أولا و رابعا قد رددنا عليه أخي و لم تعتبر الرد و هذا شأنك !! و لا بأس أن أعيد عليك الرد و أزيدك تفصيلا :
كلام النبى واضح"لا يبقى ممن هو على ظهر الأرض اليوم"فلا مجال للتأويل،
أما مسألة خلود الدجال فلا تنطرح و هي كما قلنا لا تدخل في عموم الحديث و لو جاز ذلك لما عاش إبليس أيضا و هو كما نعلم موجود على الأرض كما الدجال، ثبت في صحيح مسلم من حديث جابر قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: إن إبليس يضع عرشه على الماء ثم يبعث سراياه، فأدناهم منه منزلة أعظمهم فتنة.
و في حديث ابن صياد ما يؤيد ذلك : ففي صحيح مسلم عَنْ أَبِي سَعِيدٍ، قَالَ: لَقِيَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَأَبُو بَكْرٍ وَعُمَرُ فِي بَعْضِ طُرُقِ الْمَدِينَةِ، فَقَالَ لَهُ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟» فَقَالَ هُوَ: أَتَشْهَدُ أَنِّي رَسُولُ اللهِ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «آمَنْتُ بِاللهِ، وَمَلَائِكَتِهِ، وَكُتُبِهِ، مَا تَرَى؟» قَالَ: أَرَى عَرْشًا عَلَى الْمَاءِ، فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «تَرَى عَرْشَ إِبْلِيسَ عَلَى الْبَحْرِ، وَمَا تَرَى؟» قَالَ: أَرَى صَادِقَيْنِ وَكَاذِبًا - أَوْ كَاذِبَيْنِ وَصَادِقًا - فَقَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «لُبِسَ عَلَيْهِ، دَعُوهُ»،
و يؤيده حديث طلوع الشمس بين قرني الشيطان الذي رواه الشيخان، واللفظ لمسلم أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم- قال: وَقْتُ الظُّهْرِ إِذَا زَالَتِ الشَّمْسُ, وَكَانَ ظِلُّ الرَّجُلِ كَطُولِهِ، مَا لَمْ يَحْضُرِ الْعَصْرُ، وَوَقْتُ الْعَصْرِ مَا لَمْ تَصْفَرَّ الشَّمْسُ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْمَغْرِبِ مَا لَمْ يَغِبِ الشَّفَق، وَوَقْتُ صَلَاةِ الْعِشَاءِ إِلَى نِصْفِ اللَّيْلِ الْأَوْسَطِ، وَوَقْتُ صَلَاةِ الصُّبْحِ مِنْ طُلُوعِ الْفَجْرِ مَا لَمْ تَطْلُعِ الشَّمْسُ، فَإِذَا طَلَعَتِ الشَّمْسُ فَأَمْسِكْ عَنِ الصَّلَاةِ، فَإِنَّهَا تَطْلُعْ بَيْنَ قَرْنَيْ شَيْطَانٍ.
و في الحديث : لا يمكث على ظهر الأرض بعد مائة عام من نهاية عصر النبوة مخلوق. و إبليس مخلوق !
فإذا استثني إبليس لماذا لا يستثنى الدجال أيضا خاصة انه ليس من الجيل الذين قصدهم الحديث ؟!!
أقول لماذا قبلت بخلود إبليس و لم تقبل بخلود الدجال و كلاهما على الأرض ؟ و لنفرض أنك لم تقبل بقرينة إبليس و اعتبرت ذلك تأويلا مع أنك لم تذكر السبب و لنقل لأنه من الجن و النبي صلى الله عليه و سلم يتكلم عن الإنس .. ماذا عن قول الله تعالى في إبليس : { قال َ ربّ أنظِرنِي إلى يومِ يُبْعثونَ * قالَ إنّك مِنَ المنظَرينَ } فقد قال بعض أهل العلم: لم يرد نص صحيح يحددهم.
و ورد في ملتقى أهل التفسير للشيخ الحسن محمد ماديك قوله :
السامري من المنظرين وهو الدجال المنتظر
وإن السامري الدجال كذلك من المنظرين لقوله قال فاذهب فإن لك في الحياة أن تقول لا مساس وإن لك موعدا لن تخلفه سورة طـه 97 من قول موسى ومن أعلم من موسى الذي كلمه ربه وآتاه التوراة ـ بخبر السامري ـ ويعني قول موسى أن السامري منظر لن يموت في عهده وإلا لقتله موسى بيده ولا يخفى أن موسى أمر بقتل عبدة العجل كما في قوله وإذ قال موسى لقومه يا قوم إنكم ظلمتم أنفسكم باتخاذكم العجل فتوبوا إلى بارئكم فاقتلوا أنفسكم البقرة 54 .
وقوله قال فاذهب فإن لك في خطاب السامري من المثاني مع قوله قال اذهب فمن تبعك منهم في خطاب إبليس لدلالة كل منهما على الإنظار أي أن العقاب أخر عن كل منهما .
وقوله فإن لك في الحياة يعني أن إنظاره هو إلى آخر الحياة وهي أعم من حياة السامري لو لم يكن من المنظرين وكما في الحديث الصحيح "إن يكن هو فلن تسلط عليه " قاله النبي لعمر لما أراد قتل ابن صياد ظنا منه أنه هو الدجال . اهــ
أنظر ما سطرت تحته و لونته لك بالأحمر فهو حديث في صحيح البخاري و فيه دلالة قوية على أن الدجال لا يموت إلا في آخر الزمان و ليس في زمن النبي أي أنه واحد من المنظرين فما الإشكال. ثم ألا يكفيك القول المفصل لأهل العلم الذي أوردناه أم لم يملأ عينيك أم أنك أعلم منهم ؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
و فيه قول الإمام الشنقيطي رحمه الله : هذا نص صالح للتخصيص يخرج الدجال من عموم حديث موت كل نفس في تلك المائة .
يقول الشيخ الحسن ماديك تتمة لكلامه في ملتقى أهل التفسير : وقوله ''وإن لك موعدا لن تخلفه'' دليل آخر على الإنظار وأن موعده متأخر عن موسى وإلا لقتله موسى ولكن موعده هو خروجه في آخر هذه الأمة ليعيث فيها فسادا أربعين يوما ثم ينزل الله عيسى ابن مريم فيقتله في باب لد كما أخبر خاتم النبيين في بيان موعد لن يخلفه السامري الدجال بعد خروجه من سجنه ، والعجيب أن النبي لم ينكر حياة الدجال لما أخبر عن ابن صياد في المدينة وإنما ذهب ليراه ولو لم يكن الدجال حيا آنذاك لأخبرهم أنه لم يولد بعد .
و حاول أن تركز على ما لونته بالأحمر و دع ما عداه من اجتهاد الشيخ فليس موضع حديثنا.
رابعا واخيرا:الدجال قصير،افحج:اى مقوس الساقين ويضاف إلى ذلك:الدجال اعور اليمنى واليسرى وكل هذا لا يتضح فى محبوس الجزيرة فليس هو.
جاء فى الفتح 13/97 : قال ابن القيم رحمه الله : " قوله قصير ، يدل على قصر قامته ، وقد ورد فى ( حديث تميم رضى الله عنه ) أنه أعظم إنسان ، ووجه الجمع أنه لا يبعد أن يكون قصيرًا بطينًا عظيم الخلقة " .
و يدل على ذلك حديث النبي صلى الله عليه و سلم الذي أخرجه البخاري و مسلم عن ابن عمر - رضي الله عنهما -: ((فإذا رجل جسيم أحمر))
فالأحاديث متوافقة و ليست متعارضة فعلام الاعتراض ؟
و بالنسبة للقصر فالرواية التي ورد فيها وصف الدجال على أنه قصير ليست عند البخاري و لا عند مسلم فكيف ترد الحديث الأصح الذي صححه البخاري و مسلم بحديث دونه صحة و هو الحديث الذي رواه أبو داود عن عبادة بن الصامت رضي الله عنه : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إِنِّي قَدْ حَدَّثْتُكُمْ عَنْ الدَّجَّالِ حَتَّى خَشِيتُ أَنْ لا تَعْقِلُوا ، إِنَّ مَسِيحَ الدَّجَّالِ رَجُلٌ قَصِيرٌ أَفْحَجُ جَعْدٌ أَعْوَرُ مَطْمُوسُ الْعَيْنِ لَيْسَ بِنَاتِئَةٍ وَلا حَجْرَاءَ فَإِنْ أُلْبِسَ عَلَيْكُمْ فَاعْلَمُوا أَنَّ رَبَّكُمْ لَيْسَ بِأَعْوَرَ " رواه أبو داود برقم 3763 ، والحديث صحيح ( صحيح الجامع الصغير / حديث رقم 2455 ) .
بقيت لنا صفة العور التي لم ترد في حديث تميم، فأقول :
أولا : لنفرض أن هناك أكثر من صفة لم ترد في حديث تميم فبناء على شرطك هل لنا أن نرد أحاديث الدجال كلها لأن بعضها يكمل بعضا و لأن بعضها لا يذكر كل ما جاء ذكره في البعض الآخر ؟
ثانيا : من أحاط إلا الله بكل شيء علما ؟ هل علمت أنت لماذا لم تأت صفة العور مثلا في حديث تميم ؟ بمعنى لماذا الجزم بأنه يكون أعور قبل خروجه فإن عور الدجال حسب بعض أهل العلم لا يصيبه إلا بعد ادعاء الألوهية . و قد يكون عوره حين رآه الصحابي تميم و من معه مخفيا حينها ربما أخفاه الشياطين بسحرهم و الدجال نفسه يؤتيه الله القدرة على الشيطنة و التلبيس فربما أخفى حينها أبرز صفاته عنهم. و المهم أن الصحابة و أهل العلم لم يكونوا يكثرون الأسئلة و قد تلقوا هذا الحديث و غيره بالقبول لقاعدة معروفة عند أهل السنة جميعا و هي أن عدم العلم لا يلزم منه العلم بالعدم فلماذا ننكر نحن بعقولنا ما لم نحط به علما.
ثانيا:الدجال يخرج من اصبهان من غضبة يغضبها لا من جزيرة فى البحر ولا من حبس.
في حديث تميم أيضا ذكر خروجه من المشرق بعد ذكر أنه في جزيرة فأين التعارض ؟ هل وجوده في البحر أول الأمر يلزم منه مثلا بقاءه فيه ؟
يقول القرطبي رحمه الله في حديث تميم و موضع الدجال :
" هذا كله كلام ابتداء على الظن ، ثم عرض الشك ، أو قصد الإبهام ، ثم بقي ذلك كله ، وأضرب عنه بالتحقيق ، فقال : لا ! بل من قبل المشرق ، ثم أكد ذلك بـ ( ما ) الزائدة ، وبالتكرار اللفظي . فـ ( ما ) فيه زائدة ، لا نافية .
وهذا لا بعد فيه ؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم بشر يظن ويشك ، كما يسهو وينسى ، إلا أنه لا يتمادى ، ولا يقر على شيء من ذلك ، بل يرشد إلى التحقيق ، ويسلك به سواء الطريق .
والحاصل من هذا أنه صلى الله عليه وسلم ظن أن الدجال المذكور في بحر الشام ؛ لأن تميما إنما ركب في بحر الشام ، ثم عرض له أنه في بحر اليمن ؛ لأنه يتصل ببحر متصل ببحر اليمن ، فيجوز ذلك . ثم أطلعه العليم الخبير على تحقيق ذلك فحقق وأكد ". انتهى من "المفهم لما أشكل من تلخيص صحيح مسلم" (7/300).
ثالثا شكوك جابر بن عبد الله فى ابن صائد والمناظرة التى وقعت بينهما حول كونه الدجال رغم ان جابرا رضى الله عنه ممن روى حديث الجساسة لقطعى ويقينى فى أن الصحابة والجيل الأول لم يعتقدوا أن الدجال محبوس فى جزيرة لأنه لو كان الدجال فى جزيرة فلماذا استمر جابر وغيره فى الشك بابن صائد انه الدجال؟
قال البرزنجي : " ... أحاديث ابن صياد كلها محتملة ، وحديث الجساسة نص فيقدم ، ومما يرجح أنه غيره أن قصة تميم الداري متأخرة عن قصة ابن صياد ، فهو كالناسخ له "
و ثبوت حديث تميم يجعل من البديهي أن الرواية جاءت متأخرة !!
قال النووي في شرحه لصحيح مسلم: وكان أمر ابن صياد فتنة ابتلى الله تعالى بها عباده فعصم الله تعالى منها المسلمين ووقاهم شرها، قال: وليس في حديث جابر أكثر من سكوت النبي صلى الله عليه وسلم لقول عمر، فيحتمل أنه صلى الله عليه وسلم كان كالمتوقف في أمره ثم جاءه البيان أنه غيره كما صرح به في حديث تميم.
وقال ابن كثير رحمه الله : " والمقصود أن ابن صياد ليس بالدجال الذي يخرج في آخر الزمان قطعا ، وذلك لحديث فاطمة بنت قيس الفهرية ، فإنه فيصل في هذا المقام "
........
و أما عن ادعاء أن حديث تميم من الإسرائيليات فهذا تفصيل الرد عليه من موقع بيان الإسلام :
http://www.bayanelislam.net/Suspicio...2&value=&type=
Bookmarks