سلسلة التوحيد العملى – المقالة الثانية عشر – "أُلوهية المال-2من3"

[أبو عبد الرحمن]

سلسلة التوحيد العملى – المقالة الثانية عشر – "أُلوهية المال-2من3"
الوقفة الثانيه الانسان 0 طبيعته, اخلاقه, اسراره, عقيدته, ايمانه, مع المال فى القران
اولا طبيعه الانسان. اخى الحبيب انت المخلوق الوحيد فى الكون الذى يتعامل بالمال وفى داخله كل مقومات عبودية المال والتأله به , فتعيش عبداً له أو إلهاً به إلا أن يجتبيك الله , والقران يفصل طبيعتك وحقيقتك مع المال , انت تحبه بشدة وتجمعه بلهفه "وَتُحِبُّونَ الْمَالَ حُبًّا جَمًّا" , " وَإِنَّهُ لِحُبِّ الْخَيْرِ لَشَدِيدٌ " , " وَإِذَا رَأَوْا تِجَارَةً أَوْ لَهْوًا انْفَضُّوا إِلَيْهَا وَتَرَكُوكَ قَائِمًا" وتمنعه وتمسكه "وَإِذَا مَسَّهُ الْخَيْرُ مَنُوعًا ", " قُلْ لَوْ أَنْتُمْ تَمْلِكُونَ خَزَائِنَ رَحْمَةِ رَبِّي إِذًا لَأَمْسَكْتُمْ خَشْيَةَ الْإِنْفَاقِ" فاذا انعم الله على الانسان وزال فقره اعرض وجحد ونسى " وَإِذَا أَنْعَمْنَا عَلَى الْإِنْسَانِ أَعْرَضَ وَنَأَى بِجَانِبِهِ", " وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ", " إِنَّ الْإِنْسَانَ لِرَبِّهِ لَكَنُودٌ" فإذا زاد مال الانسان بغى وطغى.." وَلَوْ بَسَطَ اللَّهُ الرِّزْقَ لِعِبَادِهِ لَبَغَوْا فِي الْأَرْضِ" ," كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى . أَنْ رَآهُ اسْتَغْنَى " الى ان يصل الى التاله بالمال " وَنَادَى فِرْعَوْنُ فِي قَوْمِهِ قَالَ يَا قَوْمِ أَلَيْسَ لِي مُلْكُ مِصْرَ وَهَذِهِ الْأَنْهَارُ تَجْرِي مِنْ تَحْتِي أَفَلَا تُبْصِرُونَ", " يَحْسَبُ أَنَّ مَالَهُ أَخْلَدَهُ " وليس فرعون فقط المتأله بالمال , قال ابن القيم " وما منا الا وفيه مثل ما فرعون ألا انه قدر فظهر وغيره عجز فاخفى"0 ثانيا الاخلاق 0فتامل البخل الشح المنع المن الاسراف التبذير التقتير البطر التطفيف الحسد النهب الاحتكار تعظيم صاحب المال . البخل "الَّذِينَ يَبْخَلُونَ وَيَأْمُرُونَ النَّاسَ بِالْبُخْلِ" الشح " وَأُحْضِرَتِ الْأَنْفُسُ الشُّحَّ " المنع " ويمنعون الماعون " المن " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُبْطِلُوا صَدَقَاتِكُمْ بِالْمَنِّ وَالْأَذَى " الاسراف " فَادْفَعُوا إِلَيْهِمْ أَمْوَالَهُمْ وَلَا تَأْكُلُوهَا إِسْرَافًا وَبِدَارًا أَنْ يَكْبَرُوا " التبذير " وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا0 إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ " التقطير " وَكَانَ الْإِنْسَانُ قَتُورًا " البطر " وَلَا تَكُونُوا كَالَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ دِيَارِهِمْ بَطَرًا وَرِئَاءَ النَّاسِ " التطفيف " وَيْلٌ لِلْمُطَفِّفِينَ 0الَّذِينَ إِذَا اكْتَالُوا عَلَى النَّاسِ يَسْتَوْفُونَ 0 وَإِذَا كَالُوهُمْ أَوْ وَزَنُوهُمْ يُخْسِرُونَ " الحسد " أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ " النهب " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا أَمْوَالَكُمْ بَيْنَكُمْ بِالْبَاطِلِ " الاحتكار" كَيْ لَا يَكُونَ دُولَةً بَيْنَ الْأَغْنِيَاءِ مِنْكُمْ " تعظيم صاحب المال " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ أَوِ الْوَالِدَيْنِ وَالْأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلَا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا" " قَالُوا أَنَّى يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ" ثالثا اسرارالانسان 0القران يكشف مكنون صدرك عندما تنفق هل الانفاق سر أوعلن , باحسان او بمن ,باخلاص او رياء, بالطيب او بالخبيث ,بالكثرة او بالقله , بامانه او بخيانه. اما السر والعلن " الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلَانِيَةً " الاحسان " وَأَنْفِقُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ وَأَحْسِنُوا إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ "المن " الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ ثُمَّ لَا يُتْبِعُونَ مَا أَنْفَقُوا مَنًّا وَلَا أَذًى "الاخلاص " وَمَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ وَتَثْبِيتًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ كَمَثَلِ جَنَّةٍ بِرَبْوَةٍ أَصَابَهَا وَابِلٌ فَآتَتْ أُكُلَهَا ضِعْفَيْنِ "الرياء "وَالَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ رِئَاءَ النَّاسِ "الطيب والخبيث " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَنْفِقُوا مِنْ طَيِّبَاتِ مَا كَسَبْتُمْ وَمِمَّا أَخْرَجْنَا لَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَلَا تَيَمَّمُوا الْخَبِيثَ مِنْهُ "الكثرة والقله " وَأَعْطَى قَلِيلًا وَأَكْدَى "الامانه والخيانه " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَخُونُوا اللَّهَ وَالرَّسُولَ وَتَخُونُوا أَمَانَاتِكُمْ وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ "0 رابعا عقيدة الانسان عندما يصول ويطغى ويبغى ويعتقد انه بعقله وعلمه يدبر المال ياتيه اعجاز الله له فى الرزق وتقديرة واسبابة وموانعة ووفرته وندرته , فانه المال الذى اختص الله به نفسه, فقد جعل الله الرزق للانسان بسبب وبغير سبب وبضد السبب لكى يربى الانسان ويصحح عقيدته ويعرف ان المال ليس الها وان جمع الكثير من صفات وافعال الالوهيه فالرزق ليس معيارا للبشر منعا او عطاء قد يكون للجاهل اكثر من العالم وللغبى اكثر من الذكى والضعيف اكثر من القوى وليس الكفر والايمان والجاه والحسب والنسب والصغر والكبر شرطا فى الرزق و ليس الرزق مالا فقط " إِنَّ رَبَّكَ يَبْسُطُ الرِّزْقَ لِمَنْ يَشَاءُ وَيَقْدِرُ إِنَّهُ كَانَ بِعِبَادِهِ خَبِيرًا بَصِيرًا " , " وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَنْ يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ".انها الحكمة الالهيه لابتلاء العبوديه . خامسا ايمان الانسان إذا خالطت بشاشته قلبه جاء " الايثار الاكرام الانفاق الاعتدال الامانه العفه الاحسان القناعة . الايثار " وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنْفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ وَمَنْ يُوقَ شُحَّ نَفْسِهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ " الاكرام " فَرَاغَ إِلَى أَهْلِهِ فَجَاءَ بِعِجْلٍ سَمِينٍ " الاعتدال " وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا " الانفاق " إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ " الاحسان "أَلَا تَرَوْنَ أَنِّي أُوفِي الْكَيْلَ وَأَنَا خَيْرُ الْمُنْزِلِينَ" العفه والقناعه "يَحْسَبُهُمُ الْجَاهِلُ أَغْنِيَاءَ مِنَ التَّعَفُّفِ تَعْرِفُهُمْ بِسِيمَاهُمْ لَا يَسْأَلُونَ النَّاسَ إِلْحَافًا " وقد ضرب الصحابة الامثله " ما ضر عثمان ما فعل بعد اليوم " ماذا تركت لهم يا ابا بكر ...تركت لهم الله ورسوله "
اخى الحبيب هذة طبيعتنا واخلاقنا وسلوكنا وعقيدتنا مع المال ونحن نتقلب بينها مع الايام ولا نثبت على حال ويتشتت سعينا بين هذا تارة وهذا تارة "إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى 0 فَأَمَّا مَنْ أَعْطَى وَاتَّقَى 0 وَصَدَّقَ بِالْحُسْنَى 0 فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْيُسْرَى 0 وَأَمَّا مَنْ بَخِلَ وَاسْتَغْنَى 0 وَكَذَّبَ بِالْحُسْنَى 0 فَسَنُيَسِّرُهُ لِلْعُسْرَى 0 وَمَا يُغْنِي عَنْهُ مَالُهُ إِذَا تَرَدَّى"إذا اعياك المال فتذكر " وَلَقَدْ جِئْتُمُونَا فُرَادَى كَمَا خَلَقْنَاكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَتَرَكْتُمْ مَا خَوَّلْنَاكُمْ وَرَاءَ ظُهُورِكُمْ"

[مستفيد..]

جزاك الله خيرا..
في ذات السياق أيضا وتعليقا على قول يوسف عليه السلام (( اجعلني على خزائن الأرض إني حفيظ عليم )) يقول بن عاشور: (( لم يسأل مالا لنفسه ولا عرضا من متاع الدنيا ، ولكن سأل أن يوليه خزائن المملكة ليحفظ الأموال ويعدل في توزيعها ويرفق بالأمة في جمعها وإبلاغها لمحالها..وعلل طلبه ذلك بقوله إني حفيظ عليم المفيد تعليل ما قبلها لوقوع إن في صدر الجملة فإنه علم أنه اتصف بصفتين يعسر حصول إحداهما في الناس بل كلتيهما ، وهما : الحفظ لما يليه ، والعلم بتدبير ما يتولاه..))