النتائج 1 إلى 1 من 1

الموضوع: بين رافعة الحرم والنصارى والملحدين !!

  1. #1

    Exclamation بين رافعة الحرم والنصارى والملحدين !!


    بين رافعة الحرم والنصارى والملحدين !!
    مقال كتبته في صفحة حقيقة الملحدين والعلمانيين العرب على الفيسبوك ورأيت نقله هنا لأهميته

    واقعية الإسلام - بالنصوص والتاريخ - : تفضح شماتة النصارى والملحدين في حادث الحرم المكي !!

    بالأمس تحدث معنا أحد الناس مُستنكرا وقوع حادث سقوط الرافعة الضخمة بالحرم المكي وما تسبب عنه من موت العشرات وإصابة غيرهم - وأنه من ساعتها لا يعرف أن يرد على الملحدين والنصارى الشامتين !!

    فقلنا له : أما النصارى : فهم آخر مَن يتحدث عن ذلك !! أولا : لأنه ليس في ديننا أن الكعبة أو الحرم مقدسين لذاتهم (أي لذات الطوب والحجارة والرخام والبناء إلخ) !! بعكس دينهم المُحرف الذي يترعرع على تقديس التماثيل واعتقدهم حلول المسيح فيها وأمه مريم عليهما السلام إلى غير ذلك !!
    وهنا ما عليك إلا أن تذكرهم بحادثة الصاعقة التي نزلت من السماء على تمثال المسيح الضخم في أوهايو الأمريكية عام 2010 فأحرقته عن آخره ولم يتبق من التمثال إلا هيكله المعدني الداخلي !! وكذلك حادثة ضرب تمثاله الأشهر في البرازيل مرتين !!

    فإذا قال لك كيف يقع الأذى بالمؤمنين في بيت ربكم : قل له هذا ليس بشيء - ولكن انظر لربكم نفسه الذي وقع به أشد الأذى والاستهزاء في دينكم المحرف عند صلبه وقتله !!!!

    وأما الملحدين ....
    وهنا استوقفنا قائلا : هذا رد ممتاز ولكن .. هناك بالفعل آيات في القرآن تقول أن مَن دخل الحرم في مكة سيكون في أمان : وهذا إخبار من الله نفسه في اكثر من آية !!

    فسألناه : هل الاستنكار هنا هو أن هؤلاء كانوا يعملون عملا تعبديا عظيما (وهو العمرة أو الطواف مثلا) ثم وقع لهم مكروه أو أذى أو قتل ؟

    أم تستنكر ان وقع ذلك بالحرم عند بيت الله الذي أخبر أن يكون آمنا ؟

    فاختار الأولى - فقلنا له : لو كل مؤمن أو مسلم يقوم بعمل تعبدي عظيم ولا يمسه مكروه أو أذى أو قتل : لكان الأولى بذلك هم المُجاهدون في سبيل الله ؟!! فارتبك ولم يعرف أن يرد !!! ثم قال : لا لا .. أخبرتك أن المشكلة في إخبار الله أن مَن يدخل الحرم سيكون في آمان ؟

    وهنا قلنا له : نعم .. أخبر الله سبحانه عن تأمين الحرم - أي أمره عز وجل للناس أن يجعلوه آمنا - وذلك منذ دعاء إبراهيم عليه السلام : وما القاه الله عز وجل في العرب من تعظيم البيت الحرام وتامين مَن فيه رغم شركهم - حيث لم يكن يمنعهم رسالة ولا دين - وهذه مِنة يمنها الله تعالى على أهل مكة وقريش وقت النبي يُذكرهم بها

    يقول تعالى :
    " وإذ جعلنا البيت مثابة للناس وآمنا " البقرة 125
    ويقول كذلك في القصص 57 :
    " أو لم نمكن لهم حرما آمنا يُجبى إليه ثمرات كل شيء رزقا من لدنا "
    وهي استجابة كما قلنا لدعاء إبراهيم عليه السلام في البقرة 126 :
    " وإذ قال إبراهيم رب اجعل هذا بلدا آمنا وارزق أهله من الثمرات "

    فهنا كان الأمر من الله تعالى والذي توارثه أهل مكة وقريشوالعرب المحيطين بهم :
    " إن أول بيت وضع للناس للذي ببكة مباركا وهدى للعالمين - فيه آيات بينات مقام إبراهيم ومن دخله كان آمنا " آل عمران 96 : 97

    وهذا موضع مِنة من الله تعالى على أهل مكة وقت النبي كما قلنا :
    " أولم يروا أنا جعلنا حرما آمنا ويتخطف الناس من حولهم " العنكبوت 67

    فقاطعنا السائل قائلا : لا لا لا .. أنت هكذا تتهرب !! أنت تريد أن تجعل إخبار الله في القرآن عن أمن مَن في الحرم : أنه أمر من الله لتأمين مَن في الحرم ؟!!

    فقلنا له : نحن لا نتهرب من شيء !! أنت الذي لا تقرأ التفاسير ولا علم لك باللغة العربية وبلاغتها وأساليبها أصلا !! والسؤال :
    هل كل جملة خبرية تاتي بمعنى الإخبار عن شيء واقع ؟ أم أنها قد تكون إنشائيا بمعنى الأمر ؟

    فتح فمه وكأنه لم يفهم شيئا !! فقلنا له : خذ هذا المثال ....
    عندما يقول الله تعالى في جملة خبرية :
    " والمطلقات يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء " البقرة 228
    هل تفهم من هذا أن كل مطلقة جبرا عنها وقسرا عنها لا تستطيع الزواج أبدا إلا بعد الانتظار ثلاثة قروء ؟!!

    قال : لا ...! فقلنا له :
    هذه الجملة الخبرية هنا أتت بمعنى الأمر أي : على المطلقات أن يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء !! أرأيت ؟؟

    فالأمر من الله هو للناس ثم للمسلمين بتأمين الحرم - وهو بالفعل آمن أغلب الأوقات على مر القرون والعصور - ولا يمنع ذلك من وقوع بعض الاعتداءات فيه قديما وقريبا - من أيام فتنة عبد الله بن الزبير والتي رميت فيها الكعبة بالمنجنيق وقتل فيها المسلمون داخل الحرم - ومرورا بفتنة القرامطة الباطنية وقتلهم للمسلمين بالكعبة وردم بئر زمزم بهم وسرقة الحجر الأسود سنينا حتى عاد - وقريبا مما فعله الشيعة الروافض في الحرم في ثمانينات القرن الماضي ميلاديا

    بل وحتى في مواسم الحج نفسها وحوادث تدافع الحجيج في رمي الجمرات وموت العشرات وربما المئات منهم - كل ذلك لم يكن يرى فيه أي عاقل أي شبهة ولا علامة على عدم صحة الإسلام من عدمه !!

    اللهم إلا في عصر الجهل هذا الذي يعتبر البيئة الأفضل للإلحاد !!
    فالجهل أحد أهم روافد الإلحاد وأكثرها !!

    وأخيرا بدى عليه الاقتناع ولكن : سألنا إن كان المفسرون قالوا ذلك حقا ؟؟ فنقلنا له الكلام التالي من أحد أقدم المفسرين وهو الطبري رحمه الله يقول :

    " وقوله: ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا ) يقول تعالى ذكره، مُذكرا هؤلاء المشركين من قريش، القائلين: لولا أنـزل عليه آية من ربه، نِعْمَتَه عليهم التي خصهم بها دون سائر الناس غيرهم، مع كفرهم بنعمته وإشراكهم في عبادته الآلهة والأنداد: أولم ير هؤلاء المشركون من قريش، ما خصصناهم به من نعمتنا عليهم، دون سائر عبادنا، فيشكرونا على ذلك، وينـزجروا عن كفرهم بنا، وإشراكهم ما لا ينفعنا، ولا يضرّهم في عبادتنا أنا جعلنا بلدهم حرما، حرّمنا على الناس أن يدخلوه بغارة أو حرب، آمنا يأمن فيه من سكنه، فأوى إليه من السباء، والخوف، والحرام الذي لا يأمنه غيرهم من الناس، ( وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ) يقول: وتُسْلَب الناس من حولهم قتلا وسباء.
    كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، في قوله: ( أَوَلَمْ يَرَوْا أَنَّا جَعَلْنَا حَرَمًا آمِنًا وَيُتَخَطَّفُ النَّاسُ مِنْ حَوْلِهِمْ ) قال: كان لهم في ذلك آية، أن الناس يُغزَون ويُتَخَطَّفون وهم آمنون.
    وقوله: ( أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُونَ ) يقول: أفبالشرك بالله يقرّون بألوهة الأوثان بأن يصدّقوا، وبنعمة الله التي خصهم بها من أن جعل بلدهم حرما آمنا يكفرون، يعني بقوله: (يكفرون): يجحدون.
    كما حدثنا بشر، قال: ثنا يزيد، قال: ثنا سعيد، عن قَتادة، قوله: (أَفَبِالْبَاطِلِ يُؤْمِنُون ): أي بالشرك ( وَبِنِعْمَةِ اللَّهِ يَكْفُرُونَ ): أي يجحدون.
    =====================

    وهنا قال : جميل جدا فتح الله عليكم .. إذن ماذا عن الملحدين ؟

    فقلنا له : هل من أدلة وجود الخالق التي كنت تحاور بها الملحدين : أنك تقول لهم أنه لا يقع مكروه للمسلمين أبدا ولا في الحرم المكي أبدا ؟!! فقال لا !! فقلنا له : إذن إثارتهم لهذا الموضوع هنا هو تهرب مكشوف كعادتهم إلى حجج (عاطفية) لمداراة هزيمتهم الدائمة أمام الحجج (العقلية) و (العلمية) على وجود الخالق عز وجل !!

    بل أصلا في حوارنا معهم عن وجود الخالق : لا نحاورهم أولا من منطلق الإسلام كما تعلم - ولكن من منطلق إثبات وجود خالق (أيا ما كان اولا) ثم نتدرج بهم بعد ذلك في صفات هذا الخالق ثم التدليل على صحة الإسلام

    وهنا يتبين لك مدى سفاهتهم وإفلاس حجتهم عندما يعرضون لك مثلا صورة للناس وهم يطوفون في الحرم وقت السيول - فيقولون لك أين الله ؟! وهل قال الله أن ذلك لن يحدث ؟ ديننا واقعي !!

    أو يأتون لك بصورة مقاومة الصواعق على قبة المسجد النبوي فيقولون لك : لماذا لا تتركون حمايتها لله !! فنقول لهم وهل قال الله ذلك في قرآن أو سنة ؟!! أم أمرنا في كل شأننا بأن نعمل بالأسباب ونأخذ بها ونحن نتوكل عليه ؟!

    وعلى هذا قس عشرات من ألاعيبهم (العاطفية) !!

    فتهلل وجهه قليلا وقال نعم .. ثم عاد فقال : ولكن ماذا عن سؤالهم عن الحكمة من وقوع موت في الحرم ؟؟ على اعتبار أن الله حكيما ؟
    فقلنا له : كل شيء يجري بقضاء الله تعالى وقدره .. يمتحن عباده بالسراء فيرى مَن يشكر - وبالضراء ويرى مَن يصبر - ويُحب أن يتخذ من المسلمين شهداء :
    " وليعلم الله الذين آمنوا ويتخذ منكم شهداء " آل عمران 140

    ولو كان موت زوار بيت الله أو المُحرمين يبعث على الشك في الدين وصحة الإيمان والإسلام أو وجود الله : فلماذا لم نرى ذلك طيلة 1400 عام وقد وقع حادث مثله في وقت النبي نفسه صلى الله عليه وسلم ؟!!! فعن ابن عباس رضي الله عنهما قال :
    " وَقَصَ (أي سقط) رجل عن راحلته وهو مُحرم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اغسلوه بماء وسدر وكفنوه في ثوبيه ولا تخمروا رأسه فإنه يُبعث يوم القيامة مُلبيًا "
    رواه البخاري ومسلم وغيرهما

    والسؤال :
    لماذا لم يستوقف ذلك الحادث أي مسلم سواء في وقت النبي أو بعده وقال : لماذا يُقدر الله على هذا الرجل المُلبي المُحرم سقوطه من على دابته ؟! أليس كل شيء بقدر الله ؟!!

    والإجابة :
    أن كل الابتلاءات والمصائب بالفعل التي تصيب البشر هي أصلا بقضاء الله وقدره !! فماذا بعد ؟!

    يقول عز وجل في سورة الحديد 22 :
    " ما أصاب من مصيبة في الأرض ولا في أنفسكم إلا في كتاب من قبل أن نبرأها إن ذلك على الله يسير "

    ومن ذلك أن المسلمين يموتون أحيانا في الحرم - في الحج أو العمرة أو أي وقت آخر - تارة بسبب الزحام وتارة بسبب السقوط وتارة بسبب الاختناق أو الحرائق إلخ إلخ - وكلها حوادث كانت ولا زالت تقع إلى وقتنا الحالي في مخيمات منى أو المزدلفة أو عند رمي الجمرات !! -

    ومما يدلك على العجب هنا :
    أنك ترى المسلمين يمدحون أولئك الذين ماتوا في الحرم في يوم الجمعة سواء كانوا مُحرمين أو غير مُحرمين - فالمُحرم نفسه سيُكفن في إحرامه ويُبعث مُلبيا كما أخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح !!
    بل ويكفيهم قول الله تعالى في سورة النساء 100 :
    " ومَن يخرج من بيته مهاجرا إلى الله ورسوله ثم يدركه الموت فقد وقع أجره على الله وكان الله غفورا رحيما "

    قارن ذلك بمئات حوادث الموت في الطرقات بأشنع من ذلك يوميا في كل مكان في العالم سواء بلاد مسلمين أو غير مسلمين !!

    والآن ....

    ماذا عن الملحد إذا مات له أحد ؟ صديق أو زوج أو قريب ؟
    الضحك كل الضحك إّا رأيته - في تلك اللحظات بالذات - يتحدث عن القيمة والغاية والراحة بعد الموت وما تركه للناس ؟!
    وذلك لأن الإلحاد حالة عدمية من الغاية في الحياة بلا هدف !! ذرات أتت ثم ذهبت هذه كل القصة عندهم !! فلماذا التمسح إذن في (المعنى) و (القيمة) هنا ؟
    التعديل الأخير تم 09-22-2015 الساعة 08:32 PM

معلومات الموضوع

الأعضاء الذين يشاهدون هذا الموضوع

الذين يشاهدون الموضوع الآن: 1 (0 من الأعضاء و 1 زائر)

Bookmarks

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
شبكة اصداء