل هو واقع الظروف ؟ أم واقع ذكاء العرب النظري : أن يشغفوا بما يثير الإعجاب !! فقد اتجه خالد بن يزيد إلى ترجمة الكتب القديمة في الكيمياء إلى اللغة العربية : وتعد من أولى الترجمات " !!..
فكيف لا نعذر ابن تيمية أو غيره بعد ذلك : من بعد معرفتنا أنه ما يصل لبعض العلماء قد لا يصل إلى الآخر أو يصله مشوها ؟!!..
وإكمالا للفائدة وختاما لهذه النقطة : فإن من أشهر كتب خالد في صنعة الكيمياء:
- كتاب السر البديع في فك رمز المنيع في علم الكاف
- كتاب فردوس الحكمة في علم الكيمياء منظومة من 2315 بيت أولها :
الحمد لله العلي الفـرد *** الواحد القهار رب الحمـد
يا طالبًا بصناعة الحكماء *** خذ منطقًا حقًّا بغير خفاء
- كتاب الحرارات
- كتاب الرحمة في الكيمياء
- كتاب الصحيفة الصغير
- كتاب الصحيفة الكبير
- مقالتا ميريانس الراهب في الكيمياء
- وصيته إلى ابنه في الصنعة
يتبع حين يتيسر إن شاء الله ..
------
Abo Hob
27...
النقطة الخامسة :
ادعاءها أن الحضارة الإسلامية كانت حضارة هدم وتدمير ..
أقول : هذا كلام من لم يشم رائحة التاريخ ولو لثواني !!!!.. لا تاريخ الإسلام !!.. ولا حتى تاريخ الأمم الهمجية الوحشية هادمة الحضارات وناشرة التخريب بالفعل - مثل المغول والتتار أو الحملات الصليبية مثلا - !!
إذ قبل أن أستعرض حقيقة نصوع الحضارة الإسلامية وسموها الإلهي والتشريعي حتى في الحروب : يجب أن نتعرض للمحات من الأمم التخريبية بالفعل : واعتداءها على غيرها من البلدان التي تنزل بها مستعمرة محتلة !!
وذلك حتى تفضح لنا المقارنة بعد ذلك - وبكل سهولة - مدى الكذب والتدليس الذي تتناقله الزميله وتقول به وهي تعلم أو لا تعلم !!..
-----------------
يقول ابن كثير رحمه الله في كتابه الشهير (البداية والنهاية) وهو يحكي عن مأساة سقوط بغداد 656 هـ ونهاية الدولة العباسية بذلك تحت خديعة ومكر الرافضة نصر الدين الطوسي والعلقمي : فيحكي من بعد قتل التتار للخليفة بخيانة هذين الرافضين :
" فباءوا بإثمه وإثم من كان معه من سادات العلماء والقضاة والأكابر والرؤساء والأمراء وأولي الحل والعقد ببلاده، ومالوا على البلد فقتلوا جميع من قدروا عليه من الرجال والنساء والولدان والمشايخ والكهول والشبان، ودخل كثير من الناس في الآبار وأماكن الحشوش، وقني الوسخ، وكمنوا كذلك أيامًا لا يظهرون، وكان الجماعة من الناس يجتمعون إلى الخانات ويغلقون عليهم الأبواب فتفتحها التتار إما بالكسر وإما بالنار، ثم يدخلون عليهم فيهربون منهم إلى أعالي الأمكنة فيقتلونهم بالأسطحة، حتى تجري الميازيب من الدماء في الأزقة، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
وكذلك في المساجد والجوامع والربط، ولم ينج منهم أحد سوى أهل الذمة من اليهود والنصارى ومن التجأ إليهم، وإلى دار الوزير ابن العلقمي الرافضي وطائفة من التجار أخذوا لهم أمانًا، بذلوا عليه أموالاً جزيلة حتى سلموا وسلمت أموالهم ..
وعادت بغداد بعد ما كانت آنس المدن كلها كأنها خراب ليس فيها إلا القليل من الناس، وهم في خوف وجوع وذلة وقلة "
فها هنا نرى :
خيانة عهد لأنهم عاهدوا الخليفة أن يخرج إليهم مسالما ثم قتلوه + قتل العلماء والمفكرين والسادة + قتل الكبير والصغير ومن يحمل السلاح ومن لا يحمل السلاح - أو المدنيين بتعريفنا اليوم - بغير تفريق + تخريب البلاد وما فيها حتى أنهم ظلوا يقتلون الناس 40 يوما !!.. يقول ابن كثير :
" وقد اختلف الناس في كمية من قتل ببغداد من المسلمين في هذه الوقعة، فقيل ثمانمائة ألف، وقيل ألف ألف وثمانمائة ألف، وقيل بلغت القتلى ألفي ألف نفس، فإنا لله وإنا إليه راجعون، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم "
-----------------
ثم يحكي كيف قام العلقمي بتفريغ قوة الخليفة في بغداد والتضييق على جنده وتسريحهم حتى وصلوا إلى عشرة ألاف جندي فقط : وعندها راسل التتار لكي يدخلوا ويقضوا على خلافة أهل السنة نهائيا كما كان يتمنى - حيث هاجمها هولاكو بمئتي ألف جندي ! " يقول ابن كثير بعدها :
" ولما انقضى الأمراء المقدر وانقضت الأربعون يومًا بقيت بغداد خاوية على عروشها ليس بها أحد إلا الشاذ من الناس، والقتلى في الطرقات كأنها التلول، وقد سقط عليهم المطر فتغيرت صورهم وأنتنت من جيفهم البلد، وتغير الهواء فحصل بسببه الوباء الشديد حتى تعدى وسرى في الهواء إلى بلاد الشام، فمات خلق كثير من تغير الجو وفساد الريح، فاجتمع على الناس الغلاء والوباء والفناء والطعن والطاعون، فإنا لله وإنا إليه راجعون.
ولما نودي ببغداد بالأمان خرج من تحت الأرض من كان بالمطامير والقني والمقابر، وكأنهم الموتى إذا نبشوا من قبورهم، وقد أنكر بعضهم بعضًا فلا يعرف الوالد ولده ولا الأخ أخاه، وأخذهم الوباء الشديد فتفانوا وتلاحقوا بمن سبقهم من القتلى، واجتمعوا تحت الثرى بأمر الذي يعلم السر وأخفى، الله لا إله إلا هو له الأسماء الحسنى، وكان رحيل السلطان المسلط هولاكو خان عن بغداد في جمادى الأولى من هذه السنة إلى مقر ملكه، أما الوزير ابن العلقمي فلم يمهله الله ولا أهمله، بل أخذه أخذ عزيز مقتدر، في مستهل جمادى الآخرة عن ثلاث وستين سنة، وكان عنده فضيلة في الإنشاء ولديه فضيلة في الأدب، ولكنه كان شيعيًّا جلدًا رافضيًا خبيثًا، فمات جهدًا وغمًّا وحزنًا وندمًا، وإلى حيث ألقت رحلها أم قشعم، فولى الوزارة ولده عز الدين بن الفضل محمد، فألحقه الله بأبيه في بقية هذا العام، ولله الحمد والمنة. "...
طيب ....................
هذا مثال عن أمة لا تحارب بشرع الله !!.. وليس لها ما يحدها في حرب ولا سلم !!.. فتذكروا كل ذلك فقط عند حديثنا عن أمة الإسلام وفتوحاتها وكيف عاملت حضارات وأديان غيرها
هذا مثال عن أمة همجية حقيقية فعلا !!.. أمة وغزاة هجموا على مكتبة بغداد - أعظم مكتبة في العالم في ذلك الوقت - : لا ليسرقوها !!.. ولا لستفيدوا منها من حصيلة علوم 5 قرون في كل مناحي الحياة وتقدمها ولكن :
ليرموها جميعا - ملايين الكتب والمخطوطات والأوراق - في بحر دجلة !!!..
إنه نفس فعل النصارى في أكبر مكتبة في الأندلس على يد القسيس كمبيس وقبل هذه الجريمة بعشرين عام فقط !!.. أي في عام 636 هـ ..
وهو نفس ما قامت به حملات الاحتلال الحديثة في القرنين الماضيين في بلاد العرب والمسلمين ولكن مع الفارق هذه المرة !!.. ذلك أنهم سرقوا أكابر الكتب وأمهاتها وأكابر أصولها ونقلوها إلى بلدانهم في أوروبا !!.. ولله الأمر من قبل ومن بعد !!..
يتبع بدخول النصارى القدس
------
Abo Hob
28...
والآن ...
ماذا فعل الصليبيون - كأمة وكغزاة ولن أقول فاتحين لأنهم لم يأتوا لا بخير الدنيا ولا الدين للناس - : ماذا فعلوا عند دخولهم القدس أخيرا عام 1099م ؟
أترك هذه المرة غير المسلمين ليرووا شهاداتهم : ولنبدأ بمن اشتركوا في هذه الجرائم النكراء من جنودهم !!!..
يقول أحدهم مفتخرا (وهو : رايموند من اجيلس) واصفا هذه الوحشية :
" لقد تحققت مشاهد رائعة تستحق الرؤية ..! حيث كان بعض رجالنا – وكان هؤلاء أكثرنا رحمة - يقطعون رؤوس الأعداء ..! وكان البعض : يصوب الأسهم عليهم ويردونهم قتلى ..! أما الآخرون منا : فكانوا يلقون بهم في النار أحياءً !.. ليستمتعوا بقتلهم وتعذيبهم فترة أطول !!!!...
وامتلأت شوارع المدينة بالرؤوس المقطعة والأيدي والأرجل ..! حتى أنه كان يصعب المشي دون التعثر فيها والوقوع من كثرة الأعضاء !!!!.. لكن كل هذه بقيت خفيفة : بالمقارنة مع ما فعلناه في هيكل سليمان .. ماذا حصل هناك ؟؟؟.. لو حدثتكم بالحقائق لما صدقتموني .. على الأقل سأقول لكم : أن ارتفاع الدماء المسفوكة في هيكل سليمان وصلت إلى حد ركب رجالنا " !!!!...
المرجع :
August C. Krey, The First Crusade: The Accounts of Eye-Witnesses and Participants (Princeton & London: 1921), p. 261. emphasis added…
كما وصف (ستيفن رنسيمان) في كتابه (تاريخ الحروب الصليبية جـ1 – 404 : 406) ما حدث في القدس يوم دخلها الصليبيون فقال :
" وفي الصباح الباكر من اليوم التالي : اقتحم باب المسجد ثلة من الصليبيين .. فأجهزت على جميع اللاجئين إليه !!!... وحينما توجه قائد القوة (ريموند أجيل) في الضحى لزيارة ساحة المعبد : أخذ يتلمس طريقه بين الجثث والدماء التي بلغت ركبتيه !!!.. وتركت مذبحة بيت المقدس أثرا عميقا في جميع العالم !!!!.. وليس معروفا بالضبط عدد ضحاياها !!!.. غير أنها أدت إلى (خلو المدينة من سكانها المسلمين واليهود) !!!!.. بل إن كثيراً من المسيحيين : اشتد جزعهم لما حدث " !!!..
وحتى (غوستاف لوبون) في كتابه (الحضارة العربية) : ينقل بعض روايات (رهبان ومؤرخين) رافقوا الحملة الصليبية الحاقدة على القدس ..! فيقول نقلا عن الراهب (روبرت) : (وهو أحد الصليبيين المتعصبين الذي يروي ما أحدثوه في بيت المقدس) صـ 325 :
" كان قومنا يجوبون الشوارع والميادين وسطوح البيوت : ليرووا غليلهم من التقتيل !!!.. وذلك كاللبؤات (جمع لبؤه وهي أنثى الأسد الشرسة) التي خـُطفت صغـارها !!!!..
كانوا يذبحـون الأولاد والشباب ويقطعونهم إربا ًإربا ً!!!.. وكانوا يشنقون أناسا ًكثيرين بحبل ٍواحد بغرض السرعة !!!!... وكان قومنا يقبضـون على كل شيء يجدونه .. فيبقرون بطون الموتى ليخرجوا منها قطعا ًذهبية !!!... فيا للشره وحب الذهب !!!!.. وكانت الدماء تسيل كالأنهار في طرق المدينة المغطاة بالجثث " !!!!!!!!!...
وأقول : لعل رهبانهم وقساوستهم أوهموهم بأن في قلوب وبطون المسلمين (ذهبا وكنوزا) !!!!..
أو لعلهم اليهود ابتلعوا ذهبهم في بطونهم والله أعلم !!..
واقرأوا التالي أيضا وقارنوه بوصايا نبي الرحمة محمد صلى الله عليه وسلم في النهي حتى عن التمثيل في القتل والجثث !
يقول كاهن أبوس (ريموند داجميل) شامتا صـ 326 : 327 :
" ففعلنا كل ما هو عجيب بين العرب عندما استولى قومنا على أسوار القـدس وأبراجها !!!.. فقد قطعت رؤوس بعضهم !!!!.. فكان هذا أقل ما يمكن أن يصيبهم !!!.. وبقرت بطون بعضهم .. فكانوا يضطرون إلى القذف بأنفسهم من أعلى الأسوار ...! وحرق بعضهم في النـار : وكان ذلك بعد عذاب طويل !!!!!!!... وكـان لا يرى في شوارع القدس وميادينها سوى أكداس من رؤوس العرب وأيديهم وأرجلهم !!!!.. فلا يمر المرء إلا على جثث قتلاهم !!!!.. ولكن كل هذا لم يكن سوى بعض ما نالوا " !!!!!!....
ويقول أخزاه الله وهو يصف مذبحة (مسجد عمر) في القدس :
" لقد أفرط قومنا في سفك الدماء في هيكل سليمان !!!.. وكانت جثث القتلى تعوم في الساحة هنا وهناك !!!!!.. وكانت الأيدي المبتورة تسبح كأنها تريد أن تتصل بجثث غريبة عنها !!!!.. ولم يكتف الفرسان الصليبيون الأتقياء بذلك (ولاحظوا وصفهم بـ : الأتقياء !!!!) .. فعقدوا مؤتمرا ًأجمعوا فيه على (إبادة) جميع سكان القدس من المسلمين واليهود وخوارج النصارى (أي نصارى الشرق الأرثوذوكس) الذين كان عددهم جميعا (ستين ألفا ) ..! فأفنوهم عن بكرة أبيهم في ثمانية أيام !!!..
ولم يستبقوا منهم امرأة ولا ولدا ولا شيخا " !!!!!!!...
يا سبحان الله !!..
هل يتذكر أحد هنا استنكار النبي رؤيته لامرأة مقتولة في إحدى الغزوات فقال :
" ما كانت هذه لتقاتل " صدق رسول الله صلى الله عليه وسلم !
< ولم يستبقوا منهم امرأة ولا ولدا ولا شيخا > !!..
ويقول هذا الهالك أيضا في صـ 396 :
" وعمل الصليبيون مثل ذلك : في مدن المسلمين التي اجتاحوها : ففي (المعرة) : قتلوا جميع من كان فيها من المسلمين : (اللاجئين في الجوامع والمختبئين في السراديب) !!!!.. وأهلكوا صبراً(أي حبسا ًبغير طعام ولا شراب حتى الموت) : (ما يزيد على مائة ألف إنسان) في أكثر الروايات !!!!.. (أقول : انظروا لذلك : وانظروا لرحمة الإسلام وعدله مع الأسرى والمسجونين !) .. وكانت(المعرة) من أعظم مدن (الشام) بعدد السكان : بعد أن فر إليها الناس بعد سقوط (أنطاكية) وغيرها بيد الصليبيين " !!..
جميل .....................
يتبع ..
------
Abo Hob
29...
حيث قبل أن أذكر موقف دخول صلاح الدين الأيوبي وأخيه إلى القدس بعد ذلك بعشرات السنين منتصرا لنرى : كيف كان انتقام المسلمين (الهمجيين) (المتوحشين) (المتخلفين) (هادمي الحضارات) ردا على هذه المفاجع والجرائم - سأترك العنان لخيالكم - :
دعونا نقفز أولا بضعة قرون إلى الأمام لنرى العالم الأوروبي والأمريكي المتحضر كيف كان يفعل مع الشعوب التي نزل عليها في أفريقيا أو الأمريكتين ؟!!..
ولن أتعرض لما فعلوه كذلك في استراليا من خطف الأطفال ومعاملة السكان الأصليين كالحيوانات وعرضهم في حدائق الحيوان وفي معاملهم كحلقات وسطى بين الإنسان والشيمبانزي والغوريلا !!!!..
فلعل المسلمين فعلا مجرمين على كلام الزميلة العالمة الفاهمة ونحن لا ندري !
---------------------
أما بالنسبة للاحتلال الأوروبي لأفريقيا :
فنطالع فقرات خطيرة من كتاب (فن الحرب في البحر) للقسيس البرتغالي ( فرناندو دى أليفيرا ) .. حيث حكى فيها كيف كان تجار الرقيق من البرتغاليين بقيادة صديقه القس ( لاس كاساس ) أكبر النخاسين في عصره !!.. يقومون بترحيل مئات الألوف من العبيد الأفارقة عبر المحيط الأطلنطي بعد خطفهم وانتزاعهم من أسرهم وتقييدهم بالسلاسل !!..
وذكر أيضا أنه كان يصاحب كل سـفينة قسيس ليقوم ( حسبما ذكر إليفيرا ) بتنصير العبيد مقابل مبلغ مالي يتقاضاه عن كل رأس !!.. وهكذا يسلبون الضحايا الحرية والدين أيضاً !!..
يقول آدم هوتشيلد في كتابه "شبح الملك ليوبولد" :
" أن هذا الطاغية قتل كل هؤلاء خلال 23 عاماً فقط !!.. حكم خلالها الكونجو التي كان يدعيها مستعمرة مملوكة له شخصياً بكل ما عليها من بشر وثروات وحيوانات " !!!...
ثم يقول هوتشيلد :
" وقد كان الأوروبيون : مثل "ليوبولد" في الكونجو !!.. والفرنسيون في مناطق أخرى !!.. والبرتغاليون في أنجولا !!.. والألمان في الكاميرون " !!!!!!!!..
وأما عن الإنجليز : فيقول هوتشيلد :
" والإنجليز في دول أخرى عديدة : قد وضعوا نظاماً إجرامياً للسخرة لاستخراج المطاط والذهب وغيرها من كنوز القارة السوداء التي نهبها المجرمون !!.. كما سرقوا فلذات أكباد الأفارقة !!.. وعطلوا مسيرتهم مئات السنين !!.. ولم يتركوا لهم سوى الموت والخراب الشامل والتعاسة التي لم يفلت منها أحد " !!..
ويُعدد "هوتشيلد" وغيره من المؤلفين الغربيين الفظائع التي ارتكبها الأوروبيون في أفريقيا !..
حيث كان الشنق وتعليق الجثث على الأشجار, وقطع الأيدي والأقدام والأذن والعضو الذكرى أمراً شائعاً مارسه المحتلون على اختلاف دولهم وهوياتهم !!.. وكان من المألوف أيضاً الإجبار على العمل المتواصل تحت الشمس الحارقة بلا ماء أو طعام كاف .. والربط بالسلاسل الحديدية .. وحرق قرى بأكملها عقاباً على أية بادرة تذمر ..!!!!!!!!!!!!!!
أقول : قارنوا بين ذلك وبين ما رواه المعرور بن سويد قال :
دخلنا على أبي ذر بالربذة (اسم بلد - أي زاروه فيها) : فإذا عليه بُرد (وهو رداء جيد) وعلى غلامه مثله (ومن أدب الإسلام إطلاق وصف الغلام على العبد) !!.. فقلنا :
" يا أبا ذر ..! لو أخذت برد غلامك إلى بردك : فكانت حُلة : وكسوته ثوبا ًغيره !!.. قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : إخوانكم : جعلهم الله تحت أيديكم (وانظروا لوصفه للعبيد بالإخوان) !!.. فمَن كان أخوه تحت يديه : فليُطعمه مما يأكل !!.. وليكسه مما يلبس !!.. ولا يكلفه ما يغلبه !!.. فإن كلفه ما يغلبه : فليُعنه عليه " !!!..
رواه أبو داود ونص حديث النبي في البخاري ومسلم ..
وقد جاء في دائرة المعارف البريطانية في مادة "العبودية" slavery :
" أن الإنجليز كانوا يشعلون النيران في الأحراش والأشجار المحيطة بأكواخ الأفارقة : فيضطر هؤلاء المساكين إلى الخروج من مساكنهم هرباً من النيران : فتتلقفهم رصاصات القناصة لقتل الرجال : بينما يتم أسر الأطفال والنساء، ثم ترحيلهم إلى مراكز لتجميع العبيد على طول الساحل الغربي الأفريقي : تمهيداً لنقلهم بالسفن عبر المحيط الأطلنطي في رحلة بلا عودة " !!..
وإن الناظر والله لمآسي هؤلاء المجرمين في غيرهم من البشر (سواء في أفريقيا أو السكان الأصليين للأمريكتين) : ليوقن بأنهم لم يكونوا يتعاملون معهم على أنهم بشر !!.. بل ربما أقل حتى من الحيوانات!!.. وليعرف بهذا القاصي والداني :
أهمية إقرار الله ورسوله لقاعدة تساوي الناس جميعا ًعربهم وعجمهم أبيضهم وأحمرهم وأسودهم :
في المعاملة الإنسانية في أكثر من نص في القرآن والسنة !!!..
يتبع ..
------
Abo Hob
30...
وأما بالنسبة لسكان الأمريكتين :
ولبيان الفارق أيضا ًبين الفتوحات الإسلامية ورحمتها : وهمجية الإنسان الذي بلا دين أو بدين محرف : فلنقرأ التالي أيضا بقلوب واعية ......
حيث حكى المؤرخون الأوربيون المنصفون : قصصاً يشيب لهولها الولدان .. ومثاله ما جاء في كتاب ( الحمر والبيض والسود ) للكاتب الهولندي ( جاري ناس ) حيث يقول :
" فقد كان الغزاة البيض يشعلون النار في أكواخ الهنود : ويقيمون الكمائن حولها !!.. فإذا خرج الهنود من أكواخهم هاربين من الحريق : يكون رصاص البيض في انتظار الرجال منهم !!.. بينما يتم القبض على الأطفال والنساء أحياء : لاتخاذهم عبيداً : ولاغتصابهم جنسياً أيضاً !!..
وبشهادة أحد الهولنديين يقول : انتزع البيض بعض الأطفال الهنود الصغار من أحضان أمهاتهم : وقطعوهم إرباً أمام أعينهن !!.. ثم ألقيت الأشلاء في النيران المشتعلة أو النهر !!.. وربطوا أطفالا آخرين على ألواح من الخشب : ثم ذبحوهم كالحيوانات أمام أعين الأمهات !!..
إنه منظر ينفطر له قلب الحجر – تعليق الهولندى الراوي نفسه – .. كما ألقوا ببعض الصغار في النهر !!.. وعندما حاول الآباء والأمهات إنقاذهم : لم يسمح لهم الجنود بالوصول إلى شاطئ النهر !!.. ودفعوا الجميع صغاراً وكباراً بعيداً عن الشاطئ : ليغرقوا جميعاً !!.. والقليل جداً من الهنود كان يمكنه الهرب ولكن : بعد أن يفقد يداً أو قدماً !!.. أو ممزق الأحشاء برصاص البيض !!!!..
وهكذا كان الكل :
إما ممزق الأوصال !!.. أو مضروباً بآله حادة !!.. أو مشوهاً بدرجة لا يمكن تصور أسوأ منها " !!!!!!..
ولمن أراد الاستزادة : فليقرأ مثلا للمؤرخ ( لاس كاساس ) في كتابه الشهير ( تدمير الهنود الحمر ) ..! أو يقرأ لغيره من المؤرخين المنصفين .. والذين يؤكدون أن أعداد الهنود الحمر ( السكان الأصليين للأمريكتين ) الذين تم إبادتهم على يد ( السادة البيض النصارى ) : ليس مليونا أو اثنين كما تدعي القنوات الرسمية ..! وإنما أباد ( السادة البيض ) :
112 مليون هندي أحمر !!..
وأُبيدت معهم حضارات كاملة مثل "المايا" و "الأزتيا" و "البوهاتن" وغيرها : لإقامة أمريكا زعيمة النظام العالمي الجديد !!!.. بلد التشدق بالحريات والمساوات المزعومة !!!.. والتي لو حدث معشار هذه الإبادات أو حتى 1% منها فقط ضد الحيوانات .. لأقامت لها جمعيات الرفق بالحيوان الدنيا ولم تقعدها - ولا سيما لو كان الفاعل مسلم - !!..
وأما إبادة مائة مليون هندي أحمر فهو أمر :
"يؤسف له" - على حد زعمهم- وأنه : كان "ضروريا" لأمن البلاد !!!...
ومن المعلوم أن أبا "الحرية" الأمريكية المزعومة ( جورج واشنطن ) نفسه : كان يملك ثلاثمائة عبد وجارية في مزرعته الخاصة : ولم يحرر منهم واحداً قط حتى مماته !!...
ومن الجدير بالذكر أيضا ًأنه وحتى عام 1865م : كانت عمليات الإبادة والسخرة حتى الموت للهنود : ( مقننة ) رسميا ً..!
حيث كان يتم في بعض الولايات صرف ( مكافأة ) لكل من يُحضر فروة رأس هندي !!..
وليس هذا بمستغربا بالقياس إلى أحط الوسائل وأخس السبل للقضاء على الهنود الحمر : والتي استخدموا منها : تسميم آبار المياه التي يشرب منها السكان الأصليون !!.. وحقنهم بالفيروسات وجراثيم أشد الأمراض فتكاً مثل : الطاعون والتيفود والجدري ومسببات السرطان !!...
للاستزادة : كتاب (أمريكا طليعة الانحطاط) لروجيه جارودي - من أول الكتاب ..
يتبع ببداية عرض الصورة المشرقة التي لا تجرأ الزميلة - ولا من تنقل عنهم - أن يعرضها أو يذكرها أبدا حتى لا ينفضح كذبهم وجهلهم وتدليهم
يتبع ...
-----
Abo Hob
31...
قبل أن أستعرض لمحات مشرقة من دين الإسلام العظيم وحضارته التي أنارت العالم شرقا وغربا وأخذت من الحضارات التي قبلها : فغربلت وميزت بين الخبيث والطيب من الأفكار : ثم طورتها وأضافت إليها :
أقول ...
قبل أن أستعرض تلكم اللمحات : أود أولا أن أذكر لكم ومضات وشذرات من القرآن والسنة !!!.. ولنرى فعلا : هل الإسلام دين جاء بالهمجية والوحشية والتعطش للدماء والأشلاء والتعذيب السادي والتمثيل بالجثث وانعدام الرحمة في القتل ؟
ماذا يعلم القرآن أبنائه من قصص ودروس وعبر ؟
ماذا عن واحد من أعظم أربعة ملوك ملكوا في الأرض ألا وهو سليمان عليه السلام : والذي دعا الله تعالى ألا يؤتى أحد ملكا مثله من بعده ؟!!..
ماذا يعلمنا القرآن في جيش هذا الملك العظيم ؟ القوة ؟ البطش ؟ الجبروت ؟ الظلم ؟ عدم الاكتراث بالآخرين بشرا كانوا أو حيوانات أو أشجار أو حتى حشرات ؟ ماذا يعلم القرآن أتباعه ويوقره في صدورهم ؟
يقول عز وجل في سورة قرآنية كاملة اسمها عند المسلمين سورة ((النمل)) :
" وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون .. حتى إذا أتوا على وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون !! "
يا الله !!!..
إنها أمة من النمل : في مقابلة أمة من أقوى البشر والعتد والعتاد !!..
أمة من النمل : حضارة ونظام وشعب : من تلك التي لو داس عليها الرجل بقدمه لقتل وسحق منها المئات بلحظة واحدة !!..
فماذا فعل سليمان عليه السلام ؟
هل سحقها ؟ هل لم يعرها اهتماما ؟ سخر من ضعفها أمام جنوده ؟ ماذا ؟
" فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين " !
يقول عز وجل عن أمة الحق بين الأمم :
" وقاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم ولا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين " !
ويقول :
" وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين لله فإن انتهوا فلا عدوان إلا على الظالمين " !!!..
ويقول :
" الشهر الحرام بالشهر الحرام والحرمات قصاص فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم واتقوا الله واعلموا أن الله مع المتقين " !!..
ويقول معلما للمسلمين عدم إلغاء العهود والمواثيق والاتفاقيات مع الكفار في ساعة الحرب إذا شعر المسلمون بخيانة هؤلاء الكفار لهم أولا : إلا بعد إعلامهم على السواء بذلك حتى لا يقابل المسلمون الخيانة بخيانة - حتى في ساعة الحرب ! - :
" وإما تخافن من قوم خيانة فانبذ إليهم على سواء إن الله لا يحب الخائنين " !
ويقول رسولنا الكريم في توجيهاته لجند الله قبل الفتح أو الغزو في سبيل الله :
" اغزوا باسم الله : في سبيل الله .. قاتلوا مَن كفر بالله .. اغزوا : ولا تغلّوا .. ولا تغدروا .. ولا تمثلوا (أي تشويه القتلى والجثث) .. ولا تقتلوا وليدا " !!..
صحيح مسلم !!..
وعن رباح بن ربيع قال :
" كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غزوة .. فرأى الناس مجتمعين على شىء .. فبعث رجلا فقال : انظر علام اجتمع هؤلاء ؟!.. فجاء فقال : على امرأة قتيل (أي مقتولة) .. فقال : ما كانت هذه لتقاتل !!.. قال : وعلى المقدمة خالد بن الوليد .. فبعث رجلا فقال : قل لخالد : لا تقتلن امرأة ولا عسيفا " !!..
رواه أبو داود وصححه الألباني ..
ونهى عن الغدر : حتى في الحرب ..! يقول صلى الله عليه وسلم :
" إن الغادر : يُنصب له لواء يوم القيامة فيقال : هذه غدرة فلان بن فلان " !!..
رواه البخاري ومسلم ..
وبين للناس أن الله تعالى يحب الإحسان في عمل كل شيء : حتى في القتل في الحروب وغيره - يعني لا يتعمد المسلم تعذيب المقتول قبل قتله أو التلذذ بألامه إلخ - وحتى في قتل البهائم نفسها مثل الأضحية ونحوه !!
" إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبحة وليحد أحدكم شفرته وليرح ذبيحته " رواه مسلم في صحيحه !
ولست في حاجة للتذكير بنهي النبي عن قتل جمع النمل !!.. وأنه حتى لو قرصتك نملة : فاقتلها : ولا تقتلهم كلهم ! ولا تحرقهم ! وذكر امرأة زانية من بني إسرائيل دخلت الجنة بسبب كلب يلهث ملأت خفها بالماء من البضر حتى شرب !! وكذلك امرأة أخرى دخلت النار في هرة (أي قطة) حبستها : لا هي التي تركتها تأكل من خشاش الأرض ولا أطلقتها فماتت من الجوع !!..
فماذا فعل تلامذة هذا الدين العظيم عندما يقدرون وينتصرون ؟!
ماذا فعل هؤلاء الهمج هادمي الحضارات على حد وصف الزميلة المدلسة بجدارة يتبع ......
------
Abo Hob
32...
لعل المتتبع لمكانة صلاح الدين خصيصا عند الغربيين والأوروبيين : يجده وقد احتل مكانة فريدة عندهم وربما كأفضل قائد مسلم على الإطلاق !!!.. كل ذلك :
رغم أن ما أتى به لا يعد شاذا في الإسلام !!.. بل هو روح الإسلام وتعاليمه من لدن النبي وإلى كل قائد مسلم صالح على مر الأزمان !!..
إذن : ما الذي جعلهم يحتفون بصلاح الدين خصيصا : ولدرجة أن يضعه بعضهم بجهله - مثل دانتي - في أخف درجات الجحيم التي لا عذاب فعلي فيها : في حين وضع رسول الإسلام نفسه - اللي هو صلاح الدين تلميذ في مدرسة نبوته - في الدرك الأسفل وحاشاه !!!..
لعله من أقوى الدوافع لتلك المكانة عندهم : هو ما سجله تاريخهم من انتصاره عليهم : ثم عفوه وكرمه ونبل أخلاقه مع النصارى الذين توقعوا إذا انتصر عليهم : أن ينتقم منهم شر انتقام بسبب ما فعلوه في القدس وذكرنا بعضه فيما سبق !! فماذا كان ؟؟!!..
وهل خرجت أخلاقه في العفو عند المقدرة والكرم والجود : عن أخلاق سيد المرسلين محمد صلى الله عليه وسلم عندما عفا عن كفار قريش في فتح مكة بعد كل ما أذوه به وقتلوا أصحابه وعذبوهم إلخ إلخ إلخ ؟!!..
تصف لنا المؤرخة الإنجليزية (أرمسترونج) الفتح الإسلامي الثاني للقدس بأوجز عبارة فتقول :
" في 2 تشرين الأول 1187م دخل (صلاح الدين) وجيشه القدس فاتحاً .. لتبقى المدينة : مُسلمة للسنوات الثمانمائة القادمة ... و قد أوفى (صلاح الدين) بوعده الذي كان قد قطعه للمسيحيين .. وأخذ المدينة دون أن يقوم بأي (مجازر) بما يتوافق و (المبادئ الإسلامية السامية) !!!... فلم يقتل أي مسيحي !!!!!... ولم تحدث عملية نهب واحدة !!!!... وتم تعيين مبالغ ضئيلة للغاية لإخلاء سبيل الأسرى !!!!!... وكما أمر القرآن الكريم : فقد تم إخلاء سبيل معظم الأسرى دونما دفع أي ديّة (تقصد حض القرآن والسنة عموما ًعلى عتق الرقبة) !!!!..
وكان شقيق (صلاح الدين) الملك (العادل) قد طلب من (صلاح الدين) أن يمنحه (ألف أسير) لخدمته ... لكنه عاد وأخلى سبيلهم : لمّا رأى حالتهم التي يرثى لها !!!!!!...
ولقد سارع (أغنياء المسيحيين) لترك المدينة : حاملين معهم ممتلكاتهم الثمينة !!!!!!.... على الرغم من أن ثرواتهم كانت كافية لدفع فدية جميع أسرى الحرب من أتباع دينهم وإخلاء سبيلهم !!!!... أما كبير الأساقفة (هرقل) .. فقد دفع فدية العشرة دنانير مثله مثل الباقين !!!!!... وترك المدينة بثروته التي حملتها عدة عربات " !!!!!!!!!...
المرجع :
Armstrong, Holy War, p. 185. emphasis added....
ولنفصل كلامها بصورة أقرب فنقول :
لم تتعرض أي دار من دور بيت المقدس للنهب !!!!!....
ولم يحل بأحد من الأشخاص مكروه !!!!...
إذ فور دخوله للقدس : أصدر أوامره لرجال الشرطة بأن يطوفوا بالشوارع والأبواب : لمنع أي اعتداء يحتمل وقوعه على النصارى كانتقام !!!!!...
وقد تأثر الملك (العادل) (وهو أخو صلاح الدين) لمنظر (بؤس الأسرى) !!!!..
فطلب من أخيه (صلاح الدين) إطلاق سراح (ألف أسير) !!... فوهبهم له !!!!..
فأطلق (العادل) سراحهم على الفور !!!!!..
كما أعلن (صلاح الدين) نفسه : أنه سوف يطلق سراح كل (شيخ) وكل (امرأة) !!..
وعند ظهور هذه الرحمة من المسلمين الفاتحين : أقبل (نساء الصليبيين) وقد امتلأت عيونهن بالدموع !!!.. فسألن (صلاح الدين) : أين يكون مصيرهن بعد أن لقي أزواجهن أو آباؤهن مصرعهم ؟؟!!.. أو وقعوا في الأسر ؟؟!!..
فأجابهن (صلاح الدين) بأن وعدهن بإطلاق سراح كل من في الأسر من أزواجهن !!..
وبذل (للأرامل واليتامى) من خزانته العطايا : كل بحسب حالته !!!!...
فكانت رحمته وعطفه : نقيض أفعال الصليبيين الغزاة منذ 88 عاما ًمضت !!...
أما بالنسبة لرجال الكنيسة أنفسهم (وعلى رأسهم بطريرك بيت المقدس) :
فإنهـم لم يهتـموا إلا بأنفسهم !!!!!.. وقد تعجب المسلمون حينما رأوا (البطريرك هرقل) وهو يؤدي العشرة دنانير (مقدار الفدية المطلوبة منه) عن نفسه ( فقط ) : ويغادر المدينة !!..
وقد انحنت قامته : من وطأة ثقل ما يحمله من الذهب !!!!!!!...
وقد تبعته عربات تحمل ما بحـوزته من الأموال والجواهر والأواني النفيسة !!!!!!!!!...
ومع أن جميع النصارى كانوا يشعرون بالخوف الشديد .. بل وكانوا ينتظرون خائفين من أن يقتص
منهم (صلاح الدين) : فيقوم بقتلهم أشنع قتلة كما فعل أسلافهم من قبل عند دخولهم المدينة :
إلا أن (صلاح الدين) الذي تربى في محراب القرآن وسنة نبيه العدنان : لم يقم بإيذاء أيا ًمنهم !!!!!!!!.. ولم يكتف بذلك .. بل وقد أمر اللاتين (أي الكاثوليك) بترك المدينة .. وسمح (للأرثوذكس) الذين لم يكونوا يحملون صفة الصليبية الأوروبية الغاشمة : بالبقاء فيها : والتعبد فيها : كيفما يشاءون !!!!!...
--------------------------
والسؤال الآن للزميلة :
هل هذه أخلاق هادمي حضارات وهمج ومتخلفين كما تنقلينه عنهم بكل سذاجة وسطحية وتدليس بجهل او بقصد ؟!!!..
ولم ينتهي الكلام بعد ...
يتبع ..
-------
Abo Hob
33...
أما عن الفتوحات الإسلامية : وكيف كانت نقلة حضارية من وإلى الإسلام : فالخليفة المأمون مثلا والذي حكم لمدة 20 سنة تقريبا من 198 إلى 218 هـ : كان يشترط على ملك الروم في معاهداته معه بعد كل انتصار من انتصاراته المشهورة عليه : أن يسمح للمترجمين المسلمين بترجمة الكتب التي في مكتبة القسطنطينية !!..
بل وكان لخلفاء بني العباس موظفون يجوبون الأرض بحثاً عن الكتب العلمية بأي لغة لتترجم وتوضع في مكتبة بغداد بعد أن يتولاها علماء المسلمين المتخصصون بالنقد والتحليل والتعليق !!..
إلى درجة أن شملت تلك التراجم الكتب المكتوبة باللغات : اليونانية والسريانية والهندية والسنسكريتية والفارسية واللاتينية وغيرها !!..
فهل هذه حضارة هدم وتخلف وتدمير ؟!!!..
يقول المفكر الأسباني (بلاسكوا أبانيز) في كتابه (ظلال الكنيسة) متحدثاً عن الفتح الإسلامي للأندلس :
" لقد أحسنت (أسبانيا) استقبال أولئك الرجال الذين قدموا إليها من القارة الإفريقية (يعني المسلمين) .. وأسلمتهم القرى برمتها بغير مقاومة ولا عداء !!!.. فما هو إلا أن تقترب كوكبة من فرسان العرب من إحدى القرى .. حتى تفتح لها الأبواب !!.. وتتلقاها بالترحاب !!!.. فكانت غزواتهم غزوة (تمدين وحضارة) ولم تكن غزوة (فتح وقهر) .. ولم يتخل أبناء تلك الحضارة زمناً عن فضيلة (حرية الضمير) .. وهي الدعامة التي تقوم عليها كل عظمة حقة للشعوب !!!... فقبلوا في المدن التي ملكوها (كنائس النصارى) و (بيع اليهود – جمع بيعة) ولم يخشَ (المسجد) من (معابد الأديان) التي سبقته .. بل عرف لها حقها !!.. واستقر إلى جانبها .. غير حاسد لها .. ولا راغب في السيادة عليها " !!!..
ويقول (ول ديورانت) في كتابه (قصة الحضارة 12/131) :
" لقد كان أهل الذمة المسيحيون والزرادشتيون واليهود والصابئون يستمتعون في عهد الخلافة الأموية بدرجة من التسامح : لا نجد لها نظيراً في البلاد المسيحية في هذه الأيام !!!!.. فلقد كانوا أحراراً في ممارسة شعائر دينهم .. واحتفظوا بكنائسهم ومعابدهم " !!..
ويقول أيضا في نفس الكتاب السابق :
" وكان اليهود في بلاد الشرق الأدنى قد رحبوا بالعرب الذين حرروهم من ظلم حكامهم السابقين .. وأصبحوا يتمتعون بـ (كامل الحرية) في حياتهم وممارسة شعائر دينهم . وكان المسيحيون أحراراً في الاحتفال بأعيادهم .. وكان الحجاج المسيحيون يأتون أفواجاً آمنين لزيارة الأضرحة المسيحية في فلسطين .. وأصبح المسيحيون (أي في بلاد المسلمين) والذين خرجوا على كنيسة الدولة البيزنطية(أي كنيسة روما) .. والذين كانوا يلقون صوراً من الاضطهاد على يد بطاركة القسطنطينية وأورشليم والاسكندرية وإنطاكيا .. أصبح هؤلاء الآن : (أحراراً آمنين تحت حكم المسلمين) " !!!!!..
وينقل مترجم كتاب (حضارة العرب) لـ (غوستاف لوبون) في حاشية الصفحة 128 :
قول ما جاء عن (روبرتسن) في كتابه (تاريخ شارلكن) :
" إن المسلمين وحدهم هم الذين جمعوا بين (الغيرة لدينهم) .. و(روح التسامح) نحو أتباع الأديان الأخرى .. وإنهم مع امتشاقهم الحسام (أي السيف) نشراً لدينهم .. فقد تركوا مَن لم يرغبوا في هذا الدين : أحراراً في التمسك بتعاليمهم الدينية " !!!..
وينقل أيضاً عن الراهب (ميشود) في كتابه (رحلة دينية في الشرق) قوله :
" ومن المؤسف أن (تقتبس) الشعوب النصرانية من المسلمين (التسامح) !!.. والذي هو آية الإحسان بين الأمم !!.. واحترام عقائد الآخرين .. وعدم فرض أي معتقد عليهم بالقوة " !!!!...
وينقل (أيه إس ترتون) مرة أخرى في كتابه (أهل الذمة في الإسلام ص159) شهادة البطريك (عيشو يابه) الذي تولى منصب (البابوية) حتى عام 657 هـ حيث يقول :
" إن العرب الذين مكنهم الرب من السيطرة على العالم يعاملوننا كما تعرفون .. إنهم ليسوا بأعداء للنصرانية !!.. بل يمتدحون ملتنا !!!.. ويوقرون قديسينا وقسسنا !!!.. ويمدون يد العون إلى كنائسنا وأديرتنا " !!!!..
ويقول المؤرخ الإنجليزي السير (توماس أرنولد) في كتابه (الدعوة إلى الإسلام ص51) :
" لقد عامل المسلمون المنتصرون العرب : المسيحيين : بتسامح عظيم منذ القرن الأول للهجرة !!.. واستمر هذا التسامح في القرون المتعاقبة .. ونستطيع أن نحكم بحق أن القبائل المسيحية التي اعتنقت الإسلام : قد اعتنقته عن (اختيار وإرادة حرة) !!.. وأن العرب المسيحيين الذين يعيشون في وقتنا هذا بين جماعات المسلمين : لخير شاهد على هذا التسامح " !!..
وتقول المستشرقة الألمانية (زيغريد هونكه) في كتابها (شمس العرب تسطع على الغرب ص364) :
" العرب (لم يفرضوا) على الشعوب (المغلوبة) الدخول في الإسلام .. فالمسيحيون والزرادشتية واليهود الذين لاقوا قبل الإسلام (أبشع أمثلة للتعصب الديني وأفظعها) : سمح لهم جميعاً دون أي عائق يمنعهم بممارسة شعائر دينهم .. وترك المسلمون لهم بيوت عبادتهم وأديرتهم وكهنتهم وأحبارهم دون أن يمسوهم بأدنى أذى !!!!.. أو ليس هذا منتهى التسامح ؟!!!.. أين روى التاريخ مثل تلك الأعمال ؟.. ومتى ؟!!.. "
يتبع ...
----
Man Layi
ممنوع تعليق اﻷعضاء في النقاش الثنائي و أي تعليق سيتم محوه مباشرة .
و أي تكرار للتعليق من نفس الشخص سيعرضه للطرد المباشر .
تنبيه إداري
-----
Abo Hob
والله يا أخ حمزة : هذا الذي تراه الآن هو ما تسببت فيه الزميلة بركام جهالاتها الذي أصرت على أن تحشره حشرا معا في المرة الواحدة
وقد حذرتها من قبل أن تقتصر على نقطة نقطة : فأبت إلا أن تنشر جهلها وتدليسها وسط الكلام : رغم أني قلت لها لن أسكت على أي كذبة ..
وعلى هذا :
فلا بأس من جولة لتذكير المسلمين وتعريف غير المسلمين بحقائق الأمور المطموسة تحت ركام أمثال الزميلة ومن تنقل عنهم
وهكذا يستمر التشغيب والإغراق وكأننا لا وقت لنا إلا رد شبهات السذج مثلها :
وبعدما تهربت في أول المناظرة من أي حوار عقلي أو ذهني أو مذهبي محترم كما ترى
يعني : لا علم .. ولا مذهب .. ولا منطق ... ولا صدق :
وفوق كل هذا :
تهرب مفضوح من النقاش فيما تنقله في صفحتها من أكاذيب
يعني ما خلتش حاجه الصراحة ...
هيـــــــــــــــــــه .. وأدينا بنتسلى ...
كل ليلة أو ليلتين أدخل أكتب كلمتين نكسب بيهم ثواب ..
والإخوة يستفادوا منهم في ردود يستخدموها بعد كده مع أمثالها ..
يتبع إن شاء الله ..
مع التنويه للزميلة أني لم أنتهي بعد
-----
Abo Hob
34...
النقطة السادسة :
ادعاءها أن المسلمين لم يتغلبوا في الحروب إلا لأنهم يحبون الموت ..
أقول :
وهذا من أغرب ما قرأت في حياتي الصراحة ومن أكثره طرفة في موضع الاستدلال !!!!..
إذ تنحصر احتمالاته في مفهومين : والاثنين يدلان على صحة الإسلام !!!..
1-
فإما أن يكون معناه أن جنود الإسلام فقط هم المستعدين للموت في سبيل الله عز وجل وإيمانهم بالغيب والحق الذي عرفوا : وذلك بخلاف كل الأمم والأديان والمذاهب الأخرى :
فهذا يدل على تميز الإسلام بما لم يتميز به أحد : وأنه بلغ من صدقه أن يبذل فيه المؤمنون به : ليس مالا ولا طعاما ولا لباسا ولا ولا ولا ولا :
ولكن يبذلون فيه أرواحهم !!.. وهي أغلى ما يملكه أي إنسان !!!!..
2-
معلوم أن كل حرب يكون الموت فيها هو أحد أقوى الاحتمالات المطروحة !!!.. لأن الذاهبين للحرب لم يذهبوا لنزهة !!.. ولا للرياضة !!.. ولا للتشمس على شاطيء البحر !!!.. ولكنها (حرب) !!!.. يعني قتال !!!..
والسؤال :
إذا كان ذلك كذلك بالنسبة لكل الحروب :
فما الذي ميز المسلمين عن غيرهم ؟!!..
ما الذي ساعد على سرعة فتوحاتهم شرقا وغربا حتى أنه لم تمض خمسون عاما حتى وصلوا لحدود الصين وحدود المغرب !!!!..
هل كانت هناك بلاد تنتظرهم كفاتحين مما سمعوه عنهم وعن دينهم من عدل وتمدن وحضارة وحرية معتقد بالفعل ؟!!..
هل صحت النقولات التي نقلتها في المداخلتين السابقتين حقا ؟!!!..
------------------
يقول (غوستاف لوبون) في كتابه (حضارة العرب ص127) :
" إن القوة لم تكن عاملاً في انتشار القرآن .. فلقد ترك العرب : المغلوبين أحراراً في أديانهم !!.. فإذا حدث أن انتحل بعض الشعوب النصرانية الإسلام .. واتخذ العربية لغة له : فذلك لِـما كان يتصف به العرب الغالبون من (ضروب العدل) الذي لم يكن للناس عهد بمثله !!!.. ولـما كان عليه الإسلام من (السهولة) التي لم تعرفها الأديان الأخرى " !!..
ويقول أيضا :
" وما جهله المؤرخون أن (حِلم) العرب الفاتحين و (تسامحهم) : كان من (الأسباب السريعة) في اتساع فتوحاتهم وفي سهولة (اقتناع) كثير من الأمم بدينهم ولغتهم !!!!.. والحق : أن الأمم لم تعرف(فاتحين رحماء متسامحين ) مثل العرب . ولا ديناً سمحا مثل دينهم " !!..
ويوافقه المؤرخ (ول ديورانت) فيقول في كتابه (قصة الحضارة) :
" وعلى الرغم من منهج التسامح الديني التي كان ينتهجها المسلمون الأولون .. أو بسبب هذا المنهج : اعتنق الدين الجديدَ (معظم) المسيحيين .. وجميع (الزرادشتيين والوثنيين) إلا عدداً قليلاً منهم !!!.. واستحوذ الدين الإسلامي على قلوب مئات الشعوب في البلدان الممتدة من (الصين وأندنوسيا) إلى (مراكش والأندلس) !!!!.. واستحوذ على خيالهم .. وسيطر على أخلاقهم !!.. وصاغ لهم حياتهم .. وبعث آمالاً : (تخفف عنهم بؤس الحياة ومتاعبها) " !!..
أظن في ذلك إجابات كافية لفضح وكشف تخرصات الزميلة وتدليساتها في هذه النقطة كذلك ...
ويتبع حين يتيسر إن شاء الله تعالى ...
-----
Abo Hob
35...
النقطة السابعة :
ادعاءها أن الحضارات التي أتى عليها الإسلام كانت متطورة أصلا ومتقدمة ..
أقول :
وهذا القول يصح : إن قلنا أن لكل أمة حضارتها .. ولكن حضارات الأمم تتفاوت بين القوة والضعف وبين ازدهار بعض المعالم المعينة على حساب معالم أخرى (يعني ازدهار الفلسفة على حساب العلم التجريبي مثلا أو العكس أو الدين على حساب الجميع وهكذا) ..
وفي هذه الحالة نقول :
أنه لو صح كلام الزميلة وقصدت به سحب كل إنجازات الحضارة الإسلامية لخلعها على الحضارات الأخرى السابقة عليها :
لكان اتهاما منها لكل المؤرخين غير المسلمين والمفكرين والباحثين والفلاسفة والعلماء الذين نسبوا تلك الإنجازات للحضارة الإسلامية : لكان وصفا لهم جميعا بالغباء والجهل الشديد ذلك أنه كان يفترض بهم أن ينسبوها لحضارات أخرى بدلا عن حضارة الإسلام !!!!..
وهنا نسأل :
هل نكذب كل هؤلاء المعروفون في التاريخ : ونصدق الزميلة التي لا نعرف عنها شيئا ولا ظهر منها أصلا أي شيء يدل على علم ولا فهم ولا سعة اطلاع ؟!!!..
طيب .......
هل يعقل أن يتفق كل أولئك - وهم غير مسلمين أصلا - على أن يمدحوا الحضارة الإسلامية بمثل ما مدحوا وأن ينسبوا لها كل هذه الإنجازات والأفضال على البشرية ؟ هل فعلوا ذلك من أجل الرشاوي مثلا ؟!!.. هل يتقاضون أجورا على الكذب ونشره مثلما يحدث مع رؤوس صفحات الإلحاد ومواقعه وصفحاته ؟!
أعتقد أن كل ذلك محض افتراءات سمجة : لم تقدم عليها الزميلة أي دليل !!
وأما عمليا :
فباستعراض تلك الإنجازات :
لا نجد مثيلا لها في الحضارات السابقة !!!.. بحث وأبحاث واكتشافات وأبواب علوم كاملة لم تظهر إلا في الحضارة الإسلامية مثل علم التسيير (الحركة الذاتية) والبصريات والدورة الدموية وغيرهم مما ذكرته من الأوليات في مشاركات سابقة وتغاضت الزميلة عنه كله !!.. ونعم : كان لهذه الحضارات السابقة إنجازات في علوم مثل الفلك أو الفلسفة أو التشريح إلخ ولكن :
لم ترتقي أبدا للطفرة المشهودة التي قامت على أيدي المسلمين حينما قاموا بتنقية كل ما فات من علوم هؤلاء من سلبيات التفكير والافتراضات الباطلة التي لا تقوم على دليل :
ثم صاغوا كل ذلك برغبة مدفوعة بدافع الدين للتعلم والتبصر والاكتشاف في كل شيء من حولنا تطبيقا لما شحذ به القرآن والسنة الهمم على العلم والتدبر الذي سيوصل المسلمين يقينا لله ولخير الإسلام والمسلمين وخير البشرية ونفعها !
كل ذلك جعل من نهضة المسلمين شيئا فريدا شهد له القاصي والداني .. وتميزوا بروح حضارية ترفع من شأن العلم والصدق في التجربة ودقتها : لم تتميز فيمن كان قبلهم ... وكل ذلك يدل المتبصر على هذا التفرد تماما :
كما نرى أمريكا اليوم أو أوروبا ترتقي فيها العلوم التجريبة مقارنة بالعالم العربي أو الإسلامي او الأفريقي إلخ .. هنا نحن نوقن أن هناك اختلافا في تلك البلاد عننا ..
# دعم مادي للبحث العلمي # تشجيع للكفاءات # جوائز وهبات للمتميزين والمخترعين والمكتشفين إلخ إلخ إلخ ..
وهذا تماما ((بعض)) ما فعلته الحضارة الإسلامية في وقتها بجانب ما ذكرناه : وجزء صغير من شخصيتها ....
يتبع ...
-----
Abo Hob
36...
ولعل من أقوى الأدلة على تميز الحضارة الإسلامية وتميزها الزمني (كما وكيفا) بين المسار الزمني لكل الحضارات من حولها :
هو سرعة بزوغ نجمها وحجز مكانها الفريد في تاريخ البشرية في أقل من 200 عام فقط !!!!.. وهو ما لم يحدث في تاريخ العالم من قبل !!!..
وكان لدافع البحث في كل العلوم النافعة والترجمة عن السابقين مع استبعاد الخرافات والخزعبلات والأخطاء وتمحيص المعارف بالتجريب وليس مجرد النقل كما كانت تفعل تلك الحضارات عن بعضها البعض :
كان لكل ذلك أكبر الأثر في سرعة هذا البزوغ ولمعانه : ثم بقاء أثره متزايدا وإلى وقت قريب ....
وبالنظر في الحضارات السابقة التي تريد الزميلة وضعها رأسا برأس بالحضارة الإسلامية بغرض انتقاص الأخيرة فأقول :
كانت أغلب إنجازات الحضارات السابقة علميا هي إنجازات فردية بأسماء معلومة .. وأما الوعي الجماعي لتلك الحضارات (من مصر القديمة لليونان لبابل للهند) : فكان ممزوجا بالكثير من الطقوس الوثنية والدينية المحرفة أو الخرافية ...
يعني مثلا إذا جئنا لأوروبا كأقرب مثال ..
نجد أن سيطرة الكنيسة في العصور الوسطى (أو العصور الظلامية) ومعاداتها للعلم والعلماء : تهدم كل تدليسات الزميلة وخلطها المغلوط !!!..
ولو تذكرون الفيلم الوثائقي الألماني (علوم الإسلام الدفينة وسر تفوق المسلمين) الذي أشرت إليه من قبل : فسوف أنقل لكم منه بعض الاقتباسات لتروا حال هذه الحضارات الآفلة وقت ظهور الإسلام وبزوغه ..
# يظهر الفيلم رسالة مفادها :
أن المسيحيين كانوا يمارسون التجسس الصناعي على نطاق واسع , وكانت الكنيسة ترى في تقدم المسلمين صنيعة شيطانية , بل انها كانت تمقت ممارسة الطب الاسلامي وقام رؤساؤها باخفاء علوم اسلامية لمئات السنين بل حتى يوم الناس هذا ..
# شهادة المستشرق التركي "فؤاد سازغين" الذي قال بأن هذا الدين الجديد يدفع الناس الى الابتكار والابداع والنتيجة هي وجود أناس مبدعين , فالنجار أو راعي الابل يستطيعان أيضا أن يكونا من العلماء..
# في القرن 12 م اخترع الجزري العديد من الأجهزة الميكانيكية , وكان من بينها أول قفل خزانة محكم بأربع مفاتيح مشفرة باثني عشر حرفا ..وقد وضع لذلك رسما علميا مازال محفوظا في واحد من أهم مخطوطاته . وكان الجزري يخبئ داخل خزانته المشفرة كتابا عظيما يشرح فيه نتاج معرفة الثقافة الاسلامية من خلال تضمين مخطوطه اختراعات مثيرة لعلماء مسلمين لم يتعرفها أحد من قبل .
# المؤرخ الألماني "توماس شوتز" يقول في تعليقه على تلك الاختراعات والنهضة العلمية الإسلامية : أن العلوم استخدمت من أجل أن يكون الاسلام ذي مكانة عالية ومن أجل ممارسة العبادات على أحسن وجه.. ونسمع تعليقا في الفيلم يقول :
الساعات التي اخترعها المسلمون في تلك الحقبة كانت فخمة ومزخرفة وهدفت الى الحفاظ الدقيق على مواعيد الصلاة كما رمزت أيضا الى مظاهر تقوى وخشية حكام تلك الحقبة الاسلامية .
# وأما عن السائل الحارق (النار اليونانية) الذي اخترعه ابن الأثير وأستاذه بهاء الدين الجزري لاستخدامه في حروب الصليبيين : فقد قام منتجو الفلم باستجواب عالم الحراريات الألماني "بيتر روتر" حول فاعلية السائل المذكور , فانتهى به الاقرار الى صعوبة اطفاء خلطته الكيميائية باستعمال المياه بعد أن قام شخصيا باعادة تصنيعه في مخبره بمدينة ميونيخ الألمانية ..
# ويمر الفلم على تقنية حربية أخرى أعدها الجزري , حين قام بتحضير ماسمي بالمسحوق الأسود , وهو ماكان بمثابة المادة المتفجرة بحسب تجارب محاكاة قام بها العالم الألماني "بيتر روتر" .
# الأستاذ بهاء الدين الجزري صنع على تلك الحقبة صواريخ قصيرة المدى لاطلاق المادة المذكورة , وقد عرفت لاحقا باسم الصواريخ العثمانية ..
صواريخ قصيرة المدى قام عالم الحراريات روتير باعادة تصنيع نموذج مصغر منها , ليشرح لمشاهدي الشريط ذكاء وعبقرية صانعيها ..
# وأما الاعتراف الصادم لما كان عليه الطب في أوروبا العصور المظلمة : فيسوقه منتجو الفيلم في واقعة أوامر صلاح الدين بمعالجة ريتشارد قلب الأسد الذي فشل أطباؤه معه في مرضه !!.. حيث في الوقت الذي كان الأوروبيون في تلك الحقبة يعالجون مرضاهم عن طريق السحر والصلوات , ويذهب بعضهم الى حلق رأس المريض النفسي واستزراع صليب تحت جلده كما يرد في مادة الفلم , في الوقت ذاته برع الأطباء المسلمون في اجراء العمليات المعقدة على العظام والأعضاء الداخلية , اذ طوروا أجهزة لفحص المرضى وقيس كميات الدم المفصود , حتى أن الخبير الألماني Lutz Kottbad أعاد تصنيع جهاز طبي استخدمه المسلمون قبل أكثر من ثمانية قرون ...
هذا فقط غيض من فيض ....
ولو أرادت الزميلة التوسع في ذلك لتوسعت ...
سواء في أسماء علماء مسلمين مخترعين ومكتشفين وصانعي آلات ومطوريها .. أو في اعترافات غير المسلمين المنصفة عن تميز حضارة الإسلام وشخصيتها الفريدة .........
يتبع بباقي النقاط يإذن الله تعالى ...
-------
Abo Hob
37...
النقطة الثامنة :
الطعن في علماء المسلمين لأنهم ليسوا علماء دين أو ملتزمون 100 بال 100
بداية أقول :
هذا الطعن وحده هو إعلان هزيمة من جانب الزميلة المتخبطة تارة في إثبات تفوق علماء المسلمين وتارة في نفي ذلك !!..
حيث حاولت تارة أخرى أن تطعن في كونهم ليسوا ملتزمين 100 في ال 100 وأن منهم من كان يسمع موسيقى ويفعل كذا وكذا .... ومنهم من رمي بالفسق أو الزندقة أو الإلحاد إلخ ...
والجواب :
أننا قد أوضحنا من قبل أن سر تميز الحضارة الإسلامية ليس في الرجال أنفسهم - والذين هم موجودون في كل مكان وزمان - وإنما في الحضارة الوليدة التي احتضنت العلم والعلماء وشجعتهم ووجدوا فيها كل بذل وعطاء وتقدير من جهة البحث العلمي والحث عليه !!!..
وأما بالنسبة لأشخاص العلماء أنفسهم :
فنعم .. لا يدعي أحد أنهم كانوا ملتزمين 100 بال 100 !!.. ولا غيرهم من سائر علماء الدين أصلا : ولا أي أحد مؤمن إلا من عصمه الله تعالى من رسله وأنبيائه !!!.. وإلا ما قال رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم :
" كل بني آدم خطاء .. وخير الخطائين التوابون " أخرجه أحمد وغيره ..
فالطبيعة البشرية طبيعة ضعيفة في الأصل وقد ابتلاها الله تعالى بنفس تميل إلى الطين والشهوات إلا من رحم ربي .. وفي ذلك يتفاوت الناس ...
