النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: التشكيك بأوليه آدم دعوة من ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي التشكيك بأوليه آدم دعوة من ؟

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

    قال عبد القاهر البغدادي وقد توفي قبل ما يزيد على عشرة قرون في كتابه الفرق بين الفرق ص280 وهو يتكلم عن الباطنية :" وَقد قَالَ القيروانى فِي رسَالَته الى سُلَيْمَان بن الْحسن انى اوصيك بتشكيك النَّاس فى الْقُرْآن والتوراة وَالزَّبُور والانجيل وبدعوتهم الى ابطال الشَّرَائِع والى ابطال الْمعَاد والنشور من الْقُبُور وابطال الْمَلَائِكَة فى السَّمَاء وابطال الْجِنّ فى الارض واوصيك بَان تدعوهم الى القَوْل بانه قد كَانَ قبل آدم بشر كثير فان ذَلِك عون لَك على القَوْل بقدم الْعَالم "


    أقول ألا يذكركم هذا المسلك بطريقة بعض من يزعم أنه ( لا أدري ) ، ثم تأمل ما فطن له الزنادقة من خطورة هذه الدعوة وجهل بعض المنادين بها من المنتسبين للإسلام

    وتأمل قوله ( بقدم العالم ) لأن الزنادقة قديماً لم يكن أحدٌ منهم ينفي الأديان دون القول بقدم العالم فإن القول بحدوث العالم يستلزم بضرورة العقل وجود خالق مدبر وهذا محل اتفاق بين أهل الأديان والزنادقة غير أن بهائم الملاحدة اليوم اخترعوا مذهباً جديداً لم يعرفه العقلاء قط وهو الإقرار بحدوث العالم مع نفي الخالق ! وأتحدى أن يأتوا بواحد من بني آدم قال بهذا قبلهم في هذا العصر

    والعجيب أن هذا القيرواني كان إباحياً يبيح الأخت والأم والبنت وهكذا لا تجد دعوة إلحادية أو زندقية إلا وهي مقترنة بالإباحية ، وبهذا تفهم سبب حربهم على الأديان وتأييدهم لكل ما يظنونه مناقضاً لها فلما أفلسوا من القول بقدم العالم جنحوا إلى نظريات محل شك كبير وصاروا يسعون في تأييدها بكل قوة لتبرير إباحيتهم وانسلاخهم وكسلهم عما تفرضه الأديان وهذا حال معظمهم

    واللطيف أن عبد القاهر ذكر في كتابه هذا عن بعض فرق الإباحية قولهم بالشيوعية في النساء

    قال عبد القاهر وهو يتكلم عن بعض فرق الرافضة :" وافتتن بِهِ اصحابه بعد ذَلِك لما لم يَجدوا لَهُ جثة وَلَا رَمَادا وَزَعَمُوا انه صعد الى السَّمَاء واتباعه الْيَوْم فى جبال ابلاق اكره اهلها وَلَهُم فى كل قَرْيَة من قراهم مَسْجِد لَا يصلونَ فِيهِ وَلَكِن يكترون مُؤذنًا يُؤذن فِيهِ وهم يسْتَحلُّونَ الْميتَة وَالْخِنْزِير وكل وَاحِد مِنْهُم يسْتَمْتع بِامْرَأَة غَيره"

    وهذه هي عين فلسفة الشيوعية إذا بلغت أوجها فإن يدعون لحصول الشيوعية بين كل ممتلكات الناس حتى لا تقع الحروب ، وكان من دعوى كبار حذاقهم الدعوة للشوعية في النساء

    وذكر عن البابكية _ وهي فرقة إباحية _ أفناهم المسلمون طقس يشبه ما يفعل في حفلات رأس السنة في بعض البلدان الغربية

    قال عبد القاهر :" مَا زيار الذى اظهر دين المحمرة بجرجان وللبابكيه فِي جبلهم لَيْلَة عيد لَهُم يَجْتَمعُونَ فِيهَا على الْخمر وَالزمر وتختلط فِيهَا رِجَالهمْ وَنِسَاؤُهُمْ فاذا أطفئت سرجهم ونيرانهم افتض فِيهَا الرِّجَال وَالنِّسَاء"

    افتض يعني تناكحوا

    وقد ذكر عبد القاهر في كتابه هذا منهجية جيدة في دفع شبهات الزنادقة حين يسألون ( لم كذا ولم كذا في أمور الشرائع )

    فقال :" وَالْكَلَام عَلَيْهِم فى مسائلهم الَّتِي يسْأَلُون عَنْهَا عِنْد قصدهم الى تشكيك الاغمار فى اصول الدّين من وَجْهَيْن أَحدهمَا أَن يُقَال لَهُم انكم لَا تخلون من أحد أَمريْن اما أَن تقروا بحدوث الْعَالم وتثبتوا لَهُ صانعا قَدِيما عَالما حكيما يكون لَهُ تَكْلِيف عباده مَا شَاءَ كَيفَ شَاءَ وَإِمَّا ان تنكروا ذَلِك وَتَقولُوا بقدم الْعَالم وَنفى الصَّانِع فان اعتقدتم قدم الْعَالم وَنفى الصَّانِع فَلَا معنى لقولكم لم فرض الله كَذَا وَلم حرم كَذَا وَلم خلق كَذَا وَلم جعل كَذَا على مِقْدَار كَذَا اذا لم تقروا باله فرض شَيْئا أَو حرمه اَوْ خلق شَيْئا اَوْ قدره وَيصير الْكَلَام بَيْننَا وَبَيْنكُم كَالْكَلَامِ بَيْننَا وَبَين الدهرية فى حُدُوث الْعَالم وَإِن أقررتم بحدوث الْعَالم وتوحيد صانعه وأجزتم لَهُ تَكْلِيف عباده مَا شَاءَ من الاعمال كَانَ جَوَاز ذَلِك جَوَابا لكم عَن قَوْلكُم لم فرض وَلم حرم كَذَا لاقراركم بِجَوَاز ذَلِك مِنْهُ إِن أقررتم بِهِ ويجواز تَكْلِيفه وَكَذَلِكَ سُؤَالهمْ عَن خاصية المحسوسات يبطل إِن أقرُّوا بصانع احدثها وان أنكرواالصانع فَلَا معنى لقَولهم لم خلق الله ذَلِك مَعَ انكارهم أَن يكون لذَلِك صانع قديم وَالْوَجْه الثانى من الْكَلَام عَلَيْهِم فِيمَا سَأَلُوا عَنهُ من عجائب خلق الْحَيَوَان ان يُقَال لَهُم كَيفَ يكون زعماء الباطنية مخصوصين بِمَعْرِِفَة علل ذَلِك وَقد ذكرته الاطباء والفلاسفة فى كتبهمْ وصنف ارسطا طاليس فى طبائع الْحَيَوَان كتابا وَمَا ذكرت الفلاسفة من هَذَا النَّوْع شَيْئا إِلَّا مسروقا من حكماء الْعَرَب الَّذين كَانُوا قبل زمَان الفلاسفة من الْعَرَب القحطانية والجرهمية والطسمية وَسَائِر الاصناف الحميرية وَقد ذكرت الْعَرَب فى اشعارها وأمثالها جَمِيع طبائع الْحَيَوَان وَلم يكن فى زمانها باطنى وَلَا زعيم للباطنية وَإِنَّمَا أَخذ ارسطاطاليس الْفرق بَين مَا يلد وَمَا يبيض من قَول الْعَرَب فى أَمْثَالهَا كل شرقاء ولود وكل صكاء بيوض وَلِهَذَا كَانَ الخفاش من الطير ولودا لَا يبوضا لَان لَهَا أذنا شرقاء وكل ذَات أذن صكاء بيوض كالحية والضب والطيور البائضة وَذكر أَبُو عُبَيْدَة معمر بن الْمثنى وَعبد الْملك بن قريب الأصمعى أَن الْعَرَب قَالَت بتحريمها فى الْجَاهِلِيَّة أَن كل حَيَوَان لعينيه أهداب على الجفن الْأَعْلَى دون الاسفل لَا الانسان فان اهدابه على الجفن الْأَعْلَى والاسفل وَقَالُوا كل حَيَوَان ألْقى فى المَاء يسبح فِيهِ إِلَّا الْإِنْسَان والقرد وَالْفرس الاعسر فانه يغرق فِيهِ إِلَّا أَن يتَعَلَّم الانسان السباحة وَقَالُوا فِي الانسان انه اذا قطع رَأسه وَألقى فى المَاء انتصب قَائِما فى وسط المَاء وَقَالُوا كل طَائِر كَفه فى رجلَيْهِ وكف الانسان والقرد فى الْيَد وكل ذى أَربع ركبته فى يَده وركبتا الانسان فى رجلَيْهِ وَقَالُوا لَيْسَ للْفرس غدد وَلَا كرش وَلَا طحال وَلَا كَعْب وَلَيْسَ للبعير مرَارَة وَلَيْسَ للظليم مخ وَكَذَلِكَ طير المَاء وحيتان الْبَحْر لَيْسَ لَهَا ألسن وَلَا أدمغة وَقد يكون حوت النَّهر ذَا لِسَان ودماغ وَقَالُوا ان السموك كلهَا لَا رئة لَهَا كَذَلِك وَلَا تتنفس وَقَالَت الْعَرَب من تجاربها ان الضَّأْن تضع فى السّنة مرّة وَتفرد وَلَا تتيم والماعز تضع فى السّنة مرَّتَيْنِ وتضع الْوَاحِدَة والاثنتين وَالثَّلَاثَة وَالْعدَد والنماء وَالْبركَة فى الضَّأْن اكثر مِنْهَا فى الماعز وَقَالُوا ايضا اذا رعت الضان نبتا وفصيلا نبت وَلَا ينْبت مَا يَأْكُلهُ الماعز لِأَن الضَّأْن تقرضه بأسنانها والماعز 2 تقلعه من أَصله وَقَالُوا ان الماعز اذا حملت انزلت اللَّبن اول الْحمل الى الضَّرع والضائنية لَا تنزل اللَّبن الا عِنْد الْولادَة وَقَالُوا إِن اصوات الذُّكُور من كل جنس أَجْهَر من اصوات الاناث الا المعزى فان اصوات اناثها اجهر من اصوات ذكورها وَمن امثال الْعَرَب فى الْحَيَوَان فَهُوَ لَهُم كل ثَوْر افطس وكل بعير اعْلَم وكل ذى نَاب افرج وَقَالُوا بالتجربة ان الاسد لَا يَأْكُل شَيْئا حامضا وَلَا يدنو من النَّار وَلَا يدنو من الحامض وَقَالُوا ان حمل الْكَلْب سِتُّونَ يَوْمًا فان وضعت حملهَا لأَقل من ذَلِك لم تكد اولادها تعيش وَقَالُوا ان اناث الْكلاب يحضن لسبعة اشهر ثمَّ ان الكلبة تحيض فى كل سَبْعَة ايام وعلامة حَيْضهَا ورم اثغارها وَقَالُوا فى الْكَلْب انه لَا يلقى من اسنانه شَيْئا الا الثَّامِن وَقَالُوا فى الذِّئْب انه ينَام باجدى عَيْنَيْهِ ويحترس بالاخرى وَلذَلِك قَالَ فِيهِ حميد بن ثَوْر ... ينَام باحدى مقلتيه ويتقى
    باخرى المنايا فَهُوَ يقظان نَائِم ...
    والارنب تنام مَفْتُوحَة الْعَينَيْنِ وَقَالُوا لَيْسَ فِي الْحَيَوَان مَا لِسَانه مقلوب الا الْفِيل وَلَيْسَ فِي ذَوَات الاربع ماثديه على صَدره الا الْفِيل وَقَالُوا ان الْفِيل تضع لسبع سِنِين وَالْحمار لسنة وَالْبَقَرَة فِي ذَلِك كَالْمَرْأَةِ وَقَالُوا فِي قضيب الارنب والثعلب انه عظم وَقَالُوا كل ذى رجلَيْنِ اذا انْكَسَرت احداهما قَامَ على الاخرى وعرج الا الظليم فانه اذا انْكَسَرت احدى رجلَيْهِ جثم فِي مَكَانَهُ وَلِهَذَا قَالَ الشَّاعِر فى نَفسه واخيه ... فانى واياه كرجلى نعَامَة
    على مَا بنامن ذى غنى وذى فقر ...

    يُرِيد لَا غنى لأَحَدهمَا عَن صَاحبه وَقَالُوا فِي النعامة أَنَّهَا تبيض من ثَلَاثِينَ بَيْضَة الى اربعين لَكِنَّهَا تخرج ثَلَاثِينَ مِنْهَا تحضن عَلَيْهَا كخيط مَمْدُود على الاسْتوَاء وَرُبمَا تركت بيضها وحضنت بيض غَيرهَا وَلِهَذَا قَالَ فِيهَا ابْن هرمة ... كتاركة بيضها بالعرا
    وملبسة بيض اخرى جنَاحا ... وَقَالُوا فى الْفرج والفروج انهما يخلقان من الْبيَاض والصفرة غذاؤهما وَقَالُوا فى القطا انها لَا تضع الا فَردا وفى الْعقَاب انها تضع ثَلَاث بيضات فَتخرج بيضتين وتطرح وَاحِدَة فيخرجها الطير الْمَعْرُوف بكاسى الْعِظَام وَلِهَذَا قيل فى الْمثل أبر من كاسى الْعِظَام وَقَالُوا فى الضَّب انها تضع سبعين بَيْضَة وَلكنهَا وَلكنهَا تَأْكُل مَا خرج من الحسولة عَن الْبيض إِلَّا الحسل الذى يعدو ويهرب مِنْهَا وَلِهَذَا قَالُوا فى الْمثل أعق من ضَب والضب لَا يرد المَاء وَلِهَذَا قَالُوا فى الْمثل اروى من ضَب وَقَالُوا فِي الضَّب إِنَّه ذُو ذكرين وللأنثى من الضباب فرجان من قبل وَقَالُوا فِي الْحَيَّة لَهَا لسانان ولسانها اسود على اخْتِلَاف الوان قشرها والحيات كلهَا تكره ريح السذاب والبنفسج وتعجب برِيح التفاح والبطيخ والجرو والخرذل وَاللَّبن وَالْخمر وَقَالُوا فِي الضفادع انها لَا تصيح الا وَفِي افواهها المَاء وَلَا تصيح فِي دجلة بِحَال وان صاحت فِي الْفُرَات وَسَائِر الانهار وَقَالَ الشَّاعِر فى الضفدع ... يدْخل فِي الاشداق مَا ينضفه
    حَتَّى ينق والنقيق يتلفه ...

    يعْنى ان نقيقها يدل عَلَيْهَا الْحَيَّة فتصيدها فتأكلها وَقَالُوا ان الضفادع لَا عِظَام لَهَا وَقَالُوا فِي الْجعل انه اذا دفن فِي الْورْد سكن كالميت فاذا اعيد الى الروث تحرّك
    فَهَذَا وَمَا جرى مجْرَاه من خَواص الْحَيَوَانَات وَغَيرهَا قد عَرفته الْعَرَب فِي جَاهِلِيَّتهَا بالتجارب من غير رُجُوع مِنْهَا الى زعماء الباطنية بل عرفوها قبل وجود الباطنية فِي الدُّنْيَا باحقاب كَثِيرَة وَفِي هَذَا بَيَان كذب الباطنية فِي دَعْوَاهَا أَن زعماءها مخصصون بِمَعْرِِفَة أسرار الاشياء وخواصها وَقد بَينا خُرُوجهمْ عَن جَمِيع فرق الاسلام بِمَا فِيهِ كِفَايَة وَالْحَمْد لله على ذَلِك"

    ملخص الجواب أنك إن تقر بوجود الإله فلا فائدة من سؤالك لم شرع كذا ولم حرم ولم أباح فإذا أقررت بوجود الخالق فعليك إدراك أنه يعلم ويحيط من الحكمة بما لا يحيط به البشر ، وقد شوهد بين البشر أنفسهم أن أحدهم يكون أعلم من الآخر وأكثر اطلاعاً على الأسرار بحيث يعلم أمراً لو رآه غيره لاستغرب ولم يعرف وجهه وربما ظن فيه الغموض أو التتاقض غير أن الممارس ليس كغيره ، فإذا كان هذا بين البشر أنفسهم فكيف فيما بين الخالق والمخلوق

    هذه إفادة لإخواني المسلمين أسأل الله أن ينفع بها

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أخي مسلم يحب الله ورسوله بريدك ممتليء لذا لا يمكنني مراسلتك

  3. افتراضي

    بارك الله بكِ

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء