صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 27

الموضوع: برهان التصميم (2).. الضبط الدقيق

  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي برهان التصميم (2).. الضبط الدقيق

    د.البشير عصام-إسلام ويب

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله.
    من أعظم الأدلة على وجود الله تعالى ما يسمى: برهان الضبط الدقيق ''Fine Tuning Argument ''، وصيغته التي سأذكر في هذا المقال حرّرها الفيلسوف المعاصر: روجر وايت ''Roger White '' في بعض كتاباته.
    وكما فعلنا في مقالنا السابق، فإننا هنا أيضا نبدأ بمثال توضيحي، ننتقل منه إلى تقرير البرهان.

    مثال تقريبي: رموز تعطيل القنبلة النووية!
    لنفرض أن قنبلة نووية هائلة تهدد حال انفجارها بتدمير الكرة الأرضية كلها، وأن الطريقة الوحيدة لتفادي الانفجار، هو أن تكون رموز حقيبة التفجير موافقة بالضبط لسلسلة مخصوصة من الأرقام، في الوقت الذي بُرمج فيه الانفجار، أي قبل ساعة من الآن مثلا. وأي تغيير يحصل في رمز واحد، يؤدي ولا بد إلى انفجار القنبلة وتدمير الأرض كلها!

    ولنفرض أن أزرار الحقيبة المحتوية على الرموز، مرتبطة بواسطة أسلاك إلى محاور دائرية تتأثر بقوة الريح وتوجُّهها، بحيث إن هبوب الريح في اتجاه معين بقوة معينة يجعل الزر على رقم مخصوص.

    ولنفرض أن القنبلة النووية لم تنفجر في ذلك الوقت المعين، بل إن الكرة الأرضية سالمة آمنة مطمئنة، مما يعني أن رموز حقيبة التفجير كانت قبل ساعة من الآن موافقة تماما لما ينبغي أن تكون عليه في حالة عدم الانفجار!

    ما الذي يخطر ببالنا حينئذ (غير السعادة العظيمة بعدم انفجار الكرة الأرضية، بالطبع)؟

    يمكن لبعضنا أن يقول: إن هذه محض صدفة، ونحن محظوظون، لأن الرموز وافقت السلسلة الصحيحة، في ذلك الوقت المحدد بالضبط.

    ولكن لا شك أن التفسير الأكثر موافقة للعقول السليمة، هو أن شخصا ما تدخّل في الأمر، فثبّت رموز الحقيبة في الوقت المحدد على الأرقام المطلوبة.

    ولا شك أننا لن نجد عاقلا يشكك في صحة التفسير الثاني، وهشاشة التفسير الأول!

    الثوابت الكونية Cosmological Constants
    بعد أن شرحنا هذا المثال التوضيحي، لننتقل الآن إلى محور آخر.

    يتداول الفيزيائيون في قوانين الفيزياء التي تحكم الكون، مجموعةً من الأعداد الثابتة، التي يسمونها: ''ثوابت كونية''، مثل: سرعة الضوء أو قوة الجاذبية أو ما أشبه ذلك.
    ويقرر الفيزيائيون أمرين اثنين:

    أولهما: أنه لا يوجد في قوانين الفيزياء ما يحتّم أن تكون هذه الثوابت بقيمها المعروفة. أي: لا يمكن التنبؤ بهذه القيم انطلاقا من قوانين الفيزياء.

    والثاني: أن كل واحدة من هذه الثوابت لو تغيرت قيمتها – ولو بمقدار صغير جدا – لتغير الكون، بحيث لم يعد صالحا لنشأة الحياة فيه!

    ولنأخذ مثالا يوضح الفكرة، وليكن هو: قوة الجاذبية.

    يقول أهل الفيزياء: لو أن الجاذبية كانت أضعف مما هي عليه، ولو بقدر ضئيل جدا، لتشتتت المادة بعد الانفجار الكبير (The Big Bang) في الكون كله، ولم تتجمع في مجرات ونجوم وكواكب ونحو ذلك، ولما كانت الحياة ممكنة!
    وبعكس ذلك، لو أن الجاذبية كانت أقوى مما هي عليه، ولو بمقدار قليل جدا، لما أمكن للمادة أن تتمدد بعد الانفجار الكبير، ولبقيت إذن في موضع محصور، بالغ الكثافة، ولما كانت الحياة ممكنة أيضا!
    فتبين لنا إذن، أن قوة الجاذبية – وهي واحدة من ثوابت فيزيائية متعددة - لو تغيرت بزيادة طفيفة، أو نقص قليل، لتغير الكون كله، ولما أمكن للحياة أن توجد!


