سؤال وأرجوا إجابة فلسفية _ منطقية أو فيزيائية

[محمد داود]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال لي أحدهم أنا أعلم أن هناك خالق ولكن ما الدليل على أن الله هو هذا الخالق ؟؟
وأيضا ما هو دليل العناية والذي يثبت أن الله هو خالق الكون وأنه هو الإله الحق المستحق للعبادة ؟؟

أرجوا الإجابة ويستحسن أن تكون فلسفية _ منطقية _ فيزيائية

وجزاكم الله خيرا

[أبو جعفر المنصور]

لو كان هناك خالق آخر لظهر !

قال تعالى : ( قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آَلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذًا لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلًا)

قال ابن القيم :" وكذلك قوله سبحانه مقررا لبرهان التوحيد أحسن تقرير وأوجزه وأبلغه: {قُلْ لَوْ كَانَ مَعَهُ آلِهَةٌ كَمَا يَقُولُونَ إِذاً لَابْتَغَوْا إِلَى ذِي الْعَرْشِ سَبِيلاً} [الإسراء42] فإن الآلهة التي كانوا يثبتونها معه سبحانه كانوا يعترفون بأنها عبيده ومماليكه ومحتاجة إليه فلو كانوا آلهة كما يقولون لعبدوه وتقربوا إليه وحده دون غيره فكيف يعبدونهم من دونه وقد أفصح سبحانه بهذا يعينه في قوله: {أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْعُونَ يَبْتَغُونَ إِلَى رَبِّهِمُ الْوَسِيلَةَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ وَيَرْجُونَ رَحْمَتَهُ وَيَخَافُونَ عَذَابَهُ} [الإسراء57].
أي هؤلاء الذين يعبدونهم من دوني هم عبيدي كما أنتم عبيدي يرجون رحمتي ويخافون عذابي كما ترجون أنتم رحمتي وتخافوني عذابي فلماذا تعبدونهم من دوني. وقال تعالى {مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذاً لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ} [المؤمنون91] فتأمل هذا البرهان الباهر بهذا اللفظ الوجيز البين فإن الإله الحق لا بد أن يكون خالقا فاعلا يوصل إلى عابده النفع ويدفع عنه الضر فلو كان معه سبحانه إله لكان له خلق وفعل وحينئذ فلا يرضى بشركة الإله الآخر معه بل إن قدر على قهره وتفرده بالإلهية دونه فعل وإن لم يقدر على ذلك انفرد بخلقه وذهب به كما ينفرد ملوك الدنيا عن بعضهم بعضا بممالكهم.
إذا لم يقدر المنفرد على قهر الآخر والعلو عليه فلا بد من أحد أمور ثلاثة:ما أن يذهب كل إله بخلقه وسلطانه.
وإما أن يعلو بعضهم على بعض.
وإما أن يكون كلهم تحت قهر إله واحد وملك واحد يتصرف فيهم ولا يتصرفون فيه ويمتنع من حكمهم عليه ولا يمتنعون من حكمه عليهم فيكون وحده هو الإله الحق وهم العبيد المربوبون المقهورون.
وانتظام أمر العالم العلوي والسفلي وارتباط بعضه ببعض وجريانه على نظام محكم لا يختلف ولا يفسد من أدل دليل على أن مدبره واحد لا إله غيره كما دل دليل التمانع على أن خالقه واحد لا رب له غيره فذاك تمانع في الفعل والإيجاد وهذا تمانع في العبادة والإلهية فكما يستحيل أن يكون للعالم ربان خالقان متكافئان يستحيل أن يكون له إلهان معبودان"

الخالق لا يمكن أن يترك الناس سدى بعد أن خلقهم على هذه البنية ووضع فيهم الفطرة

( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثاً وأنكم إلينا لا ترجعون )

فقد أرسل الله إلينا رسلاً اتفقت الملل الثلاثة اليهودية والإسلام والنصرانية على وجود هذا الخالق

خلق الكون يتطلب أن يكون خالقه قادراً عليماً حكيماً وهذه صفات الله في كتبه التي أنزلها

ودليل العناية هو الظاهر في قوله تعالى : ( ربنا الذي أعطى كل شيء خلقه ثم هدى )

قال ابن القيم في شفاء العليل :" بل المراد أن كل مولود فإنه يولد على محبته لفاطره وإقراره له بربوبيته وادعائه له بالعبودية فلو خلي وعدم المعارض لم يعدل عن ذلك إلى غيره كما أنه يولد على محبة ما يلائم بدنه من الأغذية والأشربة فيشتهي اللبن الذي يناسبه ويغذيه وهذا من قوله تعالى: {قَالَ رَبُّنَا الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} وقوله: {الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى} فهو سبحانه خلق الحيوان مهتديا إلى جلب ما ينفعه ودفع ما يضره ثم هذا الحب والبغض يحصل فيه شيئا فشيئا بحسب حاجته ثم قد يعرض لكثير من الأبدان ما يفسد ما ولد عليه من الطبيعة السليمة والعادة الصحيحة فهكذا ما ولد عليه من الفطرة ولهذا شبهت الفطرة باللبن"

وقال السعدي :" وهدايته العامة التي قال عنها: {أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى} 1 أي هدى كل مخلوق إلى ما قدر له وقضى له من ضروراته وحاجاته، كالهداية للمأكل، والمشرب، والمنكح، والسعي في أسباب ذلك، وكدفعه عنهم أصناف المكاره، والمضار، وهذا يشترك فيه البر، والفاجر بل الحيوانات، وغيرها، فهو الذي يحفظ السماوات، والأرض أن تزولا، ويحفظ الخلائق بنعمه، وقد وكل بالآدمي حفظة من الملائكة الكرام يحفظونه من أمر الله، أي يدفعون عنه كل ما يضره مما هو بصدد أن يضره لولا حفظ الله"

وقد استدل أينشتاين بهذا الدليل حيث قال بأن الشمس لو كانت قريبة قليلاً من الأرض لاحترقت فهذا يدل على عناية إلهية

وانظر هذا المقال http://www.eltwhed.com/vb/showthread...E1%DE%C7%CA%29

يقول الدكتور فاضل السامرائي ".. كنتُ أقرأ في غرائب المخلوقات.. فقرأت ووجدت أن هناك نوع من البعوض!!! إذا أراد أن يتكاثر ويصير موسم التكاثر يبيض في الأنهار والبِرك.. يضغط على جسمه فهناك فتحات في جسمه يخرج منها سائل يجف بالهواء مثل خيط العنكبوت ويصنع منه قوارب وزوارق صغيرة.. الأمهات تصنع زوارق صغيرة تضع فيها البيض في الأنهار ثم تموت الأم.. ثم تخرج اليرقات وتفقس وتكبر.. اليرقات عندما تتكاثر تفعل نفس الفعل.. تكبر ثم تصبح بعوضا ثم تضغط على نفسها وتصنع قواربا وتضع البيض فيها وتموت.. صحيح السؤال من الذي وضع المادة التي صالحة لصنع القوارب في جسمها التي تجف.. من علمها صنع القوارب؟!!.. ومن علمها أن تفعل فعل الأمهات وهي لم تر أمها؟!!.. الحقيقة أن هذا جعل في نفسي هزة كبيرة.." انتهى مختصرا.

ولهذا يجد عامة الناس ضرورة في أنفسهم عند الاحتياج إلى شيء أنهم يرفعون أيديهم أو رؤوسهم إلى السماء وهذه فطرة أودعت فيهم

ولا يقابل الله إلا أوثان لا تخلق شيئاً هي تخلق

قال تعالى : ( أفمن يخلق كمن لا يخلق )

وقال : ( أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَن يُتَّبَعَ أَمْ مَنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ)

والخلاصة في الحوار مع هذا الشخص الخالق العظيم السميع البصير العليم سواءً سميته الله أم لم تسمه هذه صفة الله في كتبه

بقي الحوار معك في كون هذا الإله هل يجوز عليه أن يترك البشر بل إرشاد أو نبوة ؟

وهل يجوز عليه أن يترك الظالم دون عقوبة ويترك الناس دون يوم يسود فيه العدل المطلق ويحاسب المسيء على إسائته والمحسن على إحسانه

ثم هذه الآيات التي اتفق المؤمنون بالنبوات على ظهورها على يد الأنبياء وفيها ما يمكن إثباته إلى اليوم كإعجاز القرآن العلمي أو الغيبي ما دلالته عندك ؟

[د. هشام عزمي]

وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته ،
البرهان العقلي يدلنا على وجود الخالق وعلى اتصافه بالعلم والحكمة والقدرة والإرادة والرحمة والخبرة ، براهين العلة الغائية كلها (العناية - النظم - الضبط الدقيق للكون .. إلخ) تدل على صفات الخالق ..
أما أن يعرف المرء أن هذا هو الله منزل الكتب والرسالات ، فيكون بإثبات نبوة محمد صلى الله عليه وسلم .. والله أعلم .

[محمد داود]

جزاكم الله خيرا ,,,
ولكن انا مسلم ولله الحمد ولاحظوا أني كتبت (قال لي أحدهم) ووضعت خطا تحت السؤال الذي سأله لي ..
وانا أجمع ردود أكثر عن هذا الموضوع

[mrkira]

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
قال لي أحدهم أنا أعلم أن هناك خالق ولكن ما الدليل على أن الله هو هذا الخالق ؟؟
وأيضا ما هو دليل العناية والذي يثبت أن الله هو خالق الكون وأنه هو الإله الحق المستحق للعبادة ؟؟

أرجوا الإجابة ويستحسن أن تكون فلسفية _ منطقية _ فيزيائية

وجزاكم الله خيرا

بما أن الشخص يؤمن بوجود خالق بداية، فهو يبحث عن دليل في هوية وصفات هذا الخالق المطابقة للقرآن، والذي أراه في أنه السبيل الوحيد لاثبات ذلك، هو عن طريق اثبات صحة رسالة الإسلام المكملة لغيرها من الرسالات السابقة.
لاثبات ذلك، يمكنك أن تراجع موضوعي : فلسفة العلوم ونظرية المعرفة واثبات النبوة