هذا السؤال كنت أود طرحه منذ فترة , وترددت كثيرا تجنبا لاتهامات بعض الأخوة المتعصبين والتكفيريين لي باللغط والسفسطة والتجرؤ على كتاب الله وسنة رسوله وما إلى ذلك , فضلا عن السخرية والقذف بالألفاظ التي لا تمت للإسلام بصلة , وكأني قربت من عش دبابير والله المُنجي , عذرا أخواني الكرام , نعم والله لقد تعرضت لمثل هذا كثيرا لمجرد الاختلاف فيما بيننا في نقطة ما , أو أني أريد فهم كتاب الله وسنة رسوله والوصول إلى الحقيقة في بعض الأمور الدينية الغامضة , والتي يُثار حولها بعض ما يُسمى بالشبهات من بعض الفرق الضالة والديانات الأخرى - طبعا مع كامل احترامي وتقديري للأخوة المحترمين
ولكن من منطلق إيماني بقول الله تعالى ( وَلَا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولَئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْئُولًا ) - ويقول أيضا ( وَالَّذِينَ جَاهَدُوا فِينَا لَنَهْدِيَنَّهُمْ سُبُلَنَا وَإِنَّ اللَّهَ لَمَعَ الْمُحْسِنِينَ ) , وجدت أن السؤال ضروري ولابد من طرحه مهما كانت العواقب والله المستعان .
السؤال : هل أبدية العذاب في جهنم تعني اللانهائية ؟
وإذا كانت أبدية العذاب تعني اللانهائية - فكيف يتفق ذلك مع العدل الإلهي حيث يقول :
- وَخَلَقَ اللَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ بِالْحَقِّ وَلِتُجْزَى كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (22)
- لَا يَذُوقُونَ فِيهَا بَرْدًا وَلَا شَرَابًا (24) إِلَّا حَمِيمًا وَغَسَّاقًا (25) جَزَاءً وِفَاقًا (26)
- يَا أَيُّهَا الَّذِينَ كَفَرُوا لَا تَعْتَذِرُوا الْيَوْمَ إِنَّمَا تُجْزَوْنَ مَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (7)
- مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160)
وكثير من الآيات الدالة على أن الجزاء في الآخرة وفقًا لعمل الإنسان في الدنيا وسوف نتطرق إليها خلال نقاشنا
المهم الجزاء سوف يكون قليلا في الآخرة إن كان العمل قليل في الدنيا , وكثيرا إن كان كثير , ومحدودا إن كان محدود , وغير محدود إن كان غير محدود , وخيرا إن كان خيرا , أو شرا إن كان شر . لا ظلم في لا في الدنيا ولا في الآخرة , فإذا كان في الدنيا يقول لنا تبارك وتعالى (وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ وَيَعْفُو عَنْ كَثِير) , وإذا أهلٍك أو أخذ قوم أهلكهم بذنوبهم , وكثير وكثير من الآيات الدالة أنه لا يوجد ظلم وحاشاه ذلك , فإذا كانت هذه عدالته سبحانه في الدنيا فهل عدله سوف يتغير والعياذ بالله في الآخرة ؟ كلا !!!
هذا هو ما فهمته وما أعتقده من هذه الآيات الكريمة وغيرها من الآيات - فهل ما فهمته صواب أم ماذا بالضبط ؟ لكي يطمئن قلبي , فأرجوا أن توضحوا لي الأمر ببساطة وبدون تعقيدات
وجزاكم الله خيرا
Bookmarks