    نخلص إذن إلى أن الثوابت كان بالإمكان أن تكون على غير ما هي عليه (لأن قوانين الفيزياء لا تحتم قيما مخصوصة لها)، ونخلص أيضا إلى أن هذه الثوابت لو كانت على غير ما هي عليه لما وجدت الحياة في الكون.

    ألا يشبه هذا رموز حقيبة التفجير التي يمكنها أن تكون على غير ما هي عليه بسبب الريح المتحكمة في الأزرار، ولكنها لو تغيرت عما هي عليه لانفجرت الكرة الأرضية؟!

    وبما أننا في صورة القنبلة النووية، حكمنا - انطلاقا من تحققنا من وجودنا الدالّ على عدم وقوع التفجير في الوقت المحدد له – بأن شخصا ما، مريدا لحماية الأرض من التدمير، هو الذي حدّد قيم الأزرار لتكون الرموز موافقة لسلسلة الأرقام المطلوبة، فإننا أيضا في الصورة الأخرى، نحكم – انطلاقا من تيقننا بوجود الحياة في الكون – بأن صانعا مُصمما، مريدا لوجود الحياة في الكون، هو الذي جعل للثوابت الفيزيائية قيمها المحددة، التي بدونها تنعدم الحياة.
    فثبت وجود الله سبحانه وتعالى، المبدع لهذا الكون. وهذا هو المطلوب من هذا البرهان.

    صياغة البرهان
    وكما فعلنا مع برهان التصميم في صيغته الأولى، فلنصغ البرهان الذي بين أيدينا في صورة مقدمات تتلوها نتيجة.

    المقدمة الأولى: قاعدة الاستدلال بأفضل تفسير، التي سبق شرحها في المقال السابق.

    المقدمة الثانية: كون العالم الذي نعيش فيه قابلا لنشوء الحياة، أمر يحتاج لتفسير.

    المقدمة الثالثة: أفضل تفسير لوجود الحياة في الكون، هو أن الخالق سبحانه أعطى للثوابت الفيزيائية قيمها الملائمة لذلك.

    النتيجة: وجود الخالق المبدع، الذي أتقن خلق الكون، بما فيه من الكائنات الحية.


    نقد ونقاش
    لا شك أن برهان الضبط الدقيق، من أقوى الأدلة على وجود الخالق سبحانه، خاصة إذا تعزز بما استقر في نفوس الناس من الفطرة السليمة، قبل تعرضها للتحريف والإفساد.

    ومع ذلك فإن دعاة الإلحاد، في سعيهم اليائس لمخالفة الفطرة، وإنكار الواضحات العقلية، تعرضوا لهذا البرهان ببعض التشكيك.

    فقالوا مثلا:

    ''لا نقرّ بالمقدمة الثانية، بل نقول: وجود الحياة في الكون لا يحتاج إلى تفسير. كما لو أن شخصا رمى قطعة نرد، فجاءت على رقم 9 مثلا، فإنه لا يحتاج إلى تفسير ذلك ولا يسأل عنه أصلا''.
    والجواب:

    أن من الظواهر ما يحتاج إلى تفسير ومنها ما لا يحتاج إليه.

    ففي حالة النرد، لا فرق بين رقم 9 وبين غيره من الأرقام، ولا تميز لهذا الرقم على غيره. فلو وقع السؤال: لِم رقم 9 خصوصا؟ لقلنا: ولِم لا يكون كذلك؟ فلو لم يكن رقم 9 لكان رقم 4 مثلا، ولوقع السؤال نفسه (1)!

    ولا شك أن هذا فرق جوهري بين صورة لعب النرد، وصورة نشوء الحياة في الكون!

    فالحياة تتسم بالجمال والتنسيق والترتيب، الذي يجعلها متميزة - بما لا وجه لإنكاره - عن عدم الحياة. ووجود هذه الحياة المتميزة بعد إعطاء قيم مخصوصة للثوابت الفيزيائية من ضمن ما لا يحصى من القيم الأخرى، أمر عجيب يحتاج إلى تفسير ولا بد!

    وأقرب ما يماثل هذه الحالة التي نَصفها الآن: المثال الآتي.

    لنفرض أن لديّ فوق الطاولة عددا كبيرا من البطاقات الصغيرة التي فيها حروف اللغة العربية مثلا. ولنفرض أنني غبت برهة يسيرة من الزمان، ثم رجعت فوجدت بعض هذه البطاقات مرتبا على الطاولة بحيث يقرأ منها القارئ الجملة الآتية: ''الإلحاد مخالَفةٌ للفطرة، ونقص في العقل''.

    ما الذي يخطر ببالي حينئذ؟

    لا شك أنني سأعتقد جازما أن شخصا ما (والظاهر أنه مؤمن عاقل!)، دخل الغرفة قبلي ورتّب الحروف على وفق تلك الجملة الطيبة. ويستحيل أن أعتقد أن النسائم المتسربة من النافذة هي التي حرّكت البطاقات، فوقع لها ذلك الترتيب العجيب بالصدفة!

    وبعبارة أخرى: إن ما في وضع الجملة من التنسيق والترتيب والتميز عن الأوضاع العشوائية الأخرى، يجعل الأمر محتاجا إلى تفسير. والتفسير الذي يفرض نفسه هو تدخل شخص ما في ترتيب البطاقات.

    والملاحدة في هذا الموضع من مناقشة الدليل، يفرّون إلى أحد مخرجين:

    المخرج الأول: فرضية ''الأكوان المتعددة''.

    أي: إذا كان الكون الذي نحن فيه قد وقع ضبطه على القيم التي تنشأ بها الحياة، فإننا نفترض وجود أكوان أخرى كثيرة جدا، بعدد الاحتمالات التي يمكن نظريا أن تكون عليها الثوابت الفيزيائية! فهنالك كون آخر، قوة الجاذبية فيه أقل من قوة الجاذبية في كوننا بنسبة 1% مثلا، وكون آخر تكون فيه أقل بنسبة 2% مثلا، وثالث تكون فيه أكثر بنسبة 1%، وهلم جرا!

    فهنالك أكوان متعددة، بقدر ما لدينا من الاحتمالات في قيم الثوابت الفيزيائية؛ وهنالك كون واحد فيه الضبط الصحيح الموافق لنشأة الحياة!!

    وهذا الافتراض في مثل هذا المقام العلمي، أقرب إلى التفسير الدوغمائي، والفكر الغيبي (الذي ينكرونه على أهل الأديان) منه إلى المنهج العلمي العقلاني (الذي يتشدقون به).

    وهذا شبيه بقول القائل، في صورة بطاقات الحروف السابق بيانها:

    إنني أفترض أن هنالك طاولات أخرى كثيرة، وقع في كل واحدة منها - تحت تأثير الريح - ترتيبٌ معين للحروف، لا ينتج جملة مفيدة. وأن الطاولة الوحيدة التي تكونت فيها جملة ذات معنى، هي التي في بيتي، وأمام عيني!
    أيعدّ عاقلا، مَن يزعم مثل هذا؟!


    المخرج الثاني: التزام وقوع الأمر بمحض الصدفة، وهو ما يسمونه برهان القِرَدة.


    وملخص البرهان – المنسوب إلى توماس هكسلي Thomas Huxley – أن مجموعة من القردة لو تُركت تضرب على مجموعة من الآلات الكاتبة لمدة زمنية كافية، فإنها ستستطيع دون ريب أن تكتب قصيدة من قصائد شكسبير، أو ربما إحدى مسرحياته!

    والحق أن هذا البرهان ضعيف جدا. فقد أثبت بعض الرياضيين (2) أن عمر الكون كله لن يكفي لكتابة مسرحية واحدة لشكسبير لو ضرب القرد على آلة كاتبة بمعدل مرة كل نانو ثانية (أي: كل جزء من مليار جزء من الثانية)!

    وبعبارة أخرى: فإن الحقائق الإحصائية صريحة في أن المادة مهما بلغت من حجم، ومهما أعطيت من زمن، فإنها لا تقدر على إنشاء الحياة بالصدفة.

    فمراهنة أهل الإلحاد على الصدفة وعامل الزمن، مخالفة للمنهج العلمي السليم، وهروب – لأسباب نفسية غير علمية - مما تقتضيه أدلة الفطرة والتصميم من ضرورة اعتقاد وجود الله سبحانه وتعالى.

    وسيكون لنا في المقال المقبل – إن شاء الله – وقفة مع برهان آخر، يدل على وجود الله سبحانه وتعالى.

    هوامش المقال:
    1- هذا بحسب بظاهر الحال، وإلا فإننا نعلم أن خروج رقم معين يخضع لاعتبارات فيزيائية دقيقة يصحب حصرها (القوة الدافعة، درجة مقاومة الريح، نوع الاحتكاك على البساط، ..). ونعلم نحن الموحدين أن هذا كله – وإن بدا لنا اتفاقيا – هو بمحض تقدير الله عز وجل.
    2- يراجع كتاب ''خرافة الإلحاد''، عمرو شريف: ص 341.
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jan 2011
    الدولة
    UAE
    المشاركات
    1,200
    المذهب أو العقيدة
    مسلم

    افتراضي

    والمفر الثالث الذي يلجأ له ملاحدة اليوم
    ( العلماء في المستقبل سيكتشفوا اجابة تفسير الضبط الدقيق للكون ) ويستمر هذا الامل المثير للشفقة داخل الملحد الي ان يموت ويتعفن كما حصل ليهتشن

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jan 2008
    المشاركات
    3,524
    المذهب أو العقيدة
    مسلم
    مقالات المدونة
    3

    افتراضي

    بارك الله فيك
    لا يحزنك تهافت الجماهير على الباطل كتهافت الفراش على النار ، فالطبيب الحق هو الذي يؤدي واجبه مهما كثر المرضى ، ولو هديت واحداً فحسب فقد أنقصت عدد الهالكين


    العجب منّا معاشر البشر.نفقد حكمته سبحانه فيما ساءنا وضرنا، وقد آمنا بحكمته فيما نفعنا وسرّنا، أفلا قسنا ما غاب عنا على ما حضر؟ وما جهلنا على ما علمنا؟ أم أن الإنسان كان ظلوماً جهولاً؟!


    جولة سياحية في جزيرة اللادينيين!!


    الرواية الرائعة التي ظلّت مفقودة زمنا طويلا : ((جبل التوبة))

  5. #5

    افتراضي

    ( العلماء في المستقبل سيكتشفوا اجابة تفسير الضبط الدقيق للكون ) ويستمر هذا الامل المثير للشفقة داخل الملحد الي ان يموت ويتعفن كما حصل ليهتشن
    من قال لك هذا؟

    بهتان التوليف الدقيق صار منخورا متآكلا أكل الدهر عليه، و كان لنا صولات في الردّ على هذا '' البرهان '' و لا أتذكّر أنّ أحد الملحدين قال بأنّ العلم لم يستطع تفسيره بعد! و أسجّل هذه النقاط أوّليّا:

    الأرقام التي تحاولون إيهامنا بأنّها مضبوطة هي ليست كذلك، و هي تقبل الكثير من الزيادة و النقصان بدون أنْ يؤثّر ذلك على إمكانيّة نشوء عناصر ثقيلة مثل الكربون و الأكسجين و بالتالي إمكانيّة نشأة الحياة، و قد أتى العلماء بنماذج كثيرة بتحوّرات كثيرة في تلك ''الثوابت '' كلّها أفضت إلى كون يسمح بنشأة الحياة ( من بين العلماء الذين قاموا بصناعة هذه النماذج الرياضيّة: فيكتور ستينجر، أنتوني أغيري، كرايغ هوغمان...).

  6. #6

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الشمس مشاهدة المشاركة
    من قال لك هذا؟

    بهتان التوليف الدقيق صار منخورا متآكلا أكل الدهر عليه، و كان لنا صولات في الردّ على هذا '' البرهان '' و لا أتذكّر أنّ أحد الملحدين قال بأنّ العلم لم يستطع تفسيره بعد! و أسجّل هذه النقاط أوّليّا:

    الأرقام التي تحاولون إيهامنا بأنّها مضبوطة هي ليست كذلك، و هي تقبل الكثير من الزيادة و النقصان بدون أنْ يؤثّر ذلك على إمكانيّة نشوء عناصر ثقيلة مثل الكربون و الأكسجين و بالتالي إمكانيّة نشأة الحياة، و قد أتى العلماء بنماذج كثيرة بتحوّرات كثيرة في تلك ''الثوابت '' كلّها أفضت إلى كون يسمح بنشأة الحياة ( من بين العلماء الذين قاموا بصناعة هذه النماذج الرياضيّة: فيكتور ستينجر، أنتوني أغيري، كرايغ هوغمان...).
    لا يلزم أن يكون عالما من يقول بإمكانية ايجاد تفسير للضبط الدقيق للكون في المستقبل. هذه الحجة غالبا ما نسمعها من بعض الملاحدة.
    على أية حال؛ روبن كولنز أيضا قام بالرد على دعاوى الخصوم في نقض الضبط الدقيق للكون.
    http://home.messiah.edu/~rcollins/Fine-tuning/ft.htm
    وبشكل عام؛ وجود احتمالات مختلفة ممكنة للحياة للثوابت الرياضية لا يلغي فكرة الضبط الدقيق لأن هذه الاحتمالات لا تزال في نطاق ضيق مقارنة بالاحتمالات الممكنة والشاسعة لعدم وجود كون صالح للحياة.
    "إن من الخطأ البيِّن .. أن تظن أنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت ، ولا يحبه إلا أنت ، ولا يدافع عنه إلا أنت ، ولا يتبناه إلا أنت ، ولا يخلص له إلا أنت، ومن الجميل ، وغاية النبل ، والصدق الصادق مع النفس ، وقوة الإرادة ، وعمق الإخلاص ؛ أن تُوقِفَ الحوار إذا وجدْت نفسك قد تغير مسارها ودخلتْ في مسارب اللجج والخصام ، ومدخولات النوايا" من كتاب (أصول الحوار وآدابه في الإسلام)
    أدلة التصميم الذكي - فلسفة العلوم ونظرية المعرفة واثبات النبوة

  7. #7

    افتراضي

    و لكنّني ذكرت لك أسماءهم فلماذا لا تبحث عن تخصّصاتهم و شهاداتهم لتعلم ما إذا كانوا علماء أم لا، إلّا إذا كنت أنت الذي سيحدّد ما إذا كانوا علماء أم لا حينها يكون لنا نقاش آخر. فيكتور ستينجر عالم فيزياء جسيمات معروف طبعا، و كرايغ هوغان بدوره عالم فيزياء و فلك في جامعة شيكاغو. أمّا بخصوص كولينز، فالذي أعرفه أنّه ليس متخصّصا في الفيزياء، بل هو أستاذ فلسلفة، فكيف تعطيه الحقّ في أن يفتي في الفيزياء؟ و على كلّ حال، انقل لي كلامه و ردّه على فيكتور ستينجر و هوغان إن كان هناك ردّ لنتناقش حوله ها هنا!




    وبشكل عام؛ وجود احتمالات مختلفة ممكنة للحياة للثوابت الرياضية لا يلغي فكرة الضبط الدقيق لأن هذه الاحتمالات لا تزال في نطاق ضيق مقارنة بالاحتمالات الممكنة والشاسعة لعدم وجود كون صالح للحياة.
    هذه الاحتمالات ليست ضيّقة، بل تسمح بهامش واسع من التغيّرات دون أن يؤثّر ذلك على إمكانيّة نشأة الحياة. و سآتي بالأرقام طبعا!

  8. #8

    افتراضي

    لكنّني ذكرت لك أسماءهم فلماذا لا تبحث عن تخصّصاتهم و شهاداتهم لتعلم ما إذا كانوا علماء أم لا، إلّا إذا كنت أنت الذي سيحدّد ما إذا كانوا علماء أم لا حينها يكون لنا نقاش آخر
    لم تفهمني. ما قلته أن حجة "العلم سيكتشفه في المستقبل" موجودة عند الملاحدة وليس العلماء فقط من قد يقولون بذلك.

    فكتور ستينجر عالم فيزياء جسيمات معروف طبعا، و كرايغ هوغان بدوره عالم فيزياء و فلك في جامعة شيكاغو. أمّا بخصوص كولينز، فالذي أعرفه أنّه ليس متخصّصا في الفيزياء، بل هو أستاذ فلسلفة، فكيف تعطيه الحقّ في أن يفتي في الفيزياء؟ و على كلّ حال، انقل لي كلامه و ردّه على فيكتور ستينجر و هوغان إن كان هناك ردّ لنتناقش حوله ها هنا!
    هناك أيضا علماء كثر أصحاب تخصصات فيزيائية قالوا أن هناك ضبط دقيق للكون. ان شاء الله في الغد قد أذكر بعض الأسماء لو أردت ذلك وسأذكر لك بعض الردود على فيكتور ستينجر وغيره اذا تفرغت لذلك. وروبن كولنز لديه أبحاث ودراسات في الفيزياء، فهو مطلع ولديه المام جيد فيها؛ ولكون تخصصه في الفلسفة جعلت حججه أقوى في دفع الاعتراضات على حجة الضبط الدقيق للكون. على أية حال؛ لدي مشاركة سابقة فيها الرد على بعض الاعتراضات الشائعة على الضبط الدقيق : http://www.eltwhed.com/vb/showthread...09#post2780609
    "إن من الخطأ البيِّن .. أن تظن أنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت ، ولا يحبه إلا أنت ، ولا يدافع عنه إلا أنت ، ولا يتبناه إلا أنت ، ولا يخلص له إلا أنت، ومن الجميل ، وغاية النبل ، والصدق الصادق مع النفس ، وقوة الإرادة ، وعمق الإخلاص ؛ أن تُوقِفَ الحوار إذا وجدْت نفسك قد تغير مسارها ودخلتْ في مسارب اللجج والخصام ، ومدخولات النوايا" من كتاب (أصول الحوار وآدابه في الإسلام)
    أدلة التصميم الذكي - فلسفة العلوم ونظرية المعرفة واثبات النبوة

  9. #9

    افتراضي

    الزميل المحترم، كولينز درس فلسفة و هو لا يحقّ له الحديث في الفيزياء، و إلّا فيجب عليك أن تأخذ برأيي أنا أيضا، فقد درست الفلسفة و لكنّني مطّلع على الفيزياء كثيرا، فهل تسمح لي بالافتاء؟ طبعا لا!
    المهمّ، أنتظر ردودك حول كلامي، مع اعتذاري عن قراءتي لرابطك فأنا مشغول بعض الشيء، مشكورا.

  10. #10

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الشمس مشاهدة المشاركة
    الزميل المحترم، كولينز درس فلسفة و هو لا يحقّ له الحديث في الفيزياء، و إلّا فيجب عليك أن تأخذ برأيي أنا أيضا، فقد درست الفلسفة و لكنّني مطّلع على الفيزياء كثيرا، فهل تسمح لي بالافتاء؟ طبعا لا!
    المهمّ، أنتظر ردودك حول كلامي، مع اعتذاري عن قراءتي لرابطك فأنا مشغول بعض الشيء، مشكورا.
    هل لديك أبحاث في الفيزياء؟ نحن بالفعل ليسنا متخصصين بالفيزياء فهل هذا يمنع بالكلية من المناظرة في بعض المواضيع التي لها علاقة بها؟ ما رأيك أن نغلق المنتدى أيضا لأن الكثير منا يتكلم في غير تخصصه؟! هذا المنتدى هدفه مناظرات وليس مجرد سرد لأقوال أصحاب التخصصات في قضايا خلافية!! نعم قد نستفيد من أهل الإختصاص ونرجع لهم ولكن هذا ليس معناه أن كلامهم غير قابل للأخذ والرد. وكما بينت لك سابقا؛ روبن كولنز لديه أبحاث في الفيزياء وهو مخول بالفعل للحديث عنها. وزد على ذلك أنه لا يأتي بشيء من جيبه؛ فأبحاثه موثوقة بدراسات علمية ويمكنك الإطلاع على مصادره عند وجود أدنى شك.
    "إن من الخطأ البيِّن .. أن تظن أنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت ، ولا يحبه إلا أنت ، ولا يدافع عنه إلا أنت ، ولا يتبناه إلا أنت ، ولا يخلص له إلا أنت، ومن الجميل ، وغاية النبل ، والصدق الصادق مع النفس ، وقوة الإرادة ، وعمق الإخلاص ؛ أن تُوقِفَ الحوار إذا وجدْت نفسك قد تغير مسارها ودخلتْ في مسارب اللجج والخصام ، ومدخولات النوايا" من كتاب (أصول الحوار وآدابه في الإسلام)
    أدلة التصميم الذكي - فلسفة العلوم ونظرية المعرفة واثبات النبوة

  11. افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الشمس مشاهدة المشاركة
    الزميل المحترم، كولينز درس فلسفة و هو لا يحقّ له الحديث في الفيزياء، و إلّا فيجب عليك أن تأخذ برأيي أنا أيضا، فقد درست الفلسفة و لكنّني مطّلع على الفيزياء كثيرا، فهل تسمح لي بالافتاء؟ طبعا لا!
    المهمّ، أنتظر ردودك حول كلامي، مع اعتذاري عن قراءتي لرابطك فأنا مشغول بعض الشيء، مشكورا.
    ماذا تريد أن تقول بالضبط ؟؟
    هل تريد أن تقول بأنّه لا يوجد تصميم أم أنّك تقرّ بوجود تصميم و لكنّك ترى أنّه يمكن تفسيره تفسيرا ماديا ؟؟!!!
    ما هو موقفك بالضبط ؟!!!

  12. #12

    افتراضي

    هل لديك أبحاث في الفيزياء؟
    نعم، رسالة الماستر حول انتقال الفيزياء من الحتميّة إلى الفوضى، بمعنى لها علاقة بفلسفة العلوم و نظريّة المعرفة. و لكن إذا كنت تقول بأنّ لديه أبحاثا في علم الفيزياء، فيجب علينا نعرف نتأكّد أوّلا من نوعيّة هذه الأبحاث، هل هي منشورة في دوريّات علميّة محترمة، تتمّ مراجعتها و التعليق عليها من قبل متخصّصين، أم إنّها تنشر في مجلّات مجّانيّة أو مدفوعة الاشتراك، من أجل التمييز بين شخص يحقّ له الكلام و بين منا لا يحقّ له ذلك. و على كلّ حال، أنا أنتظر ردّك حول كلامي، أو أن تنقل لي ردّه حول اعتراضنا على التوليف الدقيق من أجل إكمال النقاش.

  13. #13

    افتراضي

    هل تريد أن تقول بأنّه لا يوجد تصميم أم أنّك تقرّ بوجود تصميم و لكنّك ترى أنّه يمكن تفسيره تفسيرا ماديا ؟؟!!!
    لا، لا يوجد تصميم ذكيّ أصلا، هذه هي فكرتي: الكوّن ليس مولّفا توليفا دقيقا، لأنّ العلماء قد قاموا بصناعة نماذج رياضيّة تسمح بوجود أكوان أخرى تمتلك ''ثوابت '' تختلف كثيرا عن ''ثوابت '' كوننا و مع ذلك ستكون هذه الأكوان داعمة للحياة، لذلك إذا كان كثير من الأكوان الممكنة داعمة للحياة، فبأيّ حقّ يكون كوننا مميّزا إذا كان واحدا من كثير من الأكوان الممكنة؟ هذه هي الفكرة مبسّطة.

  14. #14

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة عاشق الشمس مشاهدة المشاركة
    نعم، رسالة الماستر حول انتقال الفيزياء من الحتميّة إلى الفوضى، بمعنى لها علاقة بفلسفة العلوم و نظريّة المعرفة. و لكن إذا كنت تقول بأنّ لديه أبحاثا في علم الفيزياء، فيجب علينا نعرف نتأكّد أوّلا من نوعيّة هذه الأبحاث، هل هي منشورة في دوريّات علميّة محترمة، تتمّ مراجعتها و التعليق عليها من قبل متخصّصين، أم إنّها تنشر في مجلّات مجّانيّة أو مدفوعة الاشتراك، من أجل التمييز بين شخص يحقّ له الكلام و بين منا لا يحقّ له ذلك. و على كلّ حال، أنا أنتظر ردّك حول كلامي، أو أن تنقل لي ردّه حول اعتراضنا على التوليف الدقيق من أجل إكمال النقاش.
    لديك معيار غريب صراحة في تقبل الحق من الشخص وهي أن تكون أبحاثه منشورة في مجلات علمية موثوقة. أنت تتدعي أن لديك بحث في الفيزياء والحتمية. وهذا قد يخولك للحديث أكثر في هذا المجال. لكن هل هذا معناه أن ألتزم الصمت وأسمع لك حتى تفرض لي رأيك؟ هل يجب علي أن أصدق كل ما يقوله فيكتور ستيجنر لأنه أعلم مني؟ بالطبع لا. الشيء الذي يجمعنا هي عملية الاستدلال بشكل منطقي سليم اعتمادا على مصادر وأساسيات يتفق عليها الناس. فمهما كتبت موضوعا أو نقلت لك بحثا فهو قابل للرد لأننا في الواقع في محل مناظرة! وقد كتبت موضوع مسبقا عن مشاكل الاعتماد على الاوراق العلمية المراجعة كمصدر معرفة وحيد:
    http://www.eltwhed.com/vb/showthread...th-Peer-Review
    على أية حال؛ حتى نغلق هذا الموضوع؛ فروبن كولينز لديه دكتوراة في الفيزياء. تجد سيرته الذاتية من هنا:
    http://home.messiah.edu/~rcollins/home.html
    وهذا ليس معناه أنه يجب أن تؤمن بكل ما يقول. من خلال المناظرة يمكن التمييز بن الحق والباطل ولو تأملت قليلا؛ ستجد أن المناظرة أشبه بالمراجعة العلمية لأنك في الحالتين تقيم مدى صحة الخبر اعتمادا على أسس متفق عليها.
    "إن من الخطأ البيِّن .. أن تظن أنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت ، ولا يحبه إلا أنت ، ولا يدافع عنه إلا أنت ، ولا يتبناه إلا أنت ، ولا يخلص له إلا أنت، ومن الجميل ، وغاية النبل ، والصدق الصادق مع النفس ، وقوة الإرادة ، وعمق الإخلاص ؛ أن تُوقِفَ الحوار إذا وجدْت نفسك قد تغير مسارها ودخلتْ في مسارب اللجج والخصام ، ومدخولات النوايا" من كتاب (أصول الحوار وآدابه في الإسلام)
    أدلة التصميم الذكي - فلسفة العلوم ونظرية المعرفة واثبات النبوة

  15. #15

    افتراضي

    http://home.messiah.edu/~rcollins/Fi...ing%20book.doc
    من هذا البحث لخصت مشاركتي التي كتبتها عن الاعتراضات الشائعة عن الضبط الدقيق وفيها ردود على اعتراضات ستينجر. يمكنك أن ترجع للبحث نفسه أو لمشاركتي السابقة نفسها: http://www.eltwhed.com/vb/showthread...09#post2780609
    "إن من الخطأ البيِّن .. أن تظن أنّ الحق لا يغار عليه إلا أنت ، ولا يحبه إلا أنت ، ولا يدافع عنه إلا أنت ، ولا يتبناه إلا أنت ، ولا يخلص له إلا أنت، ومن الجميل ، وغاية النبل ، والصدق الصادق مع النفس ، وقوة الإرادة ، وعمق الإخلاص ؛ أن تُوقِفَ الحوار إذا وجدْت نفسك قد تغير مسارها ودخلتْ في مسارب اللجج والخصام ، ومدخولات النوايا" من كتاب (أصول الحوار وآدابه في الإسلام)
    أدلة التصميم الذكي - فلسفة العلوم ونظرية المعرفة واثبات النبوة

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء