النتائج 1 إلى 2 من 2

الموضوع: من خصائص الدين الإسلامي

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jul 2014
    المشاركات
    965
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي من خصائص الدين الإسلامي

    هذا منشور وضعته في مجموعة ورينا نفسك وأريد نقله هنا

    إخواني أعضاء مجموعة ورينا نفسك ، هذا تقريباً منشوري الأول هنا ، وأرجو أن يكون مفيداً ، في الواقع كثير من اللادينيين يطرح مسألة التشابه بين الأديان وهذا لا يرتقي إلى كونه إشكالاً لأنه ما من أمة إلا خلا فيها نذير فحتى عامة الأديان الشركية كان قد بقي فيه بقية من تعاليم الأنبياء كما كان عند العرب بعض من دين إبراهيم ، والشرك بحسب النصوص أقدم من الرسل ! فالرسول هو من أرسل إلى قوم مشركين ، ولذا كان نوح أول الرسل بنص الحديث الصحيح

    فحين يأتي اللاديني ويقول بأن الأديان الشركية أقدم من الأديان التوحيدية

    فقل له : نعم هي أقدم من الشرائع التوحيدية التي جاءت بها الرسل الذين اقترن ذكرهم بالكتب والمعجزات لأنهم يرسلون إلى قوم مكذبين وأما الأنبياء الذين سبقوا الشرك كآدم وشيث فهؤلاء ينطبق عليهم تعريف النبي ولا ينطبق تعريف الرسول

    وليس هذا موضوع المنشور ، موضوع المنشور هو أن كل من عرف الشريعة الإسلامية يعلم أنها شريعة متفردة بما لا يوجد في غيرها ولنضرب لذلك عدة أمثلة

    المثال الأول : تناسق هذه الشريعة وشموليتها لأمر العبادة والمعاملة والآداب ففيها أحكام الصلاة والطهارة والزكاة والحج والصوم والأدعية المأثورة والأذكار مما يدعو لإشباع روحاني عجيب ، مع عدم إهمال أحكام آداب الطعام والشراب والنوم ، وأحكام الجار وأحكام البيوع والنكاح والطلاق والخلع والقضاء والديات والحدود والجهاد والمواريث وآداب صلة الأرحام والبر وغيرها مما ينظم حياة الفرد وينظم علاقته مع ربه ومع أهله صغاراً وكباراً ومع القريب والبعيد والمسلم والكافر بشكل دقيق ومفصل

    المثال الثاني : راعت الشريعة الإسلامية سد الذريعة إلى الجريمة قبل تحديد العقوبة عليها ، فنهي عن تبرج النساء وأمر بغض البصر ودعي إلى المنع من الاختلاط المريب وحث على الزواج وعدم المغالاة في المهور وبعد هذا كله تأتي عقوبة الزنا ، وحث على الزكاة والصدقة وحرم الربا وأكل أموال الناس بالباطل والاحتكار ثم جاءت عقوبة السرقة وهكذا في جميع الحدود ، كما أنك ترى أن العقوبات والحدود تأتي في الأمور التي فيها دافع طبعي فالخمر له لذة وكذلك القتل عند اشتداد الغضب والزنا عند اشتداد الحاجة والسرقة عند اشتداد الطمع والقذف عند اشتداد البغض فجاءت الحدود مخوفة ومرهبة من هذه الأمور لشدة الدافع الطبعي فيها فناسب أن يوجد وزاع شرعي

    ومراعاة اختلاف الأحوال فمثلاً تعدد الزوجات لم يبحه مطلقاً ولم يحرمه مطلقاً وشرط فيه العدل فجاء وسطاً بين الإفراط والتفريط ، وكذلك في الزكاة جعلها بقدر معين فلا تدعو الكسول للبطالة وتغني المضطر عن سؤال الناس مع حثه على العمل والاكتساب وهنا يأتي التوازن المذهل

    المثال الثالث : الشريعة الإسلامية تراعي الاختلافات بين الأحوال في مرتكبي الجرائم ، فلهذا تجد السارق لا يقطع إلا عند نصاب معين وأن تكون سرقته من غير حرز ، والزاني البكر غير الزاني الثيب والزاني الشيخ الكبير عند الزاني الشاب ، كما يراعى ذلك في الثواب فأفضل الصدقة وأنت صحيح شحيح ترجو الغني وتخاف الفقر ، وخير رقبة تعتقها هي أنفسها عند أهلها ، والشاب الذي يتعفف عن الزنا مع قوة الداعي يكون أجره عظيماً والمجاهد والمهاجر ومسبغ الوضوء على المكاره كلهم أجرهم عظيم ووردت نصوص كثيرة في الثناء عليهم لشدة النصب

    وهذا أمرٌ لم أره في التوراة بهذه الدقة وأما بقية الديانات فلا تكاد تعنى بهذه الجوانب بهذا الشكل الدقيق

    المثال الرابع : عناية الشريعة الإسلامية بأعمال القلوب التي لا يراها الناس مع أثرها العجيب على الظاهر كعبادة محبة الخير للناس والإخلاص لله عز وجل والتوبة وبغض الشر ومحبة الصالحين وغيرها ، والبعد عن الرذائل القلبية والوعيد عليها كالرياء والكبر وبغض الصالحين والحقد على أهل الخير والحسد

    نعم في الأديان الهندية مجملات ولكن ليست بدقة واتزان بل تميل إلى التصوف وإهمال الدنيا كلية

    المثال الخامس : تنزيه الله عز وجل مع كثرة الكلام عن أسمائه وصفاته فأقرب الكتب إلى القرآن التوراة وهي تنسب لله البداء والتعب والبكاء والندم فجاء القرآن منزها لله عز وجل عن كل هذا ، وكذلك تنزيه الأنبياء فالتوراة تنسب للأنبياء الزنا والقتل ومخازي أخرى والقرآن جاء منزها لهم عن كل هذا ، وقد كان المنطقي أن يغتر النبي بكلام اليهود في هذا الباب إذا كان ناقلاً عنهم أو تكون أطروحته أبعد عن العقل من أطروحتهم فهو أمي وبقي أربعين سنة لا يعرف بعلم الكتب وهم متخصصون !

    المثال السادس : يوجد في الدين الإسلامي قواعد شمولية يندرج تحتها المئات من المسائل والفروع كقول النبي ( إنما الأعمال بالنيات ) وكقوله ( الحلال بين والحرام وبينهما أمور مشتبهات ) وأمره باجتناب المشتبه بعد ذلك ولهذا صنف علماء المسلمين كتباً كثيراً فيما يسمونه ب( القواعد الفقهية ) وهي القواعد المأخوذة من النصوص والتي يندرج تحتها مئات الفروع الفقهية ، وهذه البلاغة وهذا التنظيم وجوامع الكلم في القرآن والسنة يفيدان معنيين الأول خصوصية الشريعة الإسلامية ودقتها ، والثاني : صلاحية لكل زمان ومكان ومرونتها وباستخدام هذه القواعد أمكن الفقهاء المعاصرين التعامل مع النوازل العصرية

    المثال السابع : أطروحة الأسماء الحسنى بهذه الكثرة وهذه البلاغة مع ظاهرة القرن بين الأسماء في القرآن ف( العزيز الحكيم ) يقرن لمعنى وهو أن العزيز في الدنيا ربما تحمله عزته على الطغيان ولكن الله حكيم أيضاً يضع الشيء في موضعه فعزته مقترنة بالحكمة وقوله ( العلي العظيم ) يقرن لمعنى فالشيء العالي يبدو صغيراً ولكنه سبحانه ليس كذلك فهو علي عظيم ، وهذه الأطروحة من كون كل اسم له معنى وفي اقترانه يصير له معنى آخر زائد لا أعلم لها نظيراً في الأديان الأخرى

    المثال الثامن : التفاصيل الدقيقة لما سيحدث في اليوم الآخر وذكر الحوض والصراط والشفاعة والميزان وغيرها من الأهوال أمر اختصت به الشريعة الإسلامية ولو نفضت التوراة والانجيل وكتب الأديان الأخرى فلن تجد لها نظيراً بهذه الدقة والتفصيل بل قوله تعالى ( ولا يشفعون عنده إلا لمن ارتضى ) والتنصيص على أن الأنبياء لا يشفعون إلا بعد الإذن والرضا ثم يبقى أناس لا تصيبهم شفاعة أحد حتى يأتي الله برحمته ويخرجهم من النار كتأكيد لدلالة أن الله أعظم رحمة من خلقه أمر من مفاريد الشريعة الإسلامية

    المثال التاسع : المناقشات العقلية في القرآن وضرب الأمثلة على بطلان مذاهب المشركين واليهود والنصارى وقد جمعها ابن تيمية في درء التعارض وابن القيم في الصواعق المرسلة أمر تنفرد به الشريعة الإسلامية

