يدعي كثير من الملحدين العرب الذين غرتهم حياة الفجور وعبادة الحياة المادية بأن حياة المسلم ليست سوى شقاء وبلا ونكد وتعب خالية من الفرح والسرور
أن الاسلام دين اعتدال ووسطية دين جمال بل إنه الدين الوحيد الذي يعطي للإنسان كل ما يحتاجه للعيش بسلام وحرية وسعادة في الدنيا دون أن يتجاوز على أحد أو يضر بأحد في الوقت نفسه يقدم له كل ما يريحه وينصفه في الحياة الآخرة
ما الذي يحتاجه الإنسان ليعيش حياة كريمة وسعيدة
حاجات مادية ، عاطفية ، روحية ، عقلية ... الخ
ما الذي يمنعه الإسلام على المسلم من بين كل فئة من هذه الفئات ما هو ضار لنفسه أو لغيره فقط فأنا أستطيع كمسلم أن أشبع حاجاتي المادية من طعام وشراب وملبس وجنس ونوم وغيرها في إطار من التعاليم الشرعية السليمة دون أن أظلم أحد أو أسيء لأحد كما أستطيع أن أشبع حاجاتي العاطفية من حب وانتماء ومشاركة للآخرين بأفراحهم وأحزانهم دون أن أعصي الله عز وجل وأيضا أستطيع أن أتزود بالمعرفة وأستثمرها فيما ينفعني وينفع البشرية بما لا يجرح مشاعر أحد باختصار أستطيع أن أمارس حياتي بكل ما تتطلبه من حاجات وأن أحصل على السعادة والراحة النفسية والطمأنينة دون أن أغضب الله عز وجل ودون أن أتجاوز حقوق الآخرين ودون أن أسيء لأحد كل ما أحتاجه أن أتعلم ديني بصورة صحيحة وأمارس حياتي كما رسمها لي خالقي سبحانه وتعالى لا أصنف نفسي ضمن هذا التيار ولا ذلك فلست ليبراليا ولا منغلق التفكير
لست ديمقراطيا ولا ديكتاتوريا
لست شيوعيا ولا رأسمالي
لست أفلاطونيا ولا أرسطيا
باختصار لست علبة فارغة يضعها الآخرون في هذا الرف أو ذاك
ولا أقبل لنفسي إلا أن أكون مسلما موحد لله وحده لا غير
لأن الإسلام بالنسبة لي ليس إيديولوجيا وليس فلسفة
الإسلام منهج وقانون ودستور حياة في الدنيا ووسيلة نجاة في الآخرة
أمارس حياتي كما تعلمت أن أمارسها من خير البشرية رسولنا الكريم عليه أفضل الصلاة والسلام الذي علمني كيف ابتسم في وجوه الآخرين وأساعد المحتاجين
وأحترم كل إنسان مهما كان لا أكذب ولا أغش ولا أمد يدي على ما ليس لي هكذا علمني القرآن أصلي وأصوم وأزكي مالي ولا أشعر في ذلك إلا بالسعادة
اليوم قدمت مساعدة لشخص محتاج ومضيت وفي نفسي سعادة
فهكذا علمني الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام
هذا هو الإسلام العظيم الذي علمني أن أعيش في دنياي وكأنني أعيش أبدا وأن أعمل لآخرتي كأنني أموت غدا
لست مثاليا وحياتي ليست كلها رخاء
ولكنني اشعر بالسعادة
لأنني أستمتع بما أحله الله عز وجل لي
ولا أأسف على ما حرمه سبحانه علي ليقيني بأنه ليس فيه خيرا
أحمد الله وأشكره على ما أنعم به علي من فضله من الصحة والعافية والنعم
وأصبر على ما يصيبني من مصائب الدنيا وأحتسب كل أمري لله
وما أعظم الإسلام الذي جعل للمسلم أمره كله له خيرا
إن أصابه خيرا شكر وإن أصابه شر صبر وفي كل ذلك هو مأجور
هذه حياتي كمسلم
ولا أبالي بتشاؤمية شوبنهور ، ولا سوداوية نيتشة ولا تجرفني حالة اليأس من موقف هنا وألم هناك .. لأنني قوي بالله سبحانه
هذه حياتي .. وأسال الله أن يجعل حياتكم جميعا سعيدة في ظل الإسلام