يقول الملحد الشهير دانيال دينيت في بيان سر اشتداد وتيرة المعركة عندما يتعلق الأمر بنظرية التطور:

"حينما يكون الموضوع هو الداروينية، فإنّ حرارة الحوار ترتفع، لأنّ الرهان يكون على ما هو أكبر من الحقائق التجريبية المتعلقة بكيفية تطور الحياة على الأرض، وأكبر من المنطق الصحيح للنظرية التي تفسّر هذه الحقائق، إحدى أثمن الأمور التي يكون الرهان عليها هو الرؤية المتعلقة بمعنى سؤال "لماذا؟" وجوابه، إنّ نظرة دارون الجديدة تقلب رأسًا على عقب العديد من افتراضاتنا التقليدية، وتقوّض أفكارنا المعتادة عما ينبغي أن يُعدّ جوابًا كافيًا لهذا السؤال القديم الذي لا يمكن الهروب منه، هنا تتداخل الفلسفة مع العلم الطبيعي تمامًا، أحيانًا يخدع علماء الطبيعة أنفسهم بتصور أنّ الأفكار الفلسفية ليست –في أحسن أحوالها- إلّا زينةً أو تعليقاتٍ طفيليةً على انتصارات العلم الطبيعي الموضوعية الصلبة، وأنّهم أنفسهم محصنون من الالتباسات التي ينذر الفلاسفة حياتهم لحلّها، لكن لا وجود لشيءٍ اسمه علمٌ طبيعيٌّ خالٍ من الفلسفة، ليس هناك إلا علمٌ طبيعيٌّ يأخذ بضاعته الفلسفية على متنه دون فحص"

Daniel Dennett. Darwin’s Dangerous Idea. p. 21.