    المثال العاشر : أصل في الإسلام المنهج العلمي ( قل هاتوا برهانكم إن كنت صادقين ) والنبي هو الشخصية الوحيدة التي رويت أقوالها بالأسانيد ووضعت تراجم لكل من روى عنه حديثاً بذكر معلومات تفصيلية عنه تبين مدى وثاقته من عدمها ، والقرآن هو أكثر كتاب شرح وفسر على وجه البسيطة في التاريخ وكل عالم يخرج منه ما لم يخرجه الآخر

    المثال الحادي عشر : كان النبي باستمرار يحث أصحابه على مخالفة الأمم الأخرى ( خالفوا المشركين ) ( خالفوا اليهود والنصارى ) وجعلها أساساً في عدد من التشريعات ، وهذا يحفظ هوية الأمة فالأمة التي تحتفظ بلغتها ولباسها ودينها آمنة من الانصهار في أمم أخرى فهذه الخلاصة التي توصل إليها فطاحلة علماء الاجتماع ظاهرة جداً في التشريعات الإسلامية وقد ألف ابن تيمية في ذلك كتاباً جميلاً اسمه ( اقتضاء الصراط المسقيم خالفة أصحاب الجحيم )

    المثال الثاني عشر : من القواعد السائرة في الطب والحياة العادية قاعدة ارتكاب أدنى الضررين ، أو دفع الشر الأعلى بالشر الأدنى عند التزاحم ، فبتر القدم المصابة بالغرغرينا لإنقاذ بقية الجسم عمل أخلاقي ، وكثير من الأديان المتصوفة كالزرادشتية والبوذية نجد القيم فيها محلقة وليس فيها مراعاة لمثل هذا ، وأما في الإسلام فقد جاء الأمر دقيقاً ( وعسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم ) وكثير ممن يعترض على بعض التشريعات الإسلامية ينظر إلى المفسدة فيها ولا يشاهد المصلحة الأعظم المقترنة بها فمثلاً لو لم يقاتل النبي المشركين لبقوا يأدون بناتهم إلى أبد الآبدين ويتقاتلون في حروب الثأر كحرب البسوس ويأكلون الربا وأعظم من ذلك شركهم الخبيث فما أنقذ من الأنفس في الجهاد الإسلامي أكثر بكثير من التي أزهقت وقد أزهقت بوجه حق وقد خيروا قبل ذلك بين الإسلام والجزية ( التي على الصحيح تؤخذ حتى من المشرك ) ، ولو شاء الله لأهلك الناس أجمعين وهذا مثال واحد فقط عليه تقيس غيره وقصة موسى والخضر أصل في هذا الباب

    فيصعب على العقل السليم أن منهجاً هذه بعض مميزاته وخصائصه جاءت من مخيلة رجل أمي عاش أربعين سنة لا يذكر شيئاً من هذه الأمور ، ثم تأتي أطروحة متكاملة ومتفردة اقتصادياً واجتماعياً وروحانياً وفلسفياً ، ثم في عصرنا هذا يكتشف باب الإعجاز العلمي

    وهذا الكلام قلته من وحي دراسة للشريعة الإسلامية وللأديان الأخرى وأرجو من الأخوة أن يضيفوا ما عندهم في هذا الباب على أنني لم أكثر النقول والاقتباسات لاعتبار أنني أنشر لمجموعة من الأذكياء والمتخصصين واللبيب بالإشارة يفهم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2012
    الدولة
    بين المسلمين
    المشاركات
    2,906
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    المثال الأول : تناسق هذه الشريعة وشموليتها لأمر العبادة والمعاملة والآداب ففيها أحكام الصلاة والطهارة والزكاة والحج والصوم والأدعية المأثورة والأذكار مما يدعو لإشباع روحاني عجيب ، مع عدم إهمال أحكام آداب الطعام والشراب والنوم ، وأحكام الجار وأحكام البيوع والنكاح والطلاق والخلع والقضاء والديات والحدود والجهاد والمواريث وآداب صلة الأرحام والبر وغيرها مما ينظم حياة الفرد وينظم علاقته مع ربه ومع أهله صغاراً وكباراً ومع القريب والبعيد والمسلم والكافر بشكل دقيق ومفصل
    فعلاً لكن منكوس الفطرة لا يعجبه هذا و يتخذه حجة ليبرر كفره فيقول "أيعقل أن الله خالق هذا الكون الشاسع يهتم بنظافتي الشخصية ؟" فهزئ كل متكبر عنيد !

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء