النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: التطور و برهان التجربة.. زواج قسري لا بد من فسخه..

  1. #1

    افتراضي التطور و برهان التجربة.. زواج قسري لا بد من فسخه..

    التطور و برهان التجربة.. زواج قسري لا بد من فسخه..

    البحث في معاني الوجود هي من اسمى المباحث الانسانية ، و لا يوجد انسان فطري لا يشغله علة وجوده او العلة من وجوده و من ثم مصيره و هو الاهم و الاعمق ، و قد اوجز مارتن هايدغر الوجودي بوصفه الانسان ب(الكائن الاونتولوجي) و وصفه ايمانول كانت بالكائن المفارق او الفوقاني او المتجاوز او الترانسدانتدال المشهور عنه ، لا يغرنك في ذلك جماعات من بني نسناس قد اقحموا انفسهم في الانسانية و هم يخامرون حياة البهائم لا يرون الا المحسوس ولا يعاقرون إلا المادة لا يشاركون الانسان الحقيقي إلا في جزئه البايلوجي ، إذا ما أشرت له الى القمر نظر كالأبله الى اصبعك وليس الى المشار اليه ، يمكن ان يحجب عينه اصبع واحد ، مؤسف ان هؤلاء باتو كثرة كاثرة ليس خارج دولنا فحسب بل بيننا وبين بني جلدتنا ، و الباعث الاشد و الاقوى على هذا هو الانبهار المادي المزيف الذي يحمل لوائه اصحاب الساينتزم او العلموين الجدد الذين موهوا للناس الحقائق و البسو الباطل ثوب العلم و اشاعوا بين الناس بأن لا حقيقة سوى المادة و لا شيئ خلفها و حذروا الناس من الاعتقاد إلا بالمجرب المحسوس، هذه الثقة المفرطة بالتجربة يا ليتهم كانوا من اهلها بل الحساب النظري يكفي لتفتيت العقيدة التطورية التي يقوم عليها ثلثي المادية في العالم تقريبا، فما بالك بالتجربة، لكن العلم الميتافيزيقي و المحسوب على التجربة قد بيع شرفه لإقرار عيون المادية المقدسة و التي ظاهت قداستها قداسة جميع كتب الاديان و اصبحت كبنت الملك او اميرته المدللة فلا تمس ولا تناقش ولا يحق لاحد الاعتراض على ما تقول و إلا ستستهجن او تطرد او تكون مثالا للسخرية و تفقد كل شعبيتك اذا كنت اكاديميا و هكذا ترجموا مقولة الشيوعي السوفيتي لنين : (العلم أشبه ببغي يبيع نفسه لمصلحة اي طبقة من الطبقات).. وفعلا فقد بيعت و رفع المزاد ، التمويه العلمي الذي قدمه التطوريون حول نظريتهم (المقصود هو التطور بين الانواع وليس التكيف ضمن النوع الواحد) قد آتى أكله حقا و اصبح الكثير من الناس يصدقونهم بلا ادنى جدل متعذرين بالدلائل الالعوبية التي تلقنوها على عمى ولا يعلمون عن براهينها سوى ظلال زائفة لا ترتقي حتى لاشباه الادلة، بعضهم و ربما اكثرهم له علته البعيدة