ولكن :
هل قال أحد أن الذنوب (مهما بلغت) فهي تقدح في الدين بل وفي حب الله ورسوله : وقبل أن تستخدمها الزميلة للقدح في العلم الدنيوي والمخترعات والمكتشفات التي هي عندنا ليست أهم من الدين ؟!!..
وأنا هنا سأضرب لها مثالا من عهد النبي نفسه صلى الله عليه وسلم !!.. ولن أتحدث عن سماع الأغاني أو المعازف بل دعونا نبدأ بشرب الخمر !!.. وليس مرة واحدة وإنما تكرر ذلك الذنب ممن ضعفت نفسه عنه فماذا كان ؟
نقرأ في صحيح البخاري عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
" أن رجلا على عهد النبي صلى الله عليه وسلم كان اسمه عبد الله وكان يلقب حمارا وكان يضحك رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان النبي صلى الله عليه وسلم قد جلده في الشراب فأتى به يوما فأمر به فجلد ، فقال رجل من القوم اللهم العنه ما أكثر ما يؤتى به ، فقال النبي صلى الله عليه وسلم لا تلعنوه فوالله ما علمت إلا أنه يحب الله ورسوله " !!!..
حسنا .. وماذا عن الزنا ؟؟..
والذي رغم أن للمسلم أو المسلمة أن يستتر بستر الله له إذا وقع فيه : إلا أن بعض الصحابة آلى على نفسه إلا أن يحد فيه بحد الله عز وجل حتى لا يلقاه وعليه من وزره شيء !!!..
فها هي الغامدية أتت لتعترف للنبي بزناها - وهي متزوجة - وتطلب منه بنفسها أن يرجمها حدا من حدود الله !!.. والأعجب أن تلك العزيمة على التطهر منها لم تفتر بعد أن أمهلها النبي لتضع حملها من الزنا ثم كفالته - وليس إجهاضه وقتله البشع كما يفعل أرباب الحضارة والتمدين الملاحدة والعلمانيين في الخارج - ثم أمهلها لترضعه وتفطمه !!..
وكل ذلك لم يثنيها عن رغبتها في التطهر من ذنبها بحد الله !!!..
فلما رجموها وسبها أحد الصحابة فقال له النبي :
" والله لقد تابت توبة لو تابها صاحب مكس لقبلت منه " .. كما في صحيح مسلم ..
ولما شرع النبي للصلاة عليها ويسأله عمر رضي الله عنه :
" تصلي عليها يا نبي الله وقد زنت " ؟! فيرد عليه النبي :
" لقد تابت توبة لو قسمت على سبعين من أهل المدينة لوسعتهم !! وهل وجدت توبة أفضل من أن جادت بنفسها لله تعالى " ؟!!
إذن :
محاولة الزميلة للطعن في إسلام هؤلاء الأعلام والعلماء : هي فاشلة في مهدها !!.. فإذا علمنا أن الأوصاف الشديدة التي قيلت في بعض هؤلاء العلماء كانت بسبب بدعهم في الدين - مثل أن يكون العالم رافضيا شيعيا أو مشتغلا بالفلسفات الباطلة بجانب العلوم التي يتقنها إلخ - : لعلمنا أن ذلك أيضا لم يكن بالصورة التي تخيلتها الزميلة أو أرادت تمريرها للمتابعين !!..
بل حتى لفظ (الإلحاد) لم يكن بمعناه الشائع اليوم وهو إنكار الخالق والإله بالكلية - فهذا لا يعتقده إلا أغبى الناس - وإنما بمعناه الشرعي وهو الميل عن الحق وعن جادة الدين والعقيدة والتوحيد ونفي المثلية والمشابهة لله ..
وأما عن أهم وأشهر التهم لهؤلاء العلماء :
فأتركها للمداخلة التالية ..
يتبع ...
------
Abo Hob
38...
بالنسبة لمستوى ثقافة شبابنا المسلم في مواجهة أكاذيب الملاحدة وغيرهم : فهي لا ترقى للأسف في أغلبها إلى مستوى الرد فضلا عن التأثر بها !!.. ولذلك أنصح كل من واجهه طعن في عالم إسلامي مشهور : أن يبحث بنفسه في شبكة الإنترنت عن سيرته : ليجد أن الطاعنين قد عرضوا أجزاءً منها : وأخفوا أجزاءً أخرى متعلقة بتدينه واهتمامه بالدين أو حتى محاولته لربط الفلسفة والعلم بالدين حسب اجتهاده وتصوره ..!
وذلك مثل الذين اقتطعوا بعض الأجزاء من سيرة الكندي وابن النفيس مثلا لتصويرهم على أنهم كانوا كافرين بالإسلام !!!.. رغم أن الاثنين كانوا يعملون للإسلام ومن داخل الإسلام ومحاولة ربط الفلسفة به - أصابوا أم أخطأوا - !
وكذلك وجب التنبيه إلى أن هناك بعض الكتب التي كان يتم نسبتها إلى بعض العلماء وهم لم يكتبوها وفيها طعن في الدين - وقد أشرت من قبل إلى ذلك - .. أو تشابهت أسماء كاتبيها بأسماء هؤلاء العلماء عمدا أو صدفة .. وذلك لأن الأمر في الماضي منذ أكثر من 12 أو 11 قرن من الزمان لم يكن بالسهولة والوضوح التي نعرفها اليوم في أمور الكتابة والتأليف ونسخ الكتب وانتشارها وحقوق النشر - وذلك معروف حتى في كتب ومؤلفات الدين واللغة والأشعار - فوجب الحذر ..!
فعلماء الدنيا مثلهم مثل سائر المسلمين : فيهم من الحسنات والسيئات ما فيهم .. وإن وإذا كنا نقبل ذلك من العلماء الكفار !!.. ولا يتداخل ذلك بذاك :
فقبوله من علماء الإسلام أولى !!!..
مع العلم بأن كثيرا من سيئاتهم كانت باجتهاد منهم .. مثل مسألة الموسيقى مثلا .. بل ومفهوم سماع الموسيقى نفسه يختلف في زمانهم عن زماننا !!.. حيث كان يطلق وصف الموسيقى على كل حسن الصوت ولو من غير معازف !.. وللحسن ابن الهيثم رحمه الله الكثير من الكتابات عن الموسيقى بهذا المعنى أي : تأثير الأصوات الحسنة من إنشاد وحداء على نمو النباتات والحيوانات وتحسين إنتاجيتهم !!!... حيث سبق بذلك عصورا وقرونا من أبحاث اليوم الحديثة !!!..
هذا مثال واحد عن التدليس واستغلال جهل عامة الناس بمدلولات الكلمات التي يسوقها الملاحدة في طعوناتهم وشبهاتهم !!!..
ولذا أعيد وأكرر :
على المسلم ألا يستسلم للشبهات وخاصة عندما تأتي من ملاحدة لا خلاق ولا أخلاق لهم !!!.. ولا قيم ولا مباديء تمنعهم من التدليس والتزوير والغش والخداع !!.. ولا أوامر دين حتى تأمرهم بإخلاص البحث وعدم ترويج أي كلام ونشره إلا بعد التثبت منه !!!..
لإكل ذلك في حقهم هباء منثورا !!.. ومن يرى جرأتهم على الكذب وعدم اعترافهم بذلك حتى أو اعتذارهم منه - وكما وقع مرات مع الزميلة عندما تحديتها نقاش ما تنشره من أكاذيب وسفاهات في صفحتها الخاصة - :
فرفضت - لعلمها بمدى تفاهة الطرح الذي تطرحه هي وغيرها وكذبه - !!.. وفي نفس الوقت لم تعتذر او تعترف بالخطأ !!!..
إذن :
الحذر الحذر من تقبل كلام هؤلاء وكأنه مسلمات أو نتوسم فيه الصدق !!..
بل نبحث .. والعم جوجل ما بيبخلش علينا اليوم !!.. ولا الخالة ويكيبديا كمان
وكل عالم من علماء الغسلام سنجد له صفحة كاملة فيها ما يخفيه الملاحدة في أطروحاتهم لتشويه الإسلام والعلماء والتهويل من طعن البعض فيهم !!..
ولدكتورنا الحبيب السرداب د.هيثم طلعت موضوعا رائعا بعنوان :
(( لا يوجد في تاريخ أُمة الإسلام ملحد واحد ))
فيه من الأدلة والبراهين والمعلومات ما خفي عن الكثيرين اليوم .. ومما لو عذرنا فيه العلماء القدامى عندما جهلوه : فلا عذر لنا اليوم وقد تجمعت لدينا المصادر أكثر منهم وأوثق !!!..
وفي نهاية هذه النقطة .. ورغم كل الخلاف الذي بين شتى فرق المسلمين التي لم تنكر معلوما من الدين بالضرورة عمدا وعنادا أو كفرا .. فإننا لا نكفر أحدا بعينه وباسمه ممن صلى لله تعالى واتبع قبلة المسلمين وحسابه على الله .. إن شاء غفر له وإن شاء عذبه ثم أدخله الجنة بصدق إيمانه .. وهو ما اختاره شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله حينما قال في درء تعارض العقل والنقل 1/ 95 :
" والذي نختاره : أن لا نكفر أحدا من أهل القبلة " ..
يتبع ..
------
Abo Hob
39...
النقطة التاسعة :
ادعاءها بأن قائمة المخترعات والاكتشافات الإسلامية لا تمت للإسلام بصلة ..
أقول :
وهو كلام ساقط من أول نظر !!.. بل يبعث على الضحك الحقيقة !!..
وكان يصح قولها مثلا لو كانت اختراعات المسلمين هي المجلات الإباحية وطرق تصنيع الخمر والويسكي وابتكار رقصات جديدة أو الموضات العارية ؟!!..
فساعتها كنا سنوافقها بأنه بالفعل هذه الاختراعات لا تمت للإسلام بصلة !
وسيكون ذلك أكبر دليل على صحة كلامها بأن الذين اخترعوا في الإسلام لم يكن هدفهم الدين ولا ما يحث عليه الدين من النفع العام حتى !!!..
فهل ذلك صحيح ؟!!..
بالطبع سبق معنا أقوال منصفين من غير المسلمين أنفسهم تؤكد على أن الدافع الأقوى من خلف الاختراعات الإسلامية كان الدين والعبادات وغيرها وضبط الحساب (كما في المواريث) وغيرها !!!..
وبما عاد بالنفع على العالم كله في شتى مجالات : الطب - الجراحة - الكيمياء - الرياضيات - البصريات - الفيزياء - الفلك ..
بل حتى قواعد علم الحديث تعد مبهرة ولم تدانيها أي قواعد تثبتية في نقل الروايات والحكايات إلى اليوم في أي مكان في العالم !!..
وكذلك علم التاريخ .. ويكفي أن مقدمة ابن خلدون تعد وحدها آية في العقلانية الإسلامية ومدى توسع نظرتهم للامور وشموليتها بما لم يكن يعرفه العالم قبلها !
وأيضا الفلسفة والمنطق والرد على الفلاسفة والمنطقيين وعلماء الكلام .. لم يرى العالم أغزر منه انتاجا ولا أصدق منه منهجا ولا أقوم منه توازنا بين العقل والنص وتقعيد الإيمان بالغيب والاحتجاج بالبدهيات العقلية في كل ذلك مثلما وقع من أكابر علماء الإسلام وبخاصة أهل السنة والجماعة وعلى رأسهم شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله ..
ولعله من المفيد إعادة ذكر بعض الاقتباسات هنا لعدد من أولئك المنصفين بخصوص العلوم الإسلامية ..
يقول كبير مؤرخي علم الشفرة : دافيد كان :
" إن علم الشفرة : علم عربي إسلامي : ولد بينهم : ونُسب إليهم السبق في اكتشاف طرق حلِّ الشفرة وتدوينها قبل الغرب بمدة طويلة ! وأن ريادة العلماء المسلمين في هذا المجال إنجاز تاريخي غير مسبوق ! " ..
وتشهد كتب التراث الإسلامي أن الكندي سبق الإيطالي ألبرتو بسبعة قرون في علم الشفرة !!!.. كما أن الكندي هو أول من عرف استعمال طرق الشفرة مثل : البعثرة والاستبدال أو التعويض .. وأن ابن الدريهم : هو أول من عرض الشفرة باستعمال شبكة أو شاشة : وقبل أن يعرف الغرب هذه الطرق والوسائل بقرنين من الزمان !..
ومن الفيلم الوثائقي الألماني علوم الإسلام الدفينة الذي أشرنا إليه من قبل .. يقول المؤرخ الألماني توماس شوتز في تعليقه على المخترعات والاكتشافات الإسلامية :
" أن العلوم استخدمت في ذلك الوقت من أجل أن يكون الاسلام : ذي مكانة عالية .. ومن أجل ممارسة العبادات على أحسن وجه "
وأكتفي بهذه الإشارات ...
يتبع ..
-----
Abo Hob
40...
النقطة العاشرة (هانت : فاضل نقطتين
ادعاءها أن المسلمين يلزمهم للتقدم مئات السنين (400 سنة على الأقل) !
أقول :
قد تقدم المسلمون في أقل من 150 سنة منذ موت النبي : بما لم تفعله أمة في تاريخ البشرية : حضاريا وعسكريا وثقافيا ومدنيا وطبيا وعلميا وفلكيا !!!!..
وقد مر بنا أوائل كل ذلك وخصوصا حركة الترجمة الكبيرة التي نشطت في بغداد الخلافة العباسية من كل الأمم واللغات المجاورة لدولة الإسلام !!!..
كل ذلك في الوقت الذي :
لم يكن فيه وسائل اتصال إذاعي أو هاتفي : ولا تليفزيونات ولا قنوات محلية أو فضائية ولا إنترنت ولا مكتبات واسطوانات ليزر وأقراص صلبة تحتوي على ألوف الكتب في حجم بطن اليد !!!..
فماذا لو أرادات الأمة النهوض اليوم وكل ذلك متوافر ؟
ماذا وخصوصا وأن الدين واحد لم يتغير : والعزيمة والحث والتشجيع على العلم هي هي في نصوص القرآن والسنة تنتظر فقط من يفعلها !!..
والجواب :
يظهر بوضوح في نظرة واحدة مما تقوم به دول الغرب والشرق الكافرين إزاء أي دولة تريد أن تنهض بالإسلام وبالحق وتنشق عن تبعيتها المقيتة لذيول الكفار تعليما وإعلاما وسياسة وزراعة وصناعة ودواء وسلاح !!!..
مصر كمثال : وما حدث فيها قد فضح كل الشعارات الكاذبة للعلمانية والليبرالية والديموقراطية العالمية وتم إلقاء رأي الشعب (غالبية الشعب وصفوته وعقلاؤه) في القمامة : وتم إلقاء المخلصين والصادقين والوطنيين والعاملين والمعارضين والعلماء في السجون والمعتقلات : وتم تكميم أفواه الإعلام الصادق والمعارض وتم تمرير ((الانقلاب العسكري)) رسميا تحت سمع وبصر ((عصابة)) الأمم المتحدة والصهيوأمريكان وأوروبا المستعمرات البالية !!!..
وبالنظر لما حققه رئيس مسلم محترم مخلص واحد لبلاده في فترة عام (وهو الرئيس مرسي) ورغم الضغط وقذارة المواجهة والاضطرابات المسيسة والإعلام الكذاب والمخابرات العميلة والقضاء المتواطيء والشرطة االسارقة :
نفاجأ بارتفاع ملحوظ في كل ما يفرح أي مواطن شريف أن يراه في بلده !!!.. بل وبفتح باب الكفاءات الوطنية والعلمية لحرية الإبداع في وطنها بعدما كانت لا تجد أغلبها متنفسا إلا في الخارج !!
حيث في عام واحد فقط كان الرجل ماضيا في الاكتفاء الذاتي من وقود وزرع وغذاء ودواء وسلاح واجتثاث جذور الفساد الناهبة لخيرات البلد والمتواطئة مع الخارج في مص دماء المصريين !!!.. فما بالنا بخمسة أعوام ؟ عشرة ؟ خمسين ؟!
هذا مثال واحد فقط على سطحية كلام الزميلة والتي تلقي الكلام على عواهنه - أو تنقله كما تعودنا منها بغير تفكير - فتصيبنا بالضحك !!!
وهذه تركيا التي أوغلوها في العلمانية المتفسخة أخلاقيا وحاولوا بشتى الطرق القذرة والخبيثة سلخ شعبها المسلم من لحمة الدين :
صارت اليوم تتصدر أغلب إنجازات أوروبا وتضاهيها في القوة تحت حكم الإسلاميين بها - وإن كان إسلامهم لم يزل مشوبا بالعلمانية تحت حماية الجيش وريث اتاتورك -
والشاهد :
اعطينا دولة إسلامية بلا كلاب وذئاب تنهش فيها من الداخل والخارج : وأنت ترى في ظرف 4 أعوام فقط ((وليس 400)) دولة تتصدر العالم في كل شيء !!..
والله يستر على تركيا من كيد الأعادي المتربصين بها من أساطين العرب والعجم !
والله المستعان ..
يتبع ...
------
Abo Hob
41...
النقطة الحادية عشر :
ادعاءها أنه كلما انتشر الدين انتشر التخلف ولذلك الدول العربية الآن متخلفة ..
أقول :
بل العالم كله عاش في كنف الأديان لآلاف السنين شرقا وغربا : ومن أصحاب الأديان خرجت الأعمال الأدبية والكتابات والتأصيلات الأخلاقية وترعرعت الفنون وانضربت أروع الأمثلة في الأخلاق غير الذاتية مثل الإيثار والتضحية والشجاعة والإقدام والرحمة والحياء : وهو ما لا تعرفه حياة الملاحدة ولا عقيدة الزميلة الملحدة ولا مادياتها العقيمة !!
أيضا من هذه الحضارات والأمم الدينية - وإلى اليوم - خرج جل العلماء والمفكرون والمخترعون والمكتشفون !!!..
ولم يعرف العالم ملحدا منكرا للرب الخالق إلا مجادلا مهتزا متشككا في وجوده نفسه !!.. فكيف بهؤلاء أن ينيره العالم ؟!!..
فالدين كلما انتشر حمل في طياته الأخلاق والآداب والحث على مراقبة الله والخوف من الحساب ...
فماذا وقع عندما انتشر الإلحاد ؟!!..
ذاك الذي يفاضل بين الناس بالجنس واللون فيجعل منهم الأقرب للقرود ويجعل منهم الجنس المتفوق ؟!!!..
ذاك الذي ينظر للحياة نظرة العبثية والعدمية ؟ وينظر للدماء والأرواح على أنها لا شيء ولا تساوي شيء في سبيل شهواته ورغباته وتحقيق كل ما يريده في دنيته الفانية إذ أنه لا يؤمن ببعث أصلا ولا حساب ؟!!!..
أقول :
إن أبشع الجرائم الوحشية و الهمجية التي وقعت في العالم كانت من طرف الملحدين ...!
فالأيديولوجيات الشيوعية = 250 مليون قتيل في قرن واحد فقط !!
قتلى الحرب العالمية الثانية من 62 حتي 78000000 والمدنيين بلغ40 حتى 52 مليون نسمه الحرب العالمية الأولى اسقطوا عشرة ملايين مقاتل وأكثر من 20 مليون جريح 13مليون مدنيين بين قتيل وجريح !!
70.000.000 أثناء حكم الرئيس ماو !!
20.000.000 في عهد ستالين !!
2.000.000 عهد بول بوت !!
عدد قتلى الهنود الحمر في أمريكا زاد عن 10 مليون وقد يكون وصل إلى 100 مليون نسمة...!!
فهل الدين هو سبب الحروب ؟
أو هل قتلى حروب كل الأديان عبر التاريخ : تساوي شيئا بجانب عمالقة الإلحاد ؟!!.. مرفق صورة بيانية توضيحية لضحايا الملحدين في العالم ..
ولا يخفى على مثقف ما كان بين هؤلاء الضحايا من أصحاب الأديان الذين ما قتلهم الملحدون إلا من أجل دينهم !!!!.. (وكوريا الشمالية اليوم كمثال وهي الدولة الملحدة رسميا في العالم) !!!..
يعني فرض أيدلوجيات بالعنف والقهر والقوة والإبادة والتعذيب !!
سواء للكفر بالأديان ..
أو امتصاص خيرات الشعوب وسرقة الأموال والاملاك واغتصاب النساء ..
وانتهاء بفرض أيدلوجيات التطور البلهاء التي أتحدى الزميلة أو كل من تعرفه أن يثبت لنا شيئا منها على أرض الواقع !!!..
وهذا المقطع هدية مني :
فماذا تريد الزميلة خرابا أكثر من هذا الخراب ؟!!!..
ألا تعلم الزميلة عقوبة من ينشر الشيوعية في أمريكا اليوم (ماما أمريكا الحريات عند الملاحدة) ؟!!!..
وأما إن تحدثنا عن دين الإسلام خصوصا :
فيكفي التفاصيل التي سردتها في النقاط السابقة وكيف اعترف المنصفون بأن الإسلام أنار العالم في أقل من قرنين من الزمان : لتنطلق بعدها نهضة حضارية شاملة في كل ما وصل إليه المسلمون من بلاد ...
وأهديك الصورة الثانية عن أحد المجرمين الذين يعترفون بأنه لمعرفتهم بأنه لا أخلاق لا دين لا حساب : فقد ارتكب جرائمه بغير ضمير !!!..
ومثلها عن دوكينز وهاريس وغيرهما من المعتوهين الذين لا يرون بأسا في الاغتصاب (يا فرحتك يا ملحدة بيهم) أو داروين الذي يرى المرأة أفضل من الكلب لأنها تبعث البهجة في البيت (فقط ؟! وهكذا هي عنده في سلم التطور أقل من الرجل !!!!.. هذا غير إباحة الشذوذ وزنا المحارم وزنا الحيوانات وكل البلايا والقرف وما يبعث على الأمراض والأوبئة الفتاكة ما شاء الله !!!..
يتبع ...
------
Abo Hob
42...
النقطة الثانية عشر والأخيرة :
ادعاءها عدم صحة تميز الاقتصاد الإسلامي وصورية بعض المعاملات البنكية :
أقول : لا ينكر منكر أن رأس مال البنوك هو المال .. فهي تأخذه (قرضا) من الأغنياء على تعهد منها برده إليهم بالزائد (وهو ربا محرم) : فتأخذ ذلك المال لـ (تقرضه) بدورها إلى الفقراء والمحتاجين على أن تأخذه منهم بأزيد مما ستعطيه للأغنياء أنفسهم أصحاب رأس المال !!!.. أضف إلى ذلك إمكانية تشغيلها لمال الأغنياء والتربح من ورائه ولو بأضعاف مضاعفة : ثم هي لا ترد منه للأغنياء إلا قيمة رأس المال مع فوائده المحرمة المحدودة القيمة ..
وكل ذلك محرم في الإسلام (أي القرض بالربا) ولذلك كان الكثير من المسلمين المثقفين يمتنعون عن وضع أموالهم في البنوك لتلك الأسباب : ولا تغريهم تعهدات البنوك بحفظ رأس المال ورده بالزائد : لأن المسلم أولا وأخيرا يتعامل مع الله عز وجل : ولن يفرق معه كثير أو قليل المال إلا إذا صحبته البركة والحلال ..
فإن البنوك تستقطب الطامعين في الكسب السهل مستغلين المال الذي آتاهم الله : ومبتعدين عن إعطائه دورته الطبيعية في الحياة والعمل وتشغيل الأيدي والتجارة والكسب الحلال بالمضاربة أو المرابحة أو المشاركة أو الإجارة أو السلم ..
فيكون الأغنياء بذلك قد ساهموا في قلب ميزان أي مجتمع إنساني بتشجيعهم عمل البنوك بالربا القذر والمحرم !!!..
حيث بدلا من أن يعطي الأغنياء الفقراء والمحتاجين وتوجد حالة من توازن العطاء والأخذ : صارت البنوك تعطي الأغنياء (فوائد) ليزدادوا غنى !!.. وتقرض الفقراء والمحتاجين لتأخذ منهم (فوائد) فيزدادوا فقرا وحاجة وضيق معيشة !!!..
وكم من أسرة هرب عائلها أو ابنها أو زوجها أو رجلها : من عبء الفائدة المحرمة من البنوك على ما اقترض بل : والربا المضاعف كلما تعرقل في سداد الفائدة الأولى : فيتم تمديد فترة السداد مع زيادة جديدة وهكذا !!!!..
ولذلك نسمع كثيرا - وخاصة في بلد مثل مصر - عن خبر عزم الحكومة أو البنك الزراعي مثلا على المسامحة في الفوائد المركبة على الفلاحين المقترضين أو صغار المستثمرين إلخ : بسبب تعرقلهم عن متابعة الربا وفوائدة المضاعفة أو المركبة !!!.. فتعود البنوك معهم لنقطة الصفر من جديد لتغريهم بدفع الأموال بدلا من سجنهم الذي لن يعيد شيئا لتلك البنوك الربوية ..
فلما كان ذلك كذلك - أي ظهور هذا الوجه القبيح للبنوك الربوية - ومع تبيان علماء الدين لحقيقتها وحرمتها وآثارها المدمرة على المجتمعات :
فقد لجأت بعض البنوك كحركة التفافة إلى إنشاء أقسام ملحقة بها أسمتها (فرع التعاملات الإسلامية) !!!.. ولعمر الله : ليس أقوى من هذا الاعتراف على أن البنك نفسه لا يعمل حسب القواعد الإسلامية وإلا ما أنشأ مثل هذا الفرع بهذا الاسم !!.. وفي هذا الفرع :
يتم الإلتزام بقواعد الفقه الاقتصادي الإسلامي ..
فيتم تسمية الوديعة وديعة فعلا (ويحرم المساس بها ولا يأخذ عليها أية فوائد إلا رسوم بنكية ثابتة على الجميع) : أو تسمية القرض قرض فعلا (ويحل المساس به واستغلاله من جهة البنك ولا فائدة ثابتة عليه كذلك) وسواء في أعمال للبنك يرتضيها المقرض (يعني أن يعرف المقرض أن البنك لن يستغلها في أعمال محرمة) وتكون بغير ربح .. أو يوافق المقرض على أن يكون له نصيب وهو : نسبة من الربح (وليس من أصل المال وهنا الفرق) ...
هذه هي أول صورة لإنشاء (فروع إسلامية) داخل البنوك الربوية لاستجلاب رأس المال الإسلامي لها .. ولكن قد حذر منها بعض الشيوخ كذلك لأن البنوك تستغل رأس المال في إقراض الفقراء والمحتاجين أو في اعمال محرمة .. اللهم إلا كان هناك شفافية وبعد عن هذا الحرام ...
وأما الصورة الثانية : فهي إنشاء بنوك إسلامية من الألف إلى الياء .. أي تلتزم أحكام وقواعد الشريعة والاقتصاد الإسلامي .. وعلى هذا تستقطب رؤوس المال الكبيرة - مثل أغنياء المسلمين والأمراء والملوك - ومثل الذين يعرفون مدى الكسب بطريقة النسبة من الربح على المشاريع الكبرى التي تدخل فيها مثل هذه البنوك ..
هذا كله ونحن نتحدث عن مسألة واحدة فقط مميزة للفقه الإسلامي وهي تحريم الربا (والذي لا يعمل به اليهود أنفسهم رغم تحريمه في كتبهم) .. فما بالنا وأن الاقتصاد الإسلامي هو اقتصاد متكامل أصلا !!!.. وكله ينظر إلى الأمور من الوجهة الدينية الربانية العادلة !!.. أي تلك الرؤية التي ترفع من شأن الأخلاق والصدق وعدم الغش ولا الاحتكار ولا بيع ما ليس بحاضر ولا جعل المال مادة للتجارة في حد ذاته إلخ إلخ إلخ !!.. وما يقابل ذلك من وجود زكاة المال الرسمية لمستحقيها مباشرة أو لبيت مال الدولة أو الحكومة (وهي نسبة 2.5% وغيرها) .. مع تشجيع الصدقات ونظام الوقف الخيري !!!..
يتبع ...
-------
Abo Hob
43...
ولذلك ينتقد الاقتصادي الفرنسي الحائز على جائزة نوبل في الاقتصاد "موريس آلي " الأزمة الهيكلية التي يشهدها الاقتصاد العالمي منذ ثلاثة عهود بقيادة الليبرالية المتوحشة" معتبرا أن الوضع على حافة بركان !! حيث بعدما نجا العالم من فخ الشيوعية والاشتراكية المجحفة : وقع في إجرام الليبرالية ورأس المال اللا أخلاقي وإباحة كل الوسائل للحصول على المال والذهب !!.. وهو ما هدد بالانهيار العالمي تحت وطأة الأزمة المضاعفة (المديونية والبطالة). فاقترح الرجل الخبير الحائز على نوبل في الاقتصاد شرطين وهما :
تعديل معدل الفائدة إلى حدود الصفر !! (يعني إلغاء الربا) !!!..
ومراجعة معدل الضريبة إلى ما يقارب 2% (وهو قريب 2.5 في الزكاة) !!!..
ولمن لا يفهم كثيرا في تلك التفاصيل :
أهديه المقطع التالي :
وأنقل لمن يجهل نصاعة ونقاء ونزاهة الاقتصاد الإسلامي النقل التالي عن أهم مزايا الاقتصاد الإسلامي لنرى كيف أنه منظومة متكاملة :
-------------------
تقوم عقيدة الاقتصاد الإسلامي على مبدأين :
أ ـ المال : المال مال الله ونحن مستخلفون فيه ومسؤولون عن اكتسابه وإنفاقه ..
ب ـ دور المال : المال هو وسيلة للتبادل التجاري ولا يجوز بيعه وشراؤه، ولا تأجيره
الاقتصاد الإسلامي جزء من الإسلام وهو مرتبط ارتباطاً تاماً بالدين فلا تنفصل الأنظمة الاقتصادية عن المبادئ والقيم والأخلاق التي جاء بها الإسلام،
الرقابة في الاقتصاد الإسلامي ذاتية قبل أن تكون خارجية، وهي بهذا أشد قوة وأكثر فعالية ، وتحقق جميع الأهداف ، وتمنع التهرب من أداء الحقوق حيث الوازع الداخلي أقوى بكثير من الرادع الخارجي الذي يمكن التحايل البشري عليه .
التوازن بين المصلحة الفردية والجماعية: والأخذ بهما وعدم إغفال إحداهما لأن الفرد والجماعة ليسا خصمين، وعند تعذر التوفيق بينهما نغلب مصلحة الجماعة،
الاقتصاد الإسلامي اقتصاد أخلاقي، ولا يفصل بينهما بخلاف الأنظمة الاقتصادية الأخرى فمن أخلاق التاجر المسلم السماحة، الصدق، الأمانة، والنصح، والقناعة، والتواضع والرحمة، والابتسامة، وغض البصر، عدم رفع الصوت.
وقد قال النبي صلى الله عليه وسلم:
(( التاجر الصدوق الأمين المسلم مع الشهداء يوم القيامة ))
وقد كان لهذه الأخلاق أثر كبير في انتشار الإسلام، ولاسيما في إندونيسيا والصين.
القواعد الاقتصادية هي موارد وملكيات خاصة وعامة:
أولاً:
المشاركة في المخاطر: وهي أساس الاقتصاد الإسلامي وعماده، وهي الصفة المميزة له عن غيره من النظم، فالمشاركة في الربح والخسارة.
ثانياً:
موارد متميزة للدولة: ينفرد هذا النظام في وجود الزكاة كمورد ينفرد به الاقتصاد الإسلامي، وهي أشبه شيء بالضرائب، لكنها ضرائب على المدخرات، لتشجع على استثمار المال بدلا من كنزه، مما يدفع عجلة الاقتصاد والإنتاج للدوران.
ثالثاً:
الملكية الخاصة: يحمي النظام الإسلامي الملكية الخاصة، فمن حق الأفراد تملك الأرض والعقار ووسائل الإنتاج المختلفة مهما كان نوعها وحجمها، بشرط أن لا يؤدي هذا التملك إلى الإضرار بمصالح عامة الناس ، وألا يكون في الأمر احتكاراً لسلعة يحتاجها العامة وهو بذلك يخالف النظام الشيوعي الذي يعتبر أن كل شيء مملوك للشعب على المشاع .
رابعاً:
الملكية العامة: تظل المرافق المهمة لحياة الناس في ملكية الدولة، أو تحت إشرافها وسيطرتها من أجل توفير الحاجات الأساسية لحياة الناس ومصالح المجتمع، وهو يخالف في ذلك النظام الرأسمالي الذي يبيح تملك كل شيء وأي شيء.
نظام المواريث في الإسلام، يعمل نظام المواريث على تفتيت الثروات وعدم تكدسها، حيث تقسم الثروات بوفاة صاحبها على ورثته بحسب الأنصبة المذكورة في الشريعة.
وكذلك من خصائص الاقتصاد الإسلامي
الصدقات والأوقاف وتعد من خصائص الاقتصاد الإسلامي التي تعمل على تحقيق التكافل الاجتماعي ، وتغطية حاجات الفقراء
تغليب المنفعة العامة على المنفعة الخاصة عند التضارب
مراقبة السوق، ولكن دون التدخل في تحديد السعر، عن طريق بما يسمى بالمحتسب
الشفافية حيث منع النبي التجار من تلقي القوافل القادمة الغريبة عن البلد والشراء منهم قبل أن يعلموا السعر الحقيقي داخل البلد .
يتبع ...
-------
Abo Hob
44...
المحظورات في النظام الاقتصادي الإسلامي هي:
أولاً:
تحريم الربا بكل أنواعه في الشرع.
ثانياً:
تحريم الاحتكار لما فيه من الإضرار بمصالح العامة
ثالثاً:
تحريم الاتجار في القروض مثلما تفعل البنوك . ومنه تحريم بيع ما لا يمتلكه الفرد، وذلك لمنع المخاطرة أو المقامرة وهو ما اهلك البنوك الصغيرة في الخارج ..
رابعاً:
تحريم بيع الغرر: وهو بيع غير المعلوم، مثل بيع السمك في الماء أو أنواع المقامرة التي نراها منتشرة في مسابقات الفضائيات، وشركات الهواتف، اتصل على رقم كذا لتربح أو أرسل رسالة لتربح، وهي كلها من صور المقامرة التي حرمها الله عز وجل .
خامساً:
تحريم الاتجار في المحرمات كالخمور والمخدرات والدعارة والمواد الإباحية إلخ المختلفة، وغيرها من المحرمات.
الأدوات الاستثمارية في النظام الإسلامي
أولاً:
المضاربة: وهي توزيع الأرباح على أساس نسبة محددة من الربح
ثانياً:
المرابحة: وهي أن يقوم صاحب المال بشراء سلعة من أجل بيعها بسعر أعلى، سواء كان هذا البيع الأخير آجلا أو تقسيطاً أو نقداً.
ثالثاً:
المشاركة: سواء بالمال أو الجهد، ويتشاركون في تحمل الربح والخسارة.
رابعاً:
الإجارة: أن يشتري صاحب المال، أو المستثمر عقاراً، أو معدّات بغرض تأجيرها.
خامساً:
السَـلَم: وهي الصورة العكسية للبيع الآجل، ففيها يتم دفع المال مقابل سلعة آجل. على أن تكون السلعة محددة وموصوفة وصفا يرفع الخلاف.
ولمن أراد الوقوف على وجه قبيح من أوجه الاقتصاد العالمي - إن كان يفهم في الاقتصاد حقا - فليشاهد هذا الفيديو :
انتهيت ...
وأرجو إن أرادت الزميلة استكمال المناظرة أن تلتزم بحوار له كيان ومنطق وسؤال سؤال وإلا فليتم غلق المناظرة لانشغالي الفترة القادمة .. ولعدم حاجتي بمناظرة من جهل ألف باء إسلام وعلم وتاريخ ثم لا يستطيع كف يده ولسانه عن سب وانتقاص الإسلام والمسلمين
بالتوفيق ...
--------
Mutassim Abdalwahab
هذه المناظرة حقها ان تنشر كمثال للمناظرات التأديبية
------
ابو عبد الرحمن
=========== مغلق من قبل الادارة ===========
ابو عبد الرحمن
نسيت قبل غلق الشريط ان الزميل
Kahina Loanordi
قد هرب من التحدي الموضوع له و الزام الادارة بعد ذلك بالحوار الثنائي في معتقده قبل توقيفه وبعد دخوله
و الذي جاء فيه:
-امامك الاتي بعد استيفاء الحديث حول النقاط المدرجة الان
*اما الموافقة على قبول تحدي محاورك :
" أتحداها أن أتناول كل مشاركة شاركتها في صفحتها بأسلوب تنازلي - أي من أحدث البوستات إلى أقدمها - : وإلى أن تقول هي : اكتفيت : وتعترف بأنها كانت جاهلة بالإسلام بالفعل وكانت تنتقده عن جهل !"
ويكون وفق الشروط الموضوعة هنا
و يتم استعراضها نقطة نقطة
*او الانتقال الى الحوار حول معتقدك و الذي رفضت النقاش فيه ابتداء
وتخصص لك الادارة منشور للحوار الثنائي
1-
https://www.facebook.com/groups/3979...2650085479995/
2-
https://www.facebook.com/groups/3979...4886774256326/
وحيث ان الزميل لم يستجب لما طلب منه وتهرب ولم يردخ للتوجيه فلا مقام له هنا .
========== مغلق من قبل الادارة ========
Bookmarks