الشكر الجزيل للإخوة على ردودهم و الصراحة أنا متفاجئ بكمية الردود في هذه الفترة القصيرة.
أعتذر عن الرد المتأخر حيث أني طالب و لدي أختبارات (دعواتكم
كان بودي أن أرد على جميع الردود لأبين رأيي ولكن ذلك صعب لذا سأختار النقاط التي أرد عليها.
أولاً أخ (Aboabd) شكراً لك على تفهمك للمعضلة و جوابك. أما قولك (هل الله قادر على حلها؟؟) فالجواب أكيد بنعم. و هذا ما كنت أسكت به نفسي كلما تراودني مثل هذه الشكوك, و لكن أحببت أن أطرح الفكرة عسى أن أجد جواباً مقنعاً يشفي غل نفسي فنفسي ولله الحمد لا تقبل التسكيت إلا بالأجوبة المفصلة جداً. و قد خضت معها غماراً أكبر في مواضيع و أسئلة أعمق.
لا يوجد شك في البعث حيث أن الناس ينقسمون فيه الى خطين واضحين مؤمنون وكافرون فقط و لذلك جعلها رب العزة من المواضيع التي تؤخذ بالإيمان أولاً (من آمن بالله و اليوم الآخر) فالإيمان بإله كلي القدرة يتطلب مباشرة الإيمان بقدرته على البعث.
ثانياً: معظم الإخوة -بارك الله فيهم- إنصرفوا للنقاش عن الروح و النفس و الذات و حيث أن هذا ليس منطلق المعضلة في هذه الشبهة فلن أفيض في الكلام زيادة على ما كتبوه. فقد أوفو و وفو.
ثالثاً : أعيد طرح الموضوع ليوضح ما أريد الوصول إليه.
-مقدمة 1 : هنالك تمايز في الآخرة. (أقصد بالتمايز هنا أي إختلاف مثل مثالي الأول في العمى و البصيرة . و قد يكون التمايز في مواضيع أخرى في الشخصيات مثل على ضرب المثال حس الفكاهة ففالدنيا يوجد فلان لديه حس فكاهة و فلان ليس لديه حس فكاهة. فهل سيكون الأمر سيان في الاخرة ؟ )
-مقدمة 2 : هنالك عدل في الاخرة .( أي هناك مساواة بين الناس في كل شئ- إذن الكل يفقد شخصيته و يصبحون كشخص واحد بجمال واحد و طول واحد و خلق واحد)
نرى أن المقدمتين تتعارضان. فإذا أقمنا الأولى أثبتنا عدم وجود العدل. و إذا أقمنا الثانية نفينا وجود شخصياتنا\ذواتنا في الآخرة.
أخيراً أحب أن أنوه أن الموضوع في بدايته فلسفي بحت. ميتافيزقي بالدرجة الثانية. فالأدلة و الشواهد و الآيات كلها تحاول أن تقرب لنا الفهم لما سيحدث في الآخرة لكنها لم توصفها بالكامل و ستظل عنا غيباً (ما لا عين رأت ولا أذن سمعت) , فالاستدلال بالآيات و الأحاديث يجب أن يتبعه تفسير أو حل لهذه المعضلة
.
أخ عماد الدين 1988. أصبت أخي. هذا مربط الفرس. فقط أريد تعريف لهذه الذات الباقية دون تغيير. حيث أن الإنسان كل فترة يجد نفسه قد تغيرت تصرفاته و ما يحب و ما يكره و تتغير شخصيته بالكامل. أين الذات الثابتة إذن ؟
(غالباً ستكون هذه آخر مداخلة لي في هذه الشبهة الأولى و سأبدأ بطرح المشكلة الثانية حيث إنها أوسع قليلاً ولكنها تتناول نفس الشكوك)
وجزاكم الله خير الجزاء.
Bookmarks