الدفينة لانتهاجه هذا المسلك و قد اتخذ من التطور ذريعة و بالذات اذا علمنا بأنه لم يحط بأولياتها بأي علم سوى انه يوافق ما يهواه و يرغبه ، و قد غصت مقولات الدراونة باعاجيب الافتراضات التي لا يتقبلها اي عقل سوي إلا الذي اتخذ الحاكم و الفيصل هواه و ميولاته فأعمته و اصمته فبات لا يرى إلا ما يريد ان يرى ، أي عاقل اليوم يستطيع ان يزعم ان وجود الشعر في منطقة الرأس من الإنسان وعدم تساقطه مع بقية شعر جسمه هو بسبب كثرة تعرضه للضربات؟! هكذا يرى الإمام دارون فيقول: "بما أن الرأس معرض كثيراً للضربات فقد كان من الضروري أن يبقى الشعر عليه"! هذه نتفة واحدة من كم الهرطقات العلمية التي تزخر بها الدارونية و التي امسكوا عن الادلاء بها بصورة واضحة مؤخرا و اقتصروا على الاحالة الى الماضي او الافتراضات الغير قابلة للتجريب و البرهنة ليخلقوا لهم مجالا واسعا خصبا لتمرير الاكاذيب و تنسيقها و إذا طلب منهم الدليل احتجوا بالزمن و البيئة او القصور العلمي المعرفي او ربما تمادوا كما فعلوا مع الاحافير الانتقالية حين زعم غير واحد منهم بأن الكائنات الانتقالية دون غيرها قد محتها الطبيعة! نعم ربما لتخفي عارها مثلا، ثم تريدني ان لا اسخر! يقولون نحن تجريبيون وضعيون لا نؤمن إلا ما اثبته الحس ، لا بأس، فالتجربة ( قد تكرر الاستشهاد بمثال البروتين والسبب أنه الاصل الذي يتكون منه الكائنات حيويا) تقول لك بأن احتمال مجيء جزيئ البروتين العقيم البسيط المتكون من 288 حامض اميني هو 1 وأمامه 300 صفر و هي بكل الأحوال الفعلية صفر: أي مستحيلة، على أن هذا الجزيء يعتبر متواضعا بالمقارنة مع الجزيئات العملاقة التي تحتوي على آلاف الحموض الأمينية، وإذا طبقنا حسابات الاحتمال على هذه الجزيئات نجد أن كلمة"مستحيل" غير كافية.. اي تفشل تجريبيا بكل امتياز فلا علاقة مطلقا بين الازعومة الوضعية و التطور، لنذهب لابعد من ذلك قليلا و لنأخذ بروتينا اكبر بقليل و لتكن من 500 حامض اميني و لنأخذ بالاعتبار صحة السلسلة و احتمال كونها يسارية (اليساري هو الذي يدخل في البناء فقط) و من ثم ارتباطها برابطة ببتيدية و في ظل الظروف المثالية (و هذا شرط تعجيزي بحد ذاته، فالاشكال اصبح إشكالين: ظهور جزيء البروتين في محيطه و ظهور محيط ضروري مناسب لتكون جزيء البروتين!!) للحياة تكون نسبة احتمالات قيامها بترتيب نفسها بالكميات والسلاسل المضبوطة ، بالإضافة إلى احتمالات كون كل الحموض الأمينية التي تحتويها يسارية وترتبط فقط بروابط ببتيدية كالتالي:

    - احتمال كونها بسلسلة صحيحة = 1/20500 = 1/10650
    في
    - احتمال كونها يسارية = 1/2500 = 1/10150

    - احتمال ارتباطها برابطة ببتيدية = 1/2499 = 1/10150

    و بجمع الأسس:
    مجموع الاحتمالات 1/10950 أي احتمال "1" في 10 للأس 950! .

    هل تتخيل العدد؟ هي"1" مقسوم على 950 صفر أمامها 1، رقم يستعصي إدراكه على العقل البشري، هذه الإمكانية موجودة على الورق فقط، أما عمليا فهذا الاحتمال يأخذ درجة الصفر على أرض الواقع لإن احتمال 1 على 10للأس 50 في الرياضيات يعتبر برتبة احتمال صفر على أرض الواقع و للعلم فإن مجموع ذرات الكون بالحسابات النظرية و منذ لحظة البغ بانغ هو 10 للأس 80 على ابعد احتمال.. ثم تقول بأنك تجريبي! هؤلاء الحتميين المخدوعين قد كفروا بكل ما له علاقة بالمنهجية العلمية، فلا التجربة و لا الحساب النظري في صالحهم، يقول كارل بوبر فيلسوف المنهج العلمي القئل بأن منطق العلم ومنهجه وجهان لعملة واحدة :
    "خلاصة ما توصلت إليه أن مفھوم التطور ليس نظرية علمية قابلة للاختبار، بل ھو برنامج ميتافيزيقي "
    ويقول أيضا :" التطور قضية إيمانية لا تخضع لأطر البحث التجريبي في أي فرع من فروعها ".
    بالمحصلة و كنتيجة طبيعية للعقيدة المادية فإن الانسان بالمفهوم التطوري اصبح مساويا لاتفه الكائنات في المعمورة، فهو لا يختلف عن الكلب إلا اختلافا بيلوجيا لا يمت بالقيمة الروحية بصلة، و قد أكد جزء من ذلك عدد غير قليل ممن تزوجوا كلابا و حميرا و الامر اصبح موظة في بغض البلدان و لا لوم عليهم ولا عجب، فهذه آثار بعيدة و صادقة للمادية، لذلك فقد الانسان قيمته حتى اصبح مثلما وصفه هوكينغ: مجرد حثالة كيميائية على كوكب متوسط الحجم، هذا هو الوجه الحقيقي لهم و لا ينخدعن احد بالقشور التي يقدمونها على اشكال مختلفة من الأنسنة و الحقوقية فهي في افضل احتمال ترمي الى الحفاظ على النوع الانساني، و بالتالي مخمخة و غربلة النوع الانساني و القضاء على الاجناس الضعيفة او الغير مرغوبة بها كما ذكر ذلك سفاحا احد كبرائهم و هو سام هاريس على ما اذكر حين قال بأن المسلمين يجب أن يرموا بقنبلة نووية للقضاء على اعراقهم من اصولها، و كما اباح احد علماء الانجليز بأن الافارقة السود يجب تصفيتهم جميعا لأنهم عالة على النوع الانساني.. لكن اين من يرفع اللثام عن وجه هذا الوحش المادي المتخفي بصورة الانسانية..
    الكُفْرُ يُعْمي و يُصِم

  2. #2

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة أبو يحيى الموحد مشاهدة المشاركة
    كما ذكر ذلك سفاحا احد كبرائهم و هو سام هاريس على ما اذكر حين قال بأن المسلمين يجب أن يرموا بقنبلة نووية للقضاء على اعراقهم من اصولها، و كما اباح احد علماء الانجليز بأن الافارقة السود يجب تصفيتهم جميعا لأنهم عالة على النوع الانساني.. لكن اين من يرفع اللثام عن وجه هذا الوحش المادي المتخفي بصورة الانسانية..
    أحسنت أخي ، ولو أنني اقتبست جزءاً لا يتعلق بالمقالة بشكل رئيسي وإنما يتعلق بما تزين لهم أنفسهم هؤلاء الضالين أتباع عقيدة داروين. وأود لفت النظر هنا، هي فكرة هتلر أيضاً بأن يقضي على كل شخص ضعيف أو متخلف يعيش عالة على غيره ، إلا أنهم وفق قانون مصالحهم غيروها في عصرنا، فقالوا: إذا كان الفقير والضعيف يخدمنا فلماذا نسعى إلى قتله ؟ علينا أن نرمي له فتات موائد طعامنا سيعيش بها ويخدمنا ، إذا مات خادمنا فمن سيبقى ويخدمنا ؟

  3. #3

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة manhalr78 مشاهدة المشاركة
    أحسنت أخي ، ولو أنني اقتبست جزءاً لا يتعلق بالمقالة بشكل رئيسي وإنما يتعلق بما تزين لهم أنفسهم هؤلاء الضالين أتباع عقيدة داروين. وأود لفت النظر هنا، هي فكرة هتلر أيضاً بأن يقضي على كل شخص ضعيف أو متخلف يعيش عالة على غيره ، إلا أنهم وفق قانون مصالحهم غيروها في عصرنا، فقالوا: إذا كان الفقير والضعيف يخدمنا فلماذا نسعى إلى قتله ؟ علينا أن نرمي له فتات موائد طعامنا سيعيش بها ويخدمنا ، إذا مات خادمنا فمن سيبقى ويخدمنا ؟
    هذا المعيار ايضا متسق مع الفكر التطوري الداروني.. تحقير الاجناس و استصغارهم.. الاهم في الموضوع هو الانعكاس البراغماتي للنوع المنتخب للبقاء، و هذا ركن الدارونية و بهذه الطريقة انتخب اسلافنا في معترك صراعاتهم في تلك الادغال... :-)

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء