النتائج 1 إلى 7 من 7

الموضوع: سؤال عن احد صفات الباري عز وجل

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    الدولة الإسلامية
    المشاركات
    55
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي سؤال عن احد صفات الباري عز وجل

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. .. يقول احدهم كيف يكون الله هو الرازق؟ انا املك محل يمضي اليوم كله ولا يدخل احد ليشتري او يسأل عن ما ابيع فلماذا اذا جاء واشترى احدهم اقول هذا رزق من الله؟ واذا اشترى من محل اخر يقول صاحب المحل هذا رزق من الله؟ الله ليس له دخل في كل هذا. . المشتري يأتي ونحن نبيع الله لا دخل له ولا يرزقنا ولا شئ. .. والبركة شنو البركة يعني اذا سميت على الطعام وطرحت البركة سأشبع واذا ما سميت عليه لا اشبع .... يعني الكفار كلهم ما يشبعون من يأكلون لانهم ما يسمون على طعامهم؟ .
    .
    ولما ندعو الله اذا هو لا يستجيب لنا انا مريض ودعيت انه يجيب دعائي وما استجاب لي. وذهبت للطبيب وعالجني وخلاص. . لماذا ادعو الله اذا كنت استطيع الذهاب للمشفى واتعالج اصلا لن يحدث الشفاء الا اذا ذهبت للمستشفى معناه ان الدعاء لا ينفع لان الله لا يستجيب لنا هؤلاء المسلمين في جوامعهم وفي امور يومهم يدعون الله ليل نهار وبكل شئ هل استجاب لهم؟ طبعا لا فهم هم حتى اليوم ...اذهب واسأل اي شخص هل دعوت الله سيقول لك في الغالب نعم قل له فهل استجاب لك دعائك؟ سيصمت انت نفسك انت دعوت الله فهل استجاب لك؟ اذا كنت استطيع ان افعل ما ادعوا الله به فلماذا انتظر الله ليستجيب دعائي لماذا لا اذهب مباشرة اعمل بالاسباب التي ستضمن لي ما ارجوه بلا دعاء وانتظار اجابته؟ كيف اكون مخيرا في حياتي اذا الله جعل الطريق امامي اما الى جنة او نار لماذا لم يسألني فربما اريد ان اكون دابة من هذه الدواب التي لن تحاسب بجنة او نار انا ارى انا مسيرون لا مخيرون فهو يضطرنا الى العمل لدخول الجنة ....ولماذا اصلا خلقنا؟ ستقول لعبادته او اي كلام اخر . اقول هذا غير مقنع لماذا يخلقنا ويلعب بحياتنا ثم يدخلنا النار او الجنة لماذا اصلا يخلق هل يتسلى بنا او شعر بالضجر فقال سأخلق. . لا تحاول ان تبرر لي بأننا في اختبار وان حياتنا ابتلاء فهو لن يجب عن لماذا يخلق هل يريد ان يعرف انه الله وانه قادر على الخلق. ..؟
    .
    .
    اسف على الاطالة ولكن حتى يكون المطلوب واضحا وهي عن الرزق والبركة والدعاء ولماذا خلقنا؟ ونحن مسيرون لا مخيرون ..

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته
    أولا كان عليك أخي الكريم أن لا تنقل الكلام كما هو بهذه العبارات الفجة فكان يمكن الاكتفاء بالسؤال
    أما الاجابة على اسئلتك فهي
    بالنسبة للرزق فصاحب السؤال يخلط بين أن الله يرزق العباد و بين العمل و الأخذ بالاسباب و نسي أن الاسلام كما أكد على انه لا تموت نفس الا و قد استوفت ما كتب لها بما في ذلك رزقها هو نفسه الذي حث الانسان على العمل و الاخذ بالاسباب
    باختصار كل انسان لن يحصل الا على ما كتب الله له في الدنيا و هذا لا يتناقض مع الاخذ بالاساب و الا فأين التكليف و الابتلاء و الاختبار
    بالنسبة لاجابة الدعاء يقال فيه ما يقال في الرزق
    ثم صاحب المقال يرتكب مغالطة في طرح سؤاله فما ادراه انه لا يوجد احد استجيب دعائه بان يشفيه الله مثلا بل هناك معجزات حار فيها الاطباء من شفاء بعض المرضى من امراض فتاكة لا يوجد لها علاج
    بالنسبة للجنة و النار و هل نحن مسيرون ام مخيرون فالجواب باختصار الله يحاسبنا على افعالنا التي نرتكبها بمحض ارادتنا و لسنا محاسبين على ما ليس لنا فيه يد ثم الله يعلم جميع افعالنا قبل ان يخلقنا بعلمه المطلق و لكن لا يحاسبنا على ذلك و لكن على افعالنا التي نرتكبها بمحض ارادتنا و ان كان يشكك في انه مخير ام لا فليس لنا داع بالرد عليه فهو مجبر على الكتابة من الاساس
    ثم علم الله المطلق ليس فيه ما يمنع ان يكون الانسان مخيرا و اضرب لك مثلا للتوضيح
    اب يعلم من ابنه كرهه الشديد للحليب و حبه الشديد للحلوى فوضع امامه كاس حليب و قطعة حلوى و قال لام الولد ان ولدك سيختار الحلوى و بالفعل اختار الولد قطعة الحلوى فهل الولد مخير ام مسير بحكم ان والده يعرف اختياره من البداية فالولد كان يمكن ان ياخذ كاس الحليب و لكنه اختار الحلوى
    مع فارق التشبيه بطبيعة الحال
    بالنسبة للبركة فليس كما يصورها صاحب هذا السؤال من ان المسلمين يشبعون و الكفار لا يشبعون و لكن البركة شيئ آخر منها البركة في الوقت مثلا فتجد الشخص يعمل العمل الكثير في وقت قليل حتى كأن الوقت قد طال و تمدد و تجد الاخر ما ان يهم بالامر الا و انقضى الوقت و منها البركة في المال فتجد الشخص يشترى ما يحتاجه بالمال القليل و يبقى له من المال و تجد الاخر صاحب المال الكثير قد ضاع جل ماله ......و لا تجد لذلك تفسيرا ماديا الا ان الامر بركة قد حلت و أخرى قد ذهبت و هذا مشاهد كثيرا
    بالنسبة لسؤال لماذا خلقنا الله فالاجابة ببساطة
    (لا يسأل عما يفعل وهم يسألون)
    ببساطة فالله خلق العباد لحكمة جليلة و هي عبادته ثم ببساطة الله خلقنا لأنه خالق و أما سؤال الله لماذا فعل هذا و لم يفعل هذا فلا يجوز في حق الإنسان ببساطة لأنه قاصر عن الإدراك و المعرفة الكلية التي على أساسها يمكنه أن يسأل الله و يحاسبه
    ثم لماذا خلقنا الله بشرا و لم يسألنا أقول و هل العدم موجود من الاساس تتعلق به صفات الموجودين حتى يساله الله ايحب ان يكون بشر ام دابة؟ (سؤال لا محل له من الاعراب)
    بالنسبة لدخول الجنة و النار فالله عادل لا يظلم احدا
    (وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيَظْلِمَهُمْ وَلَٰكِنْ كَانُوا أَنْفُسَهُمْ يَظْلِمُونَ .)

  3. #3

    افتراضي

    ردا على استشهادك بالكفار نقول أن الأسباب سنة كونية وهذا عام فسبحانه وتعالى يقول (كلا نمد هؤلاء وهؤلاء من عطاء ربك وما كان عطاء ربك محظورا) ..لكن مع عدم الإعتقاد فيها من الجهة الشرعية وهذا خاص (يهم فقط المسلمين)..والأسباب عموما يوجد بها ثلاثة أقوال..جماعة تزعم ان الأسباب مؤثرة بذاتها ومتى وجد السبب لزم وجود المسبَّب وهذا مخالف للواقع فكثير ما يحصل ان أشخاص لديهم نفس المرض ونفس الحالة الصحة ويتناولوا نفس الدواء ثم تجد أن منهم من يُشفى ومنهم من يطول شفاءه ومنهم من لا يشفى ومنهم من يُشفى حتى بدون دواء هذا واقع وموجود..ومن الناس من يتخذ نفس أسباب النجاح سواء في مشروع معين او رياضة او ما شابه ثم نجد ان منهم من ينجح ومنهم من يفشل..ومن الناس من تتحقق أسباب هلاكه ولا يهلك وأظن الأمثلة كثيرة خصوصا في الزلازل فكم مرة يتم العثور على شخص حي تحت الأنقاض بعد مرور أيام بل وأسابيع فسببيا المفترض عدم وجود أحياء..لكن الله يشاء غير ذلك..وهي أمثال أضربها لك ..ثم طائفة أخرى زعمت النقيض وقالت ان لا تأثير للأسباب واعتبروا وجود تأثير للسبب نوع من الشرك وهذا القول مخالف للشرع والعقل والواقع..وطائفة وسط بين ذلك قالت أن الأسباب مؤثرة لكن لا بنفسها بل بما أودع الله فيها من القوى التي صارت بها مؤثرة ولو شاء الله لسلب من الأسباب قواها فلم تؤثر..والقول الثالث هو الصواب من بين الثلاثة فعقلا الأمثلة كثيرة وقد ضربنا لك بعضا منها في ردنا على الطائفة الأولى وشرعا كذلك وشاهِدُنا في حادثة التحريق زمن ابراهيم عليه السلام وقول الله ( يا نار كوني بردا وسلاما)..
    التعديل الأخير تم 03-11-2015 الساعة 09:59 PM
    التعقيد في الفلسفة بمثابة أوثان مقدسة يُحرَّمُ الإقتراب منها بالتبسيط أو فك الطلاسم
    فمن خلال التبسيط يتكشَّف المعنى السخيف -لبداهَتِه أو لبلاهَتِه- المُتخفي وراء بهرج التعقيد وغموض التركيب..

    مقالاتي حول المذاهب والفلسفات المعاصرة


  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    الدولة الإسلامية
    المشاركات
    55
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    شكرا اخي الكريم على ردك... واعتذر عن سوء الادب في طرح الاسئلة هل توجد كتب تبحث هذه المواضيع من جانب عقائدي وكتب عن حوار الربوبيين الذين يقولون ان الاله خلقنا وانه تركنا بعد خلقه لنا وبقوانينه التي ابتدعها ثم غاب.

  5. افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    الاسلام يا اخي لا يجبر احدا على اعتناقه انما يدعو الناس ويبين لهم حقيقة حياتهم ومماتهم وبعثهم يوم القيامة فمن اقتنع وامن فله الاختيار ومن لم يقتنع فقال الله تعالى لنبيه عليه الصلاة والسلام : ( فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ )
    ولقد اخبرنا الله تعالى بان الرزق بيديه يبسطه لمن يشاء لعباده وهو ليس بهذا المفهوم الضيق ( من وجهة نظري على الاقل ) بل الامر اوسع من ذلك والله نظم هذه الحياة الدنيا لتكون معاشا للناس جميعا وقسم بينهم رزقهم على مدى حياتهم فيها فكم من فقير اصبح غنيا والعكس وكم من مصيبة اورثت فقرا لاناس واورثت ثراء لاخرين فكيف وقعت تلك المصيبة وكيف جاءت لمصلحة اناس وكانت وبالا على غيرهم ؟ كيف سيقت الامطار لتروي محصولا في بلد دون الاخر لينعم بالخير والوفرة ؟ ثم اجدبت الارض في بلد اخر ؟ هل هي الرياح ؟ فمن حركها ؟
    الله تعالى كما نؤمن نحن المسلمون هو من نظم هذا الكون وهو القادر على ان يبدل ما يشاء وقت يشاء وهو الذي يعز من يشاء ويذل من يشاء ويرزق من يشاء .لكن الانسان متعجل في امره وعندما يدعو الله يتخيل انه سيضع قطعة نقود في طرف لتخرج له زجاجة كولا من الطرف الاخر .
    اما عن التسيير والتخيير فانا الان املك ان اكتب او لا اكتب وانت تملك ان تقرا والا تقرا فهل في هذا اجبار ؟
    واما لماذا خلق الانسان انسانا قبل ان يساله ؟
    فالجواب : كيف يساله قبل ان يوجده ؟ ثم ما جدوى كل هذا ومن هذا الذي يفضل ان يكون حيوانا بلا من ان يكون انسانا ؟ كل هذه اسئلة عقيمة لا جدوى منها فهي جدل محض , والانسان يستطيع ان يجادل في كل شيء ويتهرب من كل شيء والعقول تتفاوت والافهام تختلف لذلك قال الله تعالى : ( فَاللَّهُ يَحْكُمُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ )

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    بالنسبة للكتب
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...C7%E1%D4%D1%29
    بالنسبة للردود التاصيلية على هذه المسائل يمكن الاطلاع على كتابات الاخ ابو الفداء و الاخ ابو جعفر المنصور بدرجة أولى كما يمكن اعتماد زر البحث فستجد الكثير

  7. افتراضي

    وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته
    مردّ هذه الاشكالات ومنها الافتراءات إلى الفهم الخاطئ الذي يقود صاحبه حتمًا إلى نتائج خاطئة؛ بل قد يكون صاحبها مزهوًا بنفسه وما توصَّل إليه وهو في حقيقة الأمر لا يعدو عن كوْنه ممَّن " يحسبون " أنهم يُحسِنون صنعًا، وما هو بصاحبِ الفعل الحَسَن على أية حال، وشعوره بالزّهوِ والغرور أو العنجهية ليس بدليل ولا يُعتبر، إذ على المرء أن يُمحّص ويفحص حقيقة فهمه للأمور التي سيبنى عليها استنتاجاته ثُمَّ ينظر في استنتاجه إن كان يعضده دليل أم لا حتَّى يصل به إلى درجة اليقين ولا يحتنكه بالاستنتاج الشيطان أو الهوى، خصوصًا إذا كان الأمر بهذه الخطورة كالعقيدة مثلًا التي ستُحدِّد مصير الإنسان، أفي الجنَّة هو أم في النار!.

    وفي الآتي تفنيدٌ لنقاط الخلل في فهمه :

    الرزق
    قال تعالى { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ . الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ }. فالله عزَّ وجل هو رب العالمين كلهم شاؤوا أم أبوا هذه حقيقة آمنوا بها أو كفروا، فهو خالق كل شيء ومالك كل شيء، والرحمن : أي ذو الرحمة الواسعة وهذه الرحمة تشمل حتَّى الكُفار أمَّا الرحيم : فهي رحمة خاصة بالمؤمنين. رحمة الله الواسعة تشمل جميع خلقه وعباده في الدنيا مؤمنهم وكافرهم صالحهم وطالحهم طائعهم وعاصيهم قانتهم وحتَّى المكابر المعاند، فيها يطعمون ويشربون ويرزقون ويشفون. وهنا يظهر وجه من أوجه الخطأ عند صاحب الكلام في هذا الشريط حيث هو يظن أن الله لا يرزق إلَّا المؤمنين. قُل من يرزق الكافرين؟ وقد منَّ الله عزَّ وجل على قريْش بنعمتيْن عظيمتيْن ذكرهما نهاية السورة وأمرهم بعبادته وحده وهذا دليل على أنَّ الخطاب موجّه بصورة مباشرة إلى الكفار ولعلَّها تخاطب كذلك التجَّار منهم بصفة خاصة الذين منَّ عليهم كذلك برحلة الشتاء والصيف؛ حتى يسترزقون ويُتاجرون، - وهذه التِجارات وإن كانت تُفيد صاحبها فهي كذلك تلقي بظلالها على المجتمع التي فيه من ناحية ازدهاره وانعاش حركة الاقتصاد فيه وإلى ما هنالك ...؛ - { لإِيلافِ قُرَيْشٍ . إِيلافِهِمْ رِحْلَةَ الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ . فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ . الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ }. فالسورة واضحة الدلالة على أنَّ الله يرزق حتى الكافرين؛ فمن أين لصاحبك فهمه الخاطئ الذي افترى به خلاصةً عقيمة مبتورة؟!!

    السعي
    قال تعالى { وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ } وفي الأثر استعاذة من الكسل فيه " اللهمَّ إني أعوذ بك من العجز والكسل والبخل ... "، فيكون لهذا الأحدهم حق بالاعتراض لو أنَّ الإسلام لم يؤمر بالعمل وينبذ الكسل واكتفى بالتحريض على الدُّعاء وهذا لم يحدث في الإسلام بل إننا نفرّق تمامًا بين مفهومين أحدهما محمود والآخر مذموم. أمَّا المحمود فهو التوكُّل : وهو عمل الأسباب والتوكُّل على الله. والمذموم هو التواكل : وهو الكسل وترك العمل والتوكُّل على الله. وهل عمل الإنسان وحده : سيُيسّر له كل عسير؟ ويدبّر له كل أمر؟ ويحل له كل عقدة؟ مثال ذلك أن تسعى في تجارةٍ ما سعيًا بليغًا حثيثًا مُتقنًا ثُمَّ تغرق السفينة التي فيها البضاعة ما أغنى سعيك في هذا القدر؟ فثمَّة فرقٌ بلا ريب وقد قيل " اعتماد المرء على الأسباب وحدها خلل في عقيدته، وترك أخذه بالأسباب خلل في عقله ".

    البركة
    أضحكني نوعًا ما تفسيرك أو تفسير صاحبك للبركة بأنّها " الشبع " - أضحك الله سنك - هذا يتوافق نوعًا ما مع ما يقوله لنا أجدادنا - حفظهم الله -، معلوم الكافر والمسلم يشبع ولكن العبرة بالكميَّة فالذي يُفهم من النصوص الواردة هي أن تكفي القصعة مثلًا الجمع الكثير من الخَلق، ولعله يُفهم منها كذلك انتفاع الجسم بالطعام على وجهٍ يزيده نشاطًا وقوَّةً وصحّة والله أعلم. وسبحان الله كم نجد في مجتمعاتنا رجل مسكين أغبر نحيل يحمل حِمل الرجلين والثلاث والأربع ممن توسّطت أجسادهم أو حتى ضخُمَت وحسُن غذاءهم وهذه بركة وضعها الله في جسده على قليل ما يجد من طعام.

    الدعاء
    كما أسلفنا فإنَّه لا تعارض بين الأخذ بالأسباب الشرعية كالتوكّل والدعاء وبين أخذ الأسباب الماديَّة بل هو الكمال وهو ما ينبغي، وأمَّا سؤاله إن كان أحد دعى الله واستجاب له فنعم حدث لي ويحدث وسيحدث بإذن الله الواحد الأحد، قال تعالى { وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ} وقال عزَّ وجل { أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ } * شاهد الفيديو *



    إنما تكمن مشكلة البعض في أنَّهم يظنون أنَّ إجابة الدعاء أمر أشبه بأمنيات علاء الدين الذي يحققها له جني المصباح من فوره !! وينسون أو يعمون أنّهم يتعاملون مع الواحد القهَّار الغني عنهم القادر على ابادتهم واستبدالهم ولكنّه رحمن رحيم، مُعطٍ كريم، لطيفٌ حكيم، واستجابة الدعاء تكون بثلاث أوجه ذكرت في الحديث " ما من مسلم يدعو بدعوة ليس فيها إثم، ولا قطيعة رحم، إلا أعطاه الله بها إحدى ثلاث: إما أن يعجل له دعوته، وإما أن يدخرها في الآخرة، وإما أن يصرف عنه من السوء مثلها ". قالوا : إذا نكثر، قال : " الله أكثر ". أمَّا بعض الناس فجهلًا أو هبلًا لا يفهمون من الاستجابة إلَّا التعجيل !!. ولو اطلَّع العبد على الغيب لاختار ما اختاره له ربُّه ولكنَّها قلّة الثقة بالله والعياذ بالله تلك التي تورثه السخط فالخسار فالهلاك والبوار.

    هل الإنسان مخيرٌ أم مسيّر؟!
    قطعًا إن الإنسان مخيّر ودليل ذلك شرعًا { وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ إِنَّا أَعْتَدْنَا لِلظَّالِمِينَ نَارًا أَحَاطَ بِهِمْ سُرَادِقُهَا ... } وهذا أمرٌ معلوم في النفس البشريَّة فإنَّها تُعاتب من أخطأ في حقَّها وتغضب ممَّن يُسيء إليها والأمُّ تعاقب صغارها إذا أخطؤوا وهم أحبُّ الناسِ إلى قلبها ومن يقول غير هذا فليرفع احتجاجه على كافة محاكم الكرة الأرضية يُطالبهم باسقاط المحاكم والقضايا والحقوق بدعوى أنَّ الجميع مجبورٌ مُسيَّر ثُمَّ ينظُر وينتظر في أيٍّ مشفىً للمجانين يجعلوه !.

    أخيرًا أنصحك بقراءة:
    - التفسير العقدي للقرآن على موقع : http://www.al-aqidah.com/?aid=show&uid=0s5gi0vc
    - مختارات في فقه القضاء والتوكل والقدر : http://www.islamup.com/do.php?id=4968

    وفقكَ الله ورزقكَ رِضَاه.
    التعديل الأخير تم 03-16-2015 الساعة 07:57 AM
    قال الله سُبحانه وتعالى { بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ وَلَكُمُ الْوَيْلُ مِمَّا تَصِفُونَ } الأنبياء:18


    تغيُّب

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء