النتائج 1 إلى 3 من 3

الموضوع: هل الصُّدَف قدّرتك و قدّرت كل شيء في الوجود ؟

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي هل الصُّدَف قدّرتك و قدّرت كل شيء في الوجود ؟


    الرؤية المحايدة للعلم المادي الحديث :

    يقول پول ديفيز في مقال مترجم بعنوان ''القانون والنِّظام في الكون'' :
    الأرجح أن الافتراض القائل بأن العالم الخارجي يتصف بِسِماتِ تنظيم، يمكن للبحث العقلي أن يكتشفها ويحتويها في رؤية منسجمة إلى العالم، مدينٌ في أصله إلى اللاهوت أكثر منه إلى العلم. تقترح المنقولات اليهودية والإسلامية والمسيحية كلها إلهًا عقليًّا، هو خالق الكون المادي، ولكنه يختلف عنه؛ ويتسم هذا الكون بِسِمَةَ تخطيط عقلي في تفصيلات عمله. ولقد كان هذا الاعتقاد ضمنيًّا في أعمال إسحق نيوتن ومعاصريه إبان نهضة العلم الحديث في القرن السابع عشر. وعلى الرغم من أن البُعد الديني قد ذوى منذ أمد بعيد، فإن نتائجه المترتبة على النظام الطبيعي للعالم المادي لم تتبدل إلا قليلاً.

    وفي حقل الفيزياء الأساسية، تلفت هذه الانتظاماتُ النظرَ أكثر ما تلفت؛ إذ تغلِّف قوانينُ الفيزياء معظم السمات التنظيمية العامة التي تُظهِرها الطبيعة. ويتم الافتراض بأن القوانين الأساسية بحق، مثل قانون مقلوب التربيع في الجاذبية، هي قوانين كونية، مطلقة، وخالدة. كذا فهي تتصف ببعض الصفات التي تفرَّدت الآلهةُ بالاتصاف بها سابقًا. علاوة على ذلك، يمكن صياغة هذه القوانين كلها على شكل معادلات أو تصريحات رياضية بسيطة نسبيًّا. ويبدو أن التعقيد المذهل للعالم الطبيعي تؤيده، على مستوى الفيزياء الأساسية، بعضُ المبادئ الرياضية الأنيقة والبسيطة.

    القدر المعلوم :

    يقول الله جلّ و علا :

    (هو الذي جعل الشمس ضياء والقمر نورا وقدره منازل لتعلموا عدد السنين والحساب ما خلق الله ذلك الا بالحق يفصل الايات لقوم يعلمون) يونس : 5
    ﴿وكل شيء عنده بمقدار﴾ الرعد: 8
    ﴿وإن من شيء إلا عندنا خزائنه وما ننزله إلا بقدر معلوم﴾ الحجر: 21
    (وانزلنا من السماء ماء بقدر فاسكناه في الارض وانا على ذهاب به لقادرون) المؤمنون :18
    ﴿وخلق كل شيء فقدره تقديرا﴾ الفرقان: 2
    (وجعل فيها رواسي من فوقها وبارك فيها وقدر فيها اقواتها في اربعة ايام سواء للسائلين) فصلت : 10
    ﴿إنا كل شيء خلقناه بقدر﴾ القمر: 49
    ﴿قد جعل الله لكل شيء قدرا﴾ الطلاق: 3،
    أَلَمْ نَخْلُقْكُمْ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ (20) فَجَعَلْنَاهُ فِي قَرَارٍ مَكِينٍ (21) إِلَى قَدَرٍ مَعْلُومٍ (22) فَقَدَرْنَا فَنِعْمَ الْقَادِرُونَ (23) وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (24) المرسلات
    ﴿من أي شيء خلقه من نطفة خلقه فقدره﴾ عبس: 19
    ﴿الذي خلق فسوى والذي قدر فهدى﴾ الأعلى: 3


    جاء في قاموس المعاني :
    معنى كلمة بِقَدَرٍ في القرآن الكريم في هذه المواضع و في غيرها :

    بقدر معلوم﴿٢١ الحجر﴾ بمقدار معيّن
    وما ننزله إلا بقدر معلوم ﴿٢١ الحجر﴾ ينزل حسب احتياجات الخلق
    قَدر ﴿٤٠ طه﴾ على قَدر: على موعد. أو على وِفق الوقت المقدر لإرسالك. أو على قدر من تكليمي إياك.
    قَدَّر ﴿١١ سبإ﴾ قَدَّر: أحكم صناعتك. أي اجعلها على مقدار مناسب. و القَدر: مبلغ الشيء. و المقَدِّر: المخمن مقدار الغلال.
    قدر ﴿٧ الطلاق﴾ قدر: ضُيَّق.
    قَدر ﴿١٦ الفجر﴾ قَدر: قَسم. أو ضَيَّق و لم يبسُط.
    قدر القدرة إذا وصف بها الإنسان فاسم لهيئة له بها يتمكن من فعل شيء ما، وإذا وصف الله تعالى بها فهي نفي العجز عنه، ومحال أن يوصف غير الله بالقدرة المطلقة معنى وإن أطلق عليه لفظا، بل حقه أن يقال: قادر على كذا، ومتى قيل: هو قادر، فعلى سبيل معنى التقييد، ولهذا لا أحد غير الله يوصف بالقدرة من وجه إلا ويصح أن يوصف بالعجز من وجه، والله تعالى هو الذي ينتفي عنه العجز من كل وجه. والقدير: هو الفاعل لما يشاء على قدر ما تقتضي الحكمة، لا زائدا عليه ولا ناقصا عنه، ولذلك لا يصح أن يوصف به إلا الله تعالى، قال: ﴿إن الله على كل شيء قدير﴾ [البقرة/ 20]. والمقتدر يقاربه نحو: ﴿عند مليك مقتدر﴾ [القمر/55]، لكن قد يوصف به البشر، وإذا استعمل في الله فمعناه القدير، وإذا استعمل في البشر فمعناه: المتكلف والمكتسب للقدرة، يقال: قدرت على كذا. قال تعالى: ﴿لا يقدرون على شيء مما كسبوا﴾ [البقرة/264]. والقدر والتقدير: تبين كمية الشيء. يقال: قدرته وقدرته، وقدره بالتشديد: أعطاه القدرة. يقال: قدرني الله على كذا وقواني عليه


    معنى كلمة بِقَدَرٍ في القرآن الكريم الى اللغة الإنجليزية :

    قَدَرَ appraised ; decree ; estimate ; have power ; measure ; overpower ; predestined ; restrict ; straiten ; to have control
    قَدَر according to (ones) means ; decree ; decreed (time) ; measure ; period
    قَدْر an estimation ; appraisal ; measure ; Power
    قَدَّرَ decree ; destine ; determine ; determined ; determines ; measure precisely ; measured ; ordain ; plotted ; proportion

    الآية 21 من سورة الحجر :

    تفسير الجلالين

    ﴿وإن﴾ ما
    ﴿من﴾ زائدة
    ﴿شيء إلا عندنا خزائنه﴾ مفاتيح خزائنه
    ﴿وما ننزله إلا بقدر معلوم﴾ على حسب المصالح.

    تفسير الميسر و تفسير بن كثير :
    وما من شيء من منافع العباد إلا عندنا خزائنه من جميع الصنوف، وما ننزله إلا بمقدار محدد كما نشاء وكما نريد، فالخزائن بيد الله يعطي من يشاء ويمنع من يشاء، بحسب رحمته الواسعة، وحكمته البالغة..

    يقول الشيخ عبد الله السبت في تفسير هذه الآية الكريمة في تهذيب تفسير بن كثير :

    وَإِن مّن شَيْءٍ إِلاّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزّلُهُ إِلاّ بِقَدَرٍ مّعْلُومٍ
    سورة الحجر:21
    يخبر تعالى أنه مالك كل شيء، وأن كل شيء سهل عليه، يسير لديه، وأن عنده خزائن الأشياء من جميع الصنوف، {وَمَا نُنَزّلُهُ إِلاّ بِقَدَرٍ مّعْلُومٍ} كما يشاء وكما يريد، ولِمَا له في ذلك من الحكمة البالغة والرحمة بعباده لا على جهة الوجوب، بل هو كتب على نفسه الرحمة، قال يزيد بن أبي زياد عن أبي جحيفة عن عبد الله -رضي الله تعالى عنه-: ما من عام بأمطر من عام، ولكن الله يقسمه بينهم حيث شاء عاماً ههنا وعاماً ههنا، ثم قرأ: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ} الآية، رواه ابن جرير.
    قوله: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ} بمعنى أنه مالك لكل شيء، خزائن السماوات والأرض بيده -تبارك وتعالى-، وبعضهم فسر الخزائن بالمفاتح، فمفاتح الرزق كلها بيده -تبارك وتعالى-، وإذا كانت مفاتح الرزق بيده فإن خزائنها بيده، وبعضهم خص ذلك بالمطر {وَإِن مّن شَيْءٍ إِلاّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ وَمَا نُنَزّلُهُ إِلاّ بِقَدَرٍ مّعْلُومٍ}، وهذا وإن اختاره كبير المفسرين ابن جرير -رحمه الله-، إلا أنّ أول الآية يدل على العموم، {وَإِن مّن شَيْءٍ إِلاّ عِندَنَا خَزَائِنُهُ} يعني ما من شيء إلا عندنا خزائنه، فخزائن جميع الأشياء بيده -تبارك وتعالى- {وَمَا نُنَزّلُهُ} الضمير في قوله: {ننزله} لا يختص بالمطر، وما ذكره بعض السلف فيما يتعلق بالمطر، وما أورده الحافظ ابن كثير -رحمه الله- عن عبد الله بن مسعود -رضي الله تعالى عنه- كل ذلك لا يعني الحصر.

    حديث في الإعجاز :

    بالنسبة لقول عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : ما من عام بأمطر من عام، ولكن الله يقسمه بينهم حيث شاء عاماً ههنا وعاماً ههنا، ثم قرأ: {وَإِنْ مِنْ شَيْءٍ إِلَّا عِنْدَنَا خَزَائِنُهُ} الآية
    فهو مما أخبر به النبي صلى الله عليه و سلم و صدّقه العلم الحديث و كل قوله صادق و بهذا الخصوص أدعو القارئ الكريم إلى الاطلاع على هذا المقال الدسم لدكتورنا الحبيب قواسمية جزاه الله خيرا و في بيان ذلك مع بقية إخوتنا الفضلاء :

    الحقائق المائية في القرآن الكريم


    هذا وجه تُفسّر به الآية الكريمة لكن قصدنا إلى عموم لفظها كباقي الآيات، و من أجل ذلك سنمضي إن شاء الله في إثبات هذا المعنى الثابت الجلي في أركان الكون و علوم الأحياء بما فيها الإنسان و سأحرص على تقديم أحسن ما كُتب من مقالات و بحوث في ذلك.
    كما آمل من الإخوة الكرام المشاركة بكل ما أوتوا و نهلوه من علم بارك الله لكم و أخص بالذكر الأخوين الفاضلين الدكتور قواسمية و محمد الباحث وفقهما الله .. على الأقل بالإحالة على أفضل ما ترون من المواضيع و البحوث العلمية و أكثرها صلة باحتوائها على أوضح الإشارات العلمية إلى حقيقة التقدير الإلهي و الربوبية المطلقة لله سبحانه على خلقه.

    و في مطلع ذلك اخترت للقارئ الكريم مقالين علميين غنيين بالحقائق الدامغة لمن كان له عقل بما يكفي لإثبات الربوبية و من ثم الألوهية لله تعالى :

    الأول : المطر ينزل بقدر فيحيي الموات للكاتب الموسوعي أورخان محمد علي

    الثاني : كيف تحدث معجزة الحمل (عن مجلة طبية أمريكية متخصصة)

    أرجو الضغط على الرابط للقراءة.


    التعديل الأخير تم 11-01-2016 الساعة 06:52 PM

  2. #2

    افتراضي

    بارك الله فيك أخي

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Mar 2013
    الدولة
    مغرب العقلاء و العاقلات
    المشاركات
    3,002
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء