النتائج 1 إلى 13 من 13

الموضوع: [] ... كيف تحاور الملحدين ؟؟!! ... []

  1. افتراضي [] ... كيف تحاور الملحدين ؟؟!! ... []

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله العليم الحكيم ، و أفضل الصّلاة و أتمّ التّسليم ، على الرسول الأمين الكريم ، و بعد ،،،

    انطلاقا من تجربتي البسيطة المتواضعة في الحوار مع اللادينيين خاصّة الملحدين منهم ، أودّ تقديم هذه النصائح العامة إلى إخوتي المسلمين المهتمّين بمحاورة الملحدين و اللادينيين . و في بادئ البدأ لا يُشترط كثيرا في من يتصدّى للحوار مع الملحدين أن يكون ذا علم غزير بالعلوم الشرعيّة ؛ إذ الحوار لن يكون في فقهيات دينية أو ماشابه ذلك .. لكن يُشترط أن يكون المسلم عارفا على الأقل بالسبب الذي جعله مقتنعا بالإسلام ؛ لأن الحوار سيكون حول ذلك في الغالب . و من ثمّ معرفة عامة بما يتوجّب على كلّ مسلم معرفته ممّا هو معلوم من الدين بالضرورة .. كما أنّ التفكير المنطقي مهم جدا في حوارات من هذا النوع ؛ لأن الاعتماد في الغالب سيكون على العقل أكثر من النقل ؛ كون الطرف الآخر لا يقرّ بالنقل . فإن كان الطرف المسلم يرى أنه لا يمتلك التفكر المنطقي الكافي فيجب أن يملأ ذلك الفراغ بالقراءات العلميّة التي لها علاقة بنشأة الكون و تنوّع الكائنات الحيّة و غير ذلك .
    ثمّ بعد ذلك ، لنا أن نتّبع الخطوات الآتية :

    أولا : اطلب من الطرف الآخر أن يعرّف بنفسه من خلال بيان أيدلوجيّته . و حينها سيقول لك بأنه ربوبي أو لا أدري أو ملحد .. و بتعريف الملحد نفسه بكونه ملحد ، تكون وضعت الأساس الصحيح للحوار . فتستطيع ببساطة أن تقول له : مالذي جعلك تختار أن تكون ملحدا ؟ في حين كان من الممكن أن تكون لا أدريا أو تكون ربوبيّا ؟ و إن كانت عندك مشكلة مع الإسلام ، مع الذي جعلك تختار أن تكون ملحدا ، و لم تبحث عن دين آخر صحيح ؟ و حينها ستجد الملحد يحاول تبرير موقفه ، فيتحوّل إلى مدافع و أنت هنا المهاجم . و لا أسهل من أن تكون السائل و الآخر هو المجيب.

    ثانيا : سيصرّ الملحد أن يكون هو المهاجم و يكون المسلم هو المدافع ! و لهذا سيبدأ بطرح أسئلة استنكارية و في بعض الأحيان استفزازيّة حول الإسلام و القرآن و الرسول صلى الله عليه و آله و سلم . و هنا تظهر خبرة المتحاور المسلم ، فقد ينجرّ متحمّسا للدفاع و دحض تلك الشبهات و توضيح الإستشكلات ، و لكن و للأسف إذا دخل في هذا الطريق غالبا سيجد نفسه واقعا في دواّمة لا يستطيع المسلم الخروج منها ! و ذلك أن الملحد سيظلّ يقفز من سؤال لسؤال ، و المؤمن يلاحقه في القفز من جواب إلى جواب دون الوصول إلى نتيجة .. و عليه ،، لا يتمّ الدخول في قضيّة في داخل الدين الإسلامي إلا إذا كان الحوار في أصله حول تلك القضيّة دون سواها .

    ثالثا : يجب أن يكون واضحا لكلّ مسلم أن الإسلام متمثّل في شهادتين لا ثالث لهما : الأولى : شهادة أنّه لا إله إلا الله . و الثانية : شهادة أنّ محمّدا رسول الله . و كلّ العقائد و التشريعات و الأخلاق الإسلامية هي فرع من الشهادة الثانية . و الشهادة الثانية فرع من الشهادة الأولى . فإذا جاءك ملحد يحاورك في عقيدة ما ، فقل له أن تلك العقيدة متفرّعة من الاعتقاد بأن محمد رسول الله . فلولا الاعتقاد بأن محمدا رسول الله لما اعتقدنا أن تلك العقيدة صيحة ، فهو من أخبرنا أنّها صحيحة . و إذا جاءك الملحد يحاورك في تشريع ما ، فقل له أن ذلك التشريع منصوص عليه بآية قرآنية . و القرآن فرع من الاعتقاد بأن محمد رسول الله . فلولا اعتقادنا أن محمدا رسول الله ، لما اعتقدنا أن الكتاب الذي أتى به هو من عند الله . فناقشنا في الأصل و دع الفروع . فطالبه بإبطال الأصل لتبطل جميع الفروع . و عليه ، فكلّ ملحد يريد الحوار في الإسلام يجب أن يختار الشهادة التي يرى أنّها غير صحيحة . إما أن يختار شهادة أن لا إله إلا الله أو يختار شهادة أن محمدا رسول الله .

    رابعا : إذا اختار الملحد شهادة أنّ محمدا رسول الله و طلب دليلا عليها . فيجب إلزامه بأنّه لا يحقّ له الحوار في هذه الشهادة ؛ لأنه لا يؤمن بوجود الله أصلا ! فشهادة أن محمدا رسول الله متفرّعة من الشهادة بأن هناك إله واحد لا إله إلا هو و هو الله .. و هذا الإله أرسل رسلا من ضمنهم محمد .. فلكي تعترض على كون محمد واحدا منهم ، يجب أن تكون مقرّا بوجود ذلك الإله و بوجود رسل قبل محمد ، فتكون مشكلتك الوحيدة هو في كون محمد من المرسلين أو ليس منهم . و كلّ هذا غير متوفّر في الملحد . فمنطقيا لا ينبغي الحوار في هذه الشهادة إلا مع الربوبيين أو اللا أدرين أو أصحاب الأديان الأخرى كالمسيحين أو القاديانيين أو البهائيين غيرهم . و بالتالي لا يبقى أمام الملحد خيار إلا أن يحاور في الشهادة الأولى و هي شهادة أنه لا إله إلا الله .

    خامسا : إذا اقتنع الملحد أن الإسلام في أصله مبني على شهادة التوحيد و أنه يجب هدمها لهدم الإسلام . فحينها يجب سؤاله كالتالي : ما مشكلتك بالضبط أيها الملحد ؟ اختر أحد الخيارات الأربعة ! هل تعتقد بأنّ شهادة الإسلام غير صحيحة ؛ لأن هناك أكثر من إله و الإسلام يقول بأن الإله واحد ؟ أم أنّك تعتقد بأن الإله واحد و لكن ليس الله ؟ أم أنّك تعتقد بأن الإله الواحد هو الله و لكن ليس بالأسماء و الصفات الموجودة في الإسلام ؟ أم أنّك تعتقد بأن لا إله أصلا ، فضلا على أن يكون واحد فضلا على أن يكون ذلك الواحد هو الله ؟ هذا السؤال المفصلي الذي يجعل الحوار مع الملحد في الطريق الصحيح فمتى ما وصل إليه المسلم ، فإنّه بهذا قد جعل حواره مثمرا له و للآخر و للمتابعين له . أما إذا عجز المسلم عن إلزام الملحد بأن يختار ما يعتقده من الخيارات الأربعة ، فإنّ الحوار لن يجني ثمارا تذكر .. و إن وُجدت ثمار فهي تكون بإزالة شبهة معيّنة من الشبهات التي تعشعش في رأس الملحد دون إزالة أصل المشكلة .

    سادسا : معظم الملحدين سيمتنعون عن اختيار خيار من الخيارات الأربعة ، بحجّة أنّه لا يدري إن كان هناك إله أو لا ، و إن وُجد فهو لا يدري إن كان واحدا أو ثلاثة أو عشرة ، و إن كان واحدا فهو لا يدري إن كان هو إله الإسلام أو إله المسيحية أو إله البوذية أو إله الهندوسيّة ! و عليه سيطلب من المؤمن أن يثبت له بأن هناك إله ، ثم يثبت له أن الإله واحد و ليس أكثر ، ثمّ يثبت له أن هذا الواحد هو إله الإسلام و ليس إله المسيحيّة أو غيرها من الأديان . و إن استطعت أيها المسلم إثبات كلّ ذلك سوف يطالبك بإثبات بأن إله الإسلام الذي هو الإله الحقيقي قد أرسل محمدا فعلا . و إن كان قد أرسله ، فسيطالبك بإثبات أن القرآن الذي بين يدينا هو نفسه القرآن الذي أتى به الرسول ، و لم يتعرّض للتحريف . و إن أثبت ذلك ، سيطالبك بإثبات أنه صالح لكل زمان و مكان . ثم بعد ذلك ، يفتح ملف السنّة النبويّة و إثبات حجيّتها و وصولها إلينا بلا تحريف . فمن الواضح أن الطريق طويل ... و عليه ، فلا يظنّ المسلم أن الحوار مع الملحد ينتهي بجرّة قلم ، خاصة إذا كان ملحدا ينطلق من منطلقات فلسفية عميقة ، فحينها سيأخذ الطريق المراحل التي ذكرتها . و هنا المسلم أمامه خيارين ، إما أن يبدأ بالخطوة الأولى و هو إثبات وجود إله . أو يأخذ بالخيار الثاني و هو إلزام الملحد باختيار أحد الخيارات الأربعة ؛ لأنّه في بداية الحوار كان قد عرّف نفسه من خلال النقطة ( أولا ) . فسيحاول المحلد أن يتحوّل إلى لا أدري ، في حين أنه عرّف نفسه في البداية أنّه ملحد ، و بهذا وقع في فخ التناقض و ينتهي الحوار . فمن لا يفهم ما يعتقده ليس مؤهلا أن يفهم ما يعتقده الآخرون .

    سابعا : إذا اختار الملحد الخيار الرابع القائل بأنه لا إله أصلا ! فهو بهذا لم يتناقض مع نفسه و بالتالي يمكن متابعة الحوار معه . و الإشكاليّة الكبرى هو أنّه سيطالب المؤمن بأن يأتي بالدليل على وجود الله . و أدلّة وجود الله الأساسيّة لن تخرج عن ثلاثة : الأول : مبدأ العليّة و السببيّة التي تنتهي بعلّة أولى . الثاني : مبدأ النظم و التصميم التي توجب وجود مصمّم . الثالث : مبدأ الغائية التي تلزم وجود هدف من الحياة و العالم و لن يكون ذلك إلا بوجود خالق حكيم . و للمسلم أن يختار الدليل المفضّل لديه من الأدلّة الثلاثة و يخوض فيه . لكنّي أنصح كل المسلمين المتحاورين ، قبل البدء في طرح الأدلة ، يجب الاتفاق مع الملحد أنّ مجرّد الاعتقاد بعدم وجود خالق هو نفسه ادعاء يحتاج إلى دليل . و هذا ما يرفضه معظم الملحدين إلى يومنا هذا ، و يصرّون أن الإلحاد لا يحتاج إلى دليل و أن الإيمان هو فقط يحتاج إلى دليل . و هذا كلام خاطئ . فالإلحاد يحتاج إلى دليل و الإيمان يحتاج إلى دليل . و الذي لا يحتاج إلى دليل هو " اللا أدرية " .. فالأفضل إلزام الملحد بأن إلحاده بلا دليل ، فهذا أولى من إثبات أن إيماننا جاء بدليل .. فافتقار الملحد إلى الدليل ، يجيز لنا الإيمان بلا دليل أصلا .. فإما هو يأتي بأدلته و نحن حينها نأتي بأدلتنا ، أو أنّه لا يطالبنا بدليل يوم أنّه ألحد بلا دليل .. و بهذا ستجد نفسك أوصلت الملحد إلى برّ الأمان ، و أثبت له أن كلّ تلك الغطرسة التي يتوهّمها من عقل و ذكاء و علم ، لا تقف دقيقة أمام مؤمن مسلم مدرك لحقيقة إيمانه و إسلامه .

    و في الختام ،،، يجب أن يكون واضحا لكل المسلمين ، أنّه ليس كلّ الملحدين يحاورون من أجل الوصول إلى الحق .. بل كثير منهم يهدف إلى الطعن في الدين أو الذات الإلهيّة .. و هؤلاء سيتمّ كشفهم من الخطوة الأولى ، إذا تمّ السير وفق الخطوات التي ذكرتها آنفا ...
    و أدعو المولى الكريم أن يهدي الجميع إلى الحق و إلى سواء السبيل . إنّه نعم المولى و نعم النصير ...

    )( .... بقلم أبو عمر النفيس ... )(
    التعديل الأخير تم 05-22-2015 الساعة 03:16 PM

  2. #2

    افتراضي

    بارك الله فيك
    مواضيعك عميقة جدا و مميزة
    والأفضل عدم محاورة هذا النوع من الزنادقة لأن الحوار معه لا يفيد شيئا ويسليه على حساب سماعك أنت لما يخدش ايمانك ودينك
    ليسوا طالبي حق بل لقد تجندوا لحرب الله ورسوله و قومهم والحل معهم اقامة حد الردة حين نعود لديننا عودا حسنا ويقيض لنا الله أمر رشد.
    ومن ركب رأسه وأراد تسليتهم بالحوار فان خبرة منتدى التوحيد بينت -كما توصلت أنت بنفسك- أن الزنديق لا يستطيع مناقشة نقطة واحدة محددة الى النهاية وكل قوته تكمن في القفز من موضوع الى موضوع والشغب لذلك أعده للموضوع كلما أراد أن يشرد منه والزمه بنقاش نقطة محددة داخل موضوع واحد

  3. #3

    افتراضي

    عفوا أستاذ عمر....لقد انتبهت لامر هام
    هناك خطأ أشائع عند النقاش مع الملحد المنكر للربوبية وهي من هو الملزم بتقديم الدليل
    نظرا لجهل أغلب الناس بالقواعد العلمية للحجاج والعلم فانهم يعتقدون أن المؤمن هو من يقع عليه عبء الاثبات وهذا غير صحيح تماما
    الشخص الذي يؤمن بمبادىء العقل والبديهيات العقلية ليس ملزم علميا بتقديم دليل على ذلك وانما الخارج عن مبادىء العقل أو عن البديهيات العقلية هو الملزم بتقديم الدليل
    مثال ذلك أننا عندما نرى سيارة لم تكن موجودة فان كل العقلاء سيقولون أن لها صانع وان وجد من ينكر ذلك فهو الملزم بتقديم الدليل لأنه هو الخارج عن مبادئ العقل فعليه أن يشرح للناس كيف تتشكل السيارة دون صانع
    وكذلك بالنسبة في اثبات الخالق فان المؤمن بخالق الكون ليس مطالبا بتقديم دليل لأنه مطبق لأعلى مبدء من مبادئ العقل وهو السببية وعلى الشخص المجنون الذي ينكر ذلك أن يشرح للناس سبب تعطيله لأهم مبدأ من مبادئ العقل
    فيمكنك اختصار النقاش مع الزنديق على هذا الأساس وتحويله الى الوضع الطبيعي بهذا السؤال" أنا ما يجعلني أؤمن بوجود الخالق هو نفس الأسباب التي تجعلك تؤمن بأن للسيارة مثلا صانع ,,,,فما دليلك أنت على عدم وجوده"
    وفي الرياضيات نقبل كبديهية انه من نقطتين مختلفيتين لا يمر الا مستقيم واحد في الهندسة الاقليدية المستوية والذي يقبل بهاته البديهية غير ملزم بتقديم الدليل لكن من ينكرها هو الملزم بتقديم البرهان وذلك بأن يرسم مثلا مستقيم ثان يمر من النقطتين المختلفتين
    فكما ترى منكر البديهية فقط مطالب بالبرهان فما بلك من أنكر أحد مبادئ العقل مثل السببية....
    وينصح عموما بعدم حوار الملاحدة الا اذا اريد فضحه أمام الناس والأولى ترك ذلك

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    من ينكر المعلوم عليه هو الاتيان بالدليل .
    فمن انكر ان هناك صانع لمصنوع فليس على المثبت الدليل !!!!!!!
    هذا خلل وانتحار عقلى
    بل من ينفى عليه ان يثبت انه لا صانع للشىء .
    لذلك الملحد ينكر السببية والتصميم والغائية

    فهو يؤمن بالسببية فى جزئيات الكون (ان لكل شىء سبب)
    يؤمن بالتصميم فى جزئيات الكون (فهو يسعى للتصميم فى حياته وفى كل اختياراته)
    يؤمن ان هناك غائية لجزئيات الكون
    لكن
    ينكرها فى كلية الكون !!!!!!!!!

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Jul 2012
    الدولة
    دولة الشريعة (اللهم إني مسلم اللهم فأشهد)
    المشاركات
    1,514
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    الملحد يظن أن النفي ليس حكم! فينكر الخالق بلا دليل,, وإذا قلت له دليلك ؟ قال لم أثبت حتى تطالبني بدليل! يبدو أنه لم يسمع بالمحاكم؟!
    أبو مريم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Oct 2014
    الدولة
    ليبيا
    المشاركات
    1,105
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة muslim.pure مشاهدة المشاركة
    الملحد يظن أن النفي ليس حكم! فينكر الخالق بلا دليل,, وإذا قلت له دليلك ؟ قال لم أثبت حتى تطالبني بدليل! يبدو أنه لم يسمع بالمحاكم؟!
    أبو مريم
    نعم هذه الجملة القانونية العقلية المنطقية العلمية يستخدمها الملحد بشكل( كهانوتى ) ..
    يلزمك بها فى جزئيات الكون ,ثم اذا اردنا تطبيقها على كلية الكون يقل لك توقف .
    الكون لا صانع له ولا خالق له.

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    May 2015
    الدولة
    الأردن
    المشاركات
    2
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاتة.

    بارك الله جمعتكم أخواني وجعلكم من أهل الجنة اللهم أمين.وباركك الله أخي أبو عمر على مجهودك وجعلها الله في ميزان حسناتك.

    من وجهت نظري المتواضعة ، أظن بأن الملحد متعصب جداً لي معتقدة ولا فائدة من النقاش معه ، لم أجد ملحدً واحداً طوال تواجدي بينهم ، يعترف ويعطي نقطة للأسلام .

    وهناك أمران أحب أن أضيفهم يثبتوا عدم حيادة بني لحدان وتعصبهم الأعمى ضد الله :

    عشوائي عندما ندقق النظر، ومنظم عندما ننظر من بعد! ... لم أجد ملحد منصف يسأل ، من هو الذي يقرر بأنها عشوائية ، ولماذا لا تكون هكذا تعمل! لأن النظر لا يحكم على الشيء بأنه عشوائي ."وهذا شيء معلوم عند الجميع"

    مثلاً : عندما ينظر الطيار الى ميكانيك الطائرة التي يقودها سيراها عشوائية لأنها غير مألوفة له ولن يفهم منها شيء ، وهذا يعود لأنه لم يدرس الميكانيك .
    لكن من منظور المتخصص في مكانيك الطائرات، تكون مألوفة و مفهومة له ويعرف عمل كل قطعة أو سلك . وعلى عكس الطيار سيجد قمرة قيادة الطائرة و لوحات التخكم فيها عشوائية .
    وطبعاً الراكب "العلماء الملحدين" لا يفهم لا المكانيك ولا كيف تطير ، عندما ينظر الى الطائرة من الخارج يراها منتظمة . لكن عندما ينظر اليها من الداخل ، لن يفهم شيء وتكون له عشوائية و هذا عائد على عدم فهمه لها . "ولا يعني بأنها عشوائية"

    والأمر الثاني الذي لاحظته على الملحدين هو، أنهم لأجل أن يدعموا نظريات التي تنفي وجود الله "عز وجل" يتبنون أمور غير عقلانية أو منطقية .

    مثلاً : لا يجب أن يكون العلم مفهوم و منظقي ! وهذا من أسخف ما سمعت في حياتي ، لأن العلم وجد ليجعل الأمور منطقية .

    مثلاً : لولا أن ميكانيك الطائرة منطقي بلنسبة للمتخصص لما أستطاع أن يصلحها أو يصنعها ، ولولا أن لوحة القيادة لم تكن مفهومة ومنطقية للطيار لما أستطاع أن يحلق بها . "لا يوجد تفسير لماذا الملحد يتبنى هذا الفكر الأعوج سوى كرهه الشديد لله ويريد نفيه بأي طريقة"

    أعذروني على أملائي الركيك .

    أشهد أن لا اله ألا الله ، وأشهد أن محمد رسول الله.

    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللَّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ يُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَلاَ يَخَافُونَ لَوْمَةَ لائِمٍ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَن يَشَاء وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (المائدة 54)

    اللهم لك الحمد والشكر حمداً كثيراً ملء السموات وملء الارض وملء ما بينهما.على أعزازك لنا بدولة الأسلام.

  8. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الدكتور قواسمية مشاهدة المشاركة
    عفوا أستاذ عمر....لقد انتبهت لامر هام
    هناك خطأ أشائع عند النقاش مع الملحد المنكر للربوبية وهي من هو الملزم بتقديم الدليل
    نظرا لجهل أغلب الناس بالقواعد العلمية للحجاج والعلم فانهم يعتقدون أن المؤمن هو من يقع عليه عبء الاثبات وهذا غير صحيح تماما
    الشخص الذي يؤمن بمبادىء العقل والبديهيات العقلية ليس ملزم علميا بتقديم دليل على ذلك وانما الخارج عن مبادىء العقل أو عن البديهيات العقلية هو الملزم بتقديم الدليل
    مثال ذلك أننا عندما نرى سيارة لم تكن موجودة فان كل العقلاء سيقولون أن لها صانع وان وجد من ينكر ذلك فهو الملزم بتقديم الدليل لأنه هو الخارج عن مبادئ العقل فعليه أن يشرح للناس كيف تتشكل السيارة دون صانع
    وكذلك بالنسبة في اثبات الخالق فان المؤمن بخالق الكون ليس مطالبا بتقديم دليل لأنه مطبق لأعلى مبدء من مبادئ العقل وهو السببية وعلى الشخص المجنون الذي ينكر ذلك أن يشرح للناس سبب تعطيله لأهم مبدأ من مبادئ العقل
    فيمكنك اختصار النقاش مع الزنديق على هذا الأساس وتحويله الى الوضع الطبيعي بهذا السؤال" أنا ما يجعلني أؤمن بوجود الخالق هو نفس الأسباب التي تجعلك تؤمن بأن للسيارة مثلا صانع ,,,,فما دليلك أنت على عدم وجوده"
    وفي الرياضيات نقبل كبديهية انه من نقطتين مختلفيتين لا يمر الا مستقيم واحد في الهندسة الاقليدية المستوية والذي يقبل بهاته البديهية غير ملزم بتقديم الدليل لكن من ينكرها هو الملزم بتقديم البرهان وذلك بأن يرسم مثلا مستقيم ثان يمر من النقطتين المختلفتين
    فكما ترى منكر البديهية فقط مطالب بالبرهان فما بلك من أنكر أحد مبادئ العقل مثل السببية....
    وينصح عموما بعدم حوار الملاحدة الا اذا اريد فضحه أمام الناس والأولى ترك ذلك
    نعم كلامك صحيح يا دكتور قواسميّة ،،،
    فكما قلت بالضبط : الخارج عن مبادىء العقل أو عن البديهيات العقلية هو الملزم بتقديم الدليل

    لكن قوّة الاستدلال و خبرة الحوار تكمن في القدرة على استخدام هذه القاعدة الصحيحة ، و إثبات أن الملحد هو من خرج عن مبادئ العقل أو عن البديهيّات العقليّة ...

    فمثال السيّارة الذي ضربته ، يستطيع الملحد الردّ عليه ... ! فعندما تقول للملحد بأن جميع العقلاء سيقولون بأن السيّارة التي نراها صنعها صانع !
    سيقول لك : الذي جعلنا نعتقد أنّ للسيّارة صانع ، هو رؤيتنا مجموعة سيّارات قبل ذلك لها صانع ، فجعلنا نحكم على كلّ سيّارة أخرى أنّ لها صانع ، لأنها لن تختلف عن سابقاتها ...
    و حينها سيقول لك : هل رأيت قبل هذا الكون أكوانا تمّ خلقها ، حتّى تعقتد بأنّ هذا الكون تمّ خلقه كسابقاتها من الأكوان ؟؟؟ و هذا السؤال يُعتبر من أقوى أسئلة الإلحاد حتى الآن .. برغم أنّه لا يخدمهم لكن طرحه على ما أعتقد الفيلسوف الملحد " ديفيد هيوم " في أحد كتبه ، و أصبح الملحدون يكرّرون نفس الفكرة ....

    و من ثمّ ،، مثال السيّارة قد يجعل الملحد يقول : و هل الجبل له صانع مثل السيّارة ؟؟ و هل البحر له صانع مثل السيّارة ؟؟ فإن كان صانع السيّارة إنسان ، فمن الإنسان الذي صنع الجبل ؟؟ فإن ذهبت تقول بأن الجبل صنعه الخالق عبر قوانين ... سيقول لك الملحد : لولا علمُك بأنّ السيّارة صنعها الإنسان ، لقلت أنّ السيّارة صنعها الخالق عبر قوانين كالجبل تماما .. فلا تقس مجهولا بمعلوم !

    و دائما ،، ما تنتهي مثال السيّارة و غيرها من الأمثلة التي تسأل عن الصانع أو الخالق ... إلى أن يسأل الملحد قائلا : و من خلق الله ؟!
    فإن قلت له بأن الله لا خالق له ،، قال لك الملحد و كذلك الكون لا خالق له مثل الله .... !!!!
    و هنا تأتي الإشكاليّة التي تصل لها معظم الحوارات بين المؤمن و الملحد ،،،

    و عليه ،، فأنا أرى أنّ أفضل تمثيل و استخدام للقاعدة التي تقول : " الخارج عن مبادىء العقل أو عن البديهيات العقلية هو الملزم بتقديم الدليل " . هو كالآتي :
    أن نتكلّم عن مبدأ السببيّة في مجملها دون التقيّد بكيان جزئي معيّن ... بأن نقول : هل يمكن وجود معلول بدون علّة ؟ هل يمكن وجود مخلوق بلا خالق ؟؟
    و حينها سيقول الملحد : أثبت أن الكون معلول ! أو أثبت أن الكون مخلوق !
    و إثبات ذلك سهل جدا .. و لا يستطيع الملحد الهرب قائلا : و من خالق الله !
    لأنّك ستردّ عليه بسهولة ،، أنا لم أقل بأن كل موجود له خالق ، أنا قلت كلّ مخلوق له خالق .. فأثبت أن الله مخلوق ثم اسأل عن خالقه ! و سيعجز فيبطل سؤاله ...
    فتبقى قوّة المؤمن في القدرة على إثبات أن الكون مخلوق ، و مجرّد إثبات أنّ الكون مخلوق هو إثبات وجود خالق ؛ لأن البديهيّة العقليّة تقول بأن لكل فعل فاعل أو لكل مفعول فاعل و لكل معلول علّة ... فيكفي لإثبات وجود فاعل إثبات وجود المفعول .. و صفات الفاعل نعرفها من صفات المفعول أو من إخبار الفاعل عن نفسه !

    و المؤمن تأمل الكون المفعول فتوصّل إلى أنّ فاعله عظيم قدير عليم حكيم .. و آمن برسول الله الذي نقل لنا إخبار الفاعل عن نفسه ، فعلمنا أنه أيضا عدل رحيم شديد العقاب يثيب المطيع و يعاقب العاصي و غيرها من الصفات التي علمناها بإخباره عن نفسه ...

    [] ... أبو عمر النفيس .... []
    التعديل الأخير تم 06-06-2015 الساعة 01:36 PM

  9. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خطاب أسد الدين مشاهدة المشاركة
    من ينكر المعلوم عليه هو الاتيان بالدليل .
    فمن انكر ان هناك صانع لمصنوع فليس على المثبت الدليل !!!!!!!
    هذا خلل وانتحار عقلى
    بل من ينفى عليه ان يثبت انه لا صانع للشىء .
    لذلك الملحد ينكر السببية والتصميم والغائية

    فهو يؤمن بالسببية فى جزئيات الكون (ان لكل شىء سبب)
    يؤمن بالتصميم فى جزئيات الكون (فهو يسعى للتصميم فى حياته وفى كل اختياراته)
    يؤمن ان هناك غائية لجزئيات الكون
    لكن
    ينكرها فى كلية الكون !!!!!!!!!
    و هذا الأمر الغريب جدا عند الملحدين ... !!
    فيعترف الملحد أنّ الكون مكوّن من مجموعة كبيرة من الأنظمة ، كل نظام محكوم بمبدأ العليّة و السببية ... و يقرّ الملحد أنّ العلاقة التي تربط بين جميع الموجودات داخل الكون هي علاقة السببيّة ... لكن في نفس الوقت لا يريد الاعتراف أن الكون ككلّ جاء نتيجة لمبدأ السببيّة ... و الملحد لا يقدّم حجج منطقيّة لهذا الرفض !

    فنجد الملحد يؤمن بأن الإنسان جاء بسبب أبيه و أمّه ، و الأمطار تهبط بسبب الشمس و تبخّر مياه البحار ، و الأمراض موجودة بسبب البكتريا و الفيروسات ، و الزلازل بسبب حركة الصفائح الجيولوجية في باطن الأرض ، و كلّ شيء حولنا جاء نتيجة لأسباب موجودة قبله ..
    فإذا قلنا له و كذلك الكون برمّته جاء نتيجة لسبب ما قبله .. و هذا السبب هو الخالق .... يصرخ الملحد : الكون ككلّ لا سبب له ، لكن مكوناته الداخلية تعمل بمبدأ السببيّة !!!!!!!!!
    و عندما نسألهم قائلين : ما الذي جعلك تفرّق بين الأجزاء و الكلّ ؟؟ أليس الكون مكوّن منّي و منك و من الجبال و البحار و الكواكب و النجوم و المجرات ؟؟ أليس الكون هو عبارة عن مجموع أجزائه و مكوناته ؟؟!! فلو انتفت المكونات انتفى الكون لعدم وجود ما يدلّ عليه ! فلماذا يا ملحد تفترض أن الكون موجود بلا عليّة ، لكن مكوناتها الجزئية تأتي بالعليّة ؟؟!!

    هذا من أهم الأسئلة التي يحملها المؤمنون و عجز جميع الملحدين إلى يومنا هذا عن الإجابة عليه ...
    المحاولة الجادّة للإجابة على سؤالنا ، كان من الفيلسوف اللاأدري عمانوئيل كانط حينما قال : لا وجود لمبدأ السببية أصلا ! فبدل ما يكحلها عماها !
    حيث نفى كانط وجود السببية ، فيقول أن النار ليست سبب غليان الماء ، و عندما يضربك أحدهم فالضرب ليس سبب الألم ... و بهذا يهدم جميع القوانين العلميّة و المسلّمات العقليّة

    و تمّ الردّ عليه بسهولة شديدة جدا ..

    و عليه ،، فمبدأ السببية لا مجال لنفيه عن مكونات الكون .. فلماذا الملحد ينفيه عن الكون ككلّ ؟؟!!
    و قد يسأل الملحد قائلا: و لماذا أنتم يا مؤمنون تنفون مبدأ العليّة عن الخالق ؟؟ لماذا لا تقولون بأن وجود الله معلول و بالتالي فله سبب ؟؟
    و سيجد إجابتنا واضحة جليّة و هي : الخالق ليس معلولا و بالتالي ليس له علّة ، بينما الكون معلول و بالتالي فله علّة .. و الكون معلول لأن جميع مكوناته الداخلية معلولة بقوانين اكتشفنا بعضها و نحاول اكتشاف البعض الآخر

    [] ... أبو عمر النفيس ... []
    التعديل الأخير تم 06-06-2015 الساعة 01:59 PM

  10. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة muslim.pure مشاهدة المشاركة
    الملحد يظن أن النفي ليس حكم! فينكر الخالق بلا دليل,, وإذا قلت له دليلك ؟ قال لم أثبت حتى تطالبني بدليل! يبدو أنه لم يسمع بالمحاكم؟!
    أبو مريم

    هم يحتجّون بالقاعدة التي في المحكمة و التي تقول : البيّنة على من ادّعى و اليمين على من أنكر .... !
    فيقول الملحد : أنا لست مدّعي ، بل أنا مجرّد منكر .. و أنا مستعد أن أحلف اليمين على عدم وجود خالق !!!!

    و هذا استخدام مغلوط للقاعدة المعمول بها في المحكمة ،، فالمحكمة حينما وضعت هذه القاعدة و ضعت قبلها قاعدة تأصّلها ..

    القاعدة الأولى : [[ المتّهم بريئ حتى تثبت إدانته ]]
    القاعدة الثانية : [[ البيّنة على من ادّعى و اليمين على من أنكر ]]

    و بجمع القاعدتين معًا سنجد الآتي : كلّ متّهم بريئ حتى تثبت إدانته ، و بالتالي من يدّعي أنّ المتّهم ليس بريئا فيجب أن يأتي بالبيّنة على ذلك . أما من ينكر الاتهام فليس له إلا اليمين.

    و بإسقاط قاعدتي المحكمة ، نجد أن الملحد يتّهم الله سبحانه و تعالى بعدم الوجود ،، و هذا اتهام خطير لا بدّ من دليلٍ عليه ،،،

    و بتطبيق قاعدتي المحكمة معاً سنجد الآتي : الخالق متّهم عند الملحد بأنّه غير موجود ، فهو سبحانه و تعالى بريء من هذه التهمة حتى تثبت إدانته ، و بالتالي فالملحد يجب أن يأتي بالبيّنة على اتهامه لله ... و إلا كان المتهم بريئا من تهمته .. و المؤمن ينفي التهمة الموجّهة إلى الخالق ، و بالتالي فكلّ ما على المؤمن هو اليمين .. ونحن نقسم بالله أنّ الله موجود و أنه بريء من كلّ التهم الموجهّة إليه من قبل الملحدين و على رأس هذه التّهم ، تهمة عدم الوجود ، و تهمة الظلم و غيرها من التهم .

    و بهذا قلبنا قاعدة المحكمة على رؤوس الملحدين ،،، فأصبحوا عرايا فكريا لا يملكون ما يستخدمون للاحتجاج علينا ...



    [] ... أبو عمر النفيس ... []

  11. #11

    افتراضي

    بارك الله فيك ! بعد الاستقراء يتبين أن أغلبهم مشاغبون كما تفضلت ولا يهمهم إلا سب الذات الالهية والسخرية من الأديان
    الباحثون عن الحق منهم موجودون لكن قليلون...
    {وَعِندَهُ مَفَاتِحُ الْغَيْبِ لاَ يَعْلَمُهَا إِلاَّ هُوَ
    وَيَعْلَمُ مَا فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ
    وَمَا تَسْقُطُ مِن وَرَقَةٍ إِلاَّ يَعْلَمُهَا
    وَلاَ حَبَّةٍ فِي ظُلُمَاتِ الأَرْضِ وَلاَ رَطْبٍ وَلاَ يَابِسٍ إِلاَّ فِي كِتَابٍ مُّبِينٍ }الأنعام59

  12. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة YaCiine مشاهدة المشاركة
    بارك الله فيك ! بعد الاستقراء يتبين أن أغلبهم مشاغبون كما تفضلت ولا يهمهم إلا سب الذات الالهية والسخرية من الأديان
    الباحثون عن الحق منهم موجودون لكن قليلون...
    معظم الملحدين لا يريدون أن يكون للكون خالق !
    ظنا منهم أنّ عدم وجود خالق مبرّر جيّد لانتشار الشرور و الفساد بين البشر !
    عدم وجود خالق مبرّر للحرية الغير منضبطة بأي ضابط أخلاقي سوى القانون !
    عدم وجود خالق مبرّر للكسل الفكري في البحث عن سبب وجود العالم و كيفية نشوء القوانين فيه !
    فكثير من الملحدين ينطلقون من رغبتهم في عدم وجود خالق ، و لا ينطلقون من بحثهم عن حقيقة وجود خالق من عدمه ...

  13. افتراضي كيف تبدأ الحوار في الأديان .. ؟!

    من أهمّ المشكلات التي تواجه المؤمن عندما يحاور الملحد ، هي مشكلة الانتقال من الحوار حول وجود الخالق إلى الحوار حول الإسلام باعتباره الدين الصحيح .
    فكثير من الملحدين أثناء حوارهم يقولون لك : سأفترض معك جدلا أنّ لهذا الكون خالق ، فما الدليل أنّ هذا الخالق هو إله الإسلام و ليس إله المسيحيّة و ليس إله البوذيّة ؟؟!!
    هنا يريد الملحد أن ينقل المسلم من استخدام الأدلة العقلية و العلميّة التي تثبت وجود الخالق ، فيجعله يستخدم الأدلة النقلية المتمثّلة في آيات القرآن و أحاديث الرسول ..
    و لا شكّ أنّ الدخول في هذا المضمار ، يستطيع الملحد الدخول فيه بقوّة عن طريق الاستشهاد بروايات كثيرة ضدّ المسلم ، أو تفسير آيات قرآنية كثيرة ضدّه.
    فالسؤال الذي يطرح نفسه هنا هو : كيف تبدأ الحوار في الأديان ؟؟!!
    أولا : لا تقبل الدخول في الحوار في الأديان ، إلاّ بعد أن يقتنع الملحد بوجود الله . فلا يصحّ أن يفترض وجوده ثمّ يتخلّى عن ذلك الافتراض . و إن قبلت الدخول في الدين باعتبار وجود الله أمر مفترض ، فلابدّ من إلزام الملحد بالالتزام بالافتراض على مدى مدّة الحوار في الدّين.

    ثانيا : ابدأ بتأصيل الدين من خلال إثبات ضرورة وجود دين صحيح ، و ضرورة اتصال الخالق مع البشر لإخبارهم بالغاية التي خلقهم من أجلها . ثم بعد ذلك إثبات أنّ هناك رسل كثيرون أرسلهم الله في الماضي . و اعلم أخي المسلم أنّ إثبات وجود رسل قبل محمّد أهمّ من إثبات أنّ محمّد رسول الله . أمّا إذا أردت أن تجعل من اعتقادك بأنّ محمدا رسول الله دليلا على وجود رسل قبله ، فستكون المهمّة أصعب.

    ثالثا : إذا سلّم معك المخالف بأنّ هناك رسل في الماضي ، سيبدأ يطالبك بإثبات أنّ محمدا أحد هؤلاء الرسل أو آخرهم . هنا تبدأ بالمرحلة الأولى و هي مرحلة " الإثبات " ، حيث ستوضّح أهمّ دليلين لإثبات نبوّة محمد و هما : القرآن و النبوّات .
    فإمّا تثبت أنّه ثبت عن الرسول أحاديث يتنبّأ فيها عن المستقبل ، فحدثت الأحداث كما تنبّا ، و بهذا يكون مصدر معرفته بالمستقبل خارجي، و لا يكون إلاّ من علّام الغيوب .
    و إمّا تثبت أنّ القرآن الكريم الذي جاء به الرسول معجز من نواحي كثيرة ، و لا يستطيع البشر أن يأتوا بمثله . و بهذا يكون مصدر القرآن خارجي ، و لا يكون إلّا من القادر على كلّ شيء .

    رابعا : إذا لم يقتنع المخالف بالأدلّة على كون محمد رسول الله ، تنتقل معه إلى مرحلة أخرى من الإثبات ، و هي مرحلة " المقارنة " . حيث تُطالبه بافتراض الدين الذي يمكن أن يكون هو أصحّ من الإسلام . فتقارن بين القرآن و بين الكتاب المقدّس لذلك الدين في حال وجوده . أو تقارن بين عقائد الإسلام و تشريعاته و أخباره ، بعقائد الدين المنافس و تشريعاته و أخباره . و يسهل جدا إثبات أنّ الإسلام هو أفضل الأديان الموجودة في هذا الزمان .
    و استنادا إلى فرضيّة ضرورة وجود دين صحيح التي تمّ الاتفاق عليها في البند " ثانيا " ، يكون الإسلام هو الدين الصحيح ، حتى يظهر دين آخر أفضل منه .
    فإن قال المخالف أنّه ليس بالضرورة وجود دين صحيح ، يكون قد خالف ما تمّ الاتفاق عليه سابقا . و بهذا نلزمه بما ألزم به نفسه و هو افتراض وجود خالق ، و هذا الافتراض يلزم منه أنّ الخالق له غاية من خلقه لنا أو أنّ عبثي . و بالتالي الملحد مطالب بإثبات الدليل أنّه عبثي .. و لن يستطيع إثبات ذلك !

    خامسا : إذا سلّم المخالف بأنّ الإسلام هو أصح الأديان الموجودة و أفضلها ، و قال لك بأنّ كون الإسلام هو أفضل الموجود ، لا يعني بالضروروة أنّه من واجب الوجود !
    حينها ستنتقل معه إلى المرحلة الثالثة و هي مرحلة " انتفاء المانع " . حيث ستقول بأنّه لو كان الإسلام ليس دين الله ، فلا يوجد مانع يمنعنا من الاعتقاد بذلك !
    فلم يتدخّل الله فينفي عن نفسه أن يكون هذا الدين دينه ، كما أنّ الاعتقاد بهذا الدين لا يضرّ صاحبه و لا يضرّ الآخرين ، إلا إذا فهمه فهما مضرّا بنفسه و مضرّا بالآخرين .
    فما دام لايوجد مانع عقلي أو واقعي من هذا الاعتقاد ، جاز لنا الاعتقاد بأنّ الإسلام دين الله باعتباره أفضل الخيارات المتاحة أمامنا ، إلى أن يظهر بديل آخر أو مانع يمنعنا من هذا الاعتقاد.

    و بهذا ستوصل الملحد أو اللاديني إلى برّ الإسلام بشكل مرتّب و ممنهج ، بعيدا عن العبثيّة في الحوار ، و الخلط بين المسائل ..
    و بهذا تكون قد أتممت الحجّة عليه ، و حينها لك أن تقول بأعلى صوتك : فمن شاء فليؤمن و من شاء فليكفر .

    )( ... أبو عمر النفيس ... )(

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء