سلسلة التوحيد العملى – المقالة الحادية عشر – "أُلوهية المال-1من3"
المال أعجب الالهه....ندر من نجا عبوديته ولم ولن ينحو احد من محبته وسحره وسطوته....الاله الوحيد الذى له نصيب كبير من اسماء الله وصفاته وافعاله فهو معز مذل ...خافض رافع ...ضار نافع ..قوى جبار قاهر ظاهر باطن.. مهيمن نصير مغنى وكيل...قدير حفيظ حميد ......كم اضحك وابكى وامات واحيا ...كم جمع وفرق وارق واحرق... كم قتل وسجن واسر ....صانع قرارك وامالك وافراحك واحزاك والامك وحبك وبغضك ورضاك وسخطك ...خير وشر معين , فعال لما تريد يجعل اكثر الناس لك عبيد ..... الاله الوحيد الذى يكون الهك او عبدك او الهك وعبدك...الوحيد المحمود المذموم , الذى ذكر فى القران اضعاف اضعاف ما ذكرت كل الالهه إلا الله .....عمود الدنيا وركن وقوام الدين0اخى الحبيب لا تعجب ان المال اكثر من ثلث القرآن ولا تعجب ان القران محاورة الثلاثه هى العلاقة المتشابكه بين ( الله - المال - الانسان ) ولا يوجد كتاب سماوى او ارضى جمع فى المال ما جمعه القران ....والاعجاز والتحدى ان البشريه بكل ما تملكه من اجهزة حديثه تعجز عن ان تحصى حصراَ آيات المال فى القران , لقد ذكر الله المال بلفظه ومعناه وفحواه , بانواعه وقوانينه واحكامه واخلاقة وعقيدته وسياسته , بمصادرة ومصارفه وادارته ورقابته , باوامره ونواهيه ومقاديره وحقوقه وحدوده , بثوابه وعقابه وحلاله وحرامه ,.... نوعا واحدا من المال ركن من اركان الاسلام وباقى الاركان شارك فيها المال بالمعنى او الفحوى, حوالى نصف الفقه الاسلامى فى المال نصاً واكثر النصف الاخر شارك فيه معنىً , اطول ايه فى القران كلها فى المال واكثر السور لم تخلو من ذكرة بل وسور كامله للمال ( المطففين- الليل- الهمزه-....) وبحر المال واسراره فى القران عجائبه لا تنقضى. الا ترى ان نوعا واحدا من المال صار الهاً لمليارات من البشر له يركعون ومن اجله يعيشون ويعملون ويجاهدون , فى كل اوقاتهم له ذاكرون وفيه متفكرون...والله كأنهم يوحدون هذا الاله عمليا ولا اله لهم غيره . لذا ابدأ بوقفات مع المال والانسان فى القران .
الوقفة الاولى جزء من اسماءه
ذكر الرازى ان الله سمى المال فضل الله تعالى وذلك في خمسة وعشرين موضعا في البقرة "الشَّيْطَانُ يَعِدُكُمُ الْفَقْرَ وَيَأْمُرُكُمْ بِالْفَحْشَاءِ وَاللَّهُ يَعِدُكُمْ مَغْفِرَةً مِنْهُ وَفَضْلًا وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" و"لَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَبْتَغُوا فَضْلًا مِنْ رَبِّكُمْ" وفي آل عمران "َلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَهُمْ " وفيها "فَانْقَلَبُوا بِنِعْمَةٍ مِنَ اللَّهِ وفضل " وفى النساء "وَيَكْتُمُونَ مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ" وفيها "يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ" وفيها "وَاسْأَلُوا اللَّهَ مِنْ فَضْلِهِ " وفى التوبة "وَمِنْهُمْ مَنْ عَاهَدَ اللَّهَ لَئِنْ آتَانَا مِنْ فَضْلِهِ لَنَصَّدَّقَنَّ وَلَنَكُونَنَّ مِنَ الصَّالِحِينَ فَلَمَّا آتَاهُمْ مِنْ فَضْلِهِ بَخِلُوا بِهِ " وفيها "وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ وفيها "وَإِنْ خِفْتُمْ عَيْلَةً فَسَوْفَ يُغْنِيكُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ" وفيها "وَمَا نَقَمُوا إِلَّا أَنْ أَغْنَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ مِنْ فَضْلِهِ" وفى النور "ِإنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ" وفيها "وَلْيَسْتَعْفِفِ الَّذِينَ لَا يَجِدُونَ نِكَاحًا حَتَّى يُغْنِيَهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ" وفيها "لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ" والاسراء "يُزْجِي لَكُمُ الْفُلْكَ فِي الْبَحْرِ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ" والنحل " وَتَرَى الْفُلْكَ مَوَاخِرَ فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" وفاطر "وَتَرَى الْفُلْكَ فِيهِ مَوَاخِرَ لِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" والقصص "وَمِنْ رَحْمَتِهِ جَعَلَ لَكُمُ اللَّيْلَ وَالنَّهَارَ لِتَسْكُنُوا فِيهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" والروم "وَلِتَجْرِيَ الْفُلْكُ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" و "وَمِنْ آيَاتِهِ مَنَامُكُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ وَابْتِغَاؤُكُمْ مِنْ فَضْلِهِ" والجاثيه "اللَّهُ الَّذِي سَخَّرَ لَكُمُ الْبَحْرَ لِتَجْرِيَ الْفُلْكُ فِيهِ بِأَمْرِهِ وَلِتَبْتَغُوا مِنْ فَضْلِهِ وَلَعَلَّكُمْ تَشْكُرُونَ" والمزمل "وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ" والحشر "يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا" والجمعه "فَانْتَشِرُوا فِي الْأَرْضِ وَابْتَغُوا مِنْ فَضْلِ اللَّهِ" وأن المال خيرا وذلك في واحد وعشرين موضعا فى البقره "وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَلِأَنْفُسِكُمْ"و "وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ"و "قُلْ مَا أَنْفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ" و "وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ خَيْرٍ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ"ةو"وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنْفُسِكُمْ مِنْ خَيْرٍ" و "كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْرًا الْوَصِيَّةُ" وفى يونس "وَلَوْ يُعَجِّلُ اللَّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُمْ بِالْخَيْرِ" و"وَإِنْ يُرِدْكَ بِخَيْرٍ فَلَا رَادَّ لِفَضْلِهِ" وفى الأحزاب "لَمْ يَنَالُوا خَيْرًا" وفى ق "مَنَّاعٍ لِلْخَيْرِ مُعْتَدٍ مُرِيبٍ" وفى الأنعام "وَإِنْ يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" وفى الأعراف "وَلَوْ كُنْتُ أَعْلَمُ الْغَيْبَ لَاسْتَكْثَرْتُ مِنَ الْخَيْرِ" وفى هود "إِنِّي أَرَاكُمْ بِخَيْرٍ" وفى الحج "فَإِنْ أَصَابَهُ خَيْرٌ اطْمَأَنَّ بِهِ" وفى النور "فَكَاتِبُوهُمْ إِنْ عَلِمْتُمْ فِيهِمْ خَيْرًا" وفى ص "إِنِّي أَحْبَبْتُ حُبَّ الْخَيْرِ عَنْ ذِكْرِ رَبِّي" وفى القصص "رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ" وفى التغابن "وَأَنْفِقُوا خَيْرًا " وأن المال حسنة وذلك في اثني عشر موضعا فى البقرة "رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً" وفى آل عمران "إِنْ تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ" وفى النساء "وَإِنْ تُصِبْهُمْ حَسَنَةٌ يَقُولُوا هَذِهِ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ" و"مَا أَصَابَكَ مِنْ حَسَنَةٍ فَمِنَ اللَّهِ" وفى الأعراف "ثُمَّ بَدَّلْنَا مَكَانَ السَّيِّئَةِ الْحَسَنَةَ حَتَّى عَفَوْا" و"فَإِذَا جَاءَتْهُمُ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ" و"وَاكْتُبْ لَنَا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةً" و"وَبَلَوْنَاهُمْ بِالْحَسَنَاتِ وَالسَّيِّئَاتِ لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ" وفى التوبة "إِنْ تُصِبْكَ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ" وفى الرعد "وَيَسْتَعْجِلُونَكَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ" وفى النمل "قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ" وفى الزمر "لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ" وأن المال رحمة وذلك في اثني عشر موضعا: فى الاسراء "قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ"و"وَإِمَّا تُعْرِضَنَّ عَنْهُمُ ابْتِغَاءَ رَحْمَةٍ مِنْ رَبِّكَ تَرْجُوهَا" وفى يوسف "نُصِيبُ بِرَحْمَتِنَا مَنْ نَشَاءُ" وفى الكهف "يَنْشُرْ لَكُمْ رَبُّكُمْ مِنْ رَحْمَتِهِ" و"وَيَسْتَخْرِجَا كَنْزَهُمَا رَحْمَةً مِنْ رَبِّكَ" وفى هود "وَلَئِنْ أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً" وفى يونس "وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُمْ" وفى الروم "وَإِذَا أَذَقْنَا النَّاسَ رَحْمَةً فَرِحُوا بِهَا" وفيها " ثُمَّ إِذَا أَذَاقَهُمْ مِنْهُ رَحْمَةً" وفى فصلت " وَلَئِنْ أَذَقْنَاهُ رَحْمَةً مِنَّا مِنْ بَعْدِ ضَرَّاءَ مَسَّتْهُ" وفى الشورى " وَإِنَّا إِذَا أَذَقْنَا الْإِنْسَانَ مِنَّا رَحْمَةً فَرِحَ بِهَا" وأن المال جزاء الأعمال وذلك في ستة مواضع: فى النحل "مَنْ عَمِلَ صَالِحًا مِنْ ذَكَرٍ أَوْ أُنْثَى وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَلَنُحْيِيَنَّهُ حَيَاةً طَيِّبَةً" وفى المائده "وَلَوْ أَنَّهُمْ أَقَامُوا التَّوْرَاةَ وَالْإِنْجِيلَ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ مِنْ رَبِّهِمْ لَأَكَلُوا مِنْ فَوْقِهِمْ وَمِنْ تَحْتِ أَرْجُلِهِمْ" وفى الأعراف "وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ" وفى هود "وَأَنِ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ ثُمَّ تُوبُوا إِلَيْهِ يُمَتِّعْكُمْ مَتَاعًا حَسَنًا إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى" وفى نوح "فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا . يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا " وفى الجن "وَأَلَّوِ اسْتَقَامُوا عَلَى الطَّرِيقَةِ لَأَسْقَيْنَاهُمْ مَاءً غَدَقًا "0
عبد الحميد طنطاوى داعية اسلامى ومهندس استشارى بوزارة الاوقاف