#‏من_خلق_الخالق ؟؟

[mostafa nasr]

بسم الله والحمد لله :
هذا السؤال كثيرا ما يُطرح ، وبخاصة من قبل اصحاب الشكوك ... فمن خلق الله ؟

1- هذا السؤال يشبه بالضبط ، أن يسألك طبيب عن نوع طفل أنجبه صديقك زيد !!
فتتساءل متعجبا ... وهل يلد الرجل ؟
وكذلك العاقل عندما يُطرح عليه سؤال من خلق الخالق ، يتساءل متعجبا هل يُخلق الخالق ؟!

2- عندما تبتغي أن تُحلٍي الماء تضيف إليه السكر ، وعندما تريد أن تجعل الماء مالحا ، تضيف إليه ملحا ، لكن ما الذي تفعله لتجعل السكر حلو المذاق !! ... وما الذي تفعله لتجعل الملح ذو طعم حادق ؟!! بالطبع ستقول بأن كلاهما لا يستمد طعمه من خارجه فهي صفة موجودة بهما ... وإلا ما كان لأسماءهما معنى .... كذلك الخالق - ولله المثل الأعلى - هو خالق فلا يصح أن يكون مخلوقا ، كما أنه لا يستمد صفة الإيجاد من غيره ، فلو استمد صفة الإيجاد من غيره لأصبح مخلوقا ، لذا فنقول أنه واجب الوجوب ، لا يستمد وجوده من غيره ، لكن غيره يستمد وجوده منه .

3 - لو قلنا أن من خلق الخالق هو فلان ، سيأتي آخر ويقول إذا فمن خلق فلان ؟ ومن خلق خالق فلان ؟ ويستمر هذا التسلسل وهو ممنوع في الواقع ، وهو ما يشبه مثال الجندي والرصاصة ، فلو كان هناك جندي يريد أن يطلق رصاصة وينتظر الأمر من قائده ، وكذلك قائده ينتظر الأمر من قائده الأعلى وهكذا فلن تنطلق الرصاصة !!
وبقياس هذا على الكون فلن يوجد الكون ، مع أنه موجود في الواقع ، إذا يمتنع هذا التسلسل من الواقع ويكون باطلا .

4- عندنا في فيزياء الكوانتم ما يسمى بالمؤثرات Operators ... هذا المؤثر ، نؤثر به على الدالة - التي تمثل نظام ما - فيعطي نتيجة معينة ....وهذا المؤثر لا يصح أن نؤثر عليه بآخر فهو لا يتأثر بغيره .... كذلك الخالق - ولله المثل الأعلى - يوجد العالم والمخلوقات ولكن لا يُوجِده أي منها !!

5 - لو لديك دمية تتحرك بالزنبرك ، هذه الدمية ما يحركها ويؤثر في حركتها هو الزنبرك ، ولا يقوم عالمها إلا بهذا الزنبرك ، لنتخيل أنها -أي الدمية - حدثت دمية أخرى متسائلة عن كيفية حركة صانعها .... بالطبع سيكون الإجابة من الدمية الأخرى أن حركته بالزنبرك ، وذلك لأنها تحكم من خلال تصورها ، وهو حكم ناقص باطل لأنه مبني على واقعها ومداركها المحدودة ، التي لا تتعداها ولا يمكن تصور غيرها ، فهي لا تدري أن صانعها حركته ذاتية لا يحتاج إلى شيء خارجي يحركه من زنبرك أو غير ذلك .

6- بعد ما سبق لابد أن نكون على علم بقاعدة هامة جدا وهي :
أنه ليس كل سؤال ذو معنى ، ولكن كل سؤال صحيح ذو معنى
وليس كل سؤال له إجابة ، ولكن كل سؤال صحيح له إجابة ...
ولكن هذا السؤال كما وضحنا مغلوط منطقيا وعقليا ، فلا يصح أصلا ...

7- من صفات الخالق التي لابد أن نكون على علم بها ، هي أن قدرته لا تتعلق بالمستحيلات
فلا يصح أن نسأل مثل هذه الأسئلة مثلا :
هل يستطيع الله أن يخلق شخصا حيا وميتا في آن ؟
هل يستطيع الله أن يخلق صخرة لا يستطيع ان يحملها ؟
وهكذا ....من الأمثلة المتناقضة المستحيل وجودها ...

وبعد كل هذا يتبين جليا أن هذا السؤال لا يصح عقلا ولا منطقا ، ويرفضه العقلاء ...

[أبو عمر النفيس]

موضوع ممتاز جدا .....
و أضيف ،،،
من يطرح السؤال القائل : من خالق الخالق ؟
نقول له : هل تعتقد أن الخالق له خالق و تريد معرفة اسم ذلك الخالق ، أم أنّك تسأل فيما لو كان للخالق خالق له أم لا ... ؟!
فإن قال : أريد معرفة اسم خالق الخالق ؟ ... نسأله : و كيف عرفت أن للخالق خالق ؟!
و إن قال : أريد معرفة فيما لو كان للخالق خالق ؟ ... نقول له ، صحح سؤالك ليكون : هل للخالق خالق له ؟ .. ففرق شاسع بين أن تقول : هل هناك خالق للخالق ؟ و بين أن تقول : من هو خالق الخالق ؟

و من ثم ،، مربط فرس الموضوع هو : هل يمكن تسلسل العلل إلى المالانهاية أم يجب أنت تنتهي سلسلة العلل إلى علّة أولى لا علّة لها ؟؟!!

هذا السؤال الذي يجب أن يتحاور فيه المؤمن و الملحد و يحسمان الأمر ...
فإن قال الملحد بأنه يعتقد بإمكانيّة تسلسل العلل إلى المالانهاية ... فلا يجوز له أن يسأل قائلا : من خلق الخالق ؟ .. لأننا لا نعرف ما ترتيب الخالق من سلسلة العلل ، حتى نسأل في اسم العلة التي تقع قبله !
و إن قال الملحد بأنّه يعتقد بأن سلسلة العلل يجب أن تنتهي بعلّة أولى ... فلا يجوز له أن يسأل قائلا : من خلق الخالق ؟ .. لأن الخالق هو العلّة الأولى ، و قد تمّ الاتفاق بأن العلة الأولى لا علّة قبلها !

ففي الحالتين ، لا معنى لهذا السؤال .،،،،

[] .... أبو عمر النفيس ... []