صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 25

الموضوع: شكوك تروادني ..

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2015
    الدولة
    السودان
    المشاركات
    20
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    Question شكوك تروادني ..

    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته

    الأخوة في منتدى التوحيد, هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى المبارك-وفقكم الله-أما بعد:

    قد مرت على أيام مؤلمة فقدت فيها الكثير من إيماني و اصبحت و العياذ بالله أفكر بالالحاد مما دعاني للتفكير في الإنتحار, و بعد بحث مطول و قراءات أطول الحمدلله وقر في قلبي الإيمان. و أحمد الله أنني اكتشفت هذا المنتدى المبارك في تلك الأيام الماسة جداً . من المواضيع التي حركتني جداً (لماذا تركت الإلحاد ) لكاتبه الأخ فامبير -رحمه الله رحمة واسعة- و مناقشات الأستاذ الكبير عبدالواحد و أيضا محاورات دكتور أبو مريم مع دارون.

    قد يتوارد لكم عنوان هذا الموضوع و هو (شكوك تراودني) فكل يوم أقرأ أكثر أؤمن أكثر. ولكن كلما أنام و أصحى تأتيني نزعات إلحادية مرة أخرى و هذا الموضوع يؤرقني فبعد إطلاعي الكثير على منتداكم و قراءة كل موضوع تناله يدي قررت أن أكتب هذا الموضوع عسى الله أن يضحد لي هذه الشكوك على يديكم.

    أحب أن أنوه قبل كتابة أول شبه أنني مسلم و لله الحمد, ولكن هذه الشكوك هي إلحادية بحتة حتى لا يخيل لأحد أني غير مسلم.
    أحب أيضاً أن أنوه للإخوة المراقبين أن لهم كل الحرية في نقل هذا الموضوع أو أي جزء منه حيث أن هذه هي أول مشاركة لي فلربما أخطأت في إختيار القسم.
    أخيراً أحب أن أهنئ جميع القائمين على أمر هذا المنتدى حيث أنه و الله لم أجد أي منتدى عربي بهذه الموسوعية و الإنضباط.

    الشبهة الأولى
    ما هي الذات؟
    قرأت محاورة دارت بين دارون و الدكتور أبو مريم تقريباً عن تعريف الوعى. وحيث أنه لا يوجد من الأساس تعريف للمادة الحية فقد اكتفيت عن هذا الموضوع. لكن هذه المشكلة وردت عندي عندما قرأت عن ديفد هيوم. و هي مشكلة كما أسميها (مشكلة الذات) .. فما هو الأنا ؟
    الموضوع هذا أكبر إنعكاساته عندما أتحدث عن البعث. سأضرب مثال لتبسيط المعضلة.
    الشخص 1 رجل أعمى. كل حياته كان أعمى, فهو عندما يتحدث عن ذاته كل أنعكاساتها لها بكونه أعمى.
    توجد حالتين عند البعث:
    حالة 1 : الشخص 1 يبعث أعمى فأين العدل ؟
    حالة 2: الشخص 1 يبعث بصيراً .. إذا كيف يكون هو هو نفسه الشخص واحد ؟

    أظن أن المثال واضح.

    ملاحظتين قبل الختام :
    1- الرجاء عدم إحالتي لمواضيع أخرى عند الرد حيث أغلب الظن أني قرأت تلك المواضيع و حيث أن الشبهات تختلف و المعطيات تختلف فالنتائج تختلف.
    2- لا مانع لدي أن تكون هذه مناقشة ثنائية. و الرجاء الأخذ في الإعتبار أن الغرض من هذا الموضوع هو فقط زيادة علمي و معرفتي في مواضيع غلب على أن أجاوبها لوحدي فهو استشارة لعقولكم.
    و السلام عليكم

  2. #2

    افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته..
    الشخص 1 رجل أعمى. كل حياته كان أعمى, فهو عندما يتحدث عن ذاته كل أنعكاساتها لها بكونه أعمى.
    توجد حالتين عند البعث:
    حالة 1 : الشخص 1 يبعث أعمى فأين العدل ؟
    حالة 2: الشخص 1 يبعث بصيراً .. إذا كيف يكون هو هو نفسه الشخص واحد ؟
    لم أفهم لماذا علقت المسألة على البعث تحديدا..فالأعمى قد يرد بصره وهو في الدنيا ويبقى هو هو كما يقول ديكارت (أنا أفكر إذن أنا موجود) -ابتسامة-..
    بالنسبة لهيوم..الرجل يعتبر الحس والتجربة الوسيلة الوحيدة لتحقيق المعرفة..ومن هذا الأساس تتفرع أفكاره عن الذات والدين والتشكيك في العلل والسببية والغائية وعتبرها أوهام..وحكمه على هذه المواضيع راجع لهذا الأساس الذي ذكرناه وهو إعلائه من قدر الحس والتجربة لدرجة اعتبارها الوسيلة الوحيدة في تحقيق المعرفة..ولنقض أفكاره يكفي أن ننقض أساسه المزعوم وما بني على أساس غير علمي فبالتأكيد النتيجة تكون غير علمية ولا تُلزم..
    دافيد هيوم متأثر بالفلسفة التي أقامها الفيلسوف والمفكر السياسي جون لوك على أنقاض العقلانية الديكارتية من خلال تبنيه لنظرية الصفحة البيضاء tabula rasa وأساسها أن الخبرة والملاحظة تحتل مكان الأفكار الفطرية..هذا التصور الذي جاء به لوك ومن ثم دافيد هيوم انتقده رائد فلسفة العلم كارل بوبر وسماها بنظرية العقل السطل..وبين بوبر أنها نظرية ساذجة وخاطئة وغير علمية وبين أخطائها وخطورتها على العلم..فالعلم يحفل بالفروض الغير مثبتة تجريبيا والمعتمدة في النظريات العلمية ككيانات قائمة الذات تربط بينها قوانين كالسببية والعلية
    أولا قبل التجربة العلمية التي يعتبرها هيوم الأساس الوحيد لتحقيق المعرفة تجد الإيمان والذي يعتبره هيوم وهما!..فقبل دخول التجريبيين مخبر تجاربهم هم يدخلونه ومعهم إيمان بكون هذا الكون قابل للتعقل وثابت ومنتظم..ولو لا هذا الإيمان بقابلية الكون للتعقل وثباته وانتظامه ما دخل عالم مخبر تجاربه..يقول كارل بوبر : (( بدونه –أي هذا الإيمان بفكرة اطراد الطبيعة وانتظامها- لا يمكن تصور أي فعل عملي إلا بصعوبة )) karl popper la logique de la découverte scientifique p257..
    ثانيا هذا الإيمان بوجود انتظام وثبات في الكون هو مبدأ ميتافيزيقي بحت..يقول بوبر: (( للقوانين الطبيعية نسبية مع الزمان والمكان وتمنع عنها الإستثناءات وهكذا مبدأ الإنتظام يمكن إذن إعتباره تفسيرا ميتافيزيقيا لقاعدة ميتودولوجية مثلها مثل القانون القريب منها "قانون العلية )) فلسفة كارل بوبر ص112..د لخضر مذبوح

    ثالثا يعتبر أن النظريات العلمية بما فيها نظريات الفيزياء النظرية تنطلق من إعتقاد ميتافيزيقي ويقصد بذلك مبدأ السببية..يقول: (( الإعتقاد في السببية هو إعتقاد ميتافيزيقي..إنه ليس شيئا آخر غير حالة نمطية من أقنوم hypostase ميتافيزيقي لقاعدة منهجية مبرر جيدا : قرار الباحث بعدم التوقف أبدا عن مواصلة البحث عن قوانين ..فالإعتقاد الميتافيزيقي بالسببية يبدو إذن إعتقادا اكثر خصوبة في مظاهره المتنوعة من إي ميتافيقا لا حتمية من النوع الذي يدعو إليه هايزنبورغ)) نفس المصدر

    إذن حسب كارل بوبر الإيمان بالسببية هو إيمان ميتافيزيقي ومع ذلك فهو أساس العلم التجريبي..يقول: (( على الرغم أن إنكار السببية يعني محاولة ودعوى للمنظر إلى التخلي عن البحث غير أننا كما أوضحنا فإن محاولة من هذا النمط لا يمكن أن تستند على أي شيء يشبه الحجة ..إن ما يسمى مبدأ سببيا أو قانونا سببيا بأي طريقة يمكن صياغتها له طابع خاص جدا مختلف عن طابع قانوني طبيعي ))..
    إذن فالأساس الذي تنطلق منه المدرسة الفلسفية التجريبية هو أساس غير علمي تطبيقه يهدم العلم التجريبي نفسه..وبالتالي ما ينتج عن هذا الأساس من استنتاجات سواء عن الذات أو الدين او الكون فهي استنتاجات غير ملزمة ولا تتصف بالعلمية
    التعديل الأخير تم 02-09-2015 الساعة 06:12 PM
    التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
    فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MrAmin مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
    سأضرب مثال لتبسيط المعضلة.
    الشخص 1 رجل أعمى. كل حياته كان أعمى, فهو عندما يتحدث عن ذاته كل أنعكاساتها لها بكونه أعمى.
    توجد حالتين عند البعث:
    حالة 1 : الشخص 1 يبعث أعمى فأين العدل ؟
    حالة 2: الشخص 1 يبعث بصيراً .. إذا كيف يكون هو هو نفسه الشخص واحد ؟
    يقول تعالى : ( وَمَنْ كَانَ فِي هَذِهِ أَعْمَى فَهُوَ فِي الْآَخِرَةِ أَعْمَى وَأَضَلُّ سَبِيلًا )
    العمى في الآخرة عمى بصيرة النفس البشرية ( الروح ) عن الوحي الإلهي , وليس عمى العين المادية المحسوسة
    فقد يُبصر الإنسان وهو في الدنيا بعينه المادية المعروفة ولكنه أعمى البصيرة , وقد يكون فاقد البصر المادي المعروف ولكنه بصير بحقائق الأمور بقلبه
    رسالتي في الحياة
    الدعوة إلى التوحيد الحقيقي
    ( جرأة في االحق - صدق في العرض - محبة في الحوار - إحترام للرأي الآخر )

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2015
    الدولة
    السودان
    المشاركات
    20
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الشكر لكما الإخوة رمضان مطاوع و مستفيد:
    أما بالنسبة لك أخي مستفيد فقد أسهبت في موضوع الإبستملوجيا بين العقل و الحس و هذه ليست بمشكلتي مع هيوم.
    المشكلة التي لم تردوا لي عليها هي مشكلة الذات و علاقتها المباشرة مع البعث. ما الذي يبعث. جسدي ؟ عقلي؟ روحي\نفسي؟

    سأعيد طرحي لمثالي مرة أخرى.

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مُستفيد مشاهدة المشاركة
    لم أفهم لماذا علقت المسألة على البعث تحديدا..فالأعمى قد يرد بصره وهو في الدنيا ويبقى هو هو كما يقول ديكارت (أنا أفكر إذن أنا موجود) -ابتسامة-..
    أنا أريد علاقة بين الصفات الدنيوية كمثال (لون بشرتي , ملامحي, شخصيتي) التي هي في المقام الأول صفات جسدية. و بين ما يبعث مني. و المثال يبين هذه النقطة .
    فضربت مثال بصفة نقص ألا و هي العمى, فكون الشخص أعمى في الدنيا يجعل من ذاته التي يعتبرها هو نفسه مبنية على كونه أعمى, أو على كونه أطرش أو أبكم.

    أنت قلت (يبقى هو هو) مما يدل على وجود شئ ثابت, أنا أريد تعريف لهذا الشئ الثابت و حدوده و علاقته بما سيبعث.

  5. #5

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تفيد النصوص الصحيحة أن أجساد الخلائق تتبدل عند الدخول الى الجنة أو النار حيث أن الكفار ستكون لهم جلود غليظة جدا لأن النهايات العصبية الحسية الناقلة للحرارة تقع على مستوى الجلد
    بينما يكون أصحاب الجنة أصحاب ثلاث وثلاثين على صورة أبيهم آدم عليه السلام وحسن يوسف عليه السلام
    وهذه التغيرات تخص الجانب الفيزيائي والثبات للروح
    لا داعي للألعاب اللغوية ولتكن الأمور واضحة. الروح شيء لا نعرف كنهه وهي محل السعادة والشقاء والجسد غلاف لها ينقل اليها الأحاسيس المتنوعة ويعطيها الوجود الجثماني

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2015
    الدولة
    السودان
    المشاركات
    20
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور قواسمية مشاهدة المشاركة
    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
    تفيد النصوص الصحيحة أن أجساد الخلائق تتبدل عند الدخول الى الجنة أو النار حيث أن الكفار ستكون لهم جلود غليظة جدا لأن النهايات العصبية الحسية الناقلة للحرارة تقع على مستوى الجلد
    بينما يكون أصحاب الجنة أصحاب ثلاث وثلاثين على صورة أبيهم آدم عليه السلام وحسن يوسف عليه السلام
    وهذه التغيرات تخص الجانب الفيزيائي والثبات للروح
    لا داعي للألعاب اللغوية ولتكن الأمور واضحة. الروح شيء لا نعرف كنهه وهي محل السعادة والشقاء والجسد غلاف لها ينقل اليها الأحاسيس المتنوعة ويعطيها الوجود الجثماني
    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
    لم أفهم قصدك ب(الألعاب اللغوية)..
    لم تجاوب أخي على موضوع السؤال و تعريف الذات ! العلاقة بين الأجساد الدنيوية و الشخصية و الذات!
    ثم تقول (الروح شئ لا نعرف كنهه و هي محل السعادة و الشقاء و الجسد غلاف لها ينقل اليها الأحاسيس ) طيب و الدوبامين أليس هو الذي يعطي الشعور بالسعادة ؟ طيب و المخدرات أليست تعطي إحساس بالسعادة ؟ إذن العقل و الجسم له تأثير.

  7. #7

    افتراضي

    من كانت له عاهة في الدنيا فهي نقص فيزيائي امتحنه به الله عز وجل وقد تزول عاهته في الدنيا ويبقى الشخص هو نفسه فلم نسمع بشخص تبدل عندما زالت عاهته أما في الآخرة فلا بد أن تزول ويكتسب أحسن صورة لدخول الجنة ان شاء الله تعالى

  8. #8

    افتراضي

    تحياتى مستر امين
    صحيح فعلا معضلة ,, ولكن :
    1- هل الله قادر على حلها ؟؟!!
    إذا كنت أنت تظن أن الله يستطيع حلها فهنيئا لك بما معك من إيمان.

    2- إذا كان طب البشر قد نجح فى علاج بعض انواع العمى و إذا توقعنا
    خلال سنين وصار الأعمى بصير , هل هذا الشخص ( الذى كان أعمى )
    هو هو نفسه ( الذى صار بصيرا ).

    3- الاعمى والبصير , الاصم و السميع , الأبكم و المتكلم , المجنون و العاقل ,
    هذه الحواس المعطلة فى الجسم البشرى , استطاع العلم التشريحى أن يصل
    الى مرحلة كبيرة لتفعيلها او نسب منها.
    فهل كذلك ستصير تلك معضلات عويصة فى البعث !!

    4- إذا كان البعث حقيقة فلا أرى ان الخوض فى أحداث ما بعد البعث من العقل فى شئ , ويكفينا الخوض فى أحوال الدنيا وما تراه أعيننا وما تعيه عقولنا.

    5- اما إذا كان فى البعث شك فإعرض شكوكك لعل الله يذهبها.

    مشكور

  9. #9

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MrAmin مشاهدة المشاركة
    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته.
    لم أفهم قصدك ب(الألعاب اللغوية)..
    لم تجاوب أخي على موضوع السؤال و تعريف الذات ! العلاقة بين الأجساد الدنيوية و الشخصية و الذات!
    ثم تقول (الروح شئ لا نعرف كنهه و هي محل السعادة و الشقاء و الجسد غلاف لها ينقل اليها الأحاسيس ) طيب و الدوبامين أليس هو الذي يعطي الشعور بالسعادة ؟ طيب و المخدرات أليست تعطي إحساس بالسعادة ؟ إذن العقل و الجسم له تأثير.
    نحن نعرف أن الجانب الفيزيائي- صحة أو جمال أو قبح أو عمى او عاهة - له تأثير على الحالة النفسية ونعرف تأثير العقاقير والهورمونات على الحالة النفسية
    لكن لم نسمع أن "أحمد" عندما عاد اليه بصره أصبح "فؤاد"
    أو "ياسين " حين فقد أنفه صار " كريم'"

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2013
    الدولة
    مصر
    المشاركات
    473
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    يا أخي الفاضل :
    المقصود بالذات هي النفس البشرية ( حقيقة الإنسان ) من عالم الغيب وليس من هذا العالم , وهي التي وصفها الرسول بأنها الروح التي تُقبض عند الموت ويصعد بها الملائكة إلى عالم البرزخ , وهي أيضا تتصف بصفات ذاتية كالسمع والبصر والحكمة والرحمة والمغفرة و .......... الخ , يعني 99 صفة لأن الله تعالى خلقها على صورته لكن لها قدرة محدودة ولا يُكلفها إلا وسعها , ولا علاقة لصفات الذات ( النفس ) هذه بأعضاء الجسد المادي وحواسه , فالجسد مجرد أداة تتحرك به في الدنيا دار الابتلاء , وعند الموت تتركه ليفنى في عالم الفناء وتبقى هى بذاتها بجميع صفاتها في عالم البرزخ تذوق إما نعيم أو عذاب القبر , ويوم القيامة أي عند البعث تعود لما تبقى من جسدها الذي كانت تسعى به , ولكن في خامته الجديدة أي جسد نوراني يخضع لقوانين طبيعة الكون النوراني في الغيب , وهذا الجسد النوراني مكون من أعمال الإنسان التي سبق أن عملها طول حياته وهو في الدنيا وتتوقف درجة بياض أو سواد كل عضو من أعضاء هذا الجسد على ما فعله بأمر النفس في الدنيا , أما درجة النور المنبعث من النفس يتوقف على درجة سلامة القلب ( النفس ) وعذوبتها ونقاءها من الأمراض وبما كسبته من عمل , فهي رهن ذلك الكسب ويتجلى بياض أو سواد كل عضو من أعضاء هذا الجسد , وكأنه ينطق بلسان حاله كشهادة منه على ما قدمته نفس الإنسان في الدنيا من خير أو شر للآخرة بواسطة هذا العضو , وإلا ماذا تعني هذه الآية : الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ (65) , هل أعضاء الجسد في الآخرة ستكون مادية هي هي ولم تتغير أو تتبدل إلى أعضاء من طبيعة أخرى ؟ , وإذا كانت الأيدي مادية هل سيكون لها ألسن كي تتكلم بها أو الأرجل سيكون لها ألسن كي تشهد عليهم بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ ؟ !!! , أم أن بياض أو سواد أعضاء الجسد النوراني ينطق بلسان حاله بما قدمته نفس الإنسان في الدنيا من خير أو شر ؟ , بواسطة هذه الأعضاء , وأيضا : حَتَّى إِذَا مَا جَاءُوهَا شَهِدَ عَلَيْهِمْ سَمْعُهُمْ وَأَبْصَارُهُمْ وَجُلُودُهُمْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (20) , هل السمع والبصر المادي والجلود هذه الأعضاء المادية التي نعيش به اليوم في الدنيا هل ستظل هي هي ولم تتغير كي تشهد علينا يوم القيامة , عجيب أمر الإنسان !!!!
    يا أخي الفاضل :
    النفس البشرية ثابتة لا تتبدل ولا تُفنى لأنها الإنسان ذاته أما الجسد فقط هو الذي يتبدل يوم تُبدل الأرض غير الأرض والسماوات , أما عمى العين المادية في الدنيا التي تتحدث عنها سوف يُفنى الجسد بالكامل وسوف يُبصر الإنسان في الآخرة بعينه النورانية , فمثلا الملك مركب من نفس ملائكية لها قدراتها وطاقاتها الخاصة وأجساد من نور , والإنسان عند البعث سوف يكون كذلك
    أما بالنسبة للون البشرة والملامح والشخصية كلها أمور مادية , فمثلا لو رجل مسلم أسود من أفريقيا وعمله صالح فما ذنبه أن يكون وجهه في الآخرة أسود , ويكون مع الذين قال عنهم ( وجوههم مسودة ) , والعكس صحيح , يعني يا حظ الأبيض في الدنيا سوف سيكون هو هو وجهه أبيض في الآخرة حتى لو كان عمله أسود !!! , وما ذنب مسلم صالح في الدنيا ولكنه أعمى العينين أن يكون أعمى البصر في الآخرة ؟! , ويا خظ البصير في الدنيا إذا كان جسده ستكون هو هو بدون تغيير !!! , أهذا منطق ؟؟؟؟ أو يقبله عقل !!
    رسالتي في الحياة
    الدعوة إلى التوحيد الحقيقي
    ( جرأة في االحق - صدق في العرض - محبة في الحوار - إحترام للرأي الآخر )

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    باختصار لو أن انسان كان اعمى ثم ابصر فهل يكون الشخص نفسه ام يتغير
    ان قلت نفسه فقد افتيت نفسك و ان قلت يتغير فعلتك اكبر من كونها شبهة
    ثم الانسان جسد و روح و لك ان تنظر الى ميت و حي و ستعلم ذلك ببساطة و ان كان الامر كذلك فتعلق الروح بالبدن اقسام
    انقل لك هذا الكلام من ملتقى اهل الحديث
    ليس الموت عدما للحياة وإنما الموت مخلوق كما أن هذه الحياة الدنيا مخلوقة ، حقيقة الموت انفصال التعلق الظاهر بين الروح والبدن هذا هو الموت ، وذلك أن الروح مع البدن لها أنواع من التعلقات أربعة :
    - الأول ما يكون في رحم الأم حين يبعث الملك فيؤمر بأن ينفخ في الجنين الروح ، وهذا فيه حياة للبدن والروح لكن التعلق هنا تعلق خاص ليس كما إذا خرج الجنين من بطن أمه .
    - النوع الثاني من التعلق تعلق الروح بالبدن على هذه الحياة الدنيا فإن الحياة للأبدان والروح تبع للبدن ، يعني أنه يقع النعيم أو التنعم في الدنيا ويقع التألم ونحو ذلك على الأجساد والروح تبع له فإنها تألم بألمه وتسعد بسعادته ، وقد يكون أيضا هناك استقلال للروح في تنعمها وحزنها ونحو ذلك .
    - الثالث ما بعد الموت ، حياة البرزخ الحياة هناك للروح والبدن تبع عكس الحياة الدنيا ، الحياة الدنيا الأبدان تتحرك والأرواح غامضة وما بعد الموت في البرزخ الحياة للأرواح والعذاب والنعيم على الأرواح والأبدان تبع لها يكون لها نصيب من العذاب ومن النعيم لتبعيتها للروح .
    - الرابع والأخير هو تعلق الروح بالبدن يوم القيامة العظمى وما بعده وهذا أكمل تعلق فإن الروح مخلوق منفصل والبدن مخلوق منفصل ويكون التنعم يوم القيامة والعذاب واقعين على الروح والبدن جميعا في أكمل تعلق لهما ، وهذا أسراره يعلمه الله جل وعلا .
    هناك نوع من التعلق ذكره طائفة من أهل العلم زيادة على ما ذكرنا وهو ( حال المنام ) وهو أن النائم للروح تعلق بالبدن لكن ليس كالحياة الدنيا فيه نوع اختلاف وذلك أن الروح منها ما - يعني بعض الروح بعض روح المعين المكلف - ما يمسكها الله جل وعلا حال المنام ومنها ما تسرح وتذهب وتجيء ويكون منها الأحلام ، ومنها ما يكون ملازما للبدن وبه تكون حياته البدنية ، ولهذا قال طائفة ( إن الأنفس التي تتكون منها الروح ثلاثة :
    - نفس تكون بها الحياة تتضح هذه الأنفس في المنام تكون بها الحياة حياة البدن .
    - ونفس يمسكها الله جل وعلا .
    - ونفس تذهب وتجيء ويكون منها لقاء الأرواح ولقاء الأنفس وتكون منها الرؤى إذا لقيت الأرواح الطيبة ، وتكون منها الأحلام إذا لقيت الشياطين أو الأرواح الخبيثة أو نحو ذلك .
    وهذا كما قال الله جل وعلا ﴿الله يتوفى الأنفس حين موتها﴾ فجمع قال الأنفس ثم قال ﴿والتي لم تمت في منامها فيمسك التي قضى عليها الموت ويرسل الأخرى إلى أجل مسمى﴾ الآية ، المقصود من ذلك أن الموت مخلوق تكون بعده حياة أخرى جديدة فكما أن لحظة نفخ الروح في الجنين تكون بها حياة لهذا الجنين فإن نزح الروح من البدن تكون بها حياة جديدة للروح ، وهذا تفصيل مهم في فهم ما يتعلق بالعذاب والنعيم إلى آخر ذلك .

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    الجزائر
    المشاركات
    330
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    أحسب أن سؤالك أخي MrAmin يدور عن الفرق بين الذات والصفات كما ذكرت في مثالك:

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة MrAmin مشاهدة المشاركة
    حالة 2: الشخص 1 يبعث بصيراً .. إذا كيف يكون هو هو نفسه الشخص واحد ؟
    حتى لو تغيرت صفة من صفات الشخص فتسبقى ذاته هي نفسها ... وكما عبر عليها الأخ قواسمية "لكن لم نسمع أن "أحمد" عندما عاد اليه بصره أصبح "فؤاد" أو "ياسين " حين فقد أنفه صار " كريم'"

  13. #13

    افتراضي

    إذا وافقناك أن ذات الشخص الواحد تشمل الجسد والعقل والنفس والروح ,
    عند النوم : يموت الجسد ( ولكن القلب يعمل والشهيق و الزفير يعمل والهضم
    يعمل ,,, والنظر لا يعمل و الاخراج لا يعمل ,,,)
    ويموت العقل ( ولكن ربما يغوص فى رؤيا أو حلم أو هلوسة )
    و تُقبض النفس , فإذا إستيقظ الشخص تُرد له نفسه.
    اما عند الموت : فيموت الشخص ( الجسد و العقل ) والنفس لا تُرد له بل ترسل
    الى أجل مسمى ( البعث ) لتعود الى نفس الشخص حينها.
    تدبر الآية الكريمة :
    " اللَّهُ يَتَوَفَّى الْأَنفُسَ حِينَ مَوْتِهَا وَالَّتِي لَمْ تَمُتْ فِي مَنَامِهَا فَيُمْسِكُ الَّتِي قَضَى عَلَيْهَا الْمَوْتَ وَيُرْسِلُ الْأُخْرَى إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى إِنَّ فِي ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِّقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ " الزمر42
    و فى الحديث الصحيح : " الحمد لله الذى أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور "
    ويقول تعالى: (وَيَسْأَلُونَكَ عَنِ الرُّوحِ قُلِ الرُّوحُ مِنْ أَمْرِ رَبِّي وَمَا أُوتِيتُمْ مِنَ الْعِلْمِ إِلَّا قَلِيلًا) [الإسراء: 85].
    وفى الحديث الصحيح "إن الروح إذا قبض تبعه البصر"

    والخلاف مشهور بين النفس و الروح لو تتبعته لملئت مجلدات , ولكن خير الكلام
    ما قل و دل .

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Oct 2011
    الدولة
    مصــــــــــــــــــــــــــــر
    المشاركات
    275
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الشبهة الأولى
    ما هي الذات؟
    قرأت محاورة دارت بين دارون و الدكتور أبو مريم تقريباً عن تعريف الوعى. وحيث أنه لا يوجد من الأساس تعريف للمادة الحية فقد اكتفيت عن هذا الموضوع. لكن هذه المشكلة وردت عندي عندما قرأت عن ديفد هيوم. و هي مشكلة كما أسميها (مشكلة الذات) .. فما هو الأنا ؟
    النفس هي الذات
    والنفس في الحياة الدنيا هي الروح والجسد مندمجان متأثرات متبادلان في التأثير والتأثر

    الروح تمثل النفس (الذات) بعد الموت وفناء الجسد من لحظة نزع الروح .

    وعند البعث يعود دور الجسد مندمجا مع الروح ممثلاً النفس مرة أخري
    يعني:
    الجسم + الروح = النفس أو الذات > في الحياة الدنيا و بعد البعث
    الروح = النفس أو الذات > في عالم البرزخ


    وعلي حد علمي أن الذات إصطلاح متأخر للرد علي الفلاسفة وعني به النفس .

    والله تعالي أعلي وأعلم
    بَلْ يُرِيدُ الْإِنسَانُ لِيَفْجُرَ أَمَامَهُ

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Feb 2015
    الدولة
    السودان
    المشاركات
    20
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aboabd مشاهدة المشاركة
    تحياتى مستر امين
    صحيح فعلا معضلة ,, ولكن :
    1- هل الله قادر على حلها ؟؟!!
    إذا كنت أنت تظن أن الله يستطيع حلها فهنيئا لك بما معك من إيمان.

    2- إذا كان طب البشر قد نجح فى علاج بعض انواع العمى و إذا توقعنا
    خلال سنين وصار الأعمى بصير , هل هذا الشخص ( الذى كان أعمى )
    هو هو نفسه ( الذى صار بصيرا ).

    3- الاعمى والبصير , الاصم و السميع , الأبكم و المتكلم , المجنون و العاقل ,
    هذه الحواس المعطلة فى الجسم البشرى , استطاع العلم التشريحى أن يصل
    الى مرحلة كبيرة لتفعيلها او نسب منها.
    فهل كذلك ستصير تلك معضلات عويصة فى البعث !!

    4- إذا كان البعث حقيقة فلا أرى ان الخوض فى أحداث ما بعد البعث من العقل فى شئ , ويكفينا الخوض فى أحوال الدنيا وما تراه أعيننا وما تعيه عقولنا.

    5- اما إذا كان فى البعث شك فإعرض شكوكك لعل الله يذهبها.

    مشكور
    الشكر الجزيل للإخوة على ردودهم و الصراحة أنا متفاجئ بكمية الردود في هذه الفترة القصيرة.
    أعتذر عن الرد المتأخر حيث أني طالب و لدي أختبارات (دعواتكم
    كان بودي أن أرد على جميع الردود لأبين رأيي ولكن ذلك صعب لذا سأختار النقاط التي أرد عليها.
    أولاً أخ (Aboabd) شكراً لك على تفهمك للمعضلة و جوابك. أما قولك (هل الله قادر على حلها؟؟) فالجواب أكيد بنعم. و هذا ما كنت أسكت به نفسي كلما تراودني مثل هذه الشكوك, و لكن أحببت أن أطرح الفكرة عسى أن أجد جواباً مقنعاً يشفي غل نفسي فنفسي ولله الحمد لا تقبل التسكيت إلا بالأجوبة المفصلة جداً. و قد خضت معها غماراً أكبر في مواضيع و أسئلة أعمق.
    لا يوجد شك في البعث حيث أن الناس ينقسمون فيه الى خطين واضحين مؤمنون وكافرون فقط و لذلك جعلها رب العزة من المواضيع التي تؤخذ بالإيمان أولاً (من آمن بالله و اليوم الآخر) فالإيمان بإله كلي القدرة يتطلب مباشرة الإيمان بقدرته على البعث.

    ثانياً: معظم الإخوة -بارك الله فيهم- إنصرفوا للنقاش عن الروح و النفس و الذات و حيث أن هذا ليس منطلق المعضلة في هذه الشبهة فلن أفيض في الكلام زيادة على ما كتبوه. فقد أوفو و وفو.

    ثالثاً : أعيد طرح الموضوع ليوضح ما أريد الوصول إليه.
    -مقدمة 1 : هنالك تمايز في الآخرة. (أقصد بالتمايز هنا أي إختلاف مثل مثالي الأول في العمى و البصيرة . و قد يكون التمايز في مواضيع أخرى في الشخصيات مثل على ضرب المثال حس الفكاهة ففالدنيا يوجد فلان لديه حس فكاهة و فلان ليس لديه حس فكاهة. فهل سيكون الأمر سيان في الاخرة ؟ )
    -مقدمة 2 : هنالك عدل في الاخرة .( أي هناك مساواة بين الناس في كل شئ- إذن الكل يفقد شخصيته و يصبحون كشخص واحد بجمال واحد و طول واحد و خلق واحد)
    نرى أن المقدمتين تتعارضان. فإذا أقمنا الأولى أثبتنا عدم وجود العدل. و إذا أقمنا الثانية نفينا وجود شخصياتنا\ذواتنا في الآخرة.

    أخيراً أحب أن أنوه أن الموضوع في بدايته فلسفي بحت. ميتافيزقي بالدرجة الثانية. فالأدلة و الشواهد و الآيات كلها تحاول أن تقرب لنا الفهم لما سيحدث في الآخرة لكنها لم توصفها بالكامل و ستظل عنا غيباً (ما لا عين رأت ولا أذن سمعت) , فالاستدلال بالآيات و الأحاديث يجب أن يتبعه تفسير أو حل لهذه المعضلة
    .
    أخ عماد الدين 1988. أصبت أخي. هذا مربط الفرس. فقط أريد تعريف لهذه الذات الباقية دون تغيير. حيث أن الإنسان كل فترة يجد نفسه قد تغيرت تصرفاته و ما يحب و ما يكره و تتغير شخصيته بالكامل. أين الذات الثابتة إذن ؟

    (غالباً ستكون هذه آخر مداخلة لي في هذه الشبهة الأولى و سأبدأ بطرح المشكلة الثانية حيث إنها أوسع قليلاً ولكنها تتناول نفس الشكوك)
    وجزاكم الله خير الجزاء